قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس

أستيقظت نبض بتعب في جسدها على أصوات أطفالها وهم جالسين بجوارها على الفراش ويقظوها، تمتمت بصوت مبحوح من كثرة بكاءها وأثر النوم: -
- في أيه؟
- مامى إحنا جعانين
قالها رحيم بتعب وهو يفتح فمه لها، أومأت له بتعب وقالت: -
- حاضر هقوم أهو
- مامى هو بابى مش هيجى
قالتها إيلا فنظرت نبض لها بحزن وأنكسار وقالت: -
- عنده شغل يا إيلا.

خرجت من الغرفة هاربة من تساؤلات أطفالها عنه، جهزت لهما الفطار وجلست تطعمهم فسألها رحيم ببراءة طفولية: -
- مامى إحنا هنروح البيت أمتى، أنا عاوز اللعب بتاعتى
صرخت بهما بغضب شديد من أوجاعها وأسئلتهما المتكررة عنه: -
- ممكن تبطل كلام وتأكلوا وأنتوا ساكتين بقى
دلفت لغرفتها غاضبة، نظر رحيم إلى إيلا ببراءة ثم أخذها وولج خلف نبض فرأوها جالسة على فراشها وتبكى بحسرة ودموعها على وجنتيها فجلسا بجوارها وقال: -.

- أسف مامى بس ممكن متعيطيش
- مامى إحنا مث هنزعلك تانى خلاث
قالتها إيلا وهي تقبل وجنتها، صمتت نبض بهدوء وهي ترمقهما بنظرها فسألها رحيم: -
- مامى هو بابى زعلك؟
تجاهلت سؤاله فهى تحاول كبت دموعها وأوجاعها فقالت: -
- روحوا ألعبوا يا حبايبى
خرج الأطفال من غرفتها واغلقوا الباب..
شركة ال SH.

كان يوسف جالسًا على طاولة الأجتماعات مع فؤاد ويتحدث فقطعه رنين هاتفه، نظر للهاتف وهو على الطاولة بدهشة حيث كان أسمها ينير شاشته نبضة قلبى، نظر للهاتف مُتعجبًا ثم ل فؤاد الذي نظر للهاتف بدهشة، أستقبل المكالمة وقال: -
- ألو
- بابى
نظر بخيبة أمل حين سمع صوت رحيم في الهاتف وليس محبوبته، تحدث بجدية قائلًا: -
- أيوة يا رحيم
- أنت زعلت مامى ليه
تنهد يوسف بضجر وقال: -
- أنا يا رحيم.

- اه مامى عاملة تعيط ومش عاوزة تروحنا البيت، أنا وإيلا عاوزين نروح نلعب بالألعاب بتاعتنا وهي مش عاوزة تروحنا وبتعيط. أنت زعلتها
نظر يوسف إلى فؤاد بصمت ثم أبتعد بالهاتف بعيدًا وقال بقلق: -
- بتعيط اوى يعنى
- اه وعيانة كمان
أنقبض قلبه خوفًا على محبوبته، أخذت إيلا الهاتف من أخاها وقالت بحزن: -
- بابى عالف مامى أتعولت بالسكينة وهي بتعمل الأكل ومث عاوزة تأكل معانا.

عقد حاجبيه بأستياء من تصرفات محبوبته وامتناعها عن الطعام وقال بقلق: -
- طب خلوا مامى تأكل وأنا هجبلكم ألعاب كتير وشيكولاتات أتفقنا
- مش عاوزة يا بابى بتزعق معانا
قالها رحيم بعبوس، تذمر يوسف من غضبها فهو يعلم أنها الأن غاضبة منه وبشدة وتفرغ غضبها بأطفالها الصغار فقال: -
- هجبلك الكلب اللى عاوزه
- بجد
- اممم بس تخلى مامى تأكل
تبسم رحيم ببراءة طفولية وقال بحماس: -
- أعتبر مامى أكلت خروف بحاله.

- هههه ماشي يا مادى، خلى بالك من مامى
أخذت إيلا الهاتف وقالت: -
- أنت هتيجى تأخدنا يا بابى أمتى، أنا عاوزة ألوح لألعابى
- إيلا أسمعى كلام مامى ومتغلبهاش
تذمرت طفلته الصغيرة عليه وقالت: -
- أنا بثمع كلام مامى أنت اللى وحث ومزعل مامى وأنا بكرهك ومث عاوزة أكلمك تانى.

أغلقت إيلا الخط بغضب طفولى، نظر يوسف للهاتف بذهول ولم يصدق أن طفلته نطقت تلك الكلمة كأمها هم الأثنين كرهوه ونطقوها، ظل ينظر للهاتف دقائق في دهشته حتى شعر بيد تربت على كتفه نظر ورأى صباح فقالت: -
- مكنش ينفع تعمل اللى عملته دا يا يوسف، بطل تكابر وتعاند أنت بالفعل متقدرش تعيش من غير نبض متكابرش
- كدة أحسن يا أمى نبض مبتشلش المسئولية وكل حاجة تعاند فيها وتعمل اللى على مزاجها. إحنا وصلنا لطريق مسدود.

رمقته بنظرة هادئة وقالت ساخرة: -
- طريق مسدود مع نبض مستحيل يا يوسف أنت بتضحك على نفسك
أستدار ليعود إلى مكتبه مُتجاهل حديثها ويعود لعمله، تنهدت بضيق من عناد ابنها وخرجت من المكتب، نظر لها وهي تغلق باب المكتب ثم اخرج هاتفه ونظر لصورتها التي تحتل شاشته وبسمتها ثم تمتم قائلاً: -
- عارف أنى واجعك بس مفيش بأيدى حاجة، أنتِ عنيدة يا نبض وأنا تعبت من عنادك
وضع الهاتف بجواره وفتح الملف ليباشر عمله..

مستشفى الجلاء الخاص
أنهت نبض فحص مرضاها وذهبت للكافتريا وجلست على الطاولة ثم اخرجت هاتفها فمازال لم يتصل بها ولم يُرسلها، فتحت سجل المكالمات فوجدت أسمه رقم واحد أتصلت بيه في الصبح، حدقت بالهاتف بذهول وتعجب فهى لم تتصل به لكن كيف اسمه رقم واحد وهناك مكالمة بينهما دامت ل 7 دقائق، قطع ذهولها صوت خالد وهو يضع كوب القهوة على الطاولة وقال: -
- مكنش ينفع تيجى الشغل النهاردة
- أنا كويسة الحمد لله.

قدم القهوة لها فتركت الهاتف جانبًا واخذتها، قال بجدية: -
- إحنا مش محتاجين أكتر من أنك تكونى كويسة يا دكتورة
- ميرسي
تبسم بخفة وقال: -
- وأخبار ولادك أيه، شوفتهم لما جم
- بخير
أرتشفت قليل من القهوة بإحراج تحت نظره المسلط عليها، يتطلع لها بهدوء وهي ترتشف قهوتها ويبتسم بحب. أستئذنت منه بخجل قائلة: -
- عن اذنك وشكرًا على الكوفى.

رحلت مُسرعة من أمامه فدلفت للمصعد ووجدت نادين بالداخل، تبسمت نبض بسمة مكسورة وضعيفة، هتفت نادين بنبرة هادئة: -
- أنتِ كويسة؟
- هتفرق يا نادين كويسة ولا لا، في الحالتين حقيقة أن يوسف قدر يعمل اللى عمله معايا مش هتتغير
- معلش يا حبيبتى هي لحظة غضب وهتمر، أنتِ عارفة أن يوسف روحه فيكى
نظرت نبض لها بحسرة وقالت بأستياء: -.

- أنتِ مصدقة دا، يوسف بقاله أسبوع ميعرفش عنى حاجة ولا عن ولاده، اسبوع كامل عايش من غيرى وبيروح شغله وعايش حياته
أربتت نادين على كتفها بلطف وقالت: -
- ما أنتِ بتيجى شغلك اهو دا معناه أنك عايشة حياتك، أنه بيروح الشغل دا مش معناه أنه عايش حياته
- متفرقش يا نادين
قالتها بعيون دامعة ثم خرجت من المصعد..

كان شاردًا مُغمض العينين بسيارته و كريم جالسًا بالأمام بجوار السائق، فتح يوسف عيونه بتعب وهو يشعر بأختناق في صدره وضيق تنفس، فك رابطة عنقه بتعب ورن هاتفه يذكره بتاريخ ميلاد ابنته إيلا فنظر للهاتف بحنان وقال: -
- عثمان اقف عن محل ألعاب.

أومأ عثمان له بنعم ثم غير طريقه، ترجل من سيارته أمام محل الألعاب ودلف بصحبة كريم، كان محتارًا ماذا يختار لطفلته كانت دومًا نبض من تجلب الهدايا نيابة عنه، أختار الكثير من الألعاب لأطفاله ثم ذهب إلى محل حلويات، تحدث كريم بجدية: -
- هتنزل بنفسك
- اه دى هدية إيلا.

قالها يوسف وترجل من سيارته إلى محل الحلويات فتبسم كريم وهو ينظر إلى باقة الورود الحمراء الموجودة على الأريكة الخلفية، منذ يوم طلاقهم يجلب يوميًا باقة الورود ويذهب إلى منزل والدها من أجل مصالحتها لكنه لم يترجل عن سيارته في أى مرة، كبرياءه وعناده يمنعوه من الصعود لها في كل مرة، تبسم كريم على هذه الثنائى العنيد المتكبر، عاد يوسف إلى السيارة حاملًا التورتة في يده وقال: -
- أطلع يا عثمان على بيت فؤاد.

أنطلق عثمان بالسيارة و يوسف ينظر إلى باقة الورود وأخذ منهم واحدة ولمسها بسبابته وكأنه يلمس محبوبته المُشتاق لها بجنون، عاد ألم صدره مُجددًا فوضع الوردة بجيبه وهو يضغط على صدره بقوة يحاول التحكم بألمه..
قصر الحناوى
دلفت سارة إلى القصر فرأت والدتها جالسة مع مراد في الصالون فقالت: -
- مساء الخير
- مساء النور يا حبيبتى
تبسمت بأرهاق وهي تجلس على الأريكة وتقول: -
- أزيك يا مراد عاش من شافك يا عم.

- أنا تمام المهم أنتِ عاملة أيه، خالته بتقولى أنك مشغولة جدًا في شغلك
تبسمت بتعب وهي تقول: -
- ااااه مشغولة جدًا بس تمام، أيه مش ناوى تفرحنا بيك قريب
- أنا فاضي يا بنتى عشان أتجوز
قهقهت ضاحكة عليه وقالت: -
- على رأيك أنت مبتبطلش سهر وسفر مع البنات هتجوز أمتى
تبسم وهو ينكزها على كتفها قائلاً: -
- سيبتلك أنتِ الجوازة يا ست المظبوطة اللى مبتسافريش
- أتريق أتريق ياخويا. عن أذنكم عشان تعبانة.

تركتهما وصعدت للأعلى فقالت صباح بجدية: -
- تعرف يا مراد أنا قلقانة أوى على سارة، مقضيها يومها في النادى الصبح بتجرى وتطلع على المكتب تشتغل والعصر في الجيم وترجع للمكتب مترجعش غير دلوقت، حياتها مفهاش غير الرياضة والشغل
أخذ مراد يدها في يده وقال بلطف: -
- خالته متقلقيش، سارة محتاجة تأخد بريك شوية من الشغل وضغطه مش أكتر لكنها بخير جدًا.

- عاوز أفرح بيها وأشيل عيالها يا مراد، سارة عندها 32 سنة وقافلة موضوع الأرتباط والجواز كله تمامًا
تبسم بهدوء وقال: -
- أنا مسافر لندن اقضي الأجازة بتاعتى هناك، تحبى أخدها معايا
- يا ريت يا مراد بس هي توافق
تبسم لها بلطف..
خرجت سارة من المرحاض مُرتدية بيجامة حرير وردية اللون وشعرها مبلل بعد الأستحمام، جلست أمام المرآة تجفف شعرها بالمجفف فدق باب الغرفة فقالت: -
- أدخل
ولج مراد وقال بعفوية: -
- ممكن أدخل.

تبسمت بخفة وهي تغلق المجفف وقالت: -
- ما أنت دخلت أهو. في حاجة يا مراد
- أنا مسافر لندن
وقفت من مكانها وأقتربت منه بهدوء ثم قالت: -
- وأيه الجديد ما أنت كل شهر في بلد شكل، بتقولى ليه
- تيجى معايا، اصل المرة دى رايح لوحدى
قالها بحماس فأجابته وهي تعود إلى المقعد أمام المرآة: -
- سورى يا مراد أنا عندى شغل
وقف خلفها ووضع يديه على كتفها وقال بجدية: -.

- براحتك يا سارة، بس الحياة عمرها ما هتكون كلها شغل، نفسك ليها حق عليكى ومن حقك تخرجى وتشمى هواء والشغل مش هيطير، بصى في المرآة مش هتعرفى نفسك من كتر هموم وضغوط الشغل اللى مخبية ملامحك
نظرت في المرآة إلى صورتها المُنعكسة وصمتت، تركها وخرج من الغرفة وظلت شاردة في صورتها والمرآة دقائق كثيرة..
شقة الزمالك.

دلفت نبض إلى الشقة مُنهكة فرأتها أطفالها يخرجون ركضًا من الغرفة ويبتسمون بسعادة، شمت رائحته في المكان فنظرت حولها بشك ودهشت حين رأته جالسًا هناك بجوار والدها وأطفالها يركضون إليه
- بابى
قالها رحيم بسعادة وركض إلى والده مع أخته الصغرى، نظرت نبض إليه بهدوء وعيون دامعة، عانق أطفاله بدلالية ونظره عليها وهي تقف بعيدًا مُتحاشية النظر له فقال: -
- عاملين أيه؟
- كويسين وجدو بيجبلنا ألعاب كتير وبيلعب معانا.

تبسم بخفة إلى أطفاله وقال: -
- بصوا بقى بابى جابلكم ايه
أهداهم الكثير من الهدايا فأخذوها وركضوا إلى الداخل بسعادة، وقف بهدوء وهو ينظر إليها وقال: -
- أزيك يا نبض
- كويسة، أنت عامل ايه؟
- ماشي الحال
صمتا الأثنين لم يتوقع أحد منهما أن تصل علاقتهما وحُبهما إلى هذه النقطة وهذا الجفاف، أين عشقهما ولوعته؟ اين اختفى الشغف والشوق بينهما هكذا؟ وكيف صاروا غرباء؟

صمتا وعيونهما لم تتوقف عن الحديث لحظة، كانت عيونه تخبرها كما يشتاق لها بجنونها وإلى عناقها ودفءها، مُشتاق إليها ونيسته في حياته وسكينته، قرأت عيونه بوضوح وعينيها تخبره كما قسي عليها بطلاقه وفراقه وهو يعلم أنها لن تستطع النوم سوى بين ذراعيه وعلى صوت أنفاسه، كما كان قاسيًا عليها وظالمًا لقلبها العاشق، تحدث يوسف بجدية قائلاً: -
- أنا جيت عشان أشوف الولاد وأدي إيلا هدية عيد ميلادها.

- وأنا مسالتكش أنت جاي ليه، وعمومًا هم ولادك ومن حقك تشوفهم وقت ما تحب أنا مش همنعك من أنك تشوفهم ولا هحرمك منهم
- شكرًا يا نبض
لم تتمالك نفسها وشعرت بدموعها تذرف على وجنتها فأستدارت سريعًا كى ترحل من أمامه لتشعر بيديه تحتضن يدها وقال: -
- أسف.

- أسف على ايه، على أنك قتلت ابنى غصب عنى ولا على اللى وصلتنا ليه ولا على أنك طلقتنى في عز ما أنا ضعيفة ومحتاجاك تطبطب عليا، أسف على ظلمك ليا وقسوتك عليا ولا على أنك معرفتش تحبنى وكنت كل دا بتكدب عليا. أسف على ايه ولا أيه يا يوسف
أدارها له ونظر بعيونها ثم قال بلهجة دافئة وندم: -
- أسف أنى خليتك تكرهينى وتقوليها في وشي
- يا ريتنى كرهتك يا يوسف مكنتش هتوجع منك أوووى كدة.

تركته ودلفت للداخل فقال بأستياء: -
- سامحينى يا نبضى، سامحينى..
وضع يده اليسرى على صدره بألم فسقطت الوردة من جيبه وخرج من الشقة، رأى فؤاد الوردة فأخذها ودلف إلى الغرفة ويديه خلف ظهره بالوردة فقال: -
- نبض
جففت دموعها بسرعة وهي تستدير لوالدها وقالت بتلعثم: -
- أيوة يا بابا
- ممكن أتكلم معاكى شوية
- أتفضل يا بابا
جلس بجوارها على الأريكة وقال: -
- لازمته أيه العناد يا نبض، شايف العناد ونشفان دماغك وصلك لفين.

- أنا يا بابا ولا هو اللى طلقنى ما صدق أن قولت أنى طالبة الطلاق في لحظة قهرة وانكسار وغضب منه بسبب قتله لأبنى، بدل ما يطبطب عليا ويقولى كلمة حلوة ويهون عليا عملته يقوم مطلقنى، حتى مفكرش انه يراضينى أو حتى يتخانق معايا، أنا بس اللى مش فارقة معاه
أظهر الوردة من خلف ظهره وقال: -.

- وأنتِ لو مش فارقة معاه هيجبلك وردة برضو وتورتة بالكريمة، أنتِ عارفة وهو عارف أنه ولادكم الأثنين مبيأكلوش الكريمة وبيحبوا الشيكولاتة لكن أنتِ اللى بتأكلى الكريمة ومع ذلك يوسف جايب تورتة عيد ميلاد بنته بالكريمة، يعنى بالعقل هو جايباها ليكى، يوسف بيعمل كل حاجة وهو بيفكر فيكى أنتِ حتى ولادوا بيفرحوها برضاكى أنتِ
أجابته باكية بحزن شديد: -.

- يا بابا هو حتى محاولش يفكر في الطلاق وبعتلى الورقة بدل ما يردنى لعصمته
تنهد فؤاد بهدوء وقال: -
- براحتكم يا نبض لكن أنا أحب أعرفك حاجة واحدة بس يوسف تعبان ورافض يروح لدكتور
نظرت له بهلع وقالت بقلق واضح: -
- تعبان أزاى؟ عنده أيه؟ وأنتِ أزاى تسيبه من غير ما تدوى لدكتور تطمن عليه
تبسم بخفة عليها وقال: -
- واضح جدًا أنك مش مهتمة بيه ولا هو فارق معاكى. ربنا يهديكم يا بنتى.

خرج من الغرفة وتركها تبكى بشدة وهي تحتضن وردته بيديها..
قصر الحناوى
نزلت سارة من الأعلى مُرتدية بنطلون أسود وتيشرت أسود وجاكيت جينز قصير يصل لخاصرتها وحذاء رياضي أبيض وشعرها مسدول على ظهرها وأمامها تهانى تحمل حقيبة سفر، سألتها صباح بدهشة: -
- سارة
- ماما أنا مسافرة لندن مع مراد..

كان يوسف جالسًا بسيارته ينظر في التابلت يتابع بعد أعماله فقطعه رنين هاتفه، نظر بجواره ورأي اسمها، تبسم بخفة فهو أعتاد على أتصال أطفاله بيه يوميًا من هاتفها، أجاب على الاتصال قائلًا: -
- أيوة
اتاه صوت بكاء أطفاله وصراخهما بهلع ويقولوا: -
- بابى..
سألهما بقلق: -
- رحيم، حصل ايه؟
- بابى مامى نايمة مش بترد عليا
أتسعت عيناه بصدمة على مصراعيه وقال: -
- أهدوا، اهدا يا رحيم، أنا جاى على طول متقلقش ها.

أغلق الخط معهما وقال بلهفة وقلق: -
- أطلع على بيت فؤاد يا عثمان بسرعة
وصل إلى العمارة ونزل من السيارة بسرعة قبل أن تتوقف نهائيًا وركض إلى الأعلى، رن الجرس وفتح رحيم له وهو واقفًا على المقعد، ركض يوسف إلى الداخل مُسرعًا فرأها نائمة على فراشها فاقدة للوعى، حاول أفاقتها وهو يناديها: -
- نبض، نبضي. فتحى عيونك. نبض. متسبنيش يا نبض. نبض.

حملها على ذراعيه وركض مُسرعًا للخارج وقلبه يكاد أن يتوقف من الخوف عليها فأى عناد يتملكه وقلبه على وشك الموت لأجلها وبدونها، تمنى في تلك اللحظة موته بدلا عن مرضها هي نبضه..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة