قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون

رواية من أنتي للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون

جذبها من شعرها بعنف و قال بغضب: ايه علاقتك بمايكل؟
نظرت له سيلا بصدمة و قالت: قصدك ايه؟
دفعها بقوة جعلتها تسقط على الأرض قصدي اللي انتي فهمتي
ابتلعت سيلا ريقها بصعوبة، و تجمعت الدموع في عيناها فهي لم تصدق بأنه لم يثق بها إلى ذلك الحد
قامت سيلا و وقفت أمامه و قالت بعدم تصديق: اني بخونك يعنى؟
-اديني تفسير واحد لدخولك و خروجك من عنده، ازاي يسيبك؟
سيلا بسخرية انت جاي تتهمني بالخيانة، افهم من اللي قالك.

انفعل سليم أكثر و جذبها من شعرها بقوة، جعلتها تشعر باقتلاع خصلاتها بين قبضته و قال بغضب: انتي ناسية انك مراتي؟
نزلت دموعها و اغرقت عيناها فهي مازالت لا تصدق بأنه يتهمها بالخيانة
-هسالك تاني ايه علاقتك بمايكل
-روح اسأل اللي قالك
ترك خصلاتها و صفعها بقوة، جعلتها تنزف، وضعت يدها مكان الصفعة و قالت بصدمة: انت مصدق بجد.

صاح سليم بغضب و كان صوته يرج أرجاء القصر سعادتك مش مديني تفسير لحاجه أكني واحد من الشارع مش جوزك
بدأت دموعها تسيل و هي تشعر بالصدمة من حديثه و اتهامه لها و ذلك الصمت جعله يغضب أكثر و قال بحدة سيلا انا ماسك نفسي بالعافية فانطقي احسنلك بدل اقسم بالله الليلة السودة دي ما هتعدي على خير
سيلا ببكاء: انا معملتش حاجه من اللي في دماغك و بعدين اللي كان هناك جاكوب مش مايكل.

غضب سليم اكثر و قال بعصبية روحتي هناك ليه؟
-لاقيت ورقة في البلكونة و كان مكتوب بها اسم سعد الهادي و عشان كدا نزلت و ركبت العربية و لما روحت هناك لاقيته جاكوب
صفعها بقوة مرة أخرى، و سقطت على الأرض
انحني على ركبتيه و قال بحدة: بجد و جاكوب هيسيبك؟ انتي كدابه
نظرت له بصدمة و زاد بكائها و أكملت قائله: دي الحقيقة مش عايز تصدقها و مش واثق فيا كدا طلقني.

حديثها جعله يفقد أعصابه و قبض على شعرها مرة أخرى و قال: لو طلقتك وقتها مش هتشوفي ابنك تاني فاهمه
تألمت سيلا بشده، فقبضته تزداد قوة و اكمل بحدة وخروج من البيت مفيش و لو رجلك عتبت برا القصر انسى أيهم للأبد و غلطتك دا هحسبك عليه بطريقتي و لو لاقيت دليل يثبت خيانتك هقتلك
تركها و دفعها بقوة و بعد ذلك خرج من الغرفة..
ضمت ركبتيها إلى صدرها و حاوطتها بذراعها و انهارت باكيه، فكانت لا تصدق ما سمعته و رأته منه.

لا تستوعب بأنه تحول في ثواني معدودة و صدق حديثهم عنها، هل لذلك الحد حبه ضعيف، لا يستطيع التماسك أو الدفاع عنها بدل من قهرها بتلك الطريقة البشعة، لا تصدق بانه هو من اتهامها بالخيانة و توعد لها بأن يحرمها من طلفها الوحيد، سالت دموعها بغزارة كالشلالات إلى احمرت عيناها و أصبحت متورمة كالجمر المشتعل..

مرت عليها الساعات و أعلنت الشمس عن شروقها و لكن شعرت بأن تلك الأشعة الذهبية لهيب يحرق قلبها الذي انفرط ليله أمس، قامت سيلا و دلفت إلى المرحاض و غسلت وجهها و انتبهت إلى حرج فمها بسب صفعته.

ذهبت من الغرفة و عندما دخلت إلى طفلها لم تجد في فراشه هربت الدماء من وجهها بل من جسدها بأكمله و اصحبت بأن روحها تخرج منه، خرجت مسرعة لكي تبحث عنه، لا يجب أن يفعل معاها كذلك، سألت الخادمة و أخبرتها بأنه معه بالخارج..
خرجت إلى الحديقة و رأت سليم يجلس و معه واحده أخرى تحمل أيهم، اقتربت منها و كانت تشتعل بداخلها فمن تلك الجالسة و سألت باقتضاب خير مين دي.

سليم ببرود: مربية عشان تاخد بالها من أيهم عشان أمه مش فاضية
سيلا بعصبية: انا مش محتاجة حد ياخد باله من ابني
سليم بتحذير: صوتك
صمتت سيلا و نظرت إلى تلك الشقراء و أخذت ايهم منها و بعد ذلك ذهبت إلى الداخل
تعجبت جوليا و قالت: لماذا فعلت ذلك؟
-لا تهتمي، أهم شي انك تدرين بالك عليه
-هل هي زوجتك؟
لم يرد عليها و قام و تركها، ذهب إلى غرفة أيهم و التي كانت بها سيلا
-المربية دي عشان تعرف تتعامل معاه، لما انتي تمشي..

نظرت له و قالت: مش هسيب ابني غير في حاله واحدة بس و هي لما اموت..
-هتقولي الحقيقة و لا؟
سيلا بنفاذ صبر: حقيقة ايه اللي انت عايز تسمعها؟، اني خونتك؟
-الوقت اللي هتاكد في من دا هتكوني ميته، دا بس مجرد شك و لآخر مرة أقولك انتي مشوفتيش مني حاجه
وضعت سيلا أيهم في فراشه و ذهبت إليه و قالت: الا ابني..
-هو بس اللي فارق معاكي؟
-اها هو بس.

خرج سليم من الغرفة و زفر بحنق فهو يريد أن يعرف الحقيقة، دخل إلى غرفته و رد على هاتفه نعم
-برن عليك من امبارح، عملت ايه؟
-و لا حاجه بتقول ان جاكوب عايش و بصراحة أنا مش مصدقها
زين باستغراب: انت مقتنع بأن سيلا بتخونك؟
-معرفش بس عايز اعرف السبب اللي خلها يسيبها، عايز اتأكد بس و وقتها هموتها
زين بدهشة: سليم فكر كويس و بلاش تتسرع و بعدين تعال ننزل
-تمام نتقابل بليل، و انا دلوقتي هلبس و انزل اروح الشركة.

وضع سليم الهاتف على الفراش و دخل إلى المرحاض اخذ شاور و ارتدى سرواله و بعد ذلك خرج صفف شعره بالفرشاة و امسك قميصه ليرتدي، فتحت جوليا الباب و دخلت، تعجب سليم و قال: جوليا؟
-كنت أبحث عن غرفة أيهم و اريد التحدث معاك
قفلت الباب و دخلت، وقفت أمامه مباشرا و كانت تنظر إلى عضلات خصره المنحوتة بإعجاب و قالت: أين غرفة أيهم
-الغرفة التالية
اقتربت منه أكثر و قامت بوضع أنامله على صدره و قالت: دعيني اساعدك..

لم يحلق أن يرد و دخلت سيلا و لكنها اندهشت عندما وجدتهم في ذلك المشهد، و قالت بحدة أعلم أنكِ جيتي للرعاية الطفل ليس لوالده ام أنني مخطئة
شعرت جوليا بالحرج و غادرت الغرفة
نظرت سيلا إليه و بعد ذلك ذهبت إلى الفراش و تمددت عليه فهي لم تلوم على شي يفعله
ذلك جعله يشتعل غضبا فهي حتى لم تهتم به، زفر بحنق و اغلق أزرار قميصه و ارتدى بذلته..
و نظر عليها قائلا: معنديكش حاجه تقوليها و لا إيه؟

-لا انت قولت كل حاجه، و اخر حاجه عندي عايزة أطلق
-هطلقك بس أيهم مش هتاخدي
-هاخده
-مش هيحصل.

سعد ساخرا: واضح ان عمرها طويل
حسين بضيق: جدا بس انا مستني اللحظة المناسبة عشان اخلص عليها بأيدي
سعد بخبث: هيحصل يا حسين
-لحد دلوقتي سليم ميعرفش اني هنا
-أحسن و مش لازم يعرف، عايزين تركيزه كله يبقى عليها، نفسي اجيب دليل يثبت خيانتها
تنهد حسين و قال: للأسف مش هنعرف نوصل لي، صحيح عايزين نمضي عقود الصفقات الجديدة
-تمام
-صفقة سلاح كبيرة، هتيجي من ألمانيا، و بعدها هنبعه.

-تمام، اهو خلينا نمشي الشغل اللي وقف بسببها.

لم تغادر سيلا غرفة أيهم طول اليوم و بقت معه، و كانت قد غفت بجواره و استيقظت على صراخه
حملته سيلا و رتبت عليه بحنان و بعد ذلك قامت و دخلت إلى الشرفة، توقف عن الصراخ..
تنهدت بحزن و قالت تعرف انا زعلانه اوي، حتى سليم بيهددني انه ياخدك مني، مكنتش متوقعه انه هيبقى كدا بمجرد ان حد قال حاجة عليا
مسحت دموعها التي سقطت رغما عنها و نظرت له و ابتسمت و كانت تلعب معه و تنتظر قدوم سليم فهو تأخر.

مر عليها وقت كثير و دلفت إلى الداخل و وضعته في فراشه الهزاز و بقيت تحركه بخفه، إلى أن ذهب في النوم
نظرت إلى الساعة و كانت تخطيت منتصف الليل، بقيت جالسة تفكر في حل معه، فهو لا يريد أن يصدقها
خرجت من الغرفة لكي تذهب إلى غرفتها و لكنها وجدت الباب موارباً و رأيتم يقفان معا
كان سليم وصل إلى المنزل و صعد إلى غرفته و لكنه تفاجأ بجوليا تحلق به
-ماذا ترتدين؟
اقتربت جوليا منه و قالت: أريدك انت
سليم بدهشة: ماذا؟

حاوطت عنقه و همست إليه لما أنت ثمل؟
-هذا ليس من شأنك
قطعته جوليا و قبلت شفتيه، لم تصدق سيلا ما تراه و نزلت دموعها و ركضت مسرعة، و خرجت من القصر
كانت تبكي بشدة، حتى أن الرؤبة بقيت غير واضحة أمامها فدموعها أغرقت عيناها..
ابعدها سليم عنه و قال بحده: اطلعي برا.

نظرت له بضيق و خرجت من الغرفة، زفر بحنق، دلف إلى المرحاض و وضع راسه أسفل المياه و بعد ذلك جفف شعر بالمنشفة و خرج متجها إلى غرفة أيهم و عندما دخل لم يجدها، بحث عنها في جميع أرجاء القصر و لكنه لم يجدها، شعر بالغضب و رن علي هاتفها و لكنه كان بالغرفة
زاد ذلك جنونه فكيف لها أن تتجرأ و تترك المنزل بتلك الطريقة، توعد بداخله بانه سوف يلقنها درس لم تنساه ابدا..

مر اسبوع كامل على اختفاء سيلا، و لم يظهر لها أثر..

ذهب حسين إلى مقابلة سعد
ابتسم سعد و قال: اقعد عندي ليك أخبار جميلة
جلس حسين و أنصت له قائلا: ابدا
-هنخلص الصفقة بكرا تمام، سيلا اختفيت من البيت بقالها اسبوع
حسين بدهشة: راحت فين دي؟
-عربيه خبطتها بعد ما خرجت من البيت بشوية و الراجل ودها المستشفى
حسين بخبث: يعني خلاص هنخلص منها.

-للأبد بس المثل بيقول لازم الضرب يكون سخن، سليم من أسبوع كان عايز مربية لابنه و طبعا انا ما صدقت لاقيت فرصه انه هيدخل حد جديد البيت و روحت متفق معاه، جوليا نفذت الاتفاق من اول يوم ليها و خليت سيلا تتوهم بأن سليم بيخونها بس بصراحة الحادثة مكنش في حسابي بس هي هتفدنا جدا، لأن سليم ميعرفش هي مشيت ليه و طبعا دا هيزود شكه بيها و انها مشيت و مهتمتش لحاجة..
-هي حالتها كويسه و لا متدمرة..

-لا عندها شوية كسور و ارتجاج في المخ متدمرة نسبيا بس في احتمال أنها تفوق، الخطة هتمشي كالتالي، احنا هناخدها من المستشفى و نستني اللحظة المناسبة اللي هتفوق فيها و نتصل نبلغه بأنها معانا و اننا وصلنا ليها عن طريق مايكل لأنها كانت عنده، سليم مش هيستحمل دا و هيروح قتلها..
حسين بتفكير: الخطة ممتازة بس تفتكر هتنفع.

-سليم دلوقتي هيتجنن و يلاقيها و بمجرد ما يسمع الكلام دا هيموتها بأيده و بكدا وقتها هنكون ارتحنا
تنهد حسين و قال: تمام هتاخدها ازاي من المستشفى
ابتسم سعد و قال: ليا حبايب هناك و طلبت منهم انهم يجبوها، بكرا هنفذ الصفقة و هنرجع هتكون سيلا موجودة معانا
حسين بتساؤل: فين؟
ابتسم سعد و قال: المكان اللي في الحبايب يا حسين.

و بالفعل في اليوم التالي سار كل شي كما مخطط له و تمت الصفقة بنجاح، و بعد ذلك ذهب حسين مع سعد إلى المكان التي به سيلا، فتح سعد ذلك السراب الذي يبدو تحت الأرض و نزلوا إلى الداخل، مروا به و وصلوا إلى الغرفة التي توجد بها سيلا..
حسين بضيق: دي نائمة
-الدكتور قال إنها بتفوق
سكب عليها سعد كوب من المياه، استيقظت سيلا و لكنها كانت تشعر بألم في رأسها و نظرت إلى المكان بدهشة.

ابتسمت حسين بمكر: اهلا بالعقربة، بصراحة احيكي على خطتك بس للأسف خسرتي في الاخر تتعود في الاخر أن شاء الله
نظرت له سيلا بسخرية
-طبعا انتي رجلك مكسورة فمش هتقدري تتحركي حتى، و دا أفضل
نزل سعد لمستواها و قال: كان نفسي نتسلى اكتر مع بعض بس هتروحي لأهلك الأفاضل، بس مش انا اللي هقتلك لا جوزك، تعرفي ليه عشان يبقى درس لي طول حياته مش هيقدر ينسها.

اتصل حسين بسليم و قال: مراتك الخيانة معانا، تعال على القصر الهادي و الحراسة هتوصلك لينا
قفل حسين معه و قال بسخرية: هستمتع اوي بمشهد دا..
وصل سليم لهم و نظر إلى سيلا بدهشة فهو لم يستطيع الوصول إليها
اقترب حسين منه و قال: كانت عند مايكل
سليم بغضب: و انت عرفت ازاي؟
-خلصنا من بنت الشامي يا سليم لأنك لو سيبتها تعيش هتكون بالنسبالي موت.

امسك يده و وضع بها السلاح و قال: اقتل بنت اللي اغتصب أمك و اللي كان السبب في ان اهلك يبعدوا عنك، اقتل اللي استغلتك عشان تدخل العلية و تقضي عليها
كانت سيلا تنظر إلى سليم و لكنها لم تستطيع أن تحدد تعبيرات وجه و هبطت دموعها في صمت فهي أن تتخيل بأنهم سوف يوصلون إلى ذلك..
التفت سليم إليها و نظر لها
-اقتلها يا سليم، ، امسك يده و صوب السلاح عليها و نظر له قائلا: اقتلها
وضع سليم السلاح في منتصف رأسها.

ابتسم حسين و نظر إلى سعد بسعادة فالنهاية سيحدث ما اراده..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة