قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

صرخت بذعر قائلة: عمرررر.

حينما رأت رجال كثيرون يشبهون الديناصورات بدرجة كبيرة ووجههم مشوه، ممسكون بالأسلحة في يدهم موجهه نحوها، سمع عمر صوت صراخها العالي فأنتفض من نومه بسهولة لانه اعتاد على ذلك ( لا ينام براحه ابداً ) نهض من على الفراش بسرعة وفتح الباب ثم ركض على السلم بأسرع ما لديه والافكار السيئة تطارده، وجدها تقف امامهم ترتعش من الخوف اقترب منهم وهو ينظر لهم بتوعد ثم نظر لها بجمود وهتف قائلاً..
انتوا جاين لية؟

اجابه احد الرجال بصوت أجش قائلاً: حامد بيه بيقولك رد على تليفوناته وتعالي معانا
زفر عمر بضيق وهو يفكر لدقائق ومسح على شعره ثم تابع بنبرات مختنقة..
ماشي، روح وقولوا جاى وراكوا
نظر له الرجل بجدية قائلاً: بس آآ
قاطعه عمر بحركة بيده قائلاً بصرامة..
قولت جاى وراكوا غوور
نظر الرجال لبعضهم بحيرة، هل يخلفوا اوامر رب عملهم او يظلوا هكذا ويلقنهم عمر درساً لن ينسوه ابداً، حسم احدهم الأمر قائلاً بصوت آمر..

يلا يا شباب نمشي وهو جاى ورانا
انصت له باقي الرجال واستداروا جميعاً وذهبوا بهيبة كما آتوا
في حين استدار عمر هو الاخر ونظر لتلك الفتاة التي لم تسلم من الخوف منذ ان رأها، تنهد تنهيدة تحمل الكثير ثم قال بسرحان: انا عارف انك خايفة جداً طبعاً و..
قاطعته هي بصوت اشبه للبكاء قائلة..
مييين دول، ولما انت بتتعامل مع الناس إلى زى دى جبتني هنا لية!

نظر لها وصمت فلم يعرف ماذا يقول لها وهي مازالت غريبة بالنسبة له حتى الان، حدق بالفراغ ثم اجاب بجمود..
حاجة ماتخصكيش
ثم استدار وكاد يذهب إلا ان اوقفه بكاؤها وشهقاتها وصوتها الجمهورى وهي تقول..
انت اييية يا اخي، من ساعة ما شوفت خلقتي وانتى بتعاملنى كأنى ليك طار عندى، انا هأمشي من هنا
اغمض عيناه وفتحهم وهو ينظر حوله ويعض على شفتيه حتى يتمكن من التحكم بأعصابه ثم رد ب:
مش بمزاجك يا حلوة.

ثم اكمل طلوعه إلى الاعلي ببرود كعادته منذ ان رآها، في حين حدقت به هي بصدمة فماذا يعني ب ( مش بمزاجك )، هل سيجبرها ويجعلها سجينته دون إرادتها، يا الله ماذا فعلت بنفسي، جئت إلى الموت بقدمي كما يقولون، ظلت ( شهد ) تحدث نفسها هكذا وهي تجلس على الأريكة في الاسفل بعد طلوع عمر حتى غاصت في نوم عميق...

في منزل رضوى،
كانت رضوى تحت عمارة منزلهم وهي ترتدى زى إسلامي كامل عبارة عن إسدال من اللون الأسود وخمار من اللون النبيتي الغامق و( جوانتي ) في يدها من اللون الاسود، كانت تسير لتدخل باب العمارة بهدوء، وسيدة ما تسكن بالعمارة المقابلة لهم رأتها وهي تهم بالطلوع فتعودت ان تلقي ببعض الكلمات التي لا يقبلها اى شخص ونظرت لها بغيظ قائلة: اية يا رضوى عاملة اية بالشوال إلى انتى لابساه دا؟

اغمضت رضوى عيونها وفتحتها بكل هدوء وردت بضيق قائلة..
الحمدلله رب العالمين، شكراً على سؤال حضرتك يا طنط
مطت السيدة شفتيها بعدم رضا وهي تتسائل كيف تتقبل رضوى هذا الكلام بصدر رحب هكذا، بينما اكملت رضوى طلوعها إلى منزلهم ووصلت امام باب المنزل ثم دقت جرس المنزل، بعد ثواني فتحت لها مها الباب بوجه عابس كالعادة، لم تعلق رضوى على هذا وردت السلام..
السلام عليكم ازيك يا مها.

رفعت مها احد حاجبيها واجابتها بأمتغاض قائلة: كويسة
ودلفت رضوى إلى الداخل ووزعت انظارها في ارجاء المنزل بحثاً عن والدتها فلم تجدها، نظرت ل مها وهتفت بتساؤل..
اومال فين ماما يا مها مش شيفاها؟
نظرت لها مها ثم اجابتها بخبث وهي تجلس بجانبها على الأريكة ب..
راحت تشوف واحدة صاحبتها وجاية.

اومأت رضوى رأسها ثم خلعت خمارها وسط نظرات مها التي لم تريحها ابداً، ثم نهضت من الأريكة متجهه لغرفتها، فأوقفتها مها بنبرة جامدة قائلة..
ماتناميش عشان ماما اما تيجي هتقولك خبر حلو اووى
التفتت رضوى ونظرت لها بتعجب ثم ردت بأستنكار: خبر اية دا؟
رفعت مها كتفيها وهي تمط شفتيها قائلة: ماعرفش، اما تيجي هنعرف كلنا
هزت رضوى رأسها موافقة واكملت متجهه لغرفتها وهي تفكر فيما يمكن ان يكون هذا الخبر يا ترى!

في احدى مدن الصعيد،.

تحديداً في احدى المنازل الفارهه بالقرية، منزل من الاثاث الحديث ومزين وكبير جداً، شاب على ما يبدو انه في العشرينات من عمره، يرتدى زى الصعيد، جلباب من اللون الكحلي، وسيم إلى حداً ما ولكن ملامحه صارمة للغاية، اسمر اللون، جسم متوسط وله عضلات بارزة، يجلس على فراشه في غرفته الخاصة التي هي عبارة عن سرير كبير ودولاب وتوجد بلكون تطل على الخارج ( الحديقة ) كان يدب على الارض بغضب وهو يفكر ببعض الاشياء، دخل رجل كبير بالعمر له شوارب ويرتدى ملابس شبيه لملابسه، نظر له بخيبة امل وهو يتسائل..

لسة مالاجيتوهاش يا مصطفي؟
هز مصطفي رأسه نافياً دون ان ينظر إلى والده، فين حين اكمل ( عبدالرحمن ) كلامه وهو يجلس إلى جانبه قائلاً..
ماتوجفش ( ماتوقفش ) حياتك على حد يا ولدى، هي ماعايزاكش، طالعها من نفوخك بجي ( بقي )
زاد دب مصطفي على الارض واجاب بعصبية مفرطة: لا يابوى لا، مش انا إلى مرتي تهرب ليلة دخلتنا.

هز الاب رأسه بعدم رضا بحزن على تلك الحالة التي وصل لها ابنه، ثم نهض وهو يتابع بخوف من ردة فعله قائلاً..
وناوى تعمل اية يا ولدى؟
نظر مصطفي للفراغ بتحدى دون ان يرد مما زاد قلق والده اكثر، و رد ب..
هاتشوف يايوى هاتشوف وهاتعرف ان ولدك راجل ومافيش مرة تجدر تعمل كده.

هز والده رأسه وهو يفكر ماذا سيفعل ابنه، فهو يعرفه كثيراً واذا غضب لا يرى امامه، ربت على كتف مصطفي وهو يقول: بس اتمني انك ماتتخيش راسي في الارض ب أى حاجة يا ولدى
ثم ابعد يده واستدار وغادر من الغرفة.

في منزل عمر،.

كان عمر في غرفته يقف امام المرآه وارتدى ملابسه المكونة من بنطلون جينز وتيشرت من اللون الازرق، مد يده وأخذ البرفان الذي يفضله من على الكمدين ثم وضع منه وقام بعمل شعره بالچل ثم ألقي نظره اخيرة على نفسه في المرآه، وكان مظهره جذاب للغاية حيث كان عمر ذو عيون سوداء ولكن حادة كعيون الصقر وجسم رياضي وشعر اسود ناعم وعضلات مفتولة وبشرة قمحاوية، اخذ الموبايل الخاص به من على الفراش ثم استدار واغلق الاضاءة وغادر الغرفة، هبط إلى الاسفل وهو يبحث بعيناه عنها ليجدها تنام على الأريكة، اقترب منها حتى اصبح امامها تماماً ونظر لها جيداً ووجد شعرها مبعثر بجانبها، كانت كالملاك النائم، نظر عمر لها بجمود ثم هتف بنبرات خبيثة قائلاً: شكل الايام الجاية حلوة اوى.

ثم استدار واتجه للمكتبة واخذ ورقة وفتح الدرج ليجد القلم فأخذه واستند على التلفاز وكتب بعض الكلمات ثم ترك الورقة ووضع القلم عليها والقي نظرة على شهد واستدار وغادر المنزل.

في احدى المنازل بالقاهرة،.

نزل عدة رجال من سيارة جيب سوداء كبيرة يرتدون ملابس عادية ( بنطال وتيشرت ) واغلقوا الابواب خلفهم ثم نظروا للعمارة التي نزلوا امامها واتجهوا جميعهم إليها وطلعوا إلى الدور الاول ثم تقدم محسن امامهم ونظر لرقم المنزل ليتأكد اولاً ثم دق الجرس، انتظر ثواني ولم يفتح الباب، دق الباب بقوة وانتظر مرة اخرى لتفتح له امرأه ليست كبيرة وليست شباب، في منتصف عمرها ترتدى ( عباية سوداء ) مرسوم عليها بعض الورود وتضع على رأسها طرحة، وضعتها هكذا بسرعة لتعرف من الطارق، اطالت النظر لمحسن والرجال الذين خلفه بريبة ثم قالت متسائلة..

محسن!، خير يابني ومين دول
لم يجيبها محسن بل تقدم للداخل وهو ينظر في الشقة، كاد باقي الشباب يلحقونه ولكنه توقف واشار لهم بتحذير قائلاً: خليكوا انتوا هنا
ثم دلف هو ودلفت خلفه تلك السيدة وهي لم تفهم اى شيئ، ف محسن بغير عادته يأتي إلى منزلها بالقاهرة ومعه هؤلاء الرجال، قطع تفكيرها صوت محسن الصارم قائلاً..
فين هي يا عمتي نبيلة؟
عقدت نبيلة حاجبيها ثم اجابته بعدم فهم قائلة: هي مين دى!

حدق بها محسن بغضب مكبوت وهو يبحث في ارجاء المنزل بغضب مكملاً..
اختي، اختي شهد يا عمتي، اكيد هي عندك صح؟
شهقت نبيلة ونظرت له بصدمة قائلة..
هي شهد فين، مش عندكوا؟
لم يجيبها محسن بل ظل يكمل بحثه في المنزل ولكن لم يجد شهد، زمجرت فيه نبيلة قائلة بغضب وهو تلوح بيدها..
ماترد عليا يابن اخويا، انت داخل بيتي كدة ومعاك ناس ومتخفيين وعمال تدور وتقولي شهد عندى.

تنهد محسن بضيق ثم رد ب: شهد هربت ليلة دخلتها يا عمتي نبيلة...

في منزل عمر،
كانت شهد تتململ على الأريكة وهي تتأثب بكسل، فأحست بشيئ بجانبها، فتحت عيونها بتثاقل وهي تنظر امامها لتجده..

حدقت به بصدمة غير مصدقه ماتراه الان، ايعقل ان يكون هو بالفعل، لا لا، نهضت من الأريكة بخوف وهي تنظر له ولأبتسامة الساخرة المستفزة التي تظهر دائماً على ثغره وتعود للخلف اكثر وهي تضع يدها على فمها والصدمة مسيطرة عليها وهي تهز رأسها يميناً ويساراً، كان مستمتع هو بذلك الخوف الذي يراه في عيونها وعلى هيئتها تلك
ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت بصوت متشنج قائلة بذعر: مصطفي!

نهض مصطفي من على الأريكة وتقدم منها وتحولت ابتسامته إلى وجه غاضب وبشدة، اقترب منها اكثر حتى امسكها من ذراعها بقوة ألمتها وهو يرد ب:
ايوة مصطفي، ولا كنتى مفكرة هتعرفي تهربي مني...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة