قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

- يا صباح هانم القانون يمنع دكتورة نبض تدخل العملية لأنها زوجة المريض
نظرت نبض إلى صباح بعنوان دامعة وقالت: -
- أنا هدخل معاه يا طنط
تأففت صباح بغضب مكتوم ممزوج بخوف على ابنها وقالت: -
- نبض
- يا طنط أنا مش هسيب يوسف لوحده ومحدش هيخاف على جوزى أكتر منى
تنهدت صباح بهدوء وقالت: -
- أدخلي يا نبض
- بس
قالها الطبيب بجدية يمنعها فقطعته صباح بنبرة غليظة قائلة: -
- هي دا مستشفى مين فينا بالظبط.

صمت الطبيب بأحراج، أسرعت نبض إلى جناح كبار الشخصيات ووجدته جالسًا على فراشه بتعب وما زال ببدلته والأطفال بجواره يلهوون في الغرفة معًا، تحدثت نبض في هدوء قائلة: -
- ماما معلش خلى رحيم وإيلا معاكى ومتسبهمش
- حاضر
وقفت نبض بجواره وقالت بنبرة هادئة: -
- يلا يا يوسف
رفع نظره لها بتعب وقال بجدية: -
- أنا عاوز مسكن يا نبض أكتبلى مسكن وخلاص
عقدت حاجبيها بجدية وقالت مُتجاهلة جملته: -
- قوم يا يوسف.

أخذته من ذراعه إلى المرحاض وجعلته يبدل ملابسه ويرتدى زى العمليات وعندما خرج كان الممرض واقفًا بالسرير المتحرك وجعلته يجلس عليه وقالت بتحذير شديد: -
- ماما متسبيش إيلا
نظرت لها ثم إلى كريم بقلق فقال بثقة: -
- متقلقيش خلى بالك من يوسف بس
أومأت له بنعم وذهبت إلى غرفة العمليات، مسك يدها بلطف فنظرت له وتبسمت بخفة في وجهه ليقول: -
- نبض أنا محبتش قدك ولا غيرك..

مسكت وجهه بين يديها ونظرت في عينيه بحب يفيض من قلبها وقالت بحنو: -
- يوسف أطمن
تبسم يوسف بلطف وهو يداعب يدها في قبضته ثم قال بحب: -
- مطمن لأنك معايا يا نبضي
وضعت نبض قبلة على جبينه بلطف وقال: -
- بحبك.

أغمض عينيه بشوق وهو متشبث بيدها ليبدأ طبيب التخدير بتخديره فذهبت نبض إلى مكانها وتنهدت بهدوء لتستعد بفتح صدر حبيبها بالمشرط، لم تتخيل يومًا بأنها ستفتح صدره بيدها، جمعت شجاعتها وبدأت بفتح صدره دون أن ترجف يدها فهى تعلم جيدًا إذا رجفت يدها ماذا سيحدث بقلبه وبحبيبها، ربما رجفة واحدة تقتله، كان جميع الفريق الطبى يباشر عمله وهم يحدقوا بها خلسًا وعلى جراءتها وشجاعتها، أستغرقت العملية منها ساعات لكنها أبتسمت بأرتياح حين انهت الجراحة وأصلحت ما فسد بقلبه، ظلت معه حتى خرج من غرفة العمليات ووصل إلى جناح كبار الشخصيات، سألتها صباح بقلق: -.

- طمنينى يا نبض
- أطمنى يا طنط، يوسف كويس جدًا وخصوصًا أنه رياضي وبيهتم بصحته دائما وسنه الصغير كل دا ساعده في نجاح العملية
مسحت صباح على رأسه بلطف وحنان فمهما كان جبورتها فهى أم..
أنجلترا
كانت سارة على الدراجة في مسابقة معه وتضحك بسعادة عليه وهي تقودها وتنظر للخلف عليه فصرخ بهلع قائلاً: -
- سارة حاسبى.

نظرت للأمام بدهشة حين رأت بعض الدرجات أمامها فأتسعت عينيها على مصراعيها بخوف وقبل أن توقف الدراجة سقطت من فوق الدرجات، نزل مراد من على الدرج بهلع وجلس بجوارها على الارض وسألها: -
- أنتِ كويسة؟
أومأت له بنعم فرأى جرح بذراعها، مسك يدها بقلق وقال: -
- أتجرحتى
- حاجة بسيطة مش مشكلة.

أخذها من يدها إلى السيارة وذهب إلى الصيدلية احضر مطهر وقطن ولاصقة طبية ثم عاد إليها، أخذ ذراعها ووضع المطهر عليه فقالت بألم: -
- مراد دا حاجة بسيطة
عقد حاجبيه وهو ينظر لها بغضب وقال: -
- حاجة بسيطة كنتى عاوزة تكسرى خالص عشان تستاهل يعنى
صمتت بخجل فقال بهدوء: -
- لازم نطهر الجرح عشان ميعملش ندبة
أومأت له بنعم فقال: -
- أسف مش قصدى أصرخ عليكى
تبسمت بأحراج وقالت: -
- محصلش حاجة.

وضع اللاصقة الطبية على الجرح وقال: -
- أبقى غيرى عليها عشان متتلوثش
أومأت له بنعم فأعتدل في جلسته وقاد السيارة إلى المنزل وعندما وصل إلى المنزل ترجل هو ودلف أولًا، نظرت له بتعجب ثم دلفت خلفه لتراه يدخل غرفته بوجه عابس، جلست على الأريكة فقالت مُحدثة نفسها بتساؤل: -
- هو أنا عملت حاجة، هو بتجاهلنى عشان وقعت
وقفت بغضب من مكانها ودلفت لغرفته وهي تصرخ به: -
- مراد أنت..

أستدارت مُسرعة حين رأته يقف بظهره العاري وقالت بتلعثم وأرتباك: -
- أسفة. أنا والله مشوفتش حاجة خالص غير شوية جروح و..
صمتت بدهشة تستوعب ما رأته ثم أستدارت له مُجددًا لتنظر إلى ظهره بوضوح فرأت ندبات كثيرة وأثر جروح كبيرة الحجم فتسألت بذهول: -
- مراد
قشعر جسده بقوة كالكهرباء حين لمست ظهره بأناملها ونبض قلبه بقوة، لمست ندبة على ظهره وقالت بذهول: -
- مراد أيه اللى عمل فيك كدة.

ألتف لها بهدوء لتنظر بعيونه فرأى الدهشة في تعابير وجهها وقال بهدوء: -
- سارة ممكن تطلعى برا
شعرت بالحرج من رده وقبل أن تخرج رن هاتفه باسمه صباح فأجابها وهو يرتدي قميصه: -
- ازيك يا خالته
- مراد رجع سارة بكرة
نظر إلى سارة وسألها بتعجب: -
- ليه حصل حاجة؟
- يوسف عمل عملية في القلب وفي المستشفى
أتسعت عيناه على مصراعيها بذهول وحدق ب سارة بصمت..

مر أسبوع وهو نائم لم يستيقظ بعد، وقفت نبض تغير له ملابسه وتمسح صدره بمنشفة مبللة في منتصف الليل كما تفعل يوميًا تراعاه هو فقط فأصبحت طبيبته هو فقط، تظل بجواره 24 ساعة تنام بجواره وتستيقظ لتهتم به هو فقط، بداخلها يقين كبير أنه سيستعيد وعيه قريبًا بما أن الجراحة نجحت تمامًا وأستعاد قلبه وظائفه بنجاح، أخرجت منديل مبلل وبدأت تمسح وجهه بلطف فسمعت صوت أنينه المتقطع ويناديها بتلعثم شديد وصوت مبحوح: -.

- ن ب ض
نبض قلبها بقوة وسعادة ورسمت بسمة على شفتيها بإشراق، تركت ما تفعله ونظرت إليه بلهفة مُشتاق وقالت: -
- يوسف
حرك أصابعه ببطيء شديد بين يدها فتبسمت بلطف وسعادة وقالت بحماس: -
- أنا كُنت واثقة أن حبيبى قوى
قبلت وجنته بسعادة فدمعت عينيها فرحًا بعودته ثم فحصته وقالت: -
- حمد الله على سلامتك
تبسم بوجهها دون أن يتفوه بكلمة واحدة من التعب فتحدثت بلطف قائلة: -
- وحشتنى يا حبوب.

رفعت له السرير ليجلس بهدوء فسألها بقلق: -
- إيلا فين؟
- متقلقش يا حبيبى مع ماما مبتسبهاش خالص
حاول ألتقطت الهاتف من جانبه فأعطته له وهي تقول: -
- هتكلم مين؟
- كريم عشان يجيب ولادى
تبسمت بعفوية وقالت: -
- متقلقش يا يوسف دول ولادى برضو
أومأ لها بنعم وأتصل ب كريم..

وقفت نادين في المطبخ تتناول الطعام بحماسة وسعادة، تألمت في بطنها فوضعت يدها على بطنها المُنتفخة وخرجت من المطبخ إلى غرفة النوم وهي حامل بيد قطعة بيتزا واليد الأخرى سندوتش برجر، ولجت للغرفة وهي مُظلمة ثم فتحت الاضواء وسارت إلى الفراش وهي تقول: -
- كريم أصحى
وضع الوسادة على رأسه بتذمر وهو يقول: -
- أطفى النور يا نادين
- قوم تليفونك بيرن.

اعتدل في جلسته وهو يلتقط الهاتف فرأى مكالمة فائتة من يوسف وقبل أن يتصل به اخذت نادين الهاتف منه وقالت: -
- قومت للتليفون وأنا لا
- أستنى يا نادين يوسف شكله فاق
تحدثت مُتذمرة عليه بنبرة قاتلة: -
- فاق ولا مفاقش أنا ميخصنيش، انا بطنى وجعانى قوم اتصرف
نظر ليدها بغضب واخذ الأكل من قبضتيها وهو يقول: -
- لو بطلتى أكل زى المسعورة الساعة 3الفجر وبطنك مش هتوجعك يا نادين.

- متحججش بالأكل أنا بطنى وجعانى من ابنك يا عم
قالتها وهي تظهر بطنها أكثر له وتبتسم فقال بحزم: -
- نادين الدكتور محدد ميعاد ولادتك الأسبوع الجاى
- يا سلام، وأفرض الطلق جالى دلوقت أنا هولد طبيعى أقوله لا يا واد أستن جوا شوية عشان أبوك عاوزك الأسبوع الجاى
تأفف بغضب منها وقال: -
- أنتِ عاوزة ايه بالظبط يا نادين دلوقت.

- تقوم تلبس وتودين المستشفى أكشف أشوف الوجع دا من أيه واهو منها تشوف يوسف اللى هتموت عليه أكتر من ابنك ومراتك
دفعها بلطف وهو ينزل من فراشه ويقول بغضب: -
- اقومى يا اخرة صبرى البسي. مش فاهم عيانة أزاى وأنتِ زى القردة كدة
وضعت يدها في وجهها بعفوية وهي تقول: -
- الله اكبر أنت هتقر عليا ولا أيه
وقفت تبدل ملابسها وأرتدت فستان أصفر اللون وشال صوف حول ذراعيها وبطنها وجلست على السرير تأكل تفاح وتقول: -.

- كريم طلع شنطة البيبى من الدولاب
- أنتِ خلاص قررتى أنك رايحة تولدى
قطمت التفاح وأجابته بفم ممتليء قائلة: -
- اه أنا قررت بقى ان ابنى هيشرف النهاردة، متلمضش معايا بقى اه وهات سرير البيبى كمان فتأفف بأختناق ثم احضر ما طلبته وذهب كى يخرج من الغرفة: -
- أستن أنت رايح فين تعال ساعدنى أنا مش قادرة أمشي
عاد إليها وهو يأخذ طبق الفاكهة بانفعال وقال: -
- قوووم وكفاية أكل بقى أنتِ طفسة أووى كدة ليه.

خرجت معاه فساعدها في صعود السيارة ووضع الاغراض في الخلف ثم جلس في مقعد السائق وأنطلق، نظر إليها مُتعجب صمتها فرأها جالسة وعلى قدمها شنطة البيبى وتأكل الشيكولاتة والمكسرات، أوقف السيارة بصدمة وقال بذهول: -
- أيه دا؟
- ايه يا كريم بأكل
نظر في الحقيبة وكان بها الكثير من الشيكولاتات والمكسرات والعصائر فقال بأغتياظ: -
- أنتِ رايحة تولدى ولا رايحة مسابقة أكل
أجابته مقوسة شفتيها للأسفل بحزن مُصطنع قائلة: -.

- يااااوه بقى يا كريم دا كام شيكولاتة أنت هتبصلى في الأكلة كمان
- يا صبر أيوب
قالها بأختناق وقاد سيارته مُجددًا إلى المستشفى..

وقفت سارة في شرفتها شاردة بقلب بحزين منذ عودتهما من أنجلترا وهاتفه مغلق كلما أتصلت به كان مغلق فأرسلت له رسالة ( مراد أنت زعلان منى في حاجة؟ ) لم يجيبها أبدًا فذرفت دمعة منها بحزن مُشتاقة له بجنون ربما تملك قلبها في هذه الأجازة لا بل أكيد نال قلبها فمنذ عودتها وهي لم تراه وتشعر بحزن يستحوذ على قلبها وروحها بغيابه..

كان مراد واقفًا في مكتبه في الكتيبة بداخل حدود سيناء مُرتدي زي الجيش فدخل صديقه وقال: -
- مراد. يا مررراد سرحان في ايه؟
- حمزة عارف أنا دخلت الجيش ليه
تبسم حمزة وهو يجلس على مقعد ويضع قدميه على المكتب فوق بعضهما وقال: -
- عشان بتحب المغامرات ومعندكش حاجة تخسرها ولا توحشك
تنهد مراد بعجز وقال بصوت مبحوح: -
- بقيت بتوحشنى، بقى عندى اللى يوحشنى
تحدث حمزة بحماس وهو يصفق بيديه قائلة: -.

- الله شكلنا حبينا ولا ايه
- اه حبتها، طفلة لسه بتستكشف طفولتها وبراءتها. جميلة لأبعد الحدود وخطفت قلبى.
أربت حمزة على كتفه وقال: -
- والله هنشوف فراشات الحب بطير حولك ههه
ضحك مراد وقال بشغف: -
- عاوز أسمع صوتها وحشتنى في أسبوع
صمت مراد بشوق وخرج من المكتب إلى الخارج وجلس على أحد الصخور ثم أخرج محفظة جيبه وأخرج منها صورة صغيرة لهما وظل يتطلع لبسمتها المُشرقة ويلمسها بأنامله بحُب..
مستشفى الجلاء الخاص.

- هتولد!
قالها كريم بدهشة للطبيب فقالت نادين: -
- شوفت قولتلك أنا هولد النهاردة
- اه هنجهز للولادة وهنديها حقنة طلق صناعى يساعدها
تبسمت نادين وهي تمسك يده بحب شديد وقالت: -
- كريم أنا فرحانة أووى معقول هشيل ابنى على أيدى وأشوفه كمان كام ساعة
قبل يدها بحب بسعادة وقال: -
- اه يا حبيبتى قوميلى بالسلامة بس
- أخيرًا هقولك يا أبو سيف، بقولك أيه يا ابو سيف تخلى بالك من سيف لحد ما أخرج اه.

قهقه ضاحكًا عليها وقال: -
- عينى يا حُب
- بابى
قالتها إيلا بسعادة وهي تدخل الغرفة بصحبة جهاد، تبسم يوسف لها بأرتياح وهو يعانق طفلته وقال: -
- عاملة ايه يا لولى
- الحمد لله يا بابى، أنت خفيت
أومأ لها بنعم فتبسمت ببراءة عليه وقالت: -
- عمه كليم جاب نونو
نظر يوسف إلى نبض فقالت: -
- نادين ولدت من ساعة وجابت سيف
- هلوح أشوف النونو يا بابى
تبسمت جهاد وقالت: -
- تعالى يا إيلا اروهولك.

خرجت بها هي و رحيم وجلست نبض أمامه على الفراش وقالت: -
- حمد الله على سلامتك يا حبيبى
- الله يسلمك يا نبضي، متبعديش تانى بُعدك بيجبلى المرض
قالها وهو يمسك يدها بحنان، تبسمت له بشغف وقالت بعفوية: -
- بغض النظر عن أنك أنت اللى طلقتنى وسبتنى بس بحبك وواحشنى جدًا
- كنت بموت في بُعدك
نظرت بعيونه بحب وقالت بعتاب: -
- بُعدك وسكوتك كان بيقتلنى يا يوسف، أنا روحى جواك أنت وكنت واجعنى.

وضع يده الأخر على وجنتها بلطف وقالت: -
- سلامتك من الوجع والتعب يا نبضي، أوعدك أعوضك عن كل اللى تعب والفراق اللى مر علينا، أوعدك أعيش أسعدك بس يا حُب
تبسمت نبض بإشراق وعانقته برفق حتى لا توجعه وقالت: -
- أنا بحبك يا يوسف، ربنا ما يحرمنى منك أبدًا يا حبيبى
- ولا يحرمنى منك يا نبضى
- اللهى يحرمكم من بعض زى ما حرمتونى من بنتى
أتاهما صوت ميادة، أبتعدت نبض عنه ونظرا إليها فقال بجدية: -.

- أنتِ أيه اللى جابك هنا تانى
- براحة على نفسك يا يوسف بيه أنت صاحب مرض
قالتها ميادة ببرود وهي تضع باقة ورود على الكمودينو، فقال بحزم: -
- أرمي الورد دا من الشباك يا نبض
دلفت إيلا تركض بسعادة وهي تقول: -
- بابى
نظرت ميادة إلى إيلا وهي تدخل ثم وقفت أمامها فنظرت إيلا إليها بأستغراب..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة