قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل العاشر

ترجلت سارة من سيارتها بهلع لتراه يقف وهو ينفض ملابسه من الغبار ويهندم هيئته جدًا فقالت بقلق: -
- أنت كويس؟
- كويس
قالها بهدوء وهو ينظر لها باحراج تنهدت بأرتياح وهي تقول: -
- طب الحمد لله
عادت لسيارتها وكأنها لم تفعل شيء ونظرت له بتعجب وهو ما زال واقفًا أمام سيارتها فتنحى جانبًا وهو يرمقها ثم دلف إلى القصر قاصدًا مكتب يوسف ووجده جالسًا على مقعده خلف المكتب فقال: -
- صباح الخير يا يوسف بيه.

أجابه يوسف دون أن يرفع نظره له وقال: -
- مفيش حد غريب بينا يا كريم، مشيها يوسف لا بيه ولا مستر
أومأ له كريم بلطف وهو يجلس على مقعده ويفتح زر سترته ويقول: -
- عمار السيوفى ساب القاهرة وراح مزرعة الفيوم
قهقه يوسف ساخرًا فهو أخبرها بأن ذلك الجرو سيهرب إلى مخبأه وقال وهو يرفع نظره ويرتك القلم من يده: -
- ههههه كنت عارف، قال يعنى مزرعة الفيوم بعيدة عنى مثلًا ومش هعرف أفعسه فيها زى الصرصار.

- ميعرفش أننا عارفين مكانه
قالها كريم بثقة ليُجيبه يوسف بغرور قائلًا: -
- ودى ميزة أن تشغل معاك رجل جيش متقاعد زيك يا كريم، دبه النملة بتوصلها بسهولة عشان كدة أنا مخليك مخبيء أسرارى ودراعى اليمين
تبسم كريم بملل وهو يقول بغطرسة: -
- قصدك دا فائدة رجل الجيش الواثق في قدراته
- ماشي يا عم الواثق، خلينا في المهم. المندوب الأجنبى فين دلوقت؟
نظر كريم له بتساؤل وهو يسأله قائلًا: -
- أنت ناوى تمضى العقد معاه؟

- دا اللى هيقهر عمار وأول ضربة له أن برضو أخد المشروع بعد كل عمايله دى
قالها بثقة وهو يفكر بالأنتقام لأجل زوجته، توقف عقله حين تذكرها ليشرد بملامحها المحفورة في ذاكرته وصوتها الهامس، ظهر بملامحه بعض من الغضب حين تذكر مجيء والدتها لتسرقها منه في هذا الصباح الباكر وتسلبها منه بعد أن عملت نبض جاهدة في السيطرة عليه بسحرها..
- يا ماما أطمنى أنا كويسة قدامك أهو.

قالتها نبض بهدوء وهي جالسة بفراشها فأجابتها جهاد بنبرة غاضبة: -
- كويسة ايه وأنتِ قاعدة في السرير والكدمات اللى في دراعك دا
- مش كنت مخطوفة يا ماما هو أنا كنت بتفسح، عمومًا أنا كويسة اهو
تذمرت جهاد وهي تقول: -
- أنا مش مرتاحة أنتِ لازم تيجى تقعدى معايا في بيتى، وبعدين جوزك شكله هيعرضك للخطر كتير وله أعداء كلهم هيركزوا فيكى عشان مراته، الحل أنه يطلقك أنا غلطانة من الأول أنى مسمعتش كلام أبوكى.

زفرت نبض بضيق وهي تقول: -
- دلوقت بس ببقيتى غلطانة ولازم اطلق
- اه
تأففت نبض بغضب وهي تقول بانفعال: -
- أنا مش هطلق يا ماما، مش هسيب يوسف مهما كان حتى لو أعداءه اللى بتقولى عليهم قتلونى هموت وأنا مراته
- يا نبض..
قطعتها نبض بغضب شديد وهي تقول: -
- بعد أذنك يا ماما سيبنى في حالى وخلينى أمشي بدماغى بقى
- أنتِ حرة طالعة دماغك ناشفة لأبوكى.

قالتها وهي ترحل من الغرفة وصادفت يوسف على الدرج يصعد فتأففت بأختناق ورحلت..
جلست نبض على اللاب وهي تكتب في البحث ( حادثة يوسف الحناوى ) ليظهر لها بعض الأخبار عن أرتكابه القتل مرتين بالفعل والأن أصبحوا ثلاثة مرات كانت تقرأ المقال الخاص بخيانة ميرا له وعينيها تدمع حتى فتح باب الغرفة ودلف، أغلقت اللاب بسرعة فقال: -
- بتعملى حاجة؟
- مش مهمة.

قالتها وهي تتابع خطواته ويفتح الباب الزجاجى الجرار الخاص بغرفة الملابس، دلفت خلفه لتراه يخرج بدلة رمادية ويختار قميصه فهتفت بتساءل: -
- أنت خارج؟!
أستدار لها وهو يقول بجدية: -
- اه، أنا مش قولت متتحركيش كتير عشان رجلك
- هتخرج وأنت تعبان
قالتها مُتجاهلة حديثه ليجيبها ببرود وهو ينزع تيشرته بتعجل من أمره: -
- اه. تهانى هتطلع تجهز شنطة سفر..

أتسعت عيناها وهي تسمعه لتقطع حديثه وهي تمسك ذراعه بقوة حتى يكف عن الحركة وينظر لها وهتفت قائلة: -
- سفر. أنت كمان مسافر
أجابها وهو يرتدى قميصه الأسود ببرود: -
- اه يومين لشرم الشيخ وراجع
- خدنى معاك
قالتها بجدية هي الأخرى وعناد فقال: -
- أنا رايح شغل همضي عقد وأرجع
تشبثت بقميصه المفتوح تمنعه من أستكمال لبسه وهي تقول بعناد: -
- ماشي خدينى معاك برضو، أنت هتوحشنى وأنا مبعرفش أنام غير في حضنك وأنت جنبى.

- وقبل ما أتجوزك كنتِ بتنامى ازاى، دا دلع ستات أنا مش فاضيله
قالها بحزم فقالت بعفوية تلقائية: -
- قبل ما أتجوزك مكنتش بحبك لكن دلوقت أنت عارف أنى بحبك وكمان أنت هتحتاج تغير على الجرح وهتطلب دكتور فخدنى معاك
- نبض..

كاد أن يتحدث لتسكته بقبلة على وجنته اليسرى راجية أن يُلبى طلبها، تسمر مكانه من قبلتها كان يريد الهرب منها بعد أن شعر بنبضة قلب مختلفة صباحًا لكنها تزيد أرتباكه بأفعالها المفاجئة، شعرت بقشعرة جسده وهي مُتشبث به لتبتسم بخُبث فعلمت بيقين أنها تستطيع السيطرة عليه بقبلة أو كلمة بنبرة ناعمة، لمسة يدها لها تكاد تذيبه وتجعله مُخدرًا لها، أقتربت خطوة نحوه أكثر لتلتصق به وهي تترك قميصه وتضع يديها فوق صدره العارى وقالت بنبرة ناعمة: -.

- هتعرف أنت تنام بليل من غيرى. ها وتقعد يومين متشوفنيش ها..
تفهم دلالتها وما ترمى له ليقول بنبرة هادئة وهو يتفحص عيناها بشغف كبير: -
- نبض اللى بتعمليه دا مش هيغير حاجة
- ليه مش هوحشك؟
قالتها ويديها تتسلل خلف عنقه بلطف، تبسم وهو يتحاشي النظر لها وقال: -
- تعرفى يا نبض، أنا عمرى كله مفيش ست على وجه الكرة الأرضية قدرت تخلينى ألين معاها. وأنتِ معتقدة أنك هتقدرى وأنا سيبك لحد ما تتعبى.

رفعت حاجبها الأيسر له وقالت بغرور مُتنازلة عن دلالتها: -
- يبقى مفيش ست على الأرض حبتك ممكن تكون حبت حاجة ملكك لكن حبتك أنت لنفسك لا
وضع يديه في جيوبه بغرور وهو يحدق بها بجدية وقال: -
- وأنتِ بقى حبتينى لنفسي يا نبض في شهرين
- أمممم بحبك
قالتها وهي تحيط خصره بذراعيه ثم وضعت قبلة على شفتيه وحين شعرت أنه سيبادلها ابتعدت بمكر وقالت بنبرة هادئة: -
- تروح وترجع بالسلامة يا يوسف.

جذبها بقوة نحوه قبل أن تتحرك لينال قبلاته كما يريد فأسقطت قميصه أرضًا عن أكتافه ثم حملها على ذراعيه وعاد إلى فراشها..
فتحت نبض عيناها بحُب وهي تمطى جسدها بسعادة مُعتقدة أنها أستطاعت أن تبقيه بجوارها لتصدم عندما وجدت فراشها فارغًا وهو ليس بجوارها، ركضت رغم تعب قدميها إلى غرفة الملابس ووجدت حقيبة السفر الصغير غير موجودة لتعلم بأنه رحل وأنها لم تخدعه بل هو من خدعها. زفرت بغيظ وعادت إلى فراشها..

شقة الزمالك
عاد فؤاد من الخارج مُرتدى ترنج رياضي وواضعًا كاب على رأسه، نزعه بحرية وهو يرى نبض بمنزله فقال: -
- حمد الله على سلامتك يا نبض؟
تجاهلت سؤاله وهي تسأله بجدية: -
- يوسف سافر فين يا بابا. أنهى فندق في شرم الشيخ
- ليه يا نبض؟
سألها هو بأختناق فهى أتصلت به ولم يخبرها فجاءت لمنزله، تحدثت بغضب شديد: -
- عشان اروحله، مرضيش يأخدنى معاه
- يبقى مش عاوزك معاه يا نبض هتروحى ليه. أمك فين؟

قالها وهو يرتشف كأس الماء، وقفت من مكانها بغيظ وهي تقول: -
- رد عليا يا بابا اسم الفندق أيه؟
- معرفش
تذمرت وهي تقول: -
- ماشي هو السبب عشان مرضيش يأخدنى معاه
- ومش هيأخدك يا نبض في أى سفرية تانية، أنتِ كان ليكى أسبوع عسل وخلص ودا سفريتك الوحيدة طول ما أنتِ مراته
قالها بجدية، صمتت دقيقة ثم قالت بغضب مكتوم: -
- ليه؟
- كدة وخلاص
جمعت شجاعتها وهي تقول: -
- عشان مش عاوزانى أخونه زى ما ميرا خانته صح.

أتسعت عيناه بصدمة فهل أخبرها بجزء من ماضيه ووحشته ليقول: -
- نبض!
- يوسف شايف أنه لو خدنى معاه هخونه زيها صح يا بابا
سألته بغضب ليشير لها بنعم دون أن يتحدث لتصرخ بانفعال قائلة: -
- يعنى جوزى شايفنى خاينة زيها، شايف أن لو رجل حاول يتقرب منى بكلمة هخونه معه، شايفنى بالقذارة دى يا بابا وأنى هستنى فرصة عشان أخونه..
- يا نبض اهدى وأنا هفهمك.

قالها بهدوء وهو يمسكها من كتفها، نفضت ذراعيها بقوة من قبضته وهي تصرخ بانفعال أكثر: -.

- تفهمنى ايه، أن جوزى شايفنى خاينة وبقذارتها، تفهمنى أن ممكن يكون بيراقبنى لأنه مش واثقة في أخلاقى وتربيتى، تفهمنى أن بدل ما جوزى يشوفنى جوهرة وست البنات شايفنى حاجة زبالة أوى كدة، عاوز تقولى أنى في نظره زيها بالظبط وأنه هيفضل حابسنى في القصر عشان مخونوش، عاوز تقول أن جوزى بينام جنبى كل يوم وهو شايفاها فيا وأنى زيها ومختلفش عنها. دا اللى عاوز تفهمه ليا وعاوز تقوله، أدينى قولته بس دا بيوجع أوى يا بابا بيوجع لدرجة أنه خلينى اكره جوزى ونزله من نظرى لحد ما وصل للأرض، وأحب اعرفك أنى لو عاوزة أخون مش هستنى أسافر عشان أخون الرجالة في كل مكان، وأنى لو خاينة هخونه حتى وأنا سجينة قصره، ربنا يسامحك ويسامحه يا بابا لكن أنا مش مسامحاكم.

أنهت حديثها بدموعها وغادرت المنزل بقلب انكسر إلى أشلاء لا يمكن جمعها مُجددًا، سلبها روحها بسبب تفكيره ومعتقداته الغبية، قتل بسمتها وسعادتها وجن على حبها له بالموت قبل أن ينمو..
صعدت السيارة وهي تبكى وتقول ل عثمان: -
- أطلع على المستشفى يا عم عثمان..
قصر الحناوى.

خرجت سارة من غرفتها صباحًا مُرتدية بنطلون زيتى وتيشرت أبيض وتحمل بيدها البلطو مُستعدة للذهاب إلى الشركة وبدأ يومها الروتينى، جلست على السفرة تتناول الطعام فسألها جلال بجدية: -
- مرات اخوكى مرجعتش يا سارة
- كلمت بليل يا بابا قالت أن عندها حالة طارئة في المستشفى وشغل كتير
تحدث بجدية وهو يرتشف قهوته قائلًا: -
- حالة طارئة في المستشفى بتاعتى وأنا معرفش..
- يمكن عند حد من صحابها ومش في المستشفى.

قالتها ميادة بمكر لتُجيب عليها صباح بجدية وحزم: -
- أولاً هي في المستشفى يا ميادة وثانيًا متنبشيش في الماضي اللى يجبلك وجع الدماغ أنتِ وبنتك، صحيح هي فين الأمورة بنتك
أجابتها ميادة وهي تقف قائلة: -
- خرجت راحت النادى
رحلت ميادة لتتحدث صباح بصرامة قائلة: -
- كلمى مرات اخوكى يا سارة وخليها ترجع قبل ما يوسف يرجع ويعرف أنها بايت برا البيت بقالها 3 أيام إحنا مش ناقصين عواصف في البيت أديكى شايفة.

- حاضر يا ماما
تحدث بصوت جاد قائلة: -
- أخوك اتحرك من ساعتين وهيوصل بعد ساعات تكون رجعت يا سارة
- هكلمهم يا ماما حاضر
قالتها سارة وهي تقف وترتدى البلطو فوق ملابسها يحميها من برودة الشتاء ورحلت..
مُستشفى الجلاء الخاص.

ثلاثة أيام ب أربعة ليالى تقيم في المستشفى تنهك جسدها في العمل وتقسي على كحالها المُصاب وعقلها لم يتوقف عن التفكير بقسوته وكيف يراها بهذه القذارة وقلبها يتألم حد الموت، تعمل طبيبة قلب ولم تستطيع معالجة قلبها الموجوع، دلفت نادين إلى المكتب لتراها جالسة على مقعدها بزى العمليات المتسخ منذ الصباح وجسدها مُنهك يظهر عليه التعب بوضوح وقلة النوم جعلت عينيها تنتفخ، تحدث نادين وهي تجلس على المقعد وتضع لها بعض السندوتشات قائلة: -.

- مش هتأكلى يا نبض برضو
- مش جعانة يا نادين
قالتها وهي تنام على مكتبها بتعب، سألتها نادين بغضب قائلة: -
- لا ما هو أنتِ في حاجة مزعلكى جامد ومش عاوزة تقوليلى، أنتِ عمرك ما قضيتى الليالى دى كلها في المستشفى وسكوتك دا وقلة أكلك وأنتِ حامل ومقضيها قهوة كل دا يأكد أن في حاجة وكبيرة كمان
- مفيش.

قالتها وهي تغمض عينيها بتعب تريد أن يتوقف عقلها عن التفكير مهما طال الأمر، وما يؤلمها أكثر بأنه لم يتصل بها منذ ثلاثة أيام فحقًا حين قال بأنه لا يتذكرها وهو بخارج المنزل لم يكذب عليها هو حقًا لم يتذكر زوجته الحامل ولو مرة واحدة، وقفت نادين من مكانها لتلف وتقف بجوارها تمسح على رأسها وتقول: -
- أحكيلى يا حبيبتى مالك، يوسف زعلك ولا فيكى حاجة تعبانة نكشف عليكى. فهمينى مالك
- مفيش مفيش.

قالتها بأختناق شديد وخرجت من المكتب غاضبة وبداخلها بركان يلتهب أحشاءها رغم هدوءها الخارجى، ثورة قاتلة بداخل عقلها والم تجتاح قلبها وصدرها لم تقوى على تحملها بعدها. دمعت عيناها وهي ترتدى البلطو الأبيض فوق ملابسها المُتسخة وتذهب إلى قسم القلب تفحص مرضاها رغم أنها بذات الوقت هي من ترغب بالفحص هي المريضة الأن وليس الطبيبة..
قصر الحناوى.

عاد يوسف إلى القصر مع أذان المغرب، توقفت سيارته أمام باب القصر، حمل البلطو على ذراعه وهكذا صندوق الهدايا وباقة الورود الوردى التي أشتراهم لأجلها في طريق عودته كأعتذار على عدم أتصاله بها طوال الأيام الماضية، ترجل من سيارته فأقتربت الخادمة تأخذ الصندوق منه ليعطيها البلطو والصندوق وهو يقول: -
- طليعهم الأوضة على طول.

أكتفى هو بحمل باقة الورود بيديه، دلف للقصر فأستقبلته صباح برحب وقبل رأسها بحُب ربما حب والدته الحب الوحيد الذي يعترف به في حياته، سألته بسعادة: -
- طمنى كله تمام
- تمام يا أمى متقلقيش المشروع دا ليا..
قطع حديثه نزول سارة مُتذمرة وهي تقول بغيظ دون أن تراه: -
- ماما أنا زهقت من نبض دى بتعاند وخلاص..
أتسعت عينيها بصدمة حين رأته يقف بجوار والدته، نظر لها بتعجب وهو يقول: -
- مالها نبض يا سارة.

صمت الجميع ولم يُجيبه أحد خاشين غضبه القاتل، أتاه صوت ميادة من الخلف وهي تخرج من المطبخ حاملة مج المشروب الساخن الخاص بها تقول: -
- مالها يا حبيبى أطمن هي كويسة..
تحدثت صباح بنبرة جادة مُحذرة لها قائلة: -
- أهدى يا ميادة ها..
- الله أنا قولت حاجة دا لسه مقولتش أن الهانم، أميرة القصر مرجعتش البيت من ساعة ما سافر ولا راحت بيت أبوها..

قالتها بتحدى وهي ترمق صباح بأستفزاز، أتسعت عيناه على مصراعيها بصدمة ألجمته وسقطت باقة الورود من يده وملامحه تتحول للغضب والجحود وهو يقول: -
- ايه اللى سمعته دا؟ نبض برا البيت من ساعة ما أنا مشيت
- يا يوسف هي..
تحدثت صباح بأرتباك بعد أن لاحظت غضبه ليقطعها بنبرة مرتفعة صارخًا بوجهها: -
- أنا مبقولكيش بررلها. أنا بسألك هي برا البيت بقالها أربع ليالى وبتنام برا.

تنهدت بأختناق وهي تنظر ل ميادة المُبتسمة بغضب ليصرخ بصوت رجولى قاتل: -
- متبصلهاش وردى عليا..
- اه يا يوسف في المستشفى..
لم تكمل حديثها حين أستدار كى يذهب ليقتلها بيده ودهس باقة الورود بقدميه، رمقتها صباح بغضب سافر وقالت بأستفزاز قاتل: -.

- مش قولتلك متنبشيش في الماضي. أنتِ فاكرة كل البنات خونة وزبالة زى بنتك وتربيتك. أفتكرى أن اللى بتعملى دى يا ميادة هانم بيأذي بنتك وبس مش يوسف. وههرنك أنه هيرجع أيده في ايدها مش برصاصة في صدرها زى ناس
تركتها ودلفت إلى الداخل، زفرت سارة بغضب وخرجت للجنينة..
كان يقود سيارته وعقله يسرد أمامه مشهد خيانة ميرا وكيف خانته مع رجل أخر اثناء غيابه لساعتين فماذا فعلت نبض في غيابه ثلاثة أيام..

كان يشتعل غضبًا ونار تنهش في عقله المُتحجر وهو يسرد له أسوء الأفكار، وصل للمستشفى ودلف مُتجهًا إلى مكتبها ولم يجدها به، سأل أحد الممرضات عنها فقالت: -
- دكتورة نبض في العمليات.

دلف إلى غرفة العمليات بدون اذنه ولم يستطيع أحد منعه وهو مالك المستشفى، رأها من خلف الزجاج تجرى الجراحة ولم يظهر منها شيء حتى عينيها ترتدى بهما نظارة بها عدسة مكبرة لترى الأوردة بوضوح، وقف يراقبها في صمت وحين أنهت الجراحة أستدارت لتراه واقفًا هناك، نزعت النظارة والكمامة والجوندى وهكذا الطاقية لتترك لشعرها الحرية وخرجت له، رأها بوجه شاحب وعينيها مُنتفختين وجسد ضعيف لا يعلم كيف تجرى به الجراحة ألم تخشي الخطأ، كانت مُنهك لأبعد حد، تجاهلته وهي تمر من جواره وصعدت لسطح المستشفى في صمت وهو خلفها لتقول ببرود وهي تعطيه ظهرها وتنزل للأسفل على الطرقات: -.

- أيه اللى جابك هنا؟
- أنتِ هنا بقالك 3 أيام؟
زفرت بأختناق وهي تقول: -
- اه وعندك كاميرات المراقبة ممكن تتأكد
تعجب لحديثها فسألها بهدوء: -
- أتاكد من أيه؟
أستدارت له وكان بركانها أنفجار وثورتها أنتظرت تلك اللحظة حتى تخرج به وقالت صارخة: -
- تتأكد أنى مخونتكش في غيابك، تتأكد أنى مش بالقذارة اللى في دماغك ولا أنى مستنية أسافر بعيد عشان أخونك، تتأكد أنى نبض يا يوسف مش ميرا.

تعجب من حديثها وقال بهدوء حتى لا يثير غضبها أكثر: -
- أنتِ جايبة الكلام دا منين يا نبض؟
- تنكر يا يوسف أنك وأنت جاى هنا فكرت في أن ممكن أكون خونتك وعرفت راجل غيرك، تنكر أنك لما وصلت البيت وعرفت أنى مرجعتش بقالى 3 أيام فكرت أنى ميرا والتاريخ بيعيد نفسه. تنكر أنك موافقتش تأخدنى معاك عشان معدش اللى حصل وأخونك، تنكر..

صمت ولم يجيب عليها لتبتسم بحسرة على صمته الذي يؤكد حديثها وعينيه التي تتحاشي النظر تزيد التأكيد، دمعت عينيها وهي تمر من جانبه لتعود للعمل ربما تستطيع نسيان أوجاعها بالأنشغال في العمل والأنهاك بيه، مسك يدها قبل أن ترحل وقال بنبرة هادية وعتاب: -
- رايحة فين؟ أنتِ حتى مقولتيش أنى وحشتك ولا حتى حمدالله على السلامة. شغلك أهم رجوعى.

صدمته بأجابتها القاتلة حين قالت ببرود وعيونها تتلألأ بالدموع الأسيرة بين جفنيها وهي ترمقه بوجع: -
- طلقنى يا يوسف، طلقنى.

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته كالصاعقة الكهربائية وعينيه تحدق بها بشدة وكأنه يكذب ما سمعه لتجعله يصدق بأنها حقيقة وما تفوهت به حقيقي حين مسكت يده تفك أسر يدها الأخرى من قبضته ورحلت باكية، أستدار ينظر لها بصدمة وهي ترحل، وضعت يديها على فمها تكتم شهقاتها الموجوعة وتقتل صدمته حين سقطت على الأرض فاقدة للوعى، ركض نحوها بهلع وهو يجثو على ركبتيه ويحمل رأسها بين ذراعيه وهو يناديها بفزع: -.

- نبض، نبض، حبيبى ردى عليا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة