قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

اتكأ عمر ببطئ ومد يده تحت ركبتيها ثم حملها، سار بها متجهاً للخارج وهبط للأسفل ثم حاول فتح باب المنزل بصعوبة، وبعد دقيقتان من المحاولة فتحه وخرج وهو يحمل شهد حتى وصل امام سيارته، كان تارك الباب دون ان يغلقه بالمفتاح، مد يده قليلاً وفتح الباب الخلفي ووضع شهد فيه ثم اغلق الباب واستدار وفتح الباب الامامي وركب ثم ادار المقود متجهاً إلى احدى الاماكن وهو يفكر في رد فعل شهد عندما تستيقظ...!

وصل امام احدى الاماكن المهجورة ثم نزل من سيارته واتجه لذلك المكان ليتأكد من عدم وجود اى شخص بالداخل ووزع انظاره في الاماكن المجاورة ولم يجد اى شخص، تنهد بأرتياح ثم استدار عائداً لسيارته وحمل شهد برفق واغلق الباب برجله واتجه لداخل ذلك الكوخ، كان الكوخ مهجور ومترب وسيئ بالمعني الحرفي، كانت على الارض مجموعة من القش، انزل شهد عليها وجلس بجانبها على الارض، اخذ ينظر لها ويتفرس ملامحها بدقة شديدة، كانت تبدو كالملاك وهي نائمة بشعرها البني وبشرتها البيضاء وملامحها البريئة، اقترب منها اكثر وقبل جبينها ثم ابتعد فوراً ونهض وخرج من ذلك الكوخ وركب سيارته ثم ادار المقود عائداً لمنزله وهو يلوم نفسه...

مرت ساعات ورضوى في التاكسي تبحث في كل الاماكن القريبة ربما ترى مها وتكون ظلمتها ولكن خاب ظنها، ظهر اليأس على وجهها بعد بحثها المتواصل لثلاث ساعات ولم تجد مها ابداً، كما طلب منها السائق ان يذهب هو وينزلها في احدى الاماكن ولكنها رفضت ووعدته انها ستعطيه اجرته كاملة فوافق على مضض، زفرت بضيق وتكاد تبكي ثم نظرت للسائق قائلة بأسف..
خلاص لو سمحت ممكن ترجعني تاتي من المكان إلى اخدتني منه؟

اومأ السائق برأسه ثم قال بنفاذ صبر..
ما كان من الاول بقا
رضوى بغضب بسيط: يلا لو سمحت وقولتلك هديك اجرتك
اومأ السائق برأسه موافقاً على مضض وادار المقود متجهاً لمنزل رضوى، سندت رضوى رأسها للخلف وتنهدت تنهيدة تحمل الكثير وهي تفكر اين ممكن ان تكون مها وماذا حدث معها..؟

في منزل حسن،
ابعد حسن الغطاء عنه ونهض من على الفراش ونصفه الاعلي عارى ومها على الفراش تنظر له بهدوء، اتجه للدولاب الخاص به واخرج شورت جينز وتيشرت لبني واغلق الدولاب وسار متجهاً للمرحاض ودلف دون اى كلمة مع مها، بعد دقائق خرج من المرحاض بعدما اغتسل ويمسك المنشفة في يده يجفف شعره، وجه نظراته لمها ليجدها مازالت نفس وضعيتها لم تتحرك ابداً..
تنحنح بهدوء قائلاً: اية يا مها مش ناوية تقومي بقا.

انتبهت مها له كأنها كانت في عالم اخر وهو من اعادها، نظرت له ثم اجابته بشرود قائلة..
انا خايفة جداً يا حسن
رمي حسن المنشفة على الفراش ثم اقترب منها وجلس بجانبها وامسك يدها ثم نظر لها بحنية زائفة وهو يقول..
خايفة من اية بس يا حبيبتي
مها بتوتر: خايفة حد يعرف، وخصوصا يعني اني آآ
حسن بتساؤل: خصوصا انك اية؟
وخصوصا اني لسة متطلقة من فترة قصيرة جداً.

هتفت مها بتلك الجملة وهي تبعد يدها عن يد حسن وبدأت في فرك اصابعها بخوف وهي تنظر للفراش..
نظر لها بطرف عينه ثم استطرد بهدوء مخيف..
مش عايزك تقلقي خالص، انا هوضب كل حاجة ف اقرب وقت
ابتسمت مها على كلامه بحسن نية، لم تكن تعلم ما يقصده حسن بسبب ثقتها الزائدة به، تنهدت ثم اردفت بسرعة..
يلا بقا يادوب اقوم عشان محدش يشك انا اتأخرت لية
اومأ برأسه ثم ابتعد ونهض من على الفراش ووقف امام المرآة يهندم نفسه..

اتجهت مها للمرحاض واغتسلت ثم ارتدت ملابسها واخذت حقيبتها وهاتفها الذي اغلقته منذ وصولها واتجهت للخارج مع حسن، قبلته بأبتسامة ثم هبطت للأسفل قبله حتى لا يراهم اى شخص من البناية مع بعضهم واوقفت سيارة اجرة وركبت متجهة لمنزلهم...

في الكوخ،.

بدأت شهد تستعيد وعيها وهي تمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة، فتحت عيونها لتجد نفسها في مكان غريب، فركت عيونها علها تكون في حلم ولكنها مازالت في نفس المكان وبمفردها، حاولت النهوض وجلست وهي تنظر حولها او تسمع اى شيئ ولكن لا تسمع اى شيئ ولا ترى سوى الظلام الدامس، خفق قلبها في قفصها الصدرى بخوف من ذلك المكان وهي تفكر لماذا كممها عمر وماذا فعل بها ولماذا هي في ذلك المكان ولكن بالطبع لم تعرف الاجابة، هبت واقفة بتعب وسارت للخارج املآ ان تجد اى شخص هنا ولكنها شعرت بخيبة الامل عندما رأت كلاب سوداء فقط تجلس في الشارع، استدارت بسرعة ودلفت للكوخ مرة اخرى وهي تتنفس الصعداء ( لان شهد لديها فوبيا من الكلاب )..

جلست على الارض وبدأت الدموع تعرف طريقها لعيناها وقلبها يدق بخوف، ماذا ستفعل! اين ستذهب، هل ستعيش باقي حياتها في الشارع، ولكن مهلاً كان يجب ان تفكر في هذة النقطة عندما فرت هاربة من بيت اهلها، ولكن ايضاً النتيجة نفسها اذا بقيت وتزوجت هذا الذي يدعي مصطفي سترى اسوء ايام حياتها..

هكذا كان الصراع الداخلي في عقل شهد، بدأت في ترديد بعض الآيات القرآنية لتطمأن نفسها، ظلت هكذا لدقائق او ربما ساعات، يأست من ان يعود عمر مرة اخرى..
شرعت في البكاء بدون صوت ثم حدثت نفسها بخوف قائلة..
يااارب يااارب عمر يجي يارب انا خايفة جدا من المكان دة.

بعد نصف ساعة تقريباً سمعت شهد صوت بعض الاشخاص بالخارج، نهضت ومسحت دموعها والخوف والأمل معاً تسللوا لقلبها، الخوف من ان يكون حرامى او مجرم وامل ان يكون عمر..

فتحت باب الكوخ برفق وهي تحاول ان لا تلفت انتباه من بالخارج، ولكنها فشلت عندما وجدت بعض الرجال في الخارج وينظرون لها، ذعرت من نظراتهم واغلقت بسرعة ووقفت خلف الباب وهي تتنفس بسرعة من خوفها وتوترها، وجدت من يدفع الباب وضعت يدها على فمها وهي تمنع صوت بكاؤها وشهاقتها ان يعلي، ولكن قوتهم وعددهم بالطبع اكثر، دفعوا الباب بقوة وابتعدت شهد من الدفعة لتجدهم ثلاث رجال، متوسطي البنية، يبدو من شكلهم انهم سُكارى، ابتلعت ريقها والخوف يتملكها اكثر وهي ترى في عيونهم تلك النظرة التي تكرهها..

شرعوا في الاقتراب منها وقال احدهم..
اية يا حلوة بتهربي مننا لية بس.

بدا صوت بكاء شهد يعلو شيئاً فشيئ وهي تدعو الله في سرها ان ينجدها من تلك الوحوش التي لا تهاب شيئ، شعرت ان قلبها سيتوقف حتماً من شدة الخوف، اقترب الرجل منها اكثر وهي ترجع للخلف وتنظر له بذعر شديد ثم مسكها من خصرها وقربها له، شمت رائحته المقززة وشعرت انها تريد ان تتقيئ، حاولت ابعاد نفسها عنه ولكنه كان ممسك بها بقوة، امسك بذراعها ثم رماها على الارض وشرع في خلع ملابسه في حين كانت شهد ترتجف وتبكي، صرخت على امل ان ينجدها اى شخص ولكن للأسف لم يسمعها بشرى..

حاول الرجل الاعتداء على شهد وهي تصرخ واصدقائه يرونه ويبتسمون، فهي ليست المرة الاولي او الاخيرة بالنسبة لهم، فجأة وجدوا من يدفع الباب بقوة ويدلف بصياح بعدما سمع صريخ شهد...

في احدى المنازل المشبوهه،.

كان مصطفي نائم على الفراش ًمُغطي وبجانبها فتاة ذات شعر اسود غزير وعيون سوداء وبشرة بيضاء، لا يقال عنها فاتنة ولكنها ليست سيئة ايضاً، كان مصطفي يفرد ذراعه وهي نائمة في احضانه والابتسامة على وجهها، اقترب منها مصطفي ثم قبلها بشغف ورقة وكاد يقترب منها اكثر إلا ان قطع جلستهم الدنيئة هذه رنين هاتف مصطفي، تأفف مصطفي بملل ثم امسك هاتفه من على ( الكمدين ) الذي يجاور الفراش ورأى المتصل عبدالله، ابتسم بخبث ثم ضغط على الزر ووضع الهاتف على اذنه ثم هتف بصوت أجش قائلاً..

الووو عبدالله
الووو يا مصطفي بيه، انا جهزت التذكرة إلى حضرتك قولت عليها
عفارم عليك يا عبدالله، امتي بالظبط؟
النهاردة الساعة 5 الفجر والعودة بكرة الساعة 8 بليل
تمام اوى، تشكر يا عبدالله
الشكر لله
سلام
سلام
ترك الهاتف ثم وجه لنظرة لتلك القابعة بجانبه وابتسم ابتسامة جانبية ثم تابع وهو يقترب منها..
هيييح يا وش السعد
مطت الفتاة شفتيها بعدم فهم ثم ردت ب: في اية يا مصطفي؟!

تنهد مصطفي ثم نهض وبدأ بأرتداء ملابسه وأردف بجدية قائلاً..
انا لازم امشي دلوقتي
زفرت الفتاة ونظرت للجهه الاخرى فهي لا تقدر على الاعتراض، اخرج مصطفي الاموال من جيبه ثم رماهم على الفراش، لمعت عين الفتاة بسعادة فهذا يعد عملها ومصدر رزقها!
خرج مصطفي من الغرفة بعدما لملم كل الاشياء الخاصة به وهبط من الشقة وركب سيارته عائداً لمنزله ليبدأ بتجهيز نفسه للسفر..

هكذا هي حياة مصطفي، بين عمله والمنازل المشبوهه، لا يأبه بوالده ولا اخوته، كل ما يهمه هي رغباته ولهذا السبب تمقته شهد وتتقزز بمجرد ان تراه وهذا ما جعله يصمم اكثر على ان تصبح ملكه وليست لغيره ابداً...

في الكوخ،.

دلف عمر بسرعة إلى الكوخ بعدما سمع صراخ شهد واصوات هؤلاء الرجال، صُدم عندما رأى ذلك الرجل يجرد شهد من ملابسها ويحاول الاعتداء عليها، انقض عليه بسرعة ولكن في البداية منعوه اصدقاء ذلك الرجل ولكن القوى الجسامنية لعمر تفوقهم وغير انهم ليسوا بوعيهم، ضربهم بقوة ثم توجه لذلك الرجل وابعده عن شهد وظل يلمكه بشدة والرجل يتآوه وشهد ابتعدت على الفور وجلست في ركن وهي تضم ركبتيها إلى صدرها وترتعش من الخوف ولم تتوقف ع البكاء الحاد، كاد يبتعد عمر عن ذلك الرجل بعدما ابرحه ضرباً ولكن فجأة وجد من يضربه بشئ حاد من الخلف، تألم بشدة واستدار ليجد احد اصدقاء ذلك الرجل يضربه بمطواه في كتفه، سقط على الارض من شدة الألم وصدمت شهد والرجال ايضاً، اعتقدوا ان عمر ربما يموت، اقتربوا واخذوا صديقهم بسرعة وفروا هاربين لينجوا من عملتهم، فهذه ( محاولة قتل واعتداء )، كانت شهد تنظر لعمر والدموع تهطل من عيونها بغزارة ثم اقتربت ببطئ منه وجلست بجانبه وامسكت وجهه برفق ووضعته على قدمها ثم خبطت على وجنتيه وهي تقول ببكاء..

عمر عمر فوق والنبي قووم
كان عمر يتآوه من الألم ويكاد يغمض عيناه، صرخت شهد بحدة وهي تهزه..
عمر لا ماتغمض عينك لاااااااا...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة