قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

اتسعت حدقة عيناها وترى جثة شخص مُلقاة على الارض والدماء من حوله، كان يتآوه من شدة الألم، وضعت يدها على فمها وهي مصدومة كثيراً وهي ترتجف من الخوف ايضاً بينما صُدم عمر هو الاخر من وجودها امامه ثم اقترب من ذاك الشخص بسرعة ثم اتكأ وجس نبضه ليتأكد ان كان مات ام مازال على قيد الحياة ليجده مازال يتنفس، تنهد ثم حمله على كتفه وسط انظار شهد المعلقة عليه ثم خرج به خارح المنزل وكان امام البوابة فأنزله وفتح الباب ثم تنهد واتكأ وحمله مرة اخرى وسار بأتجاه الخارج وسار بخطوات سريعة قدر ما يستطيع وهو يتلفت حوله ثم رماه على الارض وهو فاقد الوعي واستدار ليعود لمنزله، وصل امام البوابة الخاصة بمنزله ثم دخل واغلق الباب خلفه واتجه للداخل وهو يبطئ خطواته حتى وصل امامها ليجدها كما هي تقف مصدومة من هول ما رأت، تقدم اكثر منها وهي ترجع للخلف بخوف، اقترب اكثر وهو يقول بصوت أجش..

انتي خايفة مني؟
اومأت هي برأسها بخوف شديد فهي ولأول مرة تقف امام مُجرم! في نظرها
ابتلعت ريقها بخوف وشعرت ان حلقها جف ثم ردت ب: انا عايزة امشي من هنا
نظر لها بنظرات غير مفهومة ثم تابع بأستنكار قائلاً: تمشي من هنا؟!
اومأت برأسها مؤكدة وهي ترجف كلما تذكرت شكل الرجل وهو ملقي امامها جثة هامدة، انهارت فجأة على الارض وهي تبكي ويعلو صوت شهقاتها، لم يتأثر هو ابداً ثم تابع بنبرات جامدة قائلاً..

مافيش مبرر يخليكي تمشي
صمتت عن البكاء عندما سمعت جملته ثم نهضت وحدقت به بغضب ثم صاحت قائلة: مافيش مبرر اييية انت مجنون انا شوفتك قتلت واحد ادام عيني يا مجرم
جز هو على اسنانه والغضب قد تملك منه واحمر وجهه من شدة الغضب فأقترب منها وامسك كفها وهو يغضط عليه بقوة قائلاً: اياكي تتجرأى وتتكلمي معايا كدة
ثم زمجر بصوت عالي، ساااامعة ولا لا.

كانت دموعها تسقط بغزارة وهي متألمة من ضغطته وتحاول ان تبتعد ولكن بالطبع القوة الجسمانية تختلف، تأوهت هي بألم قائلة: آآه ساامعة بس آآ ابعد
تركها وهو ينظر لها نظرات نارية وهي ولأول مرة منذ ان رأته تشعر بالخوف والرهبة منه مثل الان، رجعت بخوف اكثر للخلف والقي هو نظرة اخيرة عليها ثم نظر لملابسه التي يملؤها الدماء، دماء ذاك الرجل ثم استدار تاركاً اياها وسط صدمتها التي لم تزول.

في منزل رضوى،
حدقت رضوى بوالدتها بصدمة فهي لم تتخيل ان تجبرها والدتها على اى زيجة، هتفت بنبرات مختنقة قائلة..
انا عارفة انكم ملكمش ذنب في اختياراتي المتخلفة بس انا خلاص ماعدتش عايزة اتجوز يا أمي
نهضت والدتها من على الاريكة بعصبية مفرطة قائلة: يعني اية ماعدتيش عايزة تتجوزى يا ست رضوى، لا فوقي قولتلك هتتنيلي وتتجوزى وف اقرب وقت كمان
كادت رضوى تبكي ثم اردفت بجدية قائلة..
طب على الاقل الفترة دى سيبيني.

اغمضت والدتها عيناها كأنها تذكرت شيئاً ثم تابعت بجمود..
انا قولت إلى عندى
ثم التفتت لتغادر ولكن توقفت للحظة واستدارت نظرت لرضوى قائلة..
واعملي حسابك ان العريس واهله جايين الخميس الجاى فهمتي.

اومأت رضوى برأسه ثم اكملت الام سيرها تاركة رضوى خلفها انفجرت في البكاء الحاد وهي تتذكر ذلك الماضى المؤلم الذي لطالما تمنت ان تنساه وللأبد، كانت في الغرفة المقابل للصالون تجلس مها وهي تتصنع انها تنيم ابنها ولكن كان غرضها ان تتسمع إلى حديث والدتها مع اختها الاصغر، نظرت لها بشماته ثم خبطت برفق على سيف وقامت بتغطيته ثم نهضت متجهه للخارج بعد ان اغلقت الباب..
ما توافقي بقا وتخلصينا.

هتفت مها بتلك الجملة وهي تجلس بجانب رضوى التي لم تكف عن البكاء لحظة، نظرت لها رضوى وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء ثم ردت ب..
ارجوكي يا مها، إلى فيا مكفيني
جزت مها على اسنانها بغيظ قائلة..
وهو انا قولت حاجة ياختي، بنات توكس بصحيح
نهصت رضوى بنفاذ صبر من الأريكة ثم اتجهت نحو غرفتها وهي تتنهد بأختناق.

في منزل عمر،.

اتجه عمر للأعلى ثم فتح باب غرفته ودلف بهدوء، خلع قميصه ثم رماه على الارض بأهمال ودلف إلى المرحاض واغلق الباب خلفه، فتح الدش ووقف تحته والماء يسقط على جسده وهو يشعر ان الماء كما لو انها تنقيه هو شخصياً وتستطيع ان تمحو كل ما في ذاكرته من ذكريات يمقتها جدا، نظف نفسه من الدماء بالكامل ثم تناول المنشفة ونشف جسده وخرج، ارتدى شورت جينز من كحلي وجلس على الفراش بهمدان وهو يتذكر مقابلته مع المدعو ( حامد ) تنهد بضيق وهو يمرر يده على شعره الحريرى ونفض تلك الافكار من رأسه ومدد جسده على الفراش على امل ان يناام...

في الاسفل تجلس شهد على الفراش المتواجد في الاسفل وهي لم تتوقف عن البكاء، كانت ممسكة يدها ببعضها وهي تردد بعض الادعية، فشهد اساسها تخشي الله وتحبه وتسأله دائما ان يهديها للطريق الصحيح، نهضت وهي تمسح دموعها برفق مثل الاطفال ثم اتجهت للمرحاض في الاسفل وتوضأت وهي تتذكر ما حدث منذ قليل، خرجت بعد ان انتهت ونظرت لملابسها بحيرة حيث كانت ترتدى بنطال من اللون الاسد وتيشرت من اللون الاحمر وكما انها لا تملك حجابها طرحة ، زفرت بضيق وهي تقول لنفسها..

اعمل ايية دلوقتي بقاا ياارب انا تعبت.

اكملت سيرها للخارج ثم جلست على الفراش مثلما كانت ووضعت يدها على رأسها وهي تفكر ماذا يمكن ان تفعل، مرت دقيقتان وهي على نفس وضعها ثم خطرت ببالها فكرة، نهضت وهي تنظر للأعلي بتردد وخوف، سارت بخطوات بطيئة وهي تقدم قدم وتأخر الاخرى، وطلعت موجهه نظرها على احدى الغرف، وصلت امام الغرفة ومدت يدها لتفتح الباب ولكنها تذكرت جملة عمر وهو يحذرها ( لو فكرتي تدخلي هتحصل حاجة مش هتعجبك )، دفعها العند الذي بداخلها ان تتحداه اكثر وتدخل لترى ما بالداخل، فتحت الباب وهي تنظر لتندهش مما رأت امامها...

في الاسكندرية،.

امرأة تبدو في الخمسين من عمرها ذات شعر بني يخلطه خصلات بيضاء تدل على كبر سنها، ترتدى عبائة من اللون الاسود المنقشة وطرحة على شعرها ولكنها تظهر بعضه، كانت تبكي وتبكي وتنحب بخوف او يفضل ان يقال رعب بالفعل، كان يجلس بجانبها طفل في اوائل عمره 6 سنوات تقريباً ينظر لها بشفقة وحنان وخوف معاً، كانوا يجلسوا في منزل متوسط المعيشة وتحديداً في غرفة صغيرة غرفة اطفال عبارة عن سريران وبينهم كمدينو وفي الامام دولاب من اللون البني وغالبية الاساس من اللون البني، دخل رجل كبير في العمر ذو منكبين عريضين وعلى وجهه ملامح الغضب، نظر لها بحقد ثم هتف بشر قائلاً..

بردو مش ناوية تقولي يا ولية؟
هزت المرأة رأسها نافية وهي تتابع بكلمات متقطعة: والله ماهو آآ صدقني هو آآ بس يعني
قاطعها الرجل بصفعة مدوية هوت على وجهها بقسوة بالغة ثم أردف بغيظ قائلاً..
انا بقا هخليكي تعرفي تنطقي
ثم انقض عليها بالضرب المبرح وهي تصرخ من شدة الألم والطفل ذو الست سنوات يشاهدهم وهو يرجف ومنكمش في مكانه والدموع تنهمر من عيونه كالشلال بصوت مكتوم، صاح بنبرات جريئة طفولية قائلاً..

بس سيبهاا حرام عليك سيب ماما
حدق به الرجل بغضب وعروقه تظهر على وجهه والمرأة مُلقاة على الارض والدماء تملأ وجهها، ضربه الرجل على وجهه ضربة اوقعته على الفراش، خاف الطفل اكثر ورجع للخلف بينما تابع الرجل قائلاً..
غوور ف داهية ملكش فيه
ثم عاود النظر للمرأة وهي تتآوه متابعة بألم شديد: آآه حرام عليك دا طفل سيبوا، دا مهما كان ابنك.

ركلها الرجل برجله بقوة جعلت الدماء تزداد مع ازدياد صرخة المرأة ثم اتكأ للأسفل ممسكاً اياها من شعرها وهو يقول بنبرات جافة..
انا ماعندييش عيال فاهمة
ثم ترك رأسها وهو يدفعها لترتطم بالحائط وتفقد المرأة وعيها او بمعني اوضح تغادر الحياة، حدق بها بجمود ثم اتكأ مرة اخرى ووضع يده امام فمها ليرى ان كانت تتنفس ام لا ليجد نفسها متقطع.

استدار وغادر ببرود متناااهي تاركاً اياها تغادر تلك الحياة الظالمة لها وسط ذهول طفلها الذي لم يتعدى العشر سنوات...

في احدى مدن الصعيد،.

في منزل عائلة الهوارى تحديداً في غرفة والد شهد، غرفة كبيرة مكونة من سرير كبير من التراث القديم واثاث فخم وغسالة وتلفاز وحمام في الجانب، يجلس والدها على احدى الكراسي ممسك السبحة في يده وهو يسبح بهدوء، نهض من على الكرسي واتجه نحو المصلاة وامسك بها ثم فرشها بأتجاه القبلة وبدأ يصلي العصر، في نفس الوقت طرق محسن الباب بقوة فلم يجد رد، دفع الباب ودلف ليجد والده يصلي، جلس على الفراش منتظراً ان ينهي صلاته والابتسامة على وجهه، انتظره لمدة 6 دقائق تقريباً وانهي والده الصلاة فهتف محسن بأبتسامة قائلاً..

حرماً يابوى
جمعاً يا ولدى، مالك الفرحة مش سيعاك
اردف والده بتلك الجملة قبل ان ينهض ويلم المصلاة ويجلس لجانب محسن على الفراش، تنحنح محسن وابتسامته تزداد في الاتساع ثم تابع قائلاً..
لجيييتها يابوى لجييتها
عقد والده حاجبيه ثم سأله بعدم فهم قائلاً..
هي مين دى إلى لجيتها يا محسن
محسن بتوضيح ومكر: شهد، لجيت ( لقيت ) شهد يابوى لجيتها واخيراً لجييييتهاا...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة