قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والخمسون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والخمسون

رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والخمسون

تنتظر بكل جوارحها هذه الكلمة التي تطيب خاطرها، تنتظر إخباره انه بخير تمامًا، هي اساسًا لن تسمع سوى هذه الكلمة، أذنيها قبل عقلها لن يسمعوا غير ذلك، وقفت في عرض البحر منتظرة قدوم قارب النجاة، تنهد الطبيب تنهيدة طويلة حارة قبل أن يتابع بجدية:.

احنا شيلنا الرصاصة خلاص، كانت جمب القلب بالظبط وربنا سترها معاه لأنه لما اخد الرصاصة على ما اعتقد كان بيتحرك وده حظه أنه إلى ضربه ماعرفش يجيبها عند القلب بالظبط والا كان هيبقي في كلام تاني
تنهدت بأرتياح شديد، وانفرجت اساريرها بسعادة، تشعر كما لو أنه ازاح جبلاً ثقيلاً من على قلبها، واين قلبها اساسًا، قلبها معه هو، ربما رحم جسدها ولو قليلاً لتهدأ وتستريح، همست بسعادة وإمتنان:.

الحمدلله الحمدلله يارب، الحمدلله
أبتسم محسن بسعادة، في حين أكمل الطبيب بأكثر جدية:
بس في حاجة يا مدام
إبتلعت ريقها بصعوبة ومن ثم سألته بتوجس:
خير يا دكتور في اية؟
أجابها بهدوء حذر قائلاً:
هو دخل في غيبوبة، وف العناية المركزة والمفروض انها غيبوبة مؤقتة، ادعى له بقا يفوق منها بسرعة
تقلصت حدقتي عينيها بصدمة، ولكن صدمة عن صدمة تختلف، الغيبوبة تعد أفضل بمراحل عن، الموت!

عاد يضع بعضًا من الحمل الثقيل مرة اخرى، ولكنه عطف عليها هذه المرة وكان أخف قليلاً، انتشل منها سعادتها فجأة، فيما استطرد هو بنفس هدوءه:
بس مفيش خطر على حياته، احمدى ربنا انها جت على اد كدة
يتلاعب على اوتارها الحساسة ببرود دون أن يشعر، لم تشعر بحياتها يومًا أن مشاعرها متخبطة مثل اليوم، غمغمت بهدوء حذر:
الحمدلله ع كل حاجة
اومئ الطبيب ثم استدار يغادر على عقبيه مرددًا بصوت اجش:
شفاه الله وعفاه.

همس محسن بأمتنان وبعضًا من الحزن:
امين، شكرا يا دكتور
نظر مسعد لشهد بهدوء ثم ربت على كتفيها وهو يقول مهدئًا:
الحمدلله يابنيتي، الضامن ربنا بس دلوجتى احنا اتطمنا انه هيبجي معانا، جضي اخف من جضي
اومأت شهد موافقة بأقتناع، ثم استدارت وجلست على الكرسي مرة اخرى بهمدان، ترمى بثقل جسدها وهمومها عليه، أقترب منها محسن، يطالع هيئتها المرزية، وملابسها المليئة بالدماء، زفر بقوة قبل ان يقول بحزم:.

يلا بجا عشان نروحوا تغيرى هدومك
هزت رأسها نافية بسرعة وانتفضت كأن سلك كهرباء عارى لمسها، ثم اردفت مسرعة بنفي تام:
لا ابدًا، مش هاتحرك من هنا غير مع عمر
اجابها بصوت آمر:
لا ماهينفعشي، روحى غيرى هدومك وهجيبك تاني
نظرت له بأستعطاف كأنها تتوسله ان يتركها، ثم هتفت برجاء وإصرار:
محسن لو سمحت سيبني، انا كدة مرتاحة جدًا، لكن مش هابقي مطمنة لو مشيت، ارجووك
أمسك وجهها بين كفيه بهدوء، ثم تابع بحنان قائلاً:.

حبيبتي انا حاسس بيكِ وعارف، بس عاجبك منظرك دِه والناس تتفرج عليكي وانتِ جاعدة إكدة بالهدوم إلى فيها دم
نظرت لملابسها بحزن، دماؤوه عليها وكأنها وشم وُضع عليها للأبد لا تريده أن يزول، هزت رأسها موافقة على مضض، ثم نهضت متجهة للخارج بجوار محسن بخطي هادئة، بينما أشار له خاله ان يذهب وهو سيظل في المستشفى لحين عودتهم، مع بعض الرجال للحراسة.

كانت رضوى تسعn لإنهاء كل شيئ بسرعة وعلى أكمل وجه، توضب المنزل بسرعة وبجهد، ولم تشعر بالتعب ولو للحظة، لحظات تعبها تذهب في ثوانٍ بمجرد أن تشعر انها قاربت على الانتهاء، انها تفعل ذلك من اجله هو، انتهت من كل شيئ واشترت ما توجب شراؤوه ولم تجلس لثوانٍ، كانت نبيلة تجلس امام التلفاز ببرود، لا تساعدها في حمل كرسي حتى، تعمدت جعلها تفعل كل شيئ لتشفي غليلها منها، ولكن تشعر أنها هبطت لأخر ارض بمجرد ان ترى تلك السعادة التي تشع من أعين رضوى، وفي المساء كانت قد انتهت من كل شيئ، جلست على الأريكة بجوارها، تتنفس الصعداء، بدى عليها الأرهاق، جلست بهمدان تريح جسدها، بينما كانت نبيلة تجلس وقد بدى الحزن على محياها بعض الشيئ، قطبت رضوى جبينها بتعجب، لقد تغير حالها عن منذ ساعات تمامًا، لابد أن هناك شيئً ما ومهم جدًا، هو ما استطاع تغير حالها هكذا، قطعت نبيلة شرودها بصوت قاتم:.

شهد ومحسن وخالك محسن مش جايين
جحظت عينيها بصدمة، ثم سألتها ببلاهة:
لييية!
ضربت على فخذيها بقوة إلى حدًا ما وبغلب، وبدأت الشفقة والعطف يتغلغلوا لنبرتها القاسية ويسيطروا عليها رويدًا رويدًا وهي تجيبها:
شهد بنت خالتك يا حبت عيني مابتلحقش تفرح، كل ما تخرج من مشكلة تقع في الاكبر منها
بلغ القلق ذروته لدى رضوى التي قطبت جبينها بخوف، ثم عادت تسألها بتوجس:
مالها شهد يا طنط ما تقولي ع طول.

زمت نبيلة شفتيها بحزن، ثم اردفت:
جوزها يا حبيبتي اتضرب بالنار وف المستشفى في العناية المركزة
شهقت رضوى بصدمة، ووضعت يدها على فاهها بحركة مباغته، تحاول السيطرة على شهقاتها التي صدرت بصدمة رغمًا عنها، فهي تحب شهد وبشدة، قضت معها سنين من عمرها قبل ان ينتهوا من تعليمهن، إن كان اى شخص مكانها كانت ستحزن عليها، ما بالك بصديقة طفولتها!
استدركت نفسها سريعًا، ثم نهضت وهي تقول لنبيلة متساءلة بجدية:.

ماقالكيش انهي مستشفى وفين
رفعت كتفيها بمعنى لا، ثم استطردت بصوت أجش:
لا بس هما في البلد، يعني المستشفى في الاقصر
ثم نظرت لها بطرف عينيها متساءلة بعدم فهم:
ليه بتسألي يعني انتِ؟
تابعت رضوى مسرعة دون تفكير:
هنروح لهم اكيد مش هاسيب شهد لوحدها دلوقتي
أجفلت نبيلة بتعجب، ثم رفعت حاجبيها بدهشة قائلة:
بجد، عايزة تروحى لشهد!
اومأت رضوى مؤكدة ببساطة، فيما قالت نبيلة بجدية يشوبها الحزن:
تمام يبقي يلا، بس كتب الكتاب!؟

يبدو انها لن تكف عن إدهاشها اليوم، اولاً حزنها على شهد، فقد كانت تعتقد انها مثل الجدار الصلب لا يؤثر به اى شيئ، ولكن اليوم ترى الجدار يحزن ويُشفق ويتساءل عن ما يهمها هي!
أبتسمت نصف ابتسامة، ثم اراحت ظهرها للخلف وهي تتشدق ب:
لما هأقول لعبدالرحمن اكيد مش هيعارض يعني
اومأت نبيلة بخفة، ثم تمتمت بخفوت:
ربنا يسعدك يا رضوى
لا لا هذه المرة سمعتها بالفعل، تدعو لها!

أتدعو لها حقًا من اعماقها الحنونة، ام ان امنيتها في ذاك الحنان اثرت على اذنيها، شعرت بقلبها يرفرف عاليًا بسعادة، فقالت بأبتسامة حالمة:
ياارب يااارب
اخلتطت نظرات رضوى السعيدة مع نظرات نبيلة الشاردة، استشعرت فيهم نبيلة مدى خطأها في الحكم على رضوى، بينما نهضت رضوى ومازالت غير مصدقة لما يحدث، ثم استطردت بهدوء حذر:
انا هأروح اقول لعبدالرحمن، عقبال ما انتِ تكلمى خالو تقوليلي يحجز لنا.

ثم استدارت لتغادر لغرفتها على عقبيها، تحاول إجبار عقلها على إستيعاب ما حدث، على استيعاب ان جلاده مْل من كثرة تعذيبها وقرر العفوا..

كان الجو مشحون بالتوتر، والخوف سيد الأفق في المطعم الذي سيصبح حتمًا بعد دقائق ساحة لمعركة نسائية دامية، ولكن رد فعل الحاكم بينهم قد تكون ليست عادلة بعض الشيئ نسبةً لمها ، التي اقسمت في هذه اللحظة انها ان امسكت بها لن تتركها إلا بعدما ترفع راية الأستسلام، كان عينيها توحي ببدأ إندلاع ثورة غاضبة تكاد تحرق من امامها، وتشجنت عضلات وجهها وهي تزمجر فيها غاضبة:.

نعمممم يا حبيبتي، زوجته المستقبلية ده اية، روحى لقطي اكل عيشك بعيد
كان أحمد يضع رأسه بين يديه، لقد تدمر كل ما كان يفكر به، كل ما بناه هو في اخر الايام، هدمته رودينا بلحظة واحدة، بينما نظرت لها رودينا نظرة ذات مغزى، ثم غمغمت بجزع:
ياآآى، You are not polite، بيئة اوى
إتسعت حدقتا عينيها وإشتعلت بالغضب، نهضت وهي تصيح فيها بحدة:
انا بردو إلى مش مؤدبة يا زبالة، ولا انتِ إلى جاية تحضني جوزى ادامى
What!

فغرت شفتاها هي الاخرى بصدمة، بينما كان احمد يدب على رأسه بغلب، بدأ عداد عمره بالعد الان، وإنفجرت القنبلة التي اكملت على تدمير كل شيئ، شعر بخطورة الموقف فنهض الان، ليجد اعينيهم مصوبة نحوه كالمدافع القاتلة، فسارع بالتبرير مهدئًا من روعهم:
اهدى بس يا رودى وانا هأفهمك كل حاجة بس روحى دلوقتي
رمقته مها بنظرات حارقة حادة، ليكمل مسرعًا:
انتِ كمان مش فاهمة حاجة يا مها.

لم يعطى كلاً منهم الفرصة للرد، واقترب من رودينا يمسك يدها ليتجه للخارج بخطوات سريعة وهو يلعن اليوم الذي قرر فيه القدوم لهذا المطعم اللعين..
بينما كانت مها تكاد تأكل اظافرها من الغيظ، احمر وجهها من كثرة احتقانه معلنًا عدم قدرته على تحمل هذا الكم من الغيظ والحقد اكثر من ذلك..

وأحمد في الخارج يركب السيارة الخاصة ب رودينا وهو يحاول ترتيب الكلام الذي سيقوله لكلاهما الان، دبت رودينا بقدمها على ارض السيارة بقوة وهي تقول متزمرة:
كنت سيبتني للبنت اللوكال دى
نظر لها بنصف عين، نظرة جعلتها تبدو حمراء من الأحراج، نظرة بمعني من كاد يفتك بمن! نظرت للأسفل تحاول إستعادة جديتها وحدتها مرة اخرى، إلا انه لم يمهلها الفرصة حيث قال مسرعًا بتبرير:
رودى انتِ عارفة انى كنت متجوز ومخلف صح.

اومأت هي بغيظ مكبوت، في حين اكمل هو كمحاولة ليستعطفها:
طلبت اننا نتقابل، واتكلمنا عشان اخد ابني، انا بعدت عن ابنى بما فيه الكفاية يا رودينا، فأتكلمنا وقررنا انى اخد ابنى
صمت برهه لينظر لها ليستشف رد فعلها، ليجدها منسجمة مع كلامه الكاذب، ليتابع بأسف مصطنع:
والظاهر كدة انها فهمت اننا هانتجوز، لكن انا مش ممكن اتخلي عنك.

بدأت عصبيتها وقلقها يذهبوا ادراج الرياح، استطاع بمهارة إسكاتها، ليمسك بيدها بحنان زائف، ثم قال بأبتسامة:
لسة زعلانة يا رودى؟
هزت رأسها نافية وقد بادلته الابتسامة، فشعر هو بالأنتصار، ها هي قد مرت اول مهمة، وما اصعب التالية..!
هبطت برأسه يطبع قبله هادئة على يدها واصابعها التي تخللت اصابعه الرجولية السمراء، ثم عاد ينظر لها مثبتًا انظاره في عينيها الزيتونية الخضراء، ثم اردف بصوت اشبه للهمس:.

معلش يا حبيبتي انا مضطر ارجع لها، عشان متشكش بحاجة وترفض تديني ابني بحجة انى هاتجوز
مطت شفتيها بأعتراض شديد، ثم اومأت دون تنظر له على مضض، لتتسع ابتسامته تدريجيًا، ثم قال معتذرًا:
متزعليش يا رودى، هابقي اكلمك، باى
استدار ليغادر بعدما اغلق الباب وإتجه للداخل بسعادة داخلية تغمره، ليجد مها كما تركها بل اصبحت حالتها اسوء، اقترب منها ثم جلس على الكرسي متنحنحًا بحرج:.

مها بجد انا مش عارف اعتذرلك ازاى، بس حقيقي انا اتفاجئت بيها
رفعت مها حاجبها الأيسر ثم تابعت قائلة بإستنكار:
اتفاجئت بيها! لا والله
إرتسم على ثغرها ابتسامة ساخرة، لتكمل بتهكم مرير:
اتفاجئت بيها طب من حيث اية، من حيث انها موجودة ولا من حيث انها قالت انها مراتك المستقبلية!؟
إبتلع غصة مريرة في حلقه، ثم نظر له وقال مترجيًا:
مها حبيبتي انتِ عارفة إنى كنت هاخطب، ودى رودينا إلى كنت هاخطبها.

لم تُظهر اى رد فعل واكتفت بالنظر للجهة الاخرى، فأكمل هو بنفس النبرة:
مكنتش عايزها تفهم اننا اتجوزنا لانها لو فهمت هاتخلي والدتها تفض الشغل إلى مع والداتي لانها بنت صاحبة امى
لم تكن مها مثل رودينا بالمعنى الحرفى لتصدقه بهذه البساطة، كانت ترمقه بنظرات مكذبة وحانقة، مما جعله يشعر بالإحباط من إكمال ما اراده، فأستطرد بيأس مصطنع:
بردو مش مصدقانى، للدرجة دى مابتثقيش فيا ابدًا.

لم يجد منها استجابة ايضًا، وكأنه يخدش في جدار صلب لا يتأثر، فقرر اخراج اخر فرصة يمكن استسماحها بها، فقال بجدية:
مها انتِ سيبتيني عشان سبب كل ما بفتكره بأحس إني عندى نقص، بس كان حبي ليكي اكبر واقوى من اى شيئ، ناس كتير استحالة تسامح ان مراته تتطلق منه عشان تروح لحبيبها، بس انا قولت ربنا بيسامح وبيدى فرص، انا مش هسامح ليه يعني ده انا عبد.

بالفعل سهم حديثه الخبيث اصاب الوتر الحساس الذي اراده، نظرت اليه مها بحزن، ثم زمت شفتيها بضيق طفولي قائلة:
خليني وراك لحد مانغرق سوا يا احمد
غمز له بطرف عينيه، ثم هتف بخبث دفين:
ولسة إلى جاى احلي يا زوجتى العزيزة.

لا لا انا ايقنت ان انا فقرى، او عمر ده محظوظ جدًا كمان.

هتف فارس بهذه الجملة وهو يجلس في الحديقة المجاورة لقصر حاتم الخضراء ذات الزهور المتفتحه، تحت اضواء القمر الذي انار الأرض جميعها، يجلس على كرسي خشبي متوسط وامامه منضدة صغيرة عليها زجاجات من المشروبات واثار السجائر، وعلى الجهة الاخرى يجلس حاتم والسيجار في يده كعادته، ويضع قدم فوق الاخرى بغروره وبروده المعتاد، في حين فارس يشعر ان الشيطان تتراقص امامه على خيط انتقامه السميك، أحتقن وجهه بغضب واضح، وحاتم يستمع له بآذان صاغية مهتمة، قطع الصمت الذي دام لثوانٍ قائلاً ببرود:.

معرفش، بس الظاهر فعلاً انك فقرى يا فارس
اومأ فارس بغيظ، ثم كور قبضة يده حتى ظهرت مفاصله تحت يده السمراء، ليردف وعينيه ظهر فيها شعاع غامض حاقد:
بس انا وهو والزمن طويل، انا مبزهش
رفع حاتم حاجبه الأيسر ثم قال بسخرية:
لا ماهو واضح انك مابتزهقش يا فارس
ثم صمت لبرهه ينفث الدخان، ليتابع بجدية:
انا مش قولتلك ان عمر مش حد سهل، سيبوا بقا وفكك منه.

هز فارس رأسه نافيًا، ثم جز على اسنانه بغيظ، وراح يفكر بخبث، ثم استطرد بنبرة غليظة:
انا اصلاً مش عارف انت ازاى سايبه كدة، ده مابيشتغلش بقاله شهرين تقريبا
رفع حاتم كتفه بلامبالاة، ونظر امامه وهو يتشدق بغموض:
انا سايبه شوية، بريك يعني
زفر فارس بقوة، ثم اراح ظهره للخلف قائلاً بنبرة لاذعة:
لا لا فعلاً مش فاهم، ده تقريبًا تالت واحد ابعته له وبردو يفشل
اجابه حاتم بصوت قاتم:
مش ضربه ودخل المستشفى؟

تأفف فارس بضيق، كلما تذكر يجتاحه شعور بالغيظ والحنق، وكأن شخصًا ما يضربه بمطرقة في منتصف رأسه كل دقيقتين، قال بنزق:
بس لسة عايش وهايطلع صاغ سليم، وخاله ده حط حراسة عند البيت وعند المستشفى يعني الوضع زاد سوءً
قهقه حاتم عاليًا، فبكل مرة يكتشف ان عمر يتفوق بمراحل عن فارس، ثم غمغم بغرور:
انا نظرتى ما تخيبش ابدًا
قطب فارس جبينه متساءلاً:
مش فاهم يعني قصدك اية يا ريس؟

لم يستطع حاتم اجابته حيث سمعوا صوت سيارة الشرطة يدوى، وما لبث ان مرت ثوانٍ فقط حتى وجدوا الشرطة من حولهم، والضابط ينظر لهم بتشفي قائلاً:
والله وجه يووومك يا حاتم بيه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة