قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس والعشرون

- شعر جاسر ببعض الراحه تجتاح كيانه بعد شعوره أنه أتم أنتقامه الوحشي منها. لم يهتم بالتشوه الذي أصاب كف يده عقب ملامسته لذراعها المشوه. فقد كان عديم الشعور بتلك اللحظه نتيجة ثورته وغضبه.
وصل جاسر لقصره بالمزرعه بعد قيادة سريعه دامت لأكثر من ساعة ونصف ومن ثم عبر بوارة القصر الحديديه وتوجه صوب غرفة المكتب عبر الشرفه فتفاجأ بها جالسه على الأريكه باأنتظاره. وما أن رأته حتى بادرته قائله.

آسيل بتوجس: انت عملت ايه؟
جاسر ببرود: اللي المفروض يتعمل، جيبت حقي
آسيل: يعني أيه؟
جاسر موليها ظهره: ميعنيش حاجه، تقدري تطلعي تنامي وأنا خليت كاثرين تظبط الأوضه ومسابتش فيها أثر لأي حاجه
آسيل مبتلعه ريقها: طط طب، واللي جاي
جاسر قابضا على عينيه: مينفعش تفضلي قاعده هنا لازم تمشي
آسيل وقد أنفرجت أساريرها: هرجع بيتي؟
جاسر بنظرات زائغه: ...
آسيل بتوجس: في ايه، بتبصلي كده ليه؟

جاسر بنبره حازمه: ده بيتك. متفكريش انك هتمشي من هنا يامليكتي
آسيل عاقده حاجبيها بتذمجر: ا ا...
جاسر موليها ظهره: مهما كان اللي هتقوليه، لازم حد فينا يموت عشان التاني يسيبه، سمعتي يامليكتي
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ...
جاسر بحده خفيفه: الكلام خلص، ياريت تروحي تنامي. تصبحي على خير
- تركها ودلف للخارج حتى يجبرها على ترك المكان. ثم توجه إلى الأعلي ومكث به حتى اليوم التالي.

- في صباح اليوم التالي وصل ثروت لأرض مطار القاهره الدولي بأسم وجنسيه وشخصيه مختلفه، كما أنه أمر عيسي بالرجوع إلى مصر بأسرع وقت. حيث لم يستطيع للأنتظار للرحله القادمه بل أستقل طائرة خاصه مجهزة ولم يهتم بأى تكلفه، وما أن وصل وأتم الأجراءات توجه صوب العنوان الذي دونه بعد أن أعطته له جوان، وعندما وصل للبنايه وجدها شبه مهجورة من سكانها ولا تحتوي حتى على حارس. لوي شفتيه باأمتغاض ثم توجه صاعدا لأعلي، بينما كانت جوان ملقاه بحوض المياه الكبير ( البانيو ) وأسدلت المياه البارده على أجزاء جسدها الملتهب والمشوه. كانت تكبح دموعها حتى لا تنسدل على وجنتيها فتزيد من لهيب وجهها، وفجأة سمعت صوت طرقات عاليه على باب المنزل فهبت من مكانها على الفور وتوجهت للخارج بعد أن أحاطت جسدها بمنشفه قطنيه قصيره. وعندما فتحت باب المنزل فزع ثروت من هيئتها المشوهه والمخيفه حتى أنه كاد ينصرف من أمامها ولكن أستوقفه سقوطها فاقده للوعي وكأنها كانت منتظره قدومه حتى تستسلم لآلمها. قام ثروت بأحضار أحد الأطباء المعروفين لديه والتي تجمعهم علاقه معرفه، وبعد فحص دقيق من الطبيب أكد على ضرورة أيداعها بمشفي لعلاج ما أصابها قبل أن يتمادي أكثر من ذلك وبالفعل قام ثروت بذلك.

( وبأحد المراكز الخاصه بعمليات التجميل وعلاج الامراض الجلديه )
جوان مبتلعه ريقها: أنت مغلطني كمان ياثروت وانا...
ثروت مقاطعا بنبره حازمه: أنتي عرفتي اللي حصل وخبيتي عني ودي حاجه ما تتغفرش
جوان بدموع: ماانا كنت عايزه احل الموضوع من غير ما تحصل مشاكل بينك أنت وليث
ثروت بنبره جهوريه: تقومي تخدعيني، تكدبي عليا
جوان بنبره هادره: ماليش دعوة ياثروت، أنا عايزة حقي هاتلي حقي من ليث.

ثروت عاقدا حاجبيه بأستنكار: ليث! هو فين ليث ده؟!
جوان: أتجوزها وباعنا، شويه شويه هيقولك أتوب وأبطل شغل معاك
ثروت بحده: خلاااااص كفايه انا مش محتاج تسخين انا سخن لوحدي
جوان بتنهيده مريرة: برده عايزة حقي
ثروت موليها ظهره: الف سلامه. سلام
- توجه ثروت لخارج المشفي ومنها صوب سيارته، أمسك هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم وضعه على أذنيه متتظر الرد
ثروت: أنت فين؟
عيسي: لسخه هوصل مطار القاهره بالليا.

ثروت: لو معاك اي حاجه سيبها بأي مكان وتعالالي بسرعه اول ما توصل. انا هكون عند...
عيسي بتأفف: طيب
ثروت: سلام
- لم يتذوق جاسر طعم النوم ولم يصل النعاس لجفنه، حيث ظل يفكر فيما سيفعله بتلك المعضله التي واجهته وأثناء شروده
كاثرين بنبره رخيمه: سيدي، صنعت لك قدحا من القهوة الساخنه ووضعتها داخل حجرة المكتب كما أمرت
جاسر باأقتضاب: طيب روحي أنتي وانا نازل
كاثرين بتردد: اا ا ماذا ستفعل؟

جاسر بنظرات ذات مغزي: مش عارف، كل اللي أعرفه أن آسيل مينفعش تفضل هنا في المزرعه، لازم تسيب مصر كلها وأنتي معاها
كاثرين محدقه: ماذا عن سيدتي مودة؟
جاسر بتنهيده: مودة مسافره بكره الصبح عشان دراستها
كاثرين: وأنت؟
جاسر قابضا على شفتيه: لازم أضبط كل أموري هنا الأول وبعدين أحصلكم
كاثرين: أواعي أنت لما تقول سيدي؟
جاسر بتنهيده حاره: أيوة واعي. انزلي انتي دلوقتي
كاثرين مومأه رأسها: أمرك
- صباح اليوم التالي.

أصطحب جاسر أخته الصغيره للمطار بعد أن ودعت آسيل وداعا حارا لكي تترك أرض مصر متوجهه إلى انجلترا، حيث الجامعه البريطانيه كامبريدج. كان وداعه لها ملئ بالشوق الجارف حيث ضمها لصدره بقوه قبل أن يردد على مسامعها نصائحه الغاليه. ثم تركها برفقة الفوج الطلابي المسافر أيضا للدراسه وبعدها ذهب إلى مقر شركته بوجه عابس مكفهر
جاسر بحده: هاتيلي كل التعاقدات بتاعت السنه دي
السكرتيره: حاضر يافندم.

- ذهبت السكرتيره الخاصه بمكتبه لتنفيذ أمره بينما توجه جاسر لخزانته وبعد أن فتحها ألتقط جواز السفر الخاص به وأخذ يتفحصه عن كثب ثم ذفر أنفاسه المختنقه وألقاه بالخزانه مره أخري وتوجه صوب مقعده الوثير.
قضي لحظات قليله داخل مكتبه ولم يطيق الجلوس أكثر من ذلك، كان شعورة بالخطر يداهمه بشده. فترك الشركه بعد أن أتم مراجعة التعاقدات والتوقيع على تعاقدات جديده، ومن ثم توجه لقصره مره أخري.

كانت آسيل قابعه بحديقه القصر وجانبها روكس عندما وصل جاسر لساحة الحديقه الفسيحه، حيث وجد الأنسجام بين روكس وآسيل بدأ يزيد فعلي ثغره أبتسامه صغيره ثم دلف لشرفة مكتبه للدلوف عبرها وقام بخلع سترته وألقاها على الأريكه. بتلك اللحظه أستمع جاسر لصوت سيارة تصدر أبواقها عاليا فنظر من شرفته مضيقا عينيه ليكتشف هوية تلك السياره حتى لمح طيف ثروت فحدقت عيناه بشده وتوجه للخارج راكضا. بتلك اللخظه ايضا كانت آسيل قد أستعدت لتدلف للداخل ولكن أستوقفها صوت ثروت هاتفا.

ثروت بنبره أجشه: أقفي عندك!
آسيل بدهشه: أنا،؟
جاسر واقفا أمامها ليجعلها خلفه: أهلا ياثروت. نزلت مصر أمتي؟
ثروت ناظرا بحده لأسيل: امبارح. الف مبروك ياعريس، مش كفايه عليك ثلاث شهور عسل ولا أيه؟
جاسر مضيقا عينيه: خير ياثروت؟ جاي ليه
ثروت بنبره محتقنه مغتاظه: جاي أعظل اللي أنت معملتوش، وأنفذ اللي معرفتش تنفذه
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: ...
جاسر بنبره صارمه: ياربت تتكلم بوضوح.

ثروت: اللي وراك دي أيه اللي معيشها لحد دلوقتي؟
جاسر بلهجه حازمه: دي مراتي ياثروت
ثروت: مستعد أعديلك خداعك ليا وكدبك عليا، لو قتلتها قدامي دلوقتي ونفذت كلامي
آسيل بشهقه قابضه على ذراعه: هااااااا
جاسر بحده: بقولك مراتي، يعني محدش هيمسها بسوء طول ماانا عايش.

- أخرج ثروت سلاحه من جيب بنطاله بينما بادره جاسر وأخرج هو الاخر سلاحه من خلف ظهره وأشهره بوجهه في حين دلف عيسي خارج السياره على أثر مشهدهم ذلك بينما كانت آسيل تنتفض من ذلك الرجل فزعا وأصابتها الرعشه
ثروت بنبره صادحه: أنت بترفع السلاح في وشي ياليث
جاسر بحده: انت اللي أبتديت والبادي أظلم، دي مراتي يعني تخصني. يعني عشان تمسها لازم تدوس على كفني الأول.

عيسي مهرولا: أنتوا بتعملو ايه ياجماعه، هتخسروا بعض عشان...
جاسر بنبره صارمه: أنت تسكت خالص يادلدول، وحسابك معايا بعدين مش دلوقتي والله لأندمك على اليوم اللي خالفت فيه امر من أوامري
ثروت: الاوامر اوامري اناااا ياليث
كاثربن مهروله للداخل على أثر صوتهم: مظ ملذا بحدث، هاااا سيدي ثروت!
جاسر: خديها جوه ياكاثرين
ثروت بغضب مصوبا سلاحه بوجهها: مش هتتحرك من هنا.

جاسر بصوت أجش: لو مستغزي عن حياتك وحيات اللي معاك حاول بس تضرب رصاصه واحده عليها
ثروت بحده ونبره هادره: انت أتجننت ياليث. ازا بتقولي الكلام ده!
عيسي غامزا: ثروت باشا، تعالي نمشي دلوقت ولما جاسر يهدي هنتكلم تاني
جاسر بحده: ولا دلوقتي ولا بعدين، لفوا وارجعوا مكان ما جيتوا
عيسي محدقا: ...
ثروت رافعا حاجبيه: هي كده! طب أفتكر مين بدأ. انا اللي عملتك وزي ما عملتك ههدك والضرب مش هاييجي غير مني انا يا، ليث.

جاسر بثقه: الليث ما بيتهددش. وانا اللي عملت مش انت. انت من غيري ولا حاجه
ثروت باأبتسامه: بكره بينا
- التفت ثروت مندفعا نحو سيارته وخلفه عيسي ومن ثم تحرك بها لخارج المزرعه. بينما كانت آسيل ترتعش وترتجف خوفا من ذلك الرجل، ضمها جاسر أليه بقوه مربتا على ظهرها ثم أردف بنبره رخيمه
جاسر بهدوء: متخافيش، أنتي معايا
آسيل بدموع: عن أذنك
جاسر: آسيل، خلاص روحي، خديها ياكاثرين خليها ترتاح ومتسيبهاش خالص.

كاثرين بنبره قلقه: أمرك، هيا بنا سيدتي
آسيل ناظره إليه: ...
- داخل سيارة ثروت حيث كان يلعن حظه العسير الذي جعله يشتبك مع جاسر ويخسره للأبد، ولكنه لن يتراجع عن تهديداته له، بينما كان عيسي يشعر ببعض الراحه عقب تخلي جاسر عنه خاصه وأن عمله معه كان فرضا عليه من قبل ثروت، قطع ثروت حاجز الصمت قائلا
ثروت بخبث: هي البت دي ملهاش أهل يسألوا عليها ولا أيه؟

عيسي بعدم فهم: أكيد ليها، ده خطيبها كان قالب عليها الدنيا
ثروت باأبتسامه ماكره: يبقي لازم نقدم خدماتنا ونساعدهم يوصلو لبنتهم، أكيد وحشاهم
عيسي باأبتسامه واسعه: ياحلاوتك ياكبير
ثروت بلهجه آمره: عنوان أهلها يجيلي
عيسي غامزا: موجود ياباشا، معايا من ساعة ما كنة بنخطط لخطفها
ثروت بنبره ماكره: حلو أوي، خليهم يلبسوا في بعض. ولو مفلحتش في بدل الخطه عندي ألف
( بمنزل آسيل ).

- أرادت سهيله أن تبث الأمل في نفس والدتها التي فقدت شهيتها للحياه بعد أختفاء أبنتها. فسردت على مسامعهم ما حدث معها حرفا
لميا بلهفه: معقوله الكلام اللي بتقوليه ده ياسهيله، يعني بجد قرب يوصلها
سهيله باأبتسامه: يعتبر كده، ربنا يلم شملنا على خير بقي ياااارب
رؤؤف: طب أمجد مكلمكيش تاني ياسهيله ولا قالك وصل لأيه.

سهيله لاويه شفتيها: لا بصراحه انا كمان مش عايزة أخنقه بأسئلتي الكتير وسيباه يتصرف، اكيد لو في حاجه هيتصل ويقول
لميا فاركه بمكانها: لا ماأنا ميهمنيش كلامك ده، لازم اعرف عمل ايه ووصل لأيه. كلميه دلوقتي خليه يطمنا
سهيله: حاضر ياماما. ثواني أجيب تليفوني
رؤؤف: أهدي يالميا، قولي يارب وربنا مش هيخذلنا أبدا
لميا رافعه يدها للسماء: يااااارب، عارف يارؤؤف لو...

- لم تستكمل كلمتها حيث قاطعها الضجيج الذي سببه جرس الباب، فنهضت لميا بتأفف من مكانها متوجهه صوب الباب لتفتحه على مضض
لميا بضيق: ياربي هو ده وقته. أيوووه
ثروت بثبات ونبره عميقه: مش ده منزل رؤؤف الشاذلي المحامي
لميا عاقده حاجبيها: أيوه هو، مين حضرتك؟!
ثروت مدققا نظره: حضرتك تبقي مين؟!
لميا: أنا مراته، هو في حاجه؟
ثروت محدقا بتفحص: ، لميا!
لميا بذهول: هو حضرتك تعرفني!

ثروت بنظرات غريبه غير مصدقه: مش فكراني، معقول السنين نسيتك مين أنا؟
لميا مضيقه عينيها: ...
ثروت: أنا ثروت، ثروت يالميا
لميا فاغره شفتيها. مبتلعه ريقها بصعوبه: ثث ر ثر ثروت!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة