قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثامن عشر

- شهقت بصوتا مكتوما ووضعت يدها على فمها في رعب بينما ظل روكس محدقا بها وكأنه ينتظر رد فعلها. ظل الوضع هكذا لبعض الوقت حتى نظرت آسيل لباب الغرفه وكأنها تحاول الفرار منه فوجدت الكلب قد توجه لباب الغرفه ووقف حارسا عليه وكأنه يعلم خبايا عقلها
مدت يدها بجواها لتمسك بأي شئ تقذفه به فنبح الكلب بصوت عالي مخيف فأرتدت عما تفعله وهي تصرخ فزعا منه
روكس بنباح: هوووو هوو هوو
آسيل منتفضه: عااااا ياماامااا.

روكس: هووووووو هووو
آسيل بشبه بكاء: أهي لاااا أمشي من هنا هششش
روكس ناظرا إليها وكأنه يتفحصها: ...
آسيل بتوتر وأنفاسا لاهثه: أكيد الحيوان اللي زيك هو اللي حاطك هنا جمبي ما هو حيوان
روكس بغضب وكأنه متفهم لعبارتها: هووووووو هووو
آسيل بتألم: ااااه رجلي
- دلف جاسر في هذه اللحظه فأقترب منه الكلب وهو ينبح بهدوء. أنحني بجسده العريض القوي عليه وخلل أصابعه بفرائه الأسود الغزيز ثم أردف قائلا.

جاسر بتهكم: نمتي كويس أكيد!
آسيل باأمتغاض: ...
جاسر باأبتسامه: جدع ياروكس كنت واثق أنك هتم مهمتك كويس اوي
آسيل بنبره حاده: أطلع بره أنت والحيوان بتاعك ده انا بقرف من الكلاب
جاسر عاقدا حاجبيه: لمي لسانك، ده مش مجرد حيوان
آسيل بتهكم: اه عارفه انه كلب
جاسر بصرامه وصوت أجش: هعلمك حاجه، متدخليش تحدي أنتي مش قده ولا تفكري تعاندي معايا، عشان أنا في العند ماليش أخر ومحدش هيقدر عليا.

آسيل بتذمجر: مش عايزة أتعلم منك انت حاجه
جاسر مضيقا عينيه بغضب: الكلام خلص مسمعش كلمه تاني
آسيل عاقده ذراعيها أمام صدرها: مباخدش اوامر من حد
جاسر بنبره عاليه: كااااااثرين
كاثرين مهروله إليه: نعم ياسيدي
جاسر ناظرا لها بتحدي: هاتي علبة الأسعافات عشان المدام تغير على الجرح.

- حدقت عينيها به عقب كلمته الأخيره التي أيقظت بها آلما أعظم وأقوي من مجرد جرح في قدميها سيزول بزوال الزمن. آلما حفر في أغوارها بصمة لن تنساها فأبتلعت ريقها بصعوبه ووجهت نظرها للجهه الأخري بدون إي رد فعل، بينما وقف جاسر قبالة الشرفه واضعا يده في جيب بنطاله منتظرا كاثرين تحضر له صندوق الأسعافات الأوليه البلاستيكي. وما أن أحضرته له حتى ألتقطه منها وأمرها بالأنصراف خارج الغرفه، جلس على حافة الفراش بجوار قدميها بينما نظرت له بترقب تراقب أفعاله ثم أردفت بحده قائله.

آسيل بجديه: أنت بتعمل أيه
جاسر ممسكا بصندوق الأسعافات فاحصا لمحتوياته: ...
آسيل ممسكه بقدميها: لو فاكر أنك هتلمسني ولا تعملي حاجه تبقي غلطان و، أاااااه
- لم ينبث كلمه واحده بل سحب قدمها من بين قبضتها وجذبها إليه بقوة جعلتها تتأوي من الألم فصرخت به هاتفه
آسيل بتألم: اااااي أيه الغباوة دي هو كل حاجه عندك بالعافيه أوعي ياأخي ااااه.

جاسر قابضا على قدمها بغيظ: رجلك في أيدي متخلنيش أتهور عليكي وأنا دماغي جزمه
آسيل عاقدا حاجبيها: كويس أنك عارف، اوعي انا هتصرف مع نفسي
جاسر بعدم أهتمام: ...

- لم يهتم لحديثها الفارغ من وجهة نظره بل شرع في تطهير جرحها بالمواد المطهره بعد أن حل عنه الرباط الطبي. صب كل تركيزه فيما يفعله بينما سلطت آسيل نظرها عليه حيث بادلته نظرات الحنق والكراهيه ثم ذفرت أنفاسها الحارة ووجهت نظرها للجهه الأخري صوب الشرفه، في حين كان يضمد الجرح مره أخري ويحاوطه بقطع الشاش الطبي فهبت صارخه عندما شد الضماضه بقوة على قدمها ضاغطا على جرحها بدون عمد بسحب يده سريعا للخلف ناظرا لها بعدم فهم.

آسيل بصراخ: ااااااااي في حد يلف الشاش كده ياأخي اااااه
جاسر بأمتغاض: أحمدي ربنا أني أتنازلت أصلا وبربطلك رجلك
آسيل لاويه شفتيها: محدش طلب من جلالتك تتنازل وتتكرم وتتعطف وتربطهالي
جاسر ممسكا بقدمها مره أخري: أهو مزاجي كده
- دلفت كاثرين إليه لتبلغه بأتتهائها من وجبة الأفطار في حين كان جاسر قد أغلق الضماضه عبي قدميها جيدا فألتفت لها هاتفا
جاسر: في حاجه ياكاثرين؟

كاثرين: لقيت أنتهيت للتو من التجهيز لوجبة الأفطار ياسيدي
جاسر مومأة رأسه: أنا نازل، وهاتي للأستاذه فطارها هنا عشان مفيش نزول تحت
كاثرين بخطوات للوراء: أمرك سيدي
جاسر ناهضا من مكانه مشيرا لكلبه: روكس هو الحارس بتاعك الجديد ومفيش خطوه هتخطيها إلا وهو معاكي
آسيل واضعه كفيها على وجهها: الكلب! لا لا مبحبش الكلاب شوف اي حد تاني
جاسر مقتربا منها بمكر: تحبي أكون أنا الحارس الخاص بتاع سيادتك؟

آسيل دافعه إياه بحده: أبعد عني، ده على أساس أن في فرق
- ضيق عينيه بغيظ من تلك الكلمات السامه التي تلفيها على مسامعه وقرر عقابها على طريقته الخاصه فنظر لشفتيها باأفتراس قبل أن يطبق عليهما بشفتيه مقبلا أياها بقسوة. ظلت تدفعه عنها وحاولت الفرار منه ولكن كانت يديه أسرع إليها حيث أحكم قبضته عليها فلم تستطع الفرار، أبتعد قليلا وعلى ثغره أبتسامه خبيثه وأردف قائلا.

جاسر باأبتسامه واسعه برزت أسنانه البيضاء الناصعه: المرة الجايه معرفش هتمادي معاكي لحد فين، بس اللي متأكد منه أن التمادي بتاعي مش هيعجبك يا، ياعصفوره
آسيل محدقه بصدمه: ...
جاسر موليها ظهره: الف سلامه. عقبال المره الجايه.

- ظلت محدقه حتى بعد خروجه من الغرفه غير مستوعبه ما فعله معها للتو، أفاقت من ذهولها والغيظ يأكل كل جزء بداخلها، فكيف سترد له الصاع صاعين ولكن ماذا لو تمادي معها كما أفصح منذ قليل. أفكارا وتساؤلات كثيره أحتلت المكانه الأولي في عقلها ولكنها حتما ستجد أجابه
في اليونان حيث أستمر الحديث بين جوان وثروت.

ثروت متسائلا: ومين بقي اللي قالك كده؟ ده حتى ليث عمره ما حب حد يشتغل معاه ولا يشاركه في شغل، وأنا أهو عندك أكبر دليل. المال مالي والشغل يخصني ومع ذلك مش بدخل فيه
جوان بخبث: يابيبي هو أنا قولت تشتغل معاه ولا تتدخل، أنا بقول لازم كل فتره كده تنزل مصر تحسسه بوجودك، بقالك كتير منزلتش مصر يابيبي
ثروت بتأفف: أوووف أنتي عارفه أن الأنتربول مش هايسيبني ياجوي، أنا عليا حكم ب15سنه ولا أنتي ناسيه.

جوان لاويه شفتيها: أكيد مش هتغلب فأنك تعمل بسبور تاني بأسم تاني ياحبيبي
ثروت بتفكير: وأيه اللي جاب الحكاية دي في دماغك!؟
جوان بخبث: أصلي شايفه ليث مسيطر على كل حاجه ومش مديك قيمتك
ثروت عاقدا حاجبيه بغضب: قيمتي محفوظه سواء قعدت هنا أو في مصر. سمعاني ياجوان
جوان بدلال: حبيبي مقصدش كده أكيد قيمتك محفوظه في إي مكان، بس نفسي تنزل مصر معايا المرة الجايه
ثروت قاطبا جبينه: قريب ان شاء الله.

جوان في نفسها بمكر: قريب اوووي ياليث، قريب
بمداخل أحد الجامعات المصريه. كانت تقف سهيله على بوابة أحد المدرجات الدراسيه الواسعه برفقة زميلاتها بعد أداء أمتحان الفصل الدراسي التاني
نورهان بفرحه: yeeeees مش مصدقه أننا خلصنا الأمتحان دي أغلس مادة عدت عليا في حيااااتي اخيرا خلصت منها
سهيله ناظره لورقة الامتحان المطبوعة: متهيألي أكيد هجيب درجة النجاح، ماهو مينفعش أقل من كده.

سلمي بضيق: لا أنا هشيل المادة، الأمتحان كان زفت
سهيله: خلاص ياجماعه ياريت نقفل على الموضوع ده عشان أتخنقت أصلا ياريتني ما دخلت أمتحانات السنه دي
نورهان مربته على كتفها: خير متقلقيش ياسوسو هنعدي كلنا بأذن الله
سامر أتيا من الخلف: أزيكو يابنات، عملتو أيه في الأمتحان
سلمي باابتسامه: كان جميل وسلس
نورهان محدقه: سلس! سبحان مغير الاحوال
سامر موجها نظره صوب سهيله: وانتي يالولو عملتي ايه.

سهيله باأقتضاب: الحمد لله، عن أذنكوا لازم أروح
- تقدمت سهيله خطوات للأمام لكي تنصرف
ولكن لحق بها سامر بخطوات سريعه هاتفا
سامر: سهيله. يااسوو
سهيله ملتفته بغضب: في أيه ياسامر؟! أزاي تنادي عليا كده بعلو صوتك وسط الجامعه
سامر: خلاص متزعليش، أصلي عايزك في حوار كده
سهيله بتذمجر: خير!
سامر بتردد: أصل موضوع أختك للأسف معرفتش أتصرف فيه. عيسي حاول والله بس موصلش لحاجه
سهيله بضيق: ميرسي على تعبك، عن أذنك.

سامر واقفا أمامها: أستني بس أخلص كلامي
سهيله بتنهيده: إيه تاني ياسامر
سامر بعيون لامعه: أنا، أنا بحبك ياسهيله
سهيله بعدم ذهول: بجد! أمممم وبعدين
سامر ماسكا كفها: مش بهزر انا بتكلم جد، بحبك وعايز أتجوزك
سهيله جاذبه يدها وهي محدقه: تتجوزني!؟ وسعت منك المره دي ياسامر، أول وأخر مره تمسك أيدي فيها. سامعني
سامر ببراءه: حاضر، بس أرجوكي تصدقيني وانا هعمل المستحيل عشانك
سهيله مولياه ظهرها: عن أذنك أتاخرت.

سامر: مش هسيبك ياسهيله، حتى لو هتوصل أني أجي لحد بيتك
سهيله بعدم أهتمام: ...
- جلست لميا بغرفتها بعد أن أدت فريضه المغرب تسبح لله ناظره للسماء حيث ملكوته وعلاه فتنهدت بحراره وأخفضت رأسها للأسفل في أسي وهي ترثي حالها وتشكوه للمولي. فدلفت إليها أبنتها بوجه مكفهر عابس هاتفه
سهيله باأختناق: أخو سامر معرفش يتصرف ياماما.

لميا لاويه شفتيها بتهكم: هو خطيبها حضرت الظابط عرف يتصرف لما الغريب هيعرف يابنتي، أنا سلمت أمري لله خلاص. داخلين على شهرين ولا حس ولا خبر
سهيله بترقب: يعني أيه الكلام ده؟
لميا ناهضه من على الأرضيه: ميعنيش حاجه، أنا هاروح أشوف الأكل قبل ما أبوكي يرجع من المكتب
- توجهت بخطوات بطيئه نحو الغرفه الصغيره الخاصه بأعداد الطعام وقفت أمام المدفأه الكهربائيه ( الميكرويف ) تحدث عقلها.

لميا لنفسها: شهربن يابنتي لا حس ولا خبر، ياتري جرالك أيه عايشه ولا ميته سليمه ولا مكسوره، عايزه أعرف بس عشان أستريح ولو ليكي جثه أروح أدفنها وأبكي عليها، طب لو عايشه هتبقي عايشه أزاي تحت رحمة واحد زي ده لاحول ولا قوة إلا بالله يارب ريح قلبي ووصلني للحقيقه، قلبي بيقولي عايشه. بس أكيد أتكسرتي يابنتي.

- وبينما كانت منهمكه في تفكيرها وصل رؤؤف للمنزل بعد غياب يومان لظروف العمل، فذهبت إليه تسأله عن إي جديد يخص أبنتها
لميا بلهفه: رؤؤف حمدالله على سلامتك، طمني وصلت لحاجه؟!
رؤؤف عاقدا حاجبيه: لا يالميا، كلمت الغريب والقريب وخليت ناس تتوسطلي ومحدش برده عرف يوصل لحاجه
لميا بحده: يعني أيه الكلام ده، ليه كل السكك بتتقفل في وشي كده
رؤؤف بهدوء: أهدي يالميا من فضلك، ضغطك هيعلي.

لميا بلهجه مستنكره و مفرطة العصبيه: أهدا! بتقولي أهدا وانا شهرين معرفش حاجه عن بنتي طبعا ماهي لو كانت بنتك مكنتش هتبقي هادي كده و...
رؤؤف مقاطعا بنظرات مشتعله ونبره صارمه: لمياااااااا، أنتي أتجننتي! أياكي أسمع منك الكلام الفارغ ده مره تانيه
لميا بدموع: ...

- أرتدي ملابسه المكونه من قميصا أسود اللون يأخذ شكل الجسم ومبرزا لعضلات ذراعيه المفتولتين وأعلاه ستره من اللون الرصاصي القاتم وبطال من نفس لون الستره حيث أضفت عليه الالوان القاتمه غموضا أكثر من غموضه، مشط شعره الأسود الغزير ثم وضع عطره النفاذ ذات الرائحه الجذابه وتأكد من أكتمال هيئته بالمرآه العاكسه ثم توجه للخارج هابطا للأسفل
كاثرين: سيدي. هل ستعود لمدينة القاهره؟

جاسر ضابطا لوضعية سترته: أيوة، ليه في حاجه!؟
كاثرين: لا شئ، ولكن أخبرني متي ستعود حتى أعد لك وجبة العشاء
جاسر قاطبا جبينه: لامتعمليش حسابي عشان هتأخر النهارده، ومتنسيش الأستاذه اللي جوه تخليها تاكل عشان في علاج بتاخده بعد العشا
كاثرين بخبث: لا تقلق سأعتني بها جيدا
جاسر بعدم أهتمام: ماشي.

- أنصرف جاسر متوجها للخارج وأنطلق بسيارته نحو المدينه، بينما دلفت كاثرين لتطمئن على آسيل فوجدتها جليسة فراشها لا تتحرك خوفا من ذلك الكائن الذي تركه جاسر حارسا لها
آسيل بلهفه: كاثرين، بليز أتصرفي في الكلب ده أنا خايفه أقعد لوحدي
كاثرين بأبتسامه: لاتقلقي سيدتي، روكس حيوان أليف للغايه إذا أحببتيه وأغمرتيه فدفئ أصابعك على ظهره ستنولين أفضل وأوفي صديق
آسيل ناظره للكلب: لل ل لأ برده أبعديه عني.

كاثرين قابضه على شفتيها: لا أستطيع مخالفة أمر سيدي الشاب خاصة بعد فرارك الأخير لقد أوضعتيني في موقفا صعبا معه
آسيل بتنهيده: يعني هفضل مسجونه هنا!
- بينما كانت تتحدث آسيل أخترفت أنفها رائحه نفاذه ليست غريبه عليها فدققت حاسة الشم لديها ثم هتفت قائله
آسيل عاقده حاجبيها: أيه الريحه دي؟ مش غريبه عليا
كاثرين: يبدو أنه عطر سيدي الشاب الجذاب والقوي.

آسيل لاويه شفتيها: جذابه! دي برفن أستغفر الله العظيم يقلب المعده
كاثرين في نفسها بأبتسامه عفويه: يبدو أن عطره جذب أنفك إليه ولكنها المكابره والعناد ياصغيرتي
- كان جاسر يقود سيارته بثبات وسرعه مقبوله منفثا في سجائره يشغل عقله الكثير من الأمور، وبينما هو كذلك أذ بهاتفه يعلن عن أتصال هاتفي من أحدي أفراد الأمن بشركته فأعترته الحيره وقرر الأيجاب لعل أمرا ما قد حدث.

جاسر بنبره صلبه وصوت جهوري: أيوة. خير، أييييه، مين ده اللي مسكتوه في مكتبي، الظابط اللي جه من يومين
( أشتعلت عينيه وتحولت لعيون مفترسه مشتعله، تتشوق للأنقضاض على فريستها. حيث بدأت أنفاسه تشع بالحراره الناجمه عن صدره المشتعل من الغضب وأردف بنبره صارمه ولهجة آمره قائلا، ).

جاسر بعينين كالصقر: خلصوا على إي حد يدخل الشركه بدون أذني أو علمي، أستني أستني محدش يجي جمبه أنا في طريقي ليكوا، وأنا هتصرف معاه بنفسي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة