قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع والعشرون

- تسمرت لميا مكانها لحظات تحاول أستيعاب ما تراه أمامها. لقد عادت بها ذاكرتها لسنوات طويله مضت قد تناست أمرها وأعتقدت أنها لن تعود، أفاقت من شرودها على صوته
ثروت بذهول: أنتي بتعملي أيه هنا، مش ده بيت رؤؤف المحامي؟!
لميا بتنهيده: أيوة ده بيت جوزي، خير؟
ثروت وقد لمعت عيناه: كنت عايزه في موضوع يخص بنته، بس واضح أنها مش بنته لوحده
لميا بلهفه شديده: بنتي! أنت تعرف حاجه عنها
ثروت بتهكم: أعرف قوي.

رؤؤف من الداخل: مين يالميا؟
لميا بقلق: اا د ده...
- دلف ثروت للداخل متأملا المنزل من حوله ومدققا النظر لكل تفاصيله. حتى وقعت عينه على برواز خشبي أنيق معلقا على جدار المنزل يحمل ( آسيل و أمجد ) في حفل خطبتهم. تأمل الصوره عن كثب حتى قاطعه رؤؤف بنبره جديه حازمه
رؤؤف: مين حضرتك؟
ثروت بنظرات ثابته: أنا ثروت، ثروت التهامي. معقول نسيتني
رؤؤف مدققا النظر: ثروت! مش واخد بالي.

لميا مبتلعه ريقها بصعوبه: ده أخو حمدي الله يرحمه ياثروت
رؤؤف بملامح بكفهره: جاي ليه هنا ياأستاذ؟
لميا بلهجه سريعه: جاي في حاجه تخص آسيل يارؤؤف
ثروت لاويا شفتيه: ولو أعرف أنها بنتك أنت مكنتش جيت، ياريتني سيبت قلبك يتحرق عليها زي ما حرقتي قلبي على أخويا الوحيد
لميا بتوجس: بنتي ملهاش ذنب في حاجه ياثروت دي تبقي...
رؤؤف مقاطعا بنبره صارمه: لميا، أستني أنتي، خير ياأستاذ وأيه اللي عرفك بالموضوع.

ثروت جالسا بأريحيه على الأريكه: ده مش شغلك، أنا عارف مكانها وهي مع مين كمان
لميا بتلهف وحيره: ما تتكلم ياثروت حرام عليك. ثلاث شهور معرفش حاجه عن بنتي أنطق
ثروت بنظرات حانقه: وأخويا اللي ضاع بسببك، أرجعه من تربته أزاي.

لميا قابضه على عينيها: انا ماليش ذنب في اللي أخوك عمله، مش أنا اللي قولتله يتاجر في السم الهاري اللي كان بيتاجر فيه ولا يموت نفسه في السجن. هو اللي أضطرني أرفع عليه قضية الخلع وأكسبها، كان عايزني أعيش معاه بفلوسه الحرام أنا والطفل اللي كان في بطني
ثروت بنبره أجشه: وأهو راح اللي كان في بطنك والحمد لله أنه راح
لميا مصره على أسنانها بغيظ: مين قالك أنه راح
رؤؤف محدقا: لمياااااا!

لميا بعدم أهتمام: أستني يارؤؤف، لازم يعرف أن بنتي العروسه المخطوفه واللي هو جاي شمتان فيها تبقي بنت أخوه
ثروت بقهقهه عاليه: ههههههههههههههههه بايخه أوي لعبتك وملهاش طعم، بنتك شهادة ميلادها على أسم الأستاذ الكبير. سيادة المحامي المبجل ولا فاكراني مش عارف
لميا بحده: أيوة على أسمه، من أول يوم بنتي أتولدت فيه وهي عارفه أنها بنت رؤؤف ومكتوبه على أسمه
ثروت بتهكم: أمممم بجد؟
لميا بتحدي: أنا هثبتلك كلامي.

رؤؤف ممسكا ذراعها بحنق: كفايه بقي يالميا، آسيل بنتي أنا. ليه عايزة تفتحي في الماضي وتطلعي كل المستخبي
لميا متملصه من بين يديه: لازم يشوف عشان يصدق.

- خطت بقدميها صوب غرفتها بخطوات سريعه و توجهت لخزانة الملابس الخاصه بها، ثم فتحت صندوقا صغيرا موضوع بدلفتها وأخذت تعبث بالأواق الموضوعه به. حتى أخرجت ورقه قديمه قد أصفر لونها على أثر السنوات الطويله التي مضت عليها. بينما دلفت عليها سهيله ممسكه بهاتفها المحمول بيدها، تعجبت لحالة التوتر التي أصابت والدتها ولتلك الأوراق التي تمسك بها فأردفت بنبره متسائله.

سهيله عاقده حاجبيها: أيه الورق ده ياماما، ومين الشخص إلى قاعد مع بابا بره ده
لميا بتوتر: هاا، مفيش حاجه، أدخلي أوضتك ومتخرجيش منها نهائي إلا لما أأذنلك بده
سهيله رافعه حاجبيها: ايوة بس ا...
لميا بنبره حاده: قولتلك أدخلي أوضتك ياسهيله، ليه غاويه منهاده
- تركتها والدتها ودلفت خارج الغرفه متوجهه صوب حجرة المعيشه. وقفت أمامه بثقه ثم مدت له يدها ببعض الأوراق ليطلع عليها
ثروت بلامبالاه: أيه ده!؟

لميا بلهجه حازمه: شهادة ميلاد بنتي وتحليل DNA عملته ليها يوم ولادتها. وكمان تحاليل فيها تفاصيل دمها عشان تتأكد وتقارن ال DNA بصورة الدم الكامله
رؤؤف قابضا على شفتيه بقوة: ...
ثروت مدققا النظر بالأوراق: التحليل أتعمل بعد ما أخدتي الخلع بست شهور بس، يعني مكنتيش لحقتي تتجوزي ولا تخلفي، ده أنا هسجنك أنتي وجوزك
رؤؤف بحده وصرامه: أحفظ أدبك وأنا في بيتي.

ثروت ناهضا من مكانه بأندفاع: أدبي! أنتوا خليتوا فيها أدب. بنت أخويا تتسمي بأسم واحد تاني وتقولي أدب. مزورين وتقولي أدب
رؤؤف بنبره غليظه: زورنا عشان مصلحة البنت، مش أحسن ما يتحط أسمها بعد أسم تاجر مخدرات
ثروت مشيرا بأصبعه في وجهه: متخلنيش أندمك على اليوم اللي فكرت تتجوز فيه مرات أخويا.

رؤؤف دافعا ذراعه بعيدا: أنا مبتهددش، ومتنساش أنك في بيتي وتليفون واحد للشرطه هتيجي تشيلك وأحتمال تديني وسام شرف كمان، أوعي تكون فاكرني معرفش القضيه اللي عليك واللي هربت بعد ما أتحكم فيها
لميا بنبره راجيه: بنتي، بنتي فين ياثروت أرجوك تقولي
ثروت بغيظ: ...
لميا بعيون دامعه: أنا أكدتلك أنها من دمك، حرام عليك قولي هي فين
ثروت بنبره ممتغصه: بنتك في مزرعة، على الطريق ال، الكيلو، مع جوزها.

لميا ضاربه على وجهها: يانصيبتي!
رؤؤف مبتلعا ريقه بمرارة: جج جوزها!؟ أزاي وأمتي؟
لميا بعدم وعي: يعني بنتي هربت متخطفتش!
ثروت بثبات: لا ما هربتش، اتخطفت وأتجوزها. رجعوها وهي تبقي تحكيلكوا اللي حصل
رؤؤف بمكر: وطالما عارف مكانها مترجعهاش أنت ليه. مش عامل محموق وزعلان أوي ومطلعنا مزورين.

ثروت بنبره جامده: وانا مالي، مفيش حاجه تربطني ببنتك ولا حتى شهادة ميلاد. ولو على الدم وصلة القرابه فا دي هتكون الشفيع ليها فأني مخلصش عليها
لميا بشهقه: ...
رؤؤف بتذمجر: أنت عرفت كل ده أزاي؟
ثروت بتعالي: مالكش فيه؟ وسيرتي لو جت في أي موضوع أنا هخرب حياتكوا العمرانه، ومتنسوش كلامي ده.

- وزع ثروت نظراته الساخطه عليهم قبل أن ينطلق بخطوات متعجله لخارج البنايه بأكملها، أستقل سيارته ثم أمر السائق بالأنطلاق سريعا. ظل التفكير يراوده بقوة. فقظ فسد مخططه بالكامل بعد أن علم الصله التي تربطه باآسيل فكان ينوي التخلص منها وسلب حياتها بالكامل عقب أن تعود لمنزلها. ولكن الأن لا يستطيع.

ثروت في نفسه: بنت أخويا! طلع ليك بنت ياحمدي ياأبن أبويا وأمي. وانا مش هقدر أمسها بالسوء على الأقل عشان عضم التربه، مال الحكايه كل مدي بتتعقد كده ليه، حتى الليث مبقاش هو الليث. خسرته، أيوة خسرته!

- أستمعت سهيله لجزءا كبيرا من حديثهم، لم تصدق إي كلمه تفوهو بها وكأن كابوسا مزعجا يسيطر على عقلها. تمنت لو أستيقظت من نومها في الحال لتجد أن كل ما حدث حلما ولكن لامفر من الواقع. دلفت للخارج بخطوات ثقيله للغايه وكأنها تجر قدميها عنوة عنها
سهيله بعيون دامعه: يعني أختي مش أختي!؟
لميا محدقه: ...

رؤؤف بضيق بالغ: أنتوا الأتنين بناتي ياسهيله، انا اللي مربيكوا وانا اللي معلمكوا الصح والغلط، أنا اللي شقيت عشانكوا مش حد تاني
سهيله باأختناق: بس مش من دمي؟
لميا بصرامه: أخرسي! أنتوا الأتنين من بطن واحده ودم واحد، آسيل أختك أنتي سامعه
سهيله بدموع: ...
رؤؤف بحسره: لا حول ولا قوة إلا بالله.

- بدأت أنفاسه تتقطع ( رؤؤف ) ويتصبب عرقا غزيرا كما بدا وجهه يتغير لونه للأحمرار وتشوشت رؤية عيناه. فقد كان يعاني هبوطا بمستوي السكر بالدم، أبتلع ريقه الجاف بصعوبه وأردف بصوتا خافتا
رؤؤف ملتقطا نفسه بصعوبه: ل لمياا، جالي هبوط ألحقيني.

- ركضت لميا لحيث ( المطبخ ) وأحضرت زجاجه من العصير المثلج من داخل المبرد ( الثلاجه ) وذهبت أليها بخطي سريعه حتى تسعفه قبيل أن يتطور الأمر لغيبوبة سكر. فاأرتشفها بشراهه وما هي إلا دقائق حتى عاد السكر بصورته الطبيعيه للجسم، نهض عن مكانه بتثاقل وتوجه لغرفته بخطوات بطيئه بينما جلست لميا ترثي حظها العسير وحظ أبنتها كذلك.

لميا في نفسها: أتجوزت! ليه وأزاي، طب وخطيبها هنقوله أيه، وهي هتقول للناس أيه ولا تواجههم أزاي. ياخيبتك يالميا
- كان متابعا للأحداث أولا بأول، فقد أشرف ( أيمن ) بنفسه على البحث خلف ( سامي ) ولكن باءت عملية أصطياد الأخطاء عمليه بالفشل. حيث لم يترك سامي خلفه إي دليل يدينه، بينما أقترح عليه أمجد مواجهته بالصور الملتقطه له وتهديده أما تسليم جاسر لهم أو التوريط معه.

أيمن بنبره ثابته جديه: يبقي فاضل بس نعرف هنواجهه أمتي
أمجد حاككا رأسه: وقبل كل ده لازم أعرف مكان آسيل الأول. مينفعش نشتبك مع الليث قبل ما تكون آسيل معايا، عشان ميبقاش لينا نقطة ضعف
أيمن عاقدا حاجبيه: وده نعرفه أزاي؟
أمجد ذافرا أنفاسه بضيق: والله ماأنا عارف، بس أكيد في طريقه
- وأثناء تبادلهم الحوار والمناقشه تلقي أمجد أتصالا هاتفيا من قبل ( رؤؤف )، لم يتردد أمجد في الضغط على هاتفه والرد سريعا.

أمجد: أيوة ياعمي. أزيك
رؤؤف بنبره جامده: الحمد لله، عايزك تجيلي حالا ياأمجد
أمجد عاقدا حاجبيه: خير ياعمي في حاجه حصلت؟
رؤؤف بتنهيده: لما تيجي هتعرف، مستنيك
أمجد لاويا شفتيه: حاضر ياعمي مسافة السكه
- نظر له أيمن بترقب وكأنه ينتظر أن يقص عليه ما حدث
أمجد ناهضا من مجلسه: عمي عايزني في موضوع مهم ولازم أروحله
أيمن مومأ رأسه: طيب نكمل كلامنا بعدين
أمحد ملتقطا مفاتيحه: ربنا يسهل، سلام.

- كان رؤؤف متأهبا لمجئ أمجد بأي لحظه. يرتب بخلده ما الذي يجب عليه قوله حتى أنه قرر في قرارة نفسه ألا يبوح بسر زواجها الذي لا يعلمون عنه شيئا حتى للأن، فما يهمه ويشغل باله هو رجوع أبنته بين أحضانه مرة أخري. وبعد وقت ليس بالقليل وصل أمجد وقرع الباب بطرقات خافته، فهب رؤؤف من مكانه لكي يستقبله بنفسه ومن ثم أصطحبه لغرفة الأستقبال
أمجد جالسا: خير ياعمي قلقتني.

رؤؤف بتنحنح: اا ا اأحممم، كنت عايز أقولك على خبر كده وو و، و...
أمجد بتوجس: أعصابي سابت أكتر ما هي سايبه ياعمي
رؤؤف مستجمعا رباطة جأشه: أحنا عرفنا مكان آسيل
أمجد مندفعا من مكانه: أيييييييه، هي فين وعرفتوا مكانها أزاي. طب هي كويسه ولا...
رؤؤف مقاطعا: أهدي ياأمجد، أنا هاديك العنوان لكن مقدرش أقولك إي تفاصيل
أمجد قاطبا جبينه بدهشه: متقدرش ليه ياعمي
رؤؤف موليه ظهره: هتاخد العنوان وتتصرف ولا أتصرف أنا.

أمجد متحركا ليقف قبالته: أديني العنوان، وبسرعه
- هبط أمجد أسفل البنايه بخطوات راكضه وقلبه يكاد يتوقف عن العمل. لم يطيق ا نتظار بل هاتف صديقه على الفور ليبلغه بأخر التطورات
أيمن محدقا عينيه: أنت بتكلم جد، طب وصلولها أزاي
أمجد بلهفه: مش عارف، عمي مكنش عايز يتكلم معايا خالص. المهم أني عرفت مكانها
أيمن بتفكير: يبقي نبعت قوة و...

أمجد بفزع: لا لا لا أنت ناسي القوة اللي بعتناها وضاعت في شربة ميا ومنعرفش راحو فين
أيمن حاككا طرف ذقنه: أمال هنعرف نجيبها من هناك ونمسكه متلبس بقضية خطف أنثي أزاي؟
أمجد بشوق جارف: أرجعها الاول، وبعدين نبقي نلبسه زي ما أحنا عايزين، ومحدش غيري هيصلح الغلطه دي ويرجعها.

- أيقن عيسي أن وجوده بمصر خاصة بعد ما حدث بينه وبين جاسر يمثل خطورة شديده عليه وبالأخص بعد تهديده الصريح له، لذا قرر في قرارة نفسه أنه لابد وأن يغادر البلد بالكامل، دار بخلده اللجوء لليونان حيث يكون ثروت وبذلك سيعود النفع عليه بالتأكيد خاصة بعد أن تواعد أثنتاهم لبعضهما البعض ( ثروت و جاسر )، ولكن خطر بباله شيئا أكثر داهيه من ذلك. فلما لا يستكمل مشروع مصنع الماس بالبرازيل والذي شرع جاسر بناءه بالفعل. وحينها سيكون العائد أكبر وله هو فقط، أعماه الطمع والأنانية حتى أنه لم يفكر بأمر أخيه الأصغر او ما سيفعله معه. بل قرر الهرب وللأبد عن مصر وقبيل تدبير جاسر له بأي مكيده، ولكن شتان الفرق بين تفكير أثنتاهم. فلقد أعد له جاسر فخا بالفعل حتى قبل أن يفكر حتى بالهرب.

- قام عيسي بأعداد عدته لتحويل أقامته للبرازيل للأبد حتى أنه نقل حساباته كامله بالبنوك للخارج. في حين لم يشعر سامر بريبه بالأمر. حيث خدعه أخيه أنها رحلة عمل وسيعود بالقريب العاجل، وبعد أن أكتمل التجهيز لكل شئ لمغادرة البلاد في غصون يومان قرر عيسي أن يصطحب سامر معه لأرض مطار القاهره الدولي ليودعه ولكي يعود مره أخري برفقة سيارته ( سيارة عيسي )
( داخل مقر مطار القاهرة الدولي ).

عيسي بثبات: فهمت هتعمل أيه ياسامر؟
سامر: هي دي أول مرة هتسافر فيها ياعيسوي
عيسي بغيظ: تاني عيسوي!
سامر مربتا على ظهره بضحك: ههههه عديها بقي
عيسي بتأفف: سيبتلك في الفيزا فلوس تكفي سنتين قدام. أعملك مشروع ولا حاجه بدل ما تشحت بعد كده
سامر غامزا: لا متقلقش مش هشحت ولا حاجه ربنا يخليك ليا بقي
عيسي لاويا شفتيه: عموما أنا نصحتك، أرجع أنت البيت بالعربيه وأنا خلاص هعدي بالباسبور وأستني النداء.

سامر ملوحا بيده: ماشي. ترجع بالسلامه
عيسي: سلام
- أستدار سامر ليذهب بينما توجه عيسي للساحه الكبيره حيث الموافقه على جواز السفر الخاص به والتأكد من صحة تأشيرات السفر. شعر عيسي بريبه عندما بادله الموظف القابع خلف اللوح الزجاجي بنظرات غامضة خالية من المعاني، ثم أستأذنه الأنصراف للحظات. وبعد دقائق قليله حضر ومعه موظفو التفتيش بالمطار
ضابط التفتيش: ممكن تتفضل معانا ثواني.

عيسي بتوجس: خير ياحضرت، في حاجه مش مظبوطه
ضابط التفتيش مشيرا بيده: هنعرف كل حاجه جوه. أتفضل.

- أصطحبه الضابط معه ليتم تفتيش حقائبه الجلديه، كانت ملامح عيسي خاليه من الخوف أو حتى القلق. فهو حتما متأكد من عدم وجود ما يدينه، ولكن فجأة، حدق عينيه بصدمه وتبدلت ملامح وجهه البارده لملامح مذعورة يعتريها الخوف. فقد وجدوا كميه غير قليلة من الأوراق النقديه الأجنبيه ( الدولارات ) المزوره، كما كان بحوذته علبة من القطيفه الأزرق تحوي كما من الماس الأزرق النادر. نظر له الضابط باأستنكار ثم أردف بلهجه محتقنه.

الضابط لاويا شفتيه: ألماظ ودولارات مره واحده، ده أنت تقيل أوي بقي
الضابط مشيرا لأفراد أمن المطار: خدوا الباشا يشرفنا شويه
عيسي مبتلعا ريقه الجاف بصعوبه: ثواني بس، الحاجه دي مش بتاعتي و، ولا الشنطه. و و أكيد الشنط أتبدلت اانا...
الضابط بنبره عنيفه: الكلام ده تقوله في النيابه ياقمور، مش هنا، خدوا من هنا
عيسي بصوت متقطع: يابن ال # عملتها معايا ياجاسر...

- جلست بغرفتها أمام الشرفه على مقعد أسفنجي مبطن وناعم تستعيد ذكريات مضت من طفولتها المرحه، ظلت الأبتسامه على ثغرها تاره. والضحكة بصوت رنان هادئ تاره أخري، تنهدت بحرارة شديدة وذفرت أنفاسها المختنقه قبل أن تضع طرف الكوب الزجاجي على شفتيها ترتشف منه بعض قطرات الشاي الساخن. وبينما هي كذلك إذ بباب غرفتها ينفتح بهدوء وحرص شديدين فنهضت عن مقعدها بسرعه وخطت للوراء بقدميها لتري أمجد واقفا وعلى وجهه ملامح غريبه. كمن ردت الروح إلى جسده مرة أخري، نطق أسمها على لسانه قبيل أن يندفع إليها ليجذبها إليه حتى سقطت بين ذراعيه. تنفس الصعداء حيث تخللت رائحة عبيرها أنفه فأطمئن وهدأ باله. بينما كانت الصدمه تعتريها بقوة حتى أنها تسمرت مكانها بدون إي رد لفعله سوي أنها أبتلعت ريقها بصعوبه عندما تذكرت جاسر. فهي زوجه الأن وليست كسابق عهدها،.

أبتعد أمجد عدة سنتيمترات قليله قبل أن يردف بنبره حانيه
أمجد بنظرات عاشقه: وحشتيني أووي، شوفت الويل عشان أعرف أوصل لهنا. يومين وأنا مراقب المزرعه كويس لحد ما لقيت الفرصه عشان أدخل و أخدك من هنا وحتى لو هيكلفني الأمر حياتي
آسيل محدقه بذهول: ...
أمجد ملامسا لبشرة وجهها: ليكي حق تتصدمي هحكيلك وتحكيلي كل حاجه كامله بس نطلع من هنا وحالا ياحبيبتي
آسيل: ...

- أمسك أمجد بكف يدها ثم ضغط عليه بدفء لكي يشعرها بالأمان، ثم جذبها بهدوء لتسير خلفه مغيبه لا تشعر بما يحدث، فكانت الصدمه حقا أكثر من قدرتها على أستيعاب ما يحدث. شعرت بكونها دمية جميله يطمع الجميع باأمتلاكها، وفجأة ضرب رأسها ذكري أغتصابها وأختطافها ثم ذكري سرد جاسر لها حقيقته التي لا يعرفها سواها. شعرت بمشاعر متضاربه تقتحم أساريرها ولكنها سيطرت على عقلها المغيب أخيرا وتوقفت عن السير لتجد أنها قد وصلت لحديقة القصر. نظرت حولها لتجد مكان الحراسة الداخليه للقصر شاغرا فشعرت بريبه داخلها بينما همس لها بهدوء قائلا.

أمجد رافعا حاجبيه: وقفتي ليه ياآسيل، مفيش وقت لكل ده لازم نخرج حالا من هنا
آسيل متأمله تقاسيم وجهه: ...
أمجد بنبره جامده: آسيل مش وقت نظراتك دي، يلا وهنتكلم في كل حاجه بعدين
آسيل مبتلعه ريقها بمراره: مش هقدر أجي معاك
أمجد رامشا بعينيه عدة رمشات متتاليه: هه. أنتي قولتي ايه؟
آسيل متحكمه باأنفعالاتها: بقول مش هاسيب، جوزي وأجي معاك
أمجد محدقا: ...

- شعر بالبروده تسري في جسده وقد أثلجت يداه عقب كلمتها الأخيره، حاول تكذيب أذنيه فنفض رأسه بقوة وحككها بعنف محاولا أدراك ما قالته للتو
أمجد قاطبا جبينه: أنتي قولتي أيه؟
آسيل بنظرات متوجسه: ا اآ آ بقول...
أمجد قابضا على رسغها بقوة: قولتي أيه، سمعيني تاني كده؟
آسيل متملصه من قبضته: قولت مش هسيب جوزي ياأمجد. أيوة أنا مرات، جاسر، أنا أبقي مرات الليث
أمجد بنظرات مشتعله محتقنه: مرات مين؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة