قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العشرون

جلست الطبيبة على مكتبها وأمامها نبض و يوسف فسألتها نبض بقلق: -
- خير يا دكتورة، أنا بتعب ليه كدة والدم دا أيه؟
- دم زيادة أنتِ أخدتى دواء سيولة. بس مش دى المشكلة
تبسمت نبض بسعادة وهي تقول: -
- يعنى النونو بخير!
أومات لها الطبيبة بصمت فنظرت لها ول يوسف بتعجب وقالت: -
- أمال في أيه؟ مالك يا يوسف مش مبسوط يعنى
صمت ولم يجيب فتحدثت الطبية: -.

- دكتورة نبض، أنتِ دكتورة وعارفة أن في حالات مبيكونش في أيدينا حاجة لعالجها
- في ايه؟ أيه المقدمة دى
سألتها نبض بقلق فأجابتها الطبيبة: -
- يمكن البيبي يكون بخير وصحته كويسة كمان ومفيش اللى يمنع وجوده أو أكتمله لكن المشكلة فيكى أنتِ وفي صحتك..
نظرت نبض لها بعدم فهم ثم إلى يوسف وهو صامتًا وكأنه يعرف ما ستقوله الطبيبة. تابعت الطبيبة قائلة: -.

- بمعنى أدق وعشان أكون صريحة معاكِ، أنتِ لازم تعملى عملية إجهاض لأنك متقدريش تحملى
وقفت نبض من مكانها وهي تصرخ بانفعال: -
- أنتِ بتقولى أيه؟
وقف يوسف وهو يمسك يدها ويقول: -
- أهدى يا نبض أرجوكى
- أنت مش سامعها بتقول أيه؟
جعلها تجلس مُجددًا وهو يقول: -
- أسمعيها يا نبض!

- مدام نبض أنتِ رحمك أتخلق كدة، ربنا خلقك كدة دى حاجة مش بأيدينا لو الحمل فضل حياتك هتكون في خطر، ولو كمل في الولادة هنخير أستاذ يوسف بينك وبين الجنين
- أنا موافقة لكن منزلهوش
قالتها بغضب ودموعها تتلألأ في جفنيها ليتحدث يوسف بضيق وغضب: -
- لا طبعًا، أنتِ هتنزليه. أنا مش هجازف بحياتك
- وأنا مش هحرمك من أنك تكون أب
قالتها ببكاء لتتحدث الطبيبة قائلة: -.

- طيب ممكن تتناقشوا سوا وتقرر لكن خدى في بالك أن باقى يومين ويكمل 40 يوم ويبقى روح. عن أذنكم
تركتهم الطبيبة ليتحدثا معًا، نظرت نبض له وقالت: -
- يوسف عشان خاطرى..
قطعها بجدية وهو يقول: -
- دى مفيهاش خاطرك وخاطرى دى فيها عقل. أنا مش هقتلك عشان أكون أب لطفل يتيم وأمه ماتت في الولادة
- يا يوسف الأعمار بيد الله
قالتها ببكاء ليقول بحزم: -
- وأنا مقولتش حاجة لكن علميًا دا اللى هيحصل لو خدنا الخطوة دى.

- وأنا مش هنزله يا يوسف، ولو أجبرتنى أنا هموت نفسي
قالتها بتحدى وأصرار ثم فتحت باب المكتب وولجت الطبيبة تقول: -
- قررته أيه؟
- هنخليه
قالتها نبض بجدية فنظرت الطبيبة لهما وقالت بحزن: -
- ماشي أولاً مفيش شغل نهائي والتسع شهور هتكونى في سريرك مفيش أى حركة نهائي، نهائي يا دكتورة
تأففت وهي تقول: -
- حاضر
- والعلاج دا بالمواعيد بالثانية.

قالتها الطبيبة وهي تكتب العلاج بالروشتة، أخذتها نبض وخرجت ليخرج خلفها، عاد بها للمنزل غاضبًا متخاصمين، دلفت هي أولاً ثم دلف هو بوجه غاضب فسألته صباح: -
- في أيه؟
- أوووف مفيش
قالها ودلف للمكتب وهو يقول بغضب: -
- تهانى، هاتلى حاجة أتغطى بيها
- هو يوسف هينام في المكتب ولا دى تهيوات
قالتها سارة وهي تقف بجوار والدتها فقالت صباح: -.

- أنا مبقتش فاهمة حاجة للأثنين دول، كل شوية خناق وخصام زى ما يكون حد باصصلهم في الجوازة دا أنا تعبتلهم
- وأنا والله
دلفت صباح خلفه لتراه نائمًا على الأريكة بالمكتب فقالت: -
- ممكن أفهم في أيه بالظبط؟ أنتوا أيه محسدين يا ابنى
- الله يباركلك يا أمى سيبنى في حالى، أنا مش ناقص ولا قادر أتكلم
قالها وهو يضع يده على وجهه، أبعدت يده بجدية وهي تقول: -.

- حصل أيه يا يوسف؟ مخاصم مراتك ليه المرة دى يا يوسف بيه. لأحسن أنتوا لو متخانقتوش تموتوا
- عشان نبض مجنونة، جوزتينى واحدة مجنونة ومتخلفة عقليًا
قالها وهو مُغمض العينين، تبسمت صباح حين رأت نبض تقف على باب المكتب وتستمع لحديثه فقالت: -
- وأيه كمان يا ضنايا.
- هو في أكتر من أنها تكون متخلفة عقليًا. نبض مكانها الوحيدة السرايا الصفراء، العباسية حاجة كدة معندش ذرة عقل.

جلست نبض على الأرض بجواره وقالت بأغتياظ: -
- وأيه كمان يا حبيبى؟
فتح عيناه بدهشة حين رأها وقال وهو يعتدل في جلسته: -
- أنتِ بتعملى أيه هنا مش قولنا مفيش حركة؟
- جيت أكتشف خيانتك وغشك. بتغشنى من قدامى بحبك ومقدرش أعيش من غيرك ومن ورايا مختلفة ومجنونة
- والله أنكم أنتوا الجوز مجانين
قالتها صباح وخرجت من المكتب، أوقفها من الأرض لتجلس بجواره وقال: -
- الدكتورة قالت متتحركيش
- ما أنت مخاصمنى.

قالتها وهي تنظر لعينيه بحزن وضع قبلة على جبينها وقال: -
- أنا خايف عليكِ يا نبض مش مخاصمك. أنتِ بتقاوحى لأنك مش فاهمة أنا حاسس بأيه لو جرالك حاجة أنا هكون ميت بس حي
- متقلقش يا يوسف وأدعى ربنا هيستجبلك لسه في أمل ولو 10? أننا نخرج سوا ونربى ابننا مع بعض. أدعى ربنا وسيبها عليه
عانقها بشدة وهو يقول بنبرة واهنة وترجى: -
- يا رب يا نبض، يا رب مبقولش غير يا رب
تبسمت بهدوء وهي تربت على ظهره بحنان..

وقفت ميرا في المطار مُبتسمة بسعادة تغمرها رغم غُربتها لكنها ستحقق حلمها وسيكون بمقدرها القدرة أن تكون أم وربما عقلها يخبرها بأن هذا سبيلها الوحيد للعودة إلى حبيبها
- بابا أنا مش عارفة اشكرك أزاى؟
مسح على رأسها وقال بحنان: -
- تشكرينى أزاى يعنى، مفيش الكلام دا المهم تلتزمى بتعليمات الدكاترة هناك وتستحملى الثلاث شهور دول على خير
- هستحمل يا بابا والله وهعمل كل اللى يقوله عليه.

قالتها بحماس شديد، تبسمت ميادة على حماس ابنتها وفرحتها ثم ودعتهما ورحلت يملكها الحماس ويغمرها الفرح والأمل.
أستيقظت نبض في الصباح حين شعرت بمداعبته لوجهها، فتحت عيناها بسعادة وهي تمطى جسدها بدلال وتقول: -
- صباح الخير يا حبيبي
- مش قادر أتخيل أنى طاوعتك على الجنان دا
قالها بذعر يداعب قلبه فقالت ببرود: -
- تانى يا يوسف! أنت مبتزهقش من الخناق والكلام في الموضوع دا.

- يا نبض أنا خايف عليكى، أنا فعلاً مقدرش أعيش من غيرك، اه مش هموت بس هعيش ميت والحياة هتفقد ألوانها مش هقدر أبص في عين ابنى ولا أشيل وأنا عارف أنه السبب في موتك وخسارتك، أنتِ شايفاها سهلة لأنك مش هتعانى معاناتى، أنا مش هربيه من غيرك
جلست على الفراش بأختناق وتذمر وهي ترتدى روبها، هاتفة بجدية: -
- للأمانة أنا زهقت يا يوسف بقالك أسبوعين بتتخانق وكل يوم زعيق ومشاكل، تقبل الموقف بقى.

- أنا مش هتقبل حاجة فيها خطورة عليكى وهفضل أتخانق ونتخاصم لحد ما تنزليه، أنا مش هلعب على حياتك
قالها وهو يقف من الفراش فأجابته بأختناق وهي تقف: -
- أنت بقيت مجبور خلاص أبنك جوا رحمى وطول ما أنا فيا صحة هحارب عشانه
صرخ بها بانفعال وهو يقذف الزهرية من فوق المكتب قائلاً: -
- متطلعش جنانى عليكِ يا نبض، أنا مقدرش أجازف بحياتك ولو دقيقة واحدة
فزعت من انفعاله وهي تُجيبه بتحدى وعناد: -.

- وأنا مقدرش أحرمك من أنك تكون أب
- لما أجى أشتكيلك وأقولك عاوز عيال أبقى أتكلمى وقتها، أنا مش عايز عيال يا نبض، أنا عايزك أنتِ والله عاوزك أنتِ وبس وراضي وشاكر ربنا عليكى
قالها بغضب من عنادها فقالت بانفعال: -
- أنت كداب يا يوسف ويوم لما جتلى بتعيط كان عشان كدة وأنك عرفت أنى مش هخلف وكنت منهار وقتها، بطل تكدب ولا عاوزنى أستن لما تتجوز عليا وتجبلى درة
زفر بإختناق منها وهو يقول بغيظ: -.

- يا صبر أيوب، نبض خلفة مفيش تنسى الموضوع نهائي وتنزلى اللى في بطنك مفهوم
- أنا هخلف يا يوسف حتى لو هموت في الولادة
تركها دون أن يُجيب عليها واتجه نحو الباب ليُصدم حين استوقفته وهي تتشبث بذراعيه وتقول: -
- أنت رايح فين؟
- طفشان من جنانك وعنادك
- أنت بتعمل كدة ليه، عاوزنى أستن لما تجوز عليا وتدخل عليا بيها هي وابنها. أنا هخلف بموافقتك أو غصب عنك يا يوسف ما دام ربنا مدينى الصحة هحاول وهحاول.

حدق بها بأختناق وهي لا تفهم أنها تتحداه على موتها وتطلب منه أن يوافق على قتلها فقال بغضب مكتوم: -
- حاولى براحتك، أبقى ورينى هتحملى أزاى يا نبض، أنا مستعد أعيش حياتى معاكى زى الأخوات وملمسكش لكنى مش مستعد أن أخسرك ولا لثانية واحدة
تركها وخرج من الغرفة لتزفر بأختناق وضيق وتُتمتم قائلة: -
- أنا بالفعل حامل يا يوسف وعمره شهرين مستحيل بعد ما بقى روح أقتله..
- أخبارك أيه؟

قالتها نادين وهي تجلس أمامه على المقعد في المطعم (زاكس)، أجابها كريم: -
- كويس، خدى نفسك الأول بس. أنتِ على طول متأخرة
- معلش بقى خليها عليك. أطلبى أكل عشان جعانة
قالتها نادين وهي تلقى حقيبتها على المقعد الموجود على الأيسر، تبسم عليها وقال: -
- جعانة على طول، عمومًا طلبتك. عاملة ايه؟
- بخير يا كيمو، أخبار الجو بتاعك أيه؟ حنت عليك ولا لسه
تذمر وهو يقول: -.

- مفتحتش الموضوع معاها بس شكل في قبول يعنى، ابتسامات وكدة
- امممم عقبال ما تنطق
قالتها وهي تأخذ فنجان قهوته وترتشف القليل منه، تبسم عليها وهو يقول: -
- أتمنى ذلك أكتر من أى حد أساسًا بس دى محتاجة خطوات
جاء النادل ووضع الساندوتشات لهما ثم غادر فأخذت سندوتش وهي ترتدي القفازات البلاستيكية وتتحدث بحماس: -
- الحب مفهوش خطوات فيها خبط لزق بحبك
- بس دى ليها وضعها ومكانتها.

قالها بجدية وهو يعقد ذراعيه فقالت بسعادة: -
- اممم بجد
- اه. صحيح هتيجى الغردقة زى ما قولتلك
أجبته وفمها به بقايا طعام: -
- مش عارفة وبعدين أنا ماليش في جو الأزياء والفاشون أووى وأنتوا رايحين شغل وأنا بتخنق بسرعة
- ما أنتِ هتقعدى مع مدام نبض مش صاحبتك ومعايا برضو
قالها ببسمة فأجابته بعفوية: -
- ماشي هشوف. أطلبلى بيبسي عشان ابلع الأكل دا
- أنا خارج مع بنت أختى.

قالها وهو يشير للنادل مُبتسمًا عليها، زفرت بزمجرة مُصطنعة من حديثه ليقهقه ضاحكًا عليها..
شركة ال SH
- عرفت أن عصام خرج من السجن
قالها كريم بهدوء مُنتظر رد فعل يوسف، ظل ثابتًا وهو ينظر للأوراق المنثورة على المكتب وقال ببرود: -
- أخبارك بقيت قديمة يا كريم، أيه اللى واخد عقلك
- مفيش، طب عرفت أنه أتجوز مدام ميادة وعيشنا معاه في ال?يلا
قالها بجدية، نزع يوسف نظارته ببرود وقال ساخرًا: -.

- عشان فلوسه المسروقة. قبلوا يعيشوا بفلوس حرام عشان المظاهر، يلا الطيور على أشكالها تقع
تبسم كريم وهو يحرك القلم على المكتب بملل وقال بجدية مُتابع حديثه: -
- ميرا سافرت المانيا لكن ليه لسه معرفش
- ريحت وأستريحت
قالها بأختناق ثم تابع: -
- بُعدهم غنيمة يا راجل، المهم خلصت حجوزات الغردقة
- اه تمام..

قطعهما صوت رنين هاتفه بأسم (نبضة قلبى ) تجاهله مرة وأخرى ليُجيب في الثالثة فأتاه صوت بكاءها بهلع وهي تخبره بأن يأتى في الحال لأن والده توفى.

خرج من الشركة ركضًا وخلفه صباح و سارة على وشك الأنهيار تقريبًا، وصل للقصر فوجد نبض جالسة في الصالون مُرتدية فستان أسود بكم وبه اسورة من المعصم ومغلق الصدر برابطة حول عنقها وطويل، صوت القرأن يمليء المكان فوقفت نبض بهدوء وهي تجفف دموعها، ركضت صباح للأعلى ومعها سارة، هتفت نبض قائلة: -
- يوسف..
قطعها ببرود جليدى قائلًا: -
- أطلعى أرتاحى يا نبض على منخلص أجراءات الدفنة.

تعجبت بروده في موقف كهذا، لم تذرف دمعة من عينه ولم يصعد لرؤية والده كان باردًا كالقارة الجليدية، دلف يوسف للمكتب وتركها لتصعد للأعلى بهدوء، منذ أن جاءت لهذا المنزل ولم تتقرب من أسرته. يبدو وأن ليس الملك فقط من هو فقيد الحب بل الأسرة كاملة يعيشون في منزل واحد ولا يعرف أحد شيء عن الأخر، كل شخص بهذه الأسرة يهتم لأموره فقط يفقدوا الحب والدفء العائلى..

ظلت نبض بغرفتها طوال الليل حتى فتح باب الغرفة ودلف يوسف نظرت للساعة وكانت في تمام العاشرة مساءًا، دلف للمرحاض دون أن يتفوه بكلمة ووقف تحت صنوبر الماء وهو هينزع سترته ورابطة العنق فقط، أتكأ بذراعيه على الحائط ثم أغمض عيناه وترك الماء الباردة فوق رأسه لتغطى جبينه خصلات شعره الطويل حتى عيناه، كان يشعر بنيران ملتهبة بداخله لا تخمد أبدًا، شعر بدفء على ظهره ليعلم جيدًا بأنها نبضه، جاءت خلفه، لم يستدير لها أو يتحرك لتلف هي وتقف بين ذراعيه والحائط فقال: -.

- أيه اللى قومك
رفعت خصلات شعره عن جبينه وهي تغلق صنوبر الماء وتجفف وجهه بأناملها وتقول بنبرة حزينة: -
- يوسف أنت ممكن تعيط عادى متكتمش وجعك جواك
- أخرجى يا نبض!
- وقوفك تحت المياة في البرد دا مش هيخفف الوجع دا هيصيبك بالمرض.

قالتها وهي تأخذه من ذراعه للخارج جعلته يبدل ملابسه لكنه تأخر بغرفة الملابس، دلفت ووجدته ردل بنطلونه المبلل ومازال بقميصه المبلل، جعلته تجلس على الأريكة بغرفة الملابس وتبدأ تفتح أزرار قميصه وهي تجلس على الأرض بركبتها وهو صامتًا بعالم أخر، جففت صدره بالمنشفة ثم ساعدته في أرتدى بلوفر وجلست بجواره على الأريكة الجلدية ومسكت رأسه بالمنشفة تجفف خصلات شعره كطفلها الصغيرة فسمعت همهمته بصوت مبحوح: -.

- تعبان يا نبض
- سلامتك من التعب يا عيون نبض، يا ريت أنا أتعب ولا أشوفك تعبان لحظة
قالتها بعيون دامعة وهي تلمس وجنته بحب، وضع رأسه على كتفه بصمت مُغمض العينين لتُصدم حين سمعت نبوة بكاءه، طوقته بذراعيها وهي تربت على كتفه بلطف وتساقطت دموعها بصمت..
ظلت صباح في غرفتها تبكى بأنهيار ووجع وهي تنظر لصورة جلال حتى سقطت على الأرض فاقدة للوعى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة