قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الحادي والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الحادي والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الحادي والعشرون

شركة أس أتش
جلست سارة في مكتب يوسف بالشركة وأمامها ملفات وأوراق كثيرة تحاول فهم ما يدور بهذه الشركة فدلفت جميلة إلى المكتب وقالت: -
- مدام ميادة عاوزة تقابل حضرتك؟
رفعت نظرها للسكرتيرة بتعجب شديد وقالت: -
- عمته! عاوزة ايه خليها تدخل لما نشوف جاية ليه؟
خرجت جميلة ودلفت ميادة فأغلقت سارة الملف الموجود أمامها وجلست بأسترخاء ثم قالت: -
- أتفضلى يا عمته، خير أيه سر الزيارة العجيبة دى.

- مش تطلبيلى حاجة أشربها الأول
عقدت سارة أصابعها ببعضهم فوق المكتب وتقدمت نحوه بجدية وقالت: -
- خرمى في المفيدة لأن معنديش وقت أنت عارف الظروف دلوقت
- اه عارفة أنك قاعدة على الكرسي اللى أبوكى سرقه منى وأداه لابنه ومراته بالسرقة والأحتيال
قالتها ميادة بسخرية شديدة ووضع قدم على الأخرى، تبسمت سارة لها وعادت بظهرها للخلف وقالت بسخرية أكثر: -.

- متكدبيش الكدبة وتصديقى مش كفاية عليكى كدة في الوهم اللى عايشاه، كرسي أيه اللى من نصيبك وأوهام. خشي في المفيد الواقعى عاوزة أيه من الأخر من غير المقدمات اللى ملهاش لازمة
تبسمت ميادة وقالت: -
- هقولك يا سارة أنا..
- أنا بقى مش عاوزة أعرف.

أتاهما صوتها من نحو الباب، نظر كلاهما إلى الباب فكانت نبض واقفة بجوار الباب مُرتدية بنطلون أسود وبلطو جملى مغلق وتربط رابطه حول خصرها ليظهر نحافتها وتلف حجابها الأسود بخطوط جملية وتحمل على كتفها حقيبتها، تقدمت نحوهما بغرور شديد وشجاعة، وقفت ميادة حتى وصلت أمامها نبض لتقول: -
- متدخليش في اللى مالكيش فيه يانبض، اللى هنتكلم فيه والبيزنس دا متفهمهوش دكتورة
وضعت يدها على كتف نبض بسخرية تتابع حديثها: -.

- الجراحة اللى زيك تفهم المشرط بس وأوضة العمليات
عقدت نبض ذراعيها بغرور أكثر والبسمة تعلو وجهها ثم قالت: -
- اه مبفهمش فيها ومش هتدخلها طول ما يوسف عايش، الظهر أنك نسيت أنه لسه عايش والظاهر أنك نسيت الأهم أنه مش المدير التنفيذى. يوسف دلوقت الرئيس للشركة دى..
رمقتها ميادة بغضب ثم خرجت من المكتب قائلة: -
- بكرة تندمه..
قصر الحناوى.

كان يوسف جالسًا على المقعد المتحرك بالغرفة وهي مظلمة تمامًا، كان شاردًا يفكر فيما يحدث حوله وخسارته لوالدته وهكذا مديره فؤاد الذي كان بمثابة ذراعه الأيمن والذي أصبح يفكر في مرض ابنه فقط وأذيته لزوجته هو، فتح الضوء ليفق من شروده فنظر ليرى نبض تدخل الغرفة، دلفت وأغلقت الباب وهي تقول: -
- مساء الخير يا حبيبى، قاعد في الضلمة ليه كدة
أجابها بسخرية مُتحاشي النظر له هاتفًا: -.

- الضلمة من قعدة الكرسي متفرقش كتير
أقتربت نحوه بعد أن نزعت حجابها وجلست بجواره على الأرض وقالت بحنان: -
- بعد الشر عليك من الضلمة يا يوسف، دا أزمة وهتعدى أنا متأكدة بس المهم في أى علاج النفسية للمريض وأنت كدة بتأثر سلب على علاجك بيأسك وتشائمك
نظر لها بعبس وقال: -
- مريض خلاص بقيت مريض وأنتِ دكتورة.

- أنا مراتك اللى بتحبك وعاوزة تساعدك تقف على رجلك النهاردة قبل كمان شوية لأن أعداءك في كل مكان حولك ومستنيين ضعفك دا
تحدث بجدية باردة: -
- عشان كدة اعتبرتى وجودى مالهوش لازمة وأتصرفتى من دماغك ومشيتى كل الخدم
- عشان نفسيتك يا حبيبى بحسن نية لكن أنت لسه عايش ووجودك لسه معانا
قالتها نبض فأجابها بغضب مكتوم: -
- لكنك بحسن نيتك دى مشيتى الزفتة اللى ميادة حرضتها على ولادى وسبب كل اللى رحيم فيه.

تبسمت بعفوية وروح طيبة وقالت: -
- أنا مسامحة يا سيدى المهم أن ولادى وأنت بخير وما دام خاينة محدش عارف كانت هتعمل ايه أكتر بوجودها وسطنا
- ابتهال غلطت ولازم تتعاقب
أحتضنت يده بيدها وقالت: -
- دى مجرد خدامة لو سألتها هتقولك عشان الفلوس ومحتاجة وعبد المأمور وعمومًا أنا مسامحة وقادرة أزرع الحب في قلب ولادى من جديد
تابع حديثه بحدة مُتذمرًا من حديثها وقال: -.

- أنتِ طيبة أوى يا نبض، أزاى تسامحى حد بيأذيكى، جايبة منين الطيبة والروح دى مبقاش فيه منك أتنين. طيبتك إحيانا بتكون غباء أنتِ عارفة كدة
اومأت له بوجه طفولى وحب قائلة: -
- أمممم بس الأهم من أنك تقول عليا غبية أن جوزى وعيالى بخير وسلامة
رمقها بغيظ من براءتها وتسامحها وقال: -
- يا خوفى غباءك أو طيبتك دى تخليكى تعملى اللى فؤاد عايزاه ماهو عيلتك برضو.

صمتت مُتحاشية النظر لعينيه ليفهم أنها تتهرب منه إذا هي تحاول فعل هذا أكيد، مسك فك وجهها بقوة ليجعلها تنظر له وقال بتحذير شديد: -
- أياكى يا نبض تفكرى مجرد تفكير تعمليها، دى اللى مش هسامحك أنا عليها. فاهمة
أومأت إليه بنعم وقالت: -
- حاضر بس تسمع كلام الدكاترة
نظر للجهة الأخرى فمسكت وجهه بيديها وأدرتها له وقالت بحُب شديد يلميء نبرتها الدافئة: -.

- متيأسش يا يوسف لأنى محتاجاك، معقول أكون أنا سبب مش كفاية تعافر عشانى شوية التعب دول
نظر لعينيها الباسمة بأمل فمسك يديها وقال: -
- أكيد كفاية عليا نبضي
عانقته بسعادة ليطوقها بذراعيه بشدة، قطعهم صوت صرخ بالحديقة، أبعدت عنه وخرجت من الباب المُطل على الحديقة وهو خلفها يحرك المقعد، نظرت نبض تجاه الصوت لترى رحيم في الأعلى على وشك السقوط من البلكونة، صرخت نبض بهلع ودلفت للداخل.
- امسك ايدى يا رحيم.

قالتها إيلا ببكاء وخوف عليه، كانت تقف على المقعد وتمد له يديها الأثنين، حاول رحيم مسك يدها ببكاء وهو يقول: -
- مامى، هاتى مامى
- أستن يا رحيم أنا همسكك مش هسيبك تتعور
قالتها ببكاء شديد، دلفت نبض بهلع لتقول إيلا: -
- مامى ألحق رحيم
أنزلتها نبض بذعر وقالت: -
- أنزلى كدة..

مدت يدها لتمسك بطفلها وكان يوسف بالأسفل ينظر عليهما بخوف شديد وغضب مكتوم عن عجزه، سحبته نبض بقوة ثم احتضنته وكاد قلبها أن يتوقف عن النبض من الخوف عليه، أنزلته أرضًا وقالت صارخة ب إيلا: -
- أنا مش قولت الكرسي دا ميدخلش هنا يا إيلا
بكت إيلا من صراخ والدتها إليها ولم تتحدث، نظر رحيم إليها ورأها مُنكمشة في ذاتها وترتجف، ليتحدث رحيم: -
- مامى لولى دخلت الكرسي عشان تمسكنى.

نظرت له نبض بأندهاش من دفعاه عن أخته وقالت بجدية: -
- أنتوا بتلعبوا في البلكونة ليه أساسًا، لازم بابى يعاقبكم أنتوا الأتنين
أخذتهما في يديها إلى الأسفل ووقفت أمامه بأطفالها وقالت: -
- ولادك دخلوا الكرسي البلكونة وهم عارفين أنى محذرة من دا
قبل أن يتحدث غمزت له نبض على رحيم، فرمقهما يوسف بهدوء وقال: -
- مامى قالت أيه؟
تقدم رحيم ليقف أمام إيلا وقال: -
- لولى معملتش حاجة، أنا اللى غلطت.

تعجب يوسف لحديثه ودفاعه عن اخته وقال: -
- بس هي اللى غلطت
تمرد رحيم كعادته وقال: -
- قولتلك أنا اللى غلطت، هي لا
أخذ إيلا من يدها وهربا من أمام والداهما، تبسمت نبض إليه وهي تقترب منه فقال: -
- مشوفتش ضحكتك منورة كدة من فترة
- عشان تربيتى والحب اللى زرعته في ولادى لسه موجود ومنتصرش علي الشر والحقد
تبسم إليها وذهب معها للغرفة..

في المستشفى كان الطبيب في حالة فزع وهو يفحص على وحالته الصحية تدهورت، كان فؤاد في الخارج يراقبهم من خلف الزجاج وابنه فقد الوعى بين يديهم يلتقط أنفاسه بصعوبة على الجهاز، دمعت عينيه بحزن وعجز فخرج الطبيب له تحدث بأسف: -
- أسف لازم يدخل الجراحة في أسرع وقت
تنهد فؤاد بعجز شديد وأومأ إليه بنعم وذهب من المستشفى وهو يتصل ب نبض مرة وأخرى كاد أن يتجاوز المائة اتصال ولم تجيب..

لم يتوقف هاتف نبض عن الرنين بداخل درج مكتبها في المستشفى، أستعدت نبض للدخول غرفة العمليات فخرجت من غرفة تغير الملابس بعد أن أرتدت زى الجراحة الرسمى وكان عمار
واقفًا بجوار فراش أبنته مُحتضن يدها بيده وقال: -
- متخافيش يا حبيبتى هتخفى وهتخرجيلى بالسلامة
تبسمت طفلته إليه، ولجت نبض للغرفة فتنحنحت بلطف وأشارت إلى الممرضين بأخذها فلبوا أمرها وذهبوا بها، تحدث عمار بضعف وقال: -
- خلى بالك منها يا دكتورة نبض.

تبسمت إليه وقالت: -
- أعتقد أننا أتفقنا لكنك محتاج تجبلى دليل على كلامك لأن الكلام لوحده مش كفاية
ولجت لغرفة العمليات في تلك اللحظة التي وصل بها فؤاد إلى المستشفى وسأل عنها ليخبره بأنها بغرفة العمليات وقد تستغرق الجراحة 12 ساعة وأكثر لتضرب على جبينه بيده بحزن وجلس بأنتظارها..
دلف حسام لغرفة مكتب يوسف وقال: -
- تحت أمرك
- تعال يا حسام
جلس حسام أمام المكتب ليقول يوسف: -.

- أنت جمعت كل المعلومات عن ابتهال صح؟!
- اه
تبسم يوسف بمكر وقال: -
- وعنوانها عندك صح؟
- اه ليه؟
أومأ له يوسف وقال بغضب مكتوم: -
- هقولك واللى أقولك عليه تعمله بالحرف
- أكيد.

تبسم يوسف وتحدث بحماس شديد له وأمره بفعل ما يريده، ثم خرج حسام من المكتب وخلفه يوسف ليرى أطفاله جالسون بالصالون يلعبون و رحيم يعطي الألعاب لأخته بديل عن ألعابه التي كسرها لأخته. كانت إيلا تبتسم بسعادة وحب مع اخاها بعد أن كانت تخشاه، تبسم يوسف عليهم وقال هامسًا لنفسه: -
- وحياة حلاوة ضحكتكم اللى أتحرمت منها لأدفعهم التمن غالى..

خرجت نادين من المصعد فرأت فؤاد جالسًا على المقعد باكيًا في أنتظار ابنته امام غرفة العمليات، أقتربت منه وقالت: -
- عمه أنت قاعد كدة ليه؟
وقف بلهفة وحماس قائلًا: -
- نادين، أنا عاوز نبض، تدخلى تجيبهالى
تعجبت للهفته ودموعه فسألته بحزن: -
- في ايه بس. فهمنى
- على ابنى في المستشفى وحالته خطيرة بين الحياة والموت لازم عملية فورًا، نبض الوحيدة اللى في ايدها أنقاذه
تعجبت له وقالت بحذر: -.

- بس نبض قدامها للصبح في الجراحة. عن أذنك
هربت من أمامه وذهبت إلى مكتبها ثم اخرجت هاتفها وأتصلت بزوجها وقالت: -
- كريم عم فؤاد هنا وحالته صعبة اوى ومستنى نبض تخرج من العمليات وهيأخدها، أنا خايفة يعمل حاجة أو يجبرها، أتصل بيوسف يبعتلها حد يأخدها..
كانت ابتهال جالسة على المقعد مقيدة به ووجهها مليء بالكدمات والدماء من النزيف، دلف يوسف على مقعده بغرور وقال: -
- اعتقد أننا هنتكلم براحة بعد التأديب دا.

أجابته بخوف شديد: -
- أنا معملتش حاجة!
تبسم يوسف بغرور وقال: -
- دى لسه هتعاند يا حسام. شكلك مظبطتش صح. اخليه يكمل
قال كلمته الأخيرة لها بتهديد فقالت بخوف مُرتجفة منه: -
- لا لا لا خلاص هقولك كل اللى أنت عاوزه
- هو سؤال أنا عارف أجابته بس عاوز أتأكد عشان مأذيش حد مالهوش ذنب
أومأت له بنعم وقالت بنبرة مُرتجفة: -
- ميادة ميادة هي اللى قالتلى أعمل كدة والله
قهقه ضاحكًا وقال: -.

- هههههههه كنت عارف بس كنت عاوز أسمعها منك زيادة تأكيد
توقفت ابتهال عن البكاء وقالت: -
- هي قالت أنك عاجز وقعدت في الكرسي مش هتعمل لى حاجة
اقترب منها بغضب سافر وعقد حاجبيه وقال بلهجة غليظة: -
- أنا هوريكى العاجز دا هيعمل ايه؟! أنا هخليكى تتمنى الموت عن الحجيم اللى هعيشك فيه، خدها يا حسام من قدامى
صرخت بخوف شديد وهي تترجاه بأن يتركها ويعفو عنها..

خرجت نبض من غرفة العمليات صباحًا لترى عمار بأنتظارها فأسرع نحوها بلهفة وسألها: -
- طمنينى؟!
تبسمت إليه وقالت: -
- أعتقد أننا محتاجين نتكلم بس مش دلوقت
تبسم بخفة بتفاؤل وقال: -
- دا معناه أن العملية نجحت
أومأت له بنعم وقالت: -
- تقدر تطمن على بنتك لما تخرج
تبسم لها ليقطعهم مجيء فؤاد إليهم ويجذبها من يدها بالقوة، هتفت بدون فهم لحالته وبكاءه قائلة: -
- هو في أيه؟ مالك يا بابا
- نبض أنتِ لازم تيجى معايا حالاً.

صرخت نبض به قائلة: -
- أروح فين؟ بابا أستن بس
صفعها على وجهها بقوة من غيظه وضعفه وقال: -
- تمشي معايا من غير ولا كلمة فاهمة..
جلست ميادة مع شهاب رجل في عمر الخمسين أحد ملاك أسهم شركة اس أتش، تحدثت بثقة قالت: -
- أنا مش محتاجة أكتر من اللى وضحته معاك
- بس دا كتير
تبسمت بخبث شديد وقالت: -
- وأنا هعوضك متقلقش
- هفكر.

أومأت له بنعم ثم ذهبت من المطعم إلى المنزل فجاءها رسالة هاتفية محتواها ( خلى بالك يوسف وصل لدليل ضدك )
تعجبت للرسالة وجلست تفكر فيها..
كان يوسف جالسًا بالقصر في أنتظار عودة زوجته التي تأخرت عن موعدها، جاءه حسام وقال: -
- بعتنا المسدج الأولى من تليفون ابتهال
- ماشي، أتصل بالمستشفى شوف المدام خرجت ولا لسه
أومأ له بنعم وأخرج هاتفه ليجرى أتصال بالمستشفى فاجابه عليه لينهى الحديث ويقول: -.

- دكتورة نبض خرجت من ساعة مع والدها
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة قاتلة وأنقبض قلبه خوفًا من أن تكون قد فعلت ما يخشاه، اغلق قبضته بغضب سافر وقال: -
- أعرف ابن فؤاد في مستشفى أيه وعنده جراحة النهاردة ولا لا بسرعة يا حسام
- تحت أمرك
جاءهم صوت رجولى من الخلف يقول: -
- دا حقيقي فؤاد أخد دكتورة نبض بالقوة عشان تعمل العملية لابنه.

أستدار يوسف ليدهش من وجود عمار في منزله ويغضب من فؤاد فهو لم يتجرأ عليه يوم والأن فعلها فقط لأنه جالس بهذا المقعد..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة