قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون

دخل فارس إليهم و دله الخدام إلى المكتب الموجود به والده، طرق فارس الباب و دخل
ابتسم حسين ابتسامته الصفراء قائلا: فارس.
اقترب ممدوح منه و ضمه إليه و رحب به بشدة، و لكن ما هو أهم من ذلك الترحيب الزائف و الابتسامات الباهتة هو لماذا جاء فارس و لم ينتظر حسين أكثر و قام بسؤاله جاي ليه؟
صمت فارس و تذكر ما حدث معه، قبل دخوله إلى المنزل، وجد العديد من المكالمات
رد عليها و قال: نعم؟

-فارس لو روحت لجدك بعد ما عرفت الحقيقة فأنت مش هتستفاد حاجه غير انك هتخسر حياتك
سخر فارس من حديثها تفتكري هخسر ايه تاني؟
-فكر يا فارس ارجوك عشان تجيب حق الست اللي ماتت ظلم، بلاش تتكلم و لا تقول حاجه اوعدك اني هكون معاك و هدعمك بس اوعي تتكلم ارجوك
تنهد فارس و قال: تمام
-اوعدني
-اوعدك
ابتسم فارس و قال: كان نفسي اشوفكم، ما ساعة آخر مرة كنت موجود في مصر مشوفتكش.

نظر حسين إلى ممدوح بشك و أعاد نظره إلى فارس و قال
بارتياح: انت مقولتش انك جيت إيطاليا
-اديني قولت و جيت كمان
رتب ممدوح عليه و قال: نورت يا ابني
فارس بتساؤل: انا جيت عشان اطمن عليكم و بعدين هرجع
حسين بتعجب: عند سليم!؟
-اها عشان هشام هناك كمان و قولتله تعال معايا بس هو كسل
حسين بعدم اقتناع: تمام يا ابني لو مش مرتاحين عنده تعالوا هنا
-بفكر في كدا
-تمام شوفوا امتى و تعالوا دا بيتكم يعني؟

قام فارس و قال: انا همشي و بكرا هكلمك لان احتمال اجي انا
و هشام أو بعده مش عارف هشوف عشان اقول لسليم
غادر فارس مسرعا فهو لا يستطيع أن يتحمل أكثر من ذلك فيكفي ذلك التمثيل الزائف، أوقف تاكسي و غادر
ممدوح بارتياح: كويس تصدق كنت خايف يكون عرف حاجه
-انا مش مرتاح لابنك
-ما خلاص و لا انت عايز تفتح مشاكل و خلاص
غضب حسين و طرق المكتب بيده و قال: مش هسمح لحد يدمرني فاهم
من انتي؟

اوصد عيناه و شعر بالتردد قبل الدخول و بعد ذلك وضع يده على المقبض و فتح الباب
كان مجدي يجلس على الفراش و عندما رآه أمامه شعر بالغضب و قال: جاي تقتل ابوك؟
-عايز اتكلم معاك لاني عندي معلومات مهمة
مجدي بسخرية: خير مراتك عايزة ايه المرة دي؟
-لو سمحت سيبك من مراتي دلوقتي و خلينا في عائلتك عارف اني غلطان و مش جاي أقدم لنفسي مبرر حتى
-عايز ايه؟
تنهد سليم و جلس أمامه و قال: ممدوح هو اللي اغتصب امي.

مجدي بدهشة: ممدوح مين؟
-أخوك
اتسعت عيناه بصدمة و شعر بأنه يكذب عليه مستحيل طبعا انت بتقول ايه
-للأسف دي الحقيقة و سعد هو اللي قال كدا
مجدي بصدمة: جدك عارف
-جدي هو اللي سهل كل حاجه على ممدوح و هو اللي اثبت التهمة على فريد و انا زي ما وعدت هقتله
قام مجدي، أسنده سليم و لكنه ابعد يده عنه و قال: ابعد ايدك عني
-أنت كنت عايز تقتل مراتي و ابني و مش مبرر أننا كنا مفكرين انه ابوها لأنها بقيت مراتي.

نظر له مجدي بطرف عينه و قال: مراتك دي سبب البلاوي.

سليم بغضب: كفاية بقا هو انت مش عايز تشوف غير اللي على مزاجك على فكرة مراتي هي اللي ليها حق عندكم و اللي هيفكر يلمس شعره منها همحي من على وش الأرض، و انت و اهلك السبب في كل حاجه، ابوك وهمك و خدعك و فضلت طول حياتك تجري ورا خيط مجهول، و سيلا دي اللي ممدوح اغتصب امها و رماهم في المياه، و انا مش هجيب حق امي بس لا حق أمها و ابوها اللي اتظلموا و كل دمعة نزلت من عيناها بسببكم، و أهل هشام اللي ماتوا و اللي ابوك قتلهم، و فارس اللي فضل ضايع طول السنين دي يدور على امه و الأمل اللي كان عنده انه يلاقيها تعرف ان فارس دخل شرطة عشان يدور عليها كان نفسه يشوفها و لو مرة واحدة كان عايز يكلمها و يعرف هي سبته ليه؟!

شعر بالدموع تتجمع في عيناه و اكمل للأسف طلعنا عيلة زبالة اوي، و انت بقا اللي زعلان مني اني سيبتك في الغابة عشان انت كنت عايز تقتل مراتي و ابني، طب و انت كنت فين لما سيبتني و سافرت مع انك كنت تقدر تاخدني معاك، عرفت ان ابوك عايز يدخلني في شغله و وافقت، فضلت اسمع في كلام زبالة عن راجل.

برقبتكم كلكم، انا قولت اللي عندي بس حقيقي المرة الجاية لو لاقيتك واقف قدامي هتبقى اول واحد هدوس عليه و لو انك هتنسي اني ابنك فمتقلقش انت ناسي من زمان
استدار سليم و قبل أن يخرج قال: الدكتور قال انك كويس و هينفع تخرج عادي و بعد ذلك فتح الباب و ذهب.

كانت سيلا تنظر رجوع سليم أو فارس و كانت تقف في الشرفة تنتظرهم، رأت سليم، فدخلت و فتحت الباب لكي تستقبله
صعد سليم و سألها بتعجب: واقفة كدا ليه يا سيلا؟
أمسكت سيلا يده و قالت: كنت فين؟
-سيلا احنا بقينا الصبح و انتي لسه منمتيش
-هنام ازاي و انا معرفش انت فين؟
ابتسم سليم و رفع يدها ليقبلها و قال: لاقيت ابويا و كان في المستشفي و روحتله و بعد كدا فضلت حبيت اقعد مع نفسي شوية و رجعت.

نظرت له سيلا بعتاب و عقدت ذراعها حول عنقه و أسندت
رأسها على كتفه و قالت: نفسي اكون أقرب ليك حتى من نفسك
-انتي فعلا كدا، بس كنت بفكر شوية
ابتعدت سيلا عنه قليلا و قالت: بجد
قفل سليم باب الغرفة و نظر لها باستغراب و قال: نامي
-ايه نامي دي؟ انا غلطانة اني عايزة اتكلم معاك
حاوط خصرها و قربها منه و قال: بصراحة مش عايز اتكلم
-اومال عايز ايه؟

انحني على شفتيها و التهمها بحب، و بعد ذلك ابتعد عنها و قال: هتنامي و لا؟
-عادي يعني
ابتسم و قال: أمممم طيب
نظرت له بعيناها اللامعتين و قالت متسائلا: ايه اللي طيب؟
حاوط وجهها بين كفيه و قبل شفتيها بعمق و بعد عنها هامسا عايزة ايه؟
سيلا بغيظ: بجد؟، طب انا هروح انام مع أيهم
سبحها إليه و قال: بهزر يا ستي.

قام زياد من على الفراش، دخلت جيرمين و عندما رأته شهقت بخوف و اقتربت منه قائلة: زياد مش هينفع تقوم دلوقتي
-بقيت كويس و لازم اقوم
أمسكت جيرمين يده لكي تسنده، قبض زياد على يدها، توترت جيرمين و قررت أن تسحبها فهو قرر أن يقوم و ذلك يرجع له، فشلت لأنه احكم قبضته عليها و قال: ليه التردد دا كله؟
نظرت له بدهشة و قالت: تردد ايه مش فاهمة؟
-التردد اللي في عينكي و في لمستك و في كل حاجه يا جيرمين.

أبعدت جيرمين نظرها عنه و قالت بضيق: مفيش تردد و لا حاجه و من فضلك خليني اخرج
-على الأقل فهميني مالك؟
سحبت جيرمين يدها و قالت بحدة: مفيش حاجه يا زياد انا بس كنت قلقانه عليك و الحمد الله انت بقيت كويس
-مش دا السبب يا جيرمين
استدارت جيرمين لكي تخرج و لكنه قبض علي معصمها و لفها
إليه و التهم شفتيها بين شفتيه
اتسعت عيناها بدهشة و حاولت أن تدفعه عنها، ابتعد زياد عنها و حاوط وجهها بيداه و قال: جيرمين.

بقيت تنظر في الأرض و لم تستطيع أن ترفع عيناها بل و أرادت أن تخرج من الغرفة مسرعة
-ابعد عني
-ليه؟
رفعت نظرها له و قالت بجدية: من فضلك
-مش عايزني؟
ابتلعت ريقها فهو لم تتخيل بأنها ستقع بتلك الطريقة و قالت: مش فاهمه
-لا فاهمة بس بتستعبطي
-زياد انا عايزة اخرج دا مش وقته
ابتسم زياد و قبل شفتيها بخفة و قال: اومال امتي؟
تجمدت جيرمين مكانها و قالت بضيق: مش عايزة
-براحتك بس مش محتاجة تدخلي في صراع و تفكير كتير.

-بجد؟ حتى لو عدا وقت فأنا فاكره كل حاجه حصلت و مش هقدر انسى
-لو فضلتي تفكري مش هتستفادي حاجه، و اوعدك أن مفيش ايه حاجه هتكرر منه
نظرت له بحيرة و قالت: زياد انا مش قادرة اتخيل حاجه زي دي انت فاهمني
حاوطها بذراعه و قال: أدى نفسك و ليا فرصه يمكن ترتاحي عارف ان في صعوبة عليكي بس حاولي
-خايفه
أبتعد عنها و قبل جبنها و قال: مش عايزك تخافي و انا معاكي
-بس..

قطعها زياد جيرمين خلي كل حاجه لوقتها و اوعدك اني هخليكي اسعد واحدة في الدنيا
-لو سمحت ارتاح عشان غلط تتحرك و كدا
ابتسم زياد و قال: حاضر.

كانت تنام على صدره العاري و تحاوط عنقه، داعبت بأناملها و قالت بخفوت: سليم
رد و هو مغلق عيناه: -عايز انام
ابتسمت سيلا و رفعت رأسها و قبلت خده و قالت: -اصحى بقا، الوقت اتأخر اوي
فتح عيناه و حاوطها بذراعه و قال: صحيت
-سليم انا عايزة أسألك عن حاجه بقالي فترة كدا
-اسألي؟
-هو انت مش بتحب أيهم
-لا عادي بس بصراحة مكنتش حابب موضوع الخلفة و كدا
-اممم بس خلاص يعني و بعدين ابنك و لا إيه؟

ابتسم سليم و قال: انتي بتعملي ايه حاجه انا مش عايزها و انا بقبلها عشانك
رفعت رأسها و قبلت شفتيه بعمق و قالت: بحبك
-قومي البسي بقا عشان ننزل نشوف المصايب انهاردة هتكون
ازاي؟
ضحكت سيلا و قالت: هو هيبقى في مصايب تأني
-واضح الصراحة..

نزلت سيلا و كانت جيرمين جالسة، سألتها سيلا قائلة: مالك؟
-مفيش، زياد بقى كويس
سيلا باستغراب: و انتي شكلك مضايق ليه؟
-عادي بس حصل حاجه كدا..
نزل سليم فصمت جيرمين، سأل عن فارس و لكنه علم بأنه لم يأتي إلى المنزل
تنهد باستياء و قال: رنيت عليه مردش حتى
سيلا بقلق: مش عارفه و كمان هشام مش موجود
جاء إلى سليم رسالة على هاتفه و عندما رآها خرج مسرعا و اخذ زين منه
سيلا بدهشة: سليم.

بالطبع لم يعطي لها فرصة للحديث أو النقاش حتى..

هشام باستغراب: قلقتني
ابتسم حسين و قال: كنت عايز اشوفك يا حبيبي
رتب هشام على يده و قال: والله كنت هاجي
-عارف يا ابني، كنت عايز اقولك حاجه مهمه اوي و مسح تلك الدمعة التي ذرفت من عينه و اكمل عرفت ان ابني اتقتل مكنتش حادثة
هشام بدهشة: نعم؟
تنهد حسين و قال: بحسب سليم قالك بس شكله مقدرش يقولك الحقيقة
هشام بعصبية و نرفزة: حقيقة إيه؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة