قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني عشر

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل الثاني عشر

- ضيق جاسر عينيه بحده ونظر أمامه بعيون كالصقر المنتظر ألتهام فريسته، ثم ضرب بقبضته القويه على سطح المكتب بقوة حتى دوي صوتها في المكان.
- في منزل عيسي. وصل عيسي مرهقا لا يستطيع تحمل إي كائن على وجه الأرض، خاصة بعد أن أبلغه جاسر بسفره القريب لدولة البرازيل. فدخل منزله مكفهر الوجه عابس الملامح ليجد أخيه الأصغر بأنتظاره فذفر أنفاسه بحنق شديد وأردف إليه بلهجه متذمرة.

عيسي بتذمر: خير ياأستاذ سامر، ياتري أيه اللي خلاك تستناني ومتخرجش مع أصحابك كالعادة دلوقتي
سامر باأبتسامه واسعه: معلش الموضوع ميستناش ياعيسوي. سوري سوري قصدي ياعيسي
عيسي عاقدا حاجبيه: ايه الزفت اللي ميستناش ده
سامر حاككا ذقنه بتردد: بصراحه كده في واحدة زميلتي في الجامعه أختها أتخطفت، ومش عارفين هي فين ولا قادرين يوصلولها بقالهم أسبوعين.

عيسي لاويا شفتيه: واحنا مالنا بحاجه زي دي، حد قالك إني وزير الداخليه
سامر وقد لمعت عيناه: لا، بس تعرف ناس واصلين اكيد يقدرو يساعدوك. وخصوصا مديرك الغامض ده
عيسي جالسا بأريحيه على الأريكه: وياتري بقي اللي خاطفينها عايزين فديه ولا عايزين أيه
سامر جالسا جواره: لا لا فدية أيه، واضح أن الموضوع أكبر من كده بكتير ياعيسي. أصل البت محاميه شاطرة و...

- أعتدل عيسي في جلسته عقب سماع كلمته الأخيرة وتبدلت ملامحه للتوتر والقلق، ثم بادره قائلا
عيسي مقاطعا له: أستني أستني، أنت بتقول البت محاميه شاطرة ومخطوفه من أسبوعين
سامر مومأ رأسه: أيوة وخطيبها ظابط وباباها محامي معروف. أختها بقي تبقي زميلتي وهي اللي...

- لم يستمع عيسي لبقية حديثه حيث غطت هاله سوداء على أذنيه وحواسه ولم يعد قادرا على أستيعاب ما يحدث، فلقد أتضح له معرفة أخيه لتلك الضحيه وأختها ليس ذلك فحسب. بل أنه يسعي لمساعدتها في عودة أختها المفقودة من جديد، أبتلع ريقه بصعوبه بالغه عندما رأي بخياله ما قد يحدث إذا أنكشف أمرهم أو عثر أيهما على دليل ضدهم حتى قاطعه شروده هتاف أخيه له عدة مرات
سامر ملوحا بيده: أييييه روحت مني فين ياعمنا.

عيسي باأنتباه: هاا معاك معاك
سامر عاقدا حاجبيه: المهم عايزك تحاول تتصرف في أي حاجه عشان أقدر أكسب قلب أختها
عيسي كابحا توتره: طط طيب طيب، أبقي أكتبلي كل المعلومات في ورقه وأنا هاشوف صحابي في الداخليه يقدرو يعملو حاجه ولا لأ
سامر قد أنفرجت أساريره: حبيبي ياعيسي، بجد مش هنسهالك لو عرفت توصل لحاجه
عيسي ناهضا من مجلسه: ماشي ماشي، تصبح على خير.

- جمع جاسر رجاله الذين يحرسون مداخل قصره والذين يعملون تحت آمرته، وأمرهم بالتعامل الفوري مع قوات الشرطه التي في طريقها إليهم. حيث شدد عليهم بعدم ترك أي منهم حيا يرزق، فوزع على كل منهم مهامه المكلف بها في حراسة القصر وأنطلق بعدها لمكتبه بثقه أن الأمر لن يستمر طويلا.

وما هي إلا لحظات وأستمع جاسر لأصوات عربات الشرطه المصفحه تحتل المكان وتلاها أصوات إطلاق الرصاص المدوي. ظل قابعا على مكتبه لم يتحرك من مكانه فقط يستمع لتلك الأصوات المعاركيه خارج قصره، بينما فزعت آسيل وأنتفضت من فراشها ثم توجهت صوب تلك الشرفه المغلقه بالزجاج ونظرت من خالاها لتجد أرواحا تسقط فاقده لحياتها، فشهقت وهي تضع يدها على فمها وسالت الدموع على وجنتيها خوفا على تلك الارواح وفزعا من الحرب الدمويه التي سادت بالقصر وما زاد من ذعرها هو رؤيتها ل مجدي صديق أمجد وهو يتلقي بضع الرصاصات في صدره. فصرخت بصوتا هيستريا مدوي وظلت تصرخ وتصرخ خوفا من أن يكون أمجد بالمكان أو يصيبه سوء.

وفجأة توقف صوت إطلاق النار بعد حرب دامت لمدة 20 دقيقة كامله، حيث جلست آسيل في زاويه الغرفه تبكي وتصرخ بشده. بينما كان جاسر في مكانه لم يتحرك خطوة واحده وترك المهمة كامله لرجاله وعندما أنتهوا من تنفيذ أوامره دلف أحدهم لغرفة المكتب بوجه جامد خالي من المشاعر وأردف قائلا
الرجل: كل أوامرك أتنفذت
جاسر بجديه: في حد وقع من عندنا
الرجل قابضا على شفتيه: أتنين معاليك
جاسر عاقدا حاجبيه: وهما؟

الرجل: وقعنا 11 واحد ومتبقاش حد فيهم
جاسر ناهضا من مكانه: العربيات بتاعتهم مش عايز ليها إي آثر، وجثثهم تدفن ومتظهرش على وش الأرض
الرجل: تمام معاليك
جاسر مشيرا بأصبعه: نفذ الأمر حالا قبل ما الوقت يفوت
الرجل ناظرا للأسفل: أمرك.

- أنصرف الحارس ذات البنيه الشديدة بينما ظل جاسر شاردا بأمر الخطوة التاليه التي سيخطوها حتى قطع تفكيره صوتها الذي دوي في أرجاء القصر صراخا هيستريا فقبض على شفتيه بأامتغاض وتوجه خارج المكتب صوب الدرج ليصعد للأعلي، ثم أدار المقبض بقوة لينفتح الباب على مصرعيه. وما أن رأته أمامها حتى هبت واقفه في مكانها وصرخت به قائله.

آسيل بصراخ وبكاء: حسبي الله ونعم الوكيل فيك مش مسامحاك أكيد خاطيبي كان من اللي خلصت عليهم تحت، أنت أيه شيطان أنا بكرهك مش عايزة أشوف وشك. ده انت ربنا هينتقم منك أشد أنتقام
- قبض على ذراعها بقبضته الصلبه وصر على أسنانه بقوة وغضب هاتفا بنبرة عميقه حادة
جاسر بقوة: أحنا مش عايشين في الجنه فوقي، أحنا على الأرض. لو متغديتش بيهم هيتعشوا بيا أعتبريني بدافع عن نفسي ياحضرت الأستاذه.

آسيل بحده: والناس اللي ماتت والارواح اللي راحت
جاسر دافها آياها: هما اللي بدأوا معايا وانا مبسكتش عن حقي
آسيل عاقده حاجبيها: حقك! إي حق اللي بتكلم عنه
جاسر هامسا بالقرب من أذنها: حقي في الحياه يا، ياأستاذة
- هتف بكلمته ثم أولاها ظهره دالفا خارج الغرفه بينما وضعت هي رأسها بين راحتي يدها وألتقطت أنفاسها المختنقه بصعوبه وكأن الهواء لا يريد العبور عبر رئتها رافضا لحياتها البائسه.

- شعر عيسي بالخطر يحلق فوق رأسه ويحاوطه فقرر تأمين حياته عن طريق مهاتفة ثروت، فأولا وأخيرا هو صاحب الكلمه التي تسمع بأمر تلك الفتاه.
ثروت رافعا حاجبيه: أنت بتقول أيه ياعيسي
عيسي بتوتر: زي ما بقولك كده ياباشا، البت دي وجودها معانا خطر لازم نشوف حل
ثروت حاككا فورة رأسه: مينفعش نسيبها، دش عرفت ليث يعني خروجها من تحت أيده سليمه ده يوديه في داهيه.

عيسي فاغرا شفتيه: طط ط طب وبعدين، ماهو لو راح في داهيه مش هيروح لوحده ياثروت باشا
ثروت ناظرا أمامه بشر: يبقي لازم تموت، والنهارده قبل بكره
- داخل الأدارة. بغرفة العقيد / سامي
وقف أمجد مصدوما مزهولا لا يستطيع التفوه بكلمه حيث الجمت تصريحات العقيد / سامي لسانه وعقله فأضعف قدرته على التفكير
أمجد بذهول: حضرتك بتقول أيه يافندم.

سامي قاطبا جبينه: اللي سمعته ياسيادة الرائد، القوة اللي أتبعتت أختفت وملهاش أثر على وش الأرض وبعتنا قوة تانيه مسحت المكان مسح ملقيتش ليهم أثر
أمجد بتوتر شديد: اا ا آ آ أزاي بس يافندم، مجدي مكلمني قبل أقتحام القصر ده بدقايق وقالي أنه على وشك التعامل
سامي باأمتغاض: حتى مجدي مش لقينو. يعني هيكونوا راحوا فين، أتبخروا
أمجد مكفهر الوجه: ليه بس يافندم مخلتنيش أطلع معاهم.

سامي بجديه: أنتوا الأتنين مع بعض! لا طبعا. ثم أن معلوماتك مكنتش كافيه ولا فيها أدله حتى عشان أسيبك تطلع أذن النيابه وتقتحم بيه بيت رجل أعمال زي ده مكنش ينفع أوافقك على خيالاتك
أمجد مطأطأ رأسه: ...
- flash back.

ذهب أمجد إلى شركة النور للأستيراد وقام بمقابلة السيد ( لطيف ) مدير الشركه، حيث أستفسر منه عن هوية تلك الشركه الكبري التي تقوم بشحن بضائعه من الخارج وتوصيلها له. حيث أفاض ( لطيف ) بكل ما يعرفه من معلومات عن العرب جروب. و قالها مسبقا لآسيل حينما قامت بزيارته، وعندما شعر أمجد بريبه أتجاه ذلك الذي يدعي ( جاسر ) قرر في قرارة نفسه أن يحاول أقتحام هذا العالم ليري ما به. فأخبر رئيسه بالادارة بما علم وبأمر شحنة الأدوات المدرسيه الأخيرة التي قام رجل الاعمال ( السعيدي ) بالأبلاغ عنها ولكن بعد التحريات وتفتيش البضائع لم يأتي البلاغ بالاخبار الصحيحه.

- وافقت النيابه على أمر تفتيش منزل جاسر كنوع من البحث عن إي خيط رفيع يدلهم على نوعية تجارته، ولكن لحق بجاسر أحد رجاله بالداخليه وأخبره عن ما حدث ليأخذ حذره.
- back
- بدأ أمجد بفقدان الأمل في الوصول لليث أو كشف شخصيته، ولكن رأي في مخيلته شبح أبتسامه آسيل وشعر أنه يشتم عطرها الأخاذ بأنفه فتنهد بحرارة وأستجمع قوته حتى يستطيع أستكمال مسيرته
في منزل آسيل داخل غرفة والدها تحديدا.

كانت لميا تقف بجوار الفراش الراقد عليه رؤؤف وممسكه شريط به بعض الكبسولات الكيميائيه وكوب من الماء البارد، وأثناء أعطائها الدواء له توقفت عندما ألقت سهيله على مسامعها ما حدث ما زميلها بالجامعه
لميا بملامح حزينه: بجد ياسهيله، يعني هو أخوه هيقدر يوصل لحاجه
سهيله: أيوة ياماما. قالي أخوة يعرف ناس كتير في الداخليه وهيقدر يتصرف ويوصل لأي معلومات عنها
لميا بتنهيده باردة: يااريت يابنتي.

رؤؤف: كح كح كح ربنا يعطرنا فيها بقي
سهيله ممسده على كتف والدها: أن شاء الله هنلاقيها يابابا
رؤؤف واضعا يده على رأسه: هاتيلي القلم بتاع الأنسولين ياسهيله، السكر وطي عليا
سهيله بخطوات متعجله: حاضر يابابا حالا
- بعد أن دلفت سهيله خارج الغرفه، أردف قائلا بهمس
رؤؤف هامسا: هو أمجد متصلش تاني بعد ما شد مع سهيله
لميا لاويه شفتيها: لا متصلش
رؤؤف بتنهيده: طب كفايه تسخني في البت هي مش ناقصه.

لميا بحده: وانا مالي يارؤؤف، وبعدين بنتك مغلطتش هي قالت الحقيقه
رؤؤف بهدوء: لا غلطت، أمجد أكبر منها حتى لو بكام سنه بس ومكنش يصح تتهمه بأنه السبب أو تتعصب عليه بالطريقه دي
لميا وقد بدأت الدموع تتكون في مقلتيها: أمال اللي حصل لبنتي وغيابها هو اللي صح يارؤؤف
رؤؤف قابضا على كفها بحنو: لا يالولو، بس الراجل ملهوش ذنب وبرده بيسعي ويدور عشان يوصلها
لميا ناظرة للأسفل: طيب يارؤؤف.

- كان ثروت جالسا بحديقة منزله المترف والمرفه حينما جاءه أتصالا من أحد رجال الداخليه الذي يعمل تحت أمرته وتحت أمر الليث. وبعد أن هتف به صائحا بغضب لما فعله ليث حاول ثروت التهدئه من روعه
ثروت بضيق: طب أهدي
: أهدي أزاي ياثروت، بقولك خلص على القوة اللي راحتله وحتى عربيات الشرطه أختفت والضباط ملهومش أثر
ثروت محدقا: للدرجه دي كان متهور!

: متهور دي كلمه قليله، دي الداخليه مقلوبه على الضباط اللي اختفت وعربيات الشرطه، مع أني كلمته وحذرته عشان يلحق يتصرف والحكايه تعدي وكأن مفيش حاجه، مش يخلص على طقم كامل
ثروت مصرا على أسنانه: خلاص البت دي نهايتها قربت وشهادة وفاتها هتتكتب النهارده بس سيبني اتصرف معاه
: طيب ياثروت، أتصرف بمعرفتك.

- أغلق ثروت هاتفه وألقاه بجواره بحده بينما لفت جوان ذراعيها حول عنقه وجلست على ذراع مقعدة ملتصقه بجسدها به ثم هتفت بدلال
جوان بدلال: مالك يابيبي، مضايق ليه
ثروت باأقتضاب: ليث بيعوك ياجوان وأخرة العك وحشه
جوان بقلق: عك أيه؟ هو عمل أيه
ثروت ملتفتا إليها: مش مهم تعرفي ياجوي، المهم جهزي نفسك هتنزلي مصر قريب اووي
جوان وقد أنفرجت أساريرها: بجد ياحبيبي
ثروت مضيقا عينيه بغضب: أيوة بجد.

- كان جاسر بغرفته المظلمه بالطابق الأعلي عندما أصدر هاتفه رنينا صاخبا معلنا عن أتصالات متتالية من ثروت، فاأضطر للرد عليه للتخلص من ملاحقته
جاسر باأمتغاض: أيوة
ثروت بحده: أيه اللي انت هببته ده ياليث
جاسر ببرود: مالك كده عفاريت الدنيا بتتنطط قدامك ليه
ثروت بنبرة عميقه جهوريه: طقم شرطة كامل بالعربيات والاسلحه تخلص عليهم ياجبار، هو أنت خلاص مفيش حد يقدر عليك ولا أيه؟

جاسر مداعبا أنامل يده بلامبالاه: لا محدش يقدر عليا، وبعدين في كل الأحوال مكنتش هلحق أتصرف عشان الراجل بتاعك مبلغني قبل الهجوم ب10 دقايق
ثروت بلهجه آمره: البت وش المصايب اللي عندك دي تتخلص منها فورا. سامعني ياليث فوراااا
جاسر حاككا ذقنه: ماشي.

- أغلق جاسر هاتفه ثم حك رأسه بتوتر ونهض عن مكانه واضعا يده في جيب بنطاله الرصاصي الداكن وهبط عبر الدرج للأسفل حيث غرفة مكتبه، وبعد أن فتح أحد أدراج المكتب الخشبيه ألتقط منها ( مسدسه ) ونظر أليه مليا ثم أنطلق صاعدا بخطوات ثابته متمهله حيث غرفتها وأشار لحارسه ليتنحي عن مكانه، ثم أدار المقبض لينفتح الباب على مصرعيه فهبت واقفه من جلستها وأنتابها الفزع والرجفه عندما رأته ممسكا بسلاحه. فألتفت لتوليه ظهرها ووضعت رأسها بين راحتي يدها لتخبئ مشهد مقتلها عن أنظارها بينما كانت تتصبب عرقا باردا من كافة أنحاء جسدها المرتجف. بينما قبض جاسر على عينيه بقوة ووجه سلاحه صوبها، ثم أطلق طلقة هادرة من سلاحه صوبها حتى صرخت آسيل على أثرها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة