قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل العشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل العشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل العشرون

- فرت مودة شفتيها في صدمه ثم نظرت لجاسر نظرات مذهوله متسائله
مودة بصدمه: أنت أتجوزت ياجاسر؟! أمتي وأزاي متقوليش
جاسر ناظرا لآسيل بحده: كل حاجه جت فجأة يادودي أنا حتى معملتش فرح
آسيل مؤكده: أه فعلا مكنش في فرح
مودة باأبتسامه: مبروك ياجاسر مع أني زعلانه عشان طلعت أخر من يعلم
جاسر محاوطا خصرها بيده: معلش ياحبيبتي، الحكايه جت بسرعه
مودة موجهه بصرها لآسيل: أنتي أسمك أيه بقي
آسيل بنبره عذبه: آسيل.

مودة باأبتسامه واسعه: أسمك جميل أوي، أنتي عندك كام سنه
جاسر جاذبا أياها: مودي، هنتكلم في الشكليات دي بعدين. المهم تعالي معايا عشان...
آسيل جاذبه أياها من معصمعا: لأ. هتيجي معايا أنا، تعالي يامودة
- أستسلمت لها مودة وذهبت بصحبتها إلى حيث تريد، بينما تسمر جاسر بمكانه شاعرا بريبه، وحك رأسه بتفكير قائلا في نفسه
جاسر في نفسه: مش مستريح أنا للحركه دي، ربنا يستر.

- توجهتا الفتاتان إلى حيث الحديقه الواسعه وجلسا على أحدي الطاولات، بينما دلف جاسر لغرفة مكتبه وتابعهم من خلال الشرفه عن كثب مترقبا لتصرفات آسيل بينما دلفت أليه كاثرين هاتفه
كاثرين بتوجس: هل من جديد؟
جاسر مضيقا عينيه: مش مستريح لحركتها دي، أحنا مش حبايب عشان تعامل مودة بالطريقه اللطيفه دي
كاثرين لاويه شفتيها: ...

حاسر ملتفتا إليها: أعملي لمودة الهوت شوكليت بتاعها وشوفي آسيل كمان لو هتعمليلها، وأشتكشفي بنفسك بيتكلموا عن أيه كل ده
كاثرين مومأة رأسها: أمرك
- بالفعل توجهت كاثرين لغرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) لتعد مشروب الشيكولاته الساخنه الذي طالما عشقته مودة وخاصه من صنع كاثرين، ثم توجهت لهم بخطي ثابته
مودة باأبتسامه واسعه: يعني أنتي محاميه شاطره بقي
آسيل باأبتسامه حزينه: مش أوي يعني.

مودة بمرح: أنا بقي لسه مخلصه ثانوي وان شاء الله جاسر وعدني يسفرني أكمل تعليمي بره
آسيل: عايزة تسافري فين؟
مودة: يعني لو مدخلتش جامعة كاليفورنيا، يبثي جامعة كامبردج
كاثرين قاطعه حديثهم: سيدتي الصغيره، أعددت لكي مشروب الشيكولاته الساخن
مودة ملتقطه المشروب بلهفه وأبتسامه واسعه: الله عليكي ياكوكي ميرسي
كاثرين باأبتسامه عفويه: تفضلي سيدتي آسيل، مؤكدا سيحوز على أعجابك
آسيل بهدوء: شكرا ياكاثرين.

مودة هاتفه: المهم بقي أني مستنيه ورق مدرستي يخلص ويتمضي عشان أقدم بقي وأسافر
آسيل: ربنا معاكي يادودي
مودة مرتشفه مشروبها: أشربي أشربي، الهوت شوكليت بتاع كوكي لا يعلي عليه، وكلميني عن دراستك عامله أزاي
- دلفت كاثرين لجاسر مرة أخري بينما كان مستمرا في متابعة الموقف فهتفت قائله
كاثرين بهدوء: لا تقلق، أحاديثهم عامه يغمرها الود
جاسر بتفكير: ماشي.

كاثرين مضيقه عينيها بخبث: أري أن تنضم إلى مجلسهم فسيدتي الصغيره تشتاق أليك، كما أن وجودك ضمان لتفادي إي خطأ
جاسر بتفكير: صح، شويه كده وأعمليلي قهوتي وهاتيها بره
كاثرين بأنتصار: أمرك.

- تم التحقيق مع أمجد في أمر أقتحامه لشركة العرب جروب، فتم أيقافه عن العمل لمدة شهرين ونقله لأدارة أخري حيث أنه أخلط أمورة الشخصيه بمهامه العمليه والقانونيه، أغلقت الأبواب بوجهه فكلما عثر على طريقا جديدا يبحث فيه وجده مغلقا بل ويتعقد بوجهه أيضا.

قام بجمع أشيائه من المكتب الخاص به داخل صندوقا خشبيا متوسط الحجم ثم حمله وتوجه خارج الأدارة متجها صوب سيارته ليقودها نحو منزل آسيل. وعندما وصل طرق الباب عدة طرقات خفيفه حتى فتحت له سهيله
سهيله: أهلا ياأمجد أتفضل
أمجد باأقتضاب: عمي موجود
سهيله مومأة برأسها: أيوة موجود، أتفضل أقعد وأنا ثواني هناديله
أمجد: شكرا ياسهيله.

- دلفت سهيله لغرفة مكتب والدها حيث كان منكبا على مكتبه الخشبي يراجع أوراق قضيه هامه سيترافع بها. قطعت سهيله تركيزة قائله
سهيله: بابا. أمجد بره وعايزك
رؤؤف نازعا نظارته الطبيه عن وجهه: طيب ياسهيله روحي شوفيه يشرب أيه وأنا جاي حالا
سهيله: حاضر
- ذهبت سهيله تعد له مشروب عصير البرتقال الطازج بينما دلف رؤؤف للخارج نحو غرفة الأستقبال
رؤؤف: أهلا يابني أتفضل اقعد.

أمجد باأمتغاض وملامح مكفهره: أهلا بحضرتك، عندي ليك خبر كده
رؤؤف مبتلعا ريقه بصعوبه: خير يابني
أمجد بتنهيده: أنا أتوقفت شهرين عن العمل، ده غير أني أتنقلت من الأداره
رؤؤف رافعا حاجبيه: ليه كل ده!؟
أمجد بضيق شديد: عشان كنت بتصرف من دماغي من غير أذن النيابه
رؤؤف ضاربا كف بكف: طب ليه كده يابني، هو أنا اللي هعرفك القانون يعني
أمجد بوجه عابس: عقبال ما أستني أذن النيابه يكون اللي بدور عليه أختفي.

رؤؤف: برده مكانش ينفع تورط نفسك كده
أمجد: أهو اللي حصل، عن أذنك ياعمي
رؤؤف بشفقه على حاله: أستني بس يابني أنت حتى مخدتش واجبك
سهيله ممسكه بالمشروب البارد: أتفضل ياأمجد
أمجد مشيرا بيده: شكرا على تعبك، أنا ماليش نفس
رؤؤف بتنهيده: يابني أقعد ميصحش كده
أمجد: سامحني ياعمي لازم أروح، عن أذنكوا.

- توجه أمجد خارج الغرفه فلمح غرفتها المظلمه، نظر بعينيه على الغرفه متخيلا أنها ستدلف خارج الغرفه متجهه أليه. قبض على عينيه بقوة قبل أن يتوجه لباب المنزل ويدلف خارجه
رؤؤف بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
( داخل مزرعة جاسر ).

- أنضم جاسر للجلوس معهم، حيث كانت أحاديث مودة الطفوليه تضفي على المكان البهجه والضحك. فلقد أنتست آسيل لوهله أنها مختطفه وآسيرة ذلك الرجل، أبتسمت وعلت ضحكاتها لأول مرة منذ شهرين كاملين. بينما تأملها جاسر عن كثب، فتلك هي المرة الأولي التي يري أبتسامتها المنيره لوجهها.

تركهم دقائق ووقف أمام حوض المياه متحدثا بهاتفه فقررت مودة القيام بحركه جنونيه. حيث توجهت إليه بخطوات حريصه ثم قامت بدفعه ليسقط داخل حوض المياه فقهقهت عاليا من مشهده المثير للضكك، ولكنه أختفي داخل الحوض ولم يظهر. فأعتراها القلق وظلت تجوب بنظرها حتى وجدته يأتي من خلفها ليدفعها هي الأخري، كانت آسيل تتابع المشهد دون أن تتحرك. فقد كانت صدمتها أقوي من وصفها حيث رأت به وجها أخر لم تره من قبل. أختفت هيبته ووقاره أمام تلك الصغيره وبدا بشكل أبوي حنون، أفاقت من شرودها أثر صوت قهقهات مودة العاليه. حيث كان يحملها بين ذراعيه متوجها بها صوب الحوض راكضا فوقعا أثنتاهم بالمياه، قهقهت آسيل على أفعالهم الطفوليه بينما أشار جاسر بعينيه لمودة في أتجاه آسيل لكي تحضرها إليه فلمعت عيناها بأعجاب لفكرته وذهبت تنفذها.

مودة ملتقطه أنفاسها: لولو تعالي ألعبي معانا
آسيل محدقه: لا لا ألعب أيه أنا، يامودى لا أستني اااه حاسبي يابنتي رجلي إاااي.

- لم تستجب لها مودة بل جذبتها بقوة صوب حوض المياه ثم غمزت لجاسر بعينيها قبل أن تقذفها له بالمياه، فألتقاطها جاسر عقب سقوطها وحاوطها بذراعيه الصلبتين حتى تلاشت المسافات بينهم. توقفت عقارب الساعه لوهله حتى أفاقت من شرودها عقب شعورها بالقشعريره تسري بجسدها على أثر تقبيله لوجنتيها قبله صغيره دافئه بث بها كما من الحنو عليها. فحاولت دفعه عنها بقوة ولكن قوتها خارت أمامه فأردف قائلا.

جاسر باأبتسامه ونبره هامسه: أهدي ياآسيرتي، أمممممم متهيألي مبقاش لايق عليكي أسيرتي خلاص هختارلك أسم تاني
آسيل بحده: أوعي أيدك عايزة أطلع
جاسر بتفكير: أمممم أنتي بقي أسمك مليكتي
آسيل عاقده حاجبيها: أفندم!
جاسر باأبتسامه: جايه من أمتلاك، ماأنتي ملكي
آسيل بحنق: والله! شكرا مش عايزة أبعد أيدك دي بردانه وعايزة أغير هدومي
جاسر مقربها إلى صدره أكثر: خلاص هدفيكي انا
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا او اوعي لو سمحت.

جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههه ههههه أنتي وشك أحمر كده ليه ههههههه
- شعر بالخجل يتسرب لوجنتيها التي توردت بحمرة الخجل فأراد تهدئه الموقف. فأردف قائلا
جاسر مبتعدا: خدي نفس
آسيل محدقه: ليه!؟
جاسر مضيقا عينيه: هتاخدي نفس ولاااا...
آسيل ملتقطه أنفاسها: هاااااااااا.

- جذبها لأسفل المياه حيث وضع يديها حول عنقه وهبط بها عائما أسفل المياه. شعرت بنفاذ الأكسجين الذي أستنشقته فقبضت على عنقه وكأنها ترسل له رساله ضمنيه. فصعد بها للأعلي سريعا حيث أخذت تلتقط الهواء عبر فمها لتسد حاجتها من التنفس ثم أردفت هاتفه بتذمجر
آسيل: أبعد بقي عايزة أطلع
جاسر لاويا شفتيه: ما تطلعي هو أنا ماسكك
آسيل مشيره بيدها: طب أوعي من سكتي
جاسر: البسين واسع قدامك، ولا هي تلاكيك
آسيل بحده: أووووف.

- توجهت بخطوات بطيئه صوب حافة الحوض وحاولت الصعود بينما عاونتها مودة في ذلك فنظرت لها شزره بسبب فعلتها فبادلتها مودة بضحكه مرحه، بينما توجهت بخطوات ملتويه لداخل القصرفي حين أنتظر جاسر حتى غابت عن ناظريه ثم غاص أسفل المياه باحثا عن هاتفه الذي سقط معه وصعد بعدها أعلي الحوض.

- بينما كانت آسيل تبدل ملابسها المبتله كانت مخيلتها لا تكف عن التفكير فيما حدث، لقد كانت كاثرين محقه فبداخل ذلك الوحش الكاسر، قاسي القلب، حاد الطباع، بقعه بيضاء منيره ما زالت حيه لم تظهر سوي لواحدة فقط يعتبرها قطعه من قلبه. فكرت مليا حتى وصلت لفكرة ليست بسيئه. فلما لا تبحث عن تلك النقطه البيضاء وتحاول أظهارها لربما تنجح في تلك التجربه، ولكن من أين تبدأ فعليها أولا البحث عن ذلك السر الدفين الذي حول ذلك الغامض لرجلا بلا قلب عديم الرحمه، خططت للشروع بخطتها لعلها تستطيع الفرار منه بأرادته وليس مجبرا، بينما كانت غارقه في تفكيرها إذ بكاثرين تدلف عليها بعد أن طرقت عليها الباب هاتفه.

كاثرين بنبره رخيمه: سيدتي، جئت أصطحبك لأعلي حيث أن سيدي سيعد وجبة الغداء بنفسه
آسيل محدقه بذهول: أيييه! ده بجد!
كاثرين باأبتسامه: سيدتي الصغيره مودة تعشق تناول الوجبات المشويه من يدي السيد الشاب فليس له منافس في صنعها
آسيل بتردد: طب، عايزة أسألك عن حاجه؟ هو أيه السر اللي حياة جاسر
كاثرين مضيقه عينيها: لما هذا السؤال؟
آسيل مبتلعه ريقها بتوجس: عادي.

كاثرين بتنهيده: سيدي الشاب بئرا عميقا أنصحك بعدم الأقتراب حتى لا تصابي بالغرق، حتى أنا لا أعرف ما الذي يخبئه عن جميع من حوله ولكني على يقين أنه سرا ليس بالهين عليه الأفصاح عنه
آسيل قابضه على شفتيها: بتصعبيها عليا ليه؟

كاثرين بتفاؤل: على العكس سيدتي، لقد بدأتي تتفهمي ما يحدث حولك جيدا، وأنا على يقين أنكي ستستطيعين مواجهة ما هو قادم. هيا بنا فاسيدي بأنتظارك، ولكن أخبريني أولا لما فعلتي هذا مع سيدتي مودة
آسيل مضيقه عينيها: مفيش حاجه من غير مقابل ياكاثرين
كاثرين بعدم فهم: لا أفهمك؟!
آسيل: مش هتفهميني دلوقتي
كاثرين: فالنذهب إذا
آسيل مشيره برأسها: ...

- صعدت آسيل حيث الطابق الأعلي ( الروف ) فوجدته قد بدأ بأشعال الفحم على الشوايه وأعد عدته لكي يعد الوجبات المشويه، بينما كانت مودة ملازمه له تعاونه بأي شئ حتى وأن كان صغيرا وعندما رأت آسيل أردفت قائله
مودة بمرح: لولو تعالي بسرعه، جاسر هيعمل مشويات أنما أيييييه عجب يابنتي
جاسر باأبتسامه: أقعدوا والأكل هييجي لحد عندكوا.

- جلست آسيل على الطاوله المصنوعه من ( الخوص ) بينما كانت عيناها تراقبه جيدا، في حين كان جاسر يري خيال عدسات عينيها البنيه وهي تتحرك نحوه فاأبتسم بعفويه. ظل يقطع الخضروات ويعد بعض الشطائر المخبوزة ( عيش صاج ) ومازال متابعا لقطع اللحوم الموضوعه على الشوايه ويقوم بالتهويه عليه حتى تنال قسطا أكبر من التسويه السريعه. وبعد الأنتهاء من كل شئ قام بصنع أشهي الشطائر بجانب العديد من ( الصوصات ) وصفهم بالتساوي في الصحون وقام بتقديمها لهم ثم أنضم لهم قائلا بمزاح.

جاسر: أتفضلوا الأوردر جاهز
مودة فاركه يديها بشهيه مفتوحه: وااااوووو ميرسي ياشيف، أقعد بقي
جاسر جالسا بجانب آسيل: يلا يامليكتي، متبصليش كده غسلت أيدي قبل ما أعمل إي حاجه
آسيل باأبتسامه خفيفه: اممممممم
مودة محدقه: جاسر فين المايونيز!
جاسر قابضا على شفتيه السفلي: أوبا، نسيته. خلاص في صوص باربيكيو هيعجبك اوي
آسيل بفزع: هااااااا أنت حاطط شطه في الأكل
جاسر رافعا حاجبيه: هي الكفته تنفع من غير شطه.

آسيل: هااااااح لا لا مبحبش الشطه هااااااح
جاسر ممسكا بكوب المياه: ههههههههه طب خدي أشربي
آسيل دافعه يده بهدوء: لا مش عايزه
جاسر مضيقا عينيه: ممم طب خدي سندوتش الكباب ده، مش هتلاقيه حراق
آسيل بتوجس: متأكد؟
جاسر رافعا حاجبيه: أفندم!
آسيل لاويه شفتيها: خلاص هاته.

- ساد المرح وجو الأسرة على المكان فأضفي عليهم شيئا من الطمأنينه، حتى أنهم تطرقوا لكثير من الأحاديث في مختلف الموضوعات وفجأة أختفت الأبتسامه والمرح ليتبدلا ب...
مودة: أنا رأيي أن المهنه نفسها مش سهله ومرهقه، يعني أيه أدافع عن واحد عشان الدلائل موجوده ويمكن يكون أصلا مجرم وكل الدلائل مش صحيحه
آسيل قاطبه جبينها: أزاي هيكون مجرم ونفس الوقت الدليل في صالحه
مودة: يعني مثلا واحد بيتاجر في الممنوعات و...

- حدق جاسر بعينيه عقب كلامتها الأخيره وشعرت آسيل بالقلق من تطرقها لتلك الاحاديث ووجهت بصرها نحوه لتري حالة من الأنفعال بدأت تسيطر على ملامحه
جاسر بحده: مودة! أيه الكلام الفارغ ده. شوفيلك حاجه تانيه أتكلمي عنها
آسيل رافعه أحدي حاجبيها وموجهه بصرها نحوه: وجهة نظرك صح، أنا أعرف ناس بتعمل مصايب سودة ومفيش عليها دليل واحد يدينها
جاسر بنبره آجشه: آسيل، الكلام خلص في الموضوع ده. متهيألي سمعتيني.

مودة عاقده حاجبيها: خلاص ياجاسر متتعصبش أحنا بنتكلم عادي
جاسر ناهضا من مكانه: أتكلموا في أي حاجه تانيه لحد ما أجيب حاجه من تحت
مودة باأبتسامه: ماشي ياحبيبي
هبط جاسر للأسفل بخطوات ثابته نحو غرفة مكتبه، أمسك بعلبة سجائره الفضيه وأخرج واحده حيث أشعلها وأخذ ينفث بها، ثم ألتقط هاتفه لأجراء أتصال هاتفي بشخص ما
عيسي: أيوة ياكبير
جاسر منفثا سيجارته: أنت فين؟

عيسي مداعبا قلمه: أنا في الشركه شويه كده وماشي، أنت بقي بتختفي كتير فين اليومين دول
جاسر ببرود: مش مهم، المهم عايز أبلغك أنك مسافر البرازيل بعد 3 أيام
عيسي واقفا في مكانه بفزع: أيييييييه، بردو ياجاسر نفذت اللي في دماغك ومن غير ما تعرفني ولا تبلغني قبلها حتي
جاسر بلهجه آمره: من أمتي وانا بقولك حاجه، جهز نفسك عشان السفر
عيسي بتأفف: وهقعد هناك قد أيه أن شاء الله.

جاسر بعدم أهتمام: هتنزل مطار البرازيل هتلاقي رجالتي مستنينك وهما هيفهموك تعمل أيه بالضبط
عيسي بنبره جهوريه: ولما رجالتك هناك انا مسافر ليه
جاسر بضيق ونبره صارمه: مزاجي كده، أنت الفتره الأخيره مش عاجبني. لو مبقتش حابب الشغل معايا تقدر تغور في ستين سلامه وميت راجل يتمني بس ربع مكانك
عيسي بتوجس: يي ياليث مش قصدي كده، بس مش عايز مفاجأت في شغلي.

جاسر بغضب: طول عمرك بتاخد مني اوامر، مفاجأة مش مفاجأة نفذ وخلاص، سامع!
عيسي مصرا على أسنانه: ماشي
جاسر متفثا في سيجارته: بالنسبه للراجل اللي مش عاجبه سعر البضاعه الجديد بلغه أن الليث بطل يتعامل مع عيال، ومش هيطول مني جرام واحد بعد كده ولو عايز يحصل السعيدي ويطلع يشتكيني لربنا، خليه يقل عقله ويفكر بس يعمل شوشره
عيسي جالسا بعصبيه: طب الكميه الزياده دي هنعمل فيها أيه.

جاسر حاككا رأسه: وزعها هديه مني على باقي الرجاله اللي خدوا نصيبهم
عيسي محدقا: أوزع تلاتين كيلو هديه، دول بملايين الفلوس ياجاسر كده هنخسر
جاسر بخبث: وماله، خليه يتحصر لما يعرف أن نصيبه راح لغيره ومن غير فلوس كمان
عيسي بتهكم: وأنا مالي، أنا هنفذ وماليش دعوة
جاسر: بالضبط كده، سلام
عيسي لاويا شفتيه: سلام.

- توجه جاسر صوب خزانة الخمر الصغيره ثم سكب البعض في كأسا مدهب ليرتشفه على مرة واحده، ثم تركه وصعد لأعلي حيث تجلسا الفتاتان. فوجد مودة تصنع لهم مشروبا باردا بينما كانت آسيل تقف على حافة السور تنظر للمزرعه بأكملها من الأعلي شاردة في حديث مودة كما عاتبت نفسها على ما قالته فهي ترغب بالاصلاح ولا تعلم ما دفعها لهذا الحديث، تنهدت بحرارة ثم مدت جسدها للأمام لتري المشهد السفلي بينما توجه لها جاسر بسرعه ليبعد بينها وبين حافة السور قبل أن تسقط فجذبها إليه لتسقط بين أحضانه هاتفت.

جاسر جاذبا أياها: حاااسبي، ده مش البسين هعرف أطلعك منه
آسيل بخضه: طيب
- كانت المسافات تكاد منعدمه حتى أن أنفاسهم تلامست معا. ثبت بصره بعينيها البنيه بينما تعمقت بداخل حدقتيه العميقتين، مر بمخيلته سنوات مضت من حياته ذاق بها طعم الأسي والظلم حتى توقفت ذاكرته عندما ألتقي بأسيرته حتى ذلك الحين، أقورب من جبينها يطبع عليه قبله صغيره حانيه قبل أن يردف قائلا
جاسر بنبره رخيمه دافئه: بحبك يامليكتي!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة