قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس

تحاشت النظر لعيناه بخوف فصعد للغرفة ووضعها بالفراش ثم نزع حذاءها ووضع الغطاء عليها بلطف وجلس يتأمل ملامحها وهو يرفع خصلات شعرها عن وجهها ليرى علامات أصابع والدها على وجهها، لمس وجنتها بحنان ثم أنحنى نحوها يضع قبلة مكان صفعته على وجنتها المتورمة وقال بتمتمة: -.

- أخدلك حقك من أبوكى أزاى، لو كان غريب كنت قطعت ايده، مشكلتك يا نبض أن مفهمتش أنك أغلى حاجة في حياتى من غير حب، كفاية أنك مراتى وامرأتى الوحيدة على الكُون وكأنك بمثابة كُونى الحقيقي
تنهد بتعب ودلف للمرحاض، فتحت عينيها ببطيء وهي تنظر على باب المرحاض بحزن ممزوج بسعادة من حديثه وهي تشعر بضربات قلبها المختلطة فرحًا وعبسًا في آن واحد وقالت مُتمتمة: -
- مشكلتى أنى عاوزاه حبك يا يوسف.

أغمضت عيناها بيأس، أنهى حمامه وخرجت بجسده المبلل ثم صعد للفراش بجوارها وأخذها بين ذراعيه، شيء بداخله يرفض رحيلها بعيد عنه ويخشي فراقها تلك الزوجة التي أُجبر على الزواج بها والأن تحمل طفله في أحشاءها، أغمض عيناه بأستسلام وهي تشعر بصوت أنفاسه وضربات قلبه لتُتمتم بصوت مبحوح: -
- يوسف
- مممم
- أنا عاوزة أسالك على حاجة
قالتها وهي تتشبث به بحب فقال بجدية: -
- قولى يا نبض.

- هو أنت كنت زعلان ومتعصب لما جيت عند بابا ليه
سألته وهي تنتظر جواب رومانسي بأنه أشتاق لها أو لا يقدر على فراقها لكن كيف للجبل أن ينطق فقال بجدية: -
- كنت جاي أكسر رقبتك عشان خرجتى من غير اذن لكن الموقف غلبنى كان باين أنك في نبوة غضب وقهرة في الوقت ذاته وفؤاد زوده مخلاش فرصة أكسر حتى صبعك.
رفعت رأسها له بقلب مُفطور من الوجع وقالت: -
- يعنى مش عشان وحشتك
وضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف وقال: -.

- عارفة يا نبض أنا عمرى ما جربت أحساس أن حاجة توحشنى، ومعرفش الشوق دا أحساسه عامل أزاى
أجابته بنبرة حزينة على وشك البكاء: -
- عارف أنت بقى، أنا عمرى ما هوحشك وهنفضل عمرنا كله مع بعض لأننا كنا مجبورين على الجوازة دى لحد ما نخسر بعض
أستدارت تعطيه ظهرها وتنام باكية لتشعر به يحتضنها من الخلف ثم وضع قبلة على عنقها وقال: -.

- عشان مخسركش زى ما بتقولى بحاول أعاملك بلطف، لأنك تستاهلى بجد يا نبض، سامحينى لو مش عارف أعملك اللى عاوزاه يا نبض وأسف أنى مش الزوج اللى يغرقك بكلام معسول ولا الزوج اللى بتتنميه، لكن عاوزاك تصدقينى في حاجة واحدة بس أنك وطنى الوحيد وفي غيابك غُربتى وأنا راجل أقدر أتعايش مع غُربتى لكن للأمانة أتعود على لجؤي في وطنك. حاولى تتقبلى مرارتى وأن مبحبكيش بس تتأكدى وأنتِ بتقبلى مرارتى أنك ملجأى، أقبلنى وأنا الشيء ونقيضه مع أنى عارف أنه طلب مُستحيل يتحقق لكن حاولى عشان مش عاوز أخسرك.

أستمعت لحديثه بفرح وحسرة كلمة تخطف قلبها وكلمة تكسره، جملة تجبر خاطرها وجملة تقتل روحها، تبسمت للجانب المُشرق فقط ونظرت له بسعادة وبسمة مُشرقة وقالت: -
- بجد مش عاوز تخسرنى؟
داعب خصلات شعرها بحنان وهو ينظر لعيناها بشغف وقال: -
- بجد مش عاوز أخسرك يا نبض لأنك زوجة أى راجل في الدنيا يتمناها
وضعت يدها على صدره بحب وقالت بنبرة دافئة: -
- أنا مش عاوزة أى راجل غيرك، عاوزاك أنت بس تتمنانى.

- وأنا بتمناكى يا نبض ومستحيل أسيبك لراجل تانى حتى لو هيديكى الحب اللى أنا مش عارف أديهولك
قالها بنبرة ناعمة ثم أقترب نحوها أكثر لتختلط أنفاسهما معًا حتى وصل لشفتيها بشفتيه ويديه تسلل إلى خصرها..

أستعدت صباح للرحيل بعد أن أرتدى تنورة طويلة تصل لأسفل ركبتيها وقميص نسائى أبيض وعلى أكتافها سترتها ثم خرجت من الغرفة وهبطت للأسفل ووجدت الجميع على سفرة الفطار معًا، جلست على مقعدها وكانت ميادة ترمق نبض من حين لأخر ليقطع صمتهما حديث يوسف الحاد قائلًا: -
- عمتى..

رفعت نظرها له وتعجب للجميع لأول مرة يتحدث على السفرة ويقطع صمتهم فتابع حديثه بنبرة قوية دون أن ينظر لها أو يرفع نظره عن الطبق ويمسك بيده السكين: -
- أحب أعرفك أنى لما بخرج من البيت مش معناه أنى مبعرفش اللى بيحصل هنا
- في أيه يا يوسف، لزومه أيه الكلام دا
قالتها ميادة بأرتباك واضح ليجيب عليها وهو يترك السكين بغرور: -.

- وأحب اعرفك أنك قاعدة هنا في البيت دا لأن بابا مش حابب يسيبك تعيشي لوحدك مع بنتك لكن تفكرى تأذي مراتى ولو بكلمة رد فعلى مش هيعجبك. حضرتك عمتى لكن مش أغلى عندى من مراتى حطى دا في بالك
نظرت ميادة لها بغيظ وقالت بانفعال: -
- محصلش
نظر الجميع في صمت ولم يفهموا شيء فتحدث مُجددًا وهو يقول: -.

- أنتِ وغيرك عارفين كويس أن اللى يبص لمراتى بصة متعجبنيش ولا تعجبها أمحى من على وجه الأرض. وأن عشان تأذي نبض لازم تخلصي منى أنا الأول
- يا يوسف محصلش حاجة..
بتر حديثها بغضب وهو يقف من مقعده ويقول: -
- أنا نبهتك بس المرة عشان الدم اللى بينا وأنتِ أكتر الناس عارفة أن تنبيه واحد منى معناه أن حكم الأعدام صدر ومع الغلط التانى بيتنفذ وأفتكرى جوزك يمكن تفوقى.

أبتلعت ريقها بصعوبة وأرتجفت يدها حين ذكرها بزوجها وتحدث ميادة بزمجرة وهي تحدق ب نبض بغيظ: -
- أنت بتكلمنى كدة عشان دى
- دى مراتى، امرأتى لو مش واخدة بالك
ثم أنحنى ليضع قبلة على رأس نبض بكبرياء وقال هامسًا لها: -
- هتوحشينى.

أتسعت عيناها بذهول من كلمته ونبض قلبها بقوة جنونية وكأنه نال جائزة أو رحب مسابقة ما، نظرت ميرا لها بأغتياظ وصدمة فماذا فعلت هذه النبض به لم يغضب عليها أمس حين خرجت بدون أذن منه في حين أنه كاد أن يقتلها هي عندما فعلتها، والأن يتحدث عن الشوق وهو لم يعرفه يوم، وقفت من مكانها بغضب وصعدت إلى غرفتها، خرجت نبض خلفه ركضًا وهي تناديه: -
- يوسف. يوسف.

أستدار لها وهو يقف أمام باب السيارة ليراها تنزل الدرجات ركضًا نحوه حتى وصلت أمامه وقالت: -
- أنت قولت أيه جوا؟
تبسم بسعادة على رقتها وعقلها الذي لم يصدق أنه فعلها، نظرت لبسمته بحب وهي تخطف قلبها حقًا بسمة هذا الرجل، قرص وجنتها وهو يقول: -
- هتوحشينى يا نبض
- دا بجد مش عشان تغيظهم
سألته وهي تتشبث بسترته فقهقه ضاحكًا عليها وقال: -
- طب ما أنتِ بتفهمى أهو يا نبض
تلاشت بسمتها وتحولت لغضب ليقول بجدية: -.

- بجد هتوحشينى، يلا عشان متتأخريش على المستشفى
أومأت له بسعادة وعادت للداخل بفرحة تغمرها.
شقة الزمالك
- أنا هروح النهاردة أطمن على نبض بعد الجامعة
قالتها جهاد وهي تلف حجابها أمام المرآة ليُجيب فؤاد بجدية وهو يربط رابطة عنقه: -
- خليها بكرة تكون بنتك هديت شوية من الجنان اللى في دماغها
- ليه عشان يقولوا أن ملهاش أهلها ويفضلوا يحرقوا في دمها
أستدار لها قبل أن يخرج من باب الغرفة وقال بتحذير: -.

- متتدخلش في الموضوع دا يا جهاد، لو أدخلتى بيت بنتك هيولع أكتر
تذمرت غاضبة من حديثه وتردف: -
- بقى أنا اللى هخرب بيتها وولعه
- أى حد يدخل بين راجل ومراته بيخرب البيت
قالها وخرج من الغرفة لتستدير خلفه وتقول: -
- بس دا مش بين راجل ومراته دا بين بنتى واهله العقارب
- والله هم دول اللى كُنتى هتموتى وتجوزيها وتعيش معهم، متروحيش النهاردة يا جهاد فاهمة.

قالها بتحذير واضح ثم خرج من الشقة، تذمرت بغيظ ثم ذهبت للجامعة..
مستشفى الجلاء الخاص
كانت نبض جالسة في الكافتيريا تأكل بشراسة وهي تتحدث والطعام بفهمها قائلة: -
- عامل زى لوح التلج يا نادين
- اتكلمى لما تخلصي أكل يا نبض، هو أنتِ مفطرتيش في البيت
قالتها نادين وهي تكتم ضحكاتها على مظهر صديقتها التي كانت تكتفى بقهوتها في الفطار والأن أكلت 4 سندوتش حجم كبير، تمتمت نبض وفمها مليء بالطعام: -.

- فطرت بس مش أوى مكنتش عاوزاهم يبصولى في الأكل لعينهم تجيب أجلى
- ههههه بعد الشر عنك يا حبيبتى، متخافيش منهم كدة بعد كلام جوزك وكلام انكيل فؤاد عنه المفروض متخافيش خالص وتطمنى أنه معاكى وفي ضهرك
قالتها نادين بثقة وهي ترتشف قهوتها، تركت نبض السندوتش وقالت بجدية وهي تمسح فمها بالمنديل: -
- أنا مبقتش فاهمة حاجة من جوزى دا، معاملته ليا وحنيته معايا غير كلامه وقسوته لسانه عامل زى القرباج.

- يبقى لازم يحبك يا نبض، لازم تكونى عنده أهم من الشغل اللى بتكلمى عنه وأهم حاجة في حياته
سألتها نبض بحزن على وجهه: -
- طب أزاى؟ أنا كل ما أتكلم معاه في موضوع الحب يوجعنى بكلامه ويسبنى ويمشى
- لما جابك المستشفى الخوف اللى كان في عينه وصراخه فينا عشانك بيدل على أنه بيخاف عليكى من الهوا ومكنش عاوزاك تتأذي حتى من غير ما يعرف أنك حامل، الخوف دا كان عليكى وليكى مش على ابنه، لكن أزاى دى تسيبها عليا.

- مش فاهمة
قالتها نبض بحماس شديد لتُجيبها نادين وهي تقترب منها أكثر: -
- أولًا متفتحيش معاه موضوع الحب دا عشان ميحسش أنك بتضغطى عليه أو بتزنى ويتخنق منك..
قطعتها نبض باستياء: -
- بس.
نكزتها نادين بغضب شديد وهي تقول بتهديد: -
- مفيش بس، في أنك تسمعى الكلام لو عاوزاه قلبه. ثانى حاجة يوسف لازم يشوفك في كل مكان حواليه حتى لو مش موجودة معاه
- أزاى؟
سألتها نبض بتركيز وهي تعقل حديثها لتُجيب نادين بجدية: -.

- هو كله ازاى مخك دا موجود ليه يا دكتورة، عمومًا ليها كذا حل يشوفك بيهم، صورك مثلًا علقيها في كل مكان حواليه.
أومأت لها بنعم شديد وهي تنظر لعينيها مُنتظرة بقية الحديث لتتابع نادين: -
- صوتك لازم يتعود يسمعه..
صرخت نبض باغتياظ شديد وهي تقول: -
- تانى يتعود محدش يجبلى سيرة التعود دى تانى
- بلاش يتعود، لازم يسمع صوتك حتى وأنت مش قدامه، أتصلى بيه كل فترة في الشغل أطلبى منه حاجة
- أطلب منه أيه؟

زفرت نادين بضجر وهي تدفع رأسها بسبابتها وتقول: -
- ما تشغلى دا شوية، اطلبى أى حاجة يا ستى، أقولك أنتِ مش حامل خديها حجة وأتصلى أطلب أكل بحجة الوحم. ما شاء الله عليكى بتأكل دلوقت لخمسة مش أتنين بس لما تطلبى أكل أطلبى حاجة مش موجودة مش موسمها عشان يلف عليها، لفه عليها هو اللى مطلوب عشان يحس أنه بيعمل عشانك
- الله أكبر. كملى
قالتها نبض وهي تضع كفها في وجهها بمزاح، تحدثت نادين بين ضحكاتها: -.

- شوفتى مثل شوقى ولا دوقى، خليه يشتاقلك يا نبض
نظرت نبض لها بذهول وهي تقول بتردد خوفًا من غضب صديقتها: -
- أزاى لا مؤاخذة؟
وقفت نادين بأغتياظ لترحل فركضت نبض خلفها بترجى وهي تقول: -
- خلاص أخر مرة، هسأل
أستدارت نادين لها ترمقها لتراها تركض خلفها وهي تحمل السندوتش وعلبة عصير فقالت: -
- واضح أن الدكاترة مش هيلاقوا أكل في المستشفى دى الفترة الجاية، تعالى يا اخرة صبرى أشرحلك في المكتب عشان دا كلام عيب.

قالتها وهي تغمز لها بعينها اليسرى لتبتسم نبض وهي تذهب معها..
كان عثمان يقود سيارته المرسيدس السوداء و كريم يجلس بجواره و يوسف جالسًا في الخلف يمسك بيده لوح التابلت ويباشر عمله أثناء عودته من الشركة فقطع الصمت السائد رنين هاتفه، أخرجه من الجيب الداخلى لسترته ليرى أسمها نبض فأجاب عليها بعدم أهتمام وعيناه في التابلت: -
- أيوة يا نبض. أطلبى، تأكلى ايه.

ترك التابلت وهو ينظر للنافذة مُتعجبًا لطلبها وقال بأهتمام: -
- أشمعنا الكاكا يعنى، ما عندك فواكة كتير في البيت، حاضر يا نبض، لا أتوحمى طبعًا، أنتِ روحتى؟ خلصتى العيادة بدرى النهاردة
قالها وهو ينظر لساعة يده التي تجاوزت العاشرة مساءا ثم تابع حديثه: -
- حاضر. سلام
أغلق الخط معها وتعجب لطلبها ثم قال ببرود: -
- اقف عند أى فكهانى يا عثمان؟
- خير يا فندم
قالها كريم بهدوء فأجابه وهو يغلق التابلت نهائي: -.

- المدام عاوزة كاكا؟
تبسم كريم باحراج في صمت، ظل يبحث عنها اكثر من ساعة وهو يعلم جيدًا بأن هذا ليس موسمها..
قصر الحناوى.

خرجت نبض من الحمام بعد أن أستحممت حمامها الدافيء ثم جلست أمام المرآة تجفف شعرها بالمجفف وهي تفكر في حديث نادين جيدًا فتنهدت بحماس ووقفت تبدل ملابسها من روب الأستحمام إلى قميص نوم بنفسجى غامق طويل وعليه روب بكم طويل وأغلقت رابطة حول الخصر، سمعت صوت سيارته في أسفل لتعلم أنه جاء فأسرعت بوضع قليل من مساحيق التجميل ودق باب الغرفة لتفتح، كانت تهانى تحمل العشاء لها كما طلبت منها ثم رحلت قبل أن يصعد، وضعت الطعام على الطاولة أمام الأريكة ليفتح باب الغرفة فركضت نحوه مسرعة ووضعت يدها على عيناه فقال بتعجب: -.

- في أيه؟
أجابته وهي تدخله وتغلق الباب: -
- أستن بس. أنت طويل كدة ليه؟
قالتها بتعب وهي تقف على أطراف أصابعها لتحكم عيناه بيدها جيدًا، سارت به للداخل على أطراف اصابعها وللخلف وكادت أن تسقط أكثر من مرة ليحيط ظهرها بذراعه ويقول: -
- هو المفروض مين اللى يسند التانى
تبسمت وهي تتوقف في منتصف الغرفة وتبعد يدها عنه وتقول: -
- أيه رأيك؟

نظر حواله بدهشة وهو يسير ببطيء في أرجاء الغرفة، وضعت صور زفافهما في كل مكان على الحائط وخلف السرير تضع صور لهما من شهر العسل بالغردقة وجهه قرب وجهها جدًا وعيناه تحدق بعينيها، تعجب من نظرته لها وتساءل عقله هل كان ينظر لها تلك النظرة بذلك الشغف والحنان، توقف ينظر لتلك الصورة دقيقة شاردًا بها ويديه على عنقها، أستدار لها بهدوء وقال: -
- أيه دا يا نبض؟ أيه اللى عملتيه في الاوضة دا؟

أقتربت منه وهي تفتح زر سترته بدلال وقالت: -
- الألوان السودة كانت كئيبة جدًا وصور أنا معرفش معناها، الأكتئاب والبيئة اللى هعيش فيها لازم تكون مبهجة عشان متأثرش على البيبي ونفسيته
تفحصها بصمت وهي تنزع سترته عن أكتافه وقال بمكر وهو يفهم ألعابها: -
- البيبي ونفسيته!
أومات له بنعم، تابع حديثه وهو ينظر لملابسها ومساحيق التجميل: -
- والبيبي ونفسيته ليهم علاقة بجمال الماما برضو
تبسمت بخجل له وهي تقول: -.

- لا دا ليه علاقة بالبابا عشان ميروحش يتجوز عليها
قهقه ضاحكًا وهو يضم رأسها إلى صدره بيد واحد ويقول: -
- ههههه والله أنك مجنونة يا نبض
تأملت ضحكته بحب يبث من عيناها، نظرتها له كانت كفيلة بأن تخطف قلبه لها لكن هذا الرجل الحديدى لا يتأثر كثيرًا بمعازلتها فقالت بنبرة دافئة: -
- أول مرة أشوفك بتضحك كدة، ضحكتك حلوة يا يوسف ليقة على وشك.

تلاشت ضحكاته وهو يحدق بها لتشعر بيديه تلمس خصرها فقالت مُسرعة وهي تتهرب منه: -
- تعال عشان تتعشي قبل ما الأكل يبرد
أخذته من يده إلى الأريكة ليراها وضعت صورة لها ببسمة مُشرقة بجوار المرآة هناك وكأنها تتعمد أن ينظر لها كل يوم بدل المرآة ونفس الصورة على حجم صغير على مكتبه الصغير بجوار المكتبة، وضعت صورها في كل مكان تقع عيناه عليها فقطعت شروده وهي تقول: -
- كُل!

نظر لها ليراها تمد الملعقة أمام فمه وتطعمه بنفسها، أخذ منها الملعقة وقال: -
- كُلى يا نبض، أنا أسمع أنك بتأكلى لأتنين دلوقت
دق باب الغرفة فقال بجدية: -
- أفتحى لتهانى، هتلاقيها غسلت الكاكا.

تبسمت بسعادة وركضت للباب، وقفت خلفه تحتضن طبق الكاكا بحب، تابع حركتها الطفولية وهو يأكل الطعام بصمت وبسماتها المُشرقة، نظرت ل كاكا بشغف وهي تلمس بطنها بيدها الأخر لتُصدم بأصطدام جسدها بباب الغرفة من الخلف ومن الأمام بصدره القوي ويحتضن شفتيها بشفتيه ليسقط الطبق من يدها وينكسر إلى جزيئات مُتناثرة، لم يبالى له ورفعها عن الأرض حتى لا تجرح قدمها وأتجه بها إلى الفراش..

كانت ميرا بغرفتها تزداد حزنًا كل يوم عن السابق وهي تذبل أكثر فهو لم يكتفى بالزواج بل معاملته مع زوجته تقتلها هي وتنتزع قلبها من مكانه، نظرت لسكين الفاكهة بنظرات ثابتة وعيون مشوشة الرؤية بسبب الدموع الكثيفة بها، مسكت السكين بوجع شديد..

جلست نبض على الفراش تضرب رأسها بخفة على أستسلامها له وهي تفكر بحديث نادين لتنظر إلى هاتفه الموضوع على الكمودينو ثم إلى باب المرحاض وركضت إلى هناك تسترق السمع فسمعت صوت الماء يتدفق من الصنوبر فعادت إلى فراشها وأخذت الهاتف بين يدها تلهو به كما يحلو له بمكر نسائي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة