قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

قام ماجد و ذهب إلى الغرفة، اوصد فارس عينه و قال بداخله: الحمد الله روحنا في داهيه..
دخل سليم و نظر إلى فارس باستياء و قال: خلينا قاعدين نشوف المصيبة هتظهر ازاي؟
قفل ماجد الباب و بعد ذلك صعد حسين إلى غرفته..
فارس بضيق: يعني راحت فين دي؟
سليم بتفكير: انا كمان هتجنن و اعرف راحت فين؟، هي المفروض دخلت الاوضه
-مش عارف بقا، اكيد هتظهر
-انا مش متخيل جدك لو عرف هيعمل ايه و لا ماجد اللي دخل ينام دا..؟

تنهد فارس و قال: تعال ندور عليها
منذ قليل
بعد أن تركها سليم في الحديقة، ذهبت سيلا إلى شرفة الغرفة و دخلت
و في تلك اللحظة هشام كان يهبط الدارج و استمع إلى حديثهم، ذهب مسرعا إلى الغرفه و فتح الباب
شهقت سيلا بصدمة و قالت بتوتر: هشام..
قبض هشام على معصمها و خرجوا من الغرفة و صعدوا السلم ركضا و بعد ذلك دخل ماجد الغرفه و وجدها فارغة.

قفل هشام باب الغرفة و نظر إليها، كانت سيلا تشعر بالتوتر فهو بالآخر عرف من هي؟ و لكن كيف عرف ذلك هو الآخر..
-هتفضل هنا دلوقتي لحد ما نشوف هنعمل إيه؟
ابتلعت سيلا ريقها فهي تريد سؤاله و قالت بتردد: هو انت عرفت ازاي؟

عقد حاجبه بتعجب و قال: ساعه ما وقعتي في المياه حسيت ان في حاجه مش طبيعية بس برضو قولت مستحيل، و دخلتك الاوضه و سليم كان جي و بعدها انتي فوقتي، كان في شنطة في الدولاب بتاعك لأفتت انتباهي و كمان حوار سليم و فارس مع جيرمين البنت اللي كانت موجود دي؟، بعد ما مشوا بدأت أشك فيهم و دخلت الاوضه فتحت الشنطة و شوفت الحاجه اللي فيها و عرفت انك بنت و اسمك سيلا الشامي
تنهدت سيلا بيأس و قالت: يعني لسه مكتشف.

ابتسم هشام و قال: بظبط كدا، مال ايدك؟
نظرت سيلا على معصميها و قالت بحزن: اتعورت
جلس هشام بجوارها و امسك معصميها و أزال الشاش و قال بصدمة: ازاي دا؟
-كنت مخطوفة
هشام باستغراب: مخطوفة؟!
أومأت سيلا إيجابا و سحبت يدها و قالت: حاجه بسيطة
قام هشام و احضر مطهر و قطن و لاصقات طبية و جلس أمامها مرة أخرى و قال: شكلك وش مصايب.

وضع هشام القليل من المطهر على قطعة من القطن و امسك يدها و أخذ يطهره برفق و بعد ذلك وضع اللاصقة الطبية عليها و قال: كدا تمام ممكن تقومي تنامي
كانت سيلا تنظر له بدهشة و قالت: مش مصدقة ان في حد لطيف في البيت دا
ابتسم هشام و أعاد الأغراض مكانها و قال: شوفتي بقا، اهاا صحيح الشنطة بتاعتك انا طلعتها لما جي جدي و ماجد لاني توقعت انه ممكن ينام هنا
سيلا بتساؤل: طب انت ليه مقولتش ليهم؟
-رنيت عليهم و محدش رد.

التقي سليم و فارس في الحديقة
فارس بغضب: مش موجود اختفيت
-انا دورت في البيت كله و مفيش حاجه
شعر فارس بالجنون فأين ذهبت تلك المجنونة و قال: فص ملح و دأب، حاسس اني هتتجنن
سليم بملل: انا اتخنقت بقا و هطلع انام مش هنقضي الليل كله بندور على الجميلة المفقودة
تنهد فارس و قال: تمام المهم جدك يمشي في أسرع وقت.

-هو مش المفروض اقولهم
ابتسم هشام و قال: على ايه خلينا الصبح و اتنكري في محمد بقا بدل ما جدك يعرفك
ضحكت سيلا و قالت: ما هو دا اللي ناقص
-مش هتنامي
-لا
-مش هستفرد بيكي متخافيش
ابتسمت و قالت: مش القصد بس فعلا مش جايلي نوم خالص..

كان سليم يسير في الغرفة ذهابا و إيابا و يفكر في اين ذهبت؟، بالتأكيد لم تختفي فهي ليست شبح، احكم قبضة يده بغضب و زفر متأففا فهي كالمغناطيس يجذب المصائب.
و كان فارس في حال لم يختلف عن سليم كثيرا، فهو باله منشغل بها و يخشى أن يكتشفها شخصا آخر فحتما سوف تكون الكارثة.

كانت جالسه تتحدث مع هشام فهي أحبت الحديث معه فهو شخص لطيف غير سخيف أو مغرور مثلهم، و قد هرب النوم من عينهم ليس بسبب القلق أو الخوف مثل الذي أصاب كل من سليم و فارس.
و بعد حديث طويل، ذهبت سيلا في النوم فقد شعرت بالتعب، رفع الغطاء عليها و أطفأ نور الغرفة، و تمدد هو على الاريكة و استسلم للنوم هو الآخر.
استيقظت سيلا في الصباح، تثابت بتكاسل و قامت، فتحت الشنطة و أخذت ملابسها المستعارة و دلفت إلى المرحاض.

و بعد ذلك خرجت، و نظرت إلى هشام النائم بابتسامة و غادرت الغرفة بهدوء.
كان سليم يخرج من غرفته و رآها تخرج، تملك الغضب منه و تقدم منها بخطوات مسرعة و سحبها من ساعدها بقوة
دخل إلى الغرفة و دفعها لتبقى امامه و قال بصوت مرتفع: كنتي فين و ازاي خارجة من عند هشام؟

اتفزعت سيلا و شعرت بالضيق فلما يرفع صوته عليها من الأساس و دفعته بقبضة يدها بعنف و ارتفعت نبرة صوتها نسبيا و قالت: انت بتزعقلي ليه اصلا؟ و بعدين انا حره.
حلقت الدهشة عليه و قال: لا واضح انك نسيت نفسك و اقسم بالله لو صوتك دا على عليا تاني لأسخفك بالقلم على وشك
-شكلك عبيط، اوعي كدا عديني، سحبها سليم من طرف قميصها
-مينفعش كدا على فكرة
القها سليم على الفراش و قال: انطقي يا بت
-همجي اوي.

اوصد عينه لوهله و قال بنفاذ صبر: هشام عرف و لا إيه؟
اومأت براسها و قالت: ايوه عرف و هو اللي خرجني امبارح باختصار كدا كنت هتقفش
تنهد سليم بحنق فقد سئم منها و قال: تمام، اتفضلي انزلي شوفي شغلك بقا
-هو انتم كلكم هتمشوا و هتسبوني معاهم لوحدي
-لا طبعا ميصحش هنسيب احنا شغلنا و نقعد معاكي
رمشت سيلا بعينها و زمت شفتيها بحزن و قالت: براحتكم ما انا اكيد هتقفش
-اخرجي.

قامت سيلا و نظرت له قائلة: هشام احسن منك على فكرة
-اخرجي برا
خرجت سيلا من غرفته و هبطت إلى المطبخ و لكنها شعرت بالارتباك عندما وجدت ماجد بالداخل
ابتسم ماجد فهو ذو وجه بشوش و قال: صباح الخير
-صباح النور، حضرتك بتعمل ايه هنا؟
-بحضر الفطار لحسين بيه
-هو هيفضل هنا لحد امتى؟
-مش عارف
تنهدت سيلا و قالت: تحب اساعدك
-لا شكرا، بس شوف هما هيفطروا و لا؟
-سليم مش بيفطر ديما، لكن فارس و هشام بيفطروا.

-اصل طالما حسين بيه هنا هما بيخرجوا من نجمة و محدش فيهم بيقعد في البيت
خرجت سيلا من المطبخ و وجدت حسين يجلس بالخارج، ارتبكت قليلا فهو يمتلك ملامح صرامة و حادة
ذهبت من أمامه، اوقفها قائلا: انت محمد.
توقفت مكانها و استجمعت نفسها و التفتت له، اخفضت رأسها في الأرض و قالت: ايوه انا
-اممم الشغل هنا كويس و لا؟
-تمام الحمد الله
قام حسين من مكانه و اقترب منها، شعرت بالتوتر يتخلل قلبها و لكنها تظاهرت بالثبات.

عندما رأهم فارس اقترب منهم بخطوات شبه راكضة و قال: جدي
التف له حسين و لكنه استغرب عندما رآه يرتدي بنطلون قطني و عليه تشيرت و قال: فارس؟، انا قولت انك روحت الشغل
نظر فارس إلى محمد بغضب و قال: اطلع لسليم
نظرت له بملامح متسائلة، قاطبة حاجبيها و قالت: حاضر و ذهبت من أمامهم بسرعة، فذلك الراجل جعلها ترتبك
ابتسم فارس و قال: عندي اجازة انهاردة و قولت اقعد معاك.

-اجازة؟! غريبه بس حلو لأني عايزكم انتم التلاته في موضوع
- ماجد بيحضر الفطار و لا إيه؟
-ايوه بقاله شويه
من انتي؟
طرقت سيلا الباب و دخلت، و قالت: فارس قال اطلع ليك
رفع نظره لها و قال: خدي بالك جدي ممكن يعرفك بنظرة واحدة
-طب امشي
بالفعل قد نفذ ما تبقى من صبره و قال: تفتكري هينفع تمشي و بعدين المجنون اللي اسمه زياد هيكون بيدور عليكي
-طب اعمل ايه؟
-تسمعي الكلام و حاولي متظهريش كتير طول ما هما موجودين
-تمام.

طلب حسين منهم أن يجلسوا معه، لان يريد فتح موضوع هام
هشام متسائلا: خير يا جدي قلقتنا
تنهد حسين و قال: مفيش يا ابني، الموضوع هو ان خلاص كلكم كبرتوا و مش ناقص غير انكم تتجوزوا
قام فارس و قال بضيق: والله احنا مش عيال عشان حضرتك تقرر تجوزنا
نظر له بحدة و قال: اسمع للآخر و اقعد
جلس فارس مرة أخرى و لكن كان يشعر بغليان دمه، فهو سئم من جده و تحكمه الزياد بيهم.

اكمل حسين حديثه قائلا: لأندا سعد الهادي هتيجي مصر، و طبعا انتم عارفين كويس مين سعد الهادي دا و طبعا لو واحد فيكم اتجوز بنته هنكون ضامنا الراجل للأبد
سليم باقتضاب: و الكلام دا لمين بظبط عشان ابقى فاهم
-ليكم انتم التلاته و اللي اعرفه ان انت و ايتين انفصلتوا
-بس انا مش هدخل اللعبة دي.؟ و متنساش أن ايتين ابوها شريك في الشركة.

حسين بجدية: عارف بس انت متأكد أن سعد الهادي أهم مساهمين الشركة و لو فكر بس يقلب هنضيع دا غير انك كنت عايش في صقلية و تعرفها كويس
سليم بحدة: اعرفها بس جواز لا تمام و اصرف نظر نهائي بالنسبة ليا
صاح حسين بصوت عالي و عصبية: انا كلامي هو اللي هيتنفذ يا سليم و انا محددتش مين بس لازم يكون واحد منكم
تنهد هشام بضيق و قال: هي هتعيش فين؟
-هنا
فارس بدهشة: هتعيش في بيت في تلت شباب ازاي؟

-لأندا متعرفش حاجه في مصر و انتم هتكونوا معاها لحد ما تمشي و خلال الفترة دي لازم واحد فيكم يكون عرض عليها الجواز..
-تمام لو ايتين عرفت
تنهد حسين و قال: انا هتكلم مع ابوها قبل ما اسافر و ياما تتخطبوا بشكل رسمي ياما خلاص، ماجد..
أتى ماجد له و قال: نعم يا حسين بيه
-جهزت العربية
اومأ ماجد إيجابا و قال: ايوه اتفضل
نظر حسين لهم و قال: جهزوا نفسكم و شوفوا مين فيكم هيشيلها
زفر هشام بضيق و قال: ايه العمل.

سليم بسخرية: و لا إيه حاجه كلامه هيتنفذ للأسف
هشام بتعجب: انت شخص غريب بتحب تعمل ايه حاجه بتكرها
لم يكترث سليم و قال: لاني مجربتش أعمل حاجه بحبها
فارس بغضب: يعني دلوقتي ايه موقفنا؟ انا مش هتجوز بنت الراجل دا و بعدين من حقي اختار اللي بحبها
دخلت سيلا و جلست و قالت: انا عندي حل
نظر لها فارس باندهاش فهي تجلب المشاكل فقط
-محدش يتعصب تمام، و هي مجرد فكرة بس مجنونة شوية أو كتير.

هشام باستفسار: قولي يا ستي يمكن تخلصينا
سليم باستنكار فهو لا يقتنع بها من الاساس و قال: ايه الحل يا فنانة زمانك
نظرت لهم سيلا و قالت: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة