قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

رواية ملك فقيد الحب الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

قربت ميادة يدها من إيلا وقالت: -
- تعالى يا إيلا لتيتا
جذبت نبض ابنتها من يدها إليها وقالت بشراسة: -
- متلفيش وتدوري اللى بتفكرى فيه مستحيل يحصل عارفة يعنى أيه مستحيل
- دى بنت..
قطعها يوسف بنبرة قاسية: -
- ميادة لمصلحتك متفكريش تدخلى في حياتنا ولا تقربى من ولادى لأن ورب العرش وقتها ما هفكر ثانية وأنا بحفر قبرك بأيدى.

تأففت ميادة بغضب وخرجت من الغرفة، حملت نبض طفلتها على ذراعيها تحتضنها بقوة وخوف لتشعر بيده تمسك يدها فنظرت له بخوف وقالت مُتلعثمة: -
- يوسف
- متخافيش يا نبض
حدقت به بصمت وتقبل إيلا..
شركة الوفاء
- أنا مش محتاج غير أنى أدخل شريك في المشروع بتاع بيروت
قالها عمار بجدية فأجابه المهندس: -
- بس مشروع بيروت يوسف الحناوى قدم طلب للوزارة أنه عاوزه.

- يبقى تشوف حد في الوزارة يعرف يجبلنا خطة يوسف اللى هيقدمها وإحنا هنقدم خطة أفضل وبأمكانيات أفضل
أومأ له المهندس بهدوء وقال: -
- تحت أمرك هحاول أتصرف
أشار إليه عمار بالأنصراف وظل هو يباشر عمله ويفكر كيف يسرق المشروع من يوسف..
قصر الحناوى
دلفت نبض إلى غرفة نومها بصحبة يوسف مُتكيء على يدها ومرتدي قميصه وبنطلون جينز، جعلت يجلس على الفراش برفق وقالت: -
- أرتاح يا حبيبى.

أسرعت إلى غرفة الملابس بدلت ملابسها إلى بيجامة حرير وردى بشورت قصير واسدلت شعرها ثم خرجت إليه تحمل بيدها بيجامة لها وجلست بجواره وقالت: -
- تعال أغسلك شعرك وبعدين تغير هدومك
اتكأ عليها وذهب للمرحاض أحضرت له مقعد وجعلته يجلس ثم بدأت بفك ازرار قميصه وغسلت له شعره بحذر حتى لا تأتى المياه على الجرح ثم خرجا، جلست على الفراش أمامه ساعدته في أرتدى ملابسه ثم أحضرت المجفف تجفف شعره فتشبث بيدها وقال: -
- نبض.

- أطلب أى حاجة غير اللاب والشغل، مفيش شغل يا يوسف
قالتها وهي تجفف شعره بحنان واقفة على ركبتيها أمامه، تبسم لها ثم جذبها من خصرها نحوه، حدقت به بعفوية وقالت مُبتسمة: -
- وبعدين أنت تعبان
- وحشتنى نظرة عينيك يا نبضي
وضعت قبلة على جبينه ثم جلست أمامه وقالت بنبرة قلق: -
- يوسف أنا محدش هيأخد بنتى منى، أنت عارف أن إيلا من لحظة ولادتها وهي بنتى أنا
مسح على رأسها بلطف يطمئنها وقال بثقة: -.

- أطمنى يا نبضي، إيلا بنتك ومحدش هيقدر يأخدها منك
- أنا خايفة يا يوسف، ميادة عاوزة تأخدها بالقانون وقانونًا الحضانة بتكون للأب في الدرجة الرابعة يعنى دلوقت القانون مع ميادة لانها أم الأم والحضانة بتروحلها
نظر لها بعفوية مُبتسمًا لها وهو يرى الخوف والقلق في عينيها فوضع خصلات شعرها خلف أذنها بحنان وقال: -
- أنتِ الأم يا نبض، عارفة مشكلتك أيه يا نبضي؟
صمتت وهي تحدق به مُنتظرة بقية حديثه فتابع بهدوء: -.

- مشكلتك يا نبضي أنك مبتصدقش لما كل اللى حواليكِ بيحذروكى من غضبى، أنا مش طيب يا نبض زى ما أنتِ فاكرة الطيبة في قاموسي غباء وأنا عمرى ما كنت غبى، ميادة عارفة ومتأكدة أنها متعرفش تلمس شعرة من بنتى وأنها لو عملتها أنا هكون سبقتها وحفرت قبرها ودا مش تشيبه لتهديد دا بجد انا هدفنها حية لو عملت حاجة، أنا عارف هي بتفكر في ايه ومستنيها تاخد خطوة عشان مكنش أنا اللى بدأت
سألته بعدم فهم: -.

- هو أنت قصدك تخوفنى منك
مسك يدها بين قبضتيه بحُب وقال بنبرة دافئة ناعمة: -
- مستحيل، أنا مبكونش بنى أدم غير معاكى ولا بحس أن عندى قلب ورحمة غير وياكى، أنتِ أجمل ما فيا يا نبض وأنا بحلو بيكى
صمتت ناظرة لعيونه لم تفهم شيء من حديثه يطمئنها ويرعبها في نفس ذات اللحظة، مسك وجهها بيديه وجذبها إلى صدره برفق وقال بجدية هامسًا: -
- أطمنى يا نبضي.

تشبثت به وهي تستمع لنبضات قلبه المريض فأغمضت عينيها مُستسلمة إلى أمرها..
مر شهر تقريبًا وهو لم يُجيب عليها وهاتفه مغلق، جلست سارة في مكتبها وتمسك قلم رصاص وترسم تصميم لفستان زفاف واضعة يدها اليسرى أسفل رأسها، دلف مراد إلى المكتب فرأها جالسة هناك، تبسم بإشتياق لها وذهب نحوها حتى وقف خلف ظهرها، شعرت بشيء خلفها فأستدارت لتراه أمامها، وقفت سارة بدهشة وشعرت بنبضات قلبها تتسارع بقوة فرحًا يغمره وقالت: -.

- أنت
- رجعتى للشغل تانى
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغضب منه على غيابه وقالت: -
- مالكش دعوة كفاية عليك السفر مع البنات
أستدارت غاضبة منه فأقترب خطوة منها وقال بنرة هادئة: -
- متظلمنيش يا سارة
- أنا مبظلمش حد وأتفضل مع السلامة بقى
مسكها من كتفيها وأدارها له وقال: -
- سارة..
دفعته بعيدًا عنها وقالت بنبرة قوية: -
- أطلع برا يا مراد أنا مش عاوزة أشوفك
أقترب خطوة أكثر وقال: -
- عينى في عينك كدة.

نظرت بعينيه بهيام وشردت بهما فقالت: -
- أنت عاوز منى أيه
- وحشتينى بأمانة وحشتينى
قالها وهو ناظرًا في عيونها فقالت بعتاب: -
- كداب لو كنت وحشتك مكنتش هربت ولا قفلت تليفونك
قهقه ضاحكًا عليها وقال: -
- أنا مقدرش أهرب منك بس أنا ليا ظروفى يا سارة
سألته بفضول قائلة: -
- ظروف أيه؟
مسك يدها بيده وقال بجدية: -
- مقدرش أقولك ايه هي لكن اللى أقدر أعملها أن أحلفك أنى مكنتش مع بنات ولا بشوف بنات.

جذبت يدها من قبضته بغضب سافر وقالت بحدة: -
- لحد ما تعرف تقولى ظروفك أيه متخلينيش أشوفك بقى، أطلع برا ولا أقولك هطلع أنا
خرجت من المكتب غاضبة منه رغم شوقها له، صعدت إلى سيارتها ولم تتحرك من الجراج، ظلت جالسة في السيارة وشعرت بدمعة تتلألأ في عينيها فمسحتها بضعف وهي تشعر بغصات متتالية في قلبه، فتح باب السيارة وصعد مراد بجوارها، جففت دموعها وقالت دون النظر له: -
- انزل
- سارة أنا عاوز أتكلم معاكى.

صرخت به بغضب وهي تنظر له وقالت: -
- وأنا مش عاوزة أتكلم معاك ولا أشوفك. أفهم بقى أنا..
قطعها حين مسك يدها وقال: -
- اهدى يا سارة محصلش حاجة لكل دا
رمقته بأستنكار وقالت بدون وعى ودموعها تذرف: -
- محصلش حاجة، أنت بستعبط ولا بتستهبل أنت شايف فعلاً ان محصلش حاجة، أنت أقتحمت حياتى وغيرتها كلها وبعدين اختفيت عادى بسهولة، طب دخلت حياتى ليه وغيرتنى ليه أنا كنت مرتاحة مع نفسي وقافلة على نفسي.

رفع يده ببطيء يجفف دموعها التي لوثت وجنتيها وقال بهدوء: -
- أنا مهربتش يا سارة ولا سيبتك. ممكن تعتبرنى كنت في شغل بس احترمى خصوصيتى ومتسأليش شغل أيه
نظرت لعيونه بأنكسار وقالت: -.

- أنت عندك فكرة أنا مرت بأيه الأيام اللى فاتت، عندك فكرة الوحدة اللى كنت فيها قتلتنى ازاى، عمرك ما هتتخيل اللى مرت بيه لأنك معشتش حياتى، أنا حتى شغلى اللى مكنتش بعمله غيره كرهته. أنا دمرتنى من غير ما تأخد بالك واللى تعبنى أكتر مش كرهى لشغلى اللى حاربت عشانه، أنا اللى وجعنى أنك واحشنى ومبفكرش غير فيك..

قطعها بقبلة على شفتيها دافئة فأغمض عينيها لتتساقط منها الدموع المتبقى بها وهي تشعر بيديه تحتضن يدها بحب ثم أبتعد عنها وقال بنبرة ناعمة صادقة: -
- أنا بحبك يا سارة
فتحت عيونها ببطيء إليه وحدقت به صامتة وهي تشعر بنبضات قلبها وقشعريرة جسدها، بداخلها شعور بالسعادة ممزوج بالشوق والحزن معًا، كرر جملته وقال: -
- أنا بحبك بجد
تمتمت وهي تشعر بأنفاسه الدافئة تداعب وجهها بسبب قربه منها قائلة: -.

- وأنا بحبك يا مراد. بحبك أوى ودا اللى واجعنى في غيابك
وضع خصلات شعرها خلف أذنيها بلطف وقال بحنان: -
- سلامتك من الوجع يا عمرى
عانقته بقوة ليبادلها العناق وهو يلف ذراعيه حول عنقها بشدة فقالت هامسة له: -
- متغبش عنى تانى
أبتعد عنها بأرتباك وقال: -
- أوعدك يا سارة أنى مبحبش غيرك ولا حبى ليكى يقل لكن غيابى مش بأيدى دا شغل زى ما قولتلك
- شغل أيه اللى يخليك تغيب شهور؟
رمقها بنظرة اسف وقال: -
- أسف مقدرش أقولك.

نظرت للأمام بغضب وقالت بحدة غاضبة من غموضه: -
- أنزل يا مراد
- سارة
صرخت بانفعال: -
- قولتلك أنزل
ترجل من السيارة لتنطلق مُسرعة غاضبة منه فتأفف بأختناق ورحل..
دلف كريم إلى غرفته فرأها تضع سيف في فراشها الهزاز وتهزه فأقترب منها يعانقها من الخلف وقال: -
- نام الأستاذ
- اه جننى على ما نام
قالتها نادين بأبتسامة ناظرة على طفلها النائم فقال: -
- طب الحمد لله، جه دورى بقى
أستدارت له بعفوية مُبتسمة وقالت: -
- امممم.

وضع قبلة على شفتيها بلطف وقال: -
- وحشتينى
تبسمت بلطف إليه وممرت سبابتها على وجنته بدلالية وقالت: -
- مش هتقولى كنت فين قبل ما تيجى
- شغل يا نادين، شغل يا حبيبتى
قالها وهو يطوق خصرها بذراعيه وحُب واقترب ليضع قبلة على عنقها لكنها أستوقفته بحديثها مُتذمرة بوجه عابس قائلة: -
- أنا مش فاهمة هو أنت شغال في المخابرات ايه اللى كل ما أكلمك تقولى شغل وكأن شغلك سر قومى
ابتعد عنها مُتذمرًا وقال: -.

- بوظى الليلة زى كل يوم وخناقة مبتخلصش وكل مرة هقولك شغلى ميخصكيش يا نادين
عقدت حاجبيها بغضب وقالت: -
- ابوظ الليلة قصدك أنى نكدية ومنكدة عليك عيشتك
تأفف بأختناق وهو يفتح الدولاب قائلًا: -
- لا اعوذ بالله هو أنتِ تعرفى يعنى أيه نكد دا أنا اللى نكدى
بدلت تيشيرته بقميص فسألته بغيظ شديد: -
- أنت بتعمل ايه؟
- سايبلك البيت كله تتخانقى مع الكراسي والنجف أحسن.

قالها وهو يخرج من الغرفة ويغلق الباب بقوة فصرخت بانفعال مُغتاظة منه: -
- في ستين داهية مش هموت مثلا
تأففت نادين بغضب شديد وهي تنظر حولها فسمعت صوت بكاء طفلها الذي استيقظ على صوت صراخهما..
قصر الحناوى
توقفت سيارة يوسف أمام القصر فترجل منها وصعدت للأعلى ليسمع صوت بكاء أخته حين مر من أمام غرفتها، دق على الباب ودلف فراها تجفف دموعها وهي جالسة على الفراش، جلس بجوارها وسألها: -
- مالك يا سارة؟

نظرت له بتعجب وقالت بحزن: -
- أول مرة تقولى مالك
تبسم بخفة على ما فعلته نبض بها فهى لم تعلمه كيف يحبها هي فقط بل علمته ماذا يعنى الحب كاملًا، قال بنرة هادئة: -
- بتعيطى ليه؟ حد زعلك
سألته باستغراب وحزن شديد: -
- لو حد زعلنى هتعمل ايه؟
- هجبلك حقك منه طبعًا وهخليه يندم على اليوم اللى زعلك فيه
سألته ببكاء قائلة: -
- يوسف أنت بتحبنى؟
تبسم بوجهها وقال بثقة: -
- طبعا بحبك يا سارة أيه السؤال دا.

تحدثت بتردد مُتحاشية النظر له قائلة: -
- أنا فكرتك مبتعرفش تحب حد ومبتحبش حد غير نبض
وضع سبابته اسفل ذقنها ورفع راسها لكى تتقابل عيونهما معًا وقال بحنان: -
- حُبى لنبض حاجة وحُبى ليكى يا سارة حاجة تانية
مسحت دموعها بضعف وقالت: -
- ممكن أطلب منك طلب
أومأ لها بنعم فقالت بلهجة واهنة: -
- ممكن تأخدنى في حضنك شوية صغيرين.

فتح ذراعيه ليها فألقت بجسدها بين ذراعيها وجهشت في البكاء بأنيهار وصوت شهقاتها يعلو شيء فشيء، أربت على ظهرها بحنان يطمئنها أنه بجوارها وقال: -
- أطمنى يا سارة أنا جنبك، أطمنى وطمنى قلبك مراد مبيخونكيش
أخرجت نفسها من حضنه وأتسعت عينيها على مصراعيها وقالت بتلعثم: -
- أنت..
- أنا عارف كل حاجة بس كنت مستنى تيجى تقوليلى، بس مش مشكلة حصل خير. أنتِ بتثقى فيا وفي كلامى ولا لا.

أومأت له بنعم فتبسم وهو يحتضن يدها بين يديه وقال بثقة: -
- مراد ميعرفش بنات غيرك ولما بيسافر مبيكونش مع بنات، مراد بيشتغل شغل حساس ومفهوش بنات للعلم
سألته بفضول: -
- شغل أيه؟
تبسم بأبتهاج وقال: -
- مش هقولك، عاوزاك بس تفهمى أنه مش زى ما في خيالك خالص، يلا أنا هسيبك ترتاحى وتبطلى عياط لأن لو شوفت دموعك تانى بسببه ممكن اقتله
- لا أنا مش بعيط أساسًا متقتلهوش.

قهقه ضاحكًا على لهفتها وخوفها عليه ثم خرج من الغرفة إلى غرفته وولج ليرى حوريته الجميلة جالسة على الأريكة مُغمضة العينين مُرتدية قميص نوم طويل حرير وعليه روب حريرى بأكمام مغلق وشعرها مُسدول على ظهرها وكتفها يميل لليمين مع رأسها وواضعها يدها اسفل رأسها مُتكأة عليها ويدها الأخرى تحمل بها كتاب على قدميها، تبسم بسعادة لرؤيتها فنزع سترته وأتجه نحوها جلس بجوارها على الأريكة يتطلع لملامحها وهي نائمة ورائحة عطرها تملي الغرفة وواضعة مساحيق التجميل فيبدو أنها تزينت لاجل زوجها الذي تأخر بالعمل فغلبها النوم رغمًا عنها، أخذ الكتاب من يدها برفق حتى لا تستيقظ وأغلقه ثم وضعه على الأريكة، رفع خصلات شعرها للخلف وهو يناديها بنبرة هامسة: -.

- نبضي
أخذ يدها بيده ليضع قبلة في قلب كفها يداعبها بنعومة اثناء نومها وقال: -
- نبضي
حركت رأسها أثناء نومها مُتذمرة على مداعبته له فسقطت رأسها على ذراعه ليظهر وجهها بوضوح له فسرق قبلة من شفتيها سريعة وقال: -
- طب أصحى أقعدى معايا شوية
اجابته بصوت نائم دون أن تفتح عيونها وتعتدل في نومها بين ذراعيه: -
- أتاخرت
تبسم عليها وهي تحدثه أثناء نومها فقال: -
- أسف يا حُبى.

- امم نيمنى يا يوسف أنا تعبت النهاردة من المستشفى والعمليات لبيت ماما اجيب الولاد وغلبونى معاهم
حملها على ذراعيه بحُب ففتحت عيونها بدهشة قائلة: -
- أنت بتعمل ايه؟
- هنيمك
تحدثت بذعر قائلة: -
- نزلنى يا يوسف أنت ناسي أنك لسه في فترة العلاج وقلبك مفتوح
تشبث بها بقوة حتى لا تقفز من فوق ذراعيه وقال: -
- نبض. نبض أنا كويس وبكون كويس أكتر لما بتكونى بالقرب دا منى
- يا يوسف
تحدث يشاكسها قائلًا: -.

- يعنى أنتِ عارفة يا دكتورة أنى في فترة العلاج وعاملة اللى عاملاه دا
سألته بأستغراب قائلة: -
- عاملة ايه؟ أنا معملتش حاجة
- حلوة بزيادة النهاردة وتفتكرى لو بموت هقدر أقاوم قمرى دا
عضت شفتيها بخجل وتوردت وجنتها وهي تتحاشي النظر له وقالت بتلعثم: -
- أنا..
قطعها بقبلة على شفتيها دافئة ثم أبتعد عنها وقال: -
- لا مفر النهاردة..

تبسمت بخجل وهي تنظر لعيونها، أنزلها على الفراش فوضعت يدها على لحيته بحب وقالت بنبرة هامسة: -
- بحبك
تبسم لها وهو يسرق من جبينها قبلة فأغمضت عينيها بدلالية..
صرخت نبض بأطفالها وهم جالسين على السفرة يتشاجرا: -
- بس بس. هقول لبابى على خناقكم دا
- مامى إيلا هي اللى اخدت بيضتى
تذمرت إيلا ببراءة قائلة: -
- لا يا مامى رحيم اللى أخد الجبنة بتاعتى
تنهدت بغيظ من مشاجرتهما الدائمة فأتاها صوته من الخلف قائلًا: -.

- مزعلين مامى ليه يا حلوين
توقفا كلاهما عن الشجار بعد سماع صوته فحتى اطفاله يخشاه، ضحكت نبض عليهما وهم يتناولا فطارهما بدون كلمة واحدة، تبسم عليهما ثم وضع قبلة على وجنتها قائلًا: -
- صباح الخير يا نبضي
- صباح النور يا حبيبى
جلس على مقعده بمقدمة السفرة ليقول رحيم: -
- مامى اسمها نبض مش نبضي
رفع يوسف نظره إلى طفله فصمت رحيم مُتحاشي النظر له، جلست نبض بجوار اطفالها وقالت: -
- أستنوا نانا تيجى.

جاءت صباح و سارة وجلسوا يتناولوا فطارهما معًا فقطعهم تهانى تقول بتلعثم: -
- يوسف بيه في حد عاوز يقابل حضرتك
نظر الجميع لتلعثمها وأرتباك فكان وجهها شاحب كاليمونة وكأنها رات شبح أمامها فسألتها صباح بجدية: -
- مالك يا تهانى، مين اللى عاوزاه
- أنا
أتاهم صوتها من الخلف فوقف الجميع بصدمة كقاتلة يرمقوها بدون تصديق فقالت سارة بتلعثم: -
- ميرا
تبسمت ميرا إليهما وقالت بسخرية من نظراتهما وصدمتهم: -.

- يبدو وكأنى خرجت من نعشي وسط الجنازة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة