قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع والعشرون

رواية مليكة الوحش للكاتبة ياسمين عادل الفصل التاسع والعشرون

- أستدار بسيارته بحركه فجائيه وصار عائدا باأتجاه المزرعه مرة أخري وعلى أقصي سرعه حتى وصل. وجد عددا من رجاله قد أصابتهم بعض الرصاصات الحيه وأحدهم لقي حتفه، لم يهتم بشأنهم بل توجه مسرعا لداخل القصر ليجد كاثرين واقفه في منتصف ساحة القصر ومقلتيها مملؤتان بالدموع
جاسر بنبره غليظه: أيه اللي حصل بالضبط؟

كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: لقد صعدت للأعلي من أجل تخبئة الملفات الورقيه الخاصة بك، وفجأة أقتحم صوت الطلقات الناريه الحيه مسامعي فنظرت من لأعلي لأجد حربا دمويه سائدة ما بين رجال الشرطه ورجالنا. لقد خدعونا سيدي وأحطاو بحراسك من كل أتجاه لتلجيم حركتهم، وفجأة لمحت ذلك الشاب ذات البشره الخمريه يحمل سيدتي آسيل وينطلق بها راكضا لخارج القصر وسط حراسة رجال الشرطه، ثم شعرت بهم ( رجال الشرطه ) ينطلقون فارين بسياراتهم وكأن مهمتم أقتصرت على خروج سيدتي من القصر.

جاسر بصراخ ونبره صادحه: عاااااااااااااااا أبن ال # بيخدعني أنااااا، أناااا الليث اللي محدش أتجرأ وعرف يعملها ييجي ال# ويعمل كده معايا، ده انا هدفنه بالحيا، هحطه تحت ضرسي وأحلف أني مشوفتوش. هقلب الدنيا على دماغهم كلهم
كاثرين بذعر: ...

- صعد درجات الدرج الخشبي راكضا نحو غرفتها. وما أن دلف للغرفه ولم يجدها حتى شعر بقلبه وقد أعتصر آلما وأنقبض فجأة، قبض على عينيه محاولا كبح أنفعلاته والتحكم بها حيث شعر أنها تنسحب من بين سلطته وعليه أحكامها.

- بينما توجه أمجد بسيارة الشرطه وبحوزته آسيل ومن خلفه عددا من سيارات الشرطه إلى منزل آسيل، وما أن وصل أسفل البنايه حتى ترجل من السيارة وحملها بين ذراعيه صاعدا بها للأعلي، في حين كان رؤؤف باأنتظاره بعد مكالمته الهاتفيه له وأخباره بعودة آسيل بين يديه
رؤؤف وقد أنفرجت آساريره: بنتي. دخلها بسرعه أوضتها ياأمجد، براحه عليها
لميا بلهفه: حبيبتي يابنتي. ياريتني كنت أنا ولا أنتي ياضنايا
سهيله بنظرات زائغه: ...

- دلف أمجد لداخل غرفتها ثم أراح جسدها برفق على الفراش. نظر لها بأعين مشتاقه قد ذبلها الحنين فأقترب من وجهها يتلمسه بأطراف أنامله. ولكنه عبس وجهه فجأة وأكفهرت ملامحه عندما تذكر زيجتها من ذلك المتوحش والأجرامي فعقد حاجبيه بتذمجر ثم سحب كفه سربعا وأنطلق خارج الغرفه باأندفاع
أمجد موجهها ناظريه ل لميا: بنتك رجعت زي ما وعدتك بالضبط، متهيألي كده أنا مقصرتش.

لميا باأمتنان: ربنا يحميك لشبابك يابني، ويخليكوا لبعض وتعوضوا ال...
أمجد مشيرا بيده: لا لا لا أنا مبتجوزش واحده متجوزه ياطنط، لا وكمان شكلها بتحب جوزها اوي وبتخاف عليه
رؤؤف مبتلعا ريقه الجاف بمراره: يابني أحنا لسه منعرفش حاجه عن اللي حصل و...

أمجد بتهكم: مش عايز أعرف ؛ اللي حضرتك متعرفهوش أني روحت لآسيل وطلبت منها ترجع معايا وهي رفضت، رفضت ترجع لحضني ياعمي، وأختارت جوزها المجرم قتال القتله عليا انااا
لميا ناظرة للأسفل: ...
رؤؤف بنظرات جامده: مش هقدر احكم على بنتي بالاعدام. ولا هقول اي حاجه قبل ما اأسمع منها اللي حصل بالضبط أيه
أمجد باأبتسامه من زاوية فمه: براحتكوا. بنتكوا رجعت لحضنكوا تاني وكلمتي نفذتها. ده اللي يهمني، عن أذنكوا.

لميا بتردد: أستني يابني ا...
رؤؤف مقاطعا: مع السلامه يابني روح شوف شغلك
أمجد باأقتضاب: الله يسلمكوا
- أنطلق أمجد لأسفل البنايه بينما توجه أبواها لغرفتها سريعا فوجدا سهيله جوارها تحاول أفاقتها ولكنها لا تستجيب، جلست لميا جوارها وحملت رأسها لتضعها بين أحضانها حيث تركت دموعها تنهمر على وجنتيها
رؤؤف: يا لميا أهدي، رجعت لحضنك تاني كفايه بقي.

لميا ببكاء: رجعت مدمرة يارؤؤف ومحدش عارف أيه اللي صابها، لازم أسمع منها كل اللي حصل
رؤؤف مربتا على كتفها: طب سيبيها ترتاح وأول ما تفوق أكيد هنعرف كل حاجه
لميا بتردد: ...
سهيله: سيبيها ياماما وأنا هحاول أفوقها تاني.

- تركت رأسها ثم مسدت على شعرها البني القاتم المتميز بالطول ثم توجهت بصحبة زوجها لخارج الغرفه وما زالت تلقي بنظراتها على أبنتها الغافله على الفراش، بينما أقتربت آسيل مرة أخري وعاودت نثر قطرات السائل المعطر ( البرفان ) على أنفها حتى تفيق.

- ظل عيسي داخل محبسه الأنفرادي يلعن اليوم الذي رأي به وجه ذلك البغيض عديم الرحمه. فلقد أودي بباقي سنوات عمره وحكم عليه بالسجن والتورط فيما لا يفقه عنه شيئا، ظل يضمر بداخله مزيج من مشاعر الحقد والكراهيه والبغض تجاهه حتى ود لو أستطاع أنهاء حياته ( جاسر ) بيده، ولكنه ظل يدبر لمكيده يسقطه بها ردا على فعلته، وبينما هو داخل شروده إذ بالباب الحديدي الضخم ينفتح ويطل منه ( عسكري ) رادفا بنبره جهوريه.

العسكري: جوم معاي ياأخينا. البيه حضرت رئيس النيابه عايزك
عيسي ناهضا من مكانه: عايزني انا؟
العسكري بتهكم: هو في غيرك وأني مواخدش بالي!
عيسي باأشمئزاز: طيب
- صار عيسي بخطوات ثقيله خلف ذلك النحيل القصير ( العسكري ) حتى وصل لغرفة رئيس النيابه وعندما دلف للداخل. وجد أخيه الأصغر جالسا وقبالته شابا أخر في ريعان شبابه
سامر بلهفه: عيسي. عامل أيه ياحبيبي
عيسي عاقدا حاجبيه بضيق: زفت ياسامر. زفت.

إيمن بلهجه صارمه: الاستاذ رئيس النيابه مكنش موافق ليك بالزيارة. لكني ألحيت عليه عشان خاطر أخوك بس من عشانك
عيسي قابضا على شفتيه بحنق: ...
سامر قاطبا حاجبيه بضيق: ليه كده ياعيسي، دولارات والماظ! ليه كده بس ياأبن أبويا
عيسي بحده: مش بتوعي ولا أعرف عنهم حاجه، دول متلفقين أكيد حد عايز يلبسني في الحيط
أيمن بتهكم واأبتسامه ساخرة: اه صح! بالمناسبه. أنت هاتلبس قضيه تانيه قريب اوي ومبروك عليك الاعدام مقدما.

عيسي فاغرا شفتيه: أيييييييييييه! قضيه تانيه؟ أنااا
أيمن بنظرات جامدة: اه قضية تانيه، ولا نسيت قضية أختفاء الضباط؟
عيسي بذعر: ضباط! ضباط أيه انا ماليش فيه ولا أعرف حاجه و...
أيمن بحده: متحاولش تنكر، في شهود عيان عليك والقضيه هتتفتح تاني وهتاخد العقاب اللي تستحقه
عيسي باأرتجاف وجسد منتفض: والله ما انا دد ده جاسر هو اللي خلص عليهم انا ماليش دعوة و...

ايمن بنظرات محدقه: أيووووه، أرجع لورا شويتين كده. مين جاسر وعمل كده ليه؟
عيسي مبتلعا ريقه بصعوبه: ...
أيمن بثبات: طول ماأنت هنا هتكون في أمان، بس لازم أعرف اللي حصل. وانا أوعدك اني هقدر أحميك وكمان هعتبرك شاهد ملك في قضية الضباط
عيسي رامشا عدة رمشات متتاليه: ، أنا هقولك اللي حصل!

- كانت جوان بغرفتها تعاني آلآم وجهها المحترق. حاولت البكاء مرارا ولكنها منعت نفسها حتى لا تتألم أكثر، شردت في ماضيها الملوث عندما ألتقت بجاسر بأحدي الملاهي الليليه وقرر أنتشالها من ذلك المكان ليهديها لثروت وتنتقل من حياتها لحياة أخري مترفه مرفهه حتى أصطدمت بواقع أخر أودي بحالها للرقود بمشفي لعلاج الامراض الجلديه، ذفرت أنفاسها بضيق ثم أدارت ببصرها نحو باب غرفتها الذي أنفتح ليدلف منه أحد العاملين بالمشفي.

الممرض: صباح الخير، لسه حاسه بألم
جوان مضيقه عينيها: شويه، أنت مين؟
الممرض باأبتسامه مزيفه: أنا باعتني الدكتور عسان أديكي حقنه مسكنه
جوان محدقه: بس أنا مش باخد حقن خالص
الممرض مقتربا: أستثنائي المرة دي، وبعدين انا بنفذ أوامر.

- أقترب الممرض وعلى وجهه أبتسامه ماكرة خبيثه ثم قام بوغز الزجاجه البلاستيكيه اللينه المعلقه جوارها ومتصله بوريد يديها بأحدي الأبر الطبيه المعبئه بسائل محمر اللون ومن ثم أردف بلهجه مستنكره
الممرض باأبتسامه من زاوية فمه: بالشفا
جوان بأعين منغلقه: شكرا.

- أنصرف الممرض وعلى وجهه تقاسيم مريبه غير مريحه. بينما شعرت جوان بشيئا ما قد أصابها تشوشت رؤيتها وباتت أنفاسها تتقطع وتبدو بصوره غير منتظمه كما زادت ضربات قلبها. حاولت الصراخ ولكن شعرت بصوتها لا يخرج من شفتيها وكأن الكلمات توقفت في حلقها، وفجأة أنطبق جفنيها وأغلقت عينيها مستسلمه لملك الموت الذي قبض روحها على غفله منها.

- في حين أبلغ الطبيب المعالج لجوان ( ثروت ) بأنها قد لاقت حتفها لأسباب غير معروفه، فاأمر ثروت بتجهيز جثمانها حتى يتم دفنها بمدافن الصدقه، فلقد رفض داخله رفضا قاطعا أن تنضم جوان لأحد المدافن التابعه له. ولا يستطيع الوصول لأي من أقربائها الأن. فقط فعل ما رأها تستحقه.

- في الصباح الباكر. أستيقظت آسيل من غفلتها أخيرا وحاولت التدقيق بعينيها لما حولها، حتى أكتشفت أنها داخل غرفتها بالمنزل. هبت من مكانها وقد أعترتها الصدمه حتى تذكرت ما حدث معها ليلة أمس، حينما أخذها أمجد عنوة عنها، وفجأة دلفت لميا بالغرفه حامله بيدها حامل الطعام وعلى ثغرها أبتسامه واسعه
لميا بلهفه: صباح الخير ياحبيبة ماما
آسيل بدموع: ...

- لم تتفوه بكلمه واحده بل أنها أثرت الصمت في حين نهضت من مكانها سريعا وأرتمت بين أحضان والدتها تشكو أليها مرارة ما فعلت بها الأيام فضمتها أليها بحنو شديد وهي تتسأل ما أصابها. ظلت لميا على وضع المستمع الصامت في حين سردت عليها تفاصيل ظا حدث معها طيلة الثلاثة أشهر أو أكثر. بينما كانت تقاسيم وجهها تعبر عن الحزن الشديد والالم الذي سيطر على كيانها، وبعد أن قصت عليها آسيل كل ما حدث ذفرت أنفاسها بضيق وقبضت على عينيها ثم أردفت.

آسيل بنبره مختنقه: أنا متأكده لو كملت معاه أكيد هوصل لنتيجه إيجابيه و...
لميا بنبره حاده: أنتي أكيد حصل حاجه لعقلك، مين ده اللي تكملي معاه. أنتي متخيله اني هسمحلك ترجعي للهمجي ده؟
آسيل عاقده حاجبيها: ده جوزي ياماما
لميا ناهضه من مكانها: كتك جوز جزم في دماغك، أيه اللي جرالك يابت مكنتيش بتفكري بالطريقه دي
آسيل بنظرات ضعيفه: لازم بعد كل العك اللي حصل أفكر بطريقه تانيه. لو سمحتي متمنعنيش ياماما.

لميا قابضه على ذراعها: وحيات ربنا ما هاتبقي بنتي ولا أعرفك ولا ها...
- دلف رؤؤف عليهم ليقطع حديثها هاتفها
رؤؤف بلهجه حازمه: لمياااا، سيبيني مع سولي لوحدنا شويه
لميا بنبره غليظه: ليه؟! عشان تدادي وتدلع فيها
رؤؤف قابضا على عينيه: لميا. قولتلك اطلعي وسيبينا سوا لو سمحتي
لميا موجهه نظراتها الناريه صوب آسيل: ماشي يا رؤؤف.

- دلفت لميا للخارج بأندفاع وصفعت الباب خلفها صفعه قويه بينما توجه رؤؤف نحو الفراش وجلس جوارها مربتا على كتفها
رؤؤف بنبره حانيه: وحشتيني أوي ياسولي. وحشتني مناغشتك ومناقرتك معايا طول الوقت، حتى منافستك معايا في المكتب وحشتني. موحشكيش مكتبك وشغلك وعملائك ولا أيه ياأستاذه؟
آسيل وقد ترقرقت العبرات على وجنتيها: وحشتني يابابا، بس...

رؤؤف بترقب: بس أيه؟! بصي ياآسيل أنا سمعت كل حاجه وعرفت اللي حصل، أولا كده ده مش جوزك يابنتي شرعا جوازكم مش كامل الأركان
آسيل بنظرات زائغه: ...
رؤؤف بتتبع: أيوة مش جوزك، هو مش الجواز قبول ورضا من الطرفين. أنتي كده كنتي مغصوبه توافقي عشان شوفتي أن معندكيش حل تاني، ثانيا وده الأهم، فين ولي أمرك؟! أنتي بكر رشيد ولازم يكون ليكي وكيل مينفعش شرعا تكوني وكيلة نفسك
آسيل ناظره للأسفل: ...

رؤؤف بتنهيده حارة: مش عايز أشوف نظرة الأنكسار دي في عينك. بنتي قويه وهتفضل طول عمرها قويه
آسيل قابضه على عينيها لتنسدل منها عبراتها الساخنه: كان زمان
رؤؤف ممسكا برأسها بين راحتي يده: لا مكنش زمان، دلوقتي وكل وقت. هتنزلي شغلك وتعيشي حياتك طبيعي جدا وهترجعي زي الأول وأحسن
آسيل محركه رأسها: ...
رؤؤف باأبتسامه صغيره: طب يلا أفطري أحسن أنتي خسيتي النص
آسيل بنصف أبتسامه: حاضر.

- كانت آسيل على يقين بأن جاسر سيعاود البحث عنها ويقوم بمحاولاته لأستردادها مرة أخري. فهي لن تستطيع الوصول إليه على إي حال، فحاولت أن تسترجع حياتها الطبيعيه وكأن شيئا لم يكن
- رفض جاسر المكوث في المزرعه بعد ما حدث. فاأصطحب حيوانه الأليف روكس وخادمته الوفيه كاثرين وترك ما تبقي من رجاله لحراسة المزرعة
جاسر بنظرات مفترسه و عيون كالصقر: متهيألي كل واحد عرف هيعمل إيه
الحارس 1: تحت أمر معاليك.

الحارس 2: أطمن ياباشا
جاسر موليهم ظهره واضعا يده في جيب بنطاله: والزباله اللي اوضة الكلب ترموه في إي مستذفي حكومه من اللي بترمي المرضي على الأرض عشان مفيش مكان ليهم، وقبل ده تحذروه من إي حرف يطلع من بوقه
الحارس 3: متقلقش من الحكاية دي ياجاسر بيه، أنا هتولاها بنفسي
جاسر بصرامه: كل واحد في مكانه
الحرس بصوت واحد: أمرك ياباشا.

- أنطلق الحرس كل إلى مكانه بينما أرتدي حاسر سترته ثم ألتقط جاسر حقيبة جلديه بنيه وهاتفه المحمول ومفاتيح سيارته ودلف خارج حجرة المكتب مشيرا بيده لكاثرين لكي تلحق به، وبعد أن أستقل سيارته بصحبة كاثرين وروكس. لاحظت كاثرين شروده الزائد عن الحد وتنفيثه بشراهه في سجائره الواحده تلك الأخري. فبادرته كاثرين بنبره هادئه قائله
كاثرين بهدوء: سيدي، ألن تستعيد زوجتك؟
جاسر مبتلعا ريقه بصعوبه: ...

كاثرين بتوجس: هل على أز أعيد عليك السؤال مرة أخري؟
جاسر بنبره واهنه: لا مش هرجعها
كاثرين فاغره شفتيها: هاااا ماذا؟!
جاسر وقد خيم الحزن على ملامحه: زي ما سمعتي، أنا لسه قدامي طريق طويل كله أنتقام وميت واحد بقوا في وشي مش في دهري. مقدرش أضحي بيها وأكون أناني وأخليها جمبي. عشان محدش يقدر يأذيها بسببي. هتكون عيني عليها في كل مكان حمايه ليها لكني لازم أبقي بعيد أمان ليها.

كاثرين محدقه: لا أصدق ما تفوه به فمك الأن، لقد تغيرت سيدي وتبدلت تفاصيلك
جاسر منفثا في سيجارته: ومين مبيتغيرش!
كاثرين بخبث: عليك الأعتراف بحبها. لما المجادله بعد كل ما حدث؟
جاسر بتنهيده حارة وأنفاسا مشتعله: حبتها، أيوة حبيتها. بس غلط، كل اللي حصل من الأول للأخر غلط، مكنش ينفع يحصل كل ده. سنين والكل بيلف حوالين نفسه محدش قدر يكشفني لكن آسيل...
كاثرين بنظرات ضيقه: آسيل ماذا؟

جاسر باأبتسامه من زاوية فمه: آسيل هي الجميله اللي كانت السبب في نهاية الوحش
كاثرين مبتلعه ريقها بصعوبه: ...
كاثرين في نفسها: لابد وأن ثمة حل للموضوع، ولكن ماذا عساي أن أفعل وكيف أستطيع الوصول إليها!

- وصل جاسر مؤخرا لقصره بالقاهرة وترك كاثرين وروكس ثم توجه صوب شركته، وما أن وصل حتى طلب الأجتماع بالمحامي الخاص بالشركه. حيث وصلت مدة الأجتماع لأكثر من ثلاث ساعات متواصله يتبادلون فيها الأراء ويلقي جاسر بالمسؤليات عليه
جاسر حاككا طرف ذقنه: فهمت يامتر هتعمل أيه؟
المحامي بتردد: أيوة فهمت، بس الملفات دي محتاجها أمتي؟
جاسر ناهضا من مكانه: النهاردة قبل بكرة.

المحامي: لا طبعا ياأستاذ جاسر صعب جدا. أديني كام يوم كده وتكون الدنيا كلها أتظبطت زي ما أنت عايز وبختم النسر كمان
جاسر مشيره بأصبعيه السبابه والوسطي: هما يومين وتديني التمام. أنا معنديش إي وقت أستني
المحامي حاككا رأسه: هحاول
جاسر بحده: تقدر تتفضل أنت دلوقتي
المحامي ممسكا بالملفات الورقيه بين يديه: حاضر يافندم. عن أذنك.

- أبتعد جاسر عن طاولة الأجتماعات الكبيره متوجها صور مكتبه الخشبي، نزع عنه سترته الرصاصيه ثم شرع بفتح أزرار قميصه وألقي بجسده على المقعد الوثير جالسا عليه باأريحيه
جاسر محدثا نفسه: لو اللي خططتله أتحقق زي ما أنا راسم بالضبط هتبقي نقله في حياتي. أتخلصت من عيسي ولسه مكمل. وهتخلص من ثروت، هنضف السواد اللي عيشت فيه سنين وبعدها، كل حاجه هتتغير.

- قام عيسي بالأعتراف على جاسر بقضية أختفاء ضباط الشرطه حيث أوقعه أيمن بشر أعماله وأستطاع الحصول منه على أعتراف رسمي، بينما كان الذهول والصدمه تسيطر كليا على أخيه ( سامر ) عندما علم بكل تلك المصائب التي تورط بها أخيه. فلقد أنهارت صورته أمام عينيه وأقسم الأبتعاد عنه وأعتباره نكره غير موجود على وجه الأرض، فتم حبس المتهم ( عيسي ) خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق.

ذهب سامر لمنزله وقد أقسم بداخله على ترك ذلك المنزل المملوك لأخيه الأكبر، فبرغم أستهتار أخيه وعدم تحمله أدني مسؤليه إلا أنه لن يقبل تلك الحياه التي لم يكن يعلم شيئا عن مخابئها، جمع أشيائه كامله فيما يتعدي الثلاث حقائب الكبيرة ثم قرر العودة لديار والده التي هجروها منذ سنوات بعد وفاته، فاألتقط مفاتيحه وتوجه خارج المنزل بالكامل فلقد بغض كل زاويه به.

- ظلت آسيل حبيسة غرفتها لمدة 4 أيام. لا تستطيع مواجهة إي أحد ولا ترغب بذلك، وذات يوم كانت قد تأهبت للخروج من المنزل متوجهه لمكتبها الخاص الذي هجرته منذ أكثر من ثلاثة أشهر
لميا محدقه: آسيل. أنتي خارجه؟
آسيل ببرود: أيوة ياماما ؛ هروح المكتب عشان أفوق وألهي نفسي في الشغل شويه
لميا لاويه شفتيها: وهترجعي أنتي؟
آسيل واضعه يدها على فمها: مش هتأخر ياماما ساعتين زمن بالكتير.

لميا ممسده على ظهرها: مالك كده شكلك تعبان وخاسه. ما تيجي اخدك للدكتور ان شالله يكتبلك شوية فيتامينات ومقويات
آسيل مبتلعه ريقها: لا ملهوش لزوم. كام يوم وهابقي تمام
سهيله بحيويه: صباح الخير عليكوا
لميا، آسيل: صباح النور
سهيله بنظرات متفحصه: رايحه فين كده ياسولي؟
آسيل باأبتسامه: رايحه المكتب، متهيألي مش محتاجاني في توصيله ولا حاجه بعد التخرج
سهيله بمرح: لا هحتاجك بقي لما أتعين وتوديني الشغل.

آسيل بضحكه مزيفه: ههههه أنتي مش ناويه تعتقيني؟
سهيله: تؤ مش ناويه خالص
لميا محتضنه أبنتاها: ربنا يخليكوا لبعض ياحبايبي
آسيل: ياارب، عن أذنكوا
لميا: خلي بالك من نفسك ياآسيل
آسيل بهدوء: حاضر ياماما
- أنصرفت آسيل بعجاله بينما ظلت سهيله مسلطه بصرها على والدتها التي دبت الحياه إليها مرة أخري ثم أردفت قائله
سهيله بحيرة: هي تعرف حاجه عن اللي حصل
لميا بتنهيده: لا متعرفش، ومش ناويه أعرفها حاجه.

سهيله بنصف أبتسامه: مفيش حاجه بتستخبي ياماما وهتعرف هتعرف
لميا موليه ظهرها: ربك ييسرها ساعتها. اللي يهمني انكوا بناتي واهتفضلوا اخوات طول عمركو
سهيله ناظره للاسفل: طبعا.

- وصلت آسيل لمكتب المحاماه الخاص بها. حيث وجدت الأتربه والغبار قد عم المكان وكأن سنين مرت على غيابها. رسمت أسمه على مكتبها الخشبي المغطي بطبقه من الاتربه حيث بدا ظاهرا وسط هاله رماديه اللون. ألتفت برأسها تتفحص غرفة مكتبها فوقعت عينيها على تلك الصورة المعلقه على الحائط والتي كانت معبره تماما عما مرت به. وما هي إلا ثواني حتى أستمعت لطرقات خافته على باب مكتبها فتوجهت بخطوات مرتعده متوجسه صوب الباب لتفتحه فوجدت أمامها...

كاثرين باأبتسامه: لقد عانيت الويل من أجل الوصول إلى هنا
آسيل فاغره شفتيها: كاااثرين! جيتي هنا أزاي وعرفتي المكتب منين؟
كاثرين: لا تنسي بطاقة هويتك التي ما زالت بحوزة سيدي الشاب. والتي أستطعت من خلالها الوصول لعنوان منزلك ومنه إلى عنوان مكتبك الخاص
آسيل بتوجس: أهلا بيكي، أتفضلي، بس أيه سبب كل ده؟
كاثرين بتنهيده: حياة سيدي الشاب على المحك، لما لا تعودي لتسانديه وتقفي جواره.

آسيل مستجمعه رباطة جأشها: مينفعش، الوضع كده رجع لأصله
كاثرين عاقده حاجبيها: حتى وأن أفصحت لكي بمدي غرامه بكي، حتى وان أخبرتك أن قلبه يعاني ويلات فراقك ولكنه لا يتكلم أو حتى يصدر آنينا. كما تعودت عليه دائما كاتم لما بداخله
آسيل بوهن: أنا مبقتش عارفه أعمل أيه وأرضي مين
كاثرين باأمتغاض: لماذا تودين تحطيم كل ما بدأ سيدي بناؤه؟
آسيل محدقه: ، هااااا.

كاثرين بضيق: أنا على ثقه أن سيدي يدبر للتخلص من تلك الأناس الذين يحاوطوه ليبدأ حياة جديدة. ينقصها وجودك جواره دعم وسند
آسيل رامشه بعيونها: ...
كاثرين ضاغطه على كف يدها: أقسم لكي أنه بحاجتك
آسيل مبتلعه ريقها بصعوبه: هو اللي باعتك
كاثرين: على العكس سيدتي، فأنه رافضا وجودك جواره ويعتبر هذا طمعا منه وتعديا على حمايتك
آسيل ناظره للأسفل: ...

- ذفرت كاثرين أنفاسها المختنقه ثم قامت بأخراج ورقه كرتونيه صغيره من جيب حقيبتها ثم مدتها لها قائله
كاثرين: هذه البطاقه الصغيره تحمل عنوان القصر تفصيليلا، أتمني أن يكون الحب قد طرق بابك كما أقتحم أغوار قلب سيدي الشاب، أستئذنك.

- أنطلقت كاثرين سريعا لخارج المكتب والبنايه باأكملها بينما كانت آسيل مسلطه بصرها على تلك البطاقه ( الكارت ) وبرأسها الف سؤال متضارب مع الأسئله الاخري، ولكنها حتما ستصل لقرار بشأن ذلك.

- داخل مكتب رئيس النيابه. وبعد شهادة عيسي الصريحه قررت النيابه أصدار أمر بالقبض على جاسر ومواجهته بأعتراف عيسي ضده وجمع كافة الدلائل حتى تكون القضيه مستوفاه لتقديمها لهيئة القضاء، بينما كان جاسر بحجرة روكس ممدا بجواره على الأرضيه يمسد على فروته السوداء برفق. فوجد هاتفه قد علت أصوات رنينه لتعلن عن أتصالا هاتفيا من المحامي الخاص به فاأضطر للرد عليه متأففا
جاسر بتأفف: خير؟

المحامي بهلع: طلع أمر بالقبض عليك ولسه البوة سايبه الشركه حالا
جاسر قابضا على عينيه: وماله
المحامي باأقتضاب: انا قولتلك وعملت اللي عليا. وانت عايز تلحق تنفد بجلدك يبقي...
جاسر بنبرة جديه: لا مش هنفد بجلدي ولا حاجه، خلاص عادي. اقفل انت
المحامي بصدمه: براحتك.

- نهض عن جلسته ثم توجه للخارج بخطوات ثابته بطيئه، شعر بنفاذ طاقته لمواجهة الجميع، فهو ليس بأله ألكترونيه. بشر مثله كمثل إي بشر. لا يهاب المواجهه او حتى الموت فبنظره كل ما هو أت يتساوي ببعضه البعض.

- بينما قررت آسيل السماع لنصيحة كاثرين. ومحاولة العودة لعلها تستطيع التأثير بحياته حتى وأن لم تكن له، أرتدت ملابسها الخفيفه التي تسهل عليها حركتها. فليس أمامها سوي الهرب حتى ولو لبضع ساعات، أطلت برأسها خارج الغرفه لتستكشف من خارج الغرفه فوجدت والدتها داخل غرفة أعداد الطعام ووالدها مازال قابعا بمكتبه وأختها الصغري منسجمه بترتيب غرفتها. دلفت خارج الغرفه على أطراف أصابعها ثم توجهت خارج البنايه بأكملها في غفله من الجميع.

أستقلت سيارة أجرة وأنطلقت بها نحو العنوان المدون على تلك الورقه. وفي غصون النصف ساعة قد وصلت لمحيط القصر، كان جاسر جالسا بشرفة غرفتة ينفث سجائره منتظرا لتلك القوة الموكله بالقبض عليه وفجأة لمح سيارة أجرة تصف أمام البوابه وتدلف آسيل خارج السياره، هب من مكانه فزعا وهبط الدرج الرخامي بسرعة البرق متوجهها إلى الخارج بخطوات راكضه حتى وصل أليها.

جاسر قابضا على ذراعها: أنتي أيه اللي جابك هنا، وعرفتي تيجي أزاي
آسيل بفزع: اا ا، ا اصل...
جاسر بنظرات حادة ولهجه غليظه: أنتي أكيد حصل حاجه في دماغك، أمشي من هنا فورا
آسيل بدموع: على فكرة أنا جايه أساعدك مش برمي نفسي عليك
جاسر جاذبا أياها لتلتصق به: أفهمي بقي، انا قاعد مستني نهايتي. مستني قوة من الشرطه جايه تقبض عليا دلوقتي لازم تمشي من هنا
آسيل بنظرات دافئه: مش هسيبك، هقف جمبك وأدعمك.

جاسر ناظرا لعينيها: ياريت كان ينفع يامليكتي، ارجوكي تمشي. اول مرة في حياتي اترجي حد
آسيل بأصرار: لا مش ماشيه
- أستمع جاسر لصوتا خافتا يشبه أبواق سيارات الشرطه فأشتعلت عينيه غيظا ثم جذبها خلفه ليدلف بها لداخل القصر، وقف جوار الباب الحديدي ثم هتف ب
جاسر بحده: أمشي من باب الجراج اللي ورا مش هتلاقي عنده حرس
آسيل: لا أنا معاك
جاسر مصرا على أسنانه: أنا مش داخل معاكي دور عند، ليه مش عايزة تسمعي الكلام.

آسيل بتنهيده: قدري بقي معاك، أعمل أنا أيه. بقي في أكبر من مجرد ورقة جواز بتجمعني بيك، حته منك ربنا زرعها جوايا، تقدر تقولي أعمل أنا أيه دلوقتي وكل حاجه خرجت من أيدي
- أصابته الصاعقه وغمت عينيه هالة سوداء من هول ما سمع، فلقد أصبح أبا محكوم عليه بالأعدام من كل من حوله، أبا ليس له حق الحياة الطبيعيه وسط أسرة متكامله، أبتلع ريقه الجاف بمرارة ثم أردف بنبره متقطعه قائلا.

جاسر بصوت متقطع: ح حامل!؟ مينفعش، انا منفعش اكون إي حاجه، أجهضيه نزليه أعظلي اي حاجه. اوعي تخليه يتولد في دنيا زي دي، ليه تحكمي عليه يعيش متعذب طول عمره ويتعير بيا، ليه تتعسيه حرام
آسيل بنبره هادرة: ليه مش عايز تفوق من غيبوبتك، ربنا بيسامح ياجاسر وانا هقف جمبك ليه مصمم تخسر نفسك.

جاسر بنبره صادحه وهو يهز ذراعيها: الناس مبتسامحس ؛ احنا في دنيا الناس اللي بيحكموا مش ربنا. ربنا لو سامحني الناس مش هتسامح.

- قطع حديثه طيفا مر أمام مخيلته. حيث لمح قناصا يتربص بهم عن طريق المرآه المعاكسه، فزع وحدقت عينيه بقوة ثم أدارها لتقف خلفه ويسد عنها إي ضرر كما أخرج سلاحه من خلف ظهره فكانت رصاصة القناص أسرع أليه منه، أطلق القناص رصاصه أخترقت ضلوعه لتسكن بقلبه بينما اطلق جاسر رصاصه أخري من سلاحه لتصيب رأس ذلك القناص، صرخت آسيل وتعالت صيحاتها عند رؤيتها بحر الدماء الذي أنهمر من صدره بينما أردف قائلا.

جاسر كابحا أنينه: بسسسسسس، طول عمري مبحبش الصريخ والصوت العالي
آسيل ببكاء: حد ييجي هنا. حد يجيب أسعاف كاااااااثرين انتي فيييين
- حاولت ا مساك به حتى تحصنه من السقوط ولكنه رفض مساعدتها وتشبث بالعمود الحديدي القائم جوار باب القصر حتى يظل واقفا
جاسر: متمسكنيش، انا مش ضعيف
آسيل بدموع: أرجوك تقاوم، مش عايزة أخسرك.

جاسر ملامسا لوجنتيها ماسحا عنها عبراتها: ياريتني ما عرفتك، كنت هفضل جاسر الليث، بس أنتي كنتي الحاجه الوحيده الحلوة اللي حياتي، أوعي تكوني لسه بتكرهيني. أوعي تكرهي واحد أختار الموت عشان بس يبقي جمبك، كنت عارف ان النهايه قربت بقربك مني ومترددتش. سيبتك عايشه وكنت عارف أن انتي اللي هتنهي أسطورة الليث، بحبك آسيل.

- انسالت دموعها بغزاره لم تعهدها من قبل. فها هو أخيرا يعترف بحبه لها ولأول مرة. ولكن بالوقت الخطأ، لقد خسرت وجوده بحياتها للأبد.

بدأ جسده يتثلج والدماء تهرب منه كما شعر بنفاذ طاقته فاأستسلم بعد مجاهده وترك العنان لقدمه حتى يسقط أرضا بين أحضانها، في حين ظلت كاثرين ملتزمه مكانها على باب الغرفه ودموعها لا تتوقف ولكن بصمت. لم تستطع الاقتراب حتى لا تري سيدها ولأول مرة بتلك الحاله، بينما ركض روكس عقب سماعه لصوت طلقات ناريه لداخل القصر فوجد سيده ملقي أرضا. أنبطح روكس أرضا وكأنه أنسان وبشر يشعر ويتفهم. فكانت عيناه الواسعتين قد اغرورقت بالدموع وظل يأن في صمت.

جاسر قابضا على عينيه: أسمعيني كويس أوي. حقي لازم يرجع، خلي كاثرين تديكي كل الورق اللي معاها هيساعدك ويفيدك، متمديش أيدك على فلوسي وأتبرعي بيها كلها. ما عدا المزرعه، دي مكتوبه بأسمك أوعي تفرطي فيها. انا حبيتها أوي
آسيل بنبره متشنجه على أثر البكاء: كفايه كلام و...
جاسر واضعا أصبعه على فمها: سيبني اخلص أخر كلامي، متسميش أبني على أسمي، سميه على أسمي الحقيقي
آسيل بشهقه ممزوجه بالبكاء: هاااااا.

جاسر مبتلعا ريقه: هتلاقي كل الورق اللي يثبت هويتي الحقيقيه مع كاثرين
آسيل ملامسه وجنتيه: أسمك أيه؟
جاسر مغمضا عينيه: هاتيلي حقي، مش هسامحك لو مجيبتيش حقي يا، يامليكتي
آسيل ماسحه عبراتها: حاضر. حاضر والله وكمان ها، جاسر، انت نمت، جاسر قوم
- أنقطعت أنفاسه فجأة وخفت قبضته الممسكه بكفها وبدت ملامحه في الشحوب، هدر صوت صراخها الذي أمتزج بنباح الكلب عاليا وصدحت نبراتها أرجاء المكان تشكو لبارئها مرارة فراقه.

آسيل بتألم: أأأأأأأأأأأأأأأأه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة