قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

خرج من الغرفة عندما سمع جرس الباب و قال: سليم جيت في وقتك
سليم باستغراب: في ايه؟
-محمد وقع في المياه بالغلط و قاطع النفس خالص و اتصلت بماجد عشان يجيب دكتور
سليم بصدمة: ماجد يا هشام...
دخل سليم معه إلى الغرفة و قال بتعجب: الواد دا غريب اوي
هشام بقلق: جدا تصرفاته غريبه اوي، صوته ناعم زيادة و حتى ملمس ايده ناعم جدا مش عارف بجد
سليم بتفكير: انت تقصد ايه؟

-و لا حاجه بس مستغربه اوي و اكيد انت و فارس نفس الكلام، بما انك جيت فحاول تغير هدومه بدل ما يبرد أو يحصله حاجه و انا هروح اغير قبل ما ماجد يجي
نظر سليم له و اومأ برأسه، خرج هشام و قفل الباب...
-فعلا كل حاجه في غريبه...
أقترب سليم منه و جلس على طرف الفراش و قال: انت يالا فوق و بلاش استعباط مش هتغرق من دقيقه يعني
نظر إلى ملامحها بتمعن و إلى بشرتها الناعمة و قال بتعجب: على رأي هشام في حاجه غلط.

ضغط بيداه على صدرها لكي يفرغ الماء من رئتيها، سعالت سيلا و انتفضت عندما وجدته امامها و قالت بخوف: هو ايه اللي حصل؟
نظر لها سليم و قال: مفيش انت وقعت في المياه و هشام جابك هنا
خشيت سيلا بأن يكون إحداهما اكتشف أمرها و قالت بتساؤل: بس كدا؟
هز سليم راسه و قال: اممم والدكتور هيجي
رفضت بشدة فقدوم طبيب سوف يكشف بأنها فتاة و قالت بامتناع: لا انا بقيت كويس، لوسمحت خلي ميجيش
سليم بتعجب: ليه؟

-عادي ملهاش لأزمة انا بقيت كويس
قام سليم و خرج من الغرفة و صعد الدارج، و التقى بهشام في الطرقة و قال: مش لازم دكتور هو بقى كويس
هشام بإصرار: ازاي بس؟
-بقى كويس يا هشام، كلم ماجد و قوله
تنهد هشام و قال: ماشي.

زفرت سيلا بحنق و قالت بارتياح: الحمد الله كنت هضيع لو حد اكتشفني
لم تغادر غرفتها لبعض الوقت فهي أرادت أن تهدأ من روعها، و عند حلول المساء خرجت و كان الثلاث يجلسون في الصالة كل منهم مشغول في شي، نظرت إليهم باستياء فمن الواضح انهم أشخاص مملين.
تحممت قائلة: احضر العشا
رد هشام و هو مشغول بالكتابة على اللاب توب: نسكافية
-بس؟!
نظر لها سليم و قال: و اتنين قهوة.

تنهدت سيلا و دخلت إلى المطبخ مسرعة فهي تشعر بالتوتر البالغ خصوصا عندما تراهم، انتهيت و خرجت
وضعت صنيه المشروبات التي كانت تحملها، و لكن لافت انتباها الملف الموضوع علي الطاولة، ابتلعت ريقها بصعوبة و توتر بالغ و لكنها تغلبت على ذلك لكي لا يلاحظ احد منهم.
قبل أن تخطو أمرها سليم قائلا: هات القهوة..
اوصدت عينها للوهلة فهو يأمرها وبفظاظة.

انحنت قليلا لتأخذ فنجان القهوة و ذهبت في اتجاه، فهو كان يجلس على المقعد الذي يبعد على مسافه ليست بعيدة من الطاولة
اعطته له، و التفتت لتسير و لكن اوقفها تلك الأحداث التي تذاع على التلفاز، ارتبكت كثيراً و ظهر ذلك عليها بوضوح...
كانت الأخبار كالتالي اختفاء سيلا فريد الشامي في ظروف غامضة و بعد اتهامها في قضية قتل.
سليم بتعجب: غربيه اوي حكاية البت دي؟!

فارس هو الآخر كان منغمس في تلك القضية التي لم يجد لها حل فهي معقدة للغاية
تسألت سيلا بتوتر: هو انت اللي ماسك القضية؟
سؤالها لافت انتباه الثلاث، و كل شخص منهم فسر ذلك على حسب رؤيته.
رد فارس بتعجب فهو استغرب من سأل ذلك الشاب عن ذلك: اها انت تعرفها؟
رفضت بشده: لا لا طبعا هعرفها ازاي؟
كان سليم يراقبها بتأني و ترقب شديد و كأنه يريد انه يبحث عن شي مجهول؟!

هشام باستفسار: صحيح يا فارس هي فعلا قتلت و لا؟ بصراحه مصدقش انها تعمل حاجه
عقد حاجباه بدهشة قائلا بحيرة: معرفش بس مش مقتنع بالقضية اكيد فيها حاجه غلط، و حتى لو قتلت فأكيد مش هي اللي قامت بالجريمة
لم يعجب سليم بحديثه و رد عليه بسخرية: مين قالك كدا يعني؟ الله اعلم وراها ايه بظبط
لاحظ فارس توتره و قال بحدة: مالك يا محمد
تلعثمت و قالت بتوتر: مفيش بعد اذنكم.

دخلت إلى المطبخ و أخذت انفاسها المتلاحقة و أخذ صدرها يعلو و يهبط
-اعمل قهوة تاني؟
نظرت له و قالت: حاضر
سكب سليم فنجان القهوة في الحوض لم تعلق سيلا على تصرفه و بدأت في اعداد أخرى
وضعتها في الفنجان و أعطته له و قالت: حضرتك عايز حاجه تاني
-عايزك تنضف صاله الجيم
-حاضر
ذهبت سيلا إلى صالة الجيم و زفرت بحنق فهي كبيرة للغاية و بها الكثير من الأجهزة.

قام هشام ليذهب إلى غرفته و تذكر الشنطة التي كانت في خزانة محمد و قال بحيرة: يا ترى فيها ايه؟
كان سليم و فارس يجلسان مكانهم
فارس بتساؤل: سليم؟
-نعم؟
-انا شاكك في محمد دا يكون هربان من حاجه مثلا؟
سليم بعد اهتمام: اعمله فيش و تشبيه يمكن يطلع عليه قضايا
فارس بغضب: سليم ياريت تعمل حساب انك عايش معانا، حتى لو دا كان ضد رغبتك
زفر سليم بحنق و قال: فارس انا مليش دعوة بحاجه، محمد دا ماجد هو اللي جابه.

-و احنا اللي عايشين معاه و الله اعلم دا مين؟ أحنا منعرفش
-انا ورا شغل.

شعرت بالتعب و جلست على الأرض و قالت بضيق: ربنا ياخدك يا شيخ منك لله، واد تتح و بارد اوف، اهاا يا رجلي
دخل سليم و قال: انت قاعد كدا ليه؟
اتفزعت سيلا و قامت وقفت وقالت: خلصت تؤمر بحاجه تاني؟
-لف الجنينة تلت مرات
فتحت فمها بصدمة و قالت بدهشة: ليه؟
وضعت يده في جيبه و قال: لازم صحتك تكون حلوة عشان الشغل هنا كتير و لو مش عايز ممكن تمارس الرياضة على الأجهزة.

نظرت له بضيق فهي واجهت هشام و الآن ذلك المتعجرف و قالت: مش عايز
-أقلع
سيلا بتعجب: افندم
-اكيد مش هتمارس الرياضة كدا و بعدين دا البيت كله شباب يعني
ابتلعت ريقها فهي محاصرة الان و قالت: عندي مشاكل في القلب
اقترب منه و قال بلوم: لا الرياضة مفيدة للقلب اوي
زفرت سيلا بغضب و قالت: هطلع الف الجنينة الجري ارحم اكيد
افسح إليها الطريق، خرجت سيلا إلى الحديقة و قالت بداخلها يارب تتشل.

بدأت في الركض و كان سليم يراقبها بهدوء شديد و يجلس على المقعد
شعرت سيلا بهروب انفاسها و انها حتى لم تعد قادرة على السير فسقطت مغمى عليها
انتظر سليم و عندما لم يراها، قام ليبحث عنها و وجدها على الارض، حملها و دخل إلى غرفتها
وضعها على الفراش و أطفأ النور و خرج من الغرفة...

في الصباح استيقظ الجميع ماعدا محمد
فارس بتعجب: هو نايم ازاي؟
هشام بحيرة: مش عارف حرام خلي نايم
فارس بضيق: قلبك رهيف اوي انت
ابتسم هشام و قال: والله حاسس انه طيب و صعبان عليا
نظر فارس إلى سليم و قال بتساؤل: انت اجازة و لا إيه؟
-اها ورايا شغل كتير و قولت اخلصه في البيت احسن
فارس باستغراب: غريبة يعني؟! بس تمام انا همشي، غادر فارس و تركهم
-فارس ميقصدش حاجه يا سليم.

بالطبع سليم لم يكترث لحديثه و قال: عادي يا هشام
-انا همشي عايز حاجه
- لا.

استيقظت سيلا و تذكرت ما حدث و انها اغمي عليها بالحديقة، نظرت في ساعه الهاتف و شهقت بالصدمة فالساعة تخطت العاشرة، خرجت من الغرفة و وجدت سليم يجلس في الصالة
تحممت سيلا و قالت: سليم بيه
نظر له و قال: ما لسه بدري
-اسف
-ادخل اعمل قهوة و بعدين اطلع نطف اوضتي
تنهدت و ذهبت إلى المطبخ و أعدت القهوة و خرجت وضعتها على الطاولة و بعد ذلك صعدت إلى غرفته.

زفرت بحنق عندما رأيتها، فيوجد أوراق في كل مكان و تبدو فوضوية للغاية
تنهدت بضيق و بدأت في ترتيبها...

انتهت سيلا من تنظيف الغرفة كما أمرها و قبل أن تخرج وجدته يدخل
اوقفها قائلا: رايح فين؟
-خلصت
-بس انا مقولتش تمشي
تنهدت بضيق و قالت: في حاجه اعملها تأني
-اهاا اعملي مساج
سعالت بشدة و قالت بدهشة: نعم؟ مساج ايه دا!
-انت بتشغل في البيت و اظن انها مش حاجه صعبه يعني دا حتى انت راجل و لا إيه؟
ابتلعت ريقها بشدة فهو يعاملها بلوم شديد و استجمعت نفسها محدثة اياها مش لازم اخاف عادي هو اكيد ميعرفش اني بنت.

القى سليم عليها نظره و ذهب في اتجاه الفراش و خلع ملابسه ماعدا سرواله الداخلي
-هتفضل واقف كدا؟
ابتلعت ريقها و عضت علي شفتيها و قالت بداخلها انا مش خايفه و لا متوترة عادي
ذهبت بخطوات بطيئة إلى أن وصلت، جلست على طرف الفراش و شعرت بارتعاش يدها و بالطبع كانت تخشى أن يلاحظ ذلك، وضعت أصابعها الناعمة على ظهره و بدأت بتدليكه، استمرت للحظات و لكن اوقفها قائلا: كفاية كدا.

تنهدت بالارتياح و همت بالقيام و لكن تفاجأت به يسحبها من معصمها بقوة جعلتها تسقط عليه و ترك لها مسافة لكي تسقط بجانبه علي الفراش و حاصرها بيده قائلا: انتي مين؟!
نظرت له بصدمة فكيف يعرف بأنها فتاة فهي لم ترتبك خطأ لذلك و قالت بتردد: انت بتقول ايه؟

-تحبي اثبت بطرقتي و لا تخلصي و تقولي أنتي مين؟
حدقت به بثبات و قالت بحدة: ابعد عني و انا محمد و أظن انك بتتحرش بشاب
سليم بدهشة: نعم؟ ليه شايفني ايه؟
دفعته سيلا و قامت تجلس، اغتاظ منها و قام بشد قميصها من الخلف بشده جعله يتمزق
-انا مش اهبل على فكرة و يا انا اثبت انك بنت يا انتي تثبتي انك ولد
ابتلعت ريقها بصعوبة و تجمعت الدموع بعينها فالنهاية اكتشف أمرها و قالت: ايوه انا بنت.

ابتسم سليم بسخرية و قال: مين انتي و ليه عملتي كدا؟
تساقطت دموعها بهدوء لتغرق وجنتها بالكامل فهي لا تعلم تصرفه معها و شعرت بالخوف من القادم، فكيف يكون ردة فعله عندما يعرف هويتها الحقيقة و الأدهى بأنها توجد في منزل الضابط الذي يتولى قضيتها، فالطبع انتهت...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة