قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

دلفت نبض غاضبة خلفه إلى غرفة المكتب تقول بنبرة غليظة: -
- أنت مبتقولش حاجة ليه؟ مبتكلمش ليه يا يوسف
- أطلعى برا يا نبض
قالها يوسف بجدية حادقًا ب ميرا الجالسة على المقعد أمام المكتب فنظرت نبض إليه وقالت: -
- يوسف..
قطعه بنبرة غليظة قائلًا: -
- أطلعى برا يا نبض
تذمرت على صراخه وخرجت مُشتاطة غضبًا، جلس على مقعده خلف المكتب وقال ببرود: -
- أفندم
تبسمت وهي تحدق به بغرور وقالت بثقة: -.

- غريبة أنك مستغربتش لما شوفت واحدة ميتة واقفة قدامك
- هو في ميت بيصحى برضو
قالها بسخرية فقالت ميرا: -
- أنا عاوزة بنتى يا يوسف، أنا أتحرم عمرى كله من الخلفة ومش لما أعمل العملية وأخلف تأخد بنتى منى عافية
- هي فين بنتك دى
قالها بجدية ساخرًا من حالها فقالت: -
- إيلا
نظر لها وقال بلهجة غليظة: -
- دى بنت نبض ولو عرفتى تثبتى غير كدة أثبتى!
- أنت بتحرم أم من بنتها يا يوسف دا ظلم.

نظر إلى ميرا بهدوء وقال بعقلانية: -
- دا نتيجة أختيارك، كان عندك الفرصة لما عملتى العملية تعيشي حياتك وتتجوز وتخلفى زى أى بنت طبيعية لكن أنتِ اللى أخترتى الطريق دا، أخترتى تحمل في الحرام والضلمة وتعيشي في الضلمة، متلومنيش أنا
وقفت صارخة به وتضرب المكتب بقبضتها: -
- أنت مهما عملت عمرك ما هتقدر تخليها مش بنتى ولا تحمى حقيقة أنى أمها يا يوسف، دى مش عربية بتشتريها لمراتك.

أتاها صوت نبض من الخلف بنبرة غليظة وغاضبة: -
- أنتِ مش أمها ولا عمرك هتكونى أمها
أستدارت ميرا لها ببرود فوقف يوسف من مقعده وذهب إلى نبض فقال: -
- أهدى يا نبض ممكن، أنا قولتلك متدخليش
- وأنا مش هسمح لها تلمس بنتى أو حتى تشوفها من بعيد فاهم
تحدثت ميرا ببرود قاتل وهي تتجه نحوهما: -
- يبقى بينا المحاكم يا يوسف بيه وأنت عارف وأنا عارفة أنى هكسبها لأن حضانة بنتى ترجعلى أنا وأول تحليل Dna هيثبت أنها بنتى.

مسكتها نبض من ذراعها قبل أن ترحل وقالت بغضب سافر: -
- أنتِ أيه مبتتعبيش مخلوقة عشان تدمرى حياتنا وبس
- دا بنتى يا نبض هانم ومش ذنبى أن بطنك مبتشلش عيال، وبنتى مش هتكون تمن أنك أرض بور مبتخلفش
قشعر جسد نبض من حديثها وقسوته، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة قاتلة ناظرة إلى ميرا وقالت: -
- أنتِ عمرك ما هتكونى بنى أدمه أنتِ شيطانة
نفضت ميرا ذراعها من قبضة نبض وقالت بثقة: -
- نتقابل في المحكمة يا يوسف.

خرجت من المكتب، نظرت نبض إليه وهو ينظر إليها بصمت شديد ورأى دموع تتلألأ في جفنيها لتسأله بانفعال: -
- ممكن أعرف أنت مبتكلمش ليه، أنت هتسبها تروح المحكمة وتأخد إيلا منى، رد عليا يا يوسف
تركها وسار نحو الشرفة ووقف صامتًا ينظر للخارج، ذهبت خلفه ومسكت ذراعه بقوة تديره لها كى تتقابل عيونهما معا وقالت: -
- أنت ساكت ليه؟ وأزاى منبهرتش لما شوفتها قدامك حية
صمتت للحظة وسألته بتلعثم شديد: -.

- يوسف أنت كنت عارف أن ميرا عايشة صح ولا لا؟
تحاشي النظر لها ونظر إلى الحديقة من خلف الزجاج فصرخت بانفعال اكثر به: -
- رد عليا كنت عارف أنها عايشة ولا لا؟
تحدث بهدوء دون أن ينظر لها قائلاً: -
- اه يا نبض كنت عارف وكنت عارف أنها هتأخد خطوة للمحكمة من ساعة ما عملت أستشارة قانونية عند المحامى، كنت عارف هتعملى أيه؟

نظرت له بذهول تام لا تصدق ما تراه عينيها ولا حديثه، لا تصدق برود قلبه في حين أنه يعلم بكل ما يدور حوله ويتركها هي للمفاجأت والصدمات وحدها، تحدثت بذهول تام وهي تبتعد عنه وتعود بأقدامها للخلف: -
- لا أنت غريب فعلاً، أنا كل يوم بكتشف جزء في جوزى معرفهوش، أنا بقيت أكتر واحدة معرفكش يا يوسف. مستحيل تكون أنت يوسف مستحيل
تقدم خطوة نحوها بلطف وقال: -
- نبض أنا..

تركته وركضت للخارج باكية ومذهولة من شخصيته وغموضه القاتل، قلبها يكاد يتوقف من تلك الكارثة التي حلت عليهما منذ ولادة إيلا وهي أصبحت أم لها بكل ما تحمله الكلمة حتى أنها تدللها أكثر من رحيم طفلها الذي أنجبته بصعوبة وهي على وشك الموت، الأن يخبروها أنهم سيأخذوا طفلتها منها رغمًا عنها..

فتح كريم باب الشقة بالمفتاح وولج مُنهكًا حاملًا سترته في قبضته على كتفه بملل، توقفت قدمه عن السير بذهول حين وجد الاضاءة الزرقاء تعم المكان ورائحة عطرها تعبئه وزاد ذهوله عندما رأها واقفة أمام السفرة مُرتدية فستان وردى اللون قصير يصل لأعلى ركبتيها بدون أكمام لكن هناك شال من الدانتيل على ذراعيه مغلق برابطة ستان حول عنقها وقصير يصل إلى ساعديها، شعرها الزيتونى مسدول على الجانبين مموج وتضع مساحيق التجميل على وجهها، تقدم نحوها بثبات وقال: -.

- أيه دا، هو النهاردة يوم مهم. مش عيد جوازنا ولا عيد ميلاد..
قطعته حين وضعت يديها على صدره بلطف وقالت مُبتسمة: -
- أسفة عشان زعلتك منى
وضع يديه في جيبه بغرور مُصطنع وهو يرفع حاجبيه لها وقال بجدية: -
- أنتِ عامل كل دا عشان تقولى أسفة
تبسمت ببراءة وقالت بعفوية: -
- كريم أنت عارف أنى بحبك ومبقصدش أزعلك والله، أنا بس بخاف عليك من شغل يوسف و..
عقد حاجبيه بأختناق وقال بتحذير: -
- يوسف تانى.

- لا خلاص مش هنجيب سيرته تانى في بيتنا، المهم أنك متزعلش منى وتصالحنى
تعجبت من جملتها وقال بثقة: -
- أنا اللى أصالحك
- أنا اللى بصالحك أهو يا كريم، وبعدين أنت متقفش على الكلمة يعنى وأتصالح بقى
تبسم بعفوية عليها وهو يخرج يده من جيبه ليمسك خصلات شعرها بدلالية وقال: -
- هتصالح يا حُب عشان القمر دا، أنما ايه الحلاوة دى وصبغتى شعرك يا جميل كمان
تبسمت له وهي تدور حول نفسها بطريقة طفولية وتقول: -.

- شوفت روحت البيوتى سنتر النهاردة عشان أعملك مفاجأة حلوة
قهقه ضاحكًا عليها وقال بحب: -
- مفيش أحلى من كدة يا روح قلبى
نظرت له بخجل شديد وقالت غامزة له بعينيها: -
- طب أيه بقى؟
تقدم خطوة نحوها أكثر ليلتصق بها ثم نظر لعيونها بغزل ولف ذراعه حول خاصرتها: -
- ايه يا قمر أيه، يخربيتك أنتِ مُزة كدة من بدرى ولا دا دلوقت ولا أيه القمر اللى طل دا
تبسمت بخجل له وتوردت وجنتيها أحمرارًا وقالت: -.

- أنا قمر كدة على طول يا حبيبى
نظر حوله وسألها: -
- ابنك نام؟!
أومأت له بنعم بعفوية فحملها على ذراعيه بسرعة البرق وقال: -
- قمرى يا ناس
تبسمت بخجل وهي تدفن رأسها بكتفه فشعرت بقبلته على عنقه لتتشبث به بقوة..
خرج مراد من العمارة مُرتدي زيه العسكري مُستعدًا للذهاب إلى معسكره ليراها واقفة أمامه، وقفت سارة أمام سيارتها حادقة به بذهول وقالت: -
- مراد!
تقدم نحوها بخطوات ثابتة ماسكًا بيده طاقيته العسكرية وقال: -.

- أيه اللى جابك هنا يا سارة؟
- مراد أنت..
نظر حوله بهدوء وقال: -
- سارة أنا معنديش وقت أشرحلك حاجة عن أذنك
أستدار كى يرحل فمسكت ذراعه بقوة بيديها الأثنين وقالت بترجى: -
- أستن والنبى بس فاهمنى أنت لابس كدة ليه؟، مراد أنت في الجيش
نظر لها بشوق مكبوت في صدره وقال بنبرة هادئة: -
- سارة أنا مستعجل
- مش قبل ما تفهمنى، أنا مش هفضل غبية كدة كتير وأنت مبترجعش بسرعة
أقترب منها بلطف ووضع قبلة على جبينها وقال: -.

- أطمنى يا سارة وهحكيلك لما أرجع ممكن لأن التأخير فيه جزء
صمتت وهي تنظر له بينما هو يصعد إلى سيارته فرمقها من النافذة ببسمة خفيفة، تبسمت إليه بعفوية ممزوجة بقلق بينما قلبها يتراقص فرحًا من أجله وقالت هامسة: -
- الله يحميك ليا
صعدت إلى سيارتها وذهبت إلى مكتبها..
قصر الحناوى.

دلف يوسف إلى غرفته فرأها جالسة على الأريكة تبكى بصمت، تنهد بضيق وأغلق الباب ثم تقدم بخطوات ثابتة حتى وصل إليها وجلس بجوارها وقال بهدوء: -
- ممكن أعرف بتعيطى ليه دلوقت؟
- يعنى مش عارف
أجابها بجدية قائلًا: -
- أنتِ خلاص شوفتهم جايين يأخدوها منك
- أنت عاوزنى أفضل قاعدة كدة معملش حاجة لحد ما يأخدوها معايا
ضرب يديه ببعضهما غيظًا منها وقال: -
- لا ميصحش أزاى، تقعدى تعيطى زى أى ست مصرية نكدية.

رمقته بنظرة قاتلة غاضبة بصمت فقال بجدية: -
- بطلى عياط يا نبض الواحد مش ناقص نكد وحياته كلها نكد أساساً من غير حاجة
جهشت في البكاء أكثر، تأفف بأختناق ووقف من جوارها وذهب، توقف حين شعر بيدها الصغيرة تلف حول خاصرته تعانقه من الخلف وتقول باكية: -
- أسفة
أستدار لها بهدوء ووضع يديه أسفل ذقنها ليرفع رأسها كى تتقابل عيونهما معًا وقال: -
- طب بتعتذرى ليه دلوقت
- عشان زعلان منى
تبسم لها بخفة وقال: -.

- بس أنا مش زعلان منك يا نبضي
أردفت ببراءة وهي تجفف دموعها ناظرة له بحب: -
- يوسف أنت مش هتخليهم يأخدوا إيلا منى
تبسم وهو يحدق بعيونها وقال: -
- وحياة جوز العيون اللى خطفنى دى ومدوبة قلبى في عشقهم ما حد هيأخدها منك. وعد
تبسمت إليه بحب ليضع قبلة على عيونها واحدة تلو الأخرى، تشبثت نبض بذراعيه بحب وقالت: -
- يوسف أنا مش محتاجة غير أنك تطمنى
طوقها بذراعيه بحب وقال بنبرة هامسة بأذنيها: -
- أطمنى يا نبضي أطمنى.

شركة الSh
دلف كريم إلى مكتب يوسف وقال: -
- عمار بيقدم على المشروع عاوز يشارك فيه
- سيبه يقدمه ويعمل كل اللى هو عاوزه
جلس كريم على المقعد وقال: -
- هتعمل أيه في موضوع ميرا
اجابه يوسف وهو يوقع الأوراق قائلاً: -
- هعمل أيه يعنى، أنا مستني أنها تتحرك وتأخد خطوتها الأولى وبعدها هقولك هعمل أيه
- أنا مش فاهم أنت عرفت أزاى أنها عايشة؟
تبسم يوسف بغرور وقال: -.

- من خط أيدها، الخط اللى كان على الورق اللى بيهددنى هو الخط اللى في الرسايل اللى بتوصل لسارة هو نفسه خط ميرا، أنا من الأول كنت عارف الخط وبشبه عليه وبالصدفة شوفت أمضتها على الورق في الخزنة، مفيش ميت بيكتب ورق يا كريم
قهقه كريم ضاحكًا عليه وقال: -
- سم أنت دماغك سم مفيش منها أتنين
- عارف ههه، عملت أيه في الموضوع اللى كلمتك فيه؟
تحدث كريم بحماس وهو يخرج تذاكر طيران من جيب سترته الداخلى قائلاً: -.

- اه صحيح، السفر يوم الخميس الجاى
- تمام
تبسم يوسف وهو يأخذ التذاكر منه وينظر لها بسعادة..
جلست صباح على فراشها تتناول دواءها في هدوء دون أن تخبر أحد بمرضها، فتح باب الغرفة ودلفت سارة إليها تناديها قائلة: -
- ماما.
وضعت صباح الدواء في الدرج قبل أن تراه سارة وقالت: -
- تعالى يا سارة
تحدثت سارة بتردد قائلة: -
- ماما، أنتِ كنتى عارفة أن مراد شغال في الجيش
- اه يا سارة في ايه.

جلست سارة بجوارها وقالت بخجل شديد: -
- بصراحة يا ماما أنا عاوزة اتجوز مراد
نظرت صباح لها بذهول وقالت بجدية: -
- سارة أنتِ قولتى ايه؟
- عاوزة أتجوزه، ماما أنا بحبه وبصراحة من ساعة ما عرفت أنه شغال في الجيش فكرت في كل اللى بيحصل، مراد مختفى طول الوقت ولا عمره هيفضي فلازم أنا اللى أخد الخطوة دى
تبسمت صباح بعفوية لها وقالت: -
- معقول جه الوقت اللى اشوفك فيه عروسة يا سارة
- هتساعدينى.

أومأت صباح لها بسعادة فتبسمت سارة وهي تعانقها بفرح..
أوقفت نبض سيارتها أمام باب روضة الأطفال وترجلت اولاً وهي ترى أطفالها بالداخل يركضون إليها، عانقت أطفالها بسعادة وقالت: -
- وحشتونى
- مامى أنا لعبت كورة
قالها رحيم ببراءة، تبسمت نبض إليه وهي تبعثر شعره وقالت إيلا: -
- أنا أكلت ثندوتشي يا مامى
قبلتها نبض بحُب وقالت: -
- شاطورة يا روح مامى.

واقفت نبض وفتحت باب السيارة الخلف وجعلت رحيم يدخل أولاً لتأتى سيارة أخرى سريعة وبابها مفتوح وحمل الرجل إيلا فصرخت نبض بهلع وهي تركض خلف السيارة ثم عادت إلى سيارتها وأنطلقت باكية..
- إحنا هنخلينا في الخطة الأولى ونحافظ على الخطة البديلة
قالها يوسف بجدية أثناء أجتماعه فتحدث فؤاد بجدية: -
- تمام
- بس الخطة دى هتخلينا في وضع خطر
قالها المحاسب الشاب، تبسم فؤاد إليه وقال: -.

- يوسف بيه معلمنا أن اللى بيخاف يقعد في بيته أحسن
ضحك الجميع على المؤظف الجديد ذات القلب الضعيف فتبسم يوسف وهاتفه يدق بأسمها، ابتعد عنهما ضاحكًا وهو يفتح الخط: -
- ههههه ايوة يا نبض
سمع صوت صراخها في الهاتف ليُصدم من جملتها وهي تقول: -
- يوسف إيلا أتخطفت..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة