قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس عشر

- يا ماما أكيد حضرتك غلطانة، بابا لا يمكن يعمل كدة فينا
قالتها نبض مدافعة عن والدها بثقة عمياء، نظرت جهاد لها بغضب وقالت: -
- لا عمل يا نبض، أبوك خاين مختلفش كتير عن أى راجل خاين
- يا ماما أكيد في حاجة غلط
ضحكت جهاد بسخرية وقالت بتهكم: -.

- أنتِ مش عاوزة تصدقى عشان شايفاه الملاك الطاهر وقدوتك في الحياة وحبك لوالدك المحترم هو اللى مانعك أنك تشوفى حقيقته لكن لما يدخل عليكى بالبيه اللى مخلفه وطولك هتعترفى بالواقع وأنك مكنش ينفع تخليه قدوتك عشان ميخيبش أملك زى ما خيب أملى فيه
دمعت عين نبض بحزن وقالت بتلعثم: -
- ماما أنتِ مُتأكدة أنك شوفتى الأسم صح، بابا عمره ما هيعمل كدة أبدًا.

- ياوووووه يا نبض أنا مش ناقصاكى، أنا قلبى واجعنى اضعاف مضاعفة ليكى
أنصرفت نبض من شقة والدتها فخرجت من العمارة ففتح حسام الحارس الخاص باب السيارة الخلفى فصعدت إلى السيارة وقاد حسام السيارة بها فكانت شاردة ومُصدومة بما سمعته لتبكى بخيبة أمل، سألها حسام بهدوء بعد أن أنتبه إلى حالتها وبكاءها: -
- على المستشفى ولا نروح البيت
- المستشفى
أومأ إليها بنعم وأكمل في طريقته..
شركة أس أتش.

كان يوسف جالسًا في الأجتماع مع فؤاد و نانا وبعض الأشخاص فقال: -
- عرفتوا مين اللى قدم معانا في المسابقة
- لسه بس عمار أكيد دا شيء مفروغ منه
قالتها نانا فنظر إلى فؤاد وقال: -
- ماشي، أتفضلوا أنتوا
وقف الجميع ليوقفه بجملته: -
- أستن يا فؤاد
- تحت أمرك يا يوسف بيه
جلس يوسف على مكتبه وسأله بحزم: -
- مالك، مش مركز ليه النهاردة في شغلك؟
- شويه مشاكل شخصية و..
قطعه يوسف بنبرة هائجة ومرتفعة بعض الشيء: -.

- وأنت فاكر أنك أنت بس اللى عندك مشاكل شخصية، ما دام نزلت من بيتك وجيت شغلك يبقى تركز وتنسي مشاكلك لحد ما ترجعلها بليل، واضح
أومأ فؤاد له بأيجاب ثم أنصراف، أخرج هاتفه ليُحدث حسام وقال: -
- وصلتوا فين دلوقت؟
- وصلت الدكتورة للمستشفى
تحدث يوسف بجدية: -
- ماشي أنا هبعتلك عثمان لما يجيلك خلى هو يستنى الدكتورة وتعال أنت أنا عاوزك
- تمام بس.
أنتبه يوسف لجملته وأعاد الهاتف على أذنيه وقال: -
- بس أيه؟

- دكتورة نبض باين في حاجة مضايقها كانت بتعيط طول الطريق
أنقبض قلبه قلقًا على محبوبته فهو تركها صباحًا بخير، أغلق معه الخط وأجرى أتصال بها ولم تُجيب عليه، ظل طيل اليوم شاردًا بها وماذا حدث ليبكيها..
مستشفى الجلاء الخاص
خرجت نبض من غرفة العمليات مُنهكة وذهبت بملابس العمليات إلى الكافتريا حيث ستلتقى بصديقتها فجلست بتعب وضيق وقالت: -
- طلبتى أكل؟
- اه متقلقيش، قوليلى بقى مالك؟ في حاجة حصلت ومخبيها عليا؟

اجابتها نبض نافية مصطنعة البسمة: -
- لا محصلش حاجة، تعبانة شوية بس والوضع بين رحيم وإيلا بيتغير وبسرعة جدًا مش قادرة أصدق أن دا رحيم ابنى وانه في يومين ثلاثة كره أخته الكره دا كله
- رحيم طفل يا نبض وعقله مش فاهم هو بيعمل أيه، بكرة الأمور تهدأ وتتحل صدقينى
أومأت لها بنعم بيأس وأرتشفت القليل من العصير ليستوقفها صوت ميادة من الخلف تقول: -
- نبض
وقفت نبض مُستديرة لها بصدمة فقالت: -.

- أنتِ، هو أنا مش هخلص من وجودك أنتِ وبنتك في حياتى
نظرت ميادة نظرة وجع وحزن وقالت بغضب مكتوم: -
- عمرك ما هتخلصي يا نبض، عارفة ليه لأن في دم رابطنا للأبدى دم بنتى اللى جوزك قتلها وبينا إيلا ودم بنتى في عروقها
- يوسف مقتلش بنتك، بنتك أنتحرت عاشت خاينة وماتت كافرة
لم تتحمل ميادة حديثها عن ابنتها أكثر فانقضت على نبض تخنقها بكلا يديها وهي تقول: -.

- جوزك هو اللى قتلها ودم بنتى مش هيروح كدة، دم بنتى مش هيكفى غير دم زيه يا نبض
أقتربت نادين منها تحاول أبعدها عنها نبض وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وتحاول ابعدها، أقترب بعض الأشخاص ليحاولوا أبعدها عن نبض فأبعدوها عنها لتقول بصراخ: -
- ورحمة بنتى يا نبض لأحرق قلبك على عيالك زى ما حرقتى قلبى على بنتى
مسكتها نادين تساندها لتستمع نبض لحديثها فأشتاطت غضبًا وهي تتحدث عن أطفالها لتبتعد عن نادين وتقول: -.

- طب قربى لعيالى كدة وأنا هقتلك يا ميادة، وحياة عيالى اللى ما عندى أغلى منهم في الحياة لو بصتلهم لأقتلك يا ميادة
أخذها الأمن للخارج، جلست نبض على المقعد بحزن ويديها ترتجف من الخوف ربما تتحلى بالشجاعة أمام عدوها لكنها هشة ولينة من الداخل وأضعف جدًا من أى شخص يقف أمامها.
أربتت نادين على يدها بلطف يطمئنها: -
- أهدى يا نبض متخافيش، هي بتهددك بكلام بس، أطمنى والله
وقفت نبض بهلع وهي تقول: -
- أنا ماشية.

أسرعت إلى مكتبها كى تبدل ملابسها سريعًا..
شركة أس أتش
تحدث يوسف بدهشة قائلًا: -
- مشيت، مدام صباح مشيت بدرى كدة. غريبة أول مرة تعملها
- تأمرنى بحاجة تانية؟
قالتها السكرتيرة بهدوء أجابها قائلًا: -
- لا روحى أنتِ ولما حسام يجى دخليه على طول
- تحت أمرك
أشار إليها بأن تنصرف وقال مُحدثًا نفسه: -
- غريبة أول مرة صباح تمشي بدرى كدة وتسيب شغلها. أمى الفترة الأخيرة دى تصرفاتها بقيت غريبة عن المعتاد.

دلف حسام إلى المكتب وقال: -
- أمرك
- تعال يا حسام، اقعد
قالها يوسف وهو يقف من مكتبه ويذهب إلى الصالون المكتبى الجلدى ذات اللون الأسود وجلس على المقعد بالمقدمة، جلس حسام على الأريكة بجانبه فقال بجدية: -
- أنا عاوزك تعرفلى صباح هانم بتعمل أيه وتجبلى كل خطواتها الفترة الأخيرة
- تحت أمرك، أى أوامر تانى
قالها حسام بصرامة موافقًا على خدمته فقال يوسف: -.

- اه أبقى خلى عثمان مع دكتورة نبض وأختار راجل شديد من رجالك يكون معها دومًا عارف يعنى أيه دومًا، يعنى حتى لو أمرته يسيبها مينفذش دايما تكون تحت نظره وميأخدش منها أمر تركها غير منى أنا مفهوم يا حسام
- مفهوم طبعًا، تحب أشوف لحضرتك سواق بدل عم عثمان
تحدث وهو ينظر بهاتفه: -
- لا خليك أنت معايا، أنا الفترة دى مش عاوز أدخل حد جديد في حياتنا لحد ما أعرف مين الخاين
تبسم حسام وأخرج من جيبه بعض الصور وقال: -.

- بمناسبة الموضوع دا دول الخدم اللى في القصر كلهم، عامل الحديقة دا موجود من زمن هو وابنه اللى بيهتم بالأسطبل، و12 خادمة منهم 2 جُدد اتعينه من سنة بالظبط، والطباخ والسفرجى دول من سنتين في القصر، من كل دول في 4 أشخاص بيتعاملوا مع الأطفال، تهانى رئيسة الخدم، نجوى خادمة من 5 سنين في القصر، ابتهال و صفا دول الأتنين الجُدد
نظر يوسف للصور الموضوعة على الطاولة بتركيز وقال: -.

- خرج تهانى من الحسبة، تهانى لو قطعت رأسها في سبيل صباح هانم والقصر مش هتخون، ابتهال وصفا ونجوى حط عينك عليهم كويس كدة
- تمام، بكرة إجازة الخدم كلهم اللى جوا القصر وحسب أوامر حضرتك هنركب الكاميرات والمايكات بكرة في غيابهم
قالها حسام بثقة يذكره بطلبه فأومأ يوسف له بنعم وقال: -
- ماشي..
قطعهم صوت شجار بالخارج فوقف من مكانه وخرج ليرى زوجته تتشاجر بعنف مع السكرتيرة وتقول: -
- أنتِ متخلفة شكلك كدة
- نبض.

قالها بحزم لغضبه منها وهي تهين مؤظفته بلا داعى، نظرا الأثنين إليه فقال: -
- خلاص يا جميلة، تعالى يا نبض
دلف إلى مكتبه وخلفه نبض فقال بصرامة: -
- روح أنت دلوقت يا حسام
أومأ له بنعم وأنصرف للخارج، أستدار لها بغضب مكتوم وقال: -
- ايه اللى عملتى دا يا نبض، من أمتى وأنت بتتعملى مع السكرتيرة بالطريق دى ولا مع أى حد أساسًا..

دهش يوسف من رد فعلها حين أسرعت إليه بخطواتها وعانقته بقوة ولفت ذراعيها حول خاصرته بشدة، وقف كالتمثال وكأنها جمدته بعانقها لم يتحرك له طرفة عين، أزدرد لعابه بأرتباك من فعلتها وهو يرى السكرتيرة تنظر له من خلف الحائط الزجاجى بدهشة، تحدث بتلعثم قائلًا: -
- نبض
تشبثت بخاصرته أكثر ورأسها على صدره وهمهمت بنبرة واهنة على وشك البكاء: -
- يوسف أنا محتاجاك.

مسك ذقنها بلطف ليرفع رأسها له ويرى دموعها التي تلألأت في جفنيها فقال: -
- حصل أيه؟
- محصلش أنا بس محتاجاك
مسك يدها ليبعدها عنه قليلًا ليشعر ببرودة يدها فقال: -
- أنتِ باردة كدة ليه؟، أنا متأكد أن حصل حاجة يا نبض، هتخبى عليا مثلاً
دلف فؤاد إلى المكتب فرأها واقفة أمامه، رمقته بغضب سافر وهي تتذكر حديث والدتها، قال بقلق: -
- مالك يا نبض؟
أستدارت تعطيه ظهرها بغضب وقالت هامسة له: -.

- يوسف خليه يمشي. أنا مش عاوزة أشوفه
رمقها بذهول من طلبها ليتنبأ بشيء واحد أن فؤاد فعل شيء ضخم كى ينال غضب طفلته المدللة المُحبوبة، تشبثت بسترته بضعف وقالت: -
- أرجوك خليه يمشي
سقطت دمعتها من عينيها فحن قلبه إليها وأستجاب لرجاءها قائلًا: -
- أيه اللى جابك يا فؤاد
- أنا سمعت أن نبض هنا وغضبانة
تحدث يوسف بجدية باردة: -
- مراتى هنا عشانى، أنت سايب شغلك ليه بقى. أتفضل على مكتبك.

نظر فؤاد إلى طفلته المستديرة له ليعلم بأن زوجته ربما أخبرتها فذهب للخارج، كادت نبض أن تسقط من ضعفها ليتشبث بها بقوة وجعلها تجلس على الأريكة وجلس بجوارها ثم سألها: -
- مالك يا نبض؟

- يوسف أنا تعبانة المشاكل مبتسبنيش أبدًا وعلى طول مشاكل فوق رأسي، مش كفاية على مشاكل ولادى وبيتى لا كمان ميرا وبعد موتها أمها وبابا اللى في يوم وليلة طلع متجوز وعنده ابن، أنا مش قادرة أستحمل أكتر من كدة يا يوسف أنا تعبت وطاقتى خلصت
كان يستمع إليها بذهول وقال: -
- لحظة لحظة عشان أفهم، ميادة كلمتك. أبوكى مين اللى متجوز وعنده ابن. فؤاد
أومأت إليه بنعم، جفف دموعها بلطف شديد وقال: -.

- ميادة جابت رقمك منين؟
- جتلى المستشفى النهاردة وبتهددنى بولادى يا يوسف، عاوز تقتل ولادى زى ما أنت قتل بنتى زى ما هي معتقدة، عاوزة تحرق قلبى على ولادى يا يوسف وقالتهالى وش
وضع قبلة على جبينها بحنان وقال ناظرًا لعيونها: -
- متقلقيش يا نبضى أنا هتصرف والله ومحدش يقدر يأذيكى أنتِ أو ولادى. صدقنى وثقى فيا يا حبيبتى
تشبثت بيديه بكلتا يديها وقالت بضعف: -.

- أنا واثقة فيك والله، بس خايفة أنا أم يا يوسف ودول ولادى
- متخافيش يا حبيبتى، نبض أنتِ لو خوفتى وأنا موجود يبقى أنا ماليش لازم. أنا وجودى يعنى الأمان والطمأنينة ليكى مينفعش تخافى طول ما أنا موجود
لم تجيبه بل أكتفت بوضع رأسها على صدره بحنان وصمتت..
باشر يوسف عمله على المكتب وعندما رفع رأسه وجدها نائمة على الأريكة بعد وصلة بكاء طويلة، تنهد بهدوء ثم أخرج هاتفه وقال: -.

- أنت فين يا كريم؟ تعال على القصر كمان ساعة
أغلق هاتفه ووقف من مكانه ثم سار نحوها، أيقظها بلطف قائلًا: -
- يلا يا حبيبى عشان نروح
- خلصت
أومأ إليها بنعم فوقفت معه وخرجوا من الشركة إلى سيارته..
عاد سارة إلى القصر وهي تتحدث في الهاتف: -
- أنا داخلة القصر أهو. ماشي يا حبيبى. هطلع وأكلمك، باى.

ترجلت من سيارتها ودلفت إلى القصر فرأت رحيم يتشاجر بغضب مع إيلا ثم دفعها بقوة كى تسقط على الارض وتجهش في البكاء، أسرعت سارة إليها تساعدها في الوقوف وقالت: -
- في حد يضرب أخته كدة
- دى مش أختى محدش يقول أختى
تحدثت سارة بغضب منه قائلة: -
- لا أختك واللى أنت بتعمله دا قلة أدب وأنت ولد مش محترم
- مش أختى أنا بكرهها خليها تمشي من هنا
اتاه صوت يوسف من الخلف وهو يقول بغضب سافر: -
- رحيم!

نظر إليها ليراه يقف بجوار والدته، أقترب هو و نبض منه وقال: -
- أعتذر من أختك حالاً على قلة أدبك وأياك تانى مرة تكلمها أو تعاملها كدة فاهم
- أنا معنديش أخوات مامى مجابتش غيرى أنا وملاك وبس وملاك ماتت دى مش أختى
نظر الجميع إلى بعضهم البعض بصدمة من أين عرف رحيم ب ملاك وموتها، جلست نبض على قدميها أمامه وقالت: -
- رحيم مفيش ولد محترم بيعمل اللى بتعمله ولا بيكلم باباه كدة.

- باباى خاين وبيكدب وهو كدب عليكى لما خلف البت دى، تعالى نسيبه ونمشي أنا بكرهه هو بنته.

نظرت نبض بصدمة إلى حديث طفلها من أين يعلم بكل هذه الأشياء من الماضي، من يخبره بهذا الماضي الأليم ويحدثه بهذا الحديث القاسي الذي لا يفهمه طفله عمره 5 سنوات فقط، من أين يعرف كلمة خيانة وكذب وكيف يلعن والده هكذا، مين ذلك الخائن الذي يحرضه على أخته أمس واليوم والده فربما غدًا يجعله يكره والدته أيضًا، هزت رأسها بعدم تصديق وقالت: -.

- لا أنت مش رحيم اللى أنا خلفته وربته، أزاى تتكلم على باباك كدة أنت ولد مش محترم ولازم تتعاقب
- هتعاقبنى عشان بتحبى الحقيرة دى عنى
قالها بغضب وهو يشير على أخته الباكية بحضن سارة، صدم الجميع حين صفعه يوسف على وجهه بقوة أم نبض شهقت بفزع من صرخة طلفها المتألم.
مسكه يوسف بعنف من ملابسه وأوقفه أمام إيلا وقال: -
- أعتذر من أختك حالًا أم قسمًا بالله لأربيك يا رحيم بطريقتى.

تحدث رحيم باكيًا مُتجاهل النظر إلى إيلا قائلًا: -
- أنا، أسف
تركه يوسف بغضب ليركض غاضبًا إلى غرفته، صعد يوسف لغرفته وركضت إيلا إلى حضن والدتها باكية..
دق باب شقة جهاد فخرجت من الغرفة وفتحت لتجد فؤاد فسألته ببرود دون أن تأذن له بالدخول قائلة: -
- أفندم
- جهاد ممكن نتكلم؟
تحدث ببرود قاتل: -
- أسفة معنديش كلام اقوله، الكلام اللى بينا خلص وأتفضل بقى مع السلامة ومتورنيش وشك دا تانى غير والمأذون معاك واضح.

تحدث بحزن شديد وقال: -
- جهاد اسمعنى، هتبيعى عشرة عُمر كامل عشان عنادك
صرخت به بغضب شديد: -
- وأدوس عليها بالجزمة كمان زى ما أنت ما دوست على قلبى وحياتى والعشرة اللى بتكلم عنها بخيانتك ليا
- يا جهاد أنتِ شايلة الرحم وأنا كنت عاوز ولد يحمل أسمى ويورثنى بعد عمر
نظرت له بسخرية وقالت: -.

- تصدق يا فؤاد أنا مكنتش عاوزة أسالك على السبب لتقولى حبتها مثلاً، لكن السبب اللى بتقولى خلاك تنزل من نظرى لدرجة أنى مبقتش شايفاك، ولد عاوز ولد. متقولش السبب دا لبنتك اللى شايفاك ملاك طاهر عشان متكرهكش نفس كرهى ليك، لأن وقتها نبض هتعرف أنها بلا قيمة عندك
- أنتِ أكتر واحدة عارفة أنا بحب نبض أزاى
رمقته نظرة غضب، عتاب، ألم ممزوج بوجع كبير ثم قال: -
- أمشي يا فؤاد وطلقنى بدل ما أخلعك أنا مش هستنى كتير.

أغلقت الباب بوجهه لتجهش في البكاء وجلست على الأرض بقلب موجوع..
قصر الحناااوى
بالطابق السفلى تحديدًا بغرفة المكتب، تحدث يوسف بلهجة أمرية: -
- أنا عاوز أعرف مكان ميادة وبتقابل مين وكل تفصيلة يا كريم
- هو حصل حاجة؟
تحدث يوسف بثقة: -
- أسمع الكلام يا كريم وسيب باقى الشغل على حسام عشان تعرف تأخد بالك من بيتك
- بيتى!
قالها كريم بتعجب ليُجيبه يوسف: -.

- اه، خلى بالك من بيتك ومراتك وابنك، من النهاردة يومك في الشغل هيخلص من الساعة 5، بيتك له حق عليك برضو
- بيتى ايه؟ هو في ايه؟
تبسم يوسف وهتف: -
- نبض بتشتكى دومًا أنى بعيد وشغلى واخدنى منها فأكيد نادين زيها
أومأ كريم برأسه وقال: -
- نادين، امممم، هي نادين أشتكت نبض من شغلى. هأتها صراحتًا
- لا، نبض هي اللى نبهتنى من أنشغالى وأنشغالك معايا لما كلمتك وأنا في الشغل النهاردة وأنا معاها.

أومأ له بنعم ثم أنصرف من الغرفة..
دلفت نبض إلى غرفتها مساءًا فرأته نائمًا بفراشه والأضواء مغلقة، صعدت إلى فراش وتسللت برفق إلى حضنه مُتمتمة: -
- يوسف أصحى خدنى في حضنك وطمنى أنا مرعوبة
طوقها بذراعيه وقال مُغمض العينين: -
- مرعوبة وأنا جنبك؟
- يوسف أنت مش هتجوز عليا؟
قهقه ضاحكًا عليها ثم فتح عينيه وقال: -
- أنتِ قاعدة تتخيلينى فؤاد وبتجوز عليكى خلاص
نظرت له بهدوء وقال: -
- أنا عارفة أنك مش هتعملها.

- أطمنى يا نبضي مش هعملها
وضعت يديها على صدره بحنان وقالت: -
- شوفت رحيم وإيلا، أنا مش عارفة رحيم بيعمل كدة ليه؟ وبيجيب منين الكلام دا
نظر لها بسعادة وقال: -
- بس أنا عرفت خلاص، أطمنى الموضوع مش هيطول أعتبريه أنتهى خلاص
- بجد يا يوسف مين؟
وضع يده على رأسها يبعد خصلات شعرها عن وجنتها للخلف ويتأمل عينيها العسليتين بحب فقال بجدية: -
-..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة