قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الخامس والعشرون

- كان جاسر جالسا بحجرة مكتبه بالقصر حينما دلف إليه أحد الحرس لأبلاغه بوجود اللواء سامي بالخارج، عقد حاجبيه بتذمجر فأنه يود لو رفض تلك المقابله ولكنه لن يتخلص منه بتلك الطريقه. فأضطر غاصبا نفسه على قبول ذلك الموعد الغير متوقع. دلف إليه سامي وعلى وجهه أبتسامه ذات مغزي بينما بادله جاسر باأيماءات بارده ووجه عابس
جاسر بوجه مكفهر: اهلا، ايه سبب الزيارة الغير متوقعه دي.

سامي باأبتسامه واسعه: بقالي كتير مشوفتكش، وبينا حساب مخلصش
جاسر بنبره حادة: حتى لو بينا حساب، ده ميخلكش تيجي لحد هنا ومن غير معاد وبدون إي حذر أو أحتراس
سامي قابضا على شفتيه: متقلقش انا مش صغير ياجاسر، ولا دي أول مره أجي هنا
جاسر ناهضا من مكانه: عموما باقي حسابك هتاخده دلوقتي، وبعدها مش عايز أشوفك هنا تاني
سامي قاطبا جبينه: الله الله، ليه كده بس ياليث؟!
جاسر بصرامه: من غير سبب.

- أولاه جاسر ظهره ثم توجه لأحد الأدراج الخاصه بمكتبه وأخرج منه حفنه ليست بقليله من النقود في شكل ( بواكي ) ثم ألقاها على سطح المكتب وأشار له قائلا
جاسر مشيرا بيده: باقي حسابك أهو
سامي باأمتغاض: بس مش ده اللي أتفقنا عليه
جاسر رافعا حاجبيه: ده الموجود ومفيش غيره
سامي بوجه عابس: أتغيرت ياليث وأتنمردت
جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههه اه بطل تتعامل معايا تاني بقي
سامي عاقدا حاجبيه: هي كده!؟ ماشي ياليث.

جاسر متجها صوب باب للغرفه: نورت القصر ياسامي
سامي مصرا على أسنانه: شكرا. عن أذنك
جاسر: أذنك معاك.

- دلف سامي خارج القصر والغيظ يم قلبه أتجاه جاسر، حيث كان فظا حاد التعامل معه لأول مرة بهذه الصورة. شعر داخله بريبه تجاهه فقرر على الفور أبلاغ ثروت بهذه التغيرات التي بدت عليه لعله يتعرف على السبب بنفسه، بينما ظل أمجد متسمرا في مكانه منتظر خروج سامي من القصر ليتأكد من هويته. وكان قد أعد هاتفه لألتقاط بعضا من الصور التلقائيه له أثناء دلوفه لخارج القصر وبالفعل نجح بذلك. كانت الصدمه تسيطر عليه كليا، ولكن ماذا يفعل وإلي من سيذهب فلقد فقد الثقه بكل من حوله عقب أكتشافه لخيانة مديره السابق بالعمل، فأهداه تفكيره للجوء لأحد أصدقائه العاملين بالنيابه ( وكيل نيابه ) لعله يستطيع مساعدته أو حتى أستخراج أمرا من سراي النيابه بالقبض عليه بناءا على تلك الصور.

- بعد أن وصلت جوان للأراضي المصريه رفضت أن تقيم بأحد الفنادق بل أستقلت منزلا صغيرا ( شقه ) مجهزة ومعده للأستقبال ( مفروشه ) لكي تمكث بها بضعة أيام فقط. شرعت بتنفيذ مخططها الذي أتت من اليونان خصيصا لتنفيذه، حيث استدعت أحدي رجال جاسر والذي كان يعمل بالأساس تحت أمرة ثروت وأمرته بتنفيذ أوامرها بالحرف. رفض الرجل ذلك خوفا من بطش سيده الذي لا يرحم أحدا قام بخداعه من قبل، ولكنها قامت بتهديده وسممت أذنيه حيث أوهمته أن تلك رغبة الرجل الأكبر ( ثروت ) وأنها ما جاءت هنا ألا لتنفذ أوامره. أضطر الرجل الأنصياع لمخططها الخبيث الذي دبرته لأجل تلك المسكينه بعد أن تلفحت كالحيه السامه المتربصه بفريستها.

- تحدث أمجد لصديقه ومحل أسراره وسرد له ما حدث وما توصل إليه من حقائق غير مصدقه بالنسبه له، أصابت أيمن ( صديقه ) الصاعقه مما علم حتى أنه شعر بالشك يراوده ولكن حديث أمجد وتمسكه برأيه يوحي بغير ذلك
أيمن بصدمه: مش ممكن! سيادة اللواء سامي يعمل كده. طب ليه ده حتى مش محتاج حاجه خصوصا بعد ترقيته للواء
أمجد ممسكا برأسه: أنا هتجنن ياأيمن، مش عارف أتصرف أزاي دبرني.

أيمن حاككا رأسه: ده لازم يتقدم للعداله، مفيش حل إلا كده
أمجد بحيره: طب وبعد ما يتقدم! متنساش أن لازم دليل قوي ده لواء ياأيمن
أيمن ذافرا أنفاسه بقوة: طب وبعدين
أمجد بتوعد: قسما بالله لازم أوقعه في شر أعماله، خطيبتي وصاحب عمري اللي أختفوا من حياتي مش هسيب حقهم
أيمن: بقولك أيه ياعم أمجد، أهدي كده وخلينا نخططله كويس
أمجد حاككا طرف ذقنه: أنا محتاج بس أمر من النيابه وساعتها أقدر أتصرف.

أيمن قابضا على شفتيه: متنساش أنك واخد جزا وملكش حق قانونا تتصرف طول فترة الجزا بتاعتك، ده غير أنك أتنقلت ياحضرت الظابط يعني أستحاله تتابع القضيه بنفسك
أمجد فاغرا شفتيه: هاااا
أيمن: بس متقلقش هتابع الموضوع بنفسي وانت هتشاركني في ده، لكن بدون ما تظهر في الصورة
أمجد بأرتياح: المهم أني عرفت مين هو الليث، جاسر!

- أستيقظت آسيل من نومها مبكرا حيث وجدت أشعة الشمس لم تظهر بعد. فأرتدت ملابسها بعجاله شديده وهبطت للأسفل متوجهه صوب حديقة القصر، كانت رغبتها برؤيه الشروق رغبه قويه للغايه لم تستطع التغلب عليها فذهبت تشبع تلك الرغبه. حيث جلست بأحدي الطاولات الخوصيه التي تتوسط الساحه الخضراء الشاسعه ونظرت بعيناها للسماء منتظره لحظة شروق الشمس. حتى بدت الخيوط الذهبيه تعم المكان وتنعكس على وجهها، فأغمضت عينيها لتستسلم لتلك الخيوط المسلطه عليها حتى شعرت بظلا ضخما يسد عنها تلك الخيوط. فتحت عيناها لتجده ( جاسر ) أمامها.

جاسر عاقدا حاجبيه: أيه اللي مصحيكي بدري كده؟
آسيل بترقب: عادي
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: عادي! طيب
آسيل بتردد: اا ا ه هو أنت كنت فين. امبارح
جاسر عاقدا حاجبيه: نعم!
آسيل بتعلثم: اا لا ا ا مش قصدي أقصد ليه مرجعتش. لا برده يعني كنت عايزة أقول...
جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههههههههه أنتي مالك مش على بعضك ليه؟
آسيل مصره على أسنانها في حنق: ولا حاجه، عن أذنك.

- نهضت من مكانها بأندفاع وكادت أن تنصرف من أمامه ولكن كانت قبضته أسرع أليها حيث جذبها إليه لتقف قبالته وعلى بعد سنتيمترات قليله. تعمق بالنظر لعينيها بينما شعرت هي بسحر يتخلل كيانها عبر نظراته لها. لم تقوي على مقاومة شعورها ولا التحكم بحواسها التي توقفت عن العمل. فقط أستسلمت له حتى شعرت بقدماها التي لم تعد ملامسه للأرض وعيناها التي أستصدمت رؤيتها بالسماء، فلقد حملها بين ذراعيه وقبض عليها لتقترب من صدره أكثر ثم توجه بها صوب القصر دون أن تتفوه بكلمه حتى وصل لحجرة الطعام. فأنزلها أرضا ثم سحب المقعد الخاص بطاولة الطعام وأجلسها عليه.

جاسر مناديا بنبره عاليه: كااااااثرين
كاثرين من الداخل: نعم سيدي الشاب، لحظات قليله وستجدني أقف قبالتك سيدي
جاسر بثبات: تاكلي أيه؟
آسيل فاركه أصابع يدها في توتر: اة لا مش عايزة. ماليش نفس يعني
جاسر هامسا في أذنها: متخافيش مش هاكلك
- أقشعر جسدها عقب ملامسه أنفاسه الحاره لأذنيها وأثرت الصمت ريثما تأتي كاثرين. بيما هرولت له كاثرين بعد أن وضعت الزي الخاص بها ( مريله )
كاثرين بأبتسامه: صباحك سعيد سيدي.

جاسر مستندا على ظهر المقعد: حضري فطار على زؤك
كاثرين: أمرك سيدي
روكس راكضا نحوهم: هووو هوووو هو
آسيل بقلق: ياساتر أستر
جاسر مشيرا بيده: روكي، تعالي هنا
- توجه الكلب صوب آسيل ثم رفع قدميه الأماميتين مستندا على مقعدها وأخذ ينبح ويصيح بينما خشيت آسيل من فعلته معها وكادت تقفذ من مكانها مبتعده عنه ولكن ثبتها كف جاسر الموضوع على كفها
جاسر بثبات: خليكي مكانك، ده بيسلم عليكي
آسيل محدقه بدهشه: هااا بيسلم عليا!؟

جاسر بخبث: مش قولتلك بتتحبي بسرعه، حطي أيدك عليه
آسيل بفزع: لا يمكن
روكس بنباح: هووو هوو هو
جاسر رافعا حاجبيه: على فكره هيفضل واقف هنا مش هيتحرك غير لما تملسي عليه بأيدك
آسيل قابضه على شفتيها: أوووف
- أمسك جاسر بكفها ووضعه على ظهره وأخذ يحركه داخل فروة الكلب، بينما كانت آسيل تنظر لذلك الحيوان بخيفه وتوجس من ردة فعلته. في حين أن روكس كان مستمتعا للغايه بملامستها لظهره برفق
جاسر: شايفه أنسجم معاكي أزاي؟

آسيل بتعجب: اها
جاسر: ...

- لم تتوقف آسيل بل ظلت تمسد عليه برفق حتى بعد أن نزع جاسر يده، حتى عادت لهم كاثرين مره أخري حامله بيدها بعض الوجبات التي أعددتها لأجلهم. جذبت كاثرين ( روكس ) إليها عن طريق الطعام، حيث أعدت له وجبه خاصه به وأصطحبته لحديقة المنزل ليتناولها، في حين شرع جاسر بتناول طعامه بهدوء وبدون التفوه بأي حديث فقط أكتفي بأختلاس النظر أليها من حين لأخر وهي جواره حتى فرغ من تناول وجبته فنهض عن مكانه هاتفا ب...

جاسر: خلصي كل اللي قدامك قبل ما تقومي
آسيل مومأه برأسها: ...
توجه جاسر لغرفة مكتبه بينما ظلت آسيل قابعه مكانها تستكمل وجبتها الغذائيه حتى أنضمت لها مودة أيضا
- أمسكت جوان بزجاجة صغيره تحوي سائلا مصفر اللون ثم أعطتها لذلك الحارس الذي سيقوم بتنفيذ مخططها وهي تردف بنبره ماكره وصوتا يشبه حفيف الأفعي السامه
جوان بمكر: خد، نفذ اللي قولتلك عليه النهارده.

الحارس مبتلعا رقه بصعوبه: يي ياست هانم، انا وأنتي رقبتنا هطير على أيدك
جوان قاطبا جبينها بحنق: قولتلك أنت تنفذ كلامي وبس، أنا بس اللي عارفه تعمل أيه ومتعملش أيه
الحارس بقلق: الباشا مبيرحمش وكله على يدي
جوان رافعه أحدي حاجبيها وبنظرات ناريه هاتفه: وأنا كمان مبرحمش، وثروت باشا برده مبيرحمش. اعتقد سمعتني كويس
الحارس بتنهيده حاره: أه سمعت، حاضر ياست هانم
جوان لنفسها: أما نشوف بقي هيعمل أيه مع كيد العوالم.

- تركها الحارس ثم توجه لحيث مكان عمله ( بالمزرعه ) حيث وقف بمكان حراسته المعروف والمعتاد وظل منتظرا اللحظه السانحه لتنفيذ مخططه، فكان يعتقد أن جاسر ما زال خارج القصر بعد ترك المزرعة ليلة أمس ولم يره عائدا في الصباح بوقت مبكرا للقصر. بينما ظل جاسر قابعا طوال يومه أعلي القصر بمكانه المفضل ( الروف ) فصعدت إليه آسيل وعلى وجهها الكثير من التساؤلات وعلامات الأستفهام، أستشعر من ملامحها وجود الكثير من الكلمات التي تقف بحلقها ولا تستطيع التفوه بها، فهتف بنبره ثابته رخيمه قائلا.

جاسر بثبات: عايزة تقولي أيه؟ انا سامع
آسيل بتردد: أنا هفضل هنا لحد أمتي، يعني مصيري أيه
جاسر عاقدا حاحبيه: ، سبق وقولتلك مش هتخرجي من هنا
آسيل قابضه على عينيها: أزاي؟ أنا ليا أهل معرفش لحد دلوقتي عاملين أيه من غيري
جاسر بعدم أهتمام: متقلقيش عليهم
آسيل بنبره مختنقه: أنا...

جاسر بتنهيده: أنتي عايزة تسببيني لوحدي! أقصد هتعملي أيه لو رجعتي. أهلك عمرهم ما هيتقبلوا أي حاجه من اللي حصلت، وأنا مينفعش أقع يا، ياآسيل
آسيل بحيره: وأنا مينفعش أفضل هنا طول عمري
جاسر بتهكم: أنتي مينفعش تكوني في مكان غير هنا، متنسيش أنك على زمتي يا، يامدام جاسر ولو بتفكري أني هطلق يبقي متهيألك ومتعرفنيش كويس
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: طب، طب هشوف أهلي وأطمن عليهم وأرجعلك، على الأقل خليني زوجه طبيعيه.

- جذبها جاسر إليه لتسقط فوق حجره. شعرت بالخجل لوضعيتها تلك وحاولت النهوض ولكنه كان محاوطا خصرها بيداه الصلبتين ثم أردف قائلا
جاسر ناظرا إليها: ياريت كنت أقدر أعتبرك زوجه طبيعيه، حظك رماكي في سكة الليث يامليكتي، وأنا مش أنسان طبيعي عشان مراتي تكون طبيعيه. لكل شئ نهايه، أستني وشوفي النهايه هتكون عامله أزاي
آسيل عاقده حاجبيها: ...

جلسر: متستغربيش، كل اللي اقدر اقوله أنك في حضني، أسمك على أسمي وأنا عمري ما بفرط في أملاكي ولا أي حاجه تخصني
آسيل بنبره معترضه: أملاكك! أنا بقيت أملاك و...
جاسر: بسسس بس مش لسه هتديني محاضره ياأستاذه يابتاعت القانون، روحي نامي دلوقتي
آسيل قابضه على شفتيها: طب سيبني
جاسر باأبتسامه خبيثه: ليه؟
آسيل بخجل: عايزة أقوم
جاسر محررا قبضته عنها: روحي.

- أنطلقت آسيل هابطه للطابق للسفلي ثم عبرت الرواق لكي تدلف خارج غرفتها. وما أن دلفت حتى وجدت من يلثم فمها بقوة ويقبض على ذراعيها لكي يمنعها عن الحركه. في حين نهض حاسر من جلسته وتوجه صوب حافة ( الروف ) ناظرا لكل ما حوله بتفحص، فلمح بعينيه الثاقبتين مكانا شاغرا تركه الحارس الموكل بحراسته. فضيق عينيه بقوة وأشتعلت عيناه غضبا ثم هبط درجات السلم الرخامي لكي يري أين حارس ذلك المكان وأثناء هبوطه من الأعلي أستمع لصوت همهمات وأنينا خافتا يأتي من غرفة آسيل فتوجه بخطوات سريعه نحو الحجره بعد أن ألتقط سلاحه المخبأ خلف ظهره وفتح باب الغرفه على مصرعيه وبدون تردد ليجد حارسه ملثما لفمها وحاكما قبضته عليها وباليد الأخري ممسكا بزجاجه صغيره. أشهر جاسر سلاحه بوجه الحارس والشر يتطاير من عينيه.

الحارس بذعر شديد: اا انا وربنا ياباشا مش انا دد ده اصل، اااااااااااه
آسيل بصراخ: عاااااااااااااااااااااا.

- أطلق جاسر رصاصه هادرة لتصيب يده التي تحاوطها لكي تلثمها ثم أطلق رصاصه أخري على خف قدمه ليمنعه من الهرب او التحرك من أمامه، سقط الحارس أرضا وهو يتلوي ألما وقد أسقط الزجاجه الصغيره التي كان يمسك بها. بينما أبتعدت آسيل وأستقلت زاوية الغرفه وهي ترتجف بشده، نظر بعينيه الثاقبتين لتلك الزجاجه التي سقطت منه ثم أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا
جاسر بنبره أجشه صارمه: أيه اللي كان في أيدك ده ياحيوان.

الحارس بأرتجاف: دد ده ده اا سامحني ياباشا والنبي أخر مره وو والله انا
جاسر مقاطعا بنبره صادحه مصوبا سلاحه نحوه: متحلفليش، أنطق أيه اللي كان في أيدك وداخل هنا ليه
الحارس: دد دي نار. قق قصدي مية نار
آسيل بشهقه فزعه: هااااااااااا
- دلفت كاثرين مهروله أليهم عقب سماعها لصوت طلقات ناريه أتيا من الأعلي
كاثرين بفزع: سيدي ما تفعل
جاسر بنظرات غاضبه مشتعله: خديها برا
كاثرين بخوف: لكن...

جاسر بصياح: قولتلك خديها برررررررررررررااا
كاثرين باأنتفاضه: اا ءمرك أمرك
- أصطحبتها لخارج الحجرة وتوجهت بها صوب غرفه مودة والتي لم تكن أقل منها فزعا ولكنها ظلت جليسة غرفتها خوفا من الخروج منها
موده بذعر: كاثرين في أيه بره!
آسيل بأرتجاف: كان في...
كاثرين متحكمه بالموقف: لقد قبض سيدي الشاب على سارق كان يحتل غرفة سيدتي في أغوار الليل، هذا ما حدث
آسيل فاغره شفتيها: ...
موده بقلق: ياساتر يارب.

( على الجهه الأخري )
جاسر بنبره محتقنه من الغيظ: يعني جوان هي اللي قالتلك تعمل كده وفهمتك أن ده أمر ثروت
الحارس بتألم شديد: أه اه ياباشا
جاسر متفحصا للزجاجه بين يديه: وكمان عاندتني ونزلت مصر تاني
الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: وو و ربنا المعبود هو ده اللي حصل
جاسر ممسكا بزجاجة مياه النار: أتصل بالهانم وقولها أنك نفذت أمرها، وأنك رايح عندها عشان تاخد بقيت فلوسك. وحسك عينك تحسسها أن في حاجه مش طبيعيه.

الحارس مومأ رأسه: أمرك ياباشا
- ضغط بيده المرتعشه على أزرار هاتفه الصغير ثم وضعه على أذنه منتظرا الرد
الحارس متحكما بأنفعالاته: الوو، أيوة ياست هانم، كله تم زي ماأنتي عايزة، اا ا صوتي! لأ أبدا بس قلبي واقع في رجلي وخايف ليكتشف الباشا حاجه، حاضر ياهانم، لا لا متقلقيش ده أنا شوهتهالك على الأخر. مسافة السكه.

- أنفرجت أسارير جوان وقفذ قلبها فرحا بعدما سمعت بذلك الخبر وظنت انها قد تخلصت من تلك البائسه، في حين أسند جاسر قدمه أعلي المقعد حيث كان الحارس ملقي على الارضيه امامه وأردف ب...
جاسر عاقدا حاجبيه: جدع، أنت بقي قولتلي هي قالتلك ترش الميا دي كده؟
الحارس بصراخ شديد: عااااااااااااااااااااااااا ااااااااه.

- أردف جاسر كلمته وهو يلقي بعضا من محتوي الزجاجه بوجهه حتى تشوه تماما وبرزت طبقات جلده الداخليه بعد أن سقطت الطبقه الحاميه لوجهه. دلف جاسر خارج الغرفه تاركا حارسه يصرخ ويصيح من الالم وهبط درجات الدرج وهو يصيح بصوته الجهوري مناديا على رجاله حتى أستمعوا له ولبوا ندائه على الفور
الحارس الأول بهلع: أوامرك ياباشا
الحارس الثاني: تحت أمر معاليك يافندم.

جاسر مضيقا عينيه بقوة وبنبره أجشه: اللي مرمي فوق ده تاخدوه على أوضة الكلب وتشوفوله بهيم يعالجه ولما يقف على رجله يترمي في الشارع رمية الكلاب اللي زيه
الحرس بنبره واحده: أمر معاليك.

- صدح صوت صراخه في المكان أثناء حملهم له حيث كانت ألآمه لا تحتمل، أطلت آسيل برأسها خارج الغرفه لتستكشف ما سبب كل هذه الضوضاء فلمحته وهم يحملونه هابطون درجات الدرج الخشبي فشهقت واضعه يدها على وجهها من هول المشهد الذي رأته وأعتراها الفزع الشديد حيث بدأت ترهبه أكثر من السابق ولكنها لم تستطيع الصمت، فتوجهت صوب الغرفه التي تمكث بها بأندفاع بعد أن رأته يدلف للداخل مره أخري. فوجدته يقف أمام خزانة الملابس الخاصه به ينتقي شيئا ما ليرتديه فثارت ثائرتها به هاتفه بنبره صارخه.

آسيل بنبره ثائره ولهجه مندفعه: أنت أزاي تعمل فيه كده، أنت أيه ياأخي معندكش قلب ولا رحمه، وأنا اللي كنت بدأت أقول فيك أمل ولسه جواك حاجه حلوة أنما تعمل فيه كده ليه. ده لو عبد عندك مش هتعمل كده
- ألتفت لها فجأة بعد أن كان موليها عدم أهتمامه وقبض على رسغها بقوة وأدرف بنبره محتقنه وهو يجز على أسنانه بغيظ.

جاسر بغضب أعمي: فووووقي أحنا مش في الجنه ياأستاذه أحنا في غابه بطلي سذاجه وشوفي الناس صح، اللي عملته ده كان هيتعمل فيكي أضعافه. أنتي المقصودة مش أنا، أنا محدش يقدر يمسني. اللي عملته كان رد فعل طبيعي جدا للي كان هيتعمل، أنا بمارس رد الفعل مش الفعل أفتكري كلمتي دي كويس.

- دفعها لترتد إلى الخلف بعد أن تركت أصابعه الصلبه أثرا بذراعها من شدة قبضته عليها، تركها متسمرة بمكانها تتخبط أفكارها بشده ثم توجه للمرحاض لكي يرتدي ملابسه
ماهي إلا بضع دقائق ودلف خارج الرحاض مرتديا حلته السوداء وقميصه الأسود الذي ترك أزراره منفتحه مما أظهرت عضلات صدره السداسيه. ورغم أناقته المعهودة بذلك اللون الاسود إلا أنه يضفي عليه غموضا فوق غموضه.

- لم تعقب آسيل أو تتفوه حرفا بل راقبته بصمت وظلت متتبعه لخطواته بعينيها حتى دلف خارح الغرفه وقد رأت الشر يتقافذ من عينيه فخفق قلبها خوفا عليه وليس منه ككل مره.

- توجه جاسر بأندفاع صوب سيارته وبعد أن أستقلها قادها بأندفاع وسرعه رهيبه متجها لمدينة القاهرة، وبعد ساعة ونصف من القياده السريعه والمتهورة وصل اخيرا اسفل البنايه التي تمكث بها جوان ثم هبط من سيارته وتوجه للأعلي ونيران الانتقام تشعل صدره وتاكل من عقله، طرق بخفه على باب منزلها حتى فتحت له فدفعها للداخل لتسقط أرضا ثم دلف هو ودفع الباب بقوة، وجه لها نظراته المشتعله بعينين محمرتين كجمرتي من نار ثم أردف بنبرته الشبيهه بزئير الأسد المفترس قائلا.

جاسر مقتربا بخطوات بطيئه: حذرتك من الخيانه صح ولا لأ؟
جوان مبتلعه ريقها بصعوبه: . آ آآاآ...
جاسر بصوت صادح: أنطقي
جوان باأنتفاضه: صص صح
جاسر بثبات: قولتلك أني هشيلك من على وش الدنيا لو فكرتي تمسي حاجه تخصني. صح ولا لأ؟
جوان بذعر: اا اه صح
جاسر منحني بجسده عليها: قولتلك أن العند معايا أخرته وحشه، وأنك أكيد خسرانه. صح ولا لأ
جوان مومأ رأسها بتوتر شديد: اااه.

جاسر جاذبا أياها وقد قبض على ذراعها بقسوة: الحاجه اللي تخصني غاليه اوي عليا، ومقبلش أن حد يمسها وآسيل تخصني. مراتي، ومقبلش حد يمسها بسوء
جوان محدقه عينيها: مم م مراتك! وانا؟
جاسر ببرود شديد: أنتي ولا حاجه، واحده عارضه نفسها للمتعه ومقبلش في يوم أسمها يتذكر جمب أسمي ولا حتى صدفه
جوان مبتلعه ريقها بمرارة: ...
جاسر بأبتسامه شيطانيه خبيثه: مش هموتك دلوقتي، أنا هسيبك عايشه بتتمني الموت ومش هتطوليه.

- قذفها بقوة لتسقط على الأريكه بينما أخرج زجاجة مياه النار من جيب سترته وسكبها بالكامل على وجهها وعنقها ونثر باقي قطراتها العالقه بالزجاجه على ذراعها. كانت تصرخ صرخات مدويه عاليه وتفيض عيناها بالدموع الغزيره الساخنه من هول الالم المبرح الذي تشعر به. أقترب منها بحذر ثم أمسك رسغها وقد لمست كفه تلك القطرات التي تناثرت على ذراعها ولكنه لم يبالي من الالم. بل أردف بنبره متشفيه قائلا.

جاسر: مفيش عندك أغلي من جمالك عشان أحرمك منه، والمره الجايه هحرمك من حياتك كلها. وده وعد وجاسر لما بيوعد بيوفي، أظنك جربتي بما فيه الكفايه
جوان بصراخ شديد: عااااااااا
- أنطلق جاسر خارج منزلها وقد شعر ببعض الراحه بعد أن نال حقه منها، لم يتمهل أو يعطي نفسه فرصة الانتظار بل قاد سيارته بسرعه جنونيه متجها بها صوب مزرعته مره أخري.

( باليونان حيث كان ثروت بأحد المراكز التجاريه الشهيره. تلقي أتصالات متعددة من هاتف جوان فأضطر الأنصياع لملاحقاتها له والرد عليها.

ثروت بتأفف: في أيه ياجوي شغاله زن زن، الله الله في أيه بتصرخي ليه كده، أهدي بس وفهميني في ايه، مش فاهم منك حاجه ياجوان أهدي وفهميني الليث جراله حاجه، بت أيه ومرات مين، بتقولي أيه! عايشه!؟ وعلى زمته، أنتي بتخرفي ياجوان، لا لا الكلام معاكي مينفعش على التليفون، أنا نازلك مصر بكره، لا النهارده كمان مش بكره
- أغلق ثروت هاتفه وهو غير مصدق ما سردته عليه جوان.

ثروت في نفسه: خدعتني ياليث، بتضحك عليا وتديني على قفايا، وكمان أتجوزتها طب أزاي، كانت دماغك فين لما عملت كده ودماغي أنا كانت فين لما صدقتك، هندمك وهندمها، مش هعديهالك بالساهل لو ده صح، وزي ما كنت ضهرك جوا وبره هابقي في وشك والضربه مش هتيحي من حد غيري!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة