قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السادس عشر

- رغم كل ما تحمله من آلام جسديه ونفسيه إلا أنها تحاملت على نفسها وقست على جسدها لتقف في مكانها بفزع وقد دب الرعب داخلها من تخيل مجرد فكرة أن تكون زوجته وتحمل أسم ذلك البغيض من نظرها. فهتفت بنبرات باكيه صارخه
آسيل ببكاء وصوت صارخ: أيييييه انا أتجوز واحد زيك أنت، اهو ده اللي ناقص ده انا لو همووت معملش كده
جاسر متحاملا على نفسه: مفيش قدامك غير كده، أعتبريني بصلح غلطتي.

آسيل ماسحه عبراتها: قولتلك مستحيل أتجوز واحد همجي زيك معندهوش قلب ولا رحمه
كاثرين مقتربه: أهدأي عزيزي، حسنا سأعرض عليكي حلا أخر كبديل
آسيل مبتعده للوراء بدموع: متقربيش مني خليكي بعيد ومش عايزة حلول من حد بس سيبوني أمشي من هنا، عايزين أيه تاني سيبوني امشي
جاسر بتنهيده حاره: كاثرين انا تحت، أتصرفي انتي معاها. وبرده مفيش غير ساعة زمن قدامها.

آسيل بصراخ مدوي: لااااا مش هتجوزك لاااا على جثتي انا بكرهك مش طايقاك بكرهك، مش هتجوزك ااااااااه
كاثرين مربته على ظهرها بحنو: سيدتي أرجوكي هدئي من روعك وسأعرض عليكي ما يرضيكي
آسيل دافعه ذراعها: أبعدي عني انا عايزة امشي من هنا عااااااااا
- دلف جاسر للخارج واضعا يديه على أذنيه ليصمها عن سماع صوت صراخها المؤلم الذي يمزقه ندما. ثم هتف لأحد حراسه حتى حضر إليه على وجه السرعه ليأمره ب...

جاسر بنبره صارمه قويه: تروح حالا تنفذ اللي قولتلك عليه في أقل من ساعة
الحارس: أوامرك ياباشا
جاسر مضيقا عينيه في غضب: مش عايز تأخير
الحارس بخطوات للوراء: حاضر ياباشا، عن أذنك
(
Flash back )
جاسر: أعمل أيه يامرايتي؟
كاثرين واضعه يدها على ذراعه: عليك أصلاح ما أفسدته، فلتتزوجها
جاسر محدقا في ذهول: أت. ايه؟
كاثرين بثبات: تعقد قرانك الميمون عليها، ألا تستحق ان تحمل أسمك بعد ما فعلته بها؟!

جاسر منفضا رأسه بتفكير: مش ده قصدي، بس عمري ما فكرت في الجواز
كاثرين: وقد حان الوقت الآن لتفكر به، أم ستتركها هكذا!؟
جاسر ملقيا جسده على المقعد: سيبيني دلوقتي
كاثرين بضيق: أتمني أن تأخذ بنصيحتي لك فليس لك بديل عنها، وحتى المسكينه لن توافق على تلك الزيجه ولكن دعنا نحاول أقناعها بعد أن تفكر بمفردك
جاسر: ...

- طاردته أفكاره فيما سيفعله معها ولكنه حقا لم يجد حلا سوا عقد قرانه عليها، فليس هناك ما يمنع ذلك حتى وأن كان زواجا مؤقتا. أستقر على هذا القرار وقرر تنفيذه، فأرسل بطلب رجاله وأمرهم بأنتظار أشاره منه للتحرك والتوجه صوب المدينه لأحضار ( مأذون وشاهدين )
( Back ).

- تعاملت كاثرين معها بمنتهي السياسه والدبلوماسيه المعهوده منها، حيث أقنعتها أن تلك الزيجه ستكون بشكل مؤقت لكي تضمن شهادة زواج رسميه تواجه بها ذلك المجتمع الذي سيبغضها لذنب لم ترتكبه، بدأت آسيل بالاقتناع برآيها وما بث الطمأنينه بنفسها هو ما قالته لها بشأن الزواج حيث سيكون ورقيا فقط ولمدة بسيطه تضمن حقها كزوجه في أستخراج وثيقة طلاق. بثت كلماتها الحانيه الرقيقه في نفس آسيل بعض الأطمئنان فليس أمامها خيار أخر، ودار بمخيلتها أيضا انه عسي أن يتركها بعد أن تحصل على طلاقها منه.

بعد عناء شديد بذلته معها كاثرين لكي توافق على تلك الفكره نهضت عن مكانها متوجهه صوب المرحاض لكي تغتسل، وأثناء وقوفها أسفل صنبور المياه الكبير ( الدش ) ظلت تفرك في أنحاء جسدها المبتل وكأنها تزيل من عليه بصمات يديه العنيفتين التي تركت آثرا بها ولم تكف عينيها عن ذرف الدموع التي اختلطت بالمياه. دلفت خارج المرحاض بعد أن حاوطت جسدها المنهك بمنشفه قطنيه برتقالية اللون فوجدت كاثرين بأنتظارها تقف أمام خزانة الملابس تبحث لها عن شيئا ما.

آسيل: لو سمحتي تطلعي بره انا هلبس لوحدي
كاثرين ممسكه بفستان وردي اللون: ما رأيك ترتدين هذا؟!
آسيل بحده: أنتي أتجننتي! فستان ايه اللي هلبسه
كاثرين باأحراج: اا ا عذرا. سأترك كي ترتدين ملابسك بحرية كامله وتنتقين ما يروق لكي
آسيل بتنهيده: أستني، انا مقصدتش ازعقلك
كاثرين باأبتسامه: لا شئ
آسيل بتردد: اا انا انا كنت عايزة مصليه
كاثرين قاطبه جبينها: ماذا!
آسيل قابضه على شفتيها: قبله، عايزة قبله.

كاثرين بتفهم: اااه لقد فهمت، ولكن لا يوجد هنا قبله للأسف
آسيل بتهكم: طبعا، بيت واحد زي ده هيكون فيه مصليه أزاي وحتى لو في عمر ربنا ما يقبل من واحد زيه حاجه اصلا. اتفضلي انتي
كاثرين موليه ظهرها: أمرك.

- بحثت آسيل عن شيئا مناسبا لكي تؤدي صلاتها ولكن واجهتها مشكلة ما ستصلي به. قبضت على عينيها وقررت التصرف لاحقا في مثل هذا الأمر، بينما هبطت كاثرين للأسفل لكي تبلغ سيدها أنها أتمت مهمتها بنجاح. فتنفس جاسر الصعداء وأرتاح قلبه بعض الشئ ولكنه أمتغض كثيرا عندما سردت عليه الأتفاق الذي عقدته مع آسيل كي توافق على عقد القران.

وما هي إلا دقائق وقد حضر رجاله بصحبة ( مأذون ) وشاهدين يساعدونه، فاأصطحبهم لغرفة المكتب وأمر كاثرين بالصعود أليها وعدم الهبوط إلا وهي بصحبتها. وبالفعل صعدت كاثرين لكي تحضرها فحدقت عينيها بذهول عندما رأتها مرتديه ( تنوره سوداء تصل لبعد ركبتها وكنزة من اللون الأزرق القاتم، كما عقدت شعرها الطويل حول نفسه بشكل كحكه ) وهبطت للأسفل بدون أن تنبث كلمه واحده، بينما كانت تنظر للقصر من حولها للمره الأولي. أشارت أليها كاثرين لتدلف داخل غرفة المكتب فدلفت بخطوات ثابته لينظر جاسر لهيئتها والتي كان متوقعها فلم تعتريه الصدمه بل وجه نظره صوب ( المأذون ) يأمره بالشروع في أجراءات عقد القران، بينما جابت آسيل المكان حولها جيدا وأخذت تتفحصه. فوجدت زجاج الشرفه الكبير المهشم على الأرضيه، فلوت شفتيها في تذمجر قبل أن تجلس قبالته.

جاسر بعدم أهتمام: أتفضل ياشيخ أبدأ بسرعه
المأذون: فصبرا جميلا يابني. هل أنتي العروس؟
آسيل بنظرات منكسره: ، أيوة انا المتعوسه
جاسر بحنق: يلا ياشيخ
المأذون بتوجس: هل توافقين على هذا الزواج يابنتي؟
آسيل بتردد: هاا، ا اه
جاسر ممدا جسده للأمام: ما تنجز ياعم الشيخ في ليلتك
المأذون ممسكا بدفتره: على بركة الله، أين البطايق
جاسر واضعا يده في جيب بنطاله: دي بطاقتي أنا وال، والعروسه
آسيل محدقه عينيها في صدمه: ...

آسيل بخفوت لكاثرين: هو جاب بطاقتي منين
كاثرين منحنيه عليها بجسدها: لقد أحتفظ بها عندما قام باأختطافك حتى لا يتعرف إي شخص يجد اشيائك على هويتك
آسيل بحنق: اه يابن ال...

- بدأ المأذون في كتابة بياناتهم في ( الدفتر ) الخاص به ثم أخرج منديلا قماشيا أبيض اللون. أرتعدت أوصالها وخطر ببالها الرجوع عن ذلك الأمر كثيرا ولكن ماذا بعد ذلك، ماذا ستفعل والي اين ستذهب ولمن. دار بخلدها ألف سؤال منعها من العدول عن تلك الكارثه التي على وشك الوقوع، قطع تفكيرها صوت الشيخ المألوف قائلا
المأذون: وخلقنا لكم أزاوجا لتسكنوا أليها وجعلنا بينكم مودة ورحمة أيدك ياابنتي
آسيل: ...

كاثرين بتوتر: سيدتي يوجهك الشيخ لكي تمدي له بيدك
آسيل بتردد ممزوج بالخوف: اا اه ااه
المأذون: أيدك يابني
جاسر ممدا يده: أتفضل
دبت القشعريره جسدها عندما لمس كفها وتذكرت ملمس كفه الذي ترك آثره على جسدها فأنتفضت وكادت تسحب يدها ولكن كانت قبضته أسرع في القبض على كفها بقوه قبل أن تسحبه ثم بادلها نظراته المتحديه قبل أن يردف قائلا.
جاسر بصوت آجش: ياريت تبدأ عشان مش فاضين.

المأذون واضعا المنديل على كفيهما: قولي ورايا يابنتي...
تم عقد قرانهما بعد دقائق فشعرت آسيل حقا أنها أصبحت أسيره للأبد ولامت نفسها التي وافقت على تلك الزيجه حتى وأن كان غير حقيقي
أنهي المأذون والشهود أيضا عملهم ونهضا من مكانهما للأنصراف حيث توجها صوب باب المكتب للدلوف للخارج
المأذون: زواجا مباركا أن شاء الله
جاسر باأقتضاب: كاثرين، وصلي الشيخ واللي معاه
كاثرين: أمرك سيدي.

- ألتفت جاسر نحو الشرفه حيث ولاها ظهره واضعا يديه في جيب بنطاله. فهبت واقفه في مكانها وأبتلعت ريقها بمراره قبل أن تردف بنبرتها الحاده قائله
آسيل بحده: هتطلقني أمتي!؟
جاسر بعدم أهتمام: ...
آسيل بنبره منفعله: أنت يابني أدم بكلمك
- ألتفت جاسر إليها عقب كلمتها الأخيرة وأقترب بخطواته نحوها بينما كانت ترجع بخطواتها للوراء حتى أصتدمت بالحائط وألتصقت به فأردف قائلا بنبرته الجهوريه الصارمه.

جاسر عاقدا حاجبيه: أسمعي ياعصفورة، محدش أتجرأ ولا حد هيتجرأ عليا يوم من الايام، مش هتيجي انتي ياللي بقي اسمك على أسمي وملزمه مني وهتعمليها لا. ده انا أكسرك قبل ما تفكري فيها
آسيل لاويه شفتيها بتهكم: هو في بعد كده كسرة
جاسر قابضا على عينيه: اللي حصل مش باأيدي ولا كنت في وعيي وأعتقد إني كده عوضتك
آسيل محدقه عينيها: أيييييه عوضتني، بلاش كلام فارغ لو ده التعويض انا مش عايزاه. طلقني.

جاسر مقتربا منها: مبطلقش
آسيل بفزع وتعلثم: يي يع. يعني أيه، كاثرين قالتلي أنك...
جاسر: تؤ تؤ ماليش دعوة بكلام حد المهم أنا عايز أيه
آسيل بشهقه: هااااا يعني انا هفضل مراتك أنت، لا مستحيل مش ممكن ده انا أموت ولا أني أبقي على ذمتك.

(شعر منها بالاهانه التي لم يقوي أحد على فعلها معه فقرر رد الصاع صاعين لها وبقوة حتى لا تجرؤ على اهانته مرة أخري ولكي تعرف أنها لن تسلم من لسانه الحاد والغليظ طالما بدأت معه بالخطأ )
جاسر مبتعدا: أعتبريني بحميكي، ماانتي طلعتي غبيه ووقفتي قصادي. يبقي تستحملي نتيجه أفعالك زي ماانا أستحملت وأتجوزتك وانتي اصلا مخطوبه والله أعلم خطيبك ده كان عامل أزاي ولا عملتوا أيه مع بعض.

لم تشعر بنفسها إلا وقد هوت على وجهه بصفعه قويه مدويه فأحمر وجهه وظهرت الشعيرات الحمراء في عينيه التي بدت كالبركان الحميم وظهرت عروق رقبته التي تنبض بقوة حيث صر على أسنانه بقوة وكور قبضتيه وكاد ينقض عليها كالوحش الكاسر الثائر بينما أنتفضت ذعرا ووضعت يديها على وجهها تخبئه، فدلفت كاثرين في اللحظه المناسبه ووقفت قبالته بعجاله قائله
كاثرين بقلق: سيدي هدئ من روعك ودعني أصطحبها لغرفتها.

جاسر مضيقا عينيه وقد ظهر بهما الشر الدفين: خديها من قدامي قبل ما أقتلها. خديهاااااا.

- أرتعدت من صوته الجهوري الذي هز أرجاء المكان وأختبئت خلف كاثرين تحمي نفسها حيث أصطحبتها بسرعه للأعلي قبل أن ينفجر البركان ويلتهمها بألسنته الملتهبه. بينما كان جاسر يشعر بالنيران تأكل في صدره من الغيظ وظل يدبر لها أمرا يرد به ما فعلته حتى توصل لحلا سيكون لها أفضل عقاب فضيق عينيه بخبث وأبتسم من زاويه فمه حيث أعتراه الأرتياح عقب توصله لذلك العقاب المناسب.

- أشرقت شمس يوم جديد بخيوطها الصفراء الذهبيه التي أخترقت أرجاء المكان حيث لم يتذوق كلاهما للنوم طعما، ظلت آسيل ترثي حالها طوال الليل الطويل فقد أصبحت زوجة لهذا الكائن ولا تعلم ما يخبئه لها. فمجرد فكرة بقائها معه تشعرها بالأختناق والضيق، أما هو فقد قضي ليله في غرفته حيث نفث عددا كبيرا من السجائر ليخرج بها كم هائل من الغضب المكمون داخله. وما أن أشرق الصباح حتى نهض عن مكانه وأغتسل وأرتدي ملابسه ثم توجه للأسفل بعد أن التقط مفاتيحه وهاتفه وأنطلق خارج القصر مستقلا سيارته نحو مدينة القاهره.

- داخل شركة العرب جروب كان عيسي داخل مكتبه يتفحص حاسوبه الشخصي ويمسك بيده أحد الأوراق التي يتابعها فدلفت إليه سكرتيرته وأردفت قائله
السكرتيرة: مستر عيسي، مستر جاسر لسه واصل الشركه حالا وقالي أبلغك
عيسي ناهضا من مكانه بسرعه: بجد! طب روحي أنتي وأنا جاي حالا.

- ألتقط أوراقه وقلمه الفضي وأنطلق نحو غرفة مكتب جاسر والذي كان منهمكا في عدد الاوراق الكبير المتروك على سطح مكتبه، فدلف إليه عيسي وعلى وجهه علامات التهكم والسخريه
عيسي لاويا شفتيه: لسه فاكرنا
جاسر ملتفتا إليه بوجهه: بصراحه كان نغسي أنساكوا فعلا. خير على الصبح
عيسي بجديه: كل خير، اكتر من نص الشغل واقف مستني امضتك على الورق ياريت تخلصلي الورق ده عشان اروح بيه الجمارك
جاسر ممدا يده: هات الورق ده.

عيسي بمكر: أتفضل، طمني جوان عامله ايه
جاسر مصطنعا عدم الاهتمام: كويسه، عرفت ازاي انها عندي!
عيسي جالسا قبالته: اصلها كلمنتي تسالني عنك لما وصلت مصر
جاسر لاويا شفتيه: أممممم وليه متصلتش تبلغني بالكلام ده
عيسي بتردد: قولت اسيبها تفاجئك
جاسر بتهكم: لا ياراجل، عموما هي فعلا فاجئتني بس متبقاش تتصرف من دماغك تاني عيسي بتأفف: اوكي ياليث. المهم في موضوع خطير عايز ابلغك بيه
جاسر معتدلا في جلسته: خير ياوش الخير.

عيسي بجديه: الضابط أياه، جه هنا وسأل عليك وقال جاي تاني عشان...
السكرتيرة دالفه إليهم: مستر جاسر في واحد عايز يقابل حضرتك
جاسر ناظرا لعيسي: مين؟!
السكرتيره: الأستاذ اللي جه الأسبوع اللي فات وسأل عن حضرتك
جاسر بسخريه: ههههههه مش قولتلك انك وش الخير
عيسي بتذمجر: ...
جاسر: خليه يتفضل.

- دلف أمجد للداخل وهو يتفحص ذلك الرجل ويتأمل ملامحه بينما كان جاسر ناظرا للأوراق التي أمامه وأشار له بالجلوس دون حتى النظر إليه
جاسر بعدم أهتمام: أتفضل أقعد
أمجد بجديه وصرامه: رائد أمجد محمود من أدراة المكافحه
جاسر ناظرا إليه بثقه: تشرفنا، اتفضل أقعد. هات حاجه للاستاذ يشربها ياعيسي
أمجد مشيرا بيده: لا شكرا مش عايز. متهيألي أتقابلنا قبل كده!

جاسر لاويا شفتيه: معتقدش اني أتمسكت في حاجه تخص المكافحه قبل كده
أمجد بعيون ثاقبه: في الكمين على الطريق الصحراوي
جاسر حاككا رأسه: اها افتكرت، أأمر
أمجد: عايز أطلع على ورق الشحنات اللي جت مصر السنه دي كلها وكمان توكيل اللي ماسك بيه الشركه وعقود أيجار القصر اللي سيبته و...
جاسر عاقدا ذراعه أمام صدره: معاك أذن نيابه عشان كل ده
أمجد قابضا على شفتيه: لو عايز أجيلك رسمي هاجي رسمي ياأستاذ ا...

جاسر بجديه: جاسر، أسمي استاذ جاسر وطالما مش معاك أذن نيابه يبقي كل ده لا يحق ليك الاطلاع عليه
- نهض جاسر من مكانه وتوجه صوب المقعد قبالته ثم جلس واضعا قدما على قدم قبل أن يردف ب...
جاسر بثبات: بس أنا مش همشيك من عندي زعلان، روح ياعيسي هات للباشا كل اللي طلبه
عيسي بتوتر: طب ورق القصر اجيبه منين ياجاسر باشا.

جاسر مشيرا بيده: سيبك من عقود القصر انا هاجيبها من الخزنه، ومتنساش قهوة الباشا عشان يركز وهو بيشتغل
عيسي بخطوات للوراء: حاضر، عن أذنكوا
أمجد بنظرات ذات مغزي: فين صاحب الشركه؟!
جاسر بأسف: الله يرحمه مات من شهرين، والوريثه الوحيده اللي هي بنته هتبيعلي الشركه لان ملهاش في شغلنا
أمجد رافعا حاجبيه: مش غريبه واحد سايب شركته لحد تاني يديرها وميجيش ولا مره.

جاسر بثبات: لا مش غريبه، كل الايردات والحسابات والتعاقدات بتوصله وبيراجع على الشغل يبقي يفضل هنا ليه
أمجد باأبتسامه خبيثه: واضح ان كل الاجابات حاضره في دماغك وكأنك مرتب للقاء ده
جاسر بثفه: وأرتب ليه، مفيش عليا حاجه ولا بعمل حاجه غلط يبقي هخاف من ايه
أمجد بمكر: انا مقولتش خايف!
جاسر بذكاء: قولت أني مرتب للقاء معني كده ان عندي اللي اخاف منه، وانا الحمد لله معنديش اللي اخاف منه
أمجد بتنهيده: هنشوف.

- ما هي إلا دقائق معدودة حتى عاد عيسي حاملا بالكثير من الملفات الكبيرة في حجمها حتى فرغ أمجد شفتيه في صدمه
جاسر باأبتسامه من زاوية فمه: اتفضل الورق اللي طلبته
أمجد بثبات: ماشي
- أمسك أمجد ببعض الملفات وظل يقلب أوراقها بتأني شديد قارئا ما تحويه من كلمات ومحاولا إيجاد ولو ثغره صغيرة تكشف عن حقيقة العمل. ولكنه لم يجد إي شئ مخالفا للقانون، فأضجر وعبست ملامحه بشده ونظر إليه هاتفا.

أمجد بضيق: فين عقود القصر؟!
جاسر ناهضا من مكانه متجها صوب الخزانه: ثواني إجيبها من الخزنه، أتفضل أهي
أمجد ملتقطا أياها من يده: ...
جاسر بتشفي: في حاجه في العقود؟!
أمجد لاويا شفتيه: لا مفيش، ناوي ترجع القصر تاني؟!
جاسر جالسها باأريحيه على مقعده الوثير: أنا شايف ان أسئلتك ملهاش علاقه بنطاق عملك وانك بتدخل في خصوصياتي، بس هرضي فضولك وأقولك، راجع قريب اوي لاني مرتاح هناك.

أمجد ناهضا من مكانه: ترجع بالسلامه، أكيد هيكون في لقاء تاني بينا
جاسر ناهضا من مكانه: لو اللقاء التاني من غير أذن نيابه ياريت متجيش أحسن
أمجد بحده: أنا مباخدش أوامر
جاسر بتحدي: وانا مش هدخلك شركتي من غير أمر من أدارتك ياحضرت الظابط
عيسي بهدوء: في أيه بس ياجماعه أهدوا، بصراحه الباشا عنده حق ياحضرت الضابط ده القانون ولا أيه؟

أمجد بغيظ: مش انت اللي هتعرفني القانون، والمرة الجايه هكون معايا الاذن والقوة يا، ياجاسر باشا
جاسر ببرود: ياريت
- أنطلق أمجد لخارج الشركه وقد أعتراه الغيظ الشديد ولا زال الشعور بالريبه يعتري كيانه من هذا الشخص غريب الأطوار. بينما قهقه جاسر بضحكاته العاليه
عيسي بضحك: بصراحه الراجل صعبان عليا أوي
جاسر باأبتسامه واسعه: هو اللي جالي برجله، عيسي ياحبيبي انا عمري ما ببدأ بالشر مع حد أبدا.

عيسي بفضول: وناوي تعمل أيه دلوقتي؟
جاسر مستندا على مقعده: هاتلي طقم حراسه جديد، تتصل بشركة الأمن النهارده ويكونوا عندي بالليل وتختارهم بنفسك ياعيسي
عيسي محدقا: والجيش اللي عندك فين؟
جاسر بتهكم: تقدر تتفضل على مكتبك ولما تخلص مشورا الجمرك تروح على المشوار التاني، وانا هخلص وأطلع على القصر
عيسي باأحراج: ماشي، عن أذنك.

- في حديقة المزرعه الفسيحه، جلست آسيل على أحدي المقاعد المصنوعة من الخوص تتأمل الطبيعه حولها وعلى وجهها علامات الحزن و العبوس بينما حضرت إليها كاثرين حامله بيدها بعض ألوان الطعام المختلفه على حامل الطعام ووضعتها على الطاولة. ثم أردفت قائله
كاثرين باأبتسامه: سيدتي أعددت لكي فطورا شهيا
آسيل: لا شكرا مش...

كاثرين مقاطعه: سيدتي الصغيره تعلمين جيدا أن السيد الشاب ليس بالقصر، أريدكي أن تتحركي بحرية كامله فلن يعود اليوم ولا حتى الغد
آسيل بخفوت: اللهي ما يرجع خالص
كاثربن مضيقه عينيها: أعتقد أن سيدتي ما زالت لا تعرف السيد جيدا وإلا ما قالت ذلك
آسيل بحده: ومش عايزة أعرف، ناقص تقوليلي قربي منه واتعرفي عليه يمكن أحبه ولا أقع في غرامه
كاثرين بمكر: ولما لا!؟

آسيل ناهضه من مكانها بحده: لا ده انتي أتهبلتي رسمي، ده انا معرفتش طعم الكره إلا لما عرفته
كاثرين واضعه يدها على كتفها: أجلسي سيدتي، ستعرفين سيدي الشاب حقا فهو ليس ذلك الوجه البغيض الذي ترينه و...
آسيل دافعه كفها عنها: مش عايزة أسمع حاجه، تقدري تتفضلي وانا هاكل بنفسي
كاثرين قابضه على شفتيها: أمرك.

- أنصرفت كاثرين على مضض بينما تنهدت آسيل تنهيده حاره أخرجت بها كل ما بداخلها من غيظ مكبوت ثم نظرت للطعام محاوله فتح شهيتها المفقودة ولكن دون فائدة، فلم تعد قادرة على فعل شئ. فقط عليها محاولة الفرار من براثن ذلك الرجل ولكن كيف، نهضت من مكانها وظلت تجوب القصر وما يحيطه متأمله كل تفاصيله ومداخله ومخارجه حتى وصلت إلى ( جراج ) السيارات. فوجدت بابا صغيرا للدخول والخروج منه ولكن يجلس عنده رجلا يرتدي حلة رسميه ومرتديا نظارته السوداء القاتمه فعلمت أنه حارس المكان. عضت على شفتيها في حنق وظلت تفكر كيف ستعبر من هذا الباب الحديدي الصغير.

- ترك جاسر مقر الشركه بعد أن أطمئن على كل الأوضاع وتوجه صوب قصره ليعود إليه مره أخري، كما قام عيسي بتنفيذ أوامره وأحضار عددا من الحراسه الخاصه الجديده لحراسة قصره وبعد أن تفحصهم جاسر جيدا وبدقه شديده وكل لهم المهام المناسبه لكل منهم ثم أمر عيسي بالأنصراف. توجه لغرفة مكتبه الوثير وجلس ممدا على الأريكه ثم هاتف حارسه الخاص الموكل بحراسة جوان ليطمئن على سير الأحوال كما يرام.

جاسر ممسدا على شعره: يعني كله تمام، طب وهي محاولتش تهرب، تمام أوي، لا لا أسمعني أنت تبلغ الفندق بحجز تذكره لأقرب معاد طياره رايحه أثينا وهما هيتصرفوا، انا سايبلك فلوس زياده في الفيزا اللي معاك ولو احتجت تاني قولي، المهم عينك متتشالش من عليها، متتحركش من عندك إلا لما تطير طيارتها لأثينا
- أغلق هاتفه ثم تردد في مهاتفة كاثرين ولكنه قرر الاتصال بها أخيرا.

جاسر: أيه ياكاثرين الأخبار عندك، لا لسه مش جاي اليومين دول، يعني كله تمام، طيب لو في حاجه نقصاكوا أبعتيلي، طيب سلام
- ألقي جاسر بهاتفه ثم توجه لتلك الغرفه الصغيرة بحديقة القصر والتي يتواجد بها حيوانه الأليف المفضل لقلبه، وما أن شعر به الكلب وأشتم رائحته من بعد نهض من مضجعه وتأهب لدخوله عليها وما أن دخل حتى أصدر الكلب نباحه العالي ترحيبا به فاأبتسم له جاسر قبل أن ينحني عليه بجسده.

جاسر ممسدا على فروته السوداء: روكس عامل أيه
روكس: هوو هوووو هوووو
جاسر باأبتسامه: متزعلش ياعم هخدك معايا المره الجايه لاني محتاجك فعلا
روكس بقفذه من قدميه الأماميتين: هوووو هوووو
جاسر بضحك: هههههه كويس أنك فرحان. أسيبك أنا بقي عشان جعان نوم
روكس: هووو.

- توجه صوب غرفته العليا وقبل أن يدلف لغرفته مر على الغرفه التي كانت ترقد بها آسيل. أطل برأسه داخل الغرفه فاأشتم رائحتها الذكيه وقد ملأت المكان فضيق عينيه بحيره عندما لمح ( الأيشارب الوردي ) الصغير التي كانت تحاوط به عنقها عندما أختطفها فأقترب بخطوات واسعه وألتقطه من الأرضيه. قربه على أنفه يشتمه فأكتشف أن ذلك المنديل القماشي هو سبب تلك الرائحه التي غمرت المكان فاأبتسم بعفويه ثم وضعه بجيب بنطاله وأنطلق خارج الغرفه متجها صوب غرفته.

- وقفت سيده في الاربعينات من العمر تملأ الدموع عينيها وتنسال على وجنتيها. تنظر له بعتاب وتهز رأسها في حسره ثم أولته ظهرها وأنصرفت بخطوات ثقيله تجر قدميها الثقيلتين بخيبه وحزن، فأستيقظ بأختناق ووضع يديه حول عنقه يتحسسها وهو يتنفس الصعداء ثم أردف بنبره مختنقه خافته.

جاسر باأختناق: مالك بس ياأمي زعلانه مني ليه، مش كفايه كل اللي وصلتله وكنتي أنتي وهو السبب فيه هوووووف زهقت أرجوكي تبطلي تطارديني في أحلامي
- مر 3 أيام كامله بدون إي جديد، تمم جاسر على كل شئ قبل تركه للقاهره وشدد على حراسته بمتابعة المكان جيدا. ثم أصطحب كلبه الوفي معه بعد أن قرر الذهاب لمزرعته.

بينما كانت آسيل تجهز حالها لكي تفر من ذلك المكان ووجدت السبيل لذلك. أنتظرت لساعه متأخره من الليل بعد أن اطمئنت من أن كاثرين قد غاصت في نوم عميق. فأرتدت بنطال من الجينز الأزرق وكنزة ليست بالقصيره من اللون السماوي الهادئ وحذاءا رياضيا من اللون الأبيض الممزوج بالازرق وأنطلقت بخطوات هادئه حريصه ثم توجهت لغرفة المكتب وعبرت من الشرفه التي كان زجاجها قد أنكسر سابقا وتوجهت نحو الجراج بخطوات سريعه شبه راكضه. وفي الطريق للجراج ألتقطت بعض الحصي الصغيره من الأرضيه ثم توجهت لداخل الجراج. وقفت أسفل السور الطويل وألقت بالحصي من أعلي السور. فاأنتفض الحارس من مكانه وأنطلق بحثا عن مصدر الصوت في حين أنها ركضت خارج الجراج وظلت تركض وتركض بأقصي قوة لديها ظنا منها أنها تبتعد عن قدرها المحتوم.

بينما كان جاسر قائدا سيارته بسرعه كبيره صوب مزرعته فلمح طيفا يركض من بعيد وعندما دقق نظره وأضاء أنوار سيارته الأماميه أكتشف أنها زوجته آسيل. حدق عينيه بقوة ثم أزاد من سرعته حتى كاد يقترب منها ثم أوقف سيارته وهبط منها وهتف بأسمها بصوت جهوري صارم لأول مره من يوم أن أسرها، أستمعت له وتعرفت على نبرته ولكنها زادت من سرعتها ولم تتوقف. فأشتعل جاسر غضبا وأحمرت عينيه كجمرتي من نار، فقام بسحب سلاحه من الحامل الذي يرتديه على كتفه ( حامل سلاح ) وقام بتصويبه في أتجهاها ثم أطلق رصاصه هادره لتصيبها وتسقط أرضا...

آسيل بتألم: اااااااااااااااااه
جاسر: ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة