قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل السابع عشر

- أصاب قدمها اليمني برصاص مسدسه حتى تسقط أرضا متوقفه عن الركوض، فأمسكت بقدميها وهي تصرخ تألما من تلك القطعه الحديديه الصغيرة التي أخترقت قدمها، بينما توجه جاسر صوبها بخطوات سريعه شبه راكضه وما أن وقف أمامها حتى شعر باأرتياح عندما عادت مرة أخري بين يديه. حدقها بنظراته الغاضبه والمشتعله ثم أنحني بجسده ليحملها عن الأرضيه الصلبه وتوجه بها صوب سيارته. ثم أجلسها في الخلف وقاد سيارته متجها للقصر.

آسيل ببكاء متألمه: اااااااااه يارجلي اااااي أهئ أهئ أهيييييييئ
جاسر بتذمر: ياماما أتهدي وأسكتي بقي صدعتيني
آسيل بشهقات عاليه: ها ها ها انا مش ام حد ها هاها وملكش دعوة بيا يامتوحش اااااااه
جاسر ناظرا لي مرآة السيارة: المرة الجايه هتكون في دماغك مش في رجلك، أنا مراتي متخرجش من بيتي بدون أذني وفي ساعه متأخرة كمان.

آسيل محدقه بعيون حمراء ملتهبه من شدة الألم: مراتك في عينك، يارب خلصني من الورطه دي بقي ااااااه اهي اهئ اهيييييييئ
روكس بنباح: هوووو هووو هوووو
آسيل بفزع: عاااا العربيه فيها كلب؟ لاااا
جاسر: ههههههههه
روكس: هووووو هووو
آسيل بتألم: إإااااااي امسك البتاع ده كويس اوعي يفلت
جاسر بخبث: والله لو ما سكتي لأكون مسيب عليكي الكلب
آسيل بصوت مكتوم: ااه أهي اهي.

- وصل جاسر لقصره أخيرا وفتح أبواب سيارته قبل أن يدلف خارجها حتى يخرج منها الكلب ويسبقه للداخل. بينما حملها بين ذراعيه قابضا عليها بين يديه وأشار لحراسته بأغلاق السياره وتوجيهها ( للجراج )
دلف للداخل وهو يهتف لكاثرين بحده لتأتي إليه
جاسر بصوت جهوري أجش: كاااااااثرين، أنتي يازفته
آسيل بتلوي: ااااه أوعي أيدك من عليا حاسب هو انا ههرب يعني ااااي
جاسر عاقدا عينيه بغضب: أنتي تخرسي خالص.

آسيل بدموع متألمه: أيه أخرسي دي شايفني شغاله عندك أااااي
جاسر بتشفي: عشان المرة الجايه اللي تفكري تهربي فيها تفتكري إني مش بسامح على الغلط
كاثربن مهروله إليه بفزع: سس سيدي، حمدا لله على سلامتك. ولكن ماذا حدث!
جاسر بحده: اللي حصل أن في تقصير في شغلك والهانم كانت على الطريق عشان تهرب ولولا إني جيت في الوقت المناسب كان زمانها هربت
كاثرين محدقه: هااااا.

- بدأت آسيل تعلو حرارتها ويسكن جسدها المرتعش بين يديه حيث ظهرت قطرات العرق البارده على جبينها فأستسلمت لفقدان وعيها وخارت قواها تماما حيث سقطت رأسها على كتفيه. فدب بداخله الرعب ولم يستكمل توبيخاته لكاثرين حيث أشار لها برأسه لكي تبلغ أحد رجاله فالذهاب فورا لأحضار الطبيب بينما صعد راكضا لغرفتها
جاسر بنبره قلقه: روحي خلي حد من الشحوطه اللي بره يشوفلي دكتور بسرعه. اتحركي
كاثرين بخطوات سريعه: اا امرك.

- صعد بها لغرفته ثم وضع جسدها المرتخي على الفراش برفق، سحب منديلا ورقيا من (حافظة المناديل )ومسح عنها حبات العرق الملتصقه على جبينها فبدا وجهها أكثر وضوحا له، تأمل تفاصيله بدقه حيث أقترب منه بشده فوجد عبره تسقط من عينيها وكأن الألم لا يتركها حتى في غيبوبتها. ألتقط تلك العبره بأصبعه ثم مسد على شعرها الحريري الطويل برفق، شعر بأمان داخلي يجتاحه بعد سنوات طويله من الخطر الذي يطارده فأقترب منها رويدا رويدا حيث طبع قبله مطوله على وجنتيها الساخنه فشعر بالقلق من تلك الحرارة التي أرتفعت فجأة. نفض كل تلك الأفكار من رأسه وأبتعد عن الفراش الذي ترقد عليه للوراء ثم دلف خارج الغرفه بسرعه وصفع الباب خلفه بقوة. ذفر أنفاسه في ضيق ثم أخرج سجائره لكي يشعل أحداها وينفث بها بحده.

- أستعدت جوان وجمعت أشيائها للسفر لأثينا مرة أخري، حيث قضت ما يقرب من أسبوع من أبغض الايام التي شهدتها على أرض مصر فلم يأتي بمخيلتها أنها ستخسر ذلك الرجل الذي لم تحب غيره بسبب أمرآه أخري، عاتبت نفسها ولامتها بشده عقب تنفيذها لأوامر الليث وتمنت لو أنها أستاطعت كسر آمره ولكنها تعلم أن جيدا أن العواقب ستكون قاسيه. توجهت صوب مطار القاهرة الدولي بصحبة الحارس الخاص بها الذي كان كظلها طيلة هذه الايام وبعد الأنتهاء من كافة الأجراءات أستقلت طائرتها التي ستقلع متجهه صوب الأراضي الأغريقيه ( اليونان ).

- مضي ما يقرب من حوالي ساعة ونصف الساعه ولم يأتي الطبيب بعد، أعتراه ( جاسر ) القلق الشديد حيث ما زالت أصابتها حيه وتذرف بالدماء، فكرت كاثرين بربط الجرح بشريط من الشاش الطبي حتى يكف عن النزيف حتى يأتي الطبيب. وما أن وصل الطبيب أصطحبه جاسر بنفسه للغرفه التي ترقد بها.

فحصها الطبيب جيدا وقام بنزع الرصاصه الراقده في قدمها وطهر الجرح جيدا بالمواد المطهرة وضمد الجرح جيدا بعد أن حاوطه بالقطن و الشاش الطبي. ثم حقنها بأبره طبيه مطهرة حتى لا يكون تلوث الجرح قد وصل للدماء وتركها غائصه في النوم ودلف للخارج ثم هبط للأسفل حيث كان ينتظره جاسر
جاسر بثبات: خير يادكتور؟
الطبيب بحده: المفروض تروح مستشفي أو يتم عمل بلاغ بالواقعه و...

- ضيق جاسر عينيه التي تطاير منها الشر ثم أمسكه من ياقته بقوة وجذبه إليه هاتفا بنبره جهوريه صارمه
جاسر مصرا على أسنانه بغيظ: أنت بتقول أيه سمعني كده!
الطبيب مبتلعا ريقه بصعوبه: اا إآ اانا أديتها حقنه هطهر الجرح وهتخليها نايمه وياريت حد يغير على الجرح يوميا
جاسر بنبره شبيهه بحفيف الأفعي المتربصه لفريستها وبلهجه آمره: أنت مجيتش هنا ولا شوفت حاجه ولا سمعت حتي. سامعني.

الطبيب مرتعدا من لهجته: اا انا مشوفتش حضرتك قبل كده أساسا ودي روشته بكل الأدويه ومواعيدها
جاسر باأبتسامه خبيثه: الله عليك يادوك تعجبني.

- أخرج جاسر من جيب بنطاله حفنه كبيره من الأوراق النقديه وأعطاها للطبيب الذي لمعت عيناه وأزداد بريقها عندما أمسك بكل تلك النقود بين يده. ثم توجه صوب باب القصر بصحبة أحد رجاله للدلوف إلى خارج القصر، بينما نظر جاسر للأعلي مضيقا عينيه قبل أن يخطو بقدميه الدرج صاعدا لأعلي، دلف للداخل فوجد كاثرين تقوم بعمل كمادات المياة البارده لها لتخفيض حرارتها المرتفعه حك ذقنه بتفكير ثم أردف قائلا.

جاسر بحده: خرجت أزاي من القصر ياكاثرين
كاثرين قابضه على شفتيها: سيدي لقد تركتها تخلد للنوم ثم ذهبت للنوم أنا الأخري. فليست مسؤليتي حماية القصر ومداخله ومخارجه
جاسر بتأفف: بس مسؤليتك حمايتها هي، وعموما انا جيبت روكس معايا وهيساعدك في حمايتها طالما مش قادرة تعملي ده لوحدك
كاثرين بتردد: أاا ا سيدي كيف عثرت عليها وأين، وما الذي أصاب قدميها؟

جاسر لاويا شفتيه: الهانم كانت بتهرب وأنا قفشتها. المفروض تكون عارفه اني طالما وصلت ليها تبطل تحدي بس هي مبتحرمش وكانت النتيجه رصاصة من مسدسي في رجلها
كاثرين فاغرة شفتيها: ياللهي، وإذا أصابتها رصاصتك الطائشه بغير قدميها ماذا كنت فاعل؟!
جاسر بحدة وصرامه: خلي بالك من كلامك ياكاثرين، أنا عمر نشاني ما خيب ولا كان طايش
كاثرين بأحراج: ، احم.

جاسر موليها ظهره ومتجها صوب الباب: خلي بالك منها وأول ما تصحي أبعتيلي على طول، ومتنسيش تنضفي كل الدم ده مش عايز أثر لحاجه
كاثرين مومأة رأسها: أمرك.

- جمع جاسر رجاله وتحري عن كل بؤره في القصر أمكنتها من الهرب حتى أكتشف من حارس الجراج انه نهض عن مكانه عندما شعر بحركه مريبه في المكان ولكنه لم يجد شيئا فعاد مكانه، وكان في نفس التوقيت الذي هربت فيه آسيل خارج القصر. فقام جاسر بتوبيخه بصرامه وألقي عليه السباب اللاذع والحاد كما قام بخصم راتبه شهرين كاملين وتم نقله لمكان حراسه أخر كعقاب له على تقصيره بعمله كما يري ثم أمرهم جميعا بالأنصراف من أمام وجهه، هتف هاتفه وعلت رناته الصاخبه فألتقطه من جيب بنطاله ثم نظر له بتأفف قبل أن يضغط على الأيجاب.

جاسر باأقتضاب: أيوة، سافرت خلاص، كويس، لا لا تعالالي على المزرعه، أقفل عشان معايا ويتنج وكلمني بعدين
سامي: أيوة ياجاسر خير لقيتك مكلمني أكتر من خمس مرات
جاسر باأمتغاض: خير! وهييجي منين الخير طول ماانت مش شايف شغلك كويس
سامي بحنق: قصدك أيه؟!
جاسر بحده وصوت أجش: يعني الظابط اللي تحت أيدك جالي من كام يوم وطلب يشوف اوراق وعقود وزفت، لو عضمتك كبرت قولي أشوف واحد غيرك بدل دوشة الدماغ دي.

سامي بصوت جهوري: ليث، خلي بالك من كلامك
جاسر مضيقا عينيه بغضب: انا قاصد كل حرف بقوله وده أخر تحذير ياسامي ياأما وربي. هديك أستمارة 6 وأقعدك على الرف
سامي بنفاذ صبر: ماشي أنا هتصرف
جاسر بحنق: تتصرف في أيه! انا بقولك تخلي بالك مش تتصرف ياسبع البرومبه
سامي بعصبيه: لاحظ أنك بتهيني وانا مش شويه وياما قدمت ليك خدمات.

جاسر لاويا شفتيه: الخدمات اللي قدمتها دي مكنتش لله ولا بتزكي عن صحتك، أنت خدت أضعاف اللي تستحقه. أعتقد كده الرساله وصلتلك، سلام عشان مش فاضي
- أغلق جاسر هاتفه بتأفف ووضعه بجيبه ثم أنطلق صوب غرفة المكتب. فوجد زجاج الشرفه ما زال مهشما، قبض على شفتيه في غيظ بعد أن أستنبط أن ذلك المنفذ هو الذي قادها للخارج، لوي شفتيه بحنق ثم توجه لمقعد مكتبه وبدأ يتابع بعض أعماله على هاتفه المحمول.

- أشرقت شمس يوم جديد على مدينة أثينا باليونان لتستيقظ جوان من نومها الثقيل الذي حظت به بعد تفكير عميق طوال الليل فيما ستفعله، ثم توجهت للمرحاض حيث تبلل وجهها ببعض قطرات المياة الدافئه ودلفت للخارج وهي تحمل منشفتها القطنية الصغيره تمسح بها على وجهها. وقفت أمام خزانة الملابس تنتقي ما ترتديه حيث أستقرت على ( شورت قصير ) يصل لقبل الركبه بعدة سنتيمترات من اللون الفيروزي والذي يأخذ شكل الجسم ومن أعلاة ( بدي ) ضيق للغاية حيث يبرز مفاتن جسدها وقوامها الرشيق، تفننت في وضع مساحيق التجميل وخاصة أحمر شفاها النبيذي الصارخ. ثم دلفت للخارج بعد أن تمايلت بجسدها أمام المرآه تتفحصه وتتغزل به.

في الأسفل. حيث كان ثروت يطلع على أحدي القنوات العربيه الأخباريه بالتلفاز فلمحها تهبط من الأعلي. على ثغره أبتسامه واسعه وهو يتفحصها بأعين مفترسه تكاد تلتهما فبادلته الأبتسامه إلى أن وصلت إليه فحاوطت رقبته بذراعيها وأردفت بنبره مدللة
جوان بدلال: بونجور يابيبي
ثروت بخبث: بونجور ياحياتي، أتبسطي في مصر
جوان لاويه شفتيها: أها، أنبسط
ثروت: أعتقد مالكيش عين تطلبي تنزلي مصر تاني الفتره الجميله.

جوان بضحكه مصطنعه: هههه يخليك ليا ياحبيبي، آ آ. كنت عايزة اا...
ثروت ناظرا بأتجاهها قاطبا جبينه: عايزة أيه ياجوي؟
جوان بتردد: اا كنت عايزة أقولك على حاجه كده
ثروت بعدم فهم: قولي ياجوي مالك متوتره ليه؟
جوان بتنهيده: جاسر...
ثروت مضيقا عينيه: ماله جاسر...

- أستيقظت من نومها بتألم شديد كادت تصرخ من هول الألم الذي أجتاح قدميها ولكنها كبحت أنفعالاتها وحاولات فتح عينيها المشوشتين لتدقيق النظر فيما حولها فلم تستطع. وأخيرا نجحت في توضيح الرؤيه حتى وقعت عينيها على برواز معلق على الحائط به سيدة جميله تحمل بيدها طفلة وتمسك بيدها الأخري طفلا أخر. دققت النظر في ملامحهم فشهقت فزعا عندما تعرفت على هوية ذلك الطفل فملامحه تشبه ذلك الوحش الذي سقطت في قبضته، حاولت النهوض من مكانها ولكن ألم قدمها كان أقوي منها وما زاد من فزعها هو ذلك الكائن الكبير الأسود الفراء الممد على الأرضيه الرخاميه بالقرب من فراشها. فشهقت بصرخة مكتومه جعلته ينهض من مكانه ناظرا أليها بتربص فأردفت بخفوت قائله.

آسيل بزعر وفزع: هاااا كلب في أوضتي عاااااااااا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة