قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس والعشرون

دلفت جهاد بلهفة وذعر إلى المستشفى وكانت تسير بخطوات سريعة أو ربما كانت تركض من خوفها على طفلتها الوحيدة وفلذة كبدها، وصلت إلى الغرفة كبار الشخصيات ورأتها في فراشها تحت الأجهزة الطبية، سألت ببكاء: -
- نبض مالها يا يوسف؟ بنتى جرالها ايه؟
مسكها يوسف من يديها برفق ليهدأها وقال: -
- أطمنى يا أمى، نبض هتكون بخير حتى لو أضطرت أسفرها برا
أتسعت عينيها على مصراعيها بذعر وقالت بانفعال: -.

- هي وصلت لسفر برا، أنا بنتى فيها
- يا طنط أهدى نبض اخدت مخدر قوية شوية
نظرت جهاد لهما باكية، ذهبت إلى نبض وهي تجفف دموعها التي تشوش رؤية طفلتها في عينيها ثم مسكت يدها بحنان وتقول: -.

- هو ربنا بيعاقبنى عشان موافقتش تعملى العملية لأبوكى، نبض أنتِ قوية وهتقومى صح. متسبينش يا عين أمك أنتِ عارفة أنى ماليش غيرك في الدنيا دى كلها لا أب ولا أم ولا اخت ولا حتى جوز أنا معنديش غيرك أنتِ يا روح أمك، قاومى يا نبض ومتسبنيش أنا محتاجاكى يا ضنايا وولادك وجوزك محتاجينك اوعى تسيبنا كلنا..

كادت جهاد أن تسقط أرضًا من ضعف جسديها فأمسكها يوسف من كتفها وجعلها تجلس على المقعد الجلدى بجوارها، دلفت سارة بذعر الغرفة وقالت: -
- يوسف حصل ايه؟
- أنتوا شايفين حصل ايه، أنا مش قادر أسمع كلام من حد
قالها صارخًا بالجميع وهو يفقد قوته ثم خرج من الغرفة، ذهب إلى رئيس القسم من الأطباء وسأله عن حالتها: -
- لو انت مش هتقدر تنقذها أنا ممكن أجبلها أى دكتور من برا يقدر ينقذها.

- اللى برا مش هيعمل أكتر من اللى إحنا بنعملوه يا أستاذ يوسف، مراتك السم في جسمها بنسبة مُميتة، أنا مش هجمل الكلام ولا هذوقه زى ما دكتور نادين عملت، لأن فعليًا مراتك فاضلها أيام معدودة وأنت لازم تستعد وتجهز نفسك للأسوء بقدر كبير وتدعيلها بالرحمة لأنها بتتعذب.
مسكه يوسف من لياقته بغضب وقال: -
- ورب العرش كلمة كمان وهترحم عليك أنت
نزع الطبيب يدي يوسف عنه وقال بحزم: -.

- كان لازم تحافظ عليها بدل ما تهددنى أنا، اللى يبقى عارف أن المخدر بيقتل مراته ويخليها تتعرض كل المرات دى للمخدر يبقى لازم يلوم نفسه هو، أنت اللى قصرت في حمايتك مراتك، أنت اللى هتقتل دكتورة نبض، وبعيدًا عن الطب بقى نبض زى بنتى وطالبتى المميزة واللى متعرفهوش أنى أول واحد حذرتها من جوازها منك، نبض من يوم ما أتجوزتك وهي عايشة في صراعات أنت وبقيت تيجى المستشفى مريضة اكتر من جراحة، لو حد لازم تترحم عليه لأنه بيأذي نبض فيبقى أنتِ يا استاذ يوسف. أنتِ اللى أذيتها وصراعات في السوق هي اللى أذيتها وبسببك أنت بس نبض دلوقت بتواجه المرض..

كان يوسف يستمع لكل كلمة يتفوه بها الطبيب بوجع فكان معه الحق في كل لفظ وكلمة، لم تتعرض نبض للأذي إلا بسببه هو وهذا أكثر ما يؤلمه ويؤذي قلبه بالفعل، هو السبب بالفعل في مرض حبيبته، قرب الطبيب رأسه من يوسف بغضب مكتوم وتابع حديثه بأستفزاز: -
- لا مش المرض دا الموت، نبض دلوقت بتواجه الموت بسببك أنت.
تركه في صدمته وألمه انه السبب في هذا، سار الطبيب نحو الباب وفتحه ثم قال: -.

- يا ريتك ما دخلت حياة بنتى وتلميذتى نبض..
ارخ يوسف رابطة عنقه بوجع ودمعت عينيه، لم يتخيل يومًا أنه سيكون قاتلها أو هو من سيلحق الأذي بها. لكن خالد من قتلها كيف يكون حبيبها هو القاتل؟، تذكر خالد فأشتاطت غضبًا الأن يريده قتله بيديه، خرج منفعلًا وغاضبًا بعاصفة من النيران تجتاح صدره ليذهب إليه في القسم ويقتله أمام اكبر رأس في القسم دون خوف..

كان خالد جالسًا في الحجز مع المجرمين واللصوص يفكر فيما ألت إليه الأيام وما فعلته ميادة به، حولته من طبيب إلى قاتل، كانت كالحية التي بخت سمها في رأسه حتى يقتل صباح وصديقته نبض ليأتيه يوت من داخل رأسه: -.

- فيها أيه لما رجعت لجوزها ما بينهم ولاد، حصل ايه لما هي محبتكش. قلوبنا مش بأيدينا، أزاى اتحولت من دكتور محترم لقاتل وخاين لصداقة، أزاى قبلت أنك تكون بالقذارة دى وفي الأخر أنت مستقبلك أنتهى وميادة قاعدة برا عايشه حياتها.
ذهب إلى الباب وطلب هاتف محمول من العسكرى وبعد ثوانى معدودة اعطاه العسكرى الهاتف، دون رقم ميادة الخاص على الهاتف وأتصل بها، مرة وأخرى في المرة الثالثة اجابته فقال: -
- عاوز اشوفك؟

- أنت عبيط ولا شكلك كدة، أنت عاوزنى أجيلك القسم
تحدث بأنفعال شديد قائلاً: -
- قولتلك تيجى ام هطلب مقابلة يوسف وأقوله كل حاجة
قهقهت ضاحكة بأستفزاز ثم قالت: -
- ويوسف أهبل هيجى يقبلك، يوسف لو جالك هيقتلك مش هيساعدك
رفع حاجبه بغرور وقال بثقة عمياء: -
- لو قولته ان معايا الدليل بالصوت على اتفاقنا يبقى هيجى، لما اقوله انى معايا تسجيل صوت وصورة ليكى هيجى. هيجى عشان تشرفى معايا هنا.

اتسعت عينيها بصدمة ووقفت من مقعدها بغضب وقالت بتلعثم: -
- أنت..
قطعها بحدة وغضب شديد قائلاً: -
- أسمعى يا تيجى وتسمعى طلباتى وتنفيذها ياما أنا اللى هجيبك لحد هنا بطريقتى. أنا مش ناوى احاسب على مشاربيك لوحدى، أنا هستحمل ليلة واحدة لو مجتيش هكلم يوسف. سلام
اغلق الخط معها وأعطى الهاتف للعسكرى، سقطت ميادة على المقعد بصدمة وهي تفكر في حديثه فقذفت الكأس من يدها بانفعال..

أوقف يوسف سيارته أمام القسم وترجل منها ليُصدم حين مسكه حسام من الخلف فصرخ به قائلاً: -
- انت رايح فين؟
- أبعد عنى يا حسام، أنا لازم اقتله
جاء كريم من الخلف وقال: -
- تقتل مين؟ وفين؟، هتبقى قاتل على اخر الزمن يا يوسف
حاول أفلات نفسه من يدي حسام وهو يقول: -
- هقتله
- خده يا حسام.

قالها كريم بغضب ليسحبه حسام بقوة، صرخ يوسف وهو يحاول الافلات منهم، ادخله حسام السيارة بالقوة وانطلق ثم صعد كريم إلى سيارة يوسف وذهب خلفهم، صرخ يوسف ب حسام وهو يقول: -
- وقف العربية، بقولك وقف العربية أنت نسيت نفسك يا حسام ولا ايه أنت شغال عندى.

أوقف حسام السيارة ليوقف كريم السيارة خلفهم، ترجل يوسف من السيارة وهما هكذا ليلكم حسام بقوة مرات متتالية، فبدأ الشجار بينهم وكأنه يفرغ غضبه بهذا الحارس، اشار كريم ل حسام بأن يعاركه ولم يستسلم له، لكمه حسام وظلا يتبادل اللكمات حتى تعب كلاهما، جلس يوسف على الأرض بجوار عجلة السيارة يبكى بتعب بوجهه المجروح وهكذا حسام وجهه مليء بالكدمات والدماء أكثر، كان بداخل يوسف كبير وعجز عن أنقاذ زوجته افراغهم في حارسه فلم يترك بوجهه أنش دون جرح او كدمة حمراء، جلس حسام بتعب بجواره، كانت دموعه تذرف وجعًا على وجنتيه فأربت حسام على قدمه وقال: -.

- هتبقى كويسة متقلقش، ربنا عالم بحالك وحال ولادك، ربنا كريم ورحيم. أدعيلها بس
- يا حلاوتكم أنتوا الجوز
قالها كريم ثم رن هاتف فابتعد عنهم دقيقة ثم عاد إليهما وقال بجدية: -
- خالد طلب يقابلك؟ مش غريبة دى انه يكون عارف انك لو شوفته هتقتله ويطلب يقابلك
رفع يوسف رأسه ببرود وقال: -
- أنا هقتله فعلاً!.
مُستشفى الجلاء الخاص
جلست ملاك بجوار نبض في الغرفة وقالت: -
- بابى هي مش هتوافق يعنى.

اجابها عمار بلطف وبسمة خفيفة مُطمئنة: -
- لا أن شاء الله هتقوم ادعيلها أنتِ بس يا ملاك عشان أطفالها صغيرين لسه
أستدارت له بعيون دامعة وقالت: -
- هي عندى بيبهات
- اه ولد وبنت عندهم 5 سنين
نظرت ملاك إلى نبض، هذه الطبيبة العنيدة التي عارضت أنقذها لكن قلبها الرقيق لم يستطيع مقاومة هذا وانقذتها بالفعل، دلفت جهاد للغرفة بصحبة نادين فرأتهم فتاة صغيرة مُرتدية زى المرضي وتعجبت ثم سألت: -
- مين دول؟

- دى ملاك كانت مريضة عند نبض ولسه تحت الملاحظة، نبض دكتورة طيبة وحنينة اوى مفيش مريض عالجته ونسيها بل بالعكس كلهم بيتعلقوا بيها
دمعت عين جهاد بحزن وقالت: -
- بنتى معملش فيها كدة غير طيبتها
جاءهما صوت تهانى من الخلف تقول: -
- أن شاء الله تقوم بالسلامة
نظرا إليها فكانت تقف خلفهم وتمسك بيديها الأثنين اطفال نبض ومعها حارس شخصي، ركض إلى الأطفال نحو فراشها ببكاء وهم ينادوها: -
- مامى.

نظرت ملاك إليهما حينما وصل بجوار الفراش وبكت إيلا بذعر وقالت: -
- مامى أصحى ردى عليا
- اسكتى يا لولى سيبها نايمة عشان ترتاح وتروح معانا بسرعة
قالها رحيم وهو يعانق اخته ويمسح على رأسها بلطف، لم يفهم هذا الطفل حالة والدته لكنه أراد راحتها ومساندة اخته، تحدثت ملاك بحنان: -
- أنا اسمى ملاك
- وأنا لولى
قالتها إيلا وهي تمد يدها إلى ملاك لتصافحها، جذب رحيم يد اخته بقوة وقال بحزم: -.

- بابى قال متكلميش حد غريب يا لولى
تبسمت ملاك وهي تلف حول الفراش لهما واخرجت من جيبها حلوى ثم جلست على قدميها وقالت: -
- تأخدوا دى طعمها حلو جدًا
صرخ رحيم بحذر وقال: -
- نانا. مشي البت دى من هنا، مامى عاوزة ترتاح وهي عاملة ازعاج
نظرت ملاك له، طفلة عمرها 14 عام وهو طفل 5 سنوات من عمره يعاندها ويزعجها، يخاف على اخته من أى شيء. طفل لكنه خير سند إلى أخته الصغرى.

جعل إيلا تجلس على الفراش بجوار نبض وهو بجوارها، وضع قبلة على وجنته والدته وقال بلطف: -
- مامى أنتِ زعلانة منى، أنا بحبك اووى والله مش قصدى أزعلك وأنا صالحت إيلا أهو. مش هتشقى تانى ومش هزعل إيلا كمان بس قومى عشان تروحى معانا
وضعت إيلا رأسها على صدر والدتها ونامت بجوارها، دمعت عين جهاد مُشفقة على هذان الطفلين فأقتربت منهما وقالت: -
- تعال يا رحيم أنت وإيلا اقعدوا على الكنبة هنا.

تشبثت إيلا بوالدتها بقوة وقالت باكية: -
- لا أنا مش هسيب مامى
تأففت جهاد بضيق، رن هاتفها وكانت الخادمة من منزلها أخبرتها بحالة فؤاد وأنه كاد ان يفقد عقله من فراق ابنه، اشتاطت غضبًا وقالت: -
- تهانى خلى بالك من الولاد أنا هروح مشوار صغير ومش هتأخر
- تحت امرك
خرجت من الغرفة غاضبة ومُنفعلة..

خرج خالد مع العسكرى إلى مكتب الضابط وكانت ميادة بأنتظاره، تركهم الضابط معا، نظر خالد على الباب وهو يغلق فتبسم بخبث وجلس أمامها على المقعد وقال: -
- كنت عارف أنك هتجى
تحدثت بنبرة غليظة قائلة: -
- اخلص عايز أيه؟
- ما أنا قولتلك أنى مش هحاسب على المشاريب لوحدى
وضعت قدم على الأخر بغرور وقالت: -
- يعنى عاوزانى أعملك أيه؟ أقولهم سيبوا لاجل عيونى فهم بقى هسيبوك.

- من غير نقورة وحياة ابوكى. أنا مش مستقبلى هيضيع وكمان اقضي عمرى في السجن وأنتِ قاعدة برا تزورى كل بلد شوية وتتبسطى
تنهدت بيأس وقالت: -
- عاوز كام مقابل التسجيلات اللى معاك، مليون ج كويس
أقترب من مقعدها برأسه وقال بهدوء شديد ساخرًا من جملتها: -
- ودول هصرفهم في السجن ولا هأخدهم معايا في قبرى بعد الأعدام
انزلت قدمها عن الأخر بانفعال وقالت: -.

- يعنى عاوزنى أعمل ايه، أروح أقولها أن أنا اللى حرضتك تعمل كدة هتستفاد أيه لو اتسجنت زيك هيغير حاجة في مصيرك ومستقبلك مثلاً
- هستفاد أنى مش هأخد على قفايا لوحدى، أنا حر يا حجة
قالها بسخرية شديد، تأففت بغيظ وقالت: -
- أطلب حاجة غيرها
أقترب منها وهمس في أذنها بخفوت شديد: -
- تهربينى من هنا وتدينى المليون ج
أتسعت عينيها بصدمة وقالت بأنفعال شديد: -
- أنت أتجننت!

- بقوا أتنين مليون وأعترضي مرة كمان وهيبقوا 5 مليون أم بقى تقولى على مستقبلك يا رحمن يا رحيم
تبسمت بخبث شديد وقالت: -
- معقول هتسلم التسجيلات للشرطة وتثبت التهمة عليك تبقى غبى متنساش أنك مشترك في الجريمتين وأنت الأيد اللى نفذت انا مجرد العقل المدبر
تبسم هو بمكر شديد ثم وضع قدم على الأخرى وقال: -
- وهو أنا غبى، أنا قصدت تسجيلات السنيوريتا وهي بتبيع الأثار للخواجة.

أرتجف جسدها وقشعر من جملته ثم ازدردت لعابها بصعوبة من الصدمة وقالت: -
- أنت جبت الكلام دا منين؟
تجاهل سؤالها وهو يثير خوفها أكثر: -
- معقول تكونى غبية لدرجة اللى تخليكى تسلمى التماثيل بنفسك
أغلقت قبضتها بقوة تكتم غضبها ثم قالت: -
- أنت عاوز ايه؟
- تهربينى وتدينى 5 مليون ج وعليهم جواز سفر وتخرجينى من مصر
تحدثت بعجز ممزوج بغضب: -
- مش كانوا 2مليون ولنفرض هعرف اهربك من هنا هخرجك من مصر أزاى هو أنا ساحر.

- اللى يخرج تماثيل من مصر يعرف يخرج بنى ادم ولا ايه يا بنت الزوات وتربية القصور..
تذمرت من كلمته الأخيرة وأهانته لها فوقفت من مكانها وقالت بغيظ: -
- أبقى خلى لسانك يخرجك ونصيحة منى اللى تعرف تخرج تماثيل برا تعرف تقتل في الحجز برضو، خاف على عمرك يا خالد بدل ما يتقصف عمرك قبل طلوع شمس بكرة
خرجت من الغرفة وأغلقت باب المكتب بقوة شديد، تنهد بغيظ وقال مُتمتمًا: -
- ماشي براحتك على الأخر..

كان حسام يقود السيارة إلى القسم في صمت شديد، رن هاتف يوسف برقم المستشفى وأخبره ان حالة زوجته ساءت وأرتفعت درجة حرارة إلى 41 درجة، لم يذهب للقسم وعاد إلى المستشفى مُسرعًا، دلف للغرفة فوجد رئيس القسم يصرخ بطاقم التمريض قائلاً: -
- أملأ الحوض بالثلج.

اسرع الممرضين والأطباء بمليء حوض الأستحمام بالثلج ثم حملوها فاقدة للوعى ليضعوها في الحوض، كانت هزيلة وضعيفة مما ألم قلبه ولم تتوقف نغزات قلبه عن رؤيتها بهذه الحالة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة