قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

داعب يوسف أنفها بسبابته بلطف وهي غارقة في نومها، حركت رأسها مُتذمرة من مداعبته فتبسم عليها وكرر فعلته مُجددًا، أستيقظت نبض من نومها بسبب ازعاجه لها، فتحت عيونها ببطيء شديد وقالت مُتذمرة: -
- ايه يا يوسف
أستدارت للجهة الأخرى بتذمر منه، قرب رأسه منها ونفخ بلطف في أذنها لتتحدث بنبرة أكثر أرتفاعًا: -
- في ايه يا يوسف مش عارفة أنام شوية؟
قطع تذمرها بجملته ذات النبرة الناعمة: -.

- مقدرتش اسيب القمر نائم أكتر من كدة
تأففت بضيق منه وقالت بغيظ: -
- على فكرة أنا نايمة متأخر بسبب ولادك وعاوزة أنام بجد
عادت لوسادتها تحتضنها ووضعت الغطاء فوق رأسها، أبعد الغطاء عنها فجلست بانفعال وهي تصرخ به: -
- ايه يا يوسف؟ ما هو مش معقول..
توقفت عن الحديث حين رأته يضع طاولة صغير أمامها عليها فطار وكوب من الحليب الدافيء، نظرت للطاولة وتلاشي غضبها وأحمرت وجنتيها خجلاً ممزوج بالفرح وقالت: -
- أيه دا؟

رفع يوسف يده قليلًا ووضع خصلات شعرها خلف اذنها بلطف وقال: -
- عاوز أفطر مع قمرى قبل ما أنزل
تنحنحت بخجل وقالت بكبرياء مُصطنع: -
- موافقة بس بشرط
رفع حاجبه لها بتعجب وقال: -
- هتتشرطى عشان أفطر معاكى. عمومًا موافق من غير ما أعرف أيه هو؟
- تجبلى هدية حلو زيك
قالتها بعفوية تشاكسه فقال ببسمة مُشرقة: -
- موافق جدًا وحالًا كمان
أخرج قلادة من جيبه على هيئة زهرة وقال: -
- أيه رايك؟

تبسمت بدلالية ولمست القلادة بأناملها ثم قالت: -
- تجنن يا روحى
وضع القلادة بعنقها وقال وهو يغلقها بأحكام: -
- عاوز أشوفها دايمًا في رقبتك يا نبضي
أنهى اغلقها ثم وضع قبلة رقيقة على عنقها وأبتعد عنها فنظر إلى عيونها وفرحتها بهذه الهدية الصغيرة بينما يديها تلمس قلادتها بسعادة، تحدث بلطف ممزوج بنبرة من الجدية الأمرية: -.

- أوعى تقلعيها يا نبضى مهما كان السبب حتى لو حبتى تلبسي أى أكسسوار غيرها خليها في رقبتك
شعرت بشيء غريب في حديثه لكنها أومأت إليه بنعم وقالت: -
- حاضر
- أوعدينى
تبسمت إليه وقالت بطفولية تأسر قلبه: -
- أوعدك يا حبيبى ملقعهاش خالص، مممن نفطر بقى لأنى عاوزة أكمل نوم
قهقه ضاحكًا عليها ثم تناول طعامه معها..

وقف خالد بمنتصف غرفته ينظر إليها حتى يتأكد أن كل شيء صحيح لأستقبل هذه النبض التي عشقها ودمرته وجعلته دمية تجلب به حبيبها إليها وتشعل غيرته بهذه الدمية، الورود المنثورة على الفراش والأرضية والبلالين المعلقة في السقف والشموع الالكترونية، تأكد من وضع الكاميرا في محلها الصحيح ثم تمتم قائلاً: -
- أخيرًا يا نبض هتكونى ملكية وهيكون نهايتك يا يوسف..
رن هاتفه برقم ميادة الخاص فقالت: -
- جاهز.

تبسم وهو ينظر إلى صورة نبض المعلقة بحجم الحائط كاملة في الغرفة وقال: -
- جاهز، جاهز لأنتقامى منها ومنه
- أياك تعمل حاجة غير اللى اتفقنا عليها
خرج من الغرفة وهو يقول: -
- متقلقيش أنا مش هلوث ايدى بدماءها، نبض هتموت بأيد جوزها، دا انتقامى الوحيد والشيطانى من يوسف أنه يقتلها بأيده دا هيطفى نارى وابقى خلصت منهم الأتنين
- تمام لما تبدأ التنفيذ كلمنى
- أكيد.

قالها وهو يغلق باب الشقة ثم أغلق الخط وترجل إلى الأسفل، صعد سيارته وأنطلق إلى المستشفى..
قصر الشناوى
خرجت سارة من غرفتها مُستعدة للذهاب إلى مكتبها وقابلت يوسف بصحبة زوجته المُدللة في الرواق، كانت نبض تسير بجواره وهو يضع ذراعه على كتفه ويحدثها وهي تضحك لتقول سارة: -
- أيه الروقان دا ولا كأن شركتك في كارثة
نظر لها بجدية وقال: -
- يعنى عشان عندى مشاكل في شغلى أنكد على مراتى ولا ايه مش فاهم.

- دا أيه العقل والحكمة اللى نزلوا عليك فجاة كدة، مش دا يوسف الشناوى اللى أنا اعرفه
قالتها بغرور مُصطنع لتجيب عليها نبض بغضب: -
- هو في ايه؟ مش كفاية عليا العالم اللى برا كمان أنتِ ما تسيبوا الراجل يدلعنى شوية ويقولى نُكت الله
أتسعت عينى سارة على مصراعيها بدهشة وقالت مُتعجبة: -
- نُكت! يوسف أخويا أنا يعرف يقول نُكت
تبسمت نبض وهي تتباطى ذراعه بسعادة وقالت تغيظها: -.

- وأستوريهات كمان يا ماما هو عنده كام نبض يعنى
- واحدة يا حُب
قالها يوسف ثم تابع: -
- أنا همشي بقى عشان متأخرش واسيبكم أنتوا للشجار الجميل دا
- خدنى معاك يا يوسف لأحسن أنا مرارتى على وشك الأنفراج كفاية عليا مراد
قالتها سارة وركضت خلفه، وقفت نبض تنظر للأسفل من على السور ثم نادته: -
- يوسف
نظر لها وهكذا سارة لتقول: -
- بحبك يا بيبي
اخرجت لسانها إلى سارة ليُجيب عليها يوسف قائلاً: -
- Me to يا حُب
- لا كدة أوفر.

همهمت سارة بها وخرجت قبلها فضحكت نبض عليها وعادت إلى غرفتها..
شقة الزمالك.

كان فؤاد جالسًا في غرفته أرضًا يحتضن صورة على ويبكى وجعًا على فراقه وساءت حالته وهزل جسده وضعف، بشرته شاحبة وعيونه تورمت من كثرة البكاء ولحيته كبرت أكثر، وفاة ابنه جلبت المرض لقلبه وعقله كاد ان يقفد عقله من صدمة وفاة ابنه ما زال لا يتقبل وفأته وفراقه، اخفاءه عمر بأكمله عن اسرته وحين اعلن للجميع عنه ذهب وتركه وحده بعد أن تركته جهاد زوجته ومحبوبته الوحيدة، احبها منذ زمن وما زال قلبه لا يحب غيرها لكن عندما استئصلت رحمها مع ولادة نبض بحث عن زوجة تجلب له ولى العهد وفي نفس ذات الوقت لم يقل حبه إلى جهاد ولم يرغب بأعطاء الحب لزوجته الثانية، خسر ابنه ومحبوبته وابنته وعمله، خسر كل شيء مقابل طمعه..

- قوم يا على، أنا عارف أنك جعان، تعال متتأخرش عشان ننزل نشترى الموتسكل اللى أنت عاوزه.
دلفت الخادمة عليه ورأته كم هو، يحدث صورة ابنه وكأنه حى، شفقت عليه وخرجت مجددًا للخارج وأتصلت ب جهاد ولم تُجيب عليه فأتصلت ب نبض وأخبرته بسوء حالة والدها..
شركة ال Sh
جلس يوسف في المكتب بصحبة كريم فنظر للأوراق الموجودة على الترابيزة، قال وهو يتكيء بظهره على الاريكة بأسترخاء: -.

- يبقى كدة هنقدر نتخطى الكارثة اللى حصلت ونعوض الخسائر
أردف كريم بجدية: -
- اه تمام جدًا، بالمناسبة هتعمل أيه مع ميادة؟
- هقولك..
قطعه رنين هاتفه فاشار إلى كريم بالأنتظار وهلة، نظر إلى الهاتف وكان اسمها ينير شاشة هاتفه تحدث بجدية بعد أن وضع الهاتف على أذنيه: -
- أيوة يا نبض
- عامل أيه يا حبيبى؟
قالتها وهي جالسة أمام المرأة ترسم شفتيها بأحمر الشفايف بعد أن أنتهت من أرتداء ملابسها وحجابها.

- بخير يا نبضي وأنتِ
وقفت من مقعدها وسارت نحو الفراش وهي تحدثه: -
- بخير، أنا نازلة هروح المستشفى خالد كلمنى وبيقول في حالة طارئة وأحتمال أتأخر في العمليات لأن الحالة اللى موجودة خطيرة
- ماشي خلى بالك من نفسك ولو حصل حاجة كلمينى على طول
- حاضر
قالتها ببسمة وعفوية ثم خرجت من الغرفة وأغلقت معه الخط، رن على حسام وحين فتح الخط قال بلهجة أمرية: -
- نبض هتخرج دلوقت، متغبش عن عينك يا حسام فاهم..

أغلق الهاتف، سأله كريم بقلق: -
- مالك يا يوسف؟ قلقان ليه كدة هي أول مرة مدام نبض تخرج يعنى
تحدث يوسف بقلق واضح في نبرته وملامحه: -
- لا بس أول مرة قلبى يبقى مقبوض كدة عليها ومعرفش ليه
اربت كريم على قدمه بلطف وقال: -
- خير أطمن وحسام معاها متقلقش وكله هيبقى تمام
- يا رب
قالها وهو يفتح موقع التتبع على هاتفه ليرى تحركاتها من خلال جهاز التتبع الذي وضعه بقلادتها، نظر إلى الشاشة بقلق..

تعطلت سيارتها بالقرب من المستشفى، نظرت إلى بعض الدخان الذي يخرج من صندوق السيارة الأمامى فترجلت من سيارتها ونظرت إليه بضيق، توقفت سيارة أمامها فنظرت لترى خالد ليقول ببسمة مُزيفة: -
- خير!
- عطلت
قالتها بحرج ليقول بعفوية: -
- أركبى؟
نظرت إليه بقلق بعد ما سمعته من عمار وتحذير يوسف ليها من هذا الرجل، نظرت إلى المستشفى عن بُعد وقالت مُحدثة نفسها: -
- مش هيحصل حاجة والمستشفى هناك اهى.

صعدت إلى سيارتها كى تحضر حقيبتها ونظرت قليلاً إلى الحقيبة وأخرجت هاتفها ثم أتصلت ب يوسف وترجلت من سيارتها، صعدت معه السيارة وفتح يوسف الخط وقال: -
- ايه يا نبض وصلتى..
توقف عن الحديث حين سمعها تحدثه قائلة: -
- معلش تعبتك يا دكتور خالد معايا هي اول مرة العربية تعملها وتعطل منى
- ولا يهمك يا نبض دا إحنا زمايل وأكتر شوية..
وقف يوسف من مقعده بصدمة ليستمع إلى حديثهما، سأله كريم بقلق: -
- في ايه يا يوسف؟

- رن على حسام بسرعة، نبض مع خالد. الغبية..
اغلق قبضته بغضب من غباءها ليسمعها تقول: -
- أنا كنت مستعجلة بسبب استعجلك ليا وأن المريض حالته خطيرة لدرجة انى ملحقتش أتاكد من عربيتى
- أنتِ طيبة اوى يا نبض
قالها خالد بخبث شديد، نظرت له ثم إلى الطريق وهو يمر من أمام المستشفى ولم يدخل فسألته بقلق: -
- أنت موقفتش ليه المستشفى عدت
نظر لها بخبث شديد فأزدردت لعابها بخوف وقالت: -
- وقف العربية، بقولك وقف العربية.

اشتاط يوسف غضبا وشعر أنها وقعت بالفخ فأخذ الهاتف من كريم وقال صارخًا: -
- أنت غبى، خالد خدها. وقفهم بسرعة يا حسام..
قطع حديثه صوت مكابح السيارة القوية في هاتفها، اوقف خالد السيارة وبسرعة البرق هجم عليها بأبرة طبية لتحاول دفعه بقوة وهي تصرخ بأسم يوسف: -
- ااااه يوسف، اااااه..
سقط الهاتف من يدها في تلك اللحظة التي ركض يوسف خارج مكتبه ذاهبًا إليها بفزع وهلع..
سمع جملة خالد وهو يقول: -.

- أنتِ اللى اضطرتنى أعمل كدة لو المخدر مقتلكش جوزك هو اللى هيقتلك لما يشوفك معايا، وفي الحالتين أنتِ عمرك أنتهى على كدة يا نبض..
فقدت وعيها من المخدر وأغلقت عينيها تمامًا وهي تُتمتم بأسمه بصوت خافت: -
- متسبنيش يا يوسف..

سقطت يديها على قدميها ورأسها على النافذة، توقفت قدم يوسف أمام السيارة بعد جملة خالد وشعر بنغزة في قلبه بعد كلمة ( عمرك أنتهى على كدة يا نبض )، ثوانى مُعدودة وصعد إلى سيارته وفتح الهاتف على موقعها وأنطلق بسرعة جنونية، أتصل كريم بعميد في الشرطة على معرفة به وقد بلاغ بحادثة أختطاف واعطاهم العنوان الذي جلبه من حسام
انتبه خالد إلى سيارة حسام وهي تحاول جاهدة المرور منه لتقبض عليه، تبسم بخبث وقال: -.

- جوزك مستعجل على موتك، وكل ما يماطل كل ما بيدى فرصة للمخدر ينال منك..
ضغط على البنزين أكتر ليزيد من سرعته و حسام بسيارته بجانب السائق فقال بلهجة غاضبة وغليظة: -
- ميفلتش منك فاهم، زود السرعة
رن خالد على رقم احدهم وحينما مر من أمام طريق جانبى قطعت شاحنة نقل كبيرة الطريق على حسام وعندما تحركت كانت سيارة خالد اختفى، تحدث حسام مع السائق: -
- سجل الصندوق الاسود معاك
- اه
تنهد بغضب وقال: -
- ماشي.

رن على يوسف وأخبره بأختفاء سيارة خالد، وصل خالد بسيارته أمام العمارة فترجل منها ولف ناحية الباب المجاور ليُصدم حين جذبه أحد من بدله وكان يوسف لكمه بقوة مرات متتالية ليسقط على صندوق السيارة ليمسكه يوسف من ملابسه وجعله يقف مُجددًا ولكمه أكثر، أبعدوا رجال الشرطة عن خالد بصعوبة ليصرخ به بغضب والعساكر تمسكه بقوة: -
- هقتلك يا خالد، هقتلك وكتب الله، أنا حذرتك أنك تلمسها بأيدك النجسة دى.

وضع الضابط المسؤل الأصداف في يد خالد وقال: -
- دكتور خالد أنت مقبوض عليك بتهمة خطف مدام نبض والشروع في قتلها
- أنا محاولتش اقتلها ولا خطفتها..
لكمه يوسف بقوة أكثر وهو يقول: -
- وحياة امك والمخدر دا ايه بتقيس لها الضغط..
تذكر حين ذكر المخدر وركض للسيارة فتحها وحاول افاقتها ليصدم حين وجدت الثغرات الحمراء ظهرت بالفعل في يديها، نادها بخوف وهلع: -
- نبض. نبض ردى عليا.

حملها على ذراعيه وأخذها إلى سيارته وأنطلق للمستشفى بعد أن أتصل بالطواريء ليستعد لأستقبالها، وصل للمستشفى وكان حسام هناك، هلع الممرض بالترولى إلى الخارج ليضعها عليه وركض بها للداخل، فحصتها نادين لتصدم من حالتها..
- أنا أسف يا يوسف بيه
مسك يوسف حسام من سترته وقال بغضب ممزوج بقلق: -
- نبض لو جرالها حاجة مش هتكفينى رقبتك يا حسام
- أنا معترف أنى قصرت في شغلى وحمايتها.

قالها حسام وهو منحى الرأس ليصرخ يوسف بغضب وانفعال: -
- اعترافك مش هيفيدنى بحاجة لو نبض مروحتش في أيدى دلوقت
تحدث كريم بهدوء: -
- اهدى يا يوسف أن شاء الله هتقوم بالسلامة
جاءه صوت نادين من الخلف بحزن وأسف: -
- هي فعلًا مش هتروح معاك..
أستدار إليها بقلق وازدردت لعابه بخوف ثم سألها: -
- يعنى ايه؟
- خالد أستخدام مخدر قوي مكانش قاصد يخدرها، خالد كان هدفه قتلها. نبض هتقعد معانا شوية..

لكمه يده في الحائط بقوة وهو يصرخ بوجع: -
- ااااااه
شعر بعظمة اصبعه تطقطق من قوة ضربته فأنكسرت لكنه لم يبالى لوجعه بل دمعت عينه ودلف إلى غرفتها تاركهما خلفه، قال كريم بعتاب: -
- ما إحنا قولنا لك تأخد بالك عجبك كدة
نظر حسام له بحرج من تقصيره في عمله ثم ذهب، ناداه كريم وهو يرحل: -
- حسام
لم يجيبه فتأفف كريم ثم نظر إلى زوجته وسألها بقلق: -
- هتقوم؟!

- الجرعة كبيرة والمخدر شديد ومع ضعف جسم نبض الأحتمال الأكبر متقومش منها يا كريم..
أتاهما صوته من الخلف بصدمة قاتلة وهو يقول: -
- أنتِ قولتى أيه؟
أغمضت عينيها ثم نظرت له وقالت باسف: -
- دى الحقيقة يا يوسف، نبض ممكن متقومش منها المرة دى ودا بأحتمال 70?
فقدت سيطرته حينما رفع يده كى يصفعها وهي تذكر الموت لحبيبته..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة