قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل السادس عشر

باريس
وصلت السيارة للفندق وترجل يوسف أولاً ثم مد يده إليها فوضعت يدها بقبضته وترجلت ثم دلف إلى الداخل وبعد أن أنهى أجراءات دخولهما، أستدار كى يصعدا فقالت بدلالية وهي تمسك ذراعه بكلتا يديها كطفلة صغيرة: -
- يوسف تعال نخرج نتمشي شوية. البلد جميل اووى
- مش هترتاحى من السفر شوية
قالها وهو ينظر إلى وجهها الطفولية وبرائتها المُدللة فأجابته ببسمة مُشرقة وتظهر أسنانها: -.

- أنا مش تعبانة، تعال يا يوسف بقى..
أنهت جملتها وهي تسحبه من ذراعه للخارج، تأفف بزمجرة من أصرارها وحماسها حين رأت البلد كانت على وشك السقوط نومًا في الطائرة، عاد بها إلى السيارة فقالت: -
- هنتمشي شوية بلاش العربية
- متأكدة من القرار دا يا نبض.

سألها وهو يبتسم بمكر عليها، سار بجوارها في الشوارع وهي تتباطى ذراعيه وفرحتها تظهر بملامحها وهي تنظر لكل شيء بأنبهار وأعجاب طفولى شديد، ركضت من ذراعه وهي تقف أمام برج أي?ل وتنظر عليه بالأعلى فكاد أن تسقط للخلف ليقف خلفها وهو يحتضن من الخلف ويغلق البلطو الخاص به عليهما معاً فقال: -
- عجبك
- جدًا، بص حلو أوى أزاى يا يوسف
تبسم عليها وهو يضع رأسه على كتفها وقال: -.

- أنا مش عاوز أبص على حاجة غيرك، خلينى أعترف أنك جميلة يا نبضى من غير عصبية، جميلة وأنتِ بملامح طفلة وبتتصرفى كأنك طفلة 10 سنين
كانت تنظر للبرج وعندما أنهى حديثه أستدارت له وهي بداخل ذراعيه والبلطو كى تنظر له ولمست لحيته بحب وقالت هامسة: -
- بدأت تعترف أنى جميلة، هل دا يا ترى لأنى جميلة فعلًا؟ ولا عشان بتحبنى فشايفنى بقلبك
وضع قبلة على أنفها رقيقة وقال بحب: -.

- عشان الأتنين، أقولك سر. لما شوفتك أول مرة بفستان الفرح كنت واثق أنك مش زى أى واحدة قابلتها وأنك هتشقلبى حياتى، كنت عارف أنك هتوصلى لمكانة محدش قدر ولا هيقدر يوصلها غيرك، كانت لأول مرة عينى تشوف واحدة بنت بالجمال اللى شوفتك به وقتها، كنتِ جميلة لأبعد الحدود وكأنك حورية هبطت على حياتى عشان تكملها، كنتِ جميلة وقتها ودلوقت أجمل بكتير لدرجة متتوصفش ومش عارف أعبرلك أنا شايفك أزاى غير أنك في نظرى أجمل من كل الحاجات اللى بتبهرك دلوقت وجمالك غلب جمال كل الطبيعة اللى حواليا وبيخلينى طول ما أنا شايفك بقول سبحانه الخالق على جمالك دا، بالنسبة ليا الطبيعة اللى بتخطف أى إنسان وتهدأ الروح والعقل موجودة في عينيكِ الخضراء دى، أنتِ أجمل من أنك تتوصفى يا نبضة قلبى.

دمعت عيناها بسعادة وهي تستمع لحديثه عنه وهو يحاول أن يسرد لها كما هي جميلة بعيناه وأن الجمال كلمة اتسردت وأتوجدت في اللغة العربية لأجلها هي فقط، أردفت بحب ونبرة ناعمة: -
- أنا بحمد ربنا أنك كنت نصيبى ومكنش حد تانى، وبشكر عقلى اللى خلانى اعاند وأصر على حُبك لأن لو مكنتش أصرت على أنك تحبنى كان هيخسر جنتى في الأرض
- وأنا بشكرك أنك نبضة قلبى.

قالها وهو يترك أسر خاصرتها واخذ يدها بقبضته وسار يبحث عن شيء حوالهما وهي بجواره حتى وصل إلى مطعم فاخر وتناول طعامهما ثم عاد للفندق وهي تتألم من قدمها، تبسم وهو يقول: -
- أنا سألتك متأكدة ولا لا؟
- مكنتش أعرف أن الطريق بعيد كدة
قالها وهي تسير بخطوات بطيئة، نزع البلطو الخاص به ووضعه فوق كتفيها ثم جثو على ركبته أمام قدميها وقال: -
- تعالى يا نبضي!
نظرت حولها بحرج وهي تقول: -.

- يوسف أنت بتعمل أيه؟ أنت ليك مكانتك وجاى هنا لشغلك، أفرض حد شافك
جذبها من ذراعها ليحملها على ظهره وهو يقول: -
- أيه العيب في أنى أشيل مراتى وهي تعبانة وحتى لو مش تعبانة. إذا أنا مشلتهاش مين يشيلها، هو عشان رجل أعمال وليا مكانتى أعيش بقيود عيون الناس والصحافة
تبسمت وهي تلف ذراعيها حول عنقه وتضع رأسها على كتفه وهتفت بدلالية: -
- أنا كدة هتعود على الدلع دا
- أنتِ عليكِ تتعودى وأنا عليا أنفذ.

قالها وهو يسير بها مُبتسمًا حتى وصل قرب الفندق وأنزلها حسب رغبتها وصعدا معًا ثم ناما بتعب شديد من السفر والسير..
- يوسف هنا؟!
قالتها صباح وهي جالسة على الفطار في مطعم الفندق ليُجيبها فؤاد: -
- اه كريم بيقول هنا من أمبارح
- غريبة مكلمنيش ولا جه يشوف الشغل
قالتها وهي تترك الشوكة من يدها فقال باحراج: -
- احم، بيقضي يومين مع مراته
تبسمت بخفة وهي تقول: -.

- نبض معاه هنا!، يوسف أتغير يا فؤاد من ساعة ما نبض دخلت حياته
- أنا لاحظت كدة
تحدث بجدية قائلة: -.

- مش عشان هي بنتك، بس يوسف فعلاً بدأ يتغير، ميرا لما خانته وضربها بالنار مطردتش من البيت ولا مرة، ولا فكر يفتح موضوع خروجها من القصر وبدأ يتعايش مع الأمر لكن لما فكرت تأذي نبض طردها وخد كل ما تملك لأجل عيون نبض. بقيت أشوف بسمة في عيونه بمجرد ما نبض تطل قدامه، ميرا لما خرجت من القصر من غير أذنه ضربها وكان هيموتها في ايده، نبض لما خرجت من القصر لاقيته راجع شايلها وخاف لصوتنا يصحيها وبقى يجيب ورد وهدايا، يوسف أتغير يافؤاد. أتغير أووى عشان نبض وكأنها نبضه اللى كان ناقص عشان يحيا قلبه.

- ربنا يسعدهم ويبعد عنهم كل شر، إحنا مش عاوزين غير كدة
تبسمت بفضول وهي تنظر له ثم قالت بحماس: -
- نفسي أشوف يوسف لما يعرف أن نبض حامل بعد ما حبها. لما عرف بحملها السابق كانت مجرد زوجة أمه اجبرته عليها دلوقت هي حبيبته
أتسعت عيناه بذهول وهو يسألها: -
- هي نبض حامل؟
- لا بس أتمنى ربنا يعوضهم في اقرب وقت وأشوف ملامح ابنى وفرحته اللى غابت عنى سنين لدرجة أنى نسيتها
قالتها بشرود في ذكريات الطفولة..
شقة شبرا.

صرخت ميادة بأختناق وهي تقول: -
- عجبك عمايلك السودة دى، بعد عربية أحدث موديل وقصر الزمالك وفلوس بالرز لشقة وحارة جوا شبرا والعشوائيات كله من تحت رأسك
- معقول حبها!
قالتها ميرا بدموع تنهمر على وجنتها وحسرة تحرق قلبها فصرخت مبادة بأنفعال قائلة: -
- أنتِ عاوزة تشلينى، لسه بتفكرى فيه وفي حبه
- مش بأيدى يا ماما حبه مش بأيدى دا لعنتى
قالتها ببكاء وحزن شديد فقالت ميادة بأنفعال: -.

- فوقى يا ميرا، حبك دا هتقتلنا مش شايفة وصلتينا لأية مش كفاية ابوكى زمان عليا لا وأنتِ كمان، أبعدى عن يوسف وأنسيه بقى، يوسف أتجوز غيرك ونسيكى
- نبض هتفضل الزوجة التانية لكن أنا الأولى
تأففت ميادة بأختناق وقالت: -
- ما دام بتحبيه خونتيه ليه ووصلتنا للى وصلنا له دا
- بروده وجبروته اللى خلاونى أضعف قصاد كلمة حلوة، يوسف جبل تلج يقتل لكن، لكن مع نبض قال هتوحشينى.

قالتها بحسرة قلب، زفرت ميادة بأختناق وهي تدخل الغرفة وتُتمتم: -
- أنتِ مش هترتاحى غير لما يوسف يقطع رقبتنا بسببك..
باريس
وقف يوسف أمام باب غرفة النوم مُرتدي بنطلون أبيض وبلوفر أزرق وأسفله قميص أبيض يظهر لياقته من الأعلى، دق الباب بهدوء وقال: -
- يا نبض يلا إحنا كدة هنتسحر مش هنتعشي
- ثوانى يا يوسف خلاص أهو.

قالتها وهي تضع حلق أذنيها اللألماظ ثم نظرت على صورتها بالمرأة وتبسمت ثم سارت نحو الباب، نظر يوسف بساعته بسبب التأخير وقال: -
- يا نبض..

قطع حديثه حين فتحت الباب ببطيء ووقفت أمامه مُبتسمة ليراها ترتدي فستان أزرق نفس ذات لونه بكم وبه رابطة من الخصر يصل لأسفل قدميها ورقيق جدًا، تضع بعض مساحيق التجميل وتزين عنقها بعقد من الألماظ ونفس ذات الحلق تعلقه بأذنيها، شعرها مسدول خلف ظهرها وتضعه خلف أذنيها، مُرتدية حذاء كعب عالى برقبة قصيرة ورائحة عطرها الفريد تعم الغرفة، تأملها بأعجاب وقال وهو يمسك يدها: -
- إحنا ممكن نأجل العشاء لبكرة صح!

تبسمت عليه وهي تحمل البلطو الخاص به ذات اللون الأبيض وتجعله يرتديه ثم وضعت وشاح حول عنقه ليسرق من شفتيها قبلة سريعة فتذمرت عليه قائلة: -
- وبعدين!
- نأجل العشاء
قالها وهو يغمز لها بعينه فتبسمت وهي ترتدى البلطو الأبيض وتسير نحو الباب: -
- لا.

خرج خلفها وذهب معًا إلى مطعم راقى لم يدخله سوى الطبقات الغنية جدًا فقط للأثرياء مثله، جلس على الطاولة معًا وطلب الطعام، كان يوسف يتناول طعامه في هدوء ثم مسك كأسه ليرتشف القليل من الماء فرأها، جالسة أمامه وواضعة يديها على الطاولة وأسفل رأسها وتراقبه بصمت وعيون يفيض منهم الحب والشغف، ترك الكأس وسألها بتعجب قائلاً: -
- مبتأكليش ليه يا نبض؟ أطلبك حاجة غيره.

تجاهلت سؤاله ومازالت تحدق به بنفس النظرات ثم قالت بنبرة رقيقة ترفرف قلبه العاشق لأول مرة: -
- يوسف أنت جميل أوى
تبسم وهو يمسح فمه بالمنديل ووضع يديه على الطاولة ثم سألها بلطف: -
- جميل أزاى؟ وسيم ومُز زى ما بتقولوا
هزت رأسها بالنفى وهي تقول بحب: -
- لا مش دا قصدى، أنا قصدى أنك جميل من جواك وقلبك أجمل لما أعترف بالحب
مد يده لها لتبتسم وهي تعانق يده بيدها فقال بعفوية: -.

- أنا جميل بيكِ يا نبض، جميل لأنك وطنى وعالمى الوحيد، أنا كدة لأنك دخلتى حياتى شقلبتيها وسبتى لمستك فيها، جميل لأن عندى جوهرة زيك بصحى الصبح على نظرة من عينيها وكأن شمسي بتشرق بطلتك قدام عينى، وكونى بيستقر لما بتستقر رأسك في حضنى وقتها بقدر أتنفس براحة وكأن أنفاسي أتسحبت من الهواء والعالم كله وأتجمعت فيكى وفي حضنك، بالى بيرتاح لما بشوف شقاوتك وعنادك وأنك بخير وقتها بكون بخير أنا كمان، أنا جميل يا نبض لأنك بقيتِ نبضة قلبى المُتحجر زى ما بتقولوا كلكم، جميل لأن بختم يومى كل يوم بالنوم على صوت أنفاسك. ببساطة أنا بقيت جميل بيكِ، كنت عامل زى اللاجيء اللى تايه بيدور على وطن يرحب بيه وأنتِ جيتِ عشان تكونى وطنى ومكنش لاجيء والغُربة تكسرنى، جيتِ تنتشلينى من غُربتى وتحولى اللاجيء المُخيف إلى ملك لكنه كان ملك فقيد الحب ولاقياه معاكِ وبيكِ وليكِ.

تبسمت وهي تستمع لحديثه وقالت بحب ونبرة دافئة: -
- وأنا موافقة أكون الوطن ما دام أنت الملك والوحيد اللى ليك سيطرة وحكم فيه
تبسم بعفوية وهو يقول بغرور مُصطنع: -
- وبعدين أنتِ قصدك بقى أنى مش حلو ومُز
ضحكت بأشراق له وهي تقول: -
- لا طبعًا أنت مُز وحليوة كمان. أنا مش بعاكس على فكرة
وقف من مقعده المقابل لها ثم جلس بجوارها على الأريكة الدائرية وقال وهو مازال يعانق يدها بقبضته: -
- طب ينفع أنا أعاكس.

نكزته بساعدها في خصره بخجل وقالت: -
- يوسف الناس هتتفرج علينا
- معتقدش، إحنا مش في مصر عشان الناس تدخل في اللى مالهاش فيه
قالها وهو يسرق قبلة من شفتيها ثم تناول قطعة من اللحم الخاص بها وقال: -
- برضو نبض بتخلى الأكل له طعم مختلف. ممكن واحدة تانية.

تبسمت بخجل عليه ثم وضعت رأسها على صدره ليطوقها بذراعيه بحب بعد أن وضع قبلة على رأسها وقلبه يرفرف بسعادة تغمره، سعادة لم يشعر بها من قبل ولم تتغير ضرباته قلبه هكذا منذ نعومة اظافره إلا حين أقتحمت هذه النبض حياته، قال بهدوء: -
- بكرة هأخدك ونروح لفؤاد ومدام صباح، هخلص شوية شغل ساعتين ثلاثة وبعدها باقى اليوم ليكى
- ماشي بس ممكن تروح أنتِ أنا ورايا كام مشوار هخلصهم وبعدين نتقابل.

أبتعد عنها باستغراب وقال بتعجب: -
- كام مشوار هنا، في باريس؟
- عاوزة أشتري شوية حاجات
قالتها بخجل وهي تتحاشي النظر له فقال: -
- حاجات ايه هو أنتِ تعرفى حاجة هنا يا نبض
تذمرت بوجه أحمر من الخجل وقالت: -
- في ايه يا يوسف قولتلك هشترى شوية حاجات الله
- حاجات أيه؟
عضت شفتيها بخجل شديد وقالت: -
- حاجات بنات، ممكن تبعت معايا العربية
تنهد بقلق عليها من الخروج في بلد لا تعرف بها شيء وهو يقول: -
- ماشي يا نبض.

- يعنى يوسف أخيرًا حن علينا وقرر يجى
قالتها صباح بزمجرة وهي تقف وسط العارضات وتتابع البروفة للعرض فأجابها فؤاد قائلًا: -
- اه كلمنى وقال جاى بعد ساعة
- كتر خيره والله بقاله أسبوع في باريس والعرض بكرة ولسه فاكر أن جاى شغل مش شهر عسل
قالتها بغضب وهي تنظر للفتاة التي تسير على المنصة بالفستان ثم تابعت بصوت هامس: -
- يوسف الجواز المرة دى غيره بجد وبدأ يهمل في شغله ويعتمد علينا.

سمعها فؤاد لكنه فضل الصمت حتى لا يثير غضبها أكثر..
خرج يوسف من الغرفة كى يرحل ثم عاد مُجددًا وهو يقول: -
- نبض تليفونك شاحن؟
أومأت له بنعم وهي تقف أمام المرأة مُرتدية بنطلون جينز وبلوفر وردى وعليهم بطلو جلد يصل لركبتها وتربط رابطته حول خصرها فسأل بجدية: -
- والفيزا معاكِ ومعاكِ دولارات كاش
- اه يا حبيبى.

قالتها وهي تضع الطاقية الصوف ذات الكرة الفروة فوق شعرها وتسدله على الجانبين ووشاح بنفس اللون الوردى حول عنقها، حملت حقيبة ظهر وردية على ظهرها وأرتدت حذاءها الرياضي وخرجت مُسرعة بصحبته حتى خرجا من الفندق وكانت السيارة الحمراء بأنتظارها أمام الفندق بالسائق يتحدث العربية والفرنسية، صعدت بالمقعد المجاور، نظر من النافذة وقال: -
- خلى بالك من نفسك ولو أحتجتى حاجة كلمينى
- حاضر يا حبيبي متقلقش بقى!

- أنا مش فاهم أنتِ ليه مش عاوزة تأخدينى معاكى وهستن برا
قالها بضجر لتقول: -
- أنت وراك شغل يا حبيبى
قالتها ثم وضعت قبلة على وجنته بدلالية وبسمة على وجهها فسألها بضيق: -
- الباسبور معاكِ؟
- معايا كل حاجة متقلقش بقى
قالتها بابتسامة فتحدث لسائق بجدية: -
- خلى بالك منها، توصلها مكان ما هي عاوزة وتجبها على الفندق اللى اديتك عنوانه بعد ما تخلص
- تحت أمرك يا فندم.

قالها السائق بهدوء، وضع قبلة على جبينها ثم رحل ليصعد بالسيارة البيضاء الموجودة خلفها وأنطلق كل منهم في طريقه، وصل للغرفة المُخصصة لشركته في الفندق الذي سيقيم به العرض ووجد والدته غاضبة منه تحدث بشأن العمل معها دون مُصالحتها او الأعتذار منها..
صعدت نبض للسيارة بعد أن انهت ما أردته وقالت بهدوء: -
- أنا عاوزة اروح مكان أشترى منه هدية حلوة وناردة لجوزى
- تمام في مكان هيعجب حضرتك جدًا
تبسمت وهي تقول: -.

- ماشي بس بسرعة عشان متأخرش
أنطلق السائق بها وذهب للمحل ودخلت تبحث وسط الأغراض المعروضة على هدية تليق بزوجها النرجسي المغرور وحُبه، كان يسير السائق خلفها ليبقى على أمانها كم أمرها فجاءت له العاملة وهي تقول بالفرنسية: -
- اساعدك في شيء؟
أشار لها بلا ثم عاد بنظر نحو نبض ولم يجدها أمامه، بحث عنها في المكان بأكمله لكنها أختفت تمامًا ولا أثر لها وكأنها تبخرت في الهواء..

دقت الساعة الرابعة وهو يحاول الأتصال بها بقلق فكان موعد لقاءها في الثالثة، هاتفها مُغلق ولم يستطيع الوصول لهاتف السيارة مما جعله يكاد يجن من القلق عليها، هي لا تعرف شيء في هذه البلد الغريبة ولم تأتى لها من قبل، أتصل بالفندق ليحصل على رقم السائق ثم أتصل به ليصرخ قائلًا وهو يقف من مكانه: -.

- يعنى أيه أختفت؟ أمال أنت معاها بتعمل أيه؟ أنت مفهمتش كلامى بغباءك شكلك حمار ولا من غير عقل، أنت فين؟، أنا جاى ويفضل لك وللى مشغلينك أنك تلاقيها قبل ما أوصلك..
أغلق الخط وأنطلق مسرعًا إلى المكان الذي أختفت به ووجد السائق واقفًا أمام المحل بدونها والخوف يظهر بملامحه، مسكه يوسف من ملابسه بغضب وقال: -
- هي فين؟
- أبوس أيدك أنا هتطرد من وظيفتى..
صرخ به بقوة وهو يقول: -.

- وظيفة أيه وزفت أيه، أنا بسألك مراتى فين؟
بحث عنها في كل مكان كالمجنون وهو يجرى الأتصال بها وفي كل مرة يُجيب عليه المُتحدث الألى يخبره بأن الهاتف مغلق، حل الليل وتلاشت الشمس في السماء وهىلم تظهر بعد فكاد أن يفقد عقله بسبب القلق والخوف معًا، يخشي أن يكون أصابها مكروه وليست تائهة في بلد غريبة فقط..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة