قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية من أجل الانتقام للكاتبة شيماء أشرف الفصل الخامس

رواية من أجل الانتقام للكاتبة شيماء أشرف الفصل الخامس

رواية من أجل الانتقام للكاتبة شيماء أشرف الفصل الخامس

رسيل: انا، رسيل سليم. اعصار الأقتصاد، اتشرفت بحضوركم للحفله، عارفه ان بعض منكم مصدوم. و ان الأعصار يبقى بنت. و ان فكرتكم ان الأعصار يبقى راجل و كبير في السن كمان...
احد الصحافه: طب ليه كنتي خافيه هويتك طول الخمس سنين دول في شغلك.

رسيل بذكاء: و مين قال اني كنت خافيه نفسي، بس كل الحكايه اني كنت عاوزة اثبت نفسي بنفسي. و ان مفيش اي حد ساعدني، انا بنيت نفسي و كل ده من كرم ربنا اولا. و من دعوات امي. و وقوف اخواتي جنبي. و بقيت اعصار الأقتصاد...
الصحافه: طب ليه انهاردة بذات ظهرتي شخصيتك.

رسيل: لأن اليوم ده يصادف يوم عيد ميلاد امي العزيزة. ألي هي سبب وجودي هنا. و ان الحفله دي كلها عشانها، ملك هانم، اتمنى اكون جاوبت على اسألتكم. اتفضلوا استمتعوا بالحفله، ثم تركت الميكروفون و مسكت ايد امها. و نزلت من على المنصه، و ذهبت هي و امها و اخواتها، و قعدوا على طاولتهم، فقالت رسيل...
رسيل: ماما. انا عاوزاكي هادية. اوعي تضعفي احنا جمبك. و مش عاوزاكي تخافي أبدا...

ملك بلطف: و انا عمري ما هخاف طول ما انتوا جنبي يا بنات، بس ليه يا بنتي عرفتيهم انك الأعصار.
رسيل بتنهيدة: صدقيني مكنتش عاوزة حد يعرف دلوقتي. بس لما فكرت فيها اكتشفت اني مش من شخصيتي اني ألعب في الضهر. انا بحب ألعب على الظاهر، في الوش يعني.
ملك: ماشي يا رسيل، اعملي ألي انتي شيفاه صح.
اوركيد: ماما ملك انا هقوم اروح الحمام و جايه، و بعد ما مشيت اوركيد قالت اريام.
اريام: ماما، هو مين فيهم بابا...

ملك بحزن: بصي و انتي هتعرفيه كويس من غير ما اقولك، بصت اريام لعيلة الدمنهوري من غير ما هم يحسوا بيها، و بصت على كل شخص منهم، لقت شخصين تؤام بصت لشخص الذي يرتدي نظارة. رأت به الصدمه و الذهول، ليس شيئ اخر، اما الشخص الذي يشبه. لقت في عينيه. دموع لا تقبل النزول، لقت فيه في عينه شوق كبير. لقت حنين، فقالت.
اريام: الأتنين التؤام ألي هناك دول، ألي من غير نظارة هو بابا صح...

ملك: ايوه يا اريام. ده ابوكي سليم عادل، رسيل اريام، انا حكيت ليكوا على ألي حصل زمان، اوعوا تكرهو ابوكم يا بنات. هو ملهوش ذنب. هو اضحك عليه، بس انا كان لازم اهرب لأن فريدة كانت هتقتلكم. و مهما حصل ابوكم مكنش هيقدر عليها. دي افعى سامه. و بتبخ سمها على الكل...
رسيل بثقه: بس مش على الأعصار يا امي، دي دلوقتي اتحطت قدام اعصار غاضب، و لما الأعصار بيغضب، بينهي كله...

ملك: تعرفي يا رسيل انك شبه سليم اوي، واخده كل صفاته. حتى غضبه. زيك بظبط. بيكون شخص تاني وقت غضبه عشان كده كنت كل ما ابصلك اشوف فيكي ابوكي سليم.
اريام بمزاح: ايه ده و انا يا ست ماما، بنت البطه السودة ولا ايه.
ملك بضحك: ههههههههه، ههههههه، اهو انتي واخده منه شقاوته. و مرحه، يا لمضه انتي...
رسيل بهدوء: لسه بتحبيه يا امي، حتى بعد ده كله.

ملك بحب: ألا لسه بحبه. تعرفوا يا بنات. برغم ألي حصل معايا، بس حبه مقلش جوايا. لا دا زاد الأضعاف، مقلش، تعرفي انه اتحدى ابوه عشاني. عشان حبني، و اتجوزنا و هو حبه ليا زاد الضعف لحاد ما جيتي حياتنا و نورتيها اكتر. كان ابوكي اسعد راجل في الدنيا، مكنش هامه اذا كنت حامل في ولد يورثه ولا لا، كان دايما يقولي انا اي حاجه ربنا يجبها حلوه، و فرحنا اكتر. لما شرفت اريام على الدنيا، تعرفي انه هو ألي سماكي رسيل، قالي انك الرسالة ألي ربنا بعتها لينا عشان تنور حياتنا، اما اريام، فهو حلم بأننا كنا مع بعض و ان شاف طفله. و كان طول الوقت يندها بالأسم ده. عشان كده سماكي اريام، ابوكم بيحبكوا يا بنات، و انا متأكده انه بيتمنى انه يحضنكم و ميسبكوش...

رسيل بحنان: و انا متأكده يا امي. و اوعدك هاخد حق بعدكم السنين دي كلها عن بعض...
...

نذهب إلى طاولة عائلة الدمنهوري، و كان كل من في هذه الطاولة تظهر على وجوهم الصدمه، لا يصدقون ما يرون امامهم، كيف، كانوا يظنون انهم ماتوا، لقد بحثوا عنهم في مصر كلها، لقد ظنوا انها ماتت. لم يصدقوا سليم، عندما قال ان مراته و بناته عايشين، كان عادل يفكر. في كيف ملك لها عين ان تظهر بعد ان فعلت في ابنه هذا، اما عمر فكان يفكر ان الفتاة الذي كان يراها مشاكسه و تصيبه بجنون. الأن صارت سيدة اعمل كبيرة، اما ناديه، فكانت تطير من الفرحه كانت في قمة السعادة، اخيرا عادت صديقتها الوحيدة عادت صديقتها و معها ابنتيها لكي يأخذوا حقها، اما مهاب فلا يصدق. ان الفتاة الصغيرة التي كان يحبها و كانت لا تسكت غير معه هو و الياس، قد كبرت و صار لها كيان الجميع يهابه، اما فريدة، فكانت مشحونه بتوتر و القلق و الخوف، و هو انها خائفه ان تظهر حقيقتها الأن، متوتر من بنات هذه التي تسمى ملك، القلق ينهشها و تخاف ان ترى غضب سليم عليها، و لكن قالت في نفسها...

فريدة: لازم اخلص منك يا ملك و من بناتك، (معلش يا فريدة انا عزراكي يا ماما. بس انتي متعرفيش مين ألي هيبدأ لعبة الأنتقام معاكي، احذي من مقابلة عاصفه قادمه. لأن العاصفه تضرب بأعصارها بقوه)...

اما سرين فكانت تنظر إلى رسيل بكل حقد و غيرة، نعم انها تكرها منذ الطفولة. كانت ترى اهتمام الياس بها وحدها، كانت تكره اهتمام ملك والدتها بها. و هي ليس هناك من يهتم بها، كانت تكره حب عمها سليم لأبنته. و هي ابيها لا يهتم بها، هي من اخذت من كانت تحبه و هو مزال يحبها حتى بعد ان ذهبت و لم تعد معه، و الأن لقد عادت و سوفه تنتقم منها اشد انتقام...

اما سليم، فكان هناك مشاعر بداخله، مشاعر كثيرة، ندم، عشق، شوق، حزن، عتاب، كل هذا كان يحس به بتجاه ملك، كان يشتاق لها يتمنى ان يقوم و يذهب ناحيتها. يريد احتضانها، يريد ان يعاتبها عن بعدها كل هذه السنين عنه، يريد ان يحتضن بناته. يريد ان يقول لكل العالم انهم ابنتيه. و هذه زوجته، لم يتحمل سليم اكثر من ذلك، و قام وهم بذهاب ناحيتهم، و لكن قاطعه عادل و هو يقول.
عادل بحدة: سليم. اقعد، متفرجش علينا الناس.

سليم: اسف يا بابا، سمعت كلامك زمان. و شوف أيه ألي حصلي، عشت حياتي كلها بعيد عن مراتي و بناتي، المرادي. هسمع كلام قلبي، و انا قلبي بيقولي. ميهمكش اي حد و روح ليهم، و تركهم سليم و ذهب ناحية ملك...

نأتي بقى إلى قيصرنا. قيصر الأقتصاد الذي يعامل الجميع ببرود لا حدود له، لم يصدق ان عشق طفولته امامه، لا يصدق ان من كان يعتني بها و كان الحزن يتملكه على فراقها هي الأن صغيرته. تقف امامه بكل قوة و ثقه، يتمنى ان يقوم لها و يحتضنها. يتمنى ان يخفيها عن جميل العالم ولا تكون لأحد غيره، يريد ان يعوضها عن كل البعد الذي بعدوه عن بعض، و لكنه القيصر، لن يقبل غروره على ان يعترف لها الأول، لقد وعد نفسه انه سوفه يجعلها تعشقه حد النخاع، سوفه يجعلها تكون مهووسه بحبه. مثل ماهو مهووس بها، و هذا وعد القيصر...

...
نذهب إلى المكان المخصص للمشروبات. و كانت اوركيد تشرب عصير لها، و لكن قطع وحدتها هذه شاب اتى أليها، و هو يقول.
الشاب و هو يمد يده لمصافحتها: حسن كمال ابن رجل الأعمال كمال، اتشرفت بيكي.
اوركيد: أهلا بيك، و نورت الحفلة.
حسن: الحفله جميله بوجودك يا اوركيد.
اوركيد: شكرا ليك، عن اذنك. و كانت سوفه تذهب. و لكن لقت من يمسك يديها. فألتفت و سمعته يقول.
حسن: ليه بس يا حلوه. ماهو احنا كنا كويسيين.

اوركيد بعصبيه: انت مجنون سيب ايدي.
حسن بخبث: و لو مسبتهاش، هتعملي ايه، و كانت اوركيد لسه هاترد، و لكن سمعت شخص يقول.
الشخص: هي مش قالت ليك سيب ايديها ولا انت مش بتفهم.
حسن: و انت مين اصلا انت متعرفش انا مين.
الشخص: طب اعرفك بيا. انا مازن مهاب عادل الدمنهوري، حفيد عادل الدمنهوري. من اكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط...
حسن: تشرفنا. بس انت أيه ألي دخلك ما بينا.

مازن و هو يفك قبضة حسن و يمسك ايد اوركيد: لأنها خطيبتي. و انا مسمحش لواحد زيك يحضنها بطريقه دي...
حسن بغيظ: خطيبتك. خطيبتك ازاي. مفيش حاجه انتشرت في الصحافه و قالت ان حد من عيلة الدمنهوري هيتجوز...
مازن: معلش. اصلا لسه محددناش المعاد بس اول ما نحدده هتكون انت اول المدعوين، عن اذنك، و اخذ مازن اوركيد و ذهب من امامه، و بعد ان اختفى عن الأنظار...
اوركيد بلطف: شكرا ليك جدا على ألي عملته معايا.

مازن ببتسامه: مفيش داعي تشكريني. و كمان احنا قرايب. مش انتي بردو صاحبة رسيل.
اوركيد: ايوه صاحبتها و يعتبر اختها. لأننا متربين سوا.
مازن: و انا يا ستي ابقى ابن عمها، اتشرفت بيكي انا مازن، و مد يده ليصافحها...
أوركيد: و انا اوركيد...
مازن: اتشرفت بيكي يا اوركيد، هاااا صحاب.
اوركيد بضحكه: صحااااب...
مازن: طب تقبلي نشرب حاجه مع بعض.
اوركيد: اوكى بس خد بالك انا مش بشرب اي كحول. هنشرب عصير اوكى...

مازن ببتسامه: اوكى، و مد مازن يده و اخذها و ذهب لكي يجلسوا مع بعضهم و يتكلمون...
(و هل قد يدق الحب على ابوابهم، هل هذا بداية للحب. ام بداية للنهاية)...
...
عند طاولة رسيل، و هي تجلس، لقت من يشد والدتها من جانبها و يحتضنها بقوة، نظرت رسيل و اريام بتجاهم. و لقت والدها سليم. يحتضن امها، و هو يقول.

سليم بنبرة تملئها الشوق: واحشتيني، واحشتيني اوي يا جنيتي، هونت عليكي السنين دي كلها. و بعدك عني كان بيعذبني كل يوم و كل دقيقه...
ملك بدموع: غصب عني يا سليم، بناتي كانوا هايتأذوا.
سليم: مين ده ألي بعدك عني السنين دي كلها، صدقيني هدوقه نار الجحيم و ميطولهاش.

رسيل: بعدين يا بابا مينفعش الكلام ده دلوقتي، و هنا ألتفت سليم للبنتين ألي كانوا واقفين ورا ملك، و بص للي خرج منها الصوت، و لقى الشبه الكبير منه، و نظر للأخرة و لقى شبها كله ملك. فذهب ناحيتهم، و احتضنهم هما الأثنان، و قال.
سليم: يااااه كبرتوا اوي يا بنات، كنت خايف مشفكوش تاني، و هنا نزلت دموع من عين سليم...
اريام بدموع: الله، هو ده ألي بيسموه دفئ حضن الأب. واحشتني اوي يا بابا...

سليم و هو يقبل رأسها: و انتي اكتر يا روح بابا...
رسيل: واحشتني يا بابا. كان نفسي اشوفك اوي...
سليم: و انتي اكتر يا رسيل، انا كنت مكسور من غيركم.
رسيل: متقلقش يا بابا. هاخد حق كل يوم حسيت فيه بالوحدة و التعب و الحزن.
سليم: فاهميني يا رسيل. فيه ايه...
رسيل: مش دلوقتي يا بابا هتعرف بعدين، و كمان احنا مواحشنكش ولا ايه.

سليم: ألا واحشتوني، دا انا لو اطول اخفيكم عن العالم كله هخفيكم، و اخذ ملك معه في هذا الحضن العائلي، و كان هناك شخص ينظر لهم و الغيرة تتأكل في جسده، نعم يا سادة انه الياس، كان يتمنى ان يقوم ولن يهمه شيئ و يقبل هذه المجنونه. و يأخذها له وحده و يتزوجها و تصبح له، ولكن. هذا القيصر ليس بهذه السهولة...
و حتى هنا لم يسلموا من الصحافه، يريدون معرفة ماهذا الذي يروه...

. : ينفع اعرف سليم عادل يقرب للأعصار ايه.
. ؛هل سليم عادل بيكون والدكم...
. : ليه محدش قال ان انتوا من عيلة الدمنهوري.
و لكن اسكتهم سليم بقوله...
سليم: اقدم ليكم ملك هانم تبقى مراتي، و دول بناتي رسيل سيلم. و اريام سليم.
: طب و ليه مكنتوش ظهرتوا قبل كده...

رسيل: زي ما قولت اني بنيت نفسي بنفسي. و مكنتش عاوزة مجهود حد. عشان كده محدش كان يعرف اني ابقى حفيدة من عائلة الدمنهوري، و دلوقتي الحفلة خلصت اتشرف بحضوركم، و هنا انتهت حفلة الأعصار، و أيضا انتهت بقول سليم و هو يقول لملك.
سليم: انتوا هتعيشوا معايا، هترجعوا القصر. مش هقبل انكم تعيشوا بعيد عني تاني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة