قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس

نظر له والده بصدمة يشوبها الفرحة ايضاً ثم ابتسم ابتسامة واسعة ورد ب: بجد يا ولدى لجييتها؟
اومأ محسن برأسه مؤكداً وهو يرى معالم الفرحة البادية على وجه والده ثم اكمل قائلاً: بالصدفة جابلت واحد قالي انه شافها وهي راكبة قطر رايح القاهرة، وبطريجتي بجي عرفت راحت فين بالظبط وعملنا البتاع ديا إلى بيجولوا عليه دا
عقد والده حاجبيه بأستغراب وهو ينظر له متسائلاً: اية البتاع دا يا ولدى!؟

ابتلع محسن ريقة ثم تابع بشرح قائلاً..
يابوى، الواد عطيه جالي انه في حاجة اكدة نجدر نتتبع مكانها من التلفون واخر مكان وصلتله ف الهرم والاشارة انجطعت
اومأ والده رأسه متفمهاً بتنهيدة تحمل الكثير ثم أردف بصوت آمر قائلاً..
تطلع دلوجت يا محسن وتاخد رجالتنا معاك وماترجعش إلا مع اختك، فاهم؟
ابتسم محسن ونهض بفخر، فهو سيجلب اخته ويغسل عاره بيده، بدلاً من ان يجدها مصطفي وتُقتل على يده.

هذا ما كان يفكر به محسن قبل ان يتابع قائلاً بفخر يظهر عليه جلياً..
اوعدك يابوى ماراجعش إلا معها، مع شهد عشان اجيبها واحطها تحت رجليك
هز والده رأسه بموافقة مع ابتسامة صفراء ثم خبط على كتفه برفق وهو يقول..
مع السلامة يا ولدى
مع السلامة يابوى
هتف محسن بتلك الجملة وهو يستدير ليغادر الغرفة استعداداً للسفر للقاهرة بينما ريح والده جسده على الفراش بتعب
وهو يضع يده على قلبه بألم دفين قائلاً..

آآه يابتي آآه منك، كان اية لازمته تعملي كده بس، خلتيني هأعمل حاجات كتير جوى ماعايزهاش.

في منزل عمر،.

دلفت شهد إلى الغرفة لتنصدم مما رأت، حيث وجدت غرفة متوسطة بها الكثيير من الرسومات والصور التي لا تعد ولا تحصي لبنت يبدو من صورها انها كانت في ريعان شبابها، ظلت تنظر في جميع انحاء الغرفة ثم سارت للداخل بخطوات بسيطة وهي تتابع النظر للصور والاثاث المغطي بالاقمشة البيضاء، سارت خلف فضولها الذي قريباً سيودى بها إلى التهلكة ثم رفعت الغطاء عن احدى الصور الكبيرة وظلت تحملق بها بتركيز شديد ثم مدت يدها ورفعت الاقمشة عن الكرسي المجاور لها ونفضت الاتربة برفق لتجد الاتربة تعبء المكان، اخذت نفساً عميقاً ثم جلست على الكرسي برفق وهي ممسكة بالصورة في يدها، مالت برأسها قليلاً وهي تتفحصها ثم هتفت بهدوء قائلة: يا ترى انتي مين! ولية عمر ماكنش عاوز حد يشوف صورك.

ثم صمتت برهه واكملت بنفس الهدوء..
وياترى انتي عايشة اصلا ولا ميتة؟! ولو عايشة لية مش عايشة هنا!
ظلت تفكر وهي تنظر للصورة ولم تشعر بالدقائق او الساعات...

في غرفة عمر،
افاق عمر من ذلك الكابوس مردداً بفزع..
كفااااااية بقاا كفاااية، لييية دايماً بتلاحقني، لييية مش عايز تسيبني اعيش مرتاح ابعد عني بقاا.

جلس على الفراش بحزن عمييق ثم مسح بيده على شعره وهو يتذكر ماضيه منذ الطفولة وهو بالنسبة له كابوس ، خُيل له انه ان كان كبيراً لكان منع والده من قتل أمه ولكنه لم يقدر، لم يقدر على حماية والدته، لم يكن بعقله ان الاعمار بيد الله، كان يشعر بالألم منذ فقدانها ويريد ان يبكي ويبكي حزناً على موت أمه وهو طفل السادسة ولكنه اقسم ان لا يكون ضعيفاً ان يبدو قوياً امام الناس ولكن ماضيه دائماً يلاحقه حتى في نومه يتذكر مشهد موت والدته...

ابعد الغطاء عنه وهو ينظر للفراغ كأنه يتحدث مع شخص ما ثم هتف بكسرة قائلاً..
حتى انتي ماعرفتش احميكي سامحيني...
تنهد بحزن اعتاده منذ زمن ثم نهض من الفراش ونصفه الاعلي عارى ثم اتجه للمرحاض ليغتسل، امسك بالمنشفة ثم دخل الحمام واغلق الباب خلفه.

في منزل رضوى،
كانت تجلس رضوى على فراشها في غرفتها حبيسة منذ حديثها مع والدتها شعرها غير منظم، تبكي بكاء حاد كأن والدتها اخبرتها انها ستُعدم ليس تتزوج!، امسكت بالمنديل المجاور لها على الفراش ثم مسحت دموعها وارجعت رأسها للخلف وهي تتذكر ذلك اليوم الذي لن تنساه حتى الموت والذي اوصلها إلى ذاك الموقف وذلك الشعور بالنفور حتى من سيرة الزواج...
فلاش باك ل سنوات مضت..

رضوى في احدى الكافيهات المشهورة في المعادى ترتدى جيبة جينز وتيشرت احمر مرسوم عليه اطفال وطرحة صغيرة من اللون الاحمر والازرق، كانت الابتسامة على وجهها وهي تجلس على احدى المنضدات منتظرة شخصاً ما موجهه نظرها على البوابة، لا تضع اى مساحيق تجميل ف من الاساس رضوى ذات بشرة بيضاء وعيون بنية جميلة وملامح بريئة، شخصية مرحة جذابة،
جاء النادل بأتجاهها ثم رسم ابتسامة رسمية وهو يقول: اجيب لحضرتك اية يا فندم؟

هزت رضوى رأسها نافية وهي تجيب بجدية ب: لا متشكرة انا مستنية حد.

اومأ النادل برأسه متفهماً ثم استدار وغادر، بعد دقائق معدودة دلف الشخص المنتظر ( شهاب الألفي، شاب في اوائل الثلاثينات من عمره، ذو عيون سوداء حادة وبشرة سمراء إلى حداً ما وجسد رياضي يتمناه اى شاب، رموش كثيفة وعضلات مفتولة، والده متوفي، في بداية حياته بدأ بالعمل في احدى الشركات كموظف ولكن مع الوقت تطور عمله وافتتح شركة خاصة به، والدته غير متحكمة في حياته اطلاقاً بل انه يتحدث معها كصلة رحم ليس إلا ).

وصل امام المنضدة التي تجلس عليها رضوى ثم ابعد الكرسي وجلس ثم نظر لرضوى التي لم تبعد عينيها عنه منذ دخوله، تنحنح بنبرات جادة قائلاً..
احم ازيك يا رضوى؟
ابتسمت رضوى بتوتر ثم ردت ب: الحمدلله رب العالمين، ازيك انت؟
شهاب بهدوء: تمام الحمدلله
اردفت رضوى بتوتر يصحبه التساؤل قائلاً..
خير يا شهاب طلبتني وقولت ضرورى جدا قلقتني، خير اللهم اجعله خير؟
رضوى احنا لازم نبعد عن بعض.

هتف شهاب بتلك الجملة وهو ينظر لها بجمود في حين حدقت هي به بصدمة وهي غير مستوعبة ما سمعته للتو..
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم اجابته ب..
ههههه انت بتهزر يا شهاب، قول كنت عايز اية بجد يلا؟
تأفف شهاب ثم علت نبرة صوته قليلا وهو يكمل بجدية بالغة قائلاً..
رضوى انا بتكلم بجد، انا مش هأقدر اكمل معاكي انا ماحبتكيش
ظلت رضوى محملقة به بصدمة مصحوبة بالغضب الشديد ثم هبت واقفة فجأة وهي تلوح بيدها بصياح قائلة..

يعني اييية يعني انت كنت بتخدعني، خطوبة سنتين واشتغل فيهم واديك مرتبي ع اساس بنجهز شقتنا وانت المفروض بتجهز عشان نتجوز، تيجي قبل فرحنا بشهر تقولي مش هاقدر، انت اييية يا اخي حسبي الله ونعم الوكيل
غضب شهاب ثم امسك يدها وضغط عليها بعنف وهو يقف قائلاً بصرامة..
احنا ادام الناس بتبص علينا اترزعي.

هزت رضوى رأسها نافية وهي تمنع نزول دموعها بصعوبة ثم حملت حقيبتها واستدارت لتغادر وهي رأسه يكاد غير موجود اساساً، تسير وهي لا تعرف حتى اين ستذهب...
باك
مسحت دموعها السائلة على خديها بصمت كلما تذكرت ذلك اليوم المشؤم، تنهدت بألم وهي تقول بداخلها..
ياااارب، يارب زى ما دخلته حياتي خرجه منها وللأبد من غير ذكريات حتى ياااارب.

مددت جسدها اكثر على الفراش ثم غطت في نوماً عميق بدموعها التي لم تجف يوماً من عيناها...

في احدى مدن الصعيد،
كانت زوجة محسن في غرفة نومهم تعد الحقيبة من اجل سفر زوجها، انتهت من اعداد الحقيبة في نفس لحظة دخول زوجها الغرفة الذي احتضنها من ظهرها بحب فأبتسمت هي بهدوء ثم التفتت ونظرت له قائلة بأبتسامة..
انا جهزت لك الشنطة يا محسن
اومأ محسن رأسه متفهماً وهو يجيبها قائلاً بغزل: تسلم يدك ياحبيبتي.

( محسن ( 30 عام ) متزوج من ثلاث اعوام من احدى الفتيات في الصعيد بعدما أعجب بها ولكن حتى الان لم يرزقه الله بأطفال وهو لم يعترض على مشيئة الله لانه مكتفي ويحب زوجته وهي كذلك ولكن لا مانع انهم يحاولوا بكل الطرق ويدعوا الله ان يرزقهم بطفل، زوجته مريم فتاة طيبة وزوجة حنونة، كانت تحب شهد وتعتبرها اختها الصغرى وحزنت عند اجبارها على الزواج )
اردفت مريم بنبرات راجية قائلة: محسن ممكن طلب يعني؟

ابتسم محسن ثم رد بتساؤل قائلاً..
جولي يا مريم، محتاجة حاجة؟
هزت مريم رأسها نافية ثم تابعت قائلة..
ممكن لو يعني آآ لو لاجيت شهد ماتجساش عليها يا محسن، انت عارف انها هبلة وطايشة شويتين
ظهر الغضب على ملامح محسن ثم ابتعد عنها وتابع بغضب قائلاً..
جولتلك ماتتدخليش انتي، ويلا هأبعتلك الشغالة تاخد الشنطة، سلام
استدار وغادر الغرفة بينما جلست مريم على الفراش وزفرت بضيق وهي تفكر في مصير شهد القادم ثم هسمت قائلة..

يكون ف عونك ربنا يا حبيبتي.

في منزل عمر،.

خرج عمر من المرحاض وهو يلف المنشفة حول جسده ثم بدل ملابسه وارتدى ملابس خارجية عبارة عن بنطال اسود وتيشرت ازرق نصف كم ثم سرح شعره وهو ينظر لنفسه في المرآه ووضع العطر الذي يفضله دائماً واخذ موبايله واطفئ انوار الغرفة وفتح الباب وخرج بهدوء، نظر ليجد النور يخرج من الغرفة التي كانت مغلقة، اصبح وجهه الوان خشيتاً ان تكون شكوكه صحيحة، سرع في خطاه متجه لتلك الغرفة، حدق بها ليجد شهد تجلس على الكرسي كما هي ممسكة بالصورة، غضب بشدة واقترب اكثر ثم صاح بحدة قائلاً..

شهههههد
انتفضت شهد اثر الخضة ووقعت الصورة من يدها وهبت واقفة بخوف وهي تنظر لعمر بصدمة، لم تعرف كم من الوقت قضت وهي هكذا، نظرت للصورة التي انكسرت بصدمة ثم اتكأت لتلملم الصورة ويدها ترتعش، ظل عمر يراقبها وهو يجز على اسنانه بغيظ وغضب مكبوت ثم هتف بنبرة تشبه فحيح الافعي..
مش قولتلك اياكِ تقربي من الاوضة دى
ثم اكمل بصراخ: ولا انتي مابتفهمييش.

كادت شهد تبكي من الخوف وجرحت يدها من الزجاج الخاص بالصورة اثر رعشاتها فتآوهت بألم وهي تقول..
آآه ايدى، اسفة جدا هآ آآ هلمه واخرج
كانت تشعر بألم ويدها تنزف ولكنها كان خوفها من عمر ورهبتها منه اشد من ألمها، اقترب عمر منها ثم اتكأ قليلاً وامسكها من ذراعها ليرفعها في مستواه ثم نظر في عيونها بشر وتابع بصرامة..
اخرجي برررة بررررة مش عايز اشوف خلقتك.

انتفضت شهد من صراخه وبكت وهي بين يديه، ولكن هيهات، لم يتأثر عمر بدمعة واحدة من دموعها بل اشتد من ضغطته على يدها ثم تركها وتقدم ونظر للصورة المكسورة، تنفست شهد الصعداء وركضت بسرعة للخارج بخوف كأنها نجت من الموت تاركة عمر يتألم بتذكر الماضي...

بعد ساعات في الهرم،
وصل محسن إلى الهرم مع بعض الرجال التابعة لهم ومعه عطيه ليتوصلوا لمكان شهد، وصلوا إلى نفس المنطقة المهجورة التي كانت بها شهد عندما وصلت القاهرة، تنهد محسن بضيق وهو يزمجر فيهم قائلاً..
لأ لأ هانلاقيها يلا دوروا
نظر الرجال لبعضهم بحيرة ثم انصاعوا لأوامره وبدأوا في البحث عن اى منزل قريب، كان يبحث محسن ايضا حتى سمع صوت احدى الرجال يقول بلهفة..
يا محسسسن.

التفت محسن له ونظر له بتساؤل قائلاً..
اية فيه ياض خير؟
ظل يتنفس الرجل بنهج اثر ركضه ثم هتف بنبرات متقطعة قائلاً..
لجينهاا، آآ البيت، في بيت جريب من هنا، وواحد من الرجالة بيجول شافها
ابتسم محسن بأمل ثم رد سريعاً بلهفة قائلاً: طب يلا بسرعة مستني اية
سار مع ذلك الرجل حتى وصلوا امام منزل عمر، تقدم محسن امامهم ثم طرق الباب بقوة، لم يفتح احد، نظر محسن لرجل بينهم ثم قال بصوت أجش قائلاً..

انا مش هاقعد اخبط انا عايز افتح واخش فجأة كدة ع طول
اومأ الرجل برأسه متفهماً ثم اقترب ودفع الباب بقوة ليكسره فأنكسر الباب ودلف محسن ليجد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة