قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني

ادمعت عينها و قالت: شكرا يا جيرمين عارفه اني تعبتك معايا
رتبت جيرمين على يدها و قالت: و لا يهمك يا حبيبتي المهم انتي حاسه انك هترتاحي هنا؟
سيلا بحيرة فذلك السؤال تردد كثيرا بداخلها معرفش والله بس كلها ايام و امشي
-خايفه يحصلك حاجه او البوليس يقبض عليكي
بكت سيلا بحزن و قالت: بجد مش عارفه بابا يموت و اعرف ان الشركة على وشك الإفلاس و عمي مش عايز يسيبني في حالي و كمان متهمة في قضية قتل.

شعرت جيرمين بالاستياء من تلك الحالة التي أصابت رفيقتها و قالت بنبرة مواسية: أن شاء الله كل حاجه هتظهر
-اتمنى، انا هنزل بقا لحد ياخد باله
-هو انتي ازاي هتستحملي العيشة دي و بعدين البيت في تلت رجالة
-للأسف مفيش حل غير اني اعيش هنا و كمان محدش فيهم يعرف اني بنت و لا حد هيعرف
-تمام خلي بالك من نفسك و اقفلي الاوضه عليكي كويس و بلاش تخلي حد فيهم يقرب منك.

اومأت سيلا رأسها في استياء و فتحت باب السيارة و ترجلت منها و عادت إلى غرفتها كما خرجت منها و أغلقت الشرفة جيد و سحبت الستائر
تنهدت بحزن و قامت بنزع العدسات اللاصقة من عينها و التي اخفت جمال عينها الرمادية الساحرة و الشعر المصطنع التي وضعته على رأسها و انسدل شعرها البنى الذي يصل إلى منتصف ظهرها و المختلط به الذهبي اللامع.

خللت اصابعها بين خصلات و نزعت ذلك الشارب الذي وضعته أعلى شفتيها الكرزية الممتلئة و زفرت بحنق قائلة: يارب عدي الايام دي على خير
تمددت على الفراش و أخذت تفكر في تلك الأحداث المتتالية التي حدثت لها و بعد ذلك ذهبت في النوم.

استيقظ سليم في الخامسة صباحا و ارتدى تشيرت قطني يتميز بحملاته العريضة و شورت يصل عند الركبة و نزل إلى الحديقة ركض لمدة نصف ساعة و بعد ذلك دخل إلى صالة الجيم الخاصة به و بدأ في ممارسة الرياضة.

استيقظت سيلا على صوت المنبه، قامت ارتديت كل من ملابسها الرجالية و عدساتها اللاصقة و الشعر المستعار و كذلك الشارب و خرجت من الغرفة متجهة إلى المطبخ لتحضير وجبه الإفطار
و خرجت إلى الحديقة لتستنشق بعض الهوا فهي لم تعلم بأن سليم بالخارج، ارتبكت عندما رأيته يخرج من الصالة الجانبية عاري الصدر و قطرات العرق تنصب على جسده، استنتجت انها صالة جيم، عضت على شفتيها بتوتر بالغ و دخلت مسرعة إلى الداخل.

تعجب سليم قائلا: ماله دا؟ اوف بجد
دخل سليم إلى المطبخ و كانت تلهث بصعوبة و كأنها كانت تركض لعدة أمتار
سليم بتساؤل: حضرت الفطار
هزت رأسها بالإيجاب، تعجب سليم من هيئته و قال: تمام صحي فارس و هشام
و بعد ذلك خرج من المطبخ صاعدا إلى غرفته
تنهدت سيلا و احثت نفسها على التقدم ارجوكي كملي يا سيلا متخافيش محدش هيعرف.

أحضرت السفرة و كالعادة كانت مستعينة بالبحث الإلكتروني كي لا تفعل خطأ غير مرغوب به، و أخذت نفسها و صعدت إلى غرفة فارس، طرقت الباب بخفة و بالطبع لم يستمع فارس إلى تلك الطرقات الخافتة
عندما لم تجد رد فتحت الباب و لكنها كانت تشعر بارتجاف جسدها رغما عنها
دخلت بخطوات بطيئة للغاية و حاولت التخشين من نبرة صوتها: فارس بيه
تقلب فارس قائلا: اخرج
لم تعلم ما هو الصائب الان ان توقظه أم تترك الغرفة و تغادر.

ابتلعت ريقها و قالت: لوسمحت اصحى
عندما شعر باقترابه من الفراش، فتح عينه و قال: صحيت
نظرت له و قالت: الفطار جاهز يا افندم
نظر إليه فارس باستغراب و قام من فراشه، شهقت سيلا و أدارت وجهها الطرف الآخر عندما رأيته عاري لا يرتدي الا سروال داخلي قصير للغاية
بالتالي لافت ذلك انتباه بشدة و قال بدهشة: خير يا محمد مالك؟

تمالكت نفسها فهي بالكاد سوف تفضح بعد قليل و لكنها قررت أن تعتاد على ذلك الأمور فهي الان تعيش معهم علي انها شاب و قالت بجدية: مفيش بعد اذنك
خرجت من الغرفة و أغلقت الباب خلفها و ذهبت إلى الأخرى و التي كانت لهشام
تنهدت و طرقت الباب و دخلت و لكن لم تجده في الفراش، و استمعت إلى صوت الماء بالداخل فقالت بصوت مرتفع نسيبا: استاذ هشام الفطار جاهز
-تمام يا محمد، بقولك ايه هات الهدوم اللي عندك.

سعالت بشده و شعرت بالتوتر يفتك قلبها و قالت: القهوة على النار مش هلحق و غادرت الغرفة على الفور قبل أن تسمع رده حتى...
تعجب هشام و خرج من المرحاض و ارتدى ملابسه و هو يشعر بالدهشة منه
كانت سيلا تواجه اصعب دقائق في حياتها و بالطبع سوف تستمر تلك المعاناة كثيرا.

زفرت بحنق و طرقت الباب و دلفت إليه و لكنها شهقت بصدمة عندما وجدته يخرج من المرحاض و هو يضع المنفشة حول خصره، أخذت انفاسها المضطربة و استجمعت شجاعتها فهي الان ليست سيلا بل محمد
عقد حاجبيه في اندهاش و تحدث بنبرته الحادة و الامرة: مالك؟
-مفيش الفطار جهز و استاذ فارس في انتظارك
جفف شعره بالمنشفة التي كان يضعها حول عنقه و رد قائلا: تمام القهوة بتاعتي تكون جاهزة تمام
هزت رأسها إيجابا و غادرت من أمامه مسرعة.

أغلقت الباب خلفها و استرجعت انفاسها التي ازدادت سرعتها
تنهدت محدثة نفسها بصوت مسموع نسيباً: اهدي يا سيلا محصلش حاجه و انا هنا مجرد ولد افهمي بقا...
أشار له هشام بيده ملوحا بها أمام وجهه و قال: مين اللي تفهم؟
نظرت إليه بارتكاب و قالت بتوتر: مين؟!
هشام باستغراب: انت واقف بتكلم نفسك
ابتلعت سيلا ريقها و قالت بتبرجل: احتمال و غادرت من أمامه مسرعة
هشام متعجبا: ماله دا؟

جلس الثالثة على السفرة و بدأوا في تناول الطعام بهدوء و لم يتحدث احد منهم
قطع هشام الصمت قائلا: سليم؟
-نعم!
-خلصت تصاميم المشروع و لا لسه؟
ارتشف بعض القهوة و قال: اكيد سليم العطار لازم يكسب
ابتسم هشام و قال: واثق و مغرور
-اكيد دا كفاية أن شركة الشامي وقعت
انتبه فارس و قال متسائلا: شركة الشامي دي بتاعت فريد الشامي اللي اتوفى من اسبوعين
سليم باستغراب: اها انت هتسيب الشرطة و تشتغل في الهندسة و لا إيه؟

-لا ماسك القضية بتاعت بنته اللي هربت و محدش عارف يوصلها
سليم بتعجب: هو لي بنت اصلا؟!
-اهاا اسمها سيلا الشامي، في سنتها الأخيرة من الكلية و بتدرس هندسة و بيقولوا انها كانت بتشتغل مودل و ممثلة تحت التدريب و ليها صاحبة اسمها جيرمين
سليم بدهشة: بصراحة اول مرة اسمع عنها بس ممكن تكون كانت على علاقة بواحد و هربت معاه
هشام باستغراب: ممكن، طب ليه محققتش مع جيرمين دي؟

زفر فارس بضيق و قال: لأن باختصار سيلا مختفية تماما و محدش يعرف مكانها و اكيد صاحبتها دي مش هتكون عارفه مكانها و ياريت يا هشام الأخبار دي متنزلش في الجريدة عندك
تحمم هشام قائلا: ليه بس و بعدين دا سبق صحفي و اعلاني جامد بس هستني شوية لحد ما اعرف كل المعلومات
قام سليم و ارتدى سترة بذلته و قال: انا ماشي
و بعد ذلك ذهب هشام و قارس، و بعد ما تأكدت سيلا من ذهابهم خرجت من الطبخ و بدأت في ترويق المنزل بالكامل.

زفر سليم بضيق و قام و صاح قائلا: ليلي
دخلت ليلي إلى المكتب مسرعة و قالت بتردد: افندم
نظر لها بغضب و قال: ايه الزفت دا؟، و فين المهندسين اللي بيشتغلوا على المشروع
ليلي بتوتر: كلهم في المكتب بس لسه التصاميم مخلصتش
سليم بعصبية: انهاردة بس و لو الحاجه مخلصتش اعتبري انك مرفوضة مفهوم
طرقت ايتين الباب و دخلت و قالت: ليلي اطلعي انتي.

زفر سليم بحنق و جلس على المقعد محاوطا وجهه بين كفيه و قال: ايتين انا مش فاضي لأي حاجه ممكن
تنهدت ايتين و جلست و قالت: حاضر، ممكن تهدي بقا و بعدين حرام عليك مربي الرعب للبنت
-في حاجه حصلت في الشركة و لا إيه؟
غضبت ايتين فهو لا يحدث سوى عن العمل و قالت: لا يا سليم مفيش الشركة تمام انا جايه عشان اشوفك و نتكلم
سليم باقتضاب: انا مش عايز اتكلم في حاجه.

-سليم احنا طول عمرنا صحاب و مش هنخسر بعض عشان موضوع ملهوش لأزمة
سليم بغضب: بجد موضوع ملهوش لأزمة يا ايتين؟!
تنهدت ايتين و قالت: والله يا سليم مش بمزاجي و انت اللي عملت كدا من الاول
-بجد يا ايتين روحي اتجوزي انا مش هدخل بس اعملي حسابك انتي و ابوكي أن الشركة مفيش حد غريب هيدخلها
ايتين بضيق: سليم لو سمحت بلاش طريقتك دي
-انا حر.

قامت ايتين و قالت: دي المشكلة يا سليم انك مبتعملش حساب لحد و مش شايف غير نفسك و خلاص، حتى اللي همك الشغل و الشركة مش انا
-ايتين انا...
قطعه ايتين و قالت: مش عايز اسمع حاجه كفايه اللي بسمعه منك و بعد ذلك غادرت من المكتب و قفلت الباب خلفها
تنهد سليم فهو يواجه حيرة في ذلك الأمر فهو لا يريد تركها و لكن لم يستطيع قول ذلك لها فهي تريد الرحيل.

انتهيت سيلا من الترويق و قد انتهيت بالفعل فالعمل شاق للغاية بالنسبة لها و لكن فهي مجبورة على ذلك
ردت على هاتفها و قالت: سوري يا جيرمين مكنتش سامعه
-عادي يا حبيبتي المهم عمك صفوت كان عند بابا انهاردة و كان بيسأل عليكي بيحسبك عندنا
زفرت سيلا بحزن و قالت: بجد انا معرفش هو بيعمل كدا ليه؟ منه لله
-انتي عامله ايه؟
-اهو ماشيه بس المشكلة ان البيت اللي انا في دا مش مريح نهائي.

-فترة و هتعدي و بعدين انتي مضطرة البوليس قالب الدنيا عليكي و عمك و ابنه نفس الكلام
-بجد مخنوقة اوي و اخر ما ازهق هروح للبوليس
-و انتي فاكره أن في حد هيصدقك يا سيلا الجريمة كاملة و مظبوطة و عمك هو اللي وراها
سيلا بحيرة: بجد مش طايقه زهقت اوي
-ارجوكي استحملي شوية و كلمي أهل مامتك و سافري
-المشكلة اني ممنوعة من السفر مفيش حل قدامي، انا هقفل و هدخل انام شوية.

قفلت سيلا و لكنها تفاجأت بدخول هشام إلى المنزل، ارتبكت بشده و قالت بتوتر: استاذ هشام
هشام باستغراب: هموت و اعرف انت مرتبك كدا ليه؟ و لا آكنك عامل مصيبة
تلعثمت بخوف و قالت: لا مفيش حاجه هو حضرتك جيت بدري ليه؟
-عادي خلصت شغل و بعدين انا كاتب و صحفي بجانب دا محامي ومستشار قانوني للشركة بتاعتنا
سيلا بإعجاب: بجد؟!
-اممم، و انت بقا ايه ظروفك
-انا خريج ثانوية عامة بس و مكملتش تعليم عشان اهلي ماتوا.

-طب بقولك ايه ادخل اعمل كوبيتان نسكافيه أو شاي و تعال نتكلم مع بعض شوية
-حاضر
خرج هشام إلى الحديقة و جلس على الطاولة المقابلة للمسبح، أعددت سيلا النسكافية و خرجت له
جلست و قالت: كام معلقة سكر
ابتسم هشام و قال: و لا حاجه بص محدش في البيت بيشرب حاجه بسكر
تناول هشام المج و قال: عجبك الشغل هنا و لا؟

لا طبعا بصراحة حاجه تخنق ذلك ما أرادت قوله فهي لم تحب العمل نهائي و قالت بابتسامة مصطنعة: جدا عمري ما شوفت شغل بالجمال دا
ضحك هشام و قال: شكلك بتكدب
-لا خالص
-بفكر انزل المياه، تنزل معايا؟
سيلا بصدمة: نعم؟! لا طبعا مبعرفش اعوم
هشام بدهشة: مالك اتخضيت كدا ليه بس؟
-لا عادي بس انا مش بعرف
-هعلمك و بعدين اهي رياضه بدل ما انت رفيع و ناشف كدا
ابتلعت ريقها و قالت برفض: لا مش هعرف خالص انا هدخل جوه.

امسك هشام معصمه و قال بتساؤل فهو يرى أن تصرفات ذلك الشاب غريبه نوعا ما: هو انت مالك ناعم كدا ليه؟
اتسعت عينها بخوف و قالت: ابعد ايدك عني؟
تعجب هشام من لهجته التي تغيرت، حتى احس بخطب ما في تلك الحنجرة التي تناسب فتاة أكثر من ولد و قال: انا مقصدش حاجه
شعرت سيلا بالقلق و قالت: عادي أنا هدخل.

بالطبع كان هشام يدور برأسه كافة الأسئلة التي لم يجد إجابة منطقية لها و لكن قرر عدم الضغط عليه فمحمد يبدو متوتر و قلق من جميع من حوله
أدارت جسدها له و همت بالذهاب و لكن انزلقت قدمها و اختل توازنها و سقطت في حمام السباحة
اصدم هشام و قال بقلق: محمد...
نزل إلى المياه و حملها بين ذارعه، كان يشعر بشي غريب لم يعلم ما هو، وضعها على الأرض و حاول تفيقها قائلا: محمد، محمد...

لم يجد اجابه منه فشعر بالقلق و أخذها إلى الداخل و وضعها على فراشها و اتصل بماجد و طلب منه إحضار الطبيب..
نظر هشام عليه و قال: معرفش ليه حاسس ان وارك حاجه كبيرة...
تذكر ملابسه التي ابتلت و اتجه إلى الخزانة و اخرج طقم له و لكن لافت تلك انتباه تلك الشنطة الموجودة بداخلها و لكن قفلها و اتجه إليه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة