قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع عشر

تسللت نبض من غرفتها ليلًا بخفوت حتى لا تصدر صوت وتقظه، أغلقت باب الغرفة خلفها وذهبت إلى غرفة رحيم، دلفت ووجدته نائمًا بفراشه، أقتربت منه بلطف فرأت بيده ورق رسم مرسوم به طفلة وبقلبها سكين ومكتوب أسم إيلا، أنقبض قلبها لرؤية هذه الرسمة لتعلم كم كره رحيم أخته حتى وصل به الحال إلى قتلها بسكين في رسمته، صعدت بجواره على الفراش ونامت بجانبه ثم أخذته إلى صدرها بين ذراعيها فتمتم قائلًا: -
- مامى متسبنيش.

نظرت له وقالت: -
- أنا مش هسيبك يا رحيم، مين قالك أنى هسيبك
فتح عينيه لها بحزن وقال: -
- عشان أنتِ وبابى بتحبوا إيلا أكتر منى
تبسمت بلطف إليه وقالت: -
- لا يا حبيبى مش صحيح، أنتوا الأتنين ولادنا وليكم نفس المعزة
- بس هي مش بنتك
أخذت يده بيدها وقالت بلطف: -
- بس أختك ولازم تحبها يا رحيم وتحميها من الأشرار
جلس على الفراش وقال: -
- مفيش أشرار غيرها، هي اللى شريرة وبابى ضربنى بسببها.

أعتدلت نبض في جلستها وقالت: -
- بابى ضربك عشان أتكلمت بأسلوب وحش وعيب تكلم بابى بيه، مفيش ولد محترم يقول على أبوه كداب وخاين، دا كلام عيب، مضربش بسبب إيلا
صمت رحيم ونظر للجهة الأخرى بغضب، مسحت نبض على رأسه بحب وقالت: -
- عارف يا رحيم، محدش هيحبك قدى أنا، أنا حاربت الكل والقدر عشان أجيبك للدنيا دى وجازفت بحياتى عشانك أنت، وأنا بقولك أن اللى بتعمله غلط يا حبيبى.

- مامى وأنا بحبك ومش بحب أزعلك. خالص متعيطيش
قالها وهو يقف امامها يجفف دموعها المتساقطة بحنان، تبسمت عليه وقالت: -
- وأنا مش زعلانة منك بس تصالح أختك
- تانى أختى دى مش أختى أنا مبحبهاش
قالها بتذمر وهو ينزل عن الفراش وخرج من غرفته، جهشت نبض في البكاء بضعف مما وصل إليه طفلها..
خرجت سارة من غرفتها صباحًا مستعدة للذهاب إلى عملها فرأت نبض تخرج من غرفتها مُرتدية فستان أسود وحجاب وردى، تحدثت بثقة: -.

- صباح الخير يا نبض، مالك على الصبح؟
- مفيش يا سارة
تبسمت سارة لها وقالت: -
- طب ايه جهزتى فستان الخطوبة ولا لسه؟
- اه طلبته وهيوصل بكرة
تحدثت سارة بغرور مصطنعة: -
- طبعًا مدام يوسف الحناوى لازم تلبس ماركة عالمية
ابتسمت نبض بلطف وقالت: -
- دا حقيقي طلبته من إيطاليا.

اومأت سارة بالأيجاب وخرجا معا من باب القصر وصعدت كلا منهم إلى سيارتها، وصلت نبض إلى المستشفى وبدأت أول جراحة لها أستغرقت أربعة ساعات وحين خرجت وجدت والدها في أنتظارها بصحبة شاب في مُقبل عمره وبداية العشرينات، يشبه والدها على صغر لتدرك أن هذا هو اخاها كما يقال، تجاهلته وسارت للأمام ليقف أمامها ويقول: -
- ممكن تسمعينى يا نبض
أجابته بسخرية وهي تحدق بأخاها: -
- أنت كمان جايبهولى لحد هنا.

تحدث فؤاد بجدية: -
- هنقف نتكلم هنا؟
تأففت بأختناق ثم ذهبت لتبدل ملابسها وذهبوا إلى مطعم معًا، تحدث فؤاد قائلاً: -
- نبض أنا عارف أنك هتفهمينى، أنا مغلطتش ولا أجرمت، أنا أتجوزت على سُنة الله ورسوله، أنا من حقى يبقى عندى ابن
- مجرمتش لكنك كدبت، كان لازم وقتها تقول لماما وهي تختار تكمل معاك ولا لا، لكنت متخدعهاش كل السنين دى ولا تكدب عليها، حقك اللى بتكلم عليه دا أنت خلته خيانة لأنك خبت.

تحدث بثقة وقال: -
- وأشمعنا أنتِ قبلتى بيوسف لما خلف من ميرا
عقدت جاجبيها بغضب سافر وقالت: -
- الوضع مختلف، يوسف كان غصب عنه ومكنش في وعى وندم على اللى حصل رغم أنه مالهوش يد فيه، لكن حضرتك مش شايف أنك غلطان ولا حتى كنت مجبر أنت عملت بكامل أرادتك يا بابا
- يا نبض أنا من حقى يكون عندى ولد يشيل اسمى
دمعت عينيها بحسرة وقالت: -
- دا معناه أنك مكتفتش بيا، وأنا عندك ماليش أى لازمة لأنك كنت عاوز الولد وبس.

أمسك يدها بحنان وقال: -
- لا يا نبض مش قصدى
جذبت يدها من قبضته باستياء وقالت: -
- متفرقش معايا، أنت جاي ليه دلوقت. عشان تعرفنى عليه ولا أيه
- نبض استياءك وحزنك دا عمرهم ما هينفوا أبدا أن على أخوكى
نظرت له بغضب مكتوم وتذكرت طفلها وغضبه من إيلا هل يشعر رحيم بهذا القدر من الوجع بين ضلوعه، وقفت كى ترحل ليوقفها على قائلاً: -
- نبض
صرخت بهما قائلة: -
- أنتوا جايين ليا ليه؟

- نبض، على عنده لوكيميا ومحتاج عملية زرع نخاع مفيش أحسن منك يديله..
نظرت لهم بأشمئزاز وقالت: -
- كنت فاكراك جاي تعتذر أو تصلح اللى كسرته، طلعت جاي عشان مصلحتك وبس
أخذت نبض حقيبتها ورحلت في أقصي درجات الغضب..
شركة الوفاء
- يعنى أيه؟
تحدث المدير العام للشركة: -
- يعنى إحنا موقفنا المالى دلوقت كويس جدًا ومعانا الشريك اللبنانى، ونقدر ندخل المسابقة بحماس وثقة
تبسم عمار وسأل: -.

- عرفت شركة أس أتش داخلة المسابقة ولا لا
- اه داخلة، بس
رفع عمار رأسه بتساؤل وسأل: -
- بس أيه كمل
- إحنا نجحنا الفترة دى لأننا طلعنا يوسف من حساباتنا وبقى رقم 2 وحققنا مبيعات وأرباح كبيرة، خلينا على نفس الوتيرة مفيش داعى ندخل في صراع مع يوسف ونخلى هدفنا الشركة مش التفوق على يوسف
وقف عمار من مقعده وسار نحو المكتبة يقول: -
- لازم أفوز عليه إحنا بقينا رقم أتنين ومقدمناش غير يوسف فلازم يوسف يكون في الحسبة.

- بس أنا شايف غير كدة أنا..
قطعته عمار وهو يخرج هاتفه الذي يرن قائلاً: -
- أنت متشوفش، أنت تعمل اللى بقولك عليه وبس. روح
أجاب على هاتفه ليجد الخادمة تخبره بمرض ابنته..
مستشفى الجلاء الخاص
- هو أبوكى دا غبى، سورى يعنى يا نبض بس هو مش عارف أنك ممنوع من أى مخدر جايلك عشان تدخلى أوضة العمليات، دا إحنا بنلصم فيكى بالعافية عشان متدخلش أوضة العمليات دى
تحدثت نبض بغضب مكتوم: -.

- أنا مش دا اللى مضايقانى، أنا مضايقة من عملته أزاى يكدب عليا أنا وماما وكمان مش معترف أن غلط لما خبى علينا كل السنين دى
أربتت نادين على كتفها بعطف وقالت: -
- ربنا يهدي الحال وطنط عاملة ايه
- بتمثل قدامى الصمود وأنها مش موجوعة بس أنا عارفة ماما كويس وقد أيه أتجرحت لما عرفت لأن جرحها منه بنفس قدر حبها له وماما بتحب بابا اووى
جاءت الممرضة لهما وقالت: -
- دكتورة نبض في حالة وصلت في الطواريء وطلبوكى.

أومأت لها بنعم ثم ذهبت إلى الطواريء وصعدت نادين إلى قسم الباطنة والأطفال، كانت فتاة عمرها 14 عام فحصتها وطلبت بعض الأشاعات للقلب من الممرضة، خرجت من الغرفة فوجدت عمار أمامها لتتذكره، تعرفه جيدًا هو من خطفها من قبل ليهدد زوجها بها، هو من أمر ذلك الوحوش البشرى بالأعتداء عليها وقتل طفلها برحمها.
غضبت بشدة وأغلقت قبضتها من الغضب، رأها وهو لم يتذكرها او ربما عقله كان شاردًا بمرض طفلته، سألها بقلق: -.

- طمنينى يا دكتورة ملاك مالها
نظرت للغرفة ثم له وقالت: -
- أسمها ملاك
اومأت الممرضة لها بنعم، أسم له معزة خاصة لديها، أسمها وحده كفيل بأن يجعلها ترأف بهذه الطفلة، أجابته ببرود: -
- هنعمل الأشعة وبعدها نطمنكم، لكن في الغالب هتحتاج جراحة وعموما الأكيد لما نعمل الأشعة عن أذنكم
وجهت حديثها للممرضة بحزم: -
- لما الأشعة تطلع وديها لدكتور خالد
- دكتور خالد واخد أجازة أسبوع
تنهدت بأختناق وقالت: -.

- ماشي هأتيهالى بس أستعجلى، وخلى بالك من مؤشراتها الحيوية ودرجة حرارتها
أومأت إليها بنعم، ذهبت نبض إلى مكتبها، مر ساعتين تقريبًا وأحضرت لها الممرضة الأشعة فنظرت بها ثم ذهبت إلى عمار، رأته جالسًا بجوار أبنته بوجه بائس وحزين، تبسمت بسخرية عليه ليرمقها بغضب وقال حينما وقف: -
- ممكن أفهم في ايه بيضحك في الموقف دا
أجابته ببرود قائلة: -.

- معتقدش أن الراجل اللى يعرف يهدد بقتل طفل في بطن أمه يعرف يعنى أيه ابوية ويعيط على مرض بنته
رفع حاجبه لها بغضب وسألها باستغراب: -
- أنتِ بتقولى أيه؟
تقدمت نحو السرير لتفحص ملاك وقالت: -
- مش غريبة أنك متعرفنيش مع أنك دخلت الرعب في حياتى في لحظة ما
دلف مساعده إلى الغرفة فرأها ليقف بذهول من وجودها، تابع عمار نقاشه معها هاتفًا: -
- إحنا أتقابلنا قبل كدة؟

ضحكت ساخرة عليه وقالت وهي تلقى الأشاعات على الفراش: -
- بنتك محتاجة جراحة في الشريان التاجى، شوفلها جراح يعملها العملية لأنى أكيد مش هعملها
تقدم مساعده مسرعًا نحوه وهمس في اذنه: -
- دى دكتورة نبض مرات يوسف الحناوى
رمقها ببرود وتذكر ما فعله سابقًا معها، مرت من أمامه لترحل فمسكها من ذراعها وقال: -
- رايحة فين؟ أنتِ لازم تعمليلها العملية دا شغلك.

- لا مش هعملها مزاجى كدة، لو تعرف تجبرنى على دا أجبرنى، ولا هتخطفنى المرة دا ولا اقولك أخطف أبنى عشان تهددنى بيه ماهو مش في بطنى المرة دى
قالتها بغضب سافر ثم نزعت يدها من قبضته ورحلت.
خرج ليبحث عن طبيب آخر فأخبره أن الجراح الأخر بأجازة ليس هناك سوى نبض..
قصر الحناوى
تحدث يوسف بجدية وهو جالسًا على الأريكة بغرفتهما: -.

- مش حقك يا نبض، أنتِ دكتورة ودا شغلك وأقسمتى على كدة، وبنته مالهاش علاقة باللى عمله أو اللى بينا، نبض أنتِ دكتورة
خرجت من غرفة الملابس وهي تبعثر شعرها بعفوية وتكز على اسنانها بغضب وتردف قائلة: -
- مش متخيلة يا يوسف أن اساعد الراجل اللى هددنى يقتل ابنى في بطنى، لسه فاكرة رعشتى لما حط أيده على بطنى. مستحيل يا يوسف
وقف من مكانه ووضع يديه على كتفيها وقال بلطف: -.

- انا معاكى في انه راجل زبالة بس بنته مالهاش ذنب، يعنى عشان أنا بكرهه وبينا صراعات أروح اطرد بنته من المستشفى بتاعتى. لا يا نبض الوضع يختلف يا حبيبتى
- يا يوسف أنا..
وضع قبلة على جبينها بلطف وقال: -
- أنا واثق أنك هتعملى الصح واللى ضميرك المهنى يملي عليكى
تأففت بغضب وقالت بتردد: -
- وطب ضميرى الأنساني
تعجب من جملتها وسألها: -.

- مش فاهم! هو في حاجة حصلت؟ أنا من ساعة ما دخلتى وأنا حاسس أنك عاوزة تقولى حاجة ومترددة؟ خير يا نبض
أبتعدت عنه وجلست على الفراش بتردد وقالت: -
- بابا جالى المستشفى النهاردة ومع ابنه اللى المفروض أنه اخويا
جلس مُجددًا على الأريكة وقال بحزم: -
- قابلتيهما يا رب ما تكونى عكتى الدنيا بعصبيتك
وقفت من مكانها مُتذمرة على نعته لها: -
- أنا عصبية يا يوسف
- اهوو بدأنا، لا يا حبيبتى أنا اللى عصبى ومجنون.

رفعت حاجبيها ببرود تتأمله بخبث تعلم أن ما ستتفوه به بعد قليل ربما يجعله يذهب لقتل والدها وابنه، تأففت بهدوء وقالت: -
- جالى عشان على عنده لوكيميا ومحتاج زرع نخاع..
تحولت ملامحه 180 درجة بعد جملتها فقطعها بحزم هاتفًا: -
- اتمنى ميكنش اللى جه في بالى
ذهب إلى الأريكة وجلس صامتًا بهدوء ما قبل العاصفة فقالت: -
- اعتقد هو اللى جه في بالك، بابا عاوز يأخد منى النخاع.

لم يجيب عليها، جلست بجواره وجعلته ينظر لها وقالت: -
- مبتردش عليا ليه؟
نظر لها بغضب مكتوم: -
- عاوزانى أرد عليكى بأيه، روحى يا حبيبتى موتى نفسك عشان خاطر ابوكى، أنا ليا كلام مع فؤاد لما أشوفه
- يوسف أنت مش هتعمل حاجة صح، دا بابا أياك تزعقله، الموقف دا هو حماك مش مؤظف عندك
قالتها بتحذير ليقول: -
- معرفش يا نبض وقتها هعمل أيه؟
- يعنى أنا غلطانة أنى بقولك
- لا أنا اللى غلطان يا ست نبض.

قالها وخرج من الغرفة، ظلت جالسة بحزن..
خرجت سارة صباحًا من المطبخ حاملة بيدها فنجان قهوتها لتراه أمامها فقال: -
- ايه اللى مصحكي بدرى يا عروسة
- بعمل قهوة، أنا منمتش من أمبارح أصلًا. مش عارفة متوترة ومرتبكة كدة
اجابته بعفوية وأرتباك مُتحاشية النظر له، تبسم لها وهو يبعثر شعرها بخفة وقال: -
- عروسة وكدة بس أيه كل الأرتباك دا عشان خطوبة.

- طبعًا ما أنت مش عروسة وحتى يوم فرحك كنت في الشركة مش هتفهم الكلام دا
قهقه ضاحكًا عليها وقال: -
- أيوة فعلاً، عمومًا أنا شوية وهبعتلك نبض لما تصحى يمكن هي تفهم حالة العجب اللى فيكى دى، دا مش يمكن دا أكيد
أومأت إليه بنعم ثم ذهبت إلى غرفتها..
جلست نبض على الفراش تمطى جسدها بتكاسل فرأته يدخل الغرفة حاملًا صنية الأفطار تبسمت بذهول وقالت: -
- يوسف! أيه دا.

نزلت من فراشها وسارت نحوه، وضع الصنية على الطاولة بينما يقول: -
- فطارك يا أميرتى
رمقته بنظرة حُب وقالت: -
- جايب الفطار بنفسك
جلس على الأريكة ثم جذبها من يدها لتجلس بجانبه فقال بينما يمسح عماص عينيها بسبابته بلطف: -
- لا أنا عامله بنفسي لحبيبة قلبى
أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول وقالت: -
- بنفسك! يعنى بأيدك
تبسم وهو يقطع قطعة من الخبز وقال: -
- اه بنفسي هو أنا هعمل لحد أغلى منك يا نبضي.

- لا أنا قصدى يعنى دخلت المطبخ وجهزت الفطار بأيدك
وضع لقمطتها الأولى في فمها قائلاً: -
- لا وكمان هأكلك بأيدى يا نبضى
أبتعد عنه بشك وعدم تصديق فقالت: -
- يوسف أنت أتجوزت عليا ولا ايه، ما أنتوا الرجالة مبتعملوش ستاتكم بلطف كدة غير وأنتوا بتخونهم
قهقه ضاحكًا عليها وقال: -
- نبض أنتِ بتتفرجى على دراما كتير
أقتربت منه برأسها وقالت بوجه جاد: -
- أمال ايه السر في الفطار دا ها.

مسح على شعرها بيده ويتأملها وكأنه يلعب بأعصابها وهي بأنتظار سؤاله ثم أخذ يدها بين يديه فنظرت ليديهما معًا ثم له مُجددًا فقال بحنان: -
- مفيش يا نبض، أنا لاقيت الفترة الأخيرة دى بنمر بمشاحنات كتير صعبة وضغوطات أكتر عليكى وبدأت تأثر على أعصابك ونفسيتك قولت أعمل حاجة تفرحك شوية وتفوقك من الضغط دا، حاجة تديكى القوة تكملى الطريق وتهدأى أعصابك عشان تفكرى في كل اللى بيحصل صح بعقل صافى.

أردفت بنبرة ناعمة ناظرة له بحب: -
- عشان كدة أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك، عشان أنت أكتر حد فاهمنى وحاسس بيا، عشان دايمًا بتدينى القوة اللى محتاجها في الوقت المناسب والصح
- أنتِ مراتى يا نبض وأنا سندك يعنى لازم أشيل همومك من على كتفك وأسعدك بس
وضعت يدها على وجنته تلمس لحيته بلطف وتحرك أناملها عليها بحنو وقالت بنبرة دافئة: -.

- شكرًا، شكرًا أنك جنبى ومعايا، شكرًا أنك عوض كل حاجة مرت عليا بقسوة لو أعرف وقتها أن ربنا هيعوضنى بك أنت كُنت شكرته وقتها بدل الرجاء
تبسم بحُب إليها وقال: -
- مش يمكن بكاءك بين أيد ربنا في صلواتك هو اللى جابلك العوض دا
مسك وجهه بكفيها الأثنين وقال: -
- فكلا الحالتين ربنا أستجاب لدعواتى الكثيرة بيكِ يا يوسف
وضع قبلة على جبينها بحُب وقال: -.

- أنتِ جوهرتى اللى بكل ثروتى دى مقدرش أكمل ربع ثمنها. أنتِ ثروتى الحقيقة يا نبضي. يلا بقى عشان أكلك بأيدى
بدأ يطعمها بيده دون أن يتناول لقمة واحدة له، كانت تراقبه بنظراتها والحُب يمليء ملامحه وعينيه التي تشبه الجنة وحدهما..
- زى القمر يا مدام صباح
قالتها تهانى بعفوية لتُجيبها ببرود: -
- مش مهم أنا أكون زى القمر المهم سارة تكون زى القمر.

- زى القمر تعيشي وتشوفى ولادها ان شاء الله، دلوقت المهم ننزل عشان الكل في أنتظار حضرتك.

وقفت صباح بتعب يجتاح صدرها ونزلت للأسفل بخطوات ضعيفة لكنها تحاول التمسك بثابتها تخفى خلفهم مرضها، تقدمت نحو سارة بحب وقبلت جبينها ثم جلست تراقبهما وهما يتبادلا الدبل، لتشعر بالتعب أكثر، بحثت عن تهانى ولم تجد فوقفت من مكانها كى تذهب بعيدًا، تبسمت نبض بسعادة وهي تقف بجوار سارة ومعهما نادين وكان يوسف واقفًا مع كريم.

تشوشت الرؤية أمام عينيها وهي تزحف بقدميها بعيدًا فنظرت على سارة وبسمتها وهي تمسك بيد مراد، ابتسمت بضعف وقدميها خانتها حين سقطت على الأرض فاقدة للوعى، ركض يوسف نحوها أولهم بهلع، حاول أفاقتها بصدمة لكنه فشل، بكت سارة بخوف عليها وفحصتها نبض فحص سريع وبدأ الأطفال في البكاء..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة