قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

تسمرت في مكانها عندما رأت امامها محسن ورجاله وينظر لها وهو يبتسم بشر، صرخت صرخة مدوية قائلة بذعر: عمرر
ثم ظلت تتراجع للخلف وهي واضعة يدها على فمها بصدمة وخوف والدموع في عيونها..
هتف محسن بنبرات تحمل الشماته قائلاً..
وبردو لاجيتك ياخيتي يابت امي وابوى.

في نفس الوقت كان عمر هب من فراشه بفزع بعدما سمع صريخها، فتح الباب بسرعة ثم انطلق إلى الاسفل، رأى شكل شهد وخوفها الشديد ورهبتها ومحسن ورجاله وخمن ان يكون هذا ابن عمها او اخيها، تقدم منهم ونظر لمحسن ورجاله بتفحص بينما نظر له محسن بغضب ثم صاح بغضب عارم قائلاً..
مين دة يا شهد؟!

كانت شهد لا تتحدث، فقط تبكي بصمت وهي واضعة يدها على فمها وجسدها يرتعش بخوف، كانت الصدمة مسيطرة عليها، لم تكن بوضع يسمح لها بالاجابة..
اجاب عمر بهدوء غريب قائلاً..
انت إلى مين وجاى بيتي عايز اية!؟
محسن مزمجراً بغضب: انا اخووها وعايز اخد اختي، يلا يابت
هزت شهد رأسها بالنفي ولم تكف عن البكاء بينما نظر لها عمر بشفقة ولأول مرة وفكر قليلاً بشيئ ما قد يكون به تهور ولكنه سيكون الافضل بالطبع..

قام عمر بحركته المعتادة عند التفكير وضع يداه في جيبه
وهو ينظر لمحسن شرزاً ثم أردف بجدية قائلاً..
شهد مش هاتمشي من هنا
حدق به محسن بصدمة فمن هو ليمنعه من اخذ شقيقته وبهذه الطريقة، تابع بتهديد يشوبه الغضب..
ماليكش صالح يابن الناس احسنلك
ثم اكمل بصياح اكثر، يلاااا يا شههد
ارتجفت شهد من صوته العالي وزاد بكاؤها وعلت شهقاتها وهي تنظر لعمر ثم رجعت للخلف بخطوات بطيئة ووقفت خلفه كأنها تحتمي به وممن، من اخيها!

تنهد عمر ثم تابع ببرود قائلاً: إلى عندك اعمله
ثم صمت لحظة ليفكر لأخر مرة ثم استطرد بهدوء وهو ينظر لشهد..
مراتي مش هتروح مع حد
ترددت كلمة مراتي في اذنها بصدمة، ايعقل هذا!، زوجته وهما حتى الان لا يعرفان سوى اسم كلا منهما، زوجته ولم يجسلوا مرة واحدة حتى يتحدثوا بهدوء، زوجته ودائما ما يعاملها بجفاء وبرود وصرامة، كانت شهد في تلك اللحظات تفكر هكذا ولكن قالت في النهاية هذا افضل من العودة مع محسن والموت..!

بينما حدق به محسن وهو يتلقي صدمة للمرة الثانية، تقدم منهم وعيناه تشع شرارة الغضب ثم جز على اسنانه وهو يقول: مراتك! يعني اييية؟
رد عمر ببرود ولامبالاه قائلاً: مراتي يعني مراتي وياريت من غير مطرود.

اقترب محسن اكثر وود ان يجلب شهد من شعرها ولكن منعه من ذلك جسد عمر العريض الذي كان يفصل بينه وبين عمر، نظر لعمر بغل وكره شديد ثم فجأة لكمة بشدة، لم تهتز لعمر شعره ونظر له بغضب هادر وهو يضع يده على فمه ثم استدار للحظة وفتح الدرج واخرج سلاح!
نظرت له شهد بخوف وصدمة بينما عاد هو ومكانه وهو يرفع المسدس موجهه نحو محسن ورجاله..
عمر بجمود بالغ: هأقتلك يا كلب.

كان محسن لا يتخيل ذلك، اعتقد انه الوحيد المسيطر وانه يملك السلاح والرجال ولكن لم يكن يعلم ان عمر ايضاً بمتلك سلاح ويجيد التصويب..
محسن بنبرات متلعثمة: آآ انت آآ ما آآ ماتجدرش تعمل حاجة
رفع عمر يده الاخر وعمر السلاح ببرود متناهي وصوبه مرة اخرى بأتجاه صدر محسن وهو يقول..
هاتشوف دلوقتي اقدر ولا لا.

حدقه محسن بهلع ثم رفع رجال محسن السلاح ايضاً بينما تقدمت شهد امام عمر ووقفت امام اخيها لتمنع عمر من فعلته فبرغم كل شيئ شهد تحب اخيها وتخشي حدوث اى شيئ لها، نظر لها محسن بتعجب قليلاً وهو يفكر، كان سيقتلها ولكنها تدافع عنه كي لا يُقتل!
شهد برجاء وهي تنظر لعمر: ارجوك لا، دا مهما كان اخويا من لحمي ودمي.

عقد عمر حاجبيه بدهشة يشوبها الغضب ثم اردف بنفاذ صبر: انا مش عارف انتي اييية، كان عاوز يقتلك ودلوقتي انتي بتحطي نفسك مكانه عشان مايموتش
لم يترك الفرصة لشهد لتجادله لانه اصبح يعرفها ولو بنسبة خمسون ف المائة، وجه نظره لذلك المحسن ورجاله ثم هتف بصوت آمر قائلاً..
حظك انك عندك اخت كدة، غوروا من هنا يلاااا برة بيتي.

نظر محسن لرجاله ولعمر ولشهد ثم فكر لثواني ولم يعرف لماذا سار ك مسلوب الارادة وسار مستديراً للخارج بشرود، نظر رجاله لبعضهم ونظر لهم عطيه بمعني هيا ثم تبعوا محسن الذي خرج من المنزل وركب السيارة وادار المقود متجهاً للفندق ولم ينتظرهم حتى، تعجبوا من شروده ثم ركبوا السيارة الاخرى وساروا خلفه...

امام احدى العمارات بالجيزة،
وصلت مها ونزلت من سيارة الاجرة ثم تلفت حولها كأنها تتأكد ان كان احدا ما يراقبها ام لا، اخرجت النقود مت حقيبتها ثم اعطتها للسائق ونظرت بأتجاه البناية وسارت لها، وصلت امام وظلت مترددة لثواني وحسمت قرارها ثم اكملت سيرها ودلفت إلى العمارة وصعدت إلى احدى الشقق وطرقت الباب ثم اخذت تهندم نفسها وتعدل ملابسها وشعرها، ثم فتح الباب لها هذا الذي يدعي حسن..

بمجرد ان رأها ظهرت ابتسامة خبيثة على ثغره ثم قال بصوت آجش..
تعالي يا مها ادخلي
ابتسمت مها ابتسامة بسيطة ثم دلفت واغلق حسن الباب ونظر لها واستطرد قائلاً بخبث: كنت متأكد انك هاتيجي
تلعثمت مها ثم ردت بتوتر ب: آآ عادى يعني آآ انا ماصدقت اتحجج
اومأ حسن برأسه موافقاً ثم جلس على الاريكة واشار لها ان تأتي لتجلس فأقتربت مها وجلست بجانبه ولكنها تركت بينهم مسافة فأتسعت ابتسامة حسن وهو يقول: بس اية القمر دة.

زاد ارتباك مها وهي تحاول ان تبتسم ولكنها فشلت في ذلك، استغل حسن توترها واقترب منها اكثر حتى اصبح لاصق بها فشعرت هي ان نفسها سينقطع واضطربت انفاسها، قالت بتوتر شديد..
اب آآ ابعد ش شوية آآ لو سمحت
اقترب حسن اكثر وجهه من وجهها حتى شعرت بأنفاسه على وجهها وصدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر وشعرت ان حلقها جف لم تستطع التحدث اكثر..
اردف وهو يشتم عطرها قائلاً..

ابعد اية دة انا ما صدقت عرفتي تطلقي عشان اشوفك براحتي ونبقي واخدين حريتنا ومحدش يقدر يكلمك.

قبل خديها برقة وحنية زائفة ثم مد يده واخذ يحسس على جسدها بشهوة وهي تبتلع ريقها بتوتر وخوف قليل، مد يده تحت ركبتيها وحملها ثم اتجه بها إلى غرفة نومه ووضعها على الفراش، ثم ظل ينظر في عيناها واقترب اكثر وقبلها قبلات بشغف بث فيها شوقه لها ورغبته، استسلمت هي له وغاصا في الحرام! واصبحت مثل فتيات الليل بالنسبة له...

في الصعيد ( منزل مصطفي )،
كان مصطفي في غرفته يجلس وهو يضع قدم فوق الاخرى ويرتدى جلباب كالمعتاد ولم تسلم ملامحه من الغضب والتفكير والصرامة، زفر بضيق وهو يتذكر حديث اخاها ووالدها عندما اخبروه انهم سيجلبوها له ويزوجوها له بعد تربيتها مرة اخرى، امسك بهاتفه ثم بحث عن رقم محسن وضغط اتصال ووضعه على اذنه منتظراً الرد، اتاه صوت محسن قائلاً بضيق: الووو
اجاب مصطفي: الوو يا محسن لاجيتوها ولا لا؟

صمت محسن ثواني ثم اكمل ببرود..
لا يا مصطفي لا مالاجيناهاش
زمجر مصطفي بنفاذ صبر قائلاً: يعني ايييية مالاجيتوهاش يا محسن!
اية إلى مش مفهوم، مالاجيتهاااش
اغلق مصطفي الهاتف بدون اى كلمة اخرى وهو يتنهد بضيق واغلق عينه وفتحها وهو يزفر محاولاً ان يهدأ نفسه ثم اراح ظهره للخلف وهو يفكر ثم قرر شيئ ما واخرج هاتفه مرة اخرى واتصل بشخص ما واجبه قائلاً بصوت رحب..
مصطفي بيه كيفك
بخير، عايز منك خدمة يا عبدالله.

خير يا مصطفي بيه؟
عايزك تحجزلي تذكرة اول طيارة مسافرة القاهرة ذهاب وعودة
اممم ممكن حاضر بس لية؟
اظن حاجة ماتخصكش بقا يا كوتش
احم ماشي تمام التذكرة هاتكون عند حضرتك من هنا ل بالليل
تمام منتظر، سلام بقا
سلام
اغلق مصطفي ثم اخذ يتذكر شكل شهد ورهبتها الغير متناهيه عندما تراه ورعشة جسدها وكيف كان مستمتع وهو يراها هكذا، تنهد ثم همس بوعيد قائلاً..
مش هاتفلتي مني يا شهد مهما حصل انتي بتاعتي انا وبس..!

في منزل رضوى،.

ظلت رضوى في حجرتها تنهض وتجلس وتسير ذهاباً واياباً وهي تفرك اصابعها بتوتر وتفكر في مها، خطر في بالها افكار كثيرة ولكنها كانت تبعدها من عقلها وتقول ان مها متهورة قليلاً ولكنها عاقلة ويستحيل ان تفعل شيئ كهذا، لم يخطر في بالها ان مها فعلت ذلك بالفعل ووقعت في فخ الشيطان، استغفرت الله وهي تدعو ان لا تكون مها فعلت ما في عقلها ثم جلست وهي تدب على الارض بقدميها وتفكر، قررت ان تنهض وتبحث عنها، نهضت من الاريكة واتجهت للدولاب الخاص بها واخرجت جيبة طويلة جينز وبلوزة طويلة إلى حدا ما من اللون الاصفر وطرحة كبيرة من اللون الاصفر والبرتقالي ولفتها بسرعة ثم اخذت هاتفها وبعض النقود واغلقت الانوار وخرجت من غرفتها لتجد والدتها تجلس في الصالة على مكينة للخياطة التي تعتبرها مصدر رزقها، التفتت لها والدتها ثم هتفت بتساؤل قائلة..

خير يا رضوى على فين؟!
تنحنحت رضوى بتفكير وتوتر قائلة..
آآ رايحة اشترى شوية حاجات من محل الهدوم إلى ف مصر القديمة يا أمي
والدتها بتفكير وهي تومأ برأسها موافقة..
ماشي يا رضوى بس حاولي ماتتأخريش
رضوى بتأكيد وهي تسير: حاضر يا امي
خرجت من المنزل ثم اغلقت الباب وتنفست الصعداء وهي تحدث نفسها بلوم قائلة..
انا اسفة يا امي لأول مرة اكذب عليكي بس مضطرة عشان الحق مها قبل ما تورط نفسها في مصيبة.

اكملت سيرها وهبطت إلى الاسفل واوقفت سيارة اجره وهي لا تعرف من اين ستبدأ بحثها يا ترى...

في منزل عمر،
ظلت شهد تبكي وتصرخ بصوت عالي وبكاء حاد وعمر يقف وهو يمسح على شعره بضيق فهو ايضاً انهان وفي منزله، شعر انه ان تركها هكذا ستخرج كل الطاقة السلبية التي بداخلها، كانت شهد يزداد نحيبها وهي تدب على الارض بيدها بكل قواها حتى شعرت ان يدها توقفت ولم تعد تحتمل الألم ولكن الألم الذي في قلبها اشد من المها الجسدى..
هتفت بشهقات متتالية وهي تقول..

ياريتني ما جيت، ياريتني ماشوفته ولا كان قريبي ولا كنت من العيلة دى
ثم صمتت لحظة واكملت بنفس الصراخ قائلة: يااارب خدني بقا انا تعبت
وضعت يداها على وجهها وظلت تبكي هكذا لدقائق وعمر لم يخرج حرف حتى، فقط كان يقف يتابعها بنظراته فقط، اخرج يده من جيبه ثم تنهد ومط شفتيه بتزمر قائلاً..
خلاص يا شهد اهدى.

حاولت كتم شهقاتها وان تكف عن البكاء ولكن لم تنجح في ذلك واستمرت في البكاء حتى شعرت ان عيناها تؤلمها وان حنجرتها لم تعد تحتمل صريخ اكثر من ذلك، حاولت النهوض ونهضت وهي تمسح دموعها بعدما اصبحت عيناها متورمة من كثرة البكاء كادت تستدير وتغادر الا انها فجأة ترنجت مكانها وسقطت مغشياً عليها..
ركض عمر بأتجاها ولحق بها قبل ان تلمس رأسها الارض واصبحت في احضانه، خبط على خديها برفق وهو يهمس بأسمها..

شهد، شهد فوقي.

ولكن لم تستجيب شهد، اتكأ ومد يده اسفل ركبتيها والاخرى اسفل رقبتها وحملها ثم استدار واتجه للأعلي بخطوات مترقبة، وصل امام غرفته ثم دفع الباب برجله ودلف ثم وضع شهد على الفراش الخاص به، زفر بضيق شديد ثم جلس على طرف الفراش بجانبها واخذ ينظر لها بدقة ويتأمل ملامحها بهدوء، ثم نهض بعد دقيقتان تقريباً ومسك بالعطر الخاص به واقترب منها ووضعه عند انفها لتفيق، بدأت شهد في استعادة وعيها تدريجياً، رن هاتف عمر فأخرجه من جيبه ورأى اسم المتصل فتنهد بخنقة و نهض عمر واستدار تاركاً اياها وغادر الغرفة...

بعد دقائق فتحت شهد عيونها بتثاقل وهي تشعر بالألم في كل انحاء جسدها، نظرت حولها ولم تجد اى شخص في الغرفة، حاولت ان تنهض فجلست ببطئ وهي تدعك عيناها بألم ثم نهضت وهي تستند على اى شيئ يقابلها في الغرفة حتى وصلت امام الباب فتحته ببطئ لتجد عمر امامها، في البداية نظرت له بفزع ولكنها هدأت نفسها ثم نظرت وهتفت بهدوء قائلة..
عمر، اية إلى حصلي وجيت هنا ازاى.

نظر لها عمر نظرات لم تفهمها ولم يجيبها ثم تفاجأت به يمسكها بيد ليعيق حركتها ويكممها باليد الاخرى، شهقت وكادت تصرخ الا انها خارت قواها واثر المخدر عليها، سندها عمر بيده وهو ينظر لها ثم اردف بجمود قائلاً..
مضطر اعمل كدة اعذريني...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة