قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع والعشرون

- أنتفضت آسيل من مجلسها بفزع على أثر صوته الصارم الجهوري الذي صدح بأرجاء المكان، ثم توجهت صوب باب الغرفه لتفتحه بحذر. ثم أطلت برأسها لتري ما حدث فلمحته صاعدا على الدرج وبيده عدد من زجاجات الخمر التي قامت بتبديلها لعصائر التفاح، حدقت عيناها ثم أغلقت الباب على الفور ووقفت خلفه واضعه يدها على قلبها خوفا من رد فعله المتهور. ظل يصيح بها لكي تفتح له الباب ولكن دون جدوي، فقام بدفعه بقوة بأستخدام ذراع واحده لترتد هي للخلف. نظر لها بأعين غاضبه مشتعله عاقدا حاجبيه بضيق واضح ثم أردف بنبره حازمه جهوريه قائلا.

جاسر بحده: فين الأزايز الأصليه بتاعتي ياهانم؟
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: اا ا ما هي دي الأزايز
جاسر بصوت يشبه الزئير: قصدي اللي كان جوه الأزازه، وديتيه فين أنطقي؟
آسيل فاركه كفيها في توتر: اا آ آ ما آنا ا أصلي، اا اتخلصت من كل الخمره اللي. كانت تحت وبدلتها بعصير تفاح
جاسر جاحظا عينيه بقوة: أت أيه ياختي! أتخلصتي منهم. بأي حق وأزاي
آسيل حاككه رأسها: ا ا اصلها مضره.

جاسر بذهول: مضره! وأنتي مالك مضره ولا حتى نافعه. أنتي مبتحرميش يابنتي من الجنان بتاعك، ماأنتي جربتيني قبل كده وعارفه أني أجن منك مليون مرة
آسيل لاويه شفتيها: الخمره حرام أصلا وانا مقبلش أقعد في بيت فيه منكرات.

- جحظت عيناه عقب كلماتها فلم يشعر منها بالندم كما ظن أن يحدث، قبض على شفتيه بتفكير. حتى يدبر لها مغرزا جيدا بينما كان صمته سببا قويا ليدب الخوف بداخلها، وفجأة رأته يتوجه صوب باب الغرفه ويوصده جيدا ثم أقترب منها. خلع عنه سترته ثم قام بفك أزرار قميصه ورفع أكمامه لأعلي. شعرت بالفزع يحتل أوصالها والرعب يملئ قلبها فخطت بقدميها خطوات للوراء بينما أشار لها للتوقف عن الحركه. ثم أمسك زجاجه الخمر المعبأة بالعصائر وقام بفتحها وقدمها لها.

جاسر مشيرا بيده: خليكي في مكانك متتحركيش خطوة واحده
آسيل قابضه على عينيها: أنت بتعمل أيه بالضبط
جاسر ممدا يده بنبره خبيثه: خدي أشربي العصير بتاعك
آسيل محركه رأسها بالنفي: لل لا مش عايزة. ده عشانك انت
جاسر رافعا حاجبيه: مين قالك أني بحب التفاح ولا بشرب عصاير أصلا. ولا العصير فيه سم ولا حاجه وخايفه تشربيه!
آسيل: هااا لا لا خالص
جاسر مضيقا عينيه: طب أتفضلي أطفحي، قصدي أشربي.

- مدت آسيل يدها لتلتقط منه زجاجة العصير بينما جذب ذراعها نحوه لتسقط مستنده بيديها على صدره. ثم أردف بخفوت
جاسر بنبره خافته: أزازة العصير دي تخلص حالا، ودلوقتي
آسيل بأرتجاف: كلها!
جاسر ناظرا لمقلتيها بعمق: أه كلها. أمسكي.

- أبتعد عنها قليلا لكي تلتقط الزجاجه من بين يديه ثم شرعت بأرتشاف قطرات المشروب بسرعه حتى تنتهي من تلك المزحه التي يستمتع هو بها، وما أن أنتهت حتى قام بفتح زجاجه أخري من العصير وقدمها لها لكي ترتشفها كلها هي الأخري. فحدقت عيناها بصدمه ورفضت أرتشاف المزيد فقام ب
جاسر خالعا قميصه: واضح كده أنك مبتجيش غير بالعافيه
آسيل جاحظه عينيها: أ ااا أنت بتعمل أيه يامجنون.

جاسر باأبتسامه ماكره ذات مغزي: الجو حر، بغير هدومي
آسيل مبتلعه ريقها: طب غيرها بره
جاسر بلهجه تحمل التوعد والتحذير: وربي وما أعبد لو الأزازة التانيه متشربتش لأكون ا...
آسيل بفزع: بسسسسس خلاص هشربها أووووف
جاسر مضيقا عينيه: أنجزي
آسيل مرتشفه من الزجاجه الثانيه: مش قادرة
جاسر بنبره حاده: يلااااا
آسيل بتأفف: أوووف بقي، طيب أهو
جاسر واضعا يده بجيب بنطاله: بسرعه وبلاش دلع.

آسيل على مضض: اااااه كفايه كده شربت أزازة ونص مش قادره
جاسر مقتربا: أنا حلفت و...
آسيل ضاربه الأرض بقدميها: يووووووه خلاص
- وضعت آسيل الزجاجه على فمها وبدأت ترتشف سريعا للتخلص من تلك المعضله، فلقد جعلها تندم حقا على ما فعلته رغم أيمانها أنه الصواب. وما أن أنتهت حتى ألقت بجسدها الثقيل على الأريكه وقد أصبحت معدتها غير متقبله لأي شئ أخر
آسيل واضعه يدها على معدتها: ااااه، اديني شربت الأزازتين.

جاسر ممسكا بالزجاجه الثالثه: خدي دي كمان و...
آسيل وقد ردأت العبرات تتجمع بعينيها: لاااااااا حرام عليك والله مش قادره بطني وجعاني اااااة
جاسر مقتربا من أذنها: العند معايا أخرته وحشة يامليكتي، ومحدش قدي في العند
آسيل بتوجس: طيب
جاسر موليها ظهره: بالف هنا عليكي يامليكتي، عقبال المره الجايه.

- أنصرف جاسر من غرفتها وعلى ثغره أبتسامة منتصره، حيث كان الشعور بنشوة الأنتصار يملأه عقب تأكده أنها نالت العقاب الصحيح. بينما كانت آسيل قابعه في مكانها لم تتحرك منه خطوة واحدة، واضعه يدها على معدتها تتحسسها برفق عقب أرتشافها لتلك الكميه الكبيره من مشروب عصير التفاح
آسيل بلهجه مغتاظه: أه يابن ال، بتعرف أزاي تسكتني وتعاقبني صح اووي اااااااه يابطني يامعدتي ياني اااه.

- ظلت تتلوي في فراشها طوال الليل على أمل أن تقوم عصارتها المعديه بهضم ذلك المشروب حتى تتيح لمعدتها الفرصه للتنفس باأريحيه، بينما كان جاسر مترددا ما بين الذهاب إليها ليري ما حالتها الأن وبين أبداء عدم أهتمامه بالموضوع حتى وجد نفسه ظلت قابعه لم تتحرك. فأستسلم لرغبتها ( نفسه ) وظل جالسا بمكانه، في حين أن النوم عرف طريقه لعينيها أخيرا بعد أن شعرت ببعض الراحه تتسلل لمعدتها.

- جلست سهيله بغرفتها حيث أستندت برأسها على مرفقيها وأخذت تفكر بحديث سامر المثير للدهشه، فهل حقا يستطيع التغير من نفسه لأجلها. لا تقوي على أنكار أنه ثمة مشاعر تتحرك بداخلها نحوه لكنها دائما ما تري أنه ليس بأهل لتلك المشاعر المكمونه داخله. ولكن في حال أثباته لها بصدق حديثه من المحتمل أن تغير وجهة نظرها به، ظلت شاردة لبعض الوقت حتى أفاقت على أثر الضجيج الذي أصدره هاتفها الجوال فنهضت من مكانها متجه صوب الطاولة الخشبيه الصغيره القابعه بأحدي زوايا الغرفه وألتقطت هاتفها وقامت بالضغط عليه للأيجاب.

سهيله: أيوة يانورهان. الحمد لله وانتي، ننزل فين؟، بصراحه ماليش مزاج، طب هشوف كده عشان خاطرك، بس مش عايزة أتأخر يانور، شويه هلبس هدومي وابقي أكلمك تاني، تمام.

- أغلقت هاتفها ثم عاودت وضعه على الطاولة مرة أخري فأسقطت القلم الخشبي الذي أعطاها سامر أياها دون قصد ولم تلتفت أليه. توجهت صوب خزانة ملابسها وشرعت بأنتقاء بعض القطع القماشيه التي سترتديها، حيث أنتقت ( بلوزة ) طويله تصل لأعلي ركبتيها من اللون الوردي الزاهي. وبنطال من القماش اللين أسود اللون، نظرت أسفل فراشها لتجد حذائها الاسود الجديد الذي أهدته أياه أختها المفقودة. تنهدت بحراره قبل أن تمد يدها لتلتقطه ثم أرتدته على عجاله، توجهت صوب الهاتف الموضوع على الطاوله سريعا لتهاتف رفيقتها مرة أخري فشعرت أنها قد ضغطت على شيئا ما أسفل قدميها حتى تهشم على أثر كعب حذائها العالي. فنظرت أسفل قدميها بتأفف لتجد القلم قد أصابه شرخ بالطول، أنحنت بجسدها لتلتقطه فوجدت مسحوقا أبيضا ينسدل منه. قطبت جبينها وضيقت عيناها في حيرة خاصة بعد ما أشتمت رائحته التي ليست بغريبه عليها. فقد أشتمت تلك الرائحه من قبل.

سهيله بحيره: أيه الريحه دي مش غريبه عليا، ياتري شميتها فين قبل كده.

Flash back
سهيله بدهشه: أيه الريحه دي يا سولي
آسيل ناظره لمراجعها للدراسيه: خلي بالك، دي عينة هيروين لسه جايباها من المعمل النهارده عشان ندرب عليها أنا وأصحابي
سهيله رافعا حاجبيها بذهول: تدربوا عليها! ليه هو أنتوا ضباط ولا دكاتره؟!
آسيل لاويه شفتيها: وأنتي مالك يالمضه، سيبيني أكمل الحته دي أحسن دماغي قفلت خالص وهموووت وأنام
Back.

سهيله محدقه عينيها بصدمه: ياخبر أسود ومنيل، يي ي يعني دي. هه هيروين يالهووي. طب أعمل أيه ياربي دلوقتي. بقي كده ياسامر هو ده الشغل اللي هتشتغله يانهار أبيض هيروووين ياسامر، طب وبعدين! اااه أمجد. مفيش غير أمجد هو اللي هينقذني من الورطه دي ياااارب يرد عليا.

- كانت يداها ترتعشان من هول الصدمه وقلبها لا يتوقف عن النبض السريع. ترتجف بشده ولا تقوي على التركيز فيما تفعله، حيث أهداها تفكيرها للأتصال بأمجد سريعا فلابد أن لديه الحل. فلم تمهل نفسها الفرصه للتردد بل شرعت بالتنفيذ على الفور، بينما كان أمجد جالسا أمام التلفاز ولكن أعطي لحواسه العنان للتفكير بأي شئ أخر فقطع شروده هاتفه الذي أعلن أتصالا من ( سهيله ) فلم يتردد للأيجاب عليها.

أمجد ببرود: الوو، ايوة ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: أمجد انا واقعه في ورطه أرجوك تلحقني
أمجد معتدلا في جلسته بخضه: فيه أيه ياسهيله، حصل ايه؟
سهيله بفزع: ا ا آآ انا معايا مخدرات
أمجد محدقا: أيييييييييييه
سهيله بنبره مرتعشه: مش هينفع في التليفون لازم أقابلك وأوريك بعينك
أمجد ناهضا من مكانه: طب أنا جايلك على طول
سهيله بذعر: لالا لا محدش هنا يعرف حاجه، انا هاقبلك بره.

أمجد مكورا قبضته: مش مشكله مش مشكله. هقابلك عند شارع، ونروح اي مكان بعدها نعرف نتكلم فيه
سهيله: ماا ماشي
- أغلقت سهيله هاتفها ثم أعتذرت كثيرا لرفيقتها وأختلقت لها الأعذار حتى لا تقابلها بتلك الليله، كما قدمت العديد لوالدتها من المبررات لخروجها من المنزل عدا أنها ستقوم بمقابلة أمجد. حتى لا تظهر ( لميا ) أعتراضها على الأمر
( بأثينا، عاصمة اليونان بلد الأغريق ).

- كان ثروت يتابع سير العمل بأحدي فروع سلسلة المطاعم الخاصه به، بينما كانت جوان تعد لخطه متهورة للعودة للأراضي المصريه مرة أخري. ظلت تخترع الكثير من الأسباب لكي تتمكن من أقناعه، حتى أن أسبابها بدت مقنعه بالنسبه له، كان كالحيه الرقطاء وأستطاعت الأستحواذ عليه بمكرها الذي لا مثيل له ومن ثم شرعت في التجهيز لكي تهبط بطائرتها الخاصه المملوكه لثروت على الأراضي المصريه وتبدأ تنفيذ مخططها الشيطاني والخبيث.

( داخل أحدي المحال الخاصه بالمشروبات المثلجة جلس أمجد بصحبة سهيله متلهفا ليتعرف على قصة ذلك القلم السحري الذي سقط بيدها )
أمجد بصدمه: أنا شوفت أقلام شبه القلم ده قبل كده، بس مش فاكر فين
سهيله بقلق: لا أفتكر والنبي ياأمجد، أعصر دماغك الله يخليك
أمجد رافعا حاجبه: للدرجه دي الموضوع يهمك؟
سهيله بدون تردد: طبعا يهمني أعرف الحقيقه.

أمجد ناظرا بتمعن للقلم: مش فاكر، بس شكله مألوف عليا ونفس الوقت غريب. مشوفتش في مصر قلم شبهه قبل كده
سهيله حاككه رأسها: ماهو أستيراد مش متصنع هنا و...

أمجد ضاربا مقدمة رأسه: أيووووه أفتكرت، شوفت أقلام شبه دي بالضبط وأنا بظبط شحنه جايه عن طريق المينا والشحنه دي كان متبلغ عنها أنها تبع واحد أسمه الليث وملقيناش حاجه، أتاري أبن ال، مخبيها جوه القلم، يعني زميلك ده يعرف الليث اللي هو خاطف أختك. انا كده مبقاش بيني وبينه غير خطوة
سهيله باأرتجاف: لا لا زميلي أكيد ميعرفش، ده قالي ان القلم ده واخده من أخوه، وأن أخوه جايبه من الشركه اللي شغال فيها.

أمجد بلهفه: كل ده ميهمنيش، اللي يهمني أني خلاص قربت. هعرف فين آسيل وأرجعها تاني لحضني يااااااااه معقوله، ده القدر غريب أوي فعلا
سهيله بتوجس: طب هتعمل أيه دلوقتي؟
أمجد: دلوقتي تتصلي بزميلك ده حااالا، تعرفي منه أخوه شغال أيه وفين. أنا عايز أتأكد من شكوكي
سهيله ممسكه هاتفها: حاضر.

- أنصاعت سهيله لفكرته فليس لها بديل عنها، لابد وأن تتأكد ما أن كان له ( سامر ) يد بخطف أختها أم أنه يجهل الأمر مثلها تماما. أما على الجانب الأخر، فلم يصدق سامر عينيه حينما لمح أسمها يظهر بشاشة هاتفه المحمول. فقفذ من مكانه سريعا وقام بالرد عليها
سامر بلهفه: سهيله! مش مصدق أنك متصله بيا
سهيله بتردد: اا ا ا اصلي عايزه أسئلك على حاجه بخصوص أختي. مش أخوك...
سامر: عيسي!

سهيله: ايوة ايوة عيسي، مش ليه معارف وكده
سامر قابضا على شفتيه: اه صح، بس للأسف معرفش يوصل لحاجه. وكمان هو سافر من كام يوم ومش هقدر أفكره بالموضوع تاني دلوقتي
سهيله ناظره لأمجد: مسافر! اهاا، طب ربنا يجيبه بالسلامه، كنت عايزة أقلام تاني أهديها لأصحابي زي اللي أديتهوني، اا اصل عاجبهم أوي
سامر مصرا على أسنانه: لأسف مفيش تاني، أصل أنا أخدته من عيسي بالعافيه.

سهيله حاككه ذقنها: طب أخوك شغال فين وانا أروح أجيب
سامر بسخريه: ههههه لا أخويا مش شغال في مكتبه، ده شغال في شركة شحن وتفريغ، ومتهيألي ده نوع من الاقلام اللي أستوردتها مجموعه شركات العرب جروب لو تسمعي عنها
سهيله: مجموعة شركات العرب جروب! طب خلاص بقي مش مشكله. شكرا ياسامر سلام
سامر بتعجب: أستني بس هو، ايه ده قفلت!
- أغلقت سهيله الهاتف سريعا دون أنتظار الرد منه وبادلت أمجد نظرات متسائله فيما سيفعله.

أمجد مضيقا عينيه: يعني كل شكوكي كانت صح، وأبن اللعيبه ده المفروض يتعمله تمثال والله ده التمثال شويه عليه، ده بالجبروت والدماغ دي بصراحه أنا أنحنيله
سهيله باأمتغاض: هو ده وقت مدح ياأمجد!
أمجد مصرا على أسنانه: خلاص وقع ولا حدش سمي عليه. بس لازم أجمع أدله أكتر من كده. اللي في أيدي ميدينوش
سهيله بأمل: أنت متأكد أن آسيل هترجع؟
أمجد عاقدا حاجبيه: لو لسه عايشه هترجع، لازم الغلطه دي تتصلح وترجع.

- كان جاسر بغرفة مكتبه يتفحص جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، ثم أغلقه بعد ما أنتهي مما يفعله ونهض عن مكانه ملتقطا مفاتيح سيارته وهاتفه المحمول. توجه صوب الخارج بخطي سريعه ثم توقف عندما رأي آسيل منحنيه بجسدها على زهرة حمراء اللون تشتم عبيرها المميز فأقترب منها جاسر بخطوات حذرة حتى لا تشعر به ثم أنحني بجسده هامسا
جاسر بنبره خافته: طب ما تاخديها طالما عجباكي.

آسيل بأنتفاضه: خضيتني. لا حرام، وردة مفتحه ليه تقطفها وتخطف منها الروح
- شعر جاسر بتلميحها لشئ أخر بكلماتها تلك ولكنه تغاضي عن ذلك وغير مجري الحديث هاتفا
جاسر مشيرا بيده: سيبك من الورد وخلينا في باقي العصير اللي جواه اللي هيتشرب و...
آسيل بفزع: عااااااا لا لا
- وبصورة تلقائيه مفاجئه ألقت بجسدها بين أحضانه خوفا وهي تردف بنبره راجيه.

آسيل: بليز بليز مش هقدر، كفايه اللي حصل امبارح بليززززززز انا اتعذبت عشان اقدر أنام أمبارح
جاسر بذهول: ...

- خفق قلبه بشده لوجودها قريبا منه برغبتها لأول مره وعلى مسافه لا تذكر، وضع كف يده الصلب على ظهرها وتلمسه بخفه ثم أبعد رأسها المستند على صدره وتأمل بريق عينيها وكأنه يقرأ بهما الصدق، ثم تحسس بأطراف أنامله بشرة وجهها الناعمه فأقترب من شفتيها بهدوء وكاد يطبق عليها ملتهما شفاها، إلا أن مودة قطعت لحظتهم الحميمه بصوت نحنحتها الخافته وعلى ثغرها أبتسامه رقيقة
مودة: ااحم أحم، سوري معرفش أنكوا هنا.

آسيل بأحراج: عن أذنكوا انا...
- قطع حديثها مبادرته بمحاوطتة خصرها وجذبها إليه بعد أن أبتعدت عنه، ثم أردف بنبرة رخيمه هاتفا
جاسر: لا، خليكي هنا، ولا يهمك يامودي خير كان في حاجه
مودة: لا ياحبيبي مفيش
جاسر باأبتسامه: طب جهزي نفسك عشان هتسافري اخر الشهر، يعني كمان أسبوع. كل حاجه جاهزة وبمجرد وصولك هيكون صديقي هناك منتظرك وهيكمل باقي الاجراءات
مودة بتصفيق: اووو يييس ربنا يخليك ليا ياحبيبي.

جاسر مربتا على ذراعها: ويخليكي ليا ياحبيبتي، أنا نازل القاهره، ساعات قليلة وأكون عندكوا تاني
مودة: ترجع بالسلامه
جاسر: يسلمك يامودة، تعالي ياآسيل
- جذبها خلفه بخفه دالفا للقصر مرة أخري وما أن دلف حتى ألتفت لها طابعا قبله صغيرة على وجنتيها المتوردتين ثم همس قائلا
جاسر: اتصرفي في العصير اللي جوه ده، ترميه تشربيه ماليش فيه المهم تتخلصي منه لاني مبحبش العصاير ولا التفاح كمان.

- ضربت على صدره بكفها الصغير ثم أنطلقت راكضه نحو درجات الدرج الخشبي وتخطته بسرعة البرق حتى تختفي من أمام أنظاره. أعتلي وجهه أبتسامه هادئه ثم ألتفت ليجد كاثرين ناظره له بتمعن وكأنها تقرأ ما يدور بخلده ثم أبتسمت بهدوء وأتجهت صوب غرفة أعداد الطعام ( المطبخ ) مرة أخري.

بينما توجه، جاسر لخارج القصر متجها نحو سيارته الفارهه الموضوعه أمام باب القصر المعدني ثم أستقلها لينطلق بها نحو مدينة القاهرة. كان طيفها لا يتركه طوال الطريق وكأنه يستشعر وجودها بقربه، ورائحة عبيرها ما زالت بأنفه حتى الأن وكأنها بين أحضانه، كيف لها أن تستحوذ على تفكيره. كيف لها أن تحرك قلبه الجاحد الجامد نحوها، لابد وأنها مميزة بالطبع عن باقي جنس النساء اللاتي عرفهن لكي تستطيع أسر قلبه، فلقد نجح بأسرها وأخضاعها له فهي ما زالت أسيره داخل عرينه. ولكنها أستطاعت أسر قلبه وهذا ليس بهين، خلل أصابع يده داخل خصلات شعره الأسود الغزير ثم دار بسيارته لكي يعبر بوابه القصر الحديديه الضخمه ومن ثم توجه لداخل قصره.

- أما عن أمجد فقد سيطر عليه شعوره بالطاقه الأيجابيه والنشاط. فها هو يمسك بأول طرف للخيط بعد معاناة أيام وليالي، لم يستطع الانتظار حيث كان شعورة بالطاقه مفرطا للغايه ولا يتحمل فكره وجود دليل دون البحث عما وراءه. قرر الذهاب لذلك القصر الفسيح مرة اخري والبحث عن ذلك الغامض العميق العينين، حيث وقف على مسافه ليست ببعيده عن القصر خلف أوراق الشجر الأخضر وخيوط الظلام الليلي التي تغمر المكان ليتأمل مداخل القصر ومخارجه وكل تقسيمه به. وأثناء تأمله وتفكيره إذ لمح سياره فضية اللون تصف أمام بوابه القصر ثم ترجل منها رجلا ليست ملامحه بالغريبه عليه فدقق بصره نحوه يدا محاولا التعرف على هويته حتى حدقت عيناه وأتسعت مقلتيه من هول الصدمه التي رأها أمامه، فأبتلع ريقه بصعوبه وأحس بمرارة تقتحم حلقه الجاف ثم أردف بنبره غير مدركه هاتفها.

أمجد بصدمه: اا ا ال اللواء سس سامي، طب أزاااااي؟!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة