قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الرابع عشر

- أنحني بجسده للأمام يقطف زهره بيضاء ناصعه اللون، ناظرا لها ببهجه فقد جذبه صفاؤها وبعد أن قطفها وجدها ذبلت بين يديه وتحولت أوراقها المتفتحه لأوراقا ذابله ميته تساقطت عنها أوراقها الخضراء، أستيقظ من نومه الغير المريح ليجد أن كل ما حدث حلما ليس بواقع فتمايل بجسده يمينا ويسارا لكي يدب فيه الحركه بعد أن غفي على الاريكه رغما عنه، ثم حك رأسه في تفكير بذلك الحلم الجديد. فنفض عن رأسه تلك المخيلات ونهض عن مكانه متجها صوب المرحاض.

- غاب جاسر عن قصره 3 أيام متتابعه كما غاب عن شركته أيضا معتمدا على وجود عيسي بها. بينما أصاب عيسي التوتر والقلق من عدم ذهابه للشركه فقرر الذهاب لمنزله ليستكشف ما حدث بالأيام الماضيه.

ولكنه عندما وصل أمام القصر فرغ شفتيه في صدمه عندما وجدها خاليه من حراسها وفقط يجلس رجلا يرتدي الجلباب على كرسي معدني أمام بوابة القصر وممسكا بيده كوبا صغير من الشاي يحتسي منه، رفع عيسي نظارته الشمسيه البنية اللون فوق رأسه وظل يتفحص المكان حوله عسي أن يكون قد أخطأ بالطريق ولكنه تأكد أنه هو قصر جاسر. فتقدم خطوات متعجله سريعه نحو ذلك الحارس متسائلا
عيسي عاقدا حاجبيه: أنت ياجدع أنت، فين جاسر.

سيد ناهضا من مكانه: جاسر مين ياسعات البيه، مفيش حد أهني بالأسم ديه
عيسي ملوحا بيده في غيظ: أنت هتستعبط عليا ولا أيه، ادخل قول للباشا أني بره وأفتح البوابه الزفت دي
سيد عاقدا كفيه للأمام: مجدرش أفتح يابيه، صاحب القصر أمهاجر ليه سنين ويدوب بيأجر القصر كل فتره
عيسي رافعا حاجبيه بذهول: مهاجر! وسنين! أيه الكلام ده
سيد: ديه الكلام الصوح يابيه صدجني.

عيسي حاككا طرف ذقنه: أكيد في حاجه جديدة معرفهاش، بس دي هوصلها أزاي. ما هو لازم ليث يعرفني هو فين و مين اللي مهاجر ده وقصر أيه اللي بيتأجر! في سر في الموضوع وأكيد هعرفه
- كان جاسر ممتطي جواده البني اللون و يركض به حول المزرعه بينما كانت آسيل جالسه في شرفة غرفتها كعادتها في الصباح. فرأت خياله وهو يقترب من بوابة ( الفيلا ) وهو على ظهر الجواد، فلوت شفتيها بتهكم قائله.

آسيل بتهكم: فاكر نفسه فارس وهو يدوب حتت حيوان بشري، أيه الزمن الاسود ده!؟

- بينما لمح جاسر طيفها بعينيه الثاقبتين فوجه بصره صوب الجهه الأخري بعدم أهتمام حتى وصل أمام مدخل ( الفيلا ) فهبط من أعلي الجواد برشاقه معهوده و ربت على ظهره بهدوء ثم أشار للسائس كي يصطحبه لمكانه في حين دلف جاسر للداخل متجها لغرفة مكتبه الصغيره. ألتقط هاتفه من أحدي الأدراج الخشبيه الخاصه بالمكتب وقام بفتحه بعد أن تركه مغلق لأيام، فوجد الكثير من المكالمات التي وردته بتلك الأيام العديدة، وما أن تم فتح جهاز المحمول الخاص به حتى تلقي عيسي رساله نصيه كتنبيه له بفتح الهاتف. فلم ينتظر الوقت وقام مهاتفته على الفور.

جاسر باأقتضاب: خير ياعيسي، مالك قارفني اتصالات بقالك 3 أيام ليه
عيسي بحده: أنت فين بقالك كام يوم، وأيه حكاية القصر اللي متأجر ده
جاسر قاطبا جبينه: على أساس أنك متعرفش اللي حصل
عيسي بعدم أهتمام: وانا هعرف منين وأنت مختفي كده؟!
جاسر بمكر: حصل هجوم عليا من الشرطه وأضطريت للتعامل، وثروت أصدر قراره بموت البنت دي اللي كانت عندي
عيسي بتوجس: طب و، وانت عملت ايه؟!

جاسر باأبتسامه من زاويه فمه: قتلتها. مش معقول هخسر ثروت عشانها
عيسي بأريحيه وقد أنفرجت أساريره: أيوه كده هم وأنزاح من علينا، المهم متكونش سيبت وراك حاجه
جاسر عاقدا حاجبيه: أنت شايف أيه!؟
عيسي باأبتسامه واسعه: شايف أنك أتصرفت صح، بس طمني انت فين و هترجع أمتي؟
جاسر بحده وجديه: أنا فين ده مش شغلك، أما راجع أمتي هتلاقيني قريب في وشك
عيسي باأمتغاض: تمام. هاكلمك تاني
جاسر قابضا على شفتيه: يااريت. سلام.

- قامت سهيله بشراء ( خط جديد ) حتى تهاتف سامر لتتعرف على أخر ما توصل إليه. وهل صدق في قوله ووعوده أم لا، ترددت كثيرا وشعرت بالضجر من أحتياجها لهذا الكائن ولكن صورة أختها المفقودة تطاردها. حيث يقتلها الحنين لرؤيتها أمام عينيها مرة أخري، فقامت بكبح أنفعالاتها وهاتفته على مضض
سامر بصوت قوي: ألو
سهيله بتردد: اا انا سهيله ياسامر
سامر قافذا من مكانه بفرحه: سيلا. أزيك عامله أيه.

سهيله باأقتضاب: كويسه، طمني عملت أيه في موضوع آسيل
سامر عاقدا حاجبيه: مين آسيل دي!
سهيله بحنق: موضوع أختي ياسامر، شكلك مهتمتش عموما مش مشكله انا مطلبتش حاجه من حد وانت اللي عرضت عليا المساعدة و...
سامر مقاطعا: أهدي يابنتي شويه وخدي نغسك مش كده، انا مش ناسي والله بس معرفش أسم أختك
سهيله باأقتضاب: اوك، سلام
سامر بلهفه: اا ا استني بس انا مقولتلكيش اللي حصل لسه
سهيله بترقب: أيه اللي حصل!؟

سامر ممدا جسده على الأريكه الوثيره: كلمت عيسي أخويا وقالي هيكلم ناس كبيره قووي في الداخليه ويوصيهم يخلو بالهم من القضيه دي
سهيله قاطبه جبينها في ضيق بالغ: يعني لسه موصلتش لحاجه
سامر: قريب قريب، بس أنا بقي ليا هديه لما أختك ترجع بالسلامه
سهيله: آه طبعا أن شاء الله. متقلقش
سامر بخبث: طب هتجيبيلي أيه
سهيله: ، أنا هقفل وأبقي أكلمك تاني
سامر معتدلا في جلسته: لا لا خليكي معايا شويه.

سهيله بتذمجر: أفندم؟ عن أذنك هقفل. سلام
سامر بعصبيه: أستني ياسهيله. ألوو الووو. يووووووووه ده أنتي أنسانه صنم أووووف.

- أغلقت سهيله هاتفها سريعا وقامت بنزع ( الخط الصغير ) من الهاتف وذفرت أنفاسها في حنق من أستغلاله الصريح للظروف التي أجبرتها على للجوء له. وبينما كانت تلعن الحظ العسير الذي ألقاها بطريقه، إذ بجرس الباب يعلن رنينه فنهضت عن مجلسها وأتجهت صوب الباب لفتحه لتجد أمجد أمامها. فأخفضت بصرها حياءا منه على ما بدر منها في حقه بأخر لقاء بينهما
سهيله باأحراج: أهلا ياأمجد. أتفضل.

أمجد بنبره ثابته: شكرا، هو عمي موجود
سهيله مشيرة باأصبعها: أيوه جوه، لسه كان بيلبس عشان نازل المكتب. اا آ آ، أنا يعني...
أمجد قاطبا جبينه: في أيه ياسهيله؟!
سهيله: طب أتفضل أقعد الأول ميصحش تبقي واقف كده
أمجد مشيرا بيده: أتفضلي أنتي الأول ميصحش
سهيله بتنحنح: أحم. طيب
- بعد أن جلست سهيله وهي في حاله من التوتر، تلاها أمجد أمجد بجلوسه وأنتظر مبادرتها بالحديث حيث هتفت قائله.

سهيله بتوتر: اا انا متأسفه جدا على سوء تصرفي وبواختي معاك المرة اللي فاتت
أمجد باأبتسامه صغيره لم تصل لحدقتي عينيه: ولا يهمك عادي، يعني هي جت عليكي!
سهيله عاقده حاجبيها: لا فعلا كنت مندفعه زيادة عن اللزوم. أتمني تقدر الضغط العصبي اللي أنا فيه
أمجد: ربنا يكون في عونك، شوفيلي عمي خلص ولا لأ عشان أطمن عليه وأمشي.

لميا بتهكم: وتمشي ليه ياسيادة الرائد لسه بدري، مش تطمني عملت أيه في موضوع بنتي الأول ( أردفت بها لميا وهي تدلف داخل غرفة الجلوس )
أمجد بتنهيده: أول ما يكون في جديد هبلغ حضرتك
لميا شابكه أصابع كفها أمامها: والجديد ده ناوي يظهر أمتي. ولا مش هيظهر على أيدك أبدا!
سهيله بحنق: ماما! مينفعش كده و...
لميا بحده: روحي شوفي باباكي وبلغيه أن الأستاذ هنا، ومتدخليش بيني وبينه
سهيله بتذمر: ماشي ياماما.

أمجد قاطبا جبينه بعصبيه: أنا مش مقصر ولا قاعد في بيتي ياطنط عشان تقوليلي كده
لميا: كل اللي بتعمله ملهوش إي لازمه، لو كان ليه لازمه كان رجع بنتي اللي راحت مني
أمجد: ...
- بدأت الدموع تتجمع في عيناها، بينما دلف رؤؤف للداخل بعجاله لأنقاذ أمجد من مطاردة زوجته له فوجد حاله من الصمت والنظرات المعاتبه بين كلاهما فهتف قائلا
رؤؤف: أقعد يابني واقف ليه، أعملي القهوة الحلوة اللي بيحبها أمجد من أيدك يالميا.

أمجد: لا ياعمي شكرا، أنا جيت أطمن عليك بس
رؤؤف مربتا على كتفه: فيك الخير يابني، أنا كويس. بس أنت لام تشرب حاجه
أمجد: معلش مرة تانيه ميكونش ورايا شغل فيها
رؤؤف قابضا على شفتيه: ربنا يقويك يابني
أمجد بضيق: شكرا، عن أذنكوا
لميا: متنساش بنتي ياأمجد
امجد مبتلعا ريقه بصعوبه: مش هنساها أبدا
- أنطلق مسرعا لخارج البنايه حيث شعر بالأختناق يطبق على صدره. نظر لأعلي حيث شرفتها ثم تنهد بحرارة قائلا.

أمجد باأختناق: يارب رجعها بالسلامه حتى لو مش هنكون مع بعض تاني. بس ترجع وأشوفها سليمه من تاني
- بعد مرور عدة أيام، كان عيسي منكبا على مكتبه الخشبي الفخم في الشركه منهمكا في العمل حيث دلفت إليه السكرتيرة الخاصه به تبلغه أمرا ما
السكريترة: مستر عيسي، في شخص بره عايز يقابل حضرتك ورافض تماما الأفصاح عن هويته
عيسي ناظرل للأوراق بعدم أهتمام: في معاد دخليه مفيش طرقيه من هنا أنا مش فاضي.

السكرتيرة قابضه على شفتيها: حاولت والله يامستر عيسي لكن هو مصمم يقابل المسؤل عن الشركه ولما عرف أن مستر جاسر مش موجود طلب يقابل حضرتك
عيسي عاقدا حاجبيه: أسمه أيه!
السكرتيرة: رفض يقولي إي حاجه و...
عيسي مقاطعا: خلاص خلاص دخليه. يارب نخلص
- دلف أمجد بخطوات هادئه ثابته لمكتب عيسي ومن خلفه السكرتيره، فنظر له عيسي شزرا حتى أردف قائلا
أمجد ينبره حاده: أنا رائد أمجد محمود إدارة المكافحه.

عيسي واقفا في مكانه: أحم، أهلا ياحضرت الضابط. روحي أنتي وهاتي إي عصير فريش للباشا
أمجد مشيرا بيده: ملهوش لزوم، انا جاي أسأل عن مدير الشركه وعايز أقابله
عيسي بتفكير ممزوج بالتوتر: اا اصل مدير الشركه ورئيس مجلس الأدارة مسافر خارج مصر بقاله فتره
أمجد مضيقا عينيه: بقاله قد أيه وهيرجع أمتي؟!
عيسي حاككا ذقنه: الحقيقه معنديش علم، في أي حاجه أقدر أبلغه بيها.

أمجد واضعا يده بجيب بنطاله: لا. أنا هاجي مرة تانيه يكون هو موجود فيها
عيسي بتوتر: نورت الشركه يافندم
أمجد بتهكم: منورة بيكوا
- أنصرف أمجد ومن خلفه السكرتيرة بينما تنهد عيسي باأرتياح وألقي بجسده المرتعش على المقعد وظل يراوده التفكير في الأمر حتى قاطعه صوت الضوضاء التي أصدرها هاتفه معلنا عن أتصال ما
عيسي بخفوت: هو أحنا مش هنخلص من الحكايه المهببه دي ولا ايه، هو ده وقتك أنت كمان، ألو. أيوة أنا مين.

جوان بصوت أنثوي ناعم: أنا جوان ياعيسي how are you
عيسي باأبتسامه واسعه: أهلا أهلا ياجوي، وحشاني جدا
جوان بدلال: لو كنت وحشتك كنت سئلت على الأقل ياوحش
عيسي بمكر: والله وحشاني ووحشاني أيامك، أنتي أخبارك أيه و أثينا بقت عامله أزاي دلوقت
جوان بمزاح: بتسلم عليك ومستنيه منك زيارة
عيسي باأبتسامه خبيثه: قريب اوي.

جوان باأبتسامه واسعه: المهم أنا دلوقتي في نزلت أسطنبول ترانزيت وهوصل مصر الساعه 8 وعايزاك تيجي تاخدني من المطار على قصر جاسر
عيسي محدقا: أيه ده بجد أنتي جايه مصر، طب وثروت باشا معاكي!؟
جوان مداعبه خصلات شعرها: لا جايه alone
عيسي حاككا فروة رأسه: بس جاسر مش في قصره ومعرفش مكانه
جوان فاغره شفتيها في ذهول: أنت بتقول أيه ياعيسي؟!
عيسي قابضا على شفتيه: بقولك جاسر مش في قصره ومحدش يعرف مكانه.

جوان باأمتغاض: Oh My God , بس أنا جياله مخصوص
عيسي مضيقا عينيه بتهكم: أهاااا معرفش بقي
جوان بتفكير ماكر: خلاص أنا هتصرف
عيسي رافعا حاجبيه: هتتصرفي أزاي يعني بقولك محدش يعرف مكانه
جوان بغرور: أنا جوان، مش إي حد ياعيسي Bey Bey
عيسي بحنق: Bey.

- ضيق عينيه في ضيق حيث يملأ الفضول عقله للتعرف على ما يدور في رأسها السام الماكر الذي يشبه أفعي الكوبرا وبدأ يشعر أنها الوحيدة التي تستطيع بالفعل التعرف على مكانه، وضع قدمه على قدم وأعتلي وجهه أبتسامه برزت أسنانه البيضاء عندما خطر بمخيلته مشهد جاسر عندما يتفاجئ بوصول جوان لأرض مصر.

- كان جاسر يجوب غرفة مكتبه إيابا وذهابا باحثا عن صندوق معدني صغير يحمل العديد ألبومات الصور الفوتغرافيه القديمه وبعض الذكريات الصغيرة في حجمها والكبيرة في قيمتها لديه، أكفهر وجهه وعبس كثيرا عندما أعتقد أنه ضل منه وظل يلقي بأي شئ يقابله حتى أتت إليه كاثرين لكي تري ماذا حدث
كاثرين ناظره حولها: سيدي ماذا أصابك؟ ولما كل هذه الفوضي العارمه.

جاسر بحده ونبره عميقه: الصندوق الصغير اللي كان هنا فين انا قلبت الدنيا عليه ملقيتهوش
كاثرين بتفكير: أتقصد ذلك الصندوق النحاسي القديم؟
جاسر بأنتباه: أيوه هو فين؟
كاثرين: أعتقد أنه بغرفه آسيل أسفل الفراش
جاسر عاقدا حاجبيه: مين آسيل دي!؟
كاثربن محدقه عينيها في ذهول: أنها تلك التي أقسمت على أسرها للأبد، هل يعقل أنك حتى الأن لا تعرف أسمها!
جاسر ممسدا على رأسه: عادي معرفش، يعني أيه آسيل.

كاثرين باأبتسامه: تعني الملساء أو الناعمه
جاسر بنصف أبتسامه: اها. طيب.

- ترك جاسر الغرفه وصعد درجات الدرج الخشبيه حيث رفض أن تأتي كاثرين بذلك الصندوق بدلا منه، بينما كانت آسيل جالسه على المقعد الخاص بطاولة التجميل ( التسريحه ) وقد عقدت شعرها الأسود الطويل على شكل ( ضفيرة ) طويله للغايه تعدت خصرها ببضع سنتيمترات ثم تنهدت بحرارة من ذلك الوضع المؤلم الذي سقطت به، ومرت بمخيلتها تلك الاحلام الورديه التي صنعتها لحياتها المستقبليه هل يعقل ان يكون قد تحطم كل شئ في لمح البصر وأثناء شرودها تفاجأت بأقتحام جاسر الغرفه بصورة مريبه ولم ينظر أتجاهها بل أنحني بجزعه للأسفل للبحث أسفل الفراش على ذلك الصندوق النحاسي فوجده ملقي في المنتصف فمد ذراعه القويه لألتقاطه بينما هتفت به بعصبيه مفرطه قائله.

آسيل بنبره حاده ولهجه عصبيه مفرطه: أنت أتجننت يابني أدم أنت، أزاي تدخل بالشكل ده ومن غير ما تخبط كمان
جاسر ناهضا من مكانه ممسكا بالصندوق: أنا أدخل المكان اللي عايزة في الوقت اللي أنا عايزة
آسيل واضعه يدها في خصرها: خلاص مشيني من هنا وسيبني أروح في داهيه وابقي خد جوله في البيت زي ماأنت عايز
جاسر بقهقهه عاليه: هههههههههها ده بعينك ياعصفورة
آسيل باأمتغاض: يخرب بيتك بارد ولا التلاجات.

جاسر مصرا على أسنانه: لسانك زي الشهد ياعصفورة، عايز قطعه
آسيل بخفوت: كك قطع رقبتك
جاسر مضيقا عينيه: بتقولي أيه سمعيني كده
آسيل باأقتضاب: بقول ياريت تتفضل بره
جاسر بنظرات ذات مغزي: اها
- بادل نظراتها الناريه الغاضبه بنظرات بارده غير مبلايه حتى زاد من حنقها فأمسكت بكوب المياه وألقته بغيظ على باب الغرفه فور خروجه ليسقط متهشما، فحدق بعينيه قبل أن يبتسم عفويا ثم أردف قائلا.

جاسر بسخريه: براحه على نفسك ياأسيرتي أعصابك.

- أنطلق جاسر لساحه كبيره أعلي ( الفيلا ) تسمي ( الروف ) مجهزة بالطاولات المصنوعه من الخوص القوي ومقاعد من الخوص أيضا، جلس بأريحيه على أحد المقاعد وأستند بقدمه أعلي الطاوله، ثم وضع الصندوق فوق قدمه وبدأ يتفحص محتوياته القديمه حيث كان يحوي بعض الصور التي تضم أفراد أسرته وبعض الألعاب الصغيره ( كالبلي الزجاجي وورق الكوتشينه الصغير وكرات ملونه صغيره تابعه لصغيرته مودة وبعض الحيوانات المجسمه، الخ ).

كانت نسمات الهواء العليل التي تداعبه وخيوط الليل المظلم أكبر عامل مساعد على رجوع ذكريات كثيره من الماضي إلى أغوار عقله، فأختفت الابتسامه من على وجهه وأحمرت عينيه غضبا وأشتعالا حتى أن الشعيرات الدمويه قد بدت تظهر في مقلتيه. فقبض على عينيه بقوة لكبح الأنفعال الزائد الذي سيطر عليه فجأة وظل يعلو بصدره في دورات تنفسيه منتظمه يذفر من خلالها كم هائل من الحرارة التي تنبعث من داخله. فتح عينيه فجأة على أصوات أبواق سياره قادمه صوب القصر فضيق عينيه مدققا البصر حتى دلفت السيارة داخل ( الفيلا )وهبطت منها فتاه ذات ملابس خليعه للغايه ( ترتدي كنزه قصيرة بدون أكمام من اللون الأصفر وجيب تصل لأعلي الركبه من اللون الزيتوني القاتم ) نهض من مكانه واتجه للأمام محاولا أكتشاف هويه تلك الفتاه حتى حدق عينيه في ذهول وأنطلق للأسفل بخطوات شبه راكضه. بينما توجهت كاثرين صوب باب القصر لفتحه بعد أن أصدر الجرس رنينه الصاخب للتتفاجئ ويعتريها الذهول الشديد.

كاثرين بصدمه: سس سيدتي جوان! مرحبا بكي في مصر
جوان لاويه شفتيها: أهلا. وسعي من سكتي كده ولا مش عايزاني أدخل
كاثرين بتوتر شديد: اا آآ آ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة