قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون

صعدت جيرمين لكي تطلب من سيلا النزول فقد أتى الجميع، دخلت الغرفة و لكن لافت انتباها الكوب الواقع على الأرض
بحثت عنها و لكنها لم تجدها، شعرت جيرمين بالتوتر و القلق و هرولت مسرعة إلى اسفل
واخذت نورسين بعيدا عن الباقي و قالت: سيلا مش موجودة
نورسين بدهشة: ماذا؟!
اخبرت نورسين شقيقها و اردام و بحثوا عنها و من ثم الغي حفله الزفاف و ذهب اردام مع والده لإبلاغ الشرطة عن اختفائها.

استيقظت سيلا و كانت تشعر بألم شديد في رأسها، قامت بصدمة و نظرت حولها ما تلك الغرفة الغربية، شعرت بالغضب فهي لا تذكر ما حدث و كيف أتيت إلى هنا
قامت من على الفراش و لكنها اندهشت عندما وجدت نفسها ترتدي قميص بلون الأسود
شعرت بالخوف و ابتلعت ريقها بصعوبة و لافت انتباها فستانها الموجود على الاريكة.

نظرت من الشرفة الزجاجية، كانت الشرفة تعتبر في حجم غرفة اخري، تطل على مناظر طبيعية، كانت تشعر بالجنون فهي لم ترى ذلك المكان من قبل، خرجت سيلا من الغرفة و كانت تسير في ممر طويل و على جانبها غرف مغلقة
أسرعت من سيرها و نزلت الدارج و ركضت في ردهة القصر و كانت واسعه للغاية اوف بقا ايه المتاهة دي
-مش هتعرفي تهربي
التفتت سيلا له و قالت بدهشة: سليم انت اللي عملت كدا؟

اقترب منها و حاوط خصرها من الخلف و قال: اهاا يا سيلا، فكرة انك تتجوزي دي انسيها
زفرت سيلا بحنق و بعدت يده عنها و قالت بعصبية و نفاذ صبر: سليم انا عايزة امشي من هنا؟
-و انا مش هسيبك و اطلعي فوق
نظرت له بعدم تصديق و قالت بعصبيه: انا مش عايزك فاهم مش عايزك
-اطلعي بالذوق احسن
ركلت الأرض بقدمها و صعدت إلى الغرفة، كانت تشعر بالجنون فلماذا يفعل ذلك.

نظرت بدهشة على فستان الزفاف خاصتها فهو جردها منه، و البسها أخر
دخل سليم إلى الغرفة و قال: حاولي تقبلي الوضع لأن الموضوع هيطول
سيلا بسخرية: أقبل ايه ان شاء الله؟ انت خاطفني من قاعه فرحي عارف يعني ايه؟
-مفيش راجل هيلمسك غيري
-و انا مش عايزك، انت لو اخر راجل في الكون كله مش عايزك
كور قبضته بغضب شديد و سحبها بقوه و قال: مش بمزاجك
-مش عايزة.

دفعها بقوة و سقطت على الفراش، و انحني عليها و قال بتوعد: بلاش تستفزيني
حدقت سيلا به و قالت: هتعمل ايه؟ هتغتصبني؟!
مرر انامله على خدها الأيسر و من ثم شفتيها إلى عنقها و قال: مقدرش اعمل دا معاكي
-عايزة امشي
-مش دلوقتي
خرج سليم من الغرفة و قفل الباب خلفه، و تذكر ما حدث قبل ساعات
جاءه اتصال من زين، رد عليه قائلا: ايه يا زين؟

-مصيبة يا سليم، انهاردة فرح سيلا و حسين العطار مقرر انه يخدها و لسه مبلغ ابويا دلوقتي
سليم بدهشة: يخدها؟!
-اها بعت ناس عشان يخدوها من الفرح
-تمام، انا هتصرف
زين بتساؤل: انت عرفت ازاي؟
-كنت عارف ان جدي مش هيسكت
زين بتعجب: ماشي لو في حاجه قولي، بس سيلا مش هترضي تيجي
-و مين قالك اني هاخد رأيها، هي هتنام و تصحى تلاقي نفسها في إيطاليا
-تمام و انا هظبط كل حاجه عندي و أشوف ابويا ناوي على ايه؟

حسين بعصبية: يعني ايه تختفي؟
رد عليه بارتباك: والله اختفيت يا حسين بيه و الفرح باظ
زفر حسين و أغلق المكالمة و القى هاتفه على الطاولة و قال: البت ال اختفيت هموت و اعرف مين اللي بيساعدها
مجدي بغضب: يعني حته بنت ملهاش لأزمة محدش عارف يمسكها
-و لا زين و لا سليم عارفين يوصلوا ليها
مجدي بنرفزة: بجد مش عارف سليم ماله، ليه بارد كدا
-بكرا اجيبها مهما كانت مستخبيه و اللي بيساعده دا آخرته الموت.

كان زين يجلس مع والده لكي يعلم منه الأحداث
سعد بغيظ: أخبار اختفائها مليت السوشيال ميديا، بجد عايز أعرف مين وراها
ابتلع زين ريقه و قال: تفتكر مين؟
-معرفش، مين يقدر يقف قدامي اومري
زين باستغراب: معرفش مين دا؟، و بعدين مش احتمال متكنش تعرف حاجه
سعد باقتناع: قولت كدا لحسين بس هو مصمم انها تعرف
تنهد زين و قال: هو عايز يقتلها يعني؟

-اها انهارده قال إنه هيخلص عليها بعد ما يعرف مكان الورق، مجدي هو التاني هيتجنن و يلاقيها.

كانت سيلا جالسه في الغرفة تشعر بأنها تفقد عقلها ببطء
دخل سليم و قال: قاعدة كدا ليه؟
-انا فين؟
-في صقلية بإيطاليا
زفرت سيلا بحنق و صاحت بصوت عالي: ايوه بعمل ايه هنا؟ انا عايزة امشي حالا
-مفيش مشي يا سيلا تمام
سيلا بضيق: عايزة افهم انا هنا ليه؟ و بعدين انا كدا اتفضحت
سليم باقتضاب: تتعوض المرة الجاية
سيلا بغضب: انا مش هسكت تمام
سحبها سليم من معصمها و قال: اسكتي.

خفق قلبها بشده و تعالت انفاسها المضطربة و قالت: تمام عايزة اعرف ايه سبب وجودي هنا
-هتعرفي كل حاجه بعدين بس كفايه زن بقا
ابتعدت عنه و قالت بحدة: طيب ياريت بقا متقربش مني
عقد ساعديه و قال بامتعاض: يبقى احسن
-انا هفضل محبوسة هنا
-اها مش هتخرجي خالص و ان خرجتي هيكون معايا و لو حاولتي تهربي متزعليش من اللي هيحصلك تمام
سيلا بضيق: انت بتهددني؟
-أظن انك عارف اني مش بتاع تهديد.

-ما هو انا لازم اعرف انت بتعمل كدا ليه؟، حرام عليك بقا
نظر لها ببرود و خرج من الغرفة، زفرت سيلا بحنق و دخلت في نوبة بكاء مرير.

كان صفوت يجلس في المنزل
زياد باقتضاب: قاعد كدا ليه؟
-ابن العطار خد مني الشركة بس والله ما هسيبه
زياد بضيق: ما بصراحة بقا الشركة دي من حق سيلا
صفوت بعصبية: متجيش سيرتها قدامي فاهم و بعدين خليها تنول جزأتها، سليم العطار دا أكبر عدو ليها
زياد بتساؤل: ازاي؟
تنهد صفوت و قال: أهل سليم هما اللي اغتصبوا ام سيلا و رموها في المياه، و تقريبا سيلا هتبقى نفس الحكاية مش معقول حسين العطار هيسيبها في حالها.

ابتلع زياد ريقه بصعوبة و قال: و انت عرفت؟
-من عمك الله يرحمه
قام زياد و صعد إلى غرفته، حاول الاتصال بها و لكن كان هاتفها مغلق، كان يخلل أصابعه بين خصلات فهو سوف يفقد عقله، القي الهاتف على الأرض و قال بغضب: يا ترى انتي فين يا سيلا؟ لازم اقولك اللي عرفته..
تذكر زياد آخر لقاء بينهم.

كانت سيلا مضيت على عقد التنازل عن الشركة و قامت لتذهب، كان زياد يفتح الباب ليدخل فهو كان يريد أن يمنع والده عن ذلك و قابلها امامه
-سيلا اوعي تكوني مضيتي على التنازل
نظرت له سيلا و اومأت برأسها في استياء و قالت: انا هسافر تركيا خلاص
زياد باستغراب: هو كان بيهددك بايه عشان يخليكي تمضي على التنازل بالطريقة دي
تنهدت سيلا و قالت: لو سمحت يا زياد خليني امشي.

خرجت سيلا و كانت تمشي بخطوات شبة راكضة و دموعها تنهمر على وجنتيها إلى أن وصلت إلى سيارتها، ذهب زياد خلفها و ركب معها و قال بتساؤل: في ايه؟ مالك؟
كانت سيلا تضع رأسها على المقود و تبكي بشدة، رتب عليها و قال: بابا عملك ايه؟
نظرت له سيلا بعيناها المتورمة و قالت ببكاء: قالي انه معاه فيديو لماما، متصور و في ناس بيعتدوا عليها و قالي انه لينشر الفيديو يا ياخد الشركة
زياد بصدمة: مين دول و ليه؟

بكت سيلا بشدة و قالت: معرفش حاجه، و ابوك مقالش ايه حاجه تاني
ضمها زياد إليه و رتب عليها و قال: اهدي يا سيلا، اكيد هنعرف هما مين؟
ابتعدت سيلا عنه و قالت: نفسي اعرف هما مين لازم اخد حق ماما..

كانت جالسه تنظر قدوه، فهو يتعمد أن يذهب إلى المنزل متأخرا، منذ أن تزوجوا
دخل سليم و وجدها مازالت مستيقظة و قال: صاحية ليه؟
-عادي مستنية جوزي المفروض
-ايتين انا لسه مخلص شغل و عايز انام
ايتين بضيق: سليم مش ملاحظ أن حياتنا عبارة عن شغل بس، و بعدين انت ايه اللي خالك تدخل في منافسة مع شركة الشامي
-عايز اشتري الشركة
ايتين بغضب: كل دا عشانها، و لما أنت بتحبها كدا سيبتها ليه؟

تنهد سليم و قال: ايتين مش ملاحظة اننا كل يوم بنتخانق.

ايتين بسخرية: لا انا ملاحظة ان جوزي بيفكر في واحدة تانية، سليم انت مش عارف تكون معايا حتى متخيل، عامل زي الحجر مبحسش انك بتبادلني ايه مشاعر حتى، انا مش فارقه معاك تعبانة و لا سليمة، انت حتى مش مستعجل على الخلفة المفروض اننا متجوزين جديد كل حاجه فيك غريبة، غامض معرفش انت بتكون فين و لا بتعمل ايه؟ المفروض اني مراتك بس للأسف أنت مش شايفني غير ايتين صديقة الطفولة و شريكتك في الشغل، لكن سيلا بقا هي اللي خليتها في البيت مع انك عارف انها كانت متهمة في جريمة قتل، نظراتك ليها و غيرتك عليها اللي كانت واضحة اوي بس انا اللي مغفلة يا سليم مكنتش واخدة بالي من كل دا، روحلها يا سليم انا عايزة أطلق كفايه اوي كدا.

سليم ببرود: تمام
ايتين باستياء: تمام
ذرفت دمعة من عيناها و فاقت من شرودها و تنهدت بحزن، فهي لم تستطيع أن تتخطي تلك اللحظات.

قامت سيلا و فتحت الخزانة وجدت ملابس بها، تنهدت باستياء، و أخذت طقم مكون من بنطلون و تشيرت و بعد ذلك اخذت كاب، و وضعته على شعرها، فهي قررت أن تهرب من ذلك القصر
خرجت إلى الشرفة و عديت إلى الجهة الأخرى و تعلقت بالحديد و بعد ذلك قفزت بالأسفل، شعرت بألم في قدميها.

قامت بعد ذلك و نفضت يداها و قامت بالنظر حولها، كان يوجد الكثير من الحراسة، وقفت خلف الشجرة لكي لا تلفت نظر أحدهما، سارت خلف الأشجار و كانت تركض بسرعة، كانت المساحة واسعة للغاية، شعرت بأنها بغابة
زفرت بحنق و نظرت إلى السور، فهو مرتفع كثيرا، تسلقته بصعوبة بالغة و قفزت من اعلها و جرحت ساقيها لم تنتبه لذلك فالاهم انها تذهب من هنا..

ركضت في الشارع فهي لم تعلم أين هي و لكنها تريد الهروب، ذهبت راكضة حتى ابتعدت عن القصر
كانت تشعر بها تائهة في تلك المدينة الواسعة، اوفقت فتاة قائلة: عذرا يمكنني استخدام الهاتف
نظرت لها الفتاة و قالت: هل انتي تائهة؟
-نعم؟
اعطت لها الفتاة الهاتف، اتصلت سيلا بجيرمين و لكنها لم ترد عليها، زفرت بحنق و حاولت الاتصال ثانيا و لكن كانت نفس النتيجة، طلبت رقم فارس و لكن كان هاتفه مغلق.

تنهدت سيلا باستياء و اعتذرت للفتاة و قامت بالاتصال بزياد فهي تريد أن تعود إلى مصر أو تركيا
-الو
زياد بدهشة: سيلا انتي فين؟ انا برن عليكي تليفونك مقفول
سيلا ببكاء: انا في إيطاليا و مش عارفه اتصرف، ارجوك يا زياد حاول توصل لجيرمين
-انتي بتعملي ايه في إيطاليا طيب؟ في حاجه مهمه عايز اقولها ليكي
-ايه هي؟
-عرفت من ابويا أن اللي قتلوا أمك
سيلا بلهفة: مين؟
-حسين العطار.

فجأة توقفت ثلاث سيارات أمامها و نزل سليم من إحداهما، ابتلعت سيلا ريقها بخوف و سقط الهاتف من يدها و ارتجف جسدها بخوف..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة