قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

علمت شهد على الفور بصاحب هذا الصوت فهي تعلمه جيدًا، هذا الصوت الذي يجعلها ترتعد من مجرد سماعه، إلتفتت بخوف وحذر لتجد يقف وهو ينظر لهم بحدة وتوعد، إستشف عمر من نظراتها المرعوبة انه أبن عمها لأنه رَأى أخيها سابقاً، نهض بكل هدوء ثم نظر لمصطفي ببرود وقال بهدوء حَذِر..
أمممم مين حضرتك يا أستاذ؟
اصبَحت نظراته اكثر حِدة وجز على أسنانه بغيظ شديد ثم هتف بصوت أجش قائلاً:.

انا ابن عمها، وجاى عشان أخد بنت عمي وأمشي من هنا
أقْتَرب عمر ببطئ من مصطفي واضعاً يده في جَيب بنطالُه الكحلي، ثم نظر لمصطفي وتابع ببرود أتقَنهُ..
لأ، مراتي مش هاتروح مع حد من هنا
ضغط مصطفى بيديه بقوة من برود عمر الغير مُتناهي، لم يعرف ماذا يجب ان يفعل ولكنه فكر سريعاً بعقله الشيطاني الذي سيوديه حتماً إلى المصائب، ثم اخذ نفساً عميقاً واخرجه ببطئ ثم تابع بخبث قائلاً..

شهد مش هاتبقي مراتك ولا عمرها هاتكون لحد غيرى، فاهم، وإبعد عن طريقي عشان ماعملش حاجة مش هاتعجبك ابداً
نظر له عمر مباشرة وحك ذقنه بطرف إصبعه الأسمر ثم باغته بلكمة مفاجأة، و تحول بروده فجأة إلى غضب شديد، كأن جملته اشعلت النيران بداخل قلبه الذي بدا يشع نيران الحب المتلهفة لشهد..
اصبحت شهد ترتجف مكانها بخوف ووضعت يدها على فاهها بشهقة وحسمت الأمر بعقلها وان حتماً احدهم سيموت..!

اصابت مصطفي حالة من الجنون من تجرأ عمر عليه بهذه الطريقة وخصوصاً امام شهد التي يجب ان يبدو امامها اقوى رجل، مسح فمه ليجده ينزف، نظر لعمر بحدة وهو يتشدق ب:
انا هاعرفك أنا مين يا ******، يا زبالة.

ثم إقترب منه بسرعة محاولاً تسديد اللكمة له ولكن تفاداها عمر بمهارة، ثم سدد له الضرب مرة أخرى، علم ان مصطفي لن يستسلم بسهولة ابداً، أخرج المسدس الذي كان في ظهر بنطاله ليرفعه بوجه مصطفي، حدق به مصطفى بصدمة وصدرت منه شهقة مكتومة، بصق عمر في وجهه ثم تابع بصوت صلب..
برة، غوور برة، هأقتلك وهاطلب البوليس وأقول بيتعدى على حرمة بيتي وعايز ياخد مراتي بدون إرادتي وكان دفاع عن النفس، يعني خلصانه يا باشا..!

شعر مصطفي بإهانة كبيرة له ولكرامته كرجل شرقي، وأراد لو يستطيع قتل عمر في هذه اللحظة، ولكنه فكر وهو ينظر له نظرات متوعدة ويحدث نفسه فكان عمر كلامه صحيحاً حقاً، فلو نفذ ما يقوله حقاً سيخرج منها بسهولة ويذهب مصطفي هدر..
نظر لشهد التي كانت تنظر لعمر متلهفة وإزداد إرتجافها وهي ترى نظراته وتعلم معناها جيداً ونواياه الدنيئة تجاهها..
اكمل بعدما اعاد نظره لعمر بشراسة قائلاً..

انا ماشي بس قسماً بربي يا شهد ما هاسيبك غير وأنتي مراتي، ولو مابقتيش مراتي هاخد منك إلى انا عاوزه ووريني البيه هايبص في وشك ازاى بعد كدة.

لم يتحمل عمر اكثر وأقترب منه ببطئ متعمداً ان يثير توتره ثم فجأة اطلق الرصاص لتصيب مصطفي في ذراعه، صرخ مصفي بألم ووقع أرضاً وهو يتآوه، بدأت شهد في البكاء وازداد خوفاً كثيراً حتى شعرت إنها لن تستطيع التحمل اكثر من ذلك وان قلبها سيتوقف حتماً من كثرة خوفه وحالة الهلع المسيطرة عليه..
هتف بصوت صارم قائلاً: دى عشان تفتكرني كويس بعد كدة وماتجبش سيرة مراتي على لسانك يا حيوان.

حاول مصطفي النهوض وهو يتحامل على نفسه لينقذ نفسه فهي الأهم من أى شيئ، كان يتآوه من الألم الشديد، سار بخطوات متعرجة متجهاً للخارج وهو ممسك بذراعه..
نظر عمر لشهد بهدوء ليجدها مثل التي اصبحت في حالة هيستريا او جنون مؤقت، تهز رأسها بسرعة ودموعها تنزل بغزارة وتحيط نفسها بذراعيها، اقترب عمر منها ثم مسح على شعرها بهدوء لتهتف هي بتشنج قائلة..
كفاية بقا هو آآ عايز مني اية تاني، حرام خليه يبعد عني انا تعبت.

إزداد حزنها واكملت بضعف قائلة..
خلاني ابعد عن أهلي وأهرب وابقي جايبلهم العار وآآ وزمانهم بيكرهوني، وبردو جاى ورايااااا
لم تعد تقوى على البكاء والنحيب اكثر وحاولت كتم شهقاتها التي كانت ترفض الهدوء، شعر عمر بقلبه يتمزق على حالتها تلك، ود لو يستطيع ان يمحو كل الماضي المؤسف ذلك من ذاكرتها ويعيش معها حياة سعيدة دون وجود أى عقبات..

قلبه يدق، يدق بسرعة رهيبة وهو مقترب منها، ماذا حدث لماذا يدق في حين اقترابه منها، هل، هل احبها حقاً!
فجأة احتضنها وبقوة، لا يعلم هل يحضتنها ليهدأها ام يهدأ قلبه هو الذي كان يدق بسرعة كأنه يطلب منه قربها، لم تعترض هي حتى ولفت ذراعيها حول ظهره ثم تابعت بإهتياج قائلة..
عمر عشان خاطرى ماتبعدش عني
ابتسم بهدوء وشدد قبضته قليلاً كأنه يؤكد كلامها ثم رد بحنان قائلاً..
وحياة رعشة جسمك في حضني ما هسيبك ابداً.

في الكافيه،
وقعت كلمته كالصاعقة الكهربائية عليها و حدقت به رضوى بصدمة بينما ظل هو معلق نظره بها بهدوء حذر، وضعت وجهها بين راحتي يدها ثم زفرت بضيق شديد بدى على جميع ملامحها، نظرت له مرة اخرى دون ظهور اى رد فعل وهتفت بصوت قاتم قائلة..
يعني أية ولييية؟!
تنهد عبدالرحمن بأختناق وظهر الحزن على نبرة صوته وهو يقول..
كنت بأحب واحدة، بحبها اوى بس خذلتني وبعدت عني من غير اى مقدمات، انا ماتقبلتش دة وآآ.

صمت لبرهه كأنه لا يريد ان يتذكر ما مضي واخذ نفساً عميقاً ثم اخرجه ببطئ واكمل بإختناق اكثر قائلاً..
وبقت شخصية مش متقبلة إنها مابقتش في حياتي وشخصية كرهاها على قد ما حبيتهاا لأنها جرحتني اوى
كانت رضوى تتابعه بنظرها بهدوء وهي عاقدة ساعديها، لتعطيه الفرصة لأخراج كل مل بداخله حتى تتمكن من اتخاذ قرارها، نظر على النيل وتابع حديثه بهدوء حذر خوفاً من رد فعل رضوى عند معرفتها قائلاً..

واحياناً لما الشخصية التاني بتسيطر عليا ممكن اعمل اى حاجة، يعني كنت هأضرب والدى قبل كدة
شهقت رضوى بصوت مكتوم ثم تسائلت بخوف قائلة..
طب ومش بتتعالج لية؟
نظر لها مرة اخرى بإنكسار واردف بألم واضح قائلاً..
انا ماعنديش نقص يا رضوى، انا انسان طبيعي ومش محتاج علاج، دى بتحصلي قليل
هزت رضوى رأسها نافية وهي تفكر، هل تتركه وتتعايش مع خبث مها ومعاملتهم الجافة والقاسية ام تتزوجه وتتحمل معاناة مع مرض زوجها النفسي..

ابتلعت ريقها واستطردت بتفكير قائلة:
ممكن تسيبني أفكر يا عبدالرحمن، دة موضوع مش سهل ابداً.

امام احدى البنايات،
وصلت مها امام العمارة التي يقطن بها حسن، وترجلت من التاكسي ثم اخرجت بعض المال واعطتها له ليذهب هو وتنظر هي على البناية وتتجه لها، دلفت بهدوء لتجد الحارس يجلس وهو يدخن، ما ان رآها حتى هب واقفاً بسرعة ثم تنحنح قائلاً بحرج..
احم، حضرتك طالعة لمين؟!
اجابته مها بإيجاز: استاذ حسن
اومأ الحارس برأسه ثم هتف بصوت أجش قائلاً..
بس آآ هو آآ.

قاطعته مها بحركة بيدها ثم اكملت سيرها بخطوات واثقة، زم شفتيه بإعتراض وهو ينظر لها بغيظ ثم همس بنبرة غليظة قائلاً..
احسن، استلقي إلى جاي بقاا
وصلت مها إلى الشقة التي يسكن بها حسن ثم هندمت نفسها بسرعة ورسمت على وجهها أبتسامة هادئة ثم طرقت الباب، لم تجد استجابة فطرقته مرة اخرى ولكن بقوة اكثر قليلاً، فتح حسن الباب وعلامات الغضب على وجهه وهو يصيح قائلاً..
اييييية ياللي على الباب ما تصبر.

ضحكت مها بخفة على جملته في حين تحولت ملامحه للصدمة والأرتباك، حاول ان يبدو طبيعياً واخذ يتلفت للداخل وهو يقول بتوتر..
م مها!
اومأت مها برأسها مؤكدة ورفعت حاجبها الأيسر ثم ردت بتعجب قائلةً..
أيوة مها ولا كنت مستني حد تاني
قال حسن مسرعاً بأبتسامة زائفة..
لأ لأ طبعاً هاكون مستني مين يعني، ثواني وهألبس واجي معاكي
دفعته مها قليلاً لتدلف للداخل وهي تقول بدهشة ممزوجة بالمزاح..
ولية ننزل لما عش الزوجية موجود.

امسكها حسن بسرعة من ذراعيها واصبح وجهه لونه أصفر من التوتر ثم تابع بإصرار..
لا والله انا آآ انا قولت لازم ننزل عشان انا زهقت من قعدة البيت
نظرت له مها بتعجب وريبة معاً ثم وزعت نظرها بالداخل بشك، ولكنها هزت رأسها بهدوء لتنفض الشك من رأسها ثم استأنفت حديثها بهدوء حذر قائلة..
طب يلا بسرعة مستنياك هنا
اومأ حسن بهدوء واستدار ودلف للداخل وهو يتنفس الصعداء ووضع يده على صدره بخوف وهو يقول بغيظ..

اووف منك يا مها يعني كان لازم تيجي الوقتي بقااا
من إن انهي جملته حتى سمع صوت صراخ مها والمرآه التي كانت معه بالداخل، ركض بسرعة للخارج ليجد مها تشتبك مع الفتاة وهي تسبها وتلعنها، ممسكة بخصلات شعرها بقوة، خبط حسن على رأسه وهو يقول بحسرة..
يا لييييلة سووخة يا ولاد.

في منزل عمر،
لاحظت شهد تلك الوضعية التي هي عليها وتوردت وجنتاها خجلاً ثم حاولت ان تبتعد لتجد عمر الذي كان مغمض العينين يستنشق عبير عطرها الفواح الذي يسكر روحه بمتعة كبيرة، يضغط عليها بقوة إلى حداً ما كالطفل الذي لا يريد التفريط بالدمية الخاصة به ويمسكها بقوة خوفاً من اى دخيل يحاول ابعادها عنه..
ابتسمت شهد وسط دموعها ثم هتفت بهمس قائلة..
عمر
هز عمر رأسه وهو يقول بهدوء: هششش.

صمتت شهد واستمتعت بهذه الدقائق علها لن تُعاد مرة اخرى وتكون اللحظات الاخيرة، اختفت الابتسامة من وجهها ليحل محلها الخوف والحزن وهي تتذكر كلام مصطفي القاسي..
بعد ثواني ابتعد عمر لينظر في عيونها مباشرة ويرى انعكاس صورته في عيناها البنية، ابتسم ابتسامة عفوية ونظر لها نظرات لأول مرة تراها شهد في عيونه، لنقل نظرات، حب.

نظرت للأرض بسرعة من فرط خجلها وبدأت تفرك اصابعها كعادتها، علم عمر بمدى خجلها في هذه اللحظة، نظر على شفتاها الحمراويتين الذين يعطوها مظهر جذاباً، حاول تمالك نفسه ولكن لم يتمالك نفسه واقترب منها كثيراً وهو ممسك وجهها الصغير بكفي يده الخشنة..
ثم التهم شفتاها بشفتيه بنهم شديد، حاولت شهد إبعاده في البداية قليلاً ولكن استسلمت لقبلاته الحانية..

بعد قليل ابعدت وجهها عنه بهدوء، انفاث لاهثة مقابل انفاث تشعلها نيران الحب، هتفت بهدوء حذر قائلة..
عمر انا آآ...
قاطعها عمر بقبلة اخر بحب جارف وابتعد مرة اخرى وهو يلهث ثم قال بحنان..
شهد، انا بحبك، انا عايزك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة