قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

دلفت نبض إلى غرفة طفلها فرأته يقف أمام الدولاب في حيرة، تحدثت نبض بجدية قاتلة: -
- ينفع الطريقة اللى أتكلمت فيها مع بابا دى
أستدار رحيم لها بوجه عابس وقال: -
- بابى متعصب عشان خاطر إيلا يا مامى، بابى مش بيحبنى وبيحبها أكتر منى
نظرت نبض له بدهشة وأقتربت منه بهلع فبدأ أطفالها يغارون من بعضهما، جلست على ركبتيها وقالت: -
- لا يا حبيبى بابى بيحبك قد بعض بالظبط
- لا بيزعقلى عشانها.

قالها بغضب طفولى فقالت له ببسمة هادئة: -
- عشان أنت الراجل وهي البنت، أنت أكبر منها وأقوى منها كمان أزاى تقف على ظهرها هي ضعيفة وصغيرة
رمقها بغضب شديد وقال: -
- أنتِ كمان بتحبيها أكتر منى، وأنتِ أصلا مش أمها. أنتِ أمى أنا لازم تحبينى أنا وتخافى عليا أنا مش هي.

أتسعت عيني نبض بصدمة ألجمتها من حديث طفلها ومن أين أت بهذا الحديث ومن أخبره به، أمس كان يعشق إيلا ويخاف عليها أم الأن يغار منها ويحقد عليها، نظرت له بأستياء وقالت: -
- أنت جبت الكلام دا منين، أنا أمها زى ما أنا أمك بالظبط وبحبها زى ما بحبك يا رحيم وإيلا أختك
صرخ بوجهها وهو يبتعد عنها: -
- أنا ماليش أخوات، أنا بكرهها ومش عاوزاها معايا في أوضتى تانى.

بدأ يكسر كل ألعاب إيلا بغضب سافر، دلفت تهانى أولاً ثم بدأ الجميع يأتون واحد تلو الأخر، ولجت إيلا إلى الغرفة لترى كل عرائسها وألعابها على الأرض منكسرة، ركضت لعروستها المفضلة ببراءة وبكت كثيرًا ثم أخذتها وأتجهت نحو نبض باكية في تلك اللحظة التي وصل بها يوسف للغرفة، اردفت إيلا ببكاء: -
- مامى مريم أتكسرت؟

نظرت نبض إلى العروسة التي اعطتها إيلا أسم مريم منكسرة بيدها وقبل أن تتحدث دفعها رحيم بقوة بعيدًا عن والدته وقال: -
- أبعدى عنها دى أمى أنا. دا مش أمك، أنتِ أمك ماتت
كان ذلك التصرف والحديث كفيلان بأن يخبروا يوسف عن سبب الشجار والفوضي التي تعم الغرفة، صرخ بنبرة غليظة وقوية: -
- رحيييييم.

أرتعب رحيم من نبرة صوته ورفع رأسه له، أشار يوسف للجميع بأن يرحلوا فأنصرفوا في صمت، اقترب من طفلته الباكية وأخذها من يدها لتقف وأقترب من رحيم وقال بلهجة أمرية: -
- أعتذر من أختك
رمقه رحيم بتحدى وغضب وقال: -
- أنا ماليش أخوات، دى مش أختى دى..
اسكته يوسف بصفعة قوية على وجهه اسقطت طفله أرضًا فكرر أمره مُجددًا: -
- أعتذر من أختك حالاً؟
وقف رحيم وهو يقول بعناد: -
- أنا بكرهها وبكرهك. بكرهكم كلكم.

ركض رحيم من الغرفة باكيًا فنظرت نبض ل يوسف بغضب وأنصرفت إلى غرفتها، ذهب إلى غرفته خلفها فصرخت به بغضب قائلة: -.

- شوفت تهورك وأستهتارك وصلنا لفين، أنا من يوم ما أخدت إيلا لحمة حمراء وأنا نبهت عليكم كلكم محدش يفتح موضوع أن ليها أم غيرى في المستقبل، كنت عارفة أن دا هيحصل لو عرفت مكنتش عاوزة ولادك حد فيها يكره التانى ولا يغير منه ويحط حجته كله في أن ملهمش نفس الام، لكن بكل سهولة حضرتك أتكلمت في الموضوع قدام رحيم كان كل اللى همك وقتها عصبيتك والتسلط اللى أنت فيه.
- أنا يا نبض
صرخت به بعنف شديد: -.

- لا أنا يا يوسف اللى جت أتخانق وضربتنى قدام رحيم من غير ما تراعى وجوده ولا تراعى كلامك هيودينا لفين، المرة دى أنت يا يوسف اللى لازم تصلح دا، أنت اللى لازم تشيل مسئولية غلطك، لو البيت دا يهمك لازم تصلح اللى بوظته لان ولادك كرهوا بعض، مش رحيم بس إيلا كمان هتاخد موقف من دلوقت وهحط في دماغها المنظر اللى شافته ورحيم بيكسر ألعابها والكلام اللى سمعته.

تنهد بضيق وأقترب منه ثم اخذ يدها في كفه وقال بنبرة هادئة: -
- طب أعمل أيه، أجبلهم ألعاب جديد
جذبت يدها من يده بقوة وقالت: -
- معرفش أتصرف لوحدك يا يوسف، أنا مش هساعدك في حاجة
أخذ خطوة نحوها أكثر ليلتصق بها وقال بهدوء: -
- أنتِ عارفة أنى مبعرفش أتعامل مع أطفال. ساعدينى هم ولادنا إحنا الأتنين مش ولادى لوحدى برضو
رفعت نبض نظرها إليه وقالت بغضب مكتوم: -
- أسفة مش هساعدك وخد بالك أن فيهم واحدة بنتك لوحدك.

أستمع إلى حديثها بذهول وقال بجدية: -
- بس إيلا بنتك!
- أنا من اللحظة دى ولحد ما تصلح اللى بوظته أنا مش أم حد خالص
اندهش من جملتها فسألها بفضول: -
- قصدك أيه؟
أبتعدت عنه بغضب وقالت: -
- يعنى أنا سايبهم لك بقى تربيهم وتأكلهم وتلعبهم وتعمل كل حاجة، ما دام بتعرف تبوظ اللى أنا بعمله أعمله أنت بقى.

خرجت من الغرفة غاضبة منه فهو السبب لما حدث الأن لو كان تملك نفسه وأعصابه أثناء اختطاف إيلا ما كانت حدثت كل تلك المشاكل بينهم، تنهد بهدوء وقال: -
- هحاول أحلها..
دلفت جهاد إلى شقتها مُشتاطة غضبًا فألقطت بحقيبتها بعيدًا وهي تبحث عن زوجها في كل زواية بالمنزل فسألت الخادمة: -
- فؤاد جه؟
- لسه يا فندم
كبت غضبها بداخلها وهي تصرخ بالخادمة قائلة: -
- غورى من وشي دلوقت ولما يجى تقوليلى فاهمة.

- تحت أمرك، أجهز ايه على الغداء
صرخت بها بانفعال اكثر: -
- متعمليش عنه ما طفح ولا عنه دقاها، غورى من وشي متورنيش وشك النهاردة أبدًا
أنصرفت الخادمة بذعر من غضبها ف جهاد أمراة هادئة وثابتة لم تنفعل على أحد بهذه الطريقة سابقًا ولم تتحدث مع خادمتها هكذا أبدًا، دلفت جهاد إلى غرفتها لتبدل ملابسها وهي تفكر بعقل شارد بما حدث وما رأته أمامها فأغمضت عينيها بغضب مكتوم ونيران الوجع بداخلها..

جلست نبض في الحديقة وحدها شاردة بما يحدث وكيف أطفالها اصبحوا هكذا فقطع شرودها مجيء إيلا إليها لتجلس بجوارها وقالت: -
- مامى، رحيم كثر لعبى وأنا مث عندى لعب ألعب بيها
مسحت نبض على رأسها بلطف وقالت: -
- إيلا حبيبتى، متزعليش منه رحيم عيان شوية وهو ميقصدش
نظرت إيلا إليها بجدية على عكس براءتها وطفولتها وقالت: -.

- رحيم مث عيان رحيم بيكرهنى عثان أنا مث أخته وأنا مامتى ماتت هو قال كدة، قال أنك مث مامى بس أنا بحبك وعاوزاكى مامى
تبسمت نبض إليها بخفة وقالت: -
- أنا مامى وهفضل مامى يا نور عينى، بس لو بتحبى مامى متزعليش من رحيم
أخرجت إيلا فستانها الوردى من خلف ظهرها وقالت بحزن: -
- مامى رحيم مث بث كثر لعبى، رحيم كمان قطع هدومى، أنا زعلانه منه اووى ومخاصماه كمان.

أخذت نبض الفستان من يد طفلتها بصدمة من أفعال طفلها المستمرة وحدقت به بأندهاش لما يفعل هذا كله، ما سبب غضبه القاتل من اخته رفيقته منذ نعومة أظافره لم يفرق بينهم سوى بضع أشهر قليل، منذ أن جمعتهما معًا وهما كالتؤام يفعلا كل شيء معًا حتى أن رحيم كان يترك غرفته ويذهب للنوم بحضن أخته بغرفتها من شدة تعلقه بها، كيف أنقلب الحال هكذا وكرهها كل هذا الكره.

فاقت نبض من شرودها بالفستان وتصرفات طفلها على صوت سارة وهي تقول: -
- روحى يا إيلا لعمه حسام بابى جبلك ألعاب جديدة
تبسمت إيلا بفرحة طفولية وركضت للداخل، جلست سارة بجوارها وقالت: -
- مش شايفاها غريبة شوية
- هي ايه؟
نظرت سارة لها بجدية وقالت: -.

- نبض عارفة أنا مش اصغر سيدة أعمال في عيلة الحناوى من فراغ وهدوئي وثابتى وتعلقى بالعمل مش قليل، أنا اتعودت لما تقابلنى مشكلة لازم أشوفها من كل الجوانب، يوسف جايلى عشان أساعده وقالى أنك رفضتى تساعديه لأنك زعلانة من تهوره وغضبه
تنهدت نبض باستياء وقالت: -
- حقى ولا لا، أخوكى السبب
- حقك اه لكن يوسف السبب معتقدش
نظرت نبض لها بتساؤل وقالت بعد فهم: -
- قصدك أيه؟

- نبض فكرى شوية، يوسف لما أتعصب عليكى وضربك وقال واللى قاله قدام رحيم بعدها أنتِ هجرتيه وقعدتى في أوضه رحيم معه وهناك أنا سمعتكم ورحيم بيقولك قد أيه بيحب إيلا وعاوزها ترجع، مكنش زعلان من اللى سمعه ولا حقد على أخته وقال مش عاوزها ولما إيلا رجعت اخدها بالحضن ولعبوا سوا، رحيم متغيرش على إيلا غير أمبارح بس
حاولت نبض فهم حديثها وما ترمى له سارة فقالت بفضول: -
- قصدك أيه بالظبط يا سارة؟

- قصدى أن في حاجة حصلت من إمبارح للنهاردة، في سبب جديد حصل أمبارح كرهه في إيلا تمامًا
أومأت نبض بالإيجاب وهي تقول: -
- كلام منطقى جدًا ودخل دماغى، أقنعتينى بس ايه هو اللى حصل
- دورى يا نبض دا حياة أسرتك وعيلتك لوحدك مينفعش فيها تتراجعى عشان زعلانة من يوسف، مش دا الوقت اللى ينفع زعلك فيه
وقفت سارة من مكانها وتابعت بجدية: -
- نبض أنا حاسة هو مجرد أحساس لكن حطى في الأعتبار.

رفعت نبض نظرها إلى سارة وسألتها: -
- أيه؟
- نبض في حد بيقوى ابنك عليكى، حد بيزن في ودانه. ولو تفكيرى صح دا حد قاصد كويس يضربك أنتِ ويوسف ضربة معلمة
رحلت سارة من أمامها تاركة نبض تفكر في حديثها وهذا الأحتمال أستحواذ على عقلها تمامًا..
دلف فؤاد من باب شقته وكان المكان مُظلم وهاديء، تقدم خطوة للأمام لتفتح الأضواء فكانت جهاد جالسة على المقعد وقالت بغضب: -
- أنت شرفت
رمقها بتعجب وسألها: -.

- ايه يا جهاد الطريقة اللى بتكلمى بيها دى
- طريقة أنت لسه شوفت طريقة، أنا تستغفلنى كل السنين دى وتلبسنى العمة وبحبك ومقدرش أعيش من غيرك وأنتِ حبيبتى ومراتى وأنت خاين
اتسعت عيناه بدهشة من حديثها وقال: -
- أيه اللى بتقولى دا يا جهاد، أكيد في سوء تفاهم أنا مخونتكيش
صرخت به بغضب ونبرة صوتها مرتفعة جدًا: -
- أياك تكدب، هتبقى خاين وكداب كمان
ألقت بوجهه شهادة ميلاد وهي تقول: -.

- عايش معايا بقالك 22 سنة ومستغفلنى، بترجع كل يوم تنام جنبى وأنت خاينى، مفيش مرة ضميرك وجعك وقالك تقولى، 22 سنة يا مفترى
اخذ شهادة ميلاد ابنه ونظر بها بدهشة وقال: -
- أنتِ جبتيها منين؟
ضحكت ساخرة به رغم وجعها وكسرة قلبها من خيانته وقالت: -
- تفتكر لما أشوف أسم ابنك على ورقة أجابة أمتحان أنا اللى حاطاه وبعلمه للطلاب اللى بدرسلهم هيصعب عليا أنى أجيب شهادة ميلاده من ملفه من الشئون.

تنهد باحراج ثم أقترب إليها ومسكها من كتفيها وهو يقول بنبرة هادئة ربما يهدأ من روعتها وعصبيتها: -
- أهدى يا جهاد وخلينا نتفاهم
دفعته بعيدًا عنها بقوة تشبه براكين الوجع الموجودة بداخلها وقالت صارخًا: -.

- نتفاهم، أنت مخلتش حاجة نتفاهم فيها، فرصتك في التفاهم والتبرير راحت في كل السنين اللى أستغفلتنى فيها، أنا بس عندى سؤال واحد. مخفتش لما قدمت للمحروس ابنك في الكلية اللى أنا دكتورة فيها، مخفتش أعرف لما أسمك اللى وراء أسمه منور
دمعت عينيه بحزن وقال: -
- جهاد أنا بحبك..
قطعته بصرخة قوية قائلة: -.

- أياك تنطقها، أنت كداب وخاين ومفيش حاجة هتشفعلك اللى عملته فيا، متجوز عليا بقالك 23 سنة وعندك ابن عمره 22 سنة وبعد كام يوم هيتخرج ويبقى مهندس قد الدنيا ما شاء الله وتقولى بحبك، أنت لو بتكرهنى مش هتعمل فيا اللى عملته دا. طلقنى يا فؤاد طلقنى وروح عيش مع السنيورة بتاعتك
أتجهت نحو باب الشقة غاضبة فمسكها من يدها كى يمنعها من الرحيل وقال: -.

- جهاد متمشيش خلينا نتفهم، على أمه ماتت بعد ولادته بسنة وكل السنين دى أنا بحاول اقولك أن عندى ابن بس كنت خايف تسبينى عشان واحدة ميتة
- فرصة أنك تبرر موقفك فاتت من زمان أووى، أمه ميتة أو عايشة بالنسبة ليا أنت خنتنى وأتجوزت عليا وخبت كل السنين دى
أنهت جملتها بنبرة غليظة وأخذت حقيبة سفرها من جوار الباب ثم رحلت غاضبة منه..

في الصباح الباكر كانت نادين جالسة على الطاولة المُخصصة لها في المطعم تحتسي كوب القهوة المثلجة في هدوء فجاء إليها كريم وقال: -
- ايه سر الزيارة الجميلة دى اللى نورت المطعم
أجابته وهي تضع الكوب على الطاولة بهدوء: -
- المفروض أنا اللى أقول كدة، أنا هنا أسبوعيًا براقب المكان والشغل
- بحبك
تبسمت وهي تتحاشي النظر له وقالت: -
- أنا بتكلم بجد دلوقت، أيه اللى جابك.

- دا مكانى وشغلى وفلوسي ومش معنى أنى كاتبلك 40 ? من أسهم المطعم أنك تسألنى كدة يا زوجتى الجميلة
أومأت له بسخرية وقالت: -
- والنبى ايه؟، كريم ما تقول أنت جاي ليه من الأخر بلاش لف ودوران
تبسم لها وأخرج أختبار الحمل من جيبه ووضعه أمامها على الطاولة وسألها بجدية ووجه حاد: -
- ممكن تفهمينى ايه دا؟
نظرت للأختبار ثم للشارع من الحائط الزجاج ترتشف قهوتها ببرود وقالت: -
- زى ما أنت شايف كدة.

تحدثت بنبرة غاضبة بعض الشيء: -
- بصيلى هنا؟ أنتِ حامل
أومأت له بنعم فتحدث بغضب مكتوم وهو يكز على أسنانه: -
- وكنتِ ناوية تقوليلى أمتى في الولادة ولا بعدها
- ممكن متسخرش منى
ضرب الطاولة بقبضته بلطف وهو يقول: -
- متبقيش مستفزة يا نادين، مقولتليش ليه؟
- مجاش وقت مناسب
تحدث بانفعال وهو ينظر بعينيها: -
- هو دا كمان في وقت مناسب
- ايوة وعن أذنك بقى عشان أتأخرت على المستشفى.

وقفت من مكانها كى ترحل ليمسك يدها ووقف معها يحدق بعينيها وقال: -
- بطلى جنان يا نادين ومتلعبيش على أوتار قلبى وتستغلى أنى بحبك
تبسمت بوجهه كالبلهاء وقالت بحب: -
- أنا لو مكنتش مجنونة مكنتش حبتنى وأتجوزتنى يا كيمو
وضعت قبلة على وجنته وانصرفت مسرعة للخارج، تبسم عليها ودلف للمطبخ..

كانت سارة بمكتبها تصمم فستان خطوبتها بنفسها وشاردة بالعمل واضعة السماعات في اذنها مُندمجة مع الموسيقى، ولج مراد إلى المكتب ورأها هناك تعمل دون أن تنتبه لطرقات الباب ودخوله، ذهب إليها ووقف خلفها ثم نزع السماعة من اذنها اليسرى وهو يضعها في اذنه ويقول: -
- بتسمعى أيه؟
- مراد!، جيت أمتى
أجابته وهي تستدير له نازعة السماعات عن اذنها، تبسم لها قائلًا: -
- من خمس دقائق، miss you.

- وأنت كمان، أدينى خمس دقائق أخلص اللى بعمله وبعدها نخرج
أومأ لها بنعم ثم جلس على المقعد يتركها تنهى ما تفعله ويراقبها عن كثب بحب وقلب عاشق..
تحدث يوسف بدهشة من ما سمعه من نبض قائلًا: -
- قصدك أن في خاين هنا؟ في القصر؟
- دا أحتمال
وقف من مقعده بغضب مكبوت وقال: -
- دا يبقى دبور زن على خراب عشه، خاين في قصرى أنا وبيلعب بابنى
وقفت خلفه وقالت بنبرة مرتجفة تدل على قلقها وخوفها: -.

- يوسف أنا قلقانة على رحيم ومعرفش الشخص دا بيفكر في ايه ولا ناوى على أيه؟
ضم رأسها إلى صدره بيده اليمنى وقال بنبرة هادئة وعينيه تتواعد لهذا الخائن بالموت القرب: -
- متقلقيش يا نبضي، أنا هتصرف
لفت ذراعيها حول خاصرته واشبكتهما ببعضهم من الخلف وقالت: -
- يا ريت يا يوسف تتصرف بسرعة، أنا عقلى هيموتنى من التفكير والخوف على ولادى، فكرة أن حد بيلعب بولادى هتجننى.

لم يتحدث فقط أكتفى بتقبيل جبينها بقوة لتشعر ببرودة شفتيه المُلتصقة بجبينها فترة طويلة فأغمضت عينيها بطمأنينة لم تشعر بيها سوى بقربه ووجوده معها، أمان لم تشعر به إلا بين ذراعيه، تواعد يوسف بالأنتقام من عدوه الخفى الذي يلعب معه لعبة الشبح..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة