قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

نظرت له بغضب مكتوم وقالت: -
- الدكاترة عندها
وقف في صمت دون أن ينظر لها، أقتربت من كريم وسالته: -
- لاقيته فين؟
- في مكتب مدام صباح.

نظرت إلى زوجها لا تعلم تغضب منه أم تشفق عليه، تعاقبه أم تؤاسيه، خرج سيد من الغرفة معه الممرضين وباقى الأطباء وعلى وجوههم الحزن والأسف، أقتربت نبض منه سريعًا وقد عرفت هذا الوجه جيدًا، وقفت سارة فور خروجهم بجوار يوسف وكان الجميع في أنتظار الطمأنينة من الطبيب على صباح، سأله يوسف بقلق واضح يجتاح روحه وعقله: -
- طمنى هي عاملة أيه دلوقت؟
لم يرفع سيد نظره إلى يوسف وتفوه بنبرة هادئة تمامًا: -.

- البقاء في حياتك
صرخت سارة بصدمة وأنهيار في حين أن يوسف توقف كما هو وكأنه لم يصدق ما سمعه وكان حديث الطبيب ألجمه وشل جسده مكانه، لم ترمش له عين فهو لم يستوعب ما قاله سيد وأن والدته رحلت بالفعل وتركته في مُنتصف الطريق، رحل سيد من أمامه مع الأطباء وظلت سارة تصرخ وتبكى في أحضان مراد، فاق من صدمته حين شعر بيد نبض تربت على كتفه لتطمن عليه فقالت: -
- يوسف!

سقط على الأرض فاقدًا للوعى تمامًا، حمله مراد مع كريم إلى الغرفة وظلت نبض معه أثناء فحص الطبيب له، ذهب مراد لأكتمال أوراق الدفن وظلت سارة بالغرفة مع جثمان والدتها تبكى وهي ترفض دخول الجثمان الثلاجة حتى الأنتهاء من الأوراق، فتح يوسف عيونه بتعب وقال: -
- أمى
حاول أن يفر من الفراش للخارج لكنه صُدم حين فقد السيطرة على تحريك قدميها، نظرت نبض إليه بعيونها الباكية وقالت: -
- أهدا يا يوسف وأدعيلها.

- أنا مش حاسس برجلى
نظرت له بصدمة قاتلة ثم إلى الطبيب وفحصه جيدًا لينظر إلى نبض دون أن يتحدث فسأله يوسف بغضب شديد: -
- في ايه؟ أنا مش قادر أحرك رجلى ليه؟.
صمت قليلًا ثم تابع بصدمة أكبر: -
- أنا أتشلت..
خرجت نبض مع الطبيب للخارج وهي لا تصدق ما تراه فسألته بقلق: -
- يوسف ماله يا دكتور؟
- مخبيش عليكى يا دكتورة نبض، يوسف بيه أتشل من الصدمة، تقريبا مقدرش يتحمل صدمة وفأة والدته.

تنهدت بعجز وحزن شديد أجتاح قلبها، كانت تعرف أن وفأة صباح ستؤدى بأذية زوجها لكنها لم تتخيل بأن يصيبه الشلل من الصدمة، ذرفت دموعها بوجع أكبر فجاءها كريم قائلًا: -
- إحنا جاهزين للدفن، يوسف مفقاش
- يوسف!
قالتها ببكاء ولم تستطيع أن تكمل جملتها..

لم يصدق الجميع ما حدث له لكن البعض كان يعلم بأنه تعلق بوالدته كثيرًا فموتها سيأتى بالهلاك له، دلفت نبض للقصر مساءًا بعد يومين وهي تدفع المقعد المتحرك امامها وهو جالسًا عليه صامتًا، صعدت سارة أولاً لغرفتها، جلست نبض أمامه أرضًا وقالت بلطف: -
- أنا جهزتلك الأوضة اللى تحت.

لم يُجيب عليها، رسمت بسمة خفيفة تحاول أن تلطف الجو فولجت للغرفة، غرفة أصغر بكثير من جناحهم بألوان حائط رمادية وأثاث ذات اللون الأسود عبارة عن سرير دائري الشكل وبجواره كمودينو وخزينة ملابس وأريكة جلدية سوداء، أخذته إلى الباب الزجاجى المُطل على حمام السباحة والحديقة وفتحت الستائر ثم الباب وقالت: -
- بذمتك يا يوسف مش ال?يو من هنا أحلى بكتير
- امممم.

حركة العجلات بيده وذهب للفراش، ذهبت خلفه وساندته حتى جلس على الفواش فقال بجدية باردة: -
- سيبنى لوحدى يا نبض
- بس..
قطعها بحزم شديد هاتفًا: -
- قولت سيبنى لوحدى يا نبض
أومأت له بنعم وخرجت من الغرفة، صعدت إلى غرفتها بالأعلى بدلت ملابسها إلى فستان نوم أبيض بقط واسدلت شعرها ثم نزلت إلى الأسفل فجاءت لها تهانى: -
- تأمرى بحاجة يا مدام نبض.

نظرت نبض لها فكان وجهها شاحب والمرض تمكن منها، يبدو أن وفأة صباح ستهلك كل أحباءها، تنهدت نبض بحزن وقالت: -
- أبعتلى حسام، خديلك يومين إجازة ترتاحى فيهم
اومأت لها بنعم، أرتدى نبض عباية على فستانها ولفت حجاب بسيط ثم دلف حسام وقال: -
- طلبتنى يا مدام؟
- اه مشي الخدم كلهم يا حسام وقلل الحراسة في الحديقة الخلفية
قطعها بتردد قائلاً: -
- بس الحراسة للأمان
- ركب كاميرات يا حسام في كل مكان، نفذ اللى قولتلك عليه.

أومأ إليها بنعم، نزعت العباية والحجاب ثم دلفت للمطبخ وجهزت العشاء للجميع، أخذت صنية العشاء إلى غرفة سارة فوجدتها نائمة، دخلت إلى غرفة رحيم، كان جالسًا في سريره ويلعب لعبة الكترونيه على التابلت ووضع الهاند فرى بأذنه فجلست بجواره ونزعت السماعة ليغضب عليها وقال صارخًا: -
- عاوزة ايه؟ أطلعى برا متدخليش أوضتى تانى
- أنا جبتلك ساندوتشات البرجر اللى بتحبها.

قالتها نبض بوجه مُبتسم يفيض منه حنان الأم، قلب أم مُشتاق لرؤية سعادة طفلها وشقاوته، نظر للساندوتشات ثم لها وقال بغرور: -
- وطبعًا وديتى للمفعوسة التانى
تبسمت بلطف إليه وبعثرت شعره الكثيف بأرتياح وقالت: -
- لا والله جبتلك أنت
تبسم بغرور وقال: -
- اوكى إذا كان كدة ماشي هأكل ومش هزعلك.

جلست تراقبه وهو يأكل بسعادة كم أفتقدت رؤيته هكذا يأكل ببسمة تنير وجهه، اعطته كوب العصير الطازج لتناوله وظلت دقائق معدودة بجواره وغاص في سبات نومه، وضعتو نبض قبلة على جبينه ووضع الغطاء عليه وأغلقت التابلت ثم الأضواء وخرجت من الغرفة، وضع الصنية الفارغة على الطاولة وأخذت الصنية الأخرى وولجت إلى غرفة إيلا فكانت تلون رسوماتها الكارتونية، وقفت بسعادة تقول: -.

- مامى، جيتى أمتى؟ وحشتينى أوى، بابى جه معاكى صح؟
- اه بس نام عشان تعبان، انا جبتلك البيتزا اللى بتحبيها وكمان اللبن
جلست نبض أمامها تراقب إيلا وهي تأكل بشراسة الأطفال وعندما أنهت طعامها خرجت من الغرفة، اطمنئت على أطفالها وعلى سارة ولم يتبقى سوى زوجها العنيد المريض، دلفت إلى غرفته فقال بشجن: -
- قولتلك سيبنى لوحدى
تبسمت وهي تدفع عجلة الطعام للداخل مُجيبة عليه: -
- وأنا جبتلك حد ما أنت لوحدك أهو.

- نبض متستعبطيش
جلست على حافة الفراش بجواره ووضعت رأسها على قدميه تشاكسه قائلة: -
- انا بستعبط يا حُب
أبعد رأسها عن قدمه لتقول بتذمر: -
- أيوة عاملنى ببرود كويس وأنا اللى عاملاك عشاء يستاهل بوقك
وضعت صنية الطعام أمامه فنظر إليه وكان عبارة عن حساء دجاجة ساخنة وخضروات وازر، فقالت: -
- دوق وقولى رأيك
رفع نظر إليها وقال بحزم: -
- أنا مش جعان يا نبض
- عشان خاطرى بس تأكل أى حاجة، بقالك يومين مبتأكلش يا يوسف.

- لما أجوع هقولك هأتى الأكل
أطعمته القليل رغمًا عنه، تحاول أظهار القوة والصمود أمامه لكنه تخشي أن يكون مرضه دائمًا فأختر مرض يصيب الإنسان هو التفكير وهو لا يملك سوى التفكير الأن..
- يوسف أتشل!
قالتها ميادة بذهول وغل يملىء قلبها فأجابتها تلك الفتاة قائلة: -
- اه بس نبض بقى مشت كل الخدم من القصر وأنا مبقتش عارفة ادخل القصر أزاى.

- مش مشكلة سيبك من رحيم دلوقت المهم أن الأسد وقع خلاص، العجل لما بيقع سكاكينه بتكتر، وأعداء يوسف الحناوى أكتر من الهم على القلب ولو يوسف موقفش في أسرع وقت هينتهى
- مطلوب منى حاجة؟
تبسمت ميادة بمكر وهي تخرج ظرف به أموال وقالت: -
- لا شكرًا
أخذت الفتاة الأموال ورحلت قبل أن يراها أحد، رحلت ميادة بفرح شديد..

في مطعم على النيل كان مراد جالسًا مع سارة يتناولا الطعام معًا، نظر مراد لها وهي تلعب بالطعام دون أن تتناوله فقال: -
- مبتأكليش ليه يا سارة، أطلبلك حاجة تانية
- لا هأكل
تبسم لها ثم مسك يدها بلطف وقال: -
- كُلى يا سارة وأهتمى بصحتك لأن في الظروف دى أنتِ بقيت السلاح الوحيد ليوسف، الشركة مينفعش تتساب كدة غير مكتبك، ونبض دكتورة متفهمش حاجة في شغل الشركات نهائى
أومأت له بنعم وقالت بلهجة واهنة: -.

- مش قادرة أصدق لحد دلوقت أن كل حصل وأن يوسف..
لم تكمل حديثها وبدأت تبكى، أربت على يدها بلطف وقال: -
- قدر الله وما شاء فعل يا سارة، الحمد لله على كدة واللى حصل حصل المهم بقى هنعمل أيه في اللى جاى صح
مسحت دموعها بأناملها وقالت: -
- صح!
- نأكل
أومأت إليه بنعم فتبسم بلطف عليها وأكمل تناول طعامه..
أنهت نبض الكشوفات الموجودة لديها في العيادة وكانت على وشك الرحيل حتى دخل الممرض وأخبرها أن هناك كشف أخير.

- ماشي دخله ومستقبلش كشوف تانى النهاردة أنا لازم أروح
أومأ لها بنعم وخرج، دلف عمار إلى الغرفة فقالت وهي تنظر للورق: -
- حضرتك بتشتكى من ايه؟
- من دكتورة بتتهرب من واجبها المهنى
رفعت نظرها إليه وعقدت حاجبيها إليه وهو يجلس أمام مكتبها فقالت: -
- أيه اللى جابك هنا؟
- أنا بنتى بتموت وأنتِ رافضة تعملى العملية
تحدثت ببرود قائلة: -.

- وأنا كمان كنت بموت لما رجالتك أدونى المخدر وأنا كمان كنت بموت من الرعب لما خطفنى وهددنى بقتل ابنى، بنتك مش اغلى من ابنى
تبسم إليها وقال: -
- وأنا جايلك عشان أفتح صفحة جديدة معاكم أنتِ ويوسف
وقفت من مكانها بتعجل دون أن تكترث لحديثه وهتفت قائلة: -
- وإحنا مش محتاجين صفحتك وكتابك كله
- أقعدى بس، أنا جاى أمديلكم ايدى أنتِ تعملى العملية لبنتى وتنقذيها من الموت وأنا أقولك مين اللى قتل صباح هانم وملاك بنتك.

أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة قاتلة وقالت بتلعثم دون أن تستوعب ما قاله: -
- أنت قولت أيه؟
- اللى أقدر اقولهولك أن صباح هانم ماتت مقتوله مش بالمرض وملاك بنتك ماتت مقتولة في الحضانة لكن مين اللى عمل دى ومين اللى عمل دى هقولك أساميهم بعد العملية، ودا أعتبر دليل على حُسن نيتى.

لم تصدق ما سمعته طفلتها التي لم تكمل ساعات على ولادتها، طفلة لا تعرف شيء في الحياة قُتلت، طفلة كانت تتعلم كيف تتنفس وتبكى قُتلت، و صباح قُتلت! كيف؟! ماذا سيفعل زوجها إذا علم بهذا الحديث، ارادت أن تكذب حديث عمار فربما يكذب ليجبرها على فعل الجراحة لطفلته، صعدت إلى سيارتها وقبل إن تنطلق جاءها عمار ونظر من النافذة لها وقال: -.

- عشان تعرفى أن نيتى خير اللى قتل ملاك بنتك عصام جوز ميادة عمة يوسف ودا أعتبرى عربون محبة لكن موت صباح بعد الجراحة، سلام
أنطلق عثمان بها في طريق العودة للقصر..
كانت نادين واقفة بالمطبخ تجهز العشاء فشعرت بيديه تلف حول خاصرتها فقالت: -
- حمد الله على السلامة
- وحشتينى
قالها كريم وهو يضع رأسه على كتفها بحب شديد، تبسمت بعفوية وقالت: -
- شكلك رايق النهاردة.

- كان يوم خفيف في المطعم وجبتلك عشاء معايا، أنا قولتلك متتعبيش ومتتحركيش كتير
أستدارت له ووضعت قطعة دجاج في فمه وقالت: -
- يعنى أكلى ولا اكل الشيف بتاعك
تناول لقمته ويديه على خاصرتها ثم قال بحُب: -
- أكيد أنتِ يا قلبى، أنا بجيب الأكل عشان راحتك مش عشان أكلك وحش لا سمح الله بس سؤال أنتِ متأكدة أن أكلك دا صالح للأستعمال الأدمى
قهقهت ضاحكة وقالت: -.

- طبعًا يا حبيبى بس أنت ثبتنى أوى يا كيمو فخلاص هنرمى الاكل المحروق دا وتعال نأكل الأكل اللى جبته
قهقه ضاحكًا عليها وقال: -
- دا حقيقى عشان صحة البيبى بس!
تبسمت إليه بغرور وقالت: -
- أنت مش حامل هتأكل من دا
ذهب للخارج هاربًا منها وهو يقول: -
- أنا هولد الشهر الجاى أساسا
ضحكت عليه وهي تخرج خلفه وتقول: -
- يا بكاش، جوزى بكاش أووى
تبسم عليها وهو يفتح الطعام فأحتضنته من الخلف وقالت: -
- جايب أكل أيه بقى؟

- أحلى أكل هيعجبك، أكلة جديد الشيف ضافها على المنيو النهاردة بس حاجة كدة أختراع
أومأت إليه بنعم وجلست على السفرة معه تناولا طعامهما معًا فسألها: -
- عجبك الأكل
- جدًا مش شايف الكرش اللى طلعلى
تبسم إليها وهو يشير على خده وهتف قائلًا: -
- طب مش هتدفعى ولا هتأكلى ببلاش
- هأكل ببلاش.

قالتها ودلفت للداخل ليتذمر عليها مُتمتمًا فجاءت من الخلف ووضعت قبلة على وجنته سريعًا ليبتسم عليها ومسكها من ذراعها قبل أن تركض هاربة منه وجعلها تجلس على قدمه وقال: -
- أنتِ بتلعبينى!
أومأت إليه بنعم فتبسم إليها وهو يقترب منها ليسرق قبلة من شفتيها لكن أوقفه بكاء طفله، أغمض كريم عينيه مُتذمرًا وقال: -
- روحى يا نادين شوفى ابنك
ضحكت عليه وهي تركض للداخل فوقف غاضبًا مُتمتمًا: -.

- هو أنا قادر على واحد لما راحة تخلف لى التانى، أنا هبيعهم العيال دول في سوق عكاظ
استدار حاملًا الأطباق لتسرق منه قبلة سريعًا من شفتيه وتقول: -
- بحبك
دلفت للداخل ليبتسم عليها بحب وقال: -
- مجنونتى اااه قلبى. أستنينى أنا جاى..
وصلت نبض للقصر وحين دلفت رأت فؤاد بالداخل في أنتظارها، تنهدت بضيق وقالت: -
- مكلمتنيش ليه كنت جيتلك بدرى
- أزيك يا نبض؟
جلست معه بضيق يجتاحها بعد ما سمعته من عمار فقالت بملل: -.

- كويسة
- فكرتى في اللى قولتلك عليه
تأففت بضيق وقالت: -
- اللى هو ايه؟ هو حضرتك شايف ان دا وقت تكلمنى فيه على عملية ولا مش ملاحظ أنا حياتى عاملة ازاى، شايفها ماشية تمام أووى عشان أروح أجيب مشكلة جديدة وأنام في السرير
صرخ بها قائلًا: -
- أنا ميهمنيش الظروف وحياتك أنا يهمنى ابنى اللى بيموت
وقفت بغضب أكثر من حديثه وكأنها ليست ابنته وقالت: -.

- أسفة ابنك نفسه ميهمنيش، بيتى وظروفى وجوزى أهم بكتير من أنى أعرف ابنك ماله
مسكها من ذراعها بقوة وبدأ يسحبها معه للخارج ويقول: -
- أنا ابوكى واللى اقوله تسمعى، وحياة ابنى اهم بكتير من كل التفاهات اللى بتكلمى عنها
صرخت به اكثر وهو يسحبها معه للخارج قائلة: -
- حياتى وموتى تفاهات عندك، أنت ليه بقيت انانى كدة يا بابا، هضحى بيا وعاوز تقتلنى عشان ابنك، هو ابنك وأنا أيه؟ فين حقوقى عليك كأب.

لم يتحدث ويجيبها فقالت: -
- يا بابا أنت هتقتلنى عشانه وعشان أنانيتك!
كاد أن يصل بها إلى الباب حتى استوقفه صوت رجولى خشن وغليظ يوسف، تحدث بنبرة تهديد واضح قائلًا: -
- سيبها يا فؤاد
أستدار له بغضب وقال: -
- خليك برا الموضوع دا يا يوسف
تابع يوسف حديثه مُتجاهلاً جملة فؤاد: -
- مش هكرر جملتى تانى
أجابه فؤاد بتحدى قائلًا: -
- أسف دى حياتى ابنى.

اشتاط يوسف غضبًا وتقدم بمقعده نحوهما، شعر فؤاد بأحد خلفه، مسكه حسام ورجاله فترك يدها لتركض نحو يوسف وتختبي خلفه بعيونها الدامعة من معاملة والدها لها، نظر لها فؤاد بغضب وقال: -
- دى أخر تربيتى فيكى يا نبض، أخرتها بتتحامى منى في واحد عاجز..
قطع حديثه لكمة قوية من حسام على وجهه، حرك حسام ذراعه في حركات دائرية بغضب وأشمئزاز وقال: -
- محدش قالك تتكلم بأدب، سامحنى يا يوسف بيه بس لسانه طول.

تكتم يوسف غضبه بداخله بعد أن نعته فؤاد بالعجز وقال: -
- طلعه برا، وأياك تخطى برجلك الشركة هقطعهالك يا فؤاد
دلف بمقعده للغرفة فنظرت نبض بأنكسار إلى والدها وولجت خلفه، جلست أمامه على الأرض وقالت باكية: -
- بابا أتغير يا يوسف، حاله أتبدل بمرض ابنه، بقى عنده الاستعداد يضحى بيا عشان ابنه
مسح على وجنتها بلطف وقال: -.

- بس أنا عمرى ما هضحى بيكى يا نبض، وفؤاد بكرة هيفوق بس بتصرفاته دى لما يفوق هيكون خسر مكانته عندك، هيكون خسرك أنتِ
دمعت عينيها بحزن وقالت: -
- أنا خايفة يا يوسف
جذبها إلى صدره بحنان وطوقها بذراعيه ثم هتف بلطف شديد: -
- أنا يمكن أكون عاجز زى ما قال بس لسه حضنى موجود تبكى فيه وتستخبى من العالم كله فيه
ابتعدت عنه بضعف وقالت: -
- أوعى تقول كدة تانى!
تبسم إليها وقال: -.

- أنا عاجز فعلاً بس عن الحركة لكن دا ميمنعش أن لو حد مس منك شعرة هقتله حتى لو كان فؤاد، فؤاد لو لمسك يا نبض أو أذاكى تانى هقتله مش هعمل أعتبر لأنه والدك او غيره لأنه معملش أعتبر أنك بنته، متخافيش يا نبضى
- أنا مطمئنة بس لأنك معايا وجنبى
جفف دموعها بأنامله ثم ضمها إليه مُطوقها بذراعيه بشدة فكاد أن يكسر عظامها بين قبضتيه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة