قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

استيقظت هي بشهقة وهي تضع يدها على صدرها بخوف مرددة: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، يااارب
ظلت تلهث لمدة دقيقتان من كثرة الخوف وهي تفكر ماذا ستفعل ان وجدها حقاً!، شعور بالرهبة والرعب سيطر على جميع جسدها وبردت اطرافها من مجرد التخيل فقط، فماذا عن الحقيقة!

نهضت عن الاريكة وهي تتفحص المنزل من الأعلي إلى الاسفل وكأنها تبحث عنه هو، كانت تود دخول الحمام ولكنها حتى الان لا تعرف اين هو، اتجهت إلى الاعلي بخطوات هادئة حتى وصلت إلى الطابق الذي فيه غرفة عمر، انتابها الفضول حول هذه الغرفة، غيرت اتجاه سيرها واتجهت لغرفة عمر، كان يقودها شيئ داخلي لتدخل الى ذاك العالم الخاص به، مدت يدها على المقبض لتفتح الباب ولكن فجأة وجدته يمسك يدها وهو ينظر لها بتحذير انتفضت هي اثر لمسته وابعدت يدها على الفور،.

نظر لها نظرات شك وهتف بتساؤل قائلاً: كنتي بتعملي اية ادام اوضتي؟
كانت لا تعرف ماذا تقول له، ابعدت خصلات شعرها خلف اذنها واجابته بنبرات متوترة جداً..
انا آآ بس ك كنت عاوزة آآ الحمام
تفحصها من اعلي إلى اسفل بنظراته التي اغاظتها وتابع وهو يضغط على حروفه..
كنتي عايزة الحمام ف اوضتي!، ع العموم احسنلك ماتدخليش الاوضة دى ابداً وإلا...
صمت برهه قبل ان يكمل بتهديد قائلاً..
وإلا هيحصل حاجة مش هتعجبك خالص.

كانت تقف تستمع إلى حديثه وهي تنظر للأرضية ومازال التوتر مسيطر على الموقف، ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة..
طيب ماشي
ثم استدارت دون سماع اى كلمة اخرى كأنها تهرب من ذلك القفص الذي دخلت به بنفسها، وسارت متجهه للأسفل بخطوات مسرعة وهي تتنفس الصعداء
بينما تابعها هو بعيونه ونظراته غير مفهومة، او بالمعني الاصح غير مطمئنة، اردف بهدوء قاتل قائلاً..
ماينفعش تدخلي الدوامة دى دلوقتي، لسة وقتك ماجاش...

في منزل نبيلة،
شهقت نبيلة اثر سماعها لجملة محسن بصدمة، ووضعت يدها على فمها وهي تحدق به، اغمضت عيونها وفتحتها قائلة..
لا اله إلا الله، يعني اية هربت يا محسن
زفر محسن بضيق ثم اقترب وجلس على الأريكة مكملاً حديثه ب..
يعني هربت يا عمتي يوم فرحها، مافهماش اية ف كديه!؟

تنهدت نبيلة وهي تلوى فمها بتهكم قائلة: قولتلكوا، قولتلكوا البت مش عايزاه، قولتلكوا هتدمروا حياتها بس ماسمعتوش كلامي، شوفتوا اخرة عمايلكوا خسرتونا البت ارتحت انت وابوك!
جز محسن على اسنانه بغيظ وهو يقول..
آآه لو اطولها، اجطعها بسناني بنت الكلب إلى جابتلنا العار دى
هنا صاحت نبيلة بغضب قبل ان تقترب منه وتجلس بجانبه قائلة..

يا شيخ اتقي الله، البت بتترعب منه، عايزين تجوزوها ليه، كل دا عشان العادات والتقاليد والتخلف دا!
نهض محسن من الاريكة بضيق ونظر لعمته بتحذير قبل ان يردف قائلاً: ياريت لو جاتلك يا عمتي تخبرينا، لان لو مصطفي لجاها جبلنا هيجتلها!
حدقت به نبيلة وهي تتلقي صدمة للمرة الثانية في نفس اللحظات ضربت على رجليها بغلب وهي تقول..
اللهم انى لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه، يا حبيبتي يا بنتي.

استدار محسن متجهاً للخارج تاركاً اياها تندب حظ تلك الفتاة التي كادت تذهب ضحية لرغبة أهلها في زواجها هي من شخص تمقته وبشدة، خرج من المنزل واغلق الباب خلفه واشار للرجال ان يسيروا خلفه ونزلوا للأعلي وفتح محسن باب السيارة الخلفي وركب وهو يقول بهدوء..
سوج انت انا مش جادر
اومأ الرجل برأسه متفهماً ثم ركب البقية واتجهوا عائدين إلى الصعيد بخيبة امل.

في منزل عمر،
نزل عمر إلى الاسفل وهو يبحث بنظره عنها ليجدها تجلس على الاريكة بملل وهي تمسك شعرها وتفعل لنفسها ( سنبلة ) انتبهت لوجوده امامها بخطوات بسيطة ولكنها تجاهلته عن قصد، واستمرت بعمل السنبلة وهي تدندن بالاغاني القديمة لأم كلثوم التي لطالما عشقتها، رفع هو حاجبيه ثم تنحنح قائلاً..
احم احم نحن هنا.

نظرت له بطرف عينيها ثم اكملت ما كانت تفعله دون ظهور اى درت فعل، اقترب منها اكثر حتى اصبح امامها ثم ابعد يدها عن شعرها بحركة تلقائية وهو يصيح قائلاً..
قولتلك قبل كدة اكتر حاجة بأكرها ان حد يتجاهلني!
حدقت به بصدمة فهذه ليست المرة الاولي ومن الواضح انها ليست الاخيرة التي يتعدى حدوده معها هكذا، هبت واقفة وهي تقول بغضب..
وانا قولتلك مليون مرة ماتتعداش حدودك معايا واعرف انت بتعمل اية.

نظر لها نظرات على غير عادته وهو يجيبها ب: بلاش تتحديني يا...
صمت لحظة ثم اكمل بتساؤل قائلاً..
إلا بالحق انتي اسمك اية يا انسة؟
قهقهت هي بشدة وهي تنظر له لتجده يستشيط غضباً، حاولت تمالك نفسها ف أردف هو بغيظ قائلاً: هو السؤال دا بيضحك للدرجة!؟
توقفت هي بعد ثواني ثم ردت بسخرية قائلة: بصراحة اه، اصل واحد مقعد واحدة ف بيته يومين ومايعرفش حتى اسمها بالاضافة انه مايعرفش اى حاجة عنها اطلاقاً.

ابتسم هو ابتسامة ماكرة وهو يتابع ب..
المشكلة انك انتى إلى ماتعرفيش انتي بتتعاملي مع مين يا حلوة
جلست هي على الأريكة بأريحية ثم اردفت ببرود قائلة: بتعامل مع مين يعني
اجابها وهو يهز رأسه بجدية قائلاً..
خليها مفاجأة بقاا
ثم استدار كعادته وكاد يغادر دون ان يسمع ردها كأنه المدير، يلقي اوامره ويستدير ويذهب دون سماع الرد
هتفت هي بأمتغاض قائلة: شهد، اسمي شهد يا عمر.

توقف للحظة دون ان يلتف لها ثم ظهرت شبح ابتسامة على وجهه واكمل سيره.

في منزل رضوى،
كانت رضوى تجلس على فراشها في غرفتها بعد عودتها من عملها، ( رضوى تعمل مصممة ازياء في شركة خاصة )، كانت ترتدى البيچامة الخاصة بها وتربط شعرها بتوكة صغيرة، سمعت صوت الباب من الخارج يُغلق فعلمت ان والدتها عادت من الخارج، تنهد وهي تحاول ان تتوقع ذلك الخبر الذي اخبرتها عنه مها، طُرق بابها فأذنت للطارق بالدخول فإذا ب مها تهتف والابتسامة على وجهها قائلة..
يلا يا رضوى تعالي ماما عايزاكى.

اومأت رضوى برأسها متفهمة ثم اجابتها ب: انا جاية اهو حاضر يا مها
استدارت مها ثم ذهبت للخارج، كانت رضوى لا تعلم ما سر تلك الابتسامة التي تبتسمها مها، نهضت من على الفراش ثم عدلت شعرها بتنهيدة واتجهت للخارج لتجد والدتها تجلس على الأريكة بتعب، وهي تتنفس بصعوبة اثر صعودها السلم، نظرت لها رضوى بلوم قائلة..
مالك يا أمي انتي بطلتي تاخدى الدواء ولا اية بقي؟
هزت والدتها رأسها ثم هتفت بجدية قائلة..

لا بس تعالي يا رضوى عاوزة اتكلم معاكي شوية
اقتربت رضوى من مجلس والدتها وجلست بجانبها ثم امسكت بكف يدها محتضناه بكفيها واجابتها بنبرة حانية..
اؤمريني يا ست الكل
جايلك عريس ولازم توافقي عليه فوراً
اردفت والدتها بتلك الجملة وهي تنظر لها لترى ردت فعلها، لتجد رضوى نظرت للجهه الاخرى بحزن وهي ترمش ثم ابعدت يدها عن يد والدتها ونهضت عن المقعد وهي تقول..
مش موافقة يا أمي وارجوكى ماتحاوليش تفتحي الماضى تاني.

حدقت بها والدتها بغضب ثم صاحت قائلة: لا بقي المرة دى هتتجوزيه وغصب عنك، انا مليش ذنب ف اختياراتك المتخلفة!

في منزل عمر،.

اتجهت شهد إلى الطابق العلوى لتشبع رغبتها في اكتشاف هذا الطابق الذي لم تراه منذ قدومها الى ذلك المنزل، صعدت إلى الاعلي بخطوات حذرة وهي تتلفت حولها كاللص، وصلت امام تلك الغرف وبالاخص غرفة عمر، ظلت تحدث عقلها لدقيقتان تقريباً هل تدخل ام تذهب خوفاً من تحذير عمر لها، ظلت تفكر وكادت تخطي خطوة اخرى الا انها تراجعت باللحظة الاخيرة واستدارت وهبطت إلى الاسفل مرة اخرى، جلست على الاريكة ثم اتكأت وتناولت الريموت من على المكتبة وكادت تعود ولكن لفت نظرها تلك الورقة المطوية على المكتبة، امسكتها بتساؤل وهي عاقدة حاجبيها ثم تابعت بنبرات شك قائلة..

فيها اية الورقة دى!
فتحتها برفق وهي متشوقة لمعرفة الكلام المدون بداخلها، قرأت ما بداخلها لتتغير معالم وجهها للأستغراب حيث كان مضمونها كالآتي ( صباح الخير، احذرى افعالك لان إلى انا هعمله خارج عن ارادتي صدقيني، عمر )
لوت فمها بتهكم قائلة: عاملي فيها نمس بوند حضرته وكل شوية يهدد.

تركت الورقة مكانها مرة اخرى ورمت الريموت على الاريكة ثم تنهدت واتجهت للخارج حيث الحديقة، لفت نظرها الزهور والاشجار الملونة لانها منذ الصغر تعشق الزهور وخاصة ( الياسمين ).

فتحت الباب وخرجت وخصلات شعرها تتطاير مع الهواء وهي تستنشق عبير الزهور بمتعة، ابتسمت ابتسامة هادئة وهي تلمس الزهور وتتذكر ايامها الماضة مع اهلها واحبائها ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها وهي تتذكر ما حدث معها وكلما حاولت التفكير في مصيرها القادم شعرت انها تريد ان تبكي كثيراً حتى تخرح كل ما بداخلها من هموم وحزن، قطع تفكيرها صوت ضجة داخل المنزل، عقدت حاجبيها بتعجب وهي تتنصت لذلك الصوت ثم التفتت متجهه للداخل، فجأة سمعت صوت طلق نارى، وقفت متسمرة مكانها للحظات تستوعب ذلك الصوت الذي لم تسمعه بعمرها الا ف الافلام او الافراح، ركضت للداخل بسرعة ووجدت الباب مفتوح، فتحته اكثر وهي توزع انظارها في المنزل لتتسع حدقة عيناها بصدمة وهي ترى...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة