قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السابع

أستيقظ يوسف صباحًا بتعب ليفتح عيناه ببطيء شديد ودهش حين رأى صورتها الأخيرة مُعلقة بالسقف ليراها أثناء نومه فتبسم بخفة وهو ينظر بجواره على زوجته المُدللة فكانت نائمة بهدوء ويد على بطنها كأنها تعانق طفلها ويدها الأخرى بجوار رأسها، وضع قبلة على جبينها بلطف لتشعر به ثم وضع قبلة على بطنها فقالت بصوت مبحوح: -
- بتعمل أيه؟
نظر لها بدلالية وقال: -
- صباح الخير
- صباح النور.

قالتها وهي تعتدل في جلستها ليفزعهما صوت صراخ بالخارج، أرتدت روبها وهي تخرج معه وكأن الصراخ من غرفة ميرا ليُصدم الجميع حين رأوها على الأرض غارقة في دماءها..
مستشفى الجلاء الخاص
خرج خالد من الغرفة لتسأله ميادة ببكاء قائلة: -
- طمنى يا دكتور
- أطمنى هي كويسة ساعتين وتخرج معاكم.

قالها ثم نظر إلى نبض التي جاءت بصحبة نادين بعد أن أرتدت زى العمليات لتبدأ يومها الروتينى بالعمل، أنتبه يوسف إلى نظراته التي تحولت إلى زوجته فقال بغيظ: -
- متشكرين يا دكتور
انتبه خالد لصوته الرجولى القوى فنظر له بغضب ثم رحل وتركهم، دلفت ميادة إلى غرفة ابنتها باكية وتتواعد بالأنتقام من نبض فهى سبب كل هذا وما يحدث لابنتها، تحدث يوسف ببرود قائلًا: -
- أنا همشي، عاوزة حاجة
- خلى بالك من نفسك.

أومأ لها بنعم وغادر المستشفى مع كريم، ذهبت إلى غرفة العمليات وهي تتحدث مع نادين فصرخت نادين بها بانفعال: -
- أنتِ عبيطة صح يا نبض، أنا قولتلك خليه يشتاقلك
- مقدرتش يا نادين، مبقدرش أقاومه
قالتها بخجل شديد وهي تتحاشي النظر لها بوجنتين ورديتين، تنهدت نادين بضجر ودلفت إلى غرفة العمليات..

كان جالسًا بسيارته يراجع بعض الأوراق من أجل أجتماع اليوم فأخرج هاتفه من جيب سترته الداخلى وفتحه ليدهش حين رأى صورتها خلفية الهاتف، نظر للهاتف يمين ويسار مُعتقدًا بأن هواتفهم تبادلت ليتأكد بأنه ملكه، خرجت منه بسمة رغم عنه وهو ينظر على الشارع وفحص هاتفه ليرى ماذا فعلت به أيضًا حتى وصل للشركة فوضعه بسترته وترجل من الشركة، دلف إلى المصعد وحين وصل لطابق مكتبه وجد فؤاد بأنتظاره ليبدوا أجتماعهما، ساروا إلى قاعة الأجتماعات و فؤاد يتحدث عن المشروع ليتوقف يوسف فيتوقف الجميع خلفه ثم أستدار إلى فؤاد وقال بشرود: -.

- هي مجنونة؟
- هي مين يا مستر يوسف
قالها فؤاد بعدم فهم، لم يُجيب عليه ودلف إلى الأجتماع وبعد أن شرح فؤاد فكرة المشروع على المدراء ووافق يوسف عليها خرج من القاعة بعد الأجتماع يتحدث مع شريكه فرن هاتف بأغنية ( نفسي أسألك / أصالة ) مرة وأخرى فتذمر وهو يستدير إلى مؤظفينه بغضب وهو يقول: -
- اللى تليفونه بيرن يقفله أو يعمله..

قطع حديثه حين أشار إليه كريم بأن الهاتف المنزعج منه بداخل جيبه هو، نظر للجميع وهو يخرج الهاتف من جيبه ليرى هاتفه يدق بتلك النغمة فنظر للجميع مُجددًا، تحاشي الجميع النظر له بخوف منه ثم نظر إلى الهاتف ليدقق بالأسم جيدًا غير مستوعب ما يراه فهى لم تغير خليفة الهاتف ورنة فقط بل أبدلت أسمها من نبض إلى ( نبضة قلبى )، نظر للهاتف وكأنها ألجمته بصاقعة كهربائية لم يستطيع الحركة أو الحديث، أغلق الهاتف نهائي بغضب وألقاه في وجه كريم ليلتقطه بسرعة..

مستشفى الجلاء الخاص
نظرت للهاتف بحزن بعد أن أغلقه نهائي ولم يجيب عليها فقالت: -
- كدة يا يوسف
- بطلى زن بقى وأنجزى عشان نلحق نأكل قبل العملية التانية ولا مش جعانة
أجابته بوجه عابس وشفتيها مقوستين للأسفل بحزن: -
- مش جعانة ماليش نفس
تبسمت نادين وهي تنظر للطاولة وهي مليئة بالطعام و نبض تأكل بوجه عابس فقالت وهي تكتم ضحكاتها: -
- واضح فعلًا أنك مش جعانة ونفسك مسدودة على الأخر
- مبيردش عليا يا نادين.

قالتها بأستياء، تحدث نادين بجدية: -
- يبقى نخش على المرحلة اللى بعدها، يغير عليكى
- أزاى؟
- هشرحلك لما نخلص العملية
قالتها نادين وهي تنهى طعامها فقالت نبض: -
- لا دلوقت والنبى
قرصتها نادين في وجنتها لتغيظها وتقول: -
- لا عشان تحرمى تحطى كل العمليات في يوم واحد
رحلت من أمامها فقالت نبض وهي تركض خلفها: -
- أستنى خلاص أخر مرة..
- ينفع اللى عملتيه دا يا ميرا
قالتها ميادة بحزن فأجابتها ميرا بنبرة قاسية: -.

- تعبت يا ماما ومش قادرة، كل ما أشوفها أو أسمع أسمها ببقى عاوزة أموتها
- أهدى يا حبيبتى طيب
اجابتها ميرا ببرود تام: -
- أنا هادية، المفروض هم اللى يهدوا لحد ما أخد حقى، أنا مش هضيع حياتى تانى عشان هي تعيش وتتبسط
نظرت ميادة لها بهدوء، أغمضت ميرا عيناها وهي تفكر بحديث تمارا جيدًا يجب أن تتخلص من هذا الطفل الذي جعل يوسف يحرق قلبها أمام الجميع لأجله..
قصر الحناوى.

وصلت سيارة صباح إلى القصر بصحبة سارة وترجلت منها ثم دلفت لتستقبلها تهانى تنزع عن أكتافها سترتها وتقول: -
- حمد الله على السلامة يا هانم
- البيه صحى؟
أجابتها تهانى ببسمة هادئة: -
- ونزلته يقعد في الجنينة كمان
- طب كويسة حضرلى الحمام عشان هلكانة
- تحت أمرك يا هانم
أستدارت صباح لها وهي تسألها بجدية: -
- نبض رجعت يا تهانى؟
- لسه
نظرت صباح إلى ساعة يدها التي تجاوزت السادسة وقالت: -.

- غريبة دى بتخلص شغل يوم الثلاثاء الساعة 5
خرجت للجنينة إلى حيث يجلس جلال وقبلت جبينه وهي تجلس بجواره: -
- عامل أيه يا حبيبى؟
- بخير، أخبار يومك أيه؟
تبسمت بتهكم وقالت بتعب: -
- كالعادة، خدت الدواء
أومأ لها بنعم وهو يقول: -
- باقى الحقنة لما نبض ترجع هتدهالى
جاءت لها تهانى وقالت: -
- الحمام جاهز يا هانم
- ماشي
قالتها وهي تذهب معه بتعب وأرهاق شديد..
مستشفى الجلاء الخاص.

وقفت نبض من على مقعدها وهي تحمل حقيبتها على كتفها وخرجت من المكتب لتجد نادين بأنتظارها فقالت: -
- مش هتعملى اللى قولتلك عليه
- لا يا نادين، يغير عليا بطريقتك دى تبقى مجنونة، أنتِ أكيد مجنونة رسمى أو بتتكلمى بقلب جامد لأنك متعرفيش يوسف
قالتها وهي تسير للخارج، وصلت لمرأب السيارات و نادين تقول: -
- صدقينى دا اللى بيجى مع الرجالة
- مش مع يوسف.

قالتها وهي تفتح سيارتها الحمراء وصعدت إليها وهي تُتمتم بحديثها قائلة: -
- لا مستحيل.
قادت سيارتها وهي تنفر من رأسها أى فكرة وحديث نادين الذي يتردد في اذنيها حتى وصلت للقصر، ترجلت من سيارتها لترى سيارته هناك فتعلم أنها عاد للقصر مبكرًا اليوم، دلفت للداخل ووجدت سارة في الصالون تشاهد الدراما فجلست بجوارها وهي تقول: -
- مساء الخير
- أنتِ جيتى، أنتِ عملتى ايه؟

سألتها سارة بصوت مُنخفض، نظرت نبض لها بتعجب وقالت بأستغراب: -
- عملت ايه في أيه؟
- يوسف راجع من بدرى وعلى وشه عاصفة بركانية وقال أول ما توصلى تطلعله فورًا
تعجبت نبض ووقفت من مكانها فسألتها سارة: -
- رايحة فين؟
- طالعة له
أجابته بثقة فوقفت سارة بدهشة وهي تقول: -
- أنتِ متأكدة أنك هتطلعى تواجهيه مش هتهربى
- في أيه يا سارة
قالتها وهي تغادر من أمامها فتتمتمت سارة: -
- ربنا يستر عليكى يا بنتى.

فتحت باب الغرفة ودلفت لتراه جالسًا على المقعد بهدوء ما قبل العاصفة، أغلقت باب الغرفة ووضعت حقيبتها على المقعد المجاور ثم سارت نحوه وهي تقول: -
- جيت بدرى النهاردة؟
ألقى الهاتف في وجهها بقوة وهو يقول: -
- أيه دا؟
أتسعت عيناها بصدمة على مصراعيها وانتفض جسدها بفزع منه وهي تنظر للهاتف تحت قدمها وقالت بتلعثم: -
- ايه يا يوسف مالك؟
وقف من مكانه بغضب سافر وقال: -.

- مالى، ابقى وقف وسط المؤظفين بتوعى ويرن تليفونى بالقرف دا، وصورتك مين قالك أنى عاوز أشوفك برا البيت
ازدردت لعابها بصعوبة وخوف من غضبه كالثور الهائج وقالت بصوت مبحوح: -
- أنت قولت أنى هوحشك.
صرخ بها بانفعال شديد وهو يقترب منها قائلًا: -
- توحشينى!، نبض أنا مبفتكركيش غير لما برجع البيت، طول ما أنا برا البيت أنتِ مش في حياتى ولما بشوف أبوكى في الشغل مبفتكرتش برضو.

دمعت عيناها بحزن قاتل ونظرت له بيأس وأختناق من قسوته الزائدة عليها.
- أنت بتكلم كأن عمرك ما حبيت قبل كدة يا يوسف
قالتها نبض بنبرة هادئة تخشي ثورته المُعتادة كلما تحدث عن الحب والمشاعر يثور بها ودومًا يترك الغرفة لها، أدار رأسه لها مُتعجبًا حديثها عن الحب مُجددًا وكأنها لا تمل من هذا الحديث وقال بأختناق سافر: -.

- أنا لو كنت حبيت مكنتش وصلت لأى حاجة من اللى وصلتلها دى. ربك بيقسم الأزراق على خلقه بالتساوى يا نبض وأنا زرقى مكنش في الحب كان في العلم والعمل وأنا مُكتفى بذلك
- يعنى أنت حرمت زرق الحب عليك من نفسك
زفر بأستنكار شديد وقال بلهجة صارمة وحزم: -.

- الحب مجرد كلمات معسولة يا نبض وأنا راجل عملى ممكن أقول كلام معسول يدوب أى ست على وجه الكرة الأرضية لكن أنا راجل بالنسبة له الدقيقة اللى هضيعها في كلمة حب ممكن أكسب فيها ألاف الجنيهات دا أن مكانتش دولارات لو قعدت في مكتبى، الحب ضعف يا نبض وأنا متعودتش أضعف مهما حصل
حدقت في عينه بنظرة هادئة مليئة بالحب الذي سيهزم هذا المنطق والعقل المستحوذ على زوجها المعتجرف وقالت هامسة: -.

- من وجهة نظرى الحب بيقوى مبيضعفش، الحب قوة مش ضعف وإلا مكنش الحب حرب مسلوبة الراء يا يوسف..
زفر بأختناق وهو يمسك ذراعها بقوة وقال بغضب: -
- وأنتِ فاكرة بقى أن بافعالك دى هحبك.
- ليه لا؟
قالتها والدموع بدأت تنهمر من جفنيها فقال بجدية وجحود: -
- تبقى غبية يا نبض، ميرا عملت أضعاف أعمالك دى وموصلتش وأنتِ كمان مش هتوصلى
نفضت ذراعها من قبضته بغضب وغيرة شديدة حين نطق أسم طليقته أمامها وقالت: -.

- أنت متستاهلش أنك تتحب يا يوسف، متتساهلش حاجة خالص ولا حتى قلبى، وأياك تنطق أسمها قدامى تانى ولا تقارنى بيها فاهم!
قالتها وخرجت من الغرفة قبل أن يجيب عليها، زفر بأختناق شديد من أفعالها ليقع نظره على الهاتف المُلقى على الأرض ويرن بنفس الرنة ( نفسى اسالك / اصالة ) فتمتم بأختناق: -
- يا الله..

أعطت نبض الحقنة ل جلال بصمت وهي تتحاشي النظر له، كان صامت وهو يحدق بوجهها وهي تخفضه للأسفل بحزن ودموعها تنهمر بصمت وكأنها تخشي أن يرى أحد دموعها وضعفها فقالت بنبرة مُتعبة: -
- حاجة تانية يا عمى؟
- يوسف مزعلك يا نبض؟
سألها وهو ينظر لها ووجهها يسرد لكل من يراه أوجاعها، أشارت له بلا في صمت ليربت على ركبتها بحنان وقال: -.

- أحكيلى يا نبض، أنا عارف أنه مزعلك وفي الغالب قسوته هي اللى وجعاكى، حماتك ربته على العلم بس من وهو طفل أربع سنين كانت بتختارله القصص والكتب اللى بتكلم عن نجاح الملك وفوزه في الحروب وحُكام مصر اللى نجحه في الحكم، مفكرتش مرة واحدة تجبله قصة ملك حب الأميرة ولا حتى الفقيرة، أتربى وكبر على أنه ولى العهد اللى هيورث الشركة من بعدى ومينفعش يكون عاطفى أو حنين لازم يكون قاسي وجبار الكل يخاف منه ويعمله ألف حساب، عاش عمره كله على المبادى دى متجيش أنتِ في شهرين تعوزى تغيريه ومُنتظرة أنك تلاقى نتيجة لدا، عارفة لما أتجوز ميرا كانت بتعمل المستحيل عشان يعاملها بحنية، وبدل ما تخليه يحبها هي اللى حبته عشان تعانى لوحدها.

- بس هو قاسي فعلًا
قهقه ضاحكًا وهو يقول: -
- ههههه لو بتحبيه يا نبض هتستحملى مش هتتعبى من أول جولة، وأقولك سر..
أومأت له بنعم وهي تمسح دمعتها الهاربة على وجنتها فقال: -
- ادخلى دماغه الأول، لأن عقله هو اللى مسيطر عليه مش قلبه، سيطرى أنتِ على عقله الأول بقى، خلى هدفك الأول عقله وبعدين هتتسربى لقلبه بسهولة
نظرت له بأستغراب فتابع حديثه بمكر قائلًا: -.

- عانديه يا نبض، يوسف موته وسمه أن حد يعانده. عنادك له هو اللى هيمحى قسوته
تبسم بخفة ثم أومأت له بنعم وغادرت الغرفة، دلفت ولم تجده بالغرفة بدلت ملابسها واخذت حمامها ثم صعدت للفراش وغاصت في سبات نومها..
كانت ميرا جالسة في التراس بغرفتها وتفكر في حديث تمارا جيدًا ثم أتصلت بها وقالت: -
- أعملها أزاى؟
- هي ايه؟
- أسقط نبض أزاى؟ أقتل ابنها ازاى من غير ما حد يشك فيا لأن أول واحدة هيشكوا فيها أنا.

قالتها ميرا ببرود لتجيب عليها تمارا قائلة: -
- بسيطة خالص وعندى اللى هينفذها كمان
- هتعملى أيه؟
قصت عليها تمارا ما ستفعله فأجابتها ميرا قائلة: -
- ماشي خليها تنفذ وهديها اللى تطلبه
- حلاوتك يا ميرو يا عسل أنتِ.

فتح يوسف عيناه بتعب في الصباح ثم نظر للساعة بهاتفه وجلس على الفراش يُمطى جسده بتكاسل ليقع نظره عليها، أتسعت عيناه على مصراعيها بدهشة وهو ينظر لها. واقفة أمام المرأة وترتدى بنطلون أزرق فضفاض وقميص نسائي أبيض تدخله به من الأسفل بكم فضفاض وأسورة من المعصم، شعرها مُسدول على ظهرها وترتدى أكسسوارات كاملة ورائحة عطرها تعبء الغرفة وتضع مساحيق التجميل على عكس عادتها، تفحصها بذهول وهو يقول: -
- على فين؟

- سؤال ذكي، هيكون على فين عندى شغل
قالتها ببرود، أقترب منها ببرود حتى وصل أمامها وألتف حولها وهو يشم رائحة عطرها ويقول: -
- شغل بالأناقة دى واكسسوارات
- اه في حاجة
قالتها ببرود، تذكر ذلك الطبيب الذي رأه بالمستشفى يسترق النظر إليها دومًا بوضوح دون خجل فقال وهو يمسك فك وجهها بغضب: -
- وميك اب كمان
تجاهلت حديثه وهي تقول: -
- عن أذنك عشان متأخرة
مسك ذراعها بقوة وهو يقول بغضب: -.

- أمسحى القرف اللى في وشك دا قبل ما تنزلى
- لا وقولتلك قبل كدة متأمرنيش
قالتها بتحدى ليضغط على ذراعها بغضب أكثر ويقول: -
- سمعتى أنا قولت أيه؟
- لا يا أستاذ يوسف مسمعتش، وبعدين من أمتى وأنت بتدخل في لبسي وألبسي أيه واحط ايه
تحدث وهو يكز على أسنانه بغضب مكتوم: -
- من دلوقت، وأتفضلى أعملى اللى قولت عليه دا لو عايزة تنزلى أساسًا
نفضت ذراعها بقوة من قبضته وقالت بتحدى: -
- أسفة مش هعمل اللى أنت عاوزاه.

قالتها وغادرت من أمامه ليوقفها بحديثه قائلًا بتهديد: -
- لو خرجتى يا نبض كدة احتمال يكون أخر يوم ليكى في بيتى
- يكون أحسن يا يوسف، أنا أعتقد أنى طلبت الطلاق مرة لأنى بامانة مش طايقة أشوفك في حياتى
قالتها بغيظ وهي ترمقه بثقة تخشي خلفها أرتباكها فقال: -
- متحسسنيش بس أنى هموت وأشوفك، أنتِ عارفة أنى لا عايز أشوفك ولا اسمع صوتك وأن وجودك في حياتى شيء من الأجبار.

زفرت بأختناق وهي تعض شفتيها السفلى بغضب وخرجت وهي تُتمتم قائلة: -
- أبقى أنا اللى غيظاه وهو اللى يفرسنى، ااااه لو حد يسيبنى عليه
تبسم بسخرية عليها وأستدار كى يدخل المرحاض وأخذ حمامه ليخرج على صوت هاتفها نظر ليرى الهاتف على الكمودينو يبدو أنها تركته خلفها مع شجارهما..
كانت تقود سيارتها وهي غاضبة وتُتمتم بغيظ قائلة: -
- يوسف، اه نفسي أمسكه من زمارة رقبته، فارسنى وحارق دمى..

ضغطت على المكابح فجأة حين ظهر رجل من العدم أمام سيارتها، أصطدمت رأسها بالمقودة فتألمت وهي تضع يدها على جبينها ثم هلعت وهي تترجل من السيارة لتنظر على الرجل فوجدته فاقد للوعى، جثوت على ركبتيها بهلع وهي تقول: -
- أنا عملت أيه. يا استاذ. يا حضرة، الإسعاف.

وقفت بهلع وهي تستدير كى تحضر هاتفها وتتصل بالإسعاف لتصطدم برجل أخر خلفها ووضع منديل على فمها يكتم صراخات ويده الأخرى خلف رأسها يتحكم بها بقوة، وقف الرجل المُلقى على الأرض وأشار إلى سيارة تقف بعيدًا، كانت تحاول دفعه بعيدًا عنها بهلع وهي ترى الأخر يخرج من جيبه حقنه تعلم جيدًا بأن بداخلها مُخدر، هلعت وهي تدفعه في صدره بقوة فهذا المخدر يكاد يقتلها هي وطفلها لتفقد الوعى حين وضع الحقنة بذراعها..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة