قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

اوصدت عيناها و ارتجف جسدها و كانت تموت خوفا، استمعت إلى صوت الزناد
-لاقيتوا حد؟
انزل مسدسه و التفت له قائلا: ايوه أهي
اقترب سليم منهم إلى أن ظهرت و اندهشت عندما رآها، تطاير من عيناه الشرار فلما تقحم نفسها في ذلك الأمر
-أخرجوا برا.
استمع الجميع لأمره و تركهم
كانت تنظر له بخوف و كانت فقد لونها فأصبح وجهها مثل تلك الجثة التي بجوارها
سحبها من ساعدها بقوة و اوقفها امامه و قال بغضب: ايه اللي جابك هنا؟

صاحت به بقوة انت مجرم و قاتل
سحبت ذراعها و ركضت، و لكن وجدت الباب مقفول طرقت عليه بقوة
اقترب سليم منها حتى أصبح خلفها بلاش دراما زيادة
التفتت سيلا له و قالت بتوجس: انت هتعمل فيا ايه؟
-الحل الأول انك هتعتبري نفسك مشوفتش حاجه و اظن ان دا في مصلحتك و الحل التاني بلاش تعرفي
حدقت بعيناه بدهشة و عدم تصديق، كانت دموعها تتساقط بغزارة، سارت من أمامه و أعطيت له ظهرها.

لاحظ سليم الدماء التي لطخت ملابسها، اقترب منها و مزق بلوزتها من الخلف لكي يرى الجرح
تجمدت الدماء في عروقها و زادت وتيرة انفاسها، التفتت له بصدمة و قبل أن تتحدث، وضع منديل على أنفها ليكتم نفسها، فقدت سيلا وعيها
اسندها لكي لا تقع و خلع سيرته و وضعها عليها، حملها برفق و خرج
وضعها في السيارة و بالطبع كان ذلك وسط نظرات الجميع المندهشة
أخبر سليم قائلا: اللي حصل محدش يعرف عنه حاجه تمام
اومأ براسه متفهما.

سأله سليم انت ضربت عليها نار؟
-كانت بتجري و مكنتش هعرف احصلها
ذهب سليم إلى السيارة و غادر، رد على هاتفه: انت فين؟
-انا اللي فين، انت رجعت ليه؟
تنهد سليم و قال: و لا حاجه انا عندي مشوار مهم
عقد حاجباه في اندهاش ليه؟ في حاجه حصلت
-لا مفيش سلام
قفل سليم معه و نظر أمامه و كان يختلس لها النظرات، نفخ بضيق هو حتى لم يستطيع التصرف معها.

وصل سليم إلى المزرعة و حملها من داخل السيارة و ادخلها الغرفة و بعد ذلك اتصل بالطبيب
-دكتور منير محتاج دكتورة ضروري
-تمام يا سليم بيه، حضرتك فين؟
-في المزرعة
-خمس دقائق و هكون عندك
تنهد سليم و انتظره، أمام الباب وصل منير فهو يعيش في المزارعة لأن الطبيب البيطري الخاص بالخيول الموجودة
و معه شقيقته منال طبيبة شابه، دخلوا معه و تحدث سليم قائلا: اتفضلي.

دخل سليم معها، جلست منال على الفراش و تفحصت نبضها و قالت: هي نايمه من امتي؟
-لا هي واخده مخدر
تعجبت منال عندما رأت بلوزتها ممزقة، و عقدت حاجبياها في دهشة، قلبتها منال على جانبها و تفحصت الجرح و قالت: هي اتعورت من ايه؟
-اتصابت بس الرصاص مدخلتش، هي جرحتها بس
-الإصابة مش عميقة اوي لا تستدعي القلق
سليم باقتضاب: تمام شوفي شغلك
بدأت الطبيبة عملها و طهرت الجرح و لكن كانت مازالت تنزف.

-لازم الجرح يتخيط لأن النزيف مش عايز يسكت
سليم بقلق: بلاش خياطة، شوفي ايه حل تاني
تنهدت منال بضيق و قامت بوضع أودية و مضادات لكي توقف النزيف و بعد ذلك قامت بتضميده
وضعت منال أغراضها في حقيبتها و قالت: انا خلصت
-شكرا
خرجت منال من الغرفة و ذهبت هي و منير
منير بتساؤل: مين؟
-واحدة ممكن تكون مراته
منير باستغراب: مش متجوز اصلا و بعدين دا لسه جاي مصر بقاله سنه تقريبا
-مش عارفه بقا، اصل مش معقولة واحدة غريبة
،.

خرج سليم من الغرفة و جلس، كان يشعر بالضيق، دفن وجه بين كفيه و نفخ بغضب لكي يخرج ما في صدره
استيقظت سيلا و نظرت حولها، و لكنها شعرت بألم في ظهرها عندما قامت، و تذكرت بأنها جُرجت
تسرب الخوف إلى قلبها عندما تذكرت ظهور سليم، قامت من على الفراش
و عندما مرت من امام المرأة، اتسعت ملقتيها بدهشة عندما وجدت نفسها ترتدي قميص ستان سادة باللون البنفسجي
حاولت أن تدير رأسها لكي ترى مكان الإصابة و لكنها فشلت.

لافت انتباها ملابسها الموجودة على الاريكة التي تلطخت بالدماء و معهم سترته، زفرت بضيق أمسكت بها و ألقتها على الأرض و قالت بغضب: حيوان
تنهدت بضيق و فكرت فيما سيفعله بها
دخل سليم و نظر إلى جاكته بدهشة و قال: بكرا هترجعي البيت تمام و لا أكن في حاجه حصلت و لو فكرتي بس تعملي حاجه او تنطقي..
قطعته سيلا و قامت وقفت أمامه و قالت: على فكرة انت اللي لازم تخاف مش انا.

-بلاش تختبري صبري فاهمه لان لو وقعتي تحت ايدي مش هرحمك
-اكيد مستحيل فارس يكون عارف دا؟
غضب سليم و قبض على ذراعها بعنف و قال: المرة دي هسيبك بس المرة الجاية لا
-هتعمل ايه؟ هتقتلني؟!
زفر سليم و قال: خلصتي؟
-انت ايه مبتحسيش؟!
نظر لها ببرود لا و ياريت تخليكي في حالك و بلاش تتجرأ و تعملي حاجه انتي مش قدها
-عايزة ارجع البيت دلوقتي
-قولت بكرا
-هو احنا فين؟
-ملكيش دعوة بحاجه
غضبت سيلا و قالت: تمام.

-لآخر مرة هقولك لو نطقتي بحاجة هقتلك
-تمام، و هدومي اللي باظت دي هرجع بايه؟
-عندك هدوم هنا البسي اللي انتي عايزها منها
ذهبت سيلا إلى الفراش و تمدد عليه و اغمضت عيناها، راقبها سليم في هدوء، جلس على الاريكة و كان يفكر فيما حدث و ماذا سيفعل أن تهورت سيلا و أخبرت احد.
قامت سيلا و وجدته ينام على الاريكة، جلست بجواره و قالت بضيق: مغرور و تنح
فتح عيناه، قامت سيلا و قالت: قولت اصحيك
-يعني مش عشان تشتميني؟

-يلا عشان عايزة اروح
تنهد سليم و قال: تمام البسي
فتحت سيلا الخزانة و تعجبت من وجود ملابس بها و لكنها لم تسأل فهي كل يوم تكتشف شي جديد عنه، أخذت طقم و دخلت إلى المرحاض ارتديت ملابسها.
و ذهبت معه عندما وصلوا المنزل كان فارغ، تركته و صعدت إلى غرفتها
قفلت سيلا الباب بالمفتاح، شعرت بأن الحياة ردت إليها فهي خشيت أن تقتل بالأمس و تفاجأت بما رأته
اتصلت بجيرمين فهي أن لم تتحدث مع احد فسوف تفقد عقلها.

ردت جيرمين قائلة: سيلا كنتي فين من امبارح
-كنت في مصيبة، جيرمين انا عايزة اسيب البيت دا بأي طريقه
تعجبت جيرمين و سألتها حد عملك حاجه و لا؟
ترددت سيلا أن تحكي لها و فضلت عدم التحدث و قالت: معرفش بس انا همشي، حاولي تشوفيلي مكان اقعد في
-حاضر بس هاخد وقت، انتي عارفه الظروف
-مش مهم المهم اني امشي في أسرع وقت، ارجوكي اتصرفي يا جيرمين انا هموت من الخوف
جيرمين باستغراب: مالك يا سيلا؟
-تمام بس عايزة أمشي.

كان زين في المكتب يجلس مع حسين
زين بدهشة: و هي فين طيب؟
-اختفيت و الشرطة مش عارفه توصلها و انا عايزها
ابتسم زين بثقة و قال: هوصلها متقلقش بس اخلص الشغل و أفضى ليها
-تمام
كان سليم وصل الشركة و عندما علم بوجود زين ذهب إليهم، طرق الباب و بعد ذلك دخل
نظر له حسين و قال: اتاخرت ليه؟
-عادي
جلس سليم و تسأل بقلق انت هنا من امتى؟
اجابه زين بدهشة: من شوية كدا، و جدك قالي على حوار البت دي.

-البوليس مش عارف يلاقيها و بعدين مش احتمال تكون متعرفش حاجه عن شغل ابوها
حسين بضيق: و انت هتسيبها؟
-عايزني اعمل ايه أروح اغتصابها و لا اقتلها
تعجب حسين من موقف سليم فهو يشعر بشي مختلف به عن قبل مستحيل ان يكون تناسى ما حدث خلي بنت فريد الشامي تعيش حياتها بسلام و انت امك موجودة بين أربع حطان
لم يطيق سليم تحمل الحديث أكثر، فقد أوشك بركان غضبه على الانفجار، و غادر المكتب.

استغرب زين وقال: انا هروح وراها بعد اذنك
ذهب زين خلفه، متجها إلى مكتبه، قفل الباب
سليم بنفاذ صبر: زين ارجوك انا مش عايز اتكلم في حاجه
-مالك يا سليم أن حاسس ان أعصابك تعبانة اليومين دول
زفر سليم بحنق و قال: مش عايز اعمل حاجه
-خلاص سيب الموضوع عليا
-هنستفاد ايه منها؟ انا مش فاهم دماغه
-هي اللي معها كل حاجه، حتى لو متعرفش، لازم نلاقيها يا سليم الورق اللي معاها يودينا كلنا في داهية
سليم بحيرة: تمام.

-انا فعلا مش مقتنع باللي انت بتعمله يا سليم، أظن انك حتى متعرفش معنى الرحمة و بعدين شغلنا دا مش عايز ضعف دا غير أنها بنت الراجل اللي كان السبب في اللي حصل في أمك، لازم تعيش نفس معاناتها على الأقل و تعرف ان ابوها كان مجرم.

كان بداخله شي يمنعه من القيام بذلك، فهو لا يريد أن يفعل لها مكروه، لماذا صار عاطفي لذلك الحد هل انه جنون ام ماذا؟!، و بالنهاية الانتقام ينتصر فهي سوف تخضع و لكن يجب التخلص من تأثيرها.
تنهد سليم و قال: تمام بس انا هقعد في المزارعة اليومين دول عشان اشتغل براحتي
-تمام و انا هكون معاك.

كانت سيلا تجلس بمفردها في المنزل و كانت تريد الخروج منه بأي طريقه، فقلبها غير مطمئن لما يحدث
قد سئمت من تلك التهمة التي تعلقت بها فهي لا تستطيع إثبات براءتها باي وسيلة، و الآن هي اقحمت نفسها في مشاكل آخري، فاقت من شرودها على صوت فارس سرحانه في ايه
التفتت له و قالت: في القضية اللي ملهاش حل دي
-مفيش حاجه ملهاش حل بس كل حاجه بتاخد وقت فاهمه.

تنهدت سيلا بيأس و قالت: وقت كبير اوي يا فارس، انا فعلا زهقت و بقرر اسلم نفسي اللي بيحصل دا مش صح
-في اكتر من دليل ضدك
ترقرت الدموع في عيناها و قالت باكية: عارفه و عشان كدا فقدت الأمل، حتى مستقبلي ضاع و مش عارفه اعمل حاجه
رتب فارس على يدها و قال: خلي عندك امل يا سيلا و بعدين انتي طالما واثقه من براءتك خلاص
-هشام مجاش ليه؟
-عنده شغل في الشركة.

مر اسبوعين لم يذهب سليم إلى المنزل نهائي، و سيلا كانت تخطط للذهاب فهي تخشى من اختفاء سليم المفاجئ و لا تريد إقحام فارس و هشام في مشاكلها، و حتى لم تستطيع أن تبوح بما رأته و عرفته عن سليم.
ذهبت لتقابل جيرمين كما أخبرتها، لكي ترى المكان
عندما نزلت من المنزل، اتصلت بجيرمين و لكنها تعجبت عندما لم ترد، انتظرت و حاولت الاتصال بها عدة مرات.

و لكن كانت المفاجأة عندما رد زياد عليها و قال: صاحبتك معايا يا سيلا يا تيجي ليا برجلك يا هموتها
لا تصدق سيلا ما تسمعه و عقدت الصدمة لسانها و انتظرت لثواني تستوعب ما تسمع
-زياد؟
-معاكي نص ساعه بظبط يا تيجي انتي يا هعتبرها انتي و من الأفضل انك لوحدك زي الشاطرة
سيلا بتوسل و بكاء: حرام عليك يا زياد ارجوك سيبها
-القرار في ايدك يا سيلا، سلام..

أنزلت سيلا الهاتف و بكت بشده فهي خائفة على جيرمين بشدة و ان ذهبت إلى زياد فمعنى ذلك أنها تضحي بحياتها و لكن لم تترك صديقتها بين يده،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة