قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الحادي عشر

- كانت لميا جالسه على الاريكة واضعه يدها أسفل وجنتيها ناظره للأمام بدون أن ترمش. فدلفت سهيله من غرفتها مرتديه ثيابها وممسكه بحقيبتها لتنظر إلى والدتها بأشفاق، ثم تنهدت بصعوبه وأردفت قائله.
سهيله بخفوت: ماما. قومي أستريحي جوا ياحبيبتي
لميا: مش عايزة
سهيله قاطبه جبينها: مينفعش كده ياحبيبتي، لازم تستريحي.

لميا بتنهيده: عمري ما هستريح وأختك غايبه معرفش عنها حاجه، ولا عارفه بتعمل ايه ولا مين خاطفها ولا ياتري عمل فيها أيه
سهيله بوغزة في قلبها: اا ان شاء الله ميعملش فيها حاجه ياماما
لميا لاويه شفتيها: أمال خاطفها ليه، بيعلمها لعبة الكوتشينه مثلا. ما هو أكيد ناويلها نيه سودا
سهيله قابضه على شفتيها بضيق: ياارب رجعها سليمه يارب وميمسهاش السوء أبدا
لميا بترجي: يااااارب أنت اللي عالم بالحال يارب.

سهيله: أنا هاروح أجيب جدول الأمتحانات بتاعي
لميا محركه رأسها أيجابا: ماشي ياسهيله خلي بالك من نفسك يابنتي
سهيله مقبله رأسها: حاضر ياماما متقلقيش عليا
- ذهبت سهيله لجامعتها وبحثت كثيرا عن صديقتها التي تنتظرها حتى وجدتها.
نورهان محتضناها: اهلا وسهلا ياسولا. وحشاني
سهيله بأابتسامه خفيفه: وأنتي أكتر
نورهان بحزن: قلبي عندك ياحبيبتي، هو مفيش أي أخبار عنها
سهيله بالنفي: لا للأسف.

نورهان مربته على كتفها: ربنا يرجعها بالسلامه أن شاء الله
سهيله: يارب
نورهان: طب تعالي ناخد الجدول عشان بيقولو فاضل أسبوعين على الفاينال
سهيله بخطوات بطيئه: أوكي يلا
- كادت تنصرف ولكن قطع طريقها ذلك الكائن الغير محبب إلى قلبها، فذفرت بضيق ووضعت يديها على جبهتا تتحسسها برفق ثم أردفت قائله
سهيله ببرود: خير يا سامر
سامر باأبتسامه واسعه: أبدا، وحشتيني بس. وأول ما عرفت أنك هنا جيت فوريره.

سهيله قاطبه جبينها: بجد!؟ طيب عن أذنك
سامر واقفا أمامها: أستني بس رايحه فين
نورهان بحده: من فضلك ياأستاذ سامر بقي ميصحش كده، سيبنا نشوف اللي ورانا
سامر ملوحا بيده: روحي أنتي عشان عايز سهيله في حاجه
سهيله بضيق: مفيش بينا حاجه عشان نتكلم فيها
سامر بخبث: أصلي كنت عايز أقدملك خدمه في موضوع أختك المختفيه
سهيله بلهفه: اا اختي، اانت تعرف تعمل حاجه بجد.

سامر بمكر: أكيد، أخويا ليه معارف كتير في الداخليه ويقدر يتصرف
سهيله وقد لمعت عيناها: اا اا ط طب هو يقدر يي يعمل أيه
سامر باأبتسامه واسعه: طب تعالي نشرب حاجه في الكافيتريا ونتكلم بدل الوقفه دي
نورهان بتذمر: سامر أنت بتستغل الظروف لصالحك
سامر عاقدا حاجبيه: أنا! لا أبدا بس الوقفه كده مش حلوة وانا عايز أعرف منها كل اللي حصل عشان أحكي لعيسي أخويا
سهيله بدون تردد: طب أنا موافقه، بس هو المرة دي وبس.

نورهان محدقه: سس سهيله!
سهيله: مقدرش يانور أسيب إي خيط ولو صغير من غير ما أمسك فيه.

- على وجه سامر أبتسامه خبيثه وشعر بنشوة الأنتصار عليها أخيرا، فلقد سقطت بالفخ الذي صنعه له بأسم أختها المفقودة وأوهمها أن أخيه سوف يقوم بأعادتها له. أصطحبها إلى المقهي الخاص بالجامعه وجلسا لكي تسرد عليه ما حدث، بينما رأهم أصدقاء السوء فقاموا بتلثين الكلمات عليهم خاصه وأنهم يعلمون ما مدي كرهها له، فكيف تبدلت الأوضاع هكذا وقبلت بجلوسهما منفردين.
سهيله بتنهيدة: بس كده ده اللي حصل.

سامر واضعا يده على كفها: طب أهدي يا سوو، وانا هعمل إي حاجه عشان أختك ترجع لحضنك
سهيله ساحبه يدها بسرعه: سامر لو سمحت أنا مش بحب الأسلوب ده و...
سامر مشيرا بيده: بس بس خلاص انا أسف، كل الحكاية اني عايز أطمنك لأني مقدرش أسيبك تشيلي الهموم لوحدك
سهيله مديره رأسها للجهه الاخري: شكرا. لو فعلا هتقدر تعمل حاجه أبقي بلغني، غير كده يبقي متتعبش نفسك
سامر: اكيد هاقدر أوصل لحاجه، بب بس ممكن رقم موبايلك.

سهيله مضيقه عينيها: أفندم!؟
سامر مبررا طلبه: يعني عايز أبلغك بالاخبار ولو عيسي حب يستفسر عن حاجه، وبعدين الامتحانات بعد اسبوعين ومفيش محاضرات تاني يعني مش هاشوفك
سهيله بتفكير: لا مينفعش
سامر بضيق: أمال هوصلك أزاي
سهيله بخبث: هات رقمك وأنا اللي هابقي أتصل بيك
سامر محدقا: وأيه الفرق
سهيله رافعه أحدي حاجبيها: الفرق أني هاجيب خط جديد وأكلمك منه وبعد كده هاقفله
سامر في نفسه: أه يابنت اللئيمه. ده أنتي داهيه.

سهيله: ها. هاتديني الرقم ولا أمشي
سامر باأبتسامه مصطنعه: اه طبعا. أتفضلي الكارت أهو
( أعطاها كارت ورقي صغير مدون عليه أرقامه والحساب الخاص به على مواقع التواصل الأجتماعي. فوضعته بحقيبتها الصغيرة وأنصرفت على الفور دون أن تلقي عليه السلام، مما تسبب في أغاظته وأثارة حنقه )
سامر بخفوت جاززا على اسنانه: أنتي بتصيعي عليا أنا وعامله نفسك بتفهمي أوي، ماشي يا، يا سوو هيجي يوم وتبقي تحت رحمتي أكيد.

- كانت آسيل قابعه في مكانها على الأريكه الكحلية القاتمه المقابله للشرفه، حيث أسندت رأسها على مرفقها المسند على ظهر الأريكه فشعرت بحركة المقبض ينفتح، لوت شفتيها بأمتغاض. فدلفت إليها كاثرين ممسكه بحامل الطعام الذي يحمل العديد من الأطباق الشهيه والمتعددة، ثم وضعتها على الطاوله وأقتربت منها بهدوء فمسدت على ذراعها برفق هاتفه بنبرة رخيمه
كاثرين: أتمني أن تتناولي طعامك كاملا اليوم.

آسيل باأقتضاب: شكرا مش عاوزه
كاثرين: سيدتي الصغيرة لا يجوز ما تفعلينه بكي، فلقد بدأ وزنك بالنقصان بصورة واضحه
آسيل قاطبه جبينها: أنتي أصلك ايه؟ قصدي منين يعني
كاثرين باأبتسامه عفويه: ترجع أصولي لليونان بلد الأغريق، ولكن قضيت أغلب العمر بأراضي البلاد العربيه. لذلك أتحدث العربيه بطلاقه
آسيل: اها
كاثرين مشيرة بيدها للطعام: هل أحضر لكي طاولة الطعام هنا بالقرب من الشرفه.

آسيل بتهكم لاويه شفتيها: شرفه! هي فين الشرفه دي ما هو اللي منه لله قافل كل حاجه في وشي ربنا ينتقم منه وأشوفه متعلق في حبل المشنقه و...
كاثرين مقاطعه بضيق: سيدتي الصغيره، أتمني أن تتحكمي بلجام لسانك أكثر من ذلك، فأن سيدي الشاب حاد الطباع غليظ التعامل وأخشي عليكي من تصرفه ضدك أذا أستمع تلك الكلمات منكي
آسيل بحده: هيعمل أيه يعني أكتر من اللي عمله، مش كفايه الحبسه اللي أنا فيها هنا.

كاثرين فاركه يدها بقلق: كوني حريصه في تعاملك معه فأن سيدي ي...
( لم تستكمل كاثرين كلمتها حيث قاطعها صوت جاسر الجهوري الصارم هاتفا بأسمها، فهرولت إليه بسرعه ودلفت للخارج لتلبية نداءه المتكرر )
كاثرين: أمرك سيدي
جاسر عاقدا حاجبيه بتزمجر: بتعملي ايه جوه!؟
كاثرين: هذا موعد الغداء، فأعددت وجبة غذائيه لأجلها ودلفت للداخل لكي تتناولها
جاسر واضعا يده في جيب بنطاله: وكلت؟!
كاثرين قابضه على شفتيها: لا ياسيدي.

جاسر بصوت أجش: عنها ما كلت. روحي شوفي شغلك وأنت أقفل الباب ده كويس
الحارس: حاضر ياباشا
كاثرين: ...
- أستمعت آسيل لحديثه عنها فعقدت حاجبيها بضيق وجزت على أسنانها وأردفت قائله: أنسان غبي!

- نظرت بعينيها صوب الطعام الموضوع على الطاولة وألتهمته بعينيها حيث كانت تتضور جوعا وتتلوي معدتها لأشتهاء الطعام. فلقد كانت أسيل رافضه الطعام طيلة الأيام الماضية وظلت مكتفيه بعدة لقيمات صغيره حتى لا يظهر أنها تناولت منه، أتجهت صوب الطعام وظلت تلتقط اللقيمات الصغيرة لتلتهمها بين فكيها بشراهه ولم تكتف بهذا القدر القليل فأزداد عدد اللقيمات التي تناولتها عن كل مرة، وفجأة توقف فمها عن مضغ الطعام وعلقت اللقيمه بحلقها عندما أستمعت لمقبض الباب الفضي ينفتح. حيث دلف جاسر آليها بحده ونظر إليها بتهكم.

جاسر هاتفا: لما أنتي جعانه بتكابري ليه!؟
آسيل مبتلعه بصعوبه: اا آ آ كح كح كح آ
جاسر مشيرا لها بيده لتتوقف: بس بس متكلميش. كملي اكلك
- قالها ودلف للخارج بخطوات سريعه ثم صفع الباب بقوة أنتفضت على أثرها، فأبتلعت الطعام ثم هتفت قائله
آسيل بحنق شديد: والله ماانا مكمله طغح، كتك الأرف سديت نفسي.

- كان أمجد داخل مكتبه بالأدارة واقفا أمام ذلك الشباك الخشبي الصغير واضعا يده في جيب بنطاله، فألتفت لمجدي وهو يهتف قائلا.

أمجد بتفكير: ما هو مفيش غير سببين يخلو الليث يعمل كده، اول واحد أنه يكون حس أن آسيل قربت توصل لهويته وساعتها طبعا هتكشفه لينا فاأضطر يخطفها قبل ما توصل وفي الحاله دي عمره ما هيرجعها بأرادته لانها هتكون كشفته فعلا. والسبب التاني يكون انتقام مني انا عشان بدور وراه وساعتها برده مش هيرجعها.

مجدي حاككا رأسه بتفكير: أنا برجح الفكره الأولي، لانه لو عايز ينتقم كان خلص عليك ومكنش هيفكر حتي. السؤال هنا بقي ياتري أيه اللي وصلتله آسيل أو عملت أيه يخليه يشك ويقلق منها
أمجد وقد لمعت عيناه فجأه: شركة النور. أنا لازم أروح لصاحب شركة النور هو ده اللي عنده المفتاح
مجدي بنبره جادة: معاك ياصاحبي.

- ألتزم جاسر مقعدة الوثير بغرفة المكتب، أسند رأسه على ظهر مقعده وظل يطرق طرقات خفيفه بقلمه الفضي على سطح مكتبه الخشبي الزان. حتى أستمع لطرقات على خافته على باب مكتبه فأعتدل في جلسته مستندا بمرفقيه على سطح المكتب بينما خطي عيسي بخطوات ثابته صوب المقعد المقابل له
عيسي بنبرة جاده: اول ما طلبتني خلصت شغل وجيتلك
جاسر ممرا بأصابعه بين خصلات شعره الغزير: الرجاله خلصوا شغل في البضاعه اللي جت.

عيسي حاككا رأسه: خلصنا نص الكميه وبعد ما صفيناها اتعبت وأتوزعت في يومها، ناقص النص التاني
- نهض جاسر عن مقعدة وجلس قبالته قائلا
جاسر بجديه: عايز أفتح مصنع ماس
عيسي فاغرا شفتيه: هاا م ماس
جاسر معتدلا في جلسته: آه ماس، انا عملت دراسه للفكره وداخله دماغي أوي. وقررت كمان أن المصنع هيكون في البرازيل
عيسي محدقا بصدمه: ايه ايه ايه، مالك داخل سخن كده ليه. لزومها أيه اصلا نشتغل في الألماظ.

جاسر بثقه: فلوسه تضرب اي فلوس شغل تاني
عيسي لاويا شفتيه: وهو أحنا ناقصين ياليث
جاسر مداعبا أصابع يده: الفكره مش عشان الفلوس بس، الحكايه عجباني
عيسي بتهكم: وأشمعنا البرازيل
جاسر بأبتسامه من زاوية فمه: عشان أرض البرازيل كلها الماظ، يعني من الدول الاولي اللي بتصدره
عيسي بسخريه: وياتري هتعيش في البرازيل على طول
جاسر رافعا حاجبيه: مين قالك اني هسافر! ده أنت اللي هتابع الموضوع تحت أشرافي.

عيسي محملقا بصدمه: اا ا انا! أنت بتهزر
جاسر مضيقا عينيه: من أمتي بهزر في الشغل!؟
عيسي بحده: وانا أستحاله ا...
( قطع حديثه رنين هاتفه بصوت صاخب ليعلن عن أتصال من أخيه الأصغر، فذفر بضيق وضغط للأيجاب باأمتغاض )
عيسي باأقتضاب: خير ياسامر، عمال تتصل من الصبح وانا مش فاضيلك
سامر بمرح: معلش ياعيسوي عايزك في موضوع مهم
عيسي بحده: لم لسانك، وبعدين موضوع أيه ده اللي مش عارف تستني لحد ما أرجع عشان تقوله.

سامر: عايزك في خدمه كده تعملهالي، بس مش هينفع أحكيلك في التليفون
عيسي بغضب: ولما هو مينفعش في التليفون، قارفني من الصبح بأتصالاتك ليه
سامر ببرود: عشان أستعجلك الموضوع ميستناش
عيسي قابضا على شفتيه: ماشي هاجيلك. سلام
- أغلق الهاتف على الفور وهب من مكانه واقفا وهتف قائلا
عيسي بجديه: أسمع ياليث، انا مش هعيش في البرازيل ولا هلخبط حياتي و...

جاسر بحده: مين قالك يابني أدم هتعيش في البرازيل، انت هتسافر تأدي مهمه معينه وترجع
عيسي بعد أهتمام: متفرقش كتير، انا بصراحه مش فايق للمناقشه النهارده. هامشي ونتكلم وقت تاني
جاسر ناهضا من مكانه بتشنج: انا برده شايف، كده أحسن أعصابك فالته منك النهارده ومش عايز احاسبك على ده
عيسي موليه ظهره، وأردف متهكما: كتر خيرك. سلام.

- صعد جاسر للطابق الأعلي، والذي يعلو الطابق الأول بعدة خطوات. جلس بالشرفه المظلمة التي تكمن بداخل غرفه فارغه، حيث داعبت نسمات الهواء البارده بشرته القمحية وشعر بالهدوء والسكينه تجتاح كيانه الغامض.

بينما كان الحارس الخاص بغرفة آسيل يرتشف بعض قطرات الشاي الساخن أستمع لأصوات صارخه مدويه من داخل غرفتها. فأسرع بأدارة مقبض الباب وفتحه على مصرعيه ليجدها ملقاه أرضا وممسكه معدتها بقبضتي يدها وما زالت تصرخ وتتأوه من الالم، فأردف الحارس بفزع هاتفا
الحارس بفزع: في أيه مالك ياست أنتي
آسيل بصراخ: اااااااه ااه بطني مش قادرة، معدتي بتتقطع من جوا اااااااه الحقني ابوس ايدك شوفلي دكتور ولا أي حد اااااي.

الحارس مهرولا للخارج: ثواني أشوف الباشا فين ييجي بسرعه يشوفك
آسيل بتألم: اااااه.

- ما أن دلف الحارس للخارج مهرولا حتى نهضت آسيل عن جلستها تلك وأطلت برأسها خارج الغرفه لتري ما أن كان المكان آمنا لها للهروب من براثن ذلك الرجل. ثم أنطلقت بخطوات سريعه للأسفل، بينما صعد الحارس سريعا للطابق الأعلي ليخبر جاسر بما حدث فقطع عليه تلك الخلوة الهادئه التي صنعها لنفسه، وعندما قص عليه الحارس ضيق عينيه وشعر بريبه في الأمر فأنطلق للأسفل بخطوات متعجله ودلف للغرفه ولكنه لم يجدها. ثارت ثائرته وجاب الغرفه ذهابا وأيابا وهو يصيح فيه بأصوات صارخه لأنه ضرب بأوامر سيده عرض الحائط وترك مكانه.

جاسر بنبرة ثائرة وصوت أجش وهو ممسكا بياقته: هي فين اللي بتصرخ وبتتلوي من الوجع ياافندي، حتت بت زي دي مفعوصه تديك انت يابو طول وعرض على قفاك
الحارس بنبرة مرتجفه: وو و يي ياباشا وا والله كانت هنا وو و
جاسر دافعا أياه بقوة: غووووور من وشي ياحيوان
- خطي جاسر بقدميه بسرعه هابطا للأسفل عبر الدرج الرخامي وأنطلق نحو مدخل القصر ووقف هاتفا لرجاله، حتى حضروا إليه مهرولين
الحارس 1: أأمر ياباشا.

جاسر بنبره عميقه: البوابه تتقفل حالا وكل مداخل القصر تتأمن، البت دي لو خرجت من القصر فيها رقابيكوا كلكوا
الحارس 2 بقلق: حاضر ياباشا
جاسر ملوحا بيده بحده: غورو من وشي
كاثرين مرتجفه بشده: سس سيدي لا تقلق، لم يمر على أختفائها الكثير
جاسر ملتفتا إليها بحده: روحي شوفيها جوه
كاثرين دالفه للداخل: أمرك.

- دلف جاسر للداخل يعتريه الغضب الشديد وسيطر عليه حالة من العصبيه المفرطه وظل يجوب ساحة القصر يفكر بنفس طريقه تفكيرها حتى يستطيع معرفه المكان الذي قد تلجأ إليه هربا منه. حتى لمعت عيناه بفكره وجد أنها هي التي ستكشف له مكانها
جاسر هاتفا بنبره عميقه: كاااااااثرين. هاتي روكس بسرعه
كاثرين محدقه: رر روكس! أمرك.

- ذهبت كاثرين بخطي سريعه للخارج لأحضار ( روكس ) وعادت به تسحبه خلفها من لجامه ( سلسلته الفضيه ) وأعطت لجامه لجاسر، ألتقطه جاسر وصعد به لغرفتها سريعا وظل يبحث بعينيه الثاقبتين حتى وجد ( أيشاربا صغيرا ) من اللون الوردي ملقي على الأرضيه بجوار الفراش، كانت ترتديه آسيل حول عنقها عندما قام باأختطافها. فأقترب منه وأمسكه بيده ثم قربه من أنف روكس حتى يشتم رائحته بعمق، فظل يصيح وينبح فتركه جاسر لينطلق للأسفل، ظل روكس يركض بساحه القصر ويشتم بأنفه الثاقبه آثر رائحة ( الأيشارب ) حتى خطي بقدمه نحو أسفل الدرج حيث يوجد بأسفله مكان فارغا أختبئت هي به ظنا منها أنها سوف تهرب بعد أن يتناسي أمرها، ولكن كشف روكس عن ذلك المكان. وعندما وجدها ظل ينبح بصوتا عاليا وأمسك طرف تنورتها بأسنانه ليجذبها إليه فصرخت عاليا بصوت مدوي خوفا من ذلك الكائن المغطي بفراء أسود كاحل، بينما ركض جاسر ناحيته قبل أن يمسها بسوء رغما عنه وهتف بأسمه مناديا عليه ليتوقف عن جذبها ثم أتجه صوبها.

جاسر بصوت آجش: رووووكس، تعالي هنا. أنتي بقي عايزة تهربي ياعصفورة
آسيل برعب: لا لل لا. اا إإآ أبعد البتاع ده عني
جاسر ممسكا بلجام روكس: أخرجي من عندك حالا
آسيل بخوف زائد: طب أبعد من هنا أنت والزفت ده
روكس بنباح: هووو هوو هو هوووووو
جاسر قابضا على اللجام: أهدا ياروكس. أطلعي من عندك بقول.

- تقدمت آسيل بتأني زاحفه على الأرضيه الرخاميه وبعد أن أبتعدت عن الدرج أستندت على ركبتيها لكي تقف قبالته، كادت تتحرك ولكن بادرها جاسر هاتفا بلهجه آمره
جاسر بتوعد: والله لو أتحركتي من مكانك لأكون مسيب عليكي الكلب يقطعك
آسيل بأنتفاض: لاااا الكلب لا.

- لمعت عيناه عندما أكتشف نقطة ضعف أخري لديها فأشار لأحد رجاله كي يصطحب روكس لمضجعه بينما أمسك هو بذراعيها بقبضته الصلبه ورفعها من على الأرض حتى أصبحت لا تلامس قدماها الأرضيه وهتف لها وهو يصر على أسنانه بقوة.
جاسر بنبره عميقه: أنتي متعرفيش أن أسري بقي أجباري عليكي وهتفضلي فيه لحد ماأنا أقول خلاص
آسيل مرتعده من هيئته المخيفه: اا ا انا انا...
جاسر مضيقا عينيه: أنتي أيه ياأسيرتي؟! فاكره أنك ذكيه!

آسيل مستجمعه رباطة جأشها: أوعي أيدك من عليا، نزلني اااااي
جاسر قتبضا على ذراعها بقوة: لا
آسيل بتلوي: اااه دراعاتي ااااي سيبني بقي
جاسر هاتفا بقوة: كاثرررررررررررين
آسيل بأنتفاضه: هاااااا
جاسر بصوتا خافتا وعيون مترقبه كالصقر: أنا معنديش صبر، وقربت أقفل منك خالص وساعتها متلومنيش على اللي هعمله معاكي
كاثرين: أمرك سيدي؟
جاسر تاركا لذراعها بحده: خدي العصفورة على فوق
كاثرين ممسكه بها: أمرك.

- أصطحبتها كاثرين للأعلي بينما كانت آسيل تلعن حظها العسير ومحاولتها التي باءت بالفشل للمرة الثانيه، وبعد أن لمحها جاسر وهي تدلف لداخل غرفتها هتف بأسم أحد حراسه حتى لبي نداءه وحضر على الفور
الحارس: أيوة معاليك
جاسر مشيرا بأصبعه: شايف الباب اللي فوق ده؟ عايزك 24 ساعه قدامه متطلعش منه مخلوق
الحارس مومأ رأسه أيجابا: حاضر معالي الباشا.

جاسر قابضا على شفتيه بقوة: والحيوان اللي كان واقف هنا يسيب الحراسه في قصري حالا، أنقلوه على الجراج
الحارس محركا رأسه: حاضر ياباشا
جاسر ملوحا بيده: أمشي من هنا
- مسد على رأسه بهدوء وتنهد بحرارة وأرتياح بعد أن تأكد من وجودها بحوزته، دلف لمكتبه وبعد أن جلس على الاريكه الجلديه بجانب المكتب على رنين هاتفه بنغماته العاليه والصاخبه فنظر لشاشة هاتفه لاويا شفتيه ثم ضغط عليه للأيجاب
جاسر بتأفف: أيوة.

: ليث. في قوة دلوقتي جايه تفتش البيت عندك
جاسر مضيقا عينيه: أنت بتقول أيه؟!
: بقولك أمشي من عندك فورا وأتصرف في البت اللي معاك حالا عشان في قوة جايه تفتش
جاسر بلهجه متوعده ومتربصه: وماله؟! يشرفوا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة