قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الخامس عشر

دلف يوسف إلى غرفته وهو شاردًا بحديث كريم ثم صعد إلى الفراش بجوارها وهي نائمة كملاكه الجميل الذي يُزن فراشه، كانت تحتضن الوسادة بيديها ويظهر ظهرها العارى وذراعها، وضع الغطاء عليها جيدًا حتى لا تصاب بالبرد فشعرت به لتترك اسر وسادتها وتختبيء من البرد في احضانه وهي تقول بتمتمة وعينيها مُغمضتين: -
- طنط مشيت
- اممم، نبض
فتحت عينيها بهدوء وتعب ليقول بجدية: -.

- متروحش في حتة من غير ما تقوليلى أنتِ فين ومع مين عشان أقدر أحميكى
لفت ذراعيها حول خصره وهي تكمل نومها وتقول بعفوية: -
- هو في حد قالك أنى في خطر
- أسمعى كلامى يا نبض
أومات له بنعم وهي تغوص في نومها، وضع قبلة على جبينها بحنان وقال بجدية: -
- مستحيل أسمح لحد يأذيكى يا نبضى، مستحيل أخلى حد يعتبرك تمن خطيئة أنا معملتهاش
فتحت عيناها بجدية من نبرته الحادة وقالت بقلق: -
- مالك يا يوسف، في أيه؟

رفع يديها تلمس وجنتها برفق ثم وضع خصلات شعرها خلف أذنها بلطف وهو يتحدث بهدوء: -
- مفيش يا نبض، الحرص واجب وأنا مش عاوزك تتخدشي خدش واحد صغير حتى لو قدر
- حبيبي فهمنى في ايه أنا مش صغير، فهمنى عشان أعرف أحرص من اللى بيحصل بجد
قالتها بجدية وهي تلمس يده، تنهد بأختناق وحيرة ثم قال بتردد: -
- صدقينى أنا نفسي معرفش في أيه؟ بس ميرا غريبة وهادئة اليومين دول ودا شيء مريب فيها قلقنى.

تبسمت بأشراق وهي تعود لأحضانه مُجددًا وتطوقه بذراعيه وقالت: -
- متقلقش يا يوسف أنا أعرف أخلى بالى من نفسي وميرا أخرها تكعبلى على السلم وتحطلى حاجة في الأكل بس
أخرجها من حضنه بعنفه وهو يقول بغضب سافر: -
- أنتِ فاكرة أن دا سهل، خليها تفكر تعمل كدة وأنا اجبلك رأسها تحت رجلك
لفت ذراعيها حول عنقه وهي تقول: -
- خايف عليا. متنكرش بقى
تبسم وهو يقبل جبينها بحب وقال: -.

- اه خايف عليكى عشان بحبك وخلاص مفيش أنكار تانى، خايف عليكى لأن مقدرش أخسرك بعد كل دا
- بتحبنى؟
سألته بدلالية ليقول بهدوء متنهي: -
- اعتقد أنى قولتها خلاص.

تبسمت بأشراق لتهدأ من روعته بأبتسامتها الساحرة فلمس وجنتها بيده بحنان وهو يحدق بها ويتواعد بأن لا يخسر تلك المرأة التي استطاعت وحدها التسلل إلى قلبه وقلبت حياته رأسًا على عقبًا، منذ أن دخلت حياته وأصبحت حياتها بخطر مُهددة بالخطر فقط لأنها زوجته وهو ذنب الذي لا يغفره الجميع، ذنب الذي لن تتوب عنه هو أنها تزوجت رجل له أعداء حتى بداخل بيته وتحت سقف فلا أمان لها سوى بين ذراعيه فقط..

- مش مطلوب منكم غير أنكم تخدوها للشقة اللى هقولكم على عنوانها وبس
قالتها تمارا بجدية فأومأت لها السيدتين بالموافقة..
نظرت تمارا إلى ميرا فاشارت إليها بنعم ثم أنصرفت النسوة فقالت: -
- أنتِ واثقة فيهم يا تمارا، لو حصل حاجة غلط يوسف هيطير رقبتى ورقبتكم، متفكريش أنك برا الموضوع لو محصلش الموضوع صح، يوسف مش هيسيب حد أتدخل يعنى مش أنا اللى هتأذى لا وأنتِ كمان
- متقلقيش يا ميرا هم هيعرفوا يخلصوا صح.

- ماشي، أنا هرجع القصر عشان أكون موجودة لما ينفذوا
قالتها وهي تقف وتمسك حقيبتها..
خرجت نبض من المستشفى مُرتدية تنورة تصل لركبتها وقميص نسائي بكم شفاف وفوقه البطلو طويل يصل لأسفل ركبتيها يحميها من برودة الهواء وشعرها مسدول على ظهرها وترتدى كعب عالى، توقفت في مرأب السيارات ومعها نادين وقالت: -
- أنا هطلع على العيادة مش هتيجى معايا
- لا يا ستى أنا هروح، عمته جايبالى عريس ابن واحدة صاحبتها.

قهقهت نبض ضاحكة وهي تفتح سيارتها وتقول: -
- الله يكون في عونك يا حبيبتى
صعدت نبض إلى سيارتها وأنطلقت ليدق هاتفها باسمه، تبسمت بسعادة لأول مرة يتصل بها، أستقبلت الأتصال وهي تقول: -
- حبيبي
- وحشتينى
أجابته وهي تنظر للطريق بحرص بنبرة ناعمة: -
- وأنت كمان وحشتنى
- هتخلصي شغل أمتى؟

قالها وهو يقف من مقعده ومُرتدى بدلته السوداء ونازعًا سترته ويقف بقميصه الأبيض والفيست الأسود، تبسمت وهي تصف سيارتها أسفل عمارة العيادة وهتفت بعفوية: -
- أنا وصلت العيادة ساعتين كدة وأكون في البيت
وقف أمام الشرفة الزجاجي وهو يقول: -
- لا خليكى عندك، أنا هعدى عليكى في العيادة نتعشي برا
- نتعشي برا اممم اوكي
قالتها وهي تولج من باب العيادة فأجابها بنبرة هادئة: -
- خلى بالك من نفسك
- وأنت كمان يا حبيبى.

قالتها وهي تجلس على مقعدها خلف المكتب، فقال: -
- باى، نبض
- اممم
- بحبك
قالها بنبرة دافئة تلمس أوتار قلبها، تبسمت بحب وقالت: -
- وأنا بعشقك يا يوسف
- عارفة أنا نفسي في أيه دلوقت؟
قالها وهو ينظر على الطرقات من خلف الزجاج ويضع يده الأخرى في جيب بنطلونه، سألته بعفوية: -
- أيه؟
- تقوليلى أنا حامل وهجيب بنوتة بجمال نبض
قالها بنبرة هامسة فتبسمت بخجل وقالت: -.

- بس أنا مش حامل، بس ممكن نجيب بنوتة لكن أشمعنا بجمال نبض أنا عاوزاها بقوة يوسف
- أنا عاوزاها شبهك بمعنى تكون أنتِ على صغيرة
- يوسف.
صمت وهو ينتظر حديثها القادم فقالت بحب: -
- أنا بحبك أووى، وهاين عليا أسيب العيادة دلوقت وأجى جرى لحد عندك واقولك بحبك
قهقه ضاحكًا وهو يقول: -
- أنتِ عارفة أنك مجنونة صح
- اممم عارفة بس ممكن بقى نقفل عشان أشوف المرضي اللى برا دول وأخلص قبل ما تيجى.

قالتها وهي تقف من مقعدها فقال: -
- ممكن. خلى بالك من نفسك
- حاضر
قالتها ثم أغلقت الخط ودلف الممرض يقدم لها القهوة وكشف بأسم المرضي ثم خرج وبدأ دوامة عملها بين الكشف والأستشارات حتى دلف الممرض لها وقال: -
- باقى كشف واحد يا دكتورة
- ماشي دخله ومتأخدتش كشوفات تانى النهاردة.

قالتها وهي تنظر بهاتفها ثم وضعته في جيبها حين دلف سيدتان، بدأت تتحدث معهم عن الأعراض والشكاوى، وقفت نبض من مكانها ووضعت السماعة الطبية على قلب المرأة حتى قالت السيدة بنبرة مُخيفة: -
- أنتِ دكتورة نبض مرات يوسف الحناوى
نظرت نبض لهما بأستغراب ثم قالت بهدوء: -
- اه، خدى نفس عميق
لتُصدم حين دفعتها السيدة للأخرى بقوة وهي تقول: -
- أنا هأخد روحك أنتِ
جمعت توازنها قبل أن تسقط وقالت بهدوء: -
- في أيه يا مدام؟

- أنا مش مدام يا ختى أنا اسمى المعلمة
قالتها وهي تسير نحوها ثم تابعت بغضب: -
- وأنا جاية اخد أجلك أن شاء الله بس متقطعيش
- أنتِ مجنونة!
قالتها نبض بذهول وهي لا تفهم بأنها تثير غضب هذه السيدة العشوائية فكانت تشبه سيدة الجزارة بالمدبح، تحدثت السيدة بغضب وهي تمسكها من شعرها بقوة: -
- أنا هوريكى الجنان يا حرباية، عاملالى فيها دكتورة وبنت اغنياء والله لأجيب خبرك وأخليه يدفع التمن..

انهى حديثها و نبض تقف خلف المقعد بهلع وهي تجمع أفكارها ثم قالت: -
- ميرا اللى بعتاكى صح؟
وقفت الأخرى خلف باب المكتب وهي تقول بتعجل: -
- أخلصى قبل ما حد يحس بينا.

نظرت لهما بهلع وركضت نبض بذعر إلى المرحاض ودلفت وهي تغلق الباب من الداخل وتبكى بخوف، أرتعبت بخوف وهي تسمع هؤلاء النسوة يطرقون الباب بقوة الذي يمنعهن من الوصول لها، وضعت يدها على قلبها بخوف ثم اخرجت هاتفها وهي تمسح دموعها حتى تستطيع الرؤية وأجرت أتصال له وهي تلهث بضعف وتقول مُتمتمة: -
- رد يا يوسف.

سمعت أحد من الخارج يفتعل صوت بالمفاتيح لتتذكر ان درج مكتبها يحتوى على مفتاح الباب فوقفت خلف الباب بقوة وسقط الهاتف من يدها، أستقبل يوسف الأتصال ليسمع صوت صراخها..
صرخت نبض بهلع وسط بكاءها وجسدها يرتجف خوفًا وتختبيء خلف هذا الباب وترى الهاتف بوضوح وهو يتحدث معها فقالت بخوف وهي تصرخ: -
- يوسف ألحقنى، يوووووسف..

كان يقود يوسف سيارته بنفسه على غير المعتاد ليرن هاتفه بأسمها، أستقبل المكالمة ليسمع صوت صراخها وهي تقول: -
- يوسف ألحقنى، يووووسف..

أنقطع الأتصال مع صرختها القوة التي خلعت قلبه منه مكانه، أتصل بها مرة وأخرى ولن يجد جواب، ضغط على البنزين أكثر وهو يسرع في طريقه إلى عيادتها ويضرب المقودة بقبضته بقوة وغضب، وصل للعمارة التي بها العيادة وقبل أن يترجل من سيارته جاءته رسالة محتواها ( مراتك خاينة ) وبها عنوان، أتسعت عيناه بصدمة وقاد إلى العنوان المحدد، قطع غضبه وقلقه رنين هاتفه برقم مجهول اجابه ليسمع صوتها تصرخ بجنون وهلع: -.

- يوسف ألحقنى. أنت فين؟
تحدث بقلق سافر قائلًا: -
- نبض أنتِ فين؟
- يوسف ألحقنى، الراجل اللى برا هيموتنى، تعال يا يوسف بسرعة أنا هموت
- أهدى يا نبض وخليكى مكانك أنا خمس دقايق وأكون عندك، خليكى زى ما أنتِ
- بسرعة يا يوسف أنا مستخبية في الحمام، ااااااااااه.

قالتها وهي تبكى بهلع حتى قطع الأتصال بصرختها التي قتلت قلبه واثارت غضبه أكثر، عندما وصل إلى العمارة، صعد ووجد باب الشقة مفتوح، دلف وهو يبحث عنها وصدم عندما رأها فاقدة للوعى على الفراش..
كانت وحدها بالشقة، هرع نحوها وهو يناديها بقلق: -
- نبض.
- أنا كويسة متخافش
قالتها وهي تفتح عيناها بتعب، تنهد بأرتياح وهو يحتضنها فقالت ببكاء: -
- يوسف أنا قتلته، أنا قتلت يا يوسف.

نظر لها بصدمة لتشير له على المرحاض دلف ورأى الرجل على الأرض ورأسه تنزف، عاد لها ثم حملها على ذراعيه وهو يقول: -
- متخافيش يا نبض
صعد بها للسيارة لتقصي عليه ما حدث فوضع قبلة على جبينها وهو يقول: -
- أنا أسف، حقك عليا يا حبيبتى
- على أيه هو أنت اللى قولتلهم يعملوا كدة
مسح على رأسها بحنان وهو يقول: -
- لا بس بسببى من يوم ما أتجوزنا وأنتِ بتشوفى حاجات قذرة بسببى
أغمض عيناها بتعب شديد وهي تقول: -.

- أنا تعبانة يا يوسف ومش قادرة أتكلم، أسفة لو بوظت العشاء
- فداكى ألف عشاء يا نبضى المهم أنك تكونى بخير
قالها وهو يقبل يدها ثم أنطلق بسيارته إلى القصر، دلف وهو يصرخ بغضب هز جدران القصر كاملًا بأسمها: -
- ميرا، ميرا
أخبرته الخادمة بأنها في الغرفة، صعد الدرج ركضًا فسألت سارة بصدمة من غضبها: -
- هو في أيه؟
- سيبه يربيها يا سارة لأن أنا تعبت منها.

قالتها نبض ببرود لتُصدم حين رأته ينزل الدرج ويسحبها خلفه من شعرها بقوة وجسدها يرتطم بالدرج ربما يكون كسر عظامها وهي تصرخ بهلع معه و ميادة تركض خلفه، جذبها من شعرها بقوة حتى وصل أمام نبض وهي جالسة على المقعد وجعلها تجلس على الأرض أمامها وقال بتهديد: -
- أعتذرى على اللى عملتيه..

نظرت ميرا بصدمة من وجود نبض أمامها فهى كانت بأنتظار خبر موتها بيد يوسف، كادت أن تقف فضغط على رأسها لتظل جالسة أمام قدم نبض وقال بتهديد أكبر: -
- أعتذرى من نبض
- اللى بتطلبه دا مستحيل
قالتها وهي تقف أمامه بغضب وغرور لتُصدم بصفعة قوية على وجهها من قبضته أسقطتها أرضها وعينيه تبث نار قاتلة ووجهه أحمر كالدم من شدة غضبه وقال: -.

- أنتِ جبتلها ستات يضربوها لكن أنا اللى هضربك، واللى يقرب من مراتى أنا أقتله وميفرقش معايا رجل ولا ست
نظرت له بغضب وهي على الأرض ويدها على وجنتها مكان صفعته وقالت بتلعثم: -
- أنا معملتش حاجة ومجبتش حاجة
وضع قدمه على ركبتها بالحذاء وضغط بقوة وهو يقول بنبرة مُخيفة: -
- أمال مين اللى جاب تمارا صاحبتك. متقلقيش هتحصلك في قبرك في نفس المتر اللى هحطك فيه
أزدردت لعابها بخوف منه وهي تقف وتقول: -.

- أنت بتعمل كدة ليه، كل دا عشان واحدة خاينة وخانتك..
لم تكمل حديثها حيث أنه قطعها بصفعة أشد قسوة وهو يقول: -
- أنا مراتى أشرف من مليون واحدة من عينتك وقذرتك
مسكها من شعرها بقوة وهو يقول بغضب: -
- أنا مش هقولك أياك تقربلها تانى لأن عمرك كله مش باقى فيه غير ساعة واحدة وهتكون جحيم، لكن خلال الساعة دى بقى عاوزك تقضيها بكلمة واحدة بس ( أسفة يا نبض) فاهمة، أعتذرى.

دفعته بقوة بعيد عنها وهي تصرخ بألم من قبضته وقالت: -
- مش هتعتذر حتى لو هتقتلنى يا يوسف مش هتعتذر لزبالة دى
أنقض عليها بصفعاته القوية وهو يقول بغضب: -
- الزبالة دى أنتِ
حاولت ميادة أبعده عن ابنتها وهي تبكى بقوة حتى دفعها بعيدًا وما زال ماسكًا ميرا من شعرها وقال بتهديد: -
- للمرة الأخرى أعتذرى من نبض يا ميرا
- لا لا لا
رمقها بنظرة غضب وصرخ قائلاً: -
- كررريم.

صدم الجميع وأولهما نبض حين دلف كريم وخلفه رجلين من الحرس يحملون تابوت للموتى ووضعوه أمام يوسف، أتسعت عين ميرا ووالدتها حين رأوا التابوت ليقول بقوة: -
- تابوتك وصل يا ميرا.
دفعها عليه بقوة لتسقط فوق وهي تصرخ بهلع وتبتعد وهي جالسة على الأرض، وقف بجوار نبض وهو يقول: -
- أعتذرى وإلا..
قطع حديثه حين جلست ميادة على ركبتيها أمام قدم نبض وقالت ببكاء: -
- أنا أسفة. أسفة والله.

دمعت عيني نبض بخوف وهي تنظر ل ميادة ثم له فتحدث ببرود قاتل: -
- مش أنتِ، بنتك. زى ما فكرت تأذي تفكر أزاى تصلح غلطها
نظرت ميرا للتابوت بخوف فهو يستطيع قتلها دون أن ترمش له عين ثم نظرت ل نبض بغل وحقد ليقول بجدية: -
- عينك متترفعش فيها.
أخفضت عينيها وهي تقول: -
- أسفة
نظر لها بأشمئزاز وهو يقول ببرود يريد إهانتها أكثر لتكفر عما فعلته: -
- مش سامع.
نكزته نبض بخفة وهي على وشك البكاء وقالت هامسة: -.

- خلاص يا يوسف حرام
- مش ساااامع ايه مش سامعانى
قالها بتهديد لتصرخ قائلة: -
- أسفة. اسفة أسفة
- كريم
قالها يوسف بصوت قوى وهو يجلس على المقعد ويجذب نبض لتجلس على قدمه ليغيظها اكثر ويحرق قلبها، أخرج كريم ورقة من جيبه ووضعها فوق التابوت وعليها قلم لتنظر عليها بضعف وتقول: -
- ايه دا؟

- برجع حقى، 10? اللى خلتينى اكتبهملك في القصر مهر هأخدهم منك ومن غير ولا جنيه، كان لازم تسمعى كلام صباح هانم لما قالتلك خدى فلوسهم وأمشي لأنى هطلعك من غير ولا جنيه واحد عشان تبقي تدفعى ربع مليون جنيه كويس في حركة حقيرة زيك..
- بس دا عقد بكل ما أملك، أنت كدة هتخلينى من غير حاجة خالص
قالتها ميرا بحسرة ليقول بجدية: -.

- اه دا حقيقي خليكى تشحتى تمن رغيف عيش حاف عشان تأكليه لو مش عجبك أبعتك في التابوت للاخرى أهو هناك هتلاقى أكل
أشار ل كريم ليفتح الرجال التابوت كتهديد لتقول بهلع: -
- لا خلاص همضي
وقعت على العقد وتقول: -
- أرتاحت كدة
تبسم ابتسامة شر قاتلة وهتف بجدية: -
- أمضي يا مدام ميادة أنتِ كمان، أمال عاوزانى اسيبك بفلوسك عشان بنتك تأجر ناس تاني بيها وتلاقي تأكل
- هتأخد فلوس عمتك دا حرام وظلم.

قالتها ميادة بصدمة ليُجيبها قائلًا: -.

- ومكنش حرام وظلم لما بنتك قالت أنى مبخلفش وكذبت عليا ومكنش حرام خيانة بنتك ليا ولا كان الزبالة اللى نامت معه في فرشتى حلالها، مكنش ظلم لما مكسفتش على دمها بعد عملتها وفضلت قاعدة في القصر قدامى بكل بجاحة عشان منساش عملتها، مكنش حرام وظلم لما بعتت راجل لمراتى عشان اشك فيها وكمان كانت عاوزاه يغتصبها، مكنتش حرام وظلم لما هددتى مراتى تقتلى ابنها في بطنها عشان سواد عيون بنتك، أنا عديت كتير وكتير اووى بمزاجى وحذرتكم المرة اللى فاتت عشان صلة الدم اللى بينا لكن بنتك متهدتش فأنا ههدها بنفسي لأحسن تكونى فاكرانى سيبها ضعف ولا ميت في دباديبها ومش قادر استغنى عنها فمش هأذيها، أمضي.

وقعت ميادة على الأوراق بخوف منه ليقف وهو يقول ببرود: -
- طلع الحثالة دول من بيتى يا كريم ونبه على الحرس في ظرف خمس دقائق لو ممشيوش من بيتى يطخوهم وأبقوا أدفنهم في أى حتة إحنا حوالنا الصحراء مفيش أكتر منها
قالها وهو يسير إلى الدرج ويمسك يد نبض في يده ثم قال: -
- اه وجهزلى العربية الفجر أنا مسافر أرتاح شوية من القرف دا
أخرجهم كريم بملابسهم فقط وبدون سيارات، صعد يوسف إلى غرفته ودلف بها لتقول نبض: -.

- يوسف أنت قسيت عليهم جامد. كان كفاية كسرتهم لما أعتذروا وخلاص
- أنتِ مش عارفة حاجة يا نبض ودول حكايتهم حكاية هبقى أقولها في وقت مناسب لكن صدقينى أنا مخدتش غير أملاكى وفلوسي
قالها وهو يلقى بجسده على الفراش، مددت جسدها بجواره وقالت: -
- هو أنا ممكن أتسجن عشان قتلت الرجل..
قطعها وهو يضع سبابته على شفتيها وقال: -
- لا طبعًا، متخافيش هو مماتتش هو اغمى عليه بس وزى القرد بس أطمنى أنا هجيب اجله.

- لا وحياتى كفاية كدة
قالتها وهي تتشبث بذراعه ليقول: -
- عاوزانى اسيب واحد حاول يغتصبك يا نبض
- بس أنا كويسة ودفعت عن نفسي
قالتها بهدوء ثم تابعت بحب: -
- وحياتى يا يوسف، أنا مش عاوزاك تأذي في الناس
- هم اللى بيأذونا يا نبض، هو أنا كنت اعرفه عشان أذيه ولا هو اللى أذاكى
قالها بعقلانية لتقول: -
- خلاص بقى عشان خاطرى. اه صح أنت مسافر الفجر ازاى وفين
أعتدل في جلسته ليقول: -.

- هنسافر باريس. كان المفروض بعد أسبوع بس هنسافر بكرة نقضي شهر عسل جديد
- هتأخدنى معاك
قالتها بسعادة ليُجيبها بمرح: -
- أمال هقضي شهر عسل مع كريم مثلاً
نكزته في صدره بغيظ ليمسك يدها وهو يجذبها نحوه ثم وضع قبلة على شفتيها بحب لتبتسم وهي ترخى جسدها بأستسلام وتنزع رابطة عنقه بعفوية، أبتعد عنها بشغف وهو يقول: -
- عاوزاها بنت شبهك
تبسمت بخجل عليه ليدفعها على الفراش وهو يغلق الأضواء بالريموت الألكترونى..

وصلت الطيارة إلى فرنسا وخرج يوسف بصحبتها وهي تتبأطى ذراعيه وتقول: -
- بابا هيجى يستنانا هنا
- بابا مين، فؤاد ومدام صباح ميعرفوش أننا هنا، وبعدين متحسسنيش أنى خاطفك يا نبض دا أنا جوزك
قهقهت ضاحكة عليه وهي تصعد معه إلى السيارة وأنطلق السائق بما ولم ينتبه أحد إلى السيارة السوداء التي تسير خلفهما تراقبهما..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة