قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع

نظرت لهم سيلا و قالت: دلوقتي البنت دي هتيجي و جدكم هيكون مشي تمام، فأنا هكون موجود هنا على اني بنت و اخليها تكره نفسها و واحد فيكم هيقول اني خطيبته
رفع سليم حاجبه باستنكار و قال: بجد ضيفي لمعلوماتك أن لأندا واحدة جميلة و عاقله جدا يعني مستحيل تعمل حركات تافهة و تغير أو تتضايق منك
سيلا بثقة: انا متأكدة على فكرة و بعدين ما تتجوزها انت
سليم باقتضاب: مليش مزاج.

أعجب هشام بفكرة سيلا المجنونة و قال: هي حلوة بس ممكن تحصل مشاكل
-انا هتصرف يا اتش متقلقش و بعدين التمثيل دا موهبتي بلس انه شغلتي كمان
فارس بتساؤل: لا و احنا هنكون معتمدين عليكي و غير أني مقدرش اخاطر بمستقبلي، و دا حوار فاشل طبعا و انا ماشي
نظرت سيلا إلى هشام بحزن و قالت: فارس مش هيقتنع و لا إيه؟
هشام باستياء: مش عارف بس شكلها لا خلينا احنا نفكر.

نظر لهم سليم بتعجب و قال: حاسس انك هتشيلني في يوم، انا همشي و خليك انت معاها
-هتمشي انت كمان؟
ابتسم هشام و قال: لا هفضل معاكي
-هما ليه بيعاملوني بالطريقة دي؟! رخمين اوي
-عادي بس سليم طبعه كدا و مش بيتغير دا بقاله سنين عايش معانا سافر و رجع و زي ما هو برضو
سيلا بتساؤل: ليه هو كان عايش فين و فين اهله؟ و بعدين انتم ليه عايشين مع بعض؟

تنهد هشام و قال: سليم أهله عايشين في أمريكا مع جدي و الكلام دا ما ساعه ما كان صغير
-و هما عايشين هناك ليه؟
-والله يا سيلا انا نفسي مش عارف، عمي كان عايش هنا عادي هو و مراته بس بعد كدا قرر يسافر أمريكا و يستقر هناك وقتها كان سليم 14 سنه، و لما عمي قرر دا كان في ظروف غريبة انا الصراحة مش فاكر بظبط بس وقتها جدي خلي سليم يعيش معانا هنا؟ و طبعا كلنا مكنش بنحب نتعامل معاه بسبب طريقته الرخمة معانا.

كان بيفضل قاعد في اوضته محدش بيعرف هو بيعمل ايه؟، تقريبا مكنش بيجتمع معانا غير غصبن عنه لأن جدي هو اللي كان بيكون عايز كدا، انا و فارس كنا متضايقين اوي منه و بصراحة انا مكنتش بحبه، في الأول كان بعيد عني فمكنتش بحس برخمته بس لما عاش معانا ظهرت كل حاجه، و طبعا جدي كان ديما يقول محدش لي دعوة بسليم، سبوه على راحته.

ابتسم و قال: ساعات كنت بحس انه بحبه اكتر مننا و طبعا كان لازم يلاقي مبررات لكل حاجه بيعملها
مرة سليم و هو في ثانوي ضرب واحد و كان هيموته و أهله رفعوا قضية و كدا بس طبعا جدي خلص الحوار في ساعتين بظبط و طبعا الموضوع دا كان بسبب ان الولد دا عاكس ايتين.

هي كانت خارجه مع أصحابها و كدا و هو برضو كان من نفس المدرسة و بالصدفة كان في الكافية، بعد ما خرجت هو رخم عليها و لسوء حظه سليم كان مستنيها برا و الواد اتعجن الصراحة، سليم بيكون هادي و ساكت بيستقبل كل حاجه ببرود بس في ثانية ممكن يتحول لشخص تاني خالص.

فارس طول عمره يقول عليه مبخافش غير من الساكت اللي عامل نفسه مش واخد باله من حاجه دا؟، و فعلا سليم يبان انه مش موجود في الموضوع و انه مش فارق معاه حاجه بس مبيفوتش حاجه ابدا، مغرور جدا تقريبا سليم مبيشوفش غير نفسه و بالنهاية محدش يقدر يعرف حاجه عن سليم و لا بيعمل ايه و لا بيفكر في ايه؟ عامل زي اللغز كدا طول عمره حتى عمره ما اتكلم عن حاجه تخصه، يعني مثلا مرات عمي دي مظهرتش و لا مره و هو عمره ما نطق بحاجه اصلا.

سيلا بدهشة: غريب اوي فعلا و بعدين غريبه ان مامته متسالش عنه و انها تبعد بالطريقة دي و كمان ازاي يسيبه عايش مع جده و يمشوا، و بعدين هو سافر ليه و فين؟
-سليم خلص هندسة و اشتغل في الشركة سنه بظبط و بعد كدا سافر صقلية و فضل هناك ست سنين و اهو لسه راجع بقاله سنه، بصراحة انا و لا اعرف هو سافر ليه و لا هو رجع ليه؟ بس جدي قال إنه رجع عشان يتجوز ايتين.

سيلا باستغراب: غامض اوي سليم دا؟ و بعدين هي ايتين هتسافر معاه هناك
-القرار يرجع ليها بقا، بس لو اتجوزته اكيد هتعيش معاه
-و انت و فارس فين اهلكم؟
-ماما و بابا ماتوا في حادثة من و انا صغير خالص كنت حوالي اربع سنين، و تقريبا انا الوحيد اللي طلعت عايش
ترقرت الدموع بعينها و قامت جلست بجواره و رتبت عليه و قالت: انا اسفه
ابتسم هشام و قال: نكديه.

بعدت يدها و مسحت دموعها و قالت: لا خالص بس افتكرت ماما الله يرحمها، طب و فارس؟
-فارس بقا يا ستي أمه و ابو انفصلوا، انا لحد دلوقتي معرفش اي اللي يخلي واحده تسيب راجل زي ممدوح العطار بس اكيد كان في حاجه و بعد كدا يا ستي أم فارس اختفيت نهائي و محدش يعرف ليها طريق اصلا؟ راحت فين و ليه أطلقت اصلا محدش يعرف؟! و بكدا فارس بقاله ١٥ سنه مشافش امه و لا حتى يعرف هي ميته و لا عايشه.

ذرفت دمعه من عينها و قالت ببكاء: كفايه بقا انا هعيط
ضحك هشام و قال: لا خلاص كفايه عليكي كدا مش معقول هنكد عليكي من اولها كدا
ابتسمت سيلا و قالت: فعلا كفايه شويه و هقوم انتحر، ايه اكتر حاجه بتحبها؟
صمت هشام لوهله و قال: اني اكون قاعد مع واحد حلوة زيك
ابتسمت سيلا و قالت: بتكلم بجد.

-بحب الكتابة و التصوير عشان كدا خدت كورسات و اشتغلت صحفي و كاتب و مدير الجريدة دا غير اني خريج حقوق و بشتغل محامي، بس موهبتي الأساسية التصوير، الكتابة، القراءة
سيلا بتردد: طب ما تصوريني
نظر لها هشام و قال: عايزة هشام العطار يصورك بسهولة كدا
قامت سيلا و رفعت حاجبيها قائلة: و فيها ايه يا ابني انا قمر اصلا، بص انا هلبس و احضر نفسي و انت صورني
في فستان أحمر كنت جيبها هموت و أتصور به..

-طيب يا ستي بس متخديش علي كدا
قامت سيلا و قالت: انا كمان هستغل اوضتك عشان ماجد دا واخد اوضتي
ابتسم هشام و قال: ماشي انا هحضر الكاميرا و هستناكي في الجنينة
صعدت سيلا إلى فوق و أخرجت الملابس من الحقيبة و صففت شعرها و وضعت المكياج و بعد ذلك ارتديت بدي بلون الزيتي قط، و ذات فتحه من عند الصدر بها خيوط متشابكة قصير جدا و يكشف عن خصرها و شورت جينز.
نزلت سيلا و أخذت معها ملابسها أخرى فهي تعشق الصور.

وضعت الملابس بغرفة الجيم و خرجت، خبطت على ظهره و قالت: هشام
التفت هشام لها و صمت لوهله فهي تبدو رائعة، لوحت له بيدها و قالت: شكلي حلو
-جدا
ابتسمت سيلا و ارتديت نظارة و قالت: اعمل ايه بقا؟
-زي ما انتي
اقترب هشام منها و امسك ذارعها و وضع خلف رأسها و قال: ثبتي ايدك كدا و ارفعي شعرك
-حاضر
أبتعد هشام عنها و نفذت سيلا ما طلبه، التقط الصورة و قال: جميلة.

ابتسمت سيلا و اقتربت منه لتراها و قالت: تحفه فعلا انا هدخل اغير عشان تصورني تاني
ذهبت سيلا من أمامه و لكن تعلقت نظراته لها، و كانت تعتلي ثغره ابتسامة لا يعلم سببها
ارتديت سيلا بلوزة سوداء على نفس الشورت و خلعت النظارة و قالت: جهزت.

وقفت خلف الأزهار، التقطت لها صورة و أخرى كانت صور متنوعة بوضعيات مختلفة، و بعد ذلك دخلت لتأخذ آخر صورة، ارتديت الفستان بلون الأحمر و يكشف عن ساقيها بالكامل و مفتوح من الخلف
كانت تمسكه بيدها و خرجت، كان هشام يراقبها بإعجاب و قال: صورة كمان و هقولك بحبك
ضحكت سيلا و ضعت يدها على فمها بتلقائية
ابتسم هشام و قال: يلا شايفه الصخرة دي هتطلعي عليها و هصورك
سيلا باستياء: ممكن أقع؟

امسك هشام يدها و قال: متخافيش مش هتقعي و انا موجود
وضع يده حول خصرها و رفعها من على الأرض و وضعها على الصخرة و قال: خليكي قاعدة الجهة دي و بصي قدامك، و ارفعي ركبتك شويه و خلي التانيه أقل منها شويه و رفع يدها و وضعها على خدها و حطي ايدك دي كدا هعد لحد تالته و هصور..

وقف فارس عندما رآها كذلك حتى انه لم يتحرك و لم ينطق نسي انه كان يبحث عنهم عندما لم يجدهم بالداخل، كانت تبدو و كأنها حورية خرجت من مياه الشاطئ لتجلس على ذلك الصخرة، اللعنة افاقه صوتها قائلة: فارس
عاد فارس لوعيه و قال: انتم بتعملوا ايه؟
-هشام نزلني
وضع يده حول خصرها و انزلها، أمسكت سيلا الفستان بيدها و اقتربت من فارس قائلة: ايه مش شايف اننا بنتصور
-فراغ بجد.

ابتسمت سيلا و ربعت ساعديها امام صدرها و قالت: مش هتقولي ايه القمر دا؟
فارس بتساؤل: فين القمر؟
-انا مش واخد بالك و لا إيه؟
ابتسم هشام و قال: يلا ندخل لحد يجي
-ماجد اتصل و قال إن جدك مش جاي انهاردة
تنهدت سيلا بارتياح و قالت: احسن عشان اخليني براحتي..
فارس بدهشة: ادخلي يا بت اعملي حاجه مفيدة
حاوطت سيلا ذراع هشام و تمسكت به و قالت: انا مليش كلام معاك و على فكرة انا هطلع هشام من موضوع لأندا و هسيبك لوحدك.

-ابقى وريني يا اختي
دخلوا إلى الداخل و جلسوا
سيلا بتساؤل: أنا جعانه
-عايزة تأكلي ايه يا لولو
ابتسمت سيلا و قالت: بيتزا
-و انا زيك ايه يا فارس هتاكل معانا و لا؟
اعترض فارس قائلا: لا طبعا بيتزا ايه اللي انا هاكلها
ابتسمت سيلا و قالت: هات تلاته بيتزا يا هشام
فارس بضيق: مش هاكل
سيلا بتحدي: لا هتاكل..
من انتي؟
طرقت كارمن الباب و دخلت له و قالت: زياد؟
نظر لها بحدة و أطفأ سيجارته و قال: نعم.

-ابوك مش عاجبه اللي انت بتعمله خالص و بعدين ما خلاص سيبك منها بكرا تتجوز واحد احسن منها
تملك الغضب منه و ازح الكاس بيده و سقط متهشما على الأرض و صاح بغضب: مفيش احسن منها
اتفزعت كارمن برعب و قالت: ماشي، بس هي دلوقتي فين؟
اعتصر قبضة يده بغضب و قال: هوصلها حتى لو في آخر الدنيا و وقتها مش هرحمها.

استلم هشام البيتزا و قفل الباب، وضعها على الطاولة
أخذت سيلا العلبة و فتحتها و فتحت الكاتشب و وضعته عليها و أخذت قطعه و قالت: تحفه يا واد يا فارس
قام فارس فمن الواضح انها لديها قدرة في جذب الآخرين لها ببساطة
هشام باستياء: مش هتعرفي
سيلا بثقه: هتشوف
قامت سيلا و ركضت خلفه و سبقت لتقف على السلم و قالت: تعال كُل معانا
نظر لها و لافت انتباه الكاتشب الذي اعتلى ثغرها و قال: ابعدي.

زمت سيلا شفتيها بحزن و قالت: براحتك
مرت من جانبه و مررت سبابتها على وجنته و كان عليه كاتشب
ضحكت و ركضت مسرعة و ذهبت مكانها
فارس بدهشة و هو يمسحه من على وجه و قال بغضب: سيلا
رجع لهم مرة أخرى و كانت سيلا تضحك و قالت: سوري
سحبها من ذراعها بقوة و قال: ، ، وضعت قطعه في فمه و قالت: طعمها حلو صح
نظر لها بصدمة و ابتلعها و قال: انتي..
أمسكت سيلا معصمه و جلست و جعلته يجلس و قالت: اقعد كُل مش هيحصل حاجه يعني.

في ايه يا فارس قوم، انت هتسمع كلامها، مستحيل طبعا
فتحتها له و وضعت الكاتشب عليه و قطعتها و مددت يدها له و قالت: اتفضل.
أخذها فارس منها بهدوء و استسلام تام
انتهوا من تناول الطعام و قامت سيلا و أحضرت القهوة لهم و بعد ذلك تركهم فارس و صعد إلى غرفته
هشام بتساؤل: مش هتنامي
-لا مش هنام دلوقتي، اطلع انت نام
-هتعملي ايه؟
-و لا حاجه هتكلم مع جيرمين شوية و بعدين هبقي انام
-ماشي لو في حاجه صحيني.

ابتسمت سيلا، صعد هشام و تركها، قامت سيلا و اطفأت أضواء المنزل و بعد ذلك خرجت إلى الحديقة
اتصلت سيلا بجيرمين و قالت: الحمد الله يا روحي
-مرتاحة عندك ولا؟
-تمام نفسي ارجع لحياتي بقا
التفتت سيلا و لكنها اندهشت عندما رأيت سليم و قالت: اقفلي يا جيرمين هكلمك تاني
جيرمين باستغراب: في اي؟
-اقفلي بس
ذهبت سيلا خلف سليم، صعد إلى غرفته بهدوء و حتى لم يشعل الاضواء.

فتحت سيلا الغرفة و كان سليم خلع قميصه الذي تلطخ بالدماء
شهقت بدهشة و قالت بصدمة: ايه دا؟
نظر لها سليم بغضب فهي كيف تتسلل و تدخل غرفته بتلك الطريقة فهو لم يسمح بدخول شخص حياته و كشف اسراره التي احتفظ بها فهو لم يسمح لها بتخطي حدودها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة