قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الرابع والعشرون

فتح يوسف عيناه في الصباح الباكر بعد أن أيقظته مداعبتها لوجهه، نظر بجواره إليها وقال بصوت مبحوح شبه نائم وهو يغمص عينيه مُجددًا بأرتياح: -
- بتعملى أيه يا نبض؟
تبسمت وهي نائمة بين ذراعيه وتتأمل ملامحه الجدية حتى في نومه تخلى من أى تعابير غير الجدية والقوة رغم أن قلبه أصبح عاشقًا لكن ما زال عقله مُتحجرًا ثم قالت وهي تلمس لحيته بأظافرها الطويلة بلطف: -
- ببصلك عشان أشبع منك، واحشنى يا يوسف.

فتح عيناه بتعجب وهو يرمقها بوجه ناعس ثم مسك يدها التي تداعب وجهه وقال: -
- واحشك وأنتِ في حضنى
- أمممم واحشنى جدًا
وضع قبلة على شعرها بلطف وقال بنبرة دافئة: -
- دا شوق ولا قلق، لو شوق فأنا هكون مبسوط أكيد أن شوقك موجود حتى وأنت في حضنى لكن لو قلق فأنا محبش أشوفك قلقانة يا نبض وعاوزك تطمنى بس طول ما أنا معاكى مش عاوز غير أنك تكون مطمنة
- أنا بحبك أووى يا يوسف
قبل يدها بدلالية وقال: -.

- وأنتِ عارفة أنك حُب حياتى وحُبى الوحيد. الأول والأخير
تبسمت بأشراق أكثر وكأن شمسه أشرقت مع شروق بسمته فتبسم لها بعفوية وقال: -
- مش هتقصى ضوافرك دى عشان رحيم
- اه إحنا أبتدينا بقى، خايف على ابنك من أولها
تبسم بعفوية وهو يجلس على الفراش وقال بلطف: -
- نبض أنتِ بتصلى والضوافر الطويلة غلط ومكروهة في الدين، وأنا مش عاوز حاجة تكون سبب في أنك تشيلى ذنب أو تبعدك عن الجنة خطوة واحدة.

صمتت وهي تنظر عليه بتعجب وأنبهار فسألها بتردد من نظراتها: -
- بتبصلى كدة ليه؟ أنا قولت حاجة غلط
- أنت بجد خايف عليا اووى كدة
تبسم وهو يأخذ يديها بين قبضتيه وقال بهدوء تام ممزوج بدفء يلمس قلبها: -
- اه خايف أووى خطوة واحدة تبعدك عنى في الجنة وتخلى دعوتى مستجابش وأنا بطلبك حوريتى في الجنة في كل ركعة
قبلت جبينه بدلالية وأمتنان ثم قالت: -
- بحبك.

- لو سألتينى أنا نفسي في أيه؟ هقولك معنديش غير أمنية واحدة كنت أحب تجى منك من غير ما أطلبها
قالها وهو يضع خصلات شعرها خلف أذنها بحنان ثم تابع بعفوية: -
- محدش يشوف شعرة منك غيرى أنا جوزك وحلالك، كنت وما زالت بتمنى أشوفك في الحجاب يا نبض، الشياكة والأناقة مش موجودة في الشعر بس أنا متأكد أنك هتكونى أجمل بكتير في الحجاب وهغير عليكى كمان لما تلبسيه عشان هيزيدك جمال بس هستحمل عشان دا فرض ربنا.

- أنت أجمل وأحن راجل في الدنيا يا حبيبى وأنا كنت هندم عمرى كله لو سيبتك لواحدة تانية أو موافقتش أتجوزك
قالتها بعيون دامعة من الفرح وقلبها يتراقص عشقًا على أوتار نبضه، وضع قبلة على جبينها وقال هامسًا لها وهو ينظر بعينيها عن كثب شديد: -
- أنا بحبك فوق ما تتصورى يا نبض ومش عاوز حاجة تفرقنا حتى الموت ميفرقناش
شركة ال SH
دق باب مكتب صباح ودلفت السكرتيرة لها تقول: -
- باشمهندس مراد برا.

- خليه يتفضل ومدخليش حد علينا
قالتها وهي تغلق الملف، دلف مراد لها وهو يقول: -
- صباحو عسل يا ست الحبايب
- أقعد يا مراد
قالتها وهي تضع يدها على المكتب متشابكين ثم هتفت بجدية متابعة: -
- أسمع يا مراد عشان مطولش عليك وعشان أنا عندى ميتنج كمان نص ساعة..
- أيه الداخلة الجدية دى يا خالتو
قالها بمرح لتتحدث بوجه جاد ونبرة قوية أشد: -.

- أولا أنا هنا مش خالتو. أنا مدام صباح أو صباح هانم أو الرئيسة، ثانيًا سيبك من جو التفاهة دا أنا عارفة كل حاجة
نظر لها بتعجب وسألها بجدية: -
- عارفة أيه؟
حدقت بعينيه بوضوح وقالت وهي تنتظر تعابير وجهه: -.

- عارفة أنك ضابط في القوات الخاصة في الجيش مش صايع وفاسد زى ما بتقول، وكل السفريات اللى بتدعى أنك بتتصرمح فيها مع بنات في بلاد العالم ما هي إلا مجرد مهمات بتطلعها وكل أختفاءاتك طول الوقت بتكون في الجيش وأنك بتدعى الشخصية التافهة دى عشان متلفتش النظر لك.

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته وكيف علمت حقيقته ولم يعلمها أحد فحقًا لم تكن رئيسة هذه الشركة ولم تنال لقب الرئيسة المتوحشة من فراغ فبعض المؤظفين يخشاوها أكثر من يوسف رغم قسوته فقال بتلعثم: -
- أنتِ عرفتى أزاى..

- أنا صباح هانم يا مراد مبغلبش في حاجة عاوزة أعرفها مهما كانت أيه حتى لو في سرية الجيش هعرفها، المهم أنا عاوزة منك خدمة وعارفة أنك زى ما قدرت أنك تخبي على الكل حقيقتك هتعرف تعملها من غير ما حد يحس بيك
- أيه هي؟
نظرت له دقيقة صامتة وقالت بثقة: -
- ملاك بنت يوسف أتقتلت في المستشفى وأنا شاكة أن اللى عملها عصام وبنته لكن عاوزة دليل واضح وأكيد عشان لما أتحرك يكون عن ثقة
- سهلة وبسيط يا مدام صباح.

قالها بجدية على عكس مرحه وكأن شخصيته تبدلت في الحال 180 درجة، تبسمت بمكر وهي تلقى له فلاشة وقالت: -
- هتلاقى صورة القاتل هنا لكن معنديش أى معلومة عنه ووشه مش واضح أوى
- متقلقيش هجبهولك تحت رجلك
تبسمت بجدية وهي تقول: -
- تكون مشكور وليا طلب تانى بقى. تسمعنى كويس وتركز معايا..

دلفت نادين إلى المطعم فرأت كريم واقفًا هناك مع فتاة ويبتسم معها، تقدمت نحوهما وهي عاقدة ذراعيها أمام صدرها بغضب شديد واضح في ملامحها وكأنها تقذفه بالقنابل النارية من عينيها ونظراتها القاتلة، رأها تقترب منه فقال: -
- عن أذنك
أستأذن من الفتاة وذهب نحوها مُبتسمًا وقال: -
- جيتى بدري يعنى؟
- عشان أشوف القمر. أيه خطبت ولا لسه أطلبهالك أنا.

تبسم على غيرتها الواضحة رغم أن لم يعترف أحد منهما للأخر بحبه وكل ما يربطهم علاقة صداقة فقط لكن غيرتها واضحة وتعترف بحبها دون أن تنطقها فقال: -
- دى زبونة هنا؟
- زبونة قليلة الذوق واقفة تتساير معاك ليه، هي جاية تتعرف ولا تطفح
- الأثنين.

قالتها الفتاة ببسمة ماكرة بعد أن سمعت جملتها بسبب صوتها المرتفع من غيظها، رمقتها نادين بذهول من ردها وبرودها المستفز، تقدمت نادين نحوها خطوة ليمسكها كريم من ذراعها قبل أن تقترب أكثر أو تتحدث معها أو بالأحرى ستأكلها ثم قال: -
- عن أذنك يا أنسة
أخذها لمكتبه لتغضب عليه: -
- أنت ساحب حمارة وراك، عاوز ايه؟
- أنتِ أيه نار داخلة المكان براحة يا نادين على الزبائن أنا كدة هقفل المطعم وأشغله عليكى أنتِ بس.

قالها بزمجرة فكبثت غضبها بداخلها ثم ضربته في قدمه بقدمها وخرجت غاضبة مُتذمرة، تبسم عليها وقال مُتمتمًا: -
- مجنونة!
قصر الحناوى
عاد يوسف للقصر عصرًا و صعد إلى غرفتهما ولم يجدها بالغرفة هي وطفله، خرج ليبحث عنها لتخبره تهانى أنها ذهبت للخارج وتركت رحيم معها. تعجب لخروجها بدون اذن وأتصل بها لتُجيبه قائلة: -
- يوسف!
- أنتِ فين يا نبض وليه مقولتليش أنك خارجة الصبح.

سألها بهدوء يكبث غضبه من خروجها بدون اذنه فقالت مُتجاهلة حديثه: -
- ممكن تركب عربيتك وتجيلى على اللوكيشن اللى بعته على الواتس
فتح الواتس اب وهو معها على الخط فأتسعت عيناه على مصراعيها بدهشة ثم وضع الهاتف على أذنه مُجددًا وقال: -
- الغردقة، بتعملى أيه في الغردقة يا نبض وأزاى تسافرى لوحدك من غير ما تقوليلى ماليكش راجل يحكمك ولا أنا كيس جوافة ولا أيه.

- يوسف لو سمحت من غير زعيق أنا كنت مخنوقة وحابة اسافر أشم هواء شوية لوحدى وأتسرقت ممكن تيجى لأن معيش أى فلوس وقاعدة في الشارع
قالتها بنبرة حزينة ليغمض عيناه بغيظ منها وقال: -
- خليكى مكانك يا أخرة صبرى لما نشوف أخرتها، أنا هكسر رقبتك يا نبض لما أشوفك على الجنان دا وتسيبى ابنك عمره شهر وتسافرى.

أغلق الخط معها وذهب بسيارته إلى حيث تتواجد، وصل للغردقة وكانت الساعة في تمام التاسعة مساءًا، أتصل بها ولم تجيب فذهب لترسل له موقعها الجديدة، زفر بأختناق وقاد سيارته وهو يرخى رابطة عنقه من الغضب، وصل للشاطىء ورأى يخت أبيض اللون هناك مُضيء، نزل من سيارته وهو يحمل جاكيت بدلته في يده وأغلق السيارة ثم ذهب لليخت، صعد له ثم للأعلى ليراها تقف أمامه مُرتدية فستان أبيض بقط وأكمام شفاف، طويل ويحتك بالأرض حافية القدمين وشعرها مسدول على ظهرها والجانبين وترفعه للأعلى من الأمام بتوكة تاج، واضعة مساحيق التجميل تجملها أكثر وتظهر أنوثتها أكثر، هناك طاولة صغيرة عليها عشاء رومانسي شاعري وشموع وورود حول الأطباق تزينها، ألقى سترته أرضًا وهو يحاول الثبات على غضبه ولا يضعف أمام جمالها وقال: -.

- مين اللى خرجك من غير أذنى
تقدمت نحوه بأبتسامة وقالت بدلالية: -
- وحشتنى يا يوسف
عض شفتيه بغضب مُصطنع ثم مسك ذراعها بقوة وقال: -
- وحشتك تستنينى في بيتك أنما تسافرى من ورايا أقطع رقبتك فيها
- بحبك
قالتها وهي تضع قبلة على لحيته الخفيفة لتذيب كل غضبه وتسقط ذلك القناع المُصطنع فنظر لها بحب وقال: -
- مجنونة والله أنك مجنونة يا نبض وهتجننى وياكى
- عارفة يا قلب نبض.

نظر للخلف على اليخت وهو يتحرك في البحر بهما وسألها: -
- أيه دا يا نبض؟
- دا مفاجأة، أوعى تقولى أنك مش فاكر النهاردة أيه؟
قالتها بجدية وهي تنظر له بتوتر خاشية أن يكون نسي ذكرى زواجها الأول، صمت قليل يُربكها فقالت بتذمر: -
- أنت بجد مش فاكر يا يوسف
- أنا بحاول أحسب أزاى مر سنة بالسرعة دى معاكِ يا نبضي
تلاشى غضبها وظهر بدله بسمة مُشرقة طالما عشق رؤية هذه الأبتسامة منها وقال بنبرة دافئة: -.

- بس معلش قوليلى أيه حكايتك في الأحتفال عشان تقوليلى أنك حامل طلعتى السماء ودوختنى وراكى في باريس وعشان تقول كل سنة وإحنا مع بعض جبتنى من القاهرة للغردقة زى المجنونة عشان تقوليها في البحر، خايف المرة الجاية تودينى القارة الجنوبية عشان تقولى في الثلج
قهقهت ضاحكة عليه وهي تتشبث بذراعه وتقول: -
- ممكن برضو ليه لا
- مجنونة رسمى
تبسمت وهي تختبيء بداخل أحضانه وقالت: -
- محنونة بحُبك.

- بما أن اليخت أتحرك أنتِ ناوية نرجع أمتى؟
تبسمت وهي تأخذ يديه وتذهب به للأسفل حيث الغرف وقالت بدلالية: -
- بعد أسبوع، أعتبره أسبوع عسل من جديد
قهقه ضاحكًا عليها وهو يقترب منها بينما يده تنزع رابطة عنقه ويده الأخرى تغلق باب الغرفة خلفهما..
شقة الزمالك
خرجت جهاد من المطبخ لتراه جالسًا على الأريكة ويلهو مع رحيم كطفل صغير وليس رجل في الخمسينات من العمر فقالت: -.

- يا ريتها نبض خلفت من زمان، مش كنت جاى تعبان من الشغل ومش قادر تتحرك أول ما تهانى جابت رحيم جالك الفوقة
- مش بيقولك أعز الولد ولد الولد
قالها وهو يداعب رحيم بيده فتبسمت وهي تقول: -
- مشوفتكش بتضحك كدة من زمان
- اه الأحفاد بتصغر الواحد وترجعه عيل
قالها بابتسامة فتبسمت وهي تقول: -
- ياريت كان اسمى رحيم، تعال كُل يا جدو
تبسم لها ثم وضع رحيم في سريره الصغير وذهب للسفر فقالت: -
- كُل كويس عشان تقدر تلعب..

قهقه ضاحكًا عليها فتبسمت له..

فتح يوسف عيناه بأنزعاج من أشعة الشمس وهو نائمًا بصدر عارى على سطح اليخت، رأها تصعد الدرجات مُبتسمة بإشراق تُنير يومه بتلك البسمة الصباحية ومُرتدية قميصه السماوي ويصل لأعلى ركبتها باقدام عارية وترتدي هوت شورت قصير لا يظهر من القميص، ترفع أكمام القميص إلى ساعديها وشعرها يتطاير مع الهواء الشديد، جلس وهو يضع ذراعه على ركبته وممدد قدمه الأخر ويتفحصها، جلست بجواره كطفلة صغيرة وقالت: -.

- صباحك ورد وفل وياسمين يا روحى
قبلها بلطف ثم قال: -
- صباحك جنة يا نبضة قلبى، ايه اللى لابسة دا
- هدومك كنت حابة أجربها هتقول عليا مجنونة صح
قالتها بدلالية وهي تعض شفتيها بخجل ليقول: -
- أوريكى الجنان أنا بقى أيه
- أيه؟
أخذها من يدها وهو يقف وأخذها إلى حافة اليخت وهو يطوق خصرها بذراعيه فصرخت بخوف وهي تقول: -
- لا يا يوسف أنا مبعرفش أعوم..

قطعت جملتها بصرخة قوية حين قفز بها للبحر وفلتت من يده ليتشبث بها بقوة وهو يقول: -
- أهدى يا نبض وسيبى نفسك مع المياه
وضعت يديها على أكتافه وهو تحاول عدم الحديث حتى لا تبتلع المياه، سبح بها قليلًا وهي مُتشبثة به، تبسم بمكر عليها وأختفى في الماء لتحاول السباحة وهي تناديه بخوف: -
- يوسف. يوسف أنت فين. يوسف.

بدأت تبكى بخوف عليه وخوف من الماء ليصعد من خلفها وهو يطوق خصرها لتستدير له باكية وتضربه على صدره بقوة وقالت: -
- أنت مُختلف هتموتنى من الخوف عليك
- نبض
نظرت له بعيون باكية ممزوجة بمياه البحر، تأملها وهي مبللة وجميلة ثم قال: -
- أنا بعشقك يا نبض، بعشقك بجنون
- يوسف اهييييه أنا بحبك أوى متخوفنيش عليك تانى
قالتها وهي تعانقه ببراءة لتشعر بقبلة على عنقها الباردة بشفتيه الدافئة فقالت بخجل: -.

- ممكن نطلع عشان أنا سقعت
صعد بها لليخت وتركها تبدل ملابسها وتجهز الطعام وعاد للبحر مُجددًا، جهزت نبض الطعام ووضعته على الطاولة ثم أستدارت لتُصدم حين رأت رجل مُلثم خلفها، أتسعت عيناها بصدمة وخوف وهي تعود بقدمها للخلف حتى وصلت لحافة اليخت.
نظر يوسف من الأسفل عليها ليُصدم وهو يرى جسدها يسقط من اليخت للماء وتزداد صدمته حين رأى المياه الزرقاء تتلوث بلون الدم..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة