قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل العاشر

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل العاشر

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل العاشر

-اخرجي
قالها سليم بحدة و هو يدير ظهره لها، اقتربت سيلا منه و قالت: دا من ايه؟
زفر سليم بضيق و اشتد به الغضب و قبض على ذراعها بعنف و أسند ظهرها على الحائط بحده تألمت سيلا عندما اصدمت به، أسند كفيها على الحائط و قال بجدية: انتي هنا عشان ظروفك مش اكتر فبلاش تفكري في ايه حاجه تانيه فاهمه
ابتلعت سيلا ريقها و جمدت الدماء في عروقها و قالت بتوتر: انا قلقت عليك..

أبتعد عنها و قال بحده: و انتي تقلقي عليا ليه؟
كانت الدماء تتدفق بشده من ذراعه، شعر بالتعب و قال: اخرجي و ياريت محدش يعرف حاجه و دا تهديد
اقتربت سيلا منه و قالت: انت بتنزف جامد
رفع يده أمامها ليوقفها و قال: متقربيش و لا تلمسيني
-انا مش داخله أحب فيك على فكرة و لا مغرمة بيك بس انت بتنزف جامد و انا عايزة اساعدك مش أكتر.

لم يعطي لها اهتمام و تركها واقفه، و ذهب إلى فراشه، جلس عليه و اخرج صندوق الإسعافات الأولية من الدرج
و امسك أداة حادة و اخرج بها الرصاصة، كانت سيلا تراقبه بذهول تام، متعجبة بتحمله ذلك النوع من الألم بالطبع انه معتاد على ذلك و لكن لما يصاب بتلك الطريقة و كيف؟، القى نظره عليها و قال: لوسمحتي اطلعي برا
اقتربت سيلا منه و جلست أمامه بهدوء و قالت: انا مش هقول لحد حاجه.

اوصد عينه لوهله و قال باقتضاب: هو غصبن عنك مش بمزاجك
-و انا ممكن اخرج اقول ليهم على فكرة و انت مش هتقدر تمنعني
لم يستطيع كبح جماح غضبه و تتطاير الشرار من عيناه و وضع المقص على رقبتها و قال: اعملها و انا مش هخلي الجن الأزرق يعرفلك طريق
اوصدت عينها و ازدارت ريقها بخوف، ابتعدت بجسدها للخلف
زفر سليم بضيق و تركه قائلا: اسمعي الكلام و خلاص.

أخذت سيلا القطن و المطهر و وضعته علي مكان الأصابة برفق و أخذت تمررها ذهابا و إيابا و قالت: تقريبا لازم يتخيط
-انتي ليه بتعملي اللي في دماغك؟
وضعت سيلا يدها على جبنه لتحسسه و قالت: و برضو احتمال درجة حرارتك ترتفع اكتر من كدا
-تمام شكرا لإضافاتك ممكن تخرجي بقا
-المفروض تحط مخدر موضعي عشان تخيط الجرح بيوجع اوي
تنهد سليم و قال: مش عايز
امسك سليم الخط و قام هو بتخيطه.

نظرت له سيلا بصدمة و أدارت وجهها و قالت: انت ايه مش بتحس
-لا مش بحس
نظرت له و قالت بتعجب: انت غريب اوي، و واضح انك متعود على كدا و كمان مفهاش حاجه لو حسيت ان الموضوع مؤلم
انتهى سليم و وضع الأغراض في مكانها و قال ببرود: عادي، ممكن تسيبني انام
قامت و نظرت له بتعجب و خرجت من الغرفة و أغلقت الاضواء خلفها، تمدد سليم على الفراش و اوصد عيناه
نظرت سيلا على الباب و كانت تفكر فيما أصابه و تتذكر حديث هشام عنه.

نزلت إلى المطبخ و أخذت اناء وضعت به مياه و مكعبات من الثلج و صعدت له مره أخرى
دخلت بهدوء إلى الغرفة، وجلست على الفراش و وضعت الإناء على الكومودينو
وضعت المنديل في و أخذتها لتضعه على جبنه و كانت تنحني عليه قليلا، فتح سليم عيناه فجأة
ارتبكت سيلا و ارتفعت لتبتعد و قالت بتوتر: انا كنت بعملك كمادات
نظر لها و لكن اوصد عيناه مرة أخرى، أكملت ما تفعله حتى انخفضت درجة حرارته و غفت بجواره.

استيقظ سليم في الصباح واحس بثقل على صدره، نظر علي جانبه وجدها نائمه
فرك عينه ليتأكد انها مازالت بجواره فعلا، تنهد باستياء فبالرغم ما فعله اصرت و بقت معه
نام على جانبه ليبقي مقابل لوجهها و ازاح خصلاتها المتناثرة على بشرتها المخملية الناعمة، فتحت سيلا عينها و ابتسمت و بعد ذلك اغلقتها
تعجب سليم و قال: سيلا
حتى في الحلم جاي يقرفني تمتمت بذلك بداخلها و قالت بصوت خافت: عايزة انام.

اقترب سليم من اذنها و همس لها قائلا: والله دا مش حلم و لو حد شافنا في الوضع دا هتبقى فضيحة
ارتسمت ابتسامة على وجهها و كانت مازالت نائمة
ايه دا في حد بيكلمني؟، في حد نائم جنبي؟!، حد نائم تسألت بداخلها و فتحت عينها بدهشة و ابتلعت ريقها و قامت بسرعة و قالت بخجل: تقريبا نمت
قام سليم و قال: لا انتي نمتي فعلا الساعه دلوقتي ٩
-طيب
-بلاش اللي شوفتي امبارح يخرج برا
-حاضر، بس مش هتقولي دا من ايه؟
-لا مش هقولك
-طيب.

نظر سليم إليها و قال: ايه اللي انتي لابساه دا
امسكت سيلا فستانها و قالت: فستاني كنت بتصور امبارح، تحب تشوف الصور
سليم باقتضاب: لا
اخذت سيلا هاتفها من على الطاولة فهي وضعته بالأمس و اقتربت منه و قالت: عارفه انك هتموت و تشوفهم
فتحت الهاتف له لكي يراها، بعد أن انتهى أعطه لها و قال: خدي
-هو انت قليل الذوق كدا عادي، على الأقل اشكرني
-مطلبتش منك حاجه عشان اشكرك عليها
سيلا باستياء: عديم المشاعر..

و استدارت بجسدها و خرجت من الغرفة و قبل أن تقفل الباب قالت: اعملك فطار
-لا مش عايز
-طيب هحضره عقبال ما هشام و سيف يصحوا
نزلت سيلا و ذهبت إلى صاله الجيم، أخذت أغراضها منها و بعد ذلك دخلت إلى غرفتها، ابدلت ملابسها
إلى بنطلون اسود و عليه تشيرت كم مخطط بأسود و قصير جدا
ذهبت إلى المطبخ و حضرت الطعام لهم و وضعته على السفرة و بعد ذلك صعدت
طرقت غرفة فارس و لكنها لم تجد رد، فتحت الباب و دخلت و وجدته مازال نائم.

-فارس
اقتربت منه و مررت اناملها على وجه، زفر فارس بضيق وابعدها، كررت سيلا فعلتها و كأنه شي يسير على وجه
فتح عيناه و نظر لها، ابتسمت سيلا و قالت: صباح الخير
تنهد فارس و قال: بلاش تصحيني تاني
سيلا بحزن: حاضر بعد اذنك
امسك يدها واجلسها و قال: مبحبش حد يصحيني
نظرت له بحزن و اخفضت رأسها، تنهد فارس و قال بتردد: خلاص ابقى خبطي و انا هصحي
-ماشي
-صحيني كل يوم يا سيلا
ابتسمت سيلا و قامت قائلة: انا حضرت الفطار.

و بعد ذلك خرجت من الغرفة و ذهبت إلى هشام، طرقت الباب و دخلت
-نازل
ابتسمت سيلا و قالت: طيب
-سيلا انتي عندك أزمة في القماش
تعجب سيلا و نظرت له بدهشة و قالت: مش فاهمه
-يعني التيشيرت قصير أوي، طولي شويه
ابتسمت سيلا و قالت: حاضر
نزلت سيلا و جلست على الطاولة بانتظارهم، نزل فارس اولا و تابعه هشام
هشام بتساؤل: سليم فين مش باين من امبارح؟
أخذ فارس شريحة التوست و وضع عليها القليل من المربي و قال: فعلا شوفتي يا سيلا.

سيلا بتردد: لا ممكن يكون جي متأخر، صحيح هي لأندا دي هتيجي امتي؟
هشام بعدم اهتمام: الصراحة مش عارف هنعرف لما جدي يقول
نزل سليم و اتجه ناحيه الباب اوقفته سيلا قائلة: سليم مش هتفطر؟
وقف سليم و زفر بضيق و قال بتأفف: لا
قامت سيلا و ذهبت خلفه، و قالت: انت قولت انك هتفطر
-ابعدي عني و فكك مني
وقفت سيلا أمامه و قالت: تيجي تقعد و تفطر، و لا اقول على اللي حصل امبارح.

سليم بغضب و قبل أن يتحدث اوقفته سيلا قائلة: فارس و هشام قاعدين
اوصد عيناه ليكبح غضبه و قال باقتضاب: انتي طلعتلي منين؟
سيلا بابتسامة: انت اللي قفشتني، ذهب سليم خلفها و جلس
فارس بتساؤل: تعرف جدك مجاش امبارح ليه؟
-سافر عشان عنده شغل مهم و لأندا هتوصل مصر بكرا بليل
زفر فارس بضيق و قال: هي جايه ليه؟
-جايه عشان تحضر فرح
هشام بتعجب: نازله من إيطاليا عشان تحضر فرح ايه الفراغ دا؟
سليم ببرود: هي حلوه على فكرة.

فارس بامتعاض: حتى لو حلوة يعني؟! دا مش مبرر من الاخر انا مش عاجبني الحوار
تنهد سليم و قال: فارس انت و لا مرتبط و لا في علاقة مع واحدة و مفيش مانع لو اتجوزت و نفس الكلام لهشام
امتعض فارس اكثر فلم يروقه الأمر و قال: و انت ايه المانع عندك؟
سليم ببرود: و لا حاجه معنديش مانع، بس لأندا تعرفني
هشام بتساؤل: ايوه أظن أن انت و ايتين منفصلين دلوقتي؟
تحكم سليم في انفعاله و قال: انا و ايتين رجعنا لبعض.

قام فارس و قال قبل آن يغادر: تمام يا ابن عمي
هشام بضيق: استنى انا جاي معاك..
غادروا الجميع و كان يراقبهم سليم ببرود تام، رتبت سيلا على يده و قالت: متزعلش
ابعد يده و قال: لآخر مره اقولك متتدخليش في حاجه هنا و قام سليم ليغادر هو الاخر
قامت سيلا خلفه و سابقته لتقف امامه و قالت: على فكرة هما عندهم حق
سليم بنفاذ صبر: عايزة ايه؟
-قول لجدك أن هشام و فارس مش موافقين و خلاص على كدا و لو معملتش كدا انا هساعدهم.

قبض سليم على معصمها و جذبها إليه و اصدمت بصدره و حدق بعينها بثبات و قال: بلاش تخلي صبري يخلص تمام، و حوار قربك من هشام و فارس دا مش حلو تمام
ازدادت وتيرة انفاسها بخوف و قالت بتوتر: ابعد عني
تركها سليم و قال: دا آخر تحذير ليكي و بعد ذلك غادر صفعا الباب خلفه
اتصلت سيلا بجيرمين و طلبت منها أن تذهب إليها، و بالتأكيد جيرمين تواجه صعوبة في الذهاب، بسبب مراقبة زياد لها، وصلت لها بعد ساعتين.

فتحت سيلا لها و احتضنها قائلة: وحشتني اوي
ضمتها جيرمين بشوق و قالت: و انتي كمان يا حبيبتي ايه اخبارك هنا؟
-تعالي نقعد الأول
جيرمين بتساؤل: مالك؟
تنهدت سيلا و قالت بحيرة: و لا حاجه بس خايفه اوي
جيرمين بقلق: خايفه من ايه؟ حصل حاجه
تذكرت سيلا سليم و قالت بقلق: عادي بس انا لحد دلوقتي مش عارفه اثبت براءتي و مش معقول هفضل هربانه و عايشه هنا؟!

رتبت جيرمين عليها و قالت باستياء: اكيد فترة و هتعدي يا حبيبتي و نسيت اقولك زياد مراقبني و مش هيسكت غير ما يجيبك
-انا خايفه اوي من زياد الصراحة مش عارفه المرة دي هيعمل فيا ايه؟!
جيرمين بتفكير: الله اعلم بس اتمنى انه ميعرفش يوصل ليكي خالص.

دخلت ايتين المكتب له، اقتربت منه و احتضتنه قائلة: وحشتني
-وانتي
ابتعدت ايتين عنه و قالت: تعرف اني نفسي احس اني فعلا وحشتك
جلس سليم على مضض و قال: ايتين احنا مش مراهقين على فكرة
جلست ايتين علي المقعد و قالت بحزن: فعلا، المهم كنت عايز تقولي ايه؟
-لأندا الهادي جايه مصر بكرا و جدي مصمم انها تقعد معانا
ايتين بغضب: نعم؟ تقعد معاكم في البيت إزاي يعني؟
تنهد سليم و قال: عادي يا ايتين.

-ماشي يا سليم لما نشوف بس بصراحة مش عارفه ليه جدك عايز كدا
-فيها ايه؟
تنهدت ايتين و قالت: لا فعلا مفهاش حاجه، أن بنت تعيش في بيت في تلت رجالة
تذكر سليم سيلا و قال: فيها ايه؟
-فيها أن ممكن حاجات كتير تحصل يا سليم، انتم رجالة و هي بنت
-لأندا مش صغيرة و اكيد يعني مفيش واحد فينا هيتخطي حدوده معاها
ايتين بجدية: مش عارفه بس المبدأ نفسه غلط و بصراحة انا مش عاجبني أن تكون واحدة معاك في البيت.

اومال لو شوفتي سيلا قال ذلك في عقله و نظر لها قائلا: جدي اللي عايز كدا.

مساء اليوم الثاني وصلت لأندا مصر و كان سليم في انتظارها
لأندا بابتسامة و لوحت بيدها قائلة بلهجتها الإيطالية: ciao(مرحبا)
سليم باقتضاب: come stai(كيف حالك)
-sto bene(انا بخير)
اخذ منها الشنطة و وضعها في السيارة و ركبت هي، ركب هو الآخر و قال: لأندا لوسمحتي ابقى اتكلمي عربي لأن مش كلهم بيتكلموا إيطالي
-حاضر هحاول
-هناك في لونا و دي خطيبة هشام
-وحشتني على فكرة
نظر سليم إلى الطريق و لم يجيب عليها.

تضايقت لأندا و قالت بإصرار: في يوم هوصلك
نظر لها بتعجب و قاد السيارة، وصلوا إلى المنزل
فتحت سيلا لهم الباب و نظرت إلى لأندا من اعلها إلى اسفلها، افسحت ليهم الطريق، و وقفت سيلا تتأملها بيأس، و نظرت إلى خصلات شعرها الذهبي و عيناها الزرقاء الحادة و ملابسها العارية بامتعاض و قالت بتوعد: لما نشوف
انحني سليم على سيلا و قال: وريني بقا هتعملي ايه؟
نظرت له سيلا و قالت بتحدي: هتشوف
-ولا حتى اهتمت ليكي.

دخلت لأندا و صافحت هشام و فارس و بعد ذلك طلبت من سليم أن يراها غرفتها، اخذ سليم شنطتها و صعد اولا و تابعته هي
وضعها في الغرفة و خرج، نظرت لأندا إلى الغرفة و أخرجت ملابسها من الحقيبة و وضعتها على الفراش و بعد ذلك دلفت إلى المرحاض، و خلعت ملابسها و نزلت أسفل الدش..
لفت المنشفة حول جسدها و خرجت من المرحاض و لكنها شهقت بصدمة عندما رأت الغرفة، و صرخت بخوف قائلة: سليم الحقني..

ابتسمت سيلا بانتصار عندما استمعت لصراخها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة