قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

- نعم؟
- خلاص روحى
أغلق باب الغرفة وذهب نحو الكمودينو يلتقط هاتفه ليرى ورقة فوق الهاتف قرأها ( صباح الخير. أنا نزلت المستشفى في حالة حرجة محتاجة جراحة هخلص وأرجع، دا رقم تليفونى، نبض )
زفر بأختناق وكور الورقة بغضب وأجرى أتصال بهاتفه إلى مساعده الشخصي: -
- أيوة يا كريم. أعرف المستشفى اللى المدام شغالة فيها حالاً، هي أخذت عربية معاها، طب أبعت عثمان يجيبها من هناك.

أغلق هاتفه غاضبًا ودلف للمرحاض كى يأخذ حمامه ويبدل ملابسه..
خرجت نبض من باب المستشفى مع صديقتها بملل فقالت نادين: -
- والله أنك مجنونة في عروسة تسيب بيتها وعريسها يوم صباحيتها وتنزل الشغل يا نبض
- دى حياة إنسان يا نادين
تذمرت نادين عليها وقالت: -
- والله أنك تستاهلى خناقة محترمة مع جوزك ومحدش هيغلطه
- مدام نبض..
أتاهما صوت من الأمام فنظرت له بتعجب وهو يفتح لها الباب الخلفى ويقول: -.

- أستاذ يوسف في أنتظار حضرتك
رمقته بتعجب ثم ودعت صديقتها وصعدت معه للسيارة فأنطلق بها حتى وصل للقصر ودلفت السيارة من بوابة القصر..
دلف يوسف من التراس حين رأى السيارة وصلت ليجد ميرا بغرفته فسألها ببرود تام وهو يضع يديه في جيبه بغرور: -
- أنتِ أيه اللى دخلك هنا؟
لم تجيب عليه وأقتربت نحوه وهي تتأمله بعيناها وقالت بعتاب: -
- عارف يا يوسف أيه مشكلتك؟
أشاح نظره بعيدًا عنها دون أن يكترث لحديثها وقال: -.

- لا ومش عاوز أعرف.
وضعت يدها على صدره بقلب متألم وهي تنظر في عيناه مباشرة وقالت: -
- مشكلتك أنك مبتعرفش تحب واخد حياتك كلها عملي وبس، معرفتش تحبى زى ما أنا حبيتك.

قطع حديثها دخول نبض من باب الغرفة، تأملتهم في صمت تام فتاة بجسد ممشوق. شعرها البنى مموج على الجانبين وعينيها بنيتين وملامحها صغيرة ترتدى فستان أسود بكم يصل لركبتيها، نظرت بحدة على يدها الموضوع على صدر زوجها ثم له، أقتربت نبض منهما وهي تقول بكبرياء: -
- أنتِ مين؟
- ميرا بنت عمة يوسف
تبسمت نبض بسخرية وهي تشير على يدها وتقول: -
- معتقدش أن دا سبب كافى أن أيدك تتحط على جوزى ولا أيه.

أنزل يوسف يدها ببرود وهو ينظر إلى هذه الزوجة وخرجت ميرا صامتة فسألها بجدية: -
- أنتِ أزاى تخرجى من غير أذنى
- أعتقد أنى وضحتلك في الورقة سبب خروجى وأن دى حياة بنى أدم ومحبتش أصحى وأزعجك
قالتها وهي تفتح الدولاب لتخرج ملابسها ثم أستدارت له بغضب وقالت بجدية: -
- أعتقد كمان أنى قولتلك أن عقلى كبير لكن مش لدرجة أنى ألاقى واحدة طليقتك وكانت مراتك في أوضة نومى ولا أيه.

- متغيريش الموضوع مفيش عروسة بتخرج يوم صباحتها تروح الشغل
اجابته بنبرة باردة مُتجاهلة حديثه قائلة: -
- يوسف بيه أتمنى أننا منجرحش في بعض بأفعال غبية، مفيش سبب واضح يخليها تجى هنا وتحط أيدها عليك
- محصلش حاجة من اللى في دماغك دى
قالها بوجه عابس فأجابته بحدة قائلة: -
- والمفروض أصدق كلامك وأثق فيه صح؟
- المفروض أنى جوزك ولازم يكون في ثقة بينا. وياريت تغير هدومك بسرعة لأن ورانا سفر.

أجابته وهي تقف أمام باب المرحاض قائلة: -
- أنة متعودتش أثق في حد غريب وأنت جوزى قانونًا وشرعًا لكنك غريب جدًا عنى ومفيش سبب واحد يخلينى أثق في كلامك
دلفت للمرحاض بوجه غاضب، زفر بأختناق وخرج من الغرفة يتحدث في هاتفه قائلًا: -
- خلى عثمان يجهز العربية، وتعالالى على المكتب يا كريم
هبط للأسفل فوجد والدته ترتشف قهوتها الصباحية كالعادة قبل الذهاب للعمل فقال: -
- صباح الخير
- صباح النور يا يوسف، مراتك فين؟

أجابها بجدية قائلًا: -
- بتجهز
دلف للمكتب ووجد كريم بأنتظاره فسأله وهو يجلس على المكتب: -
- عملت ايه في اللى طلبته منك؟
- هنا كل البيانات عنها
أخذ منه الملف فتابع كريم: -.

- تقريبًا يومها مفيهوش غير المستشفى والجيم والعيادة في السيدة زينب، صحابها محدودين جدًا بسبب قلة ثقتها بالناس، محبوبة جدًا وسط المرضي وتقريبًا مبتعملش مشاكل نهائي وحسب أيميلها بتحب تساعد الناس جدًا بالخير وعاملة يوم الثلاثاء دايمًا للكشف المجانى في عيادتها، تقدم لها خالد دكتور معاها في المستشفى قبل كدة ورفضته لسبب معرفتش أعرفه لكن من يومها وهو حاططها في دماغه..
قطع حديثه يوسف بجدية قائلًا: -.

- خلاص يا كريم. كفاية أنا هبقى أقرا الملف بنفسى
فتحت تهانى باب المكتب وقالت برسمية: -
- العربية جاهزة والشنط فيها
أومأ لها بنعم وخرج من المكتب ليرى زوجته تنزل الدرج بخطوات ثابتة مُرتدية فستان أزرق اللون بكم واحد وذراعها الأخر عارى ويصل لركبتها وقالت: -
- صباح الخير
تبسمت صباح عليها وهي تقف من مكانها: -
- صباح النور، جهزتى يا عروسة؟
- اه يا طنط
أتاها صوته وهو يقف على باب المكتب ويقول: -.

- طب يلا بينا عشان متأخرش، أمى أنا مش هتأخر زى ما أتفقنا أسبوع بالظبط وهكون عندك ولو إحتجتوا حاجة في الشركة عندك فؤاد أو كلمينى على تليفونى الخاص
- متقلقش يا حبيبى على الشغل أنا عاوزاك تتبسط مع عروستك
قالتها بمكر وهي ترمقه ميرا تنزل من الأعلى، قبل يوسف جبينها وسار نحو نبض ليأخذ ذراعها في ذراعه ويخرجا معًا مُتجاهلين ميرا تمامًا..
شركة ال SH.

كانت سارة تجلس في مكتب المصممة الرئيسة حيث مكتبها وورشة التصميم معًا في الساحة مليء بالفساتين المعلقة والأقمشة فسألتها نانا: -
- يعنى يوسف مش جاى الشركة أسبوع
- اه في أسبوع العسل وبسبب المشروع الجديد موافقش يسافر برا مصر اكتفى بالغردقة
قالتها سارة بهدوء فسألتها نانا: -
- بس عروسته قمر
تبسمت سارة وهي تقول: -
- هي قمر فعلًا يا نانا ممكن تبطلى بقى شغل المخابرات دى وتركزى في الشغل.

- يا حبيبتى أنا بحب الأخبار كلها تكون عندى
قالها بكبرياء مُصطنعة فتبسمت سارة عليها
(نانا: -
مصممة أزياء، واحدة من ضمن قائمة أفضل 50 مصمم عالميًا، امرأة أربعينية بروح عفوية واجتماعية جدًا )
كان يوسف يقود سيارته الجيب الحمراء العالية وهي تجلس بجواره في صمت تام فقطعت صمتهما بسؤال غير متوقع: -
- أنت طلقت ميرا ليه؟
نظر نحوها بدهشة من سؤالها ثم إلى الطريق مُجددًا وقال ببرود: -
- عشان مبتخلفش.

نظرت له وسألته بجدية: -
- يعنى أنا لو طلعت مبخلفش هتطلقنى زيها
- أنا مطلقتهاش عشان الخلف لكن عشان كذبت عليا وزورت تحاليل أن العيب فيا، أنا مبكرهش في حياتى قد الكذب يا نبض
قالها وهو ينزع نظارته الشمسية عن وجهه، تنهدت بهدوء ثم قالت: -
- يمكن عملت كدة عشان خافت أنك تسيبها أو تتجوز عليها عشان تخلف.

- هي متأكدة أنى مكنتش هتجوز عليها لأنى مش مهتم لا بالجواز ولا بالعلاقات وأن جوازى منها زى جوازى منك ماما اللى مشيت فيا وأنا راجل مُكتفى بشغلى، كدبها كسر كل الثقة اللى بينا وأنا أتعودت في شغلى أن الثقة هي أساس العلاقة ونجاحها
نظرت للأمام بسخرية وهي تعيد كلمته: -
- زى جوازى منك، أنت صريح زيادة عن اللزوم
- أنا مبكدبش ولا بذوق الكلام.

تبسمت ساخرة وهي تنظر من النافذة بوجع وهو يخبرها بقيمة وجودها في حياتى وأنها لا شيء حقًا، وصل إلى الغردقة تحديدًا إلى الفندق المحدد ليقول: -
- يلا إحنا..

قطع حديثه حين رأها نائمة بتعب يظهر في ملامحها، كان يعلم أنها أستيقظت فجرًا للذهاب إلى مريضها فترجل من السيارة أولًا ينهى الأجراءات ويستلم مفتاح الشاليه الخاص به ثم ذهب بسيارته إليه، نقل العامل الأغراض إلى الشاليه ورحل، فتح يوسف باب السيارة ثم أقترب نحوها ينزع لها حزام الأمان ووضع سترته على أقدامها العارية ثم حملها على ذراعيه برفق حتى لا تستيقظ لكنها فتحت عينيها بتعب لتراه قريب جدًا منها فقال بهدوء: -.

- صباح الخير. ممكن تكمل نومى
نظرت حولها لتراه يصعد بها الدرج وأقترب من الوصول إلى الغرفة، أزدردت لعابها بخجل وهي تتشبث بعنقه حتى لا تسقط منها، وصل للغرفة ثم وضعها بالفراش برفق وقال: -
- هتكملى نوم ولا أطلب غدا
- أى حاجة اللى تحبه.

قالتها بخجل وهي تعتدل في جلستها مُتحاشية النظر له، خرج من الغرفة وتركها. أنتظرته يعود لكنه تأخر وحين عاد رأها تنام بمنتصف الفراش دون أن تبدل ملابسها فوضع الغطاء عليها ثم خرج من الغرفة بعد أن بدل ملابسه..
شقة الزمالك
- أنت قلقان ليه يا فؤاد ما أنا لسه قافلة معاها وهي كويسة ومبسوطة
قالتها جهاد بتذمر فأجابها فؤاد قائلًا: -
- هي كويسة لكن مبسوطة دى مش متأكد منها
- ليه بس؟
أجابها وهو يرتدى تيشرته بجدية: -.

- لأن نبض بتتعامل بعاطفتها لكن يوسف مبيعرفش يحب أو بمعنى اصح مش مؤمن بالحب أصلا، نبض هتتعب معاه
- متقلقش بس وتفضل شايل الهم
قالتها بزمجرة وهي تخرج من الغرفة..

وقفت نبض أمام المرأة مُرتدية فستان قط أسود برابطة أسفل الصدر ومغلق الصدر، أرتدت ساعتها الحمراء وحذاء بكعب عالى لونه أحمر وتركت شعرها حر خلف ظهرها ثم خرجت من الغرفة ورأته يتحدث في الهاتف، زفرت بأختناق وهي تتأمله يتحدث في الهاتف وعقلها يتساءل هو أعماله كثيرة لهذا الحد حتى في إجازته يباشر العمل، أنهى حديثه وأستدار لها وهو يقول: -
- يلا.

أومأت له بنعم ثم خرج معًا من الشاليه، كان يسير صامتًا أمامها وهي تنظر على الناس حولهما كل رجل يتشابك الأصابع مع امرأته ويتهامسون والبعض يضحكون بسعادة فنظرت للأرض بحرج، وصل للمطعم معًا وجلس على الطاولة فكانت مُنشغلة بمراقبة الجميع بحزن علي حالها أم هو كان ينظر لقائمة الطعام رفع نظره لها فرأها تنظر في أتجاه أخر فنظر ليرى شاب يجلس على الأريكة مُلتصق بزوجته ويحتضن يدها بيد ويطعمها بيده الاخرى ويضحكون معًا، سألها بنبرة هادئة: -.

- هتأكلى أيه؟

نظرت للقائمة وطلبت أول شيء وقع نظرها عليه بحزن، أنهوا طعامهم وخرجوا من المطعم وكان يسير في الأمام فحاولت مد يدها ببطيء لتلمس يده لكنها خجلت من فعلتها فجذبت يدها سريعًا قبل أن تلمسه، مر مجموعة من الشباب من جوارهما فنظر إليها وهو يأخذ يدها في ذراعه وتقدم بها، كان يخشي أن ينظر رجل أخر لزوجته نظرة عابرة، تبسمت بسعادة طفولية حين مسك يدها وتوردت وجنتها بخجل، قال وهو ينظر إلى المحلات أثناء سيرهما: -.

- لو حاجة عجبتك قولى متتكسفش، إحنا هنا عشان تكونى مبسوطة ومتحسيش أنى غريب
أومأت له بنعم ثم قالت بتردد: -
- يعنى أى حاجة عاوزاها هتعملها لى؟

- لو حاجة في مقدرتى هعملها أكيد، نبض أنا عاوز أعرفك حاجة. أنا يمكن معرفكيش أوى ويمكن أتجوزتك كشيء روتينى في الحياة أنى أتجوز لكن عاوزاك تتأكدى من حاجة واحدة أن في الحياة دى كلها معنديش أهم من شغلى وسعادتك لأنك من اللحظة اللى بقيتى فيها مراتى أنتِ بقيتى طبيعى أقرب حد ليا وأنا لو تعبان هأجى أترمى في حضنك وأنام مش هروح في حتة تانية غير ليك.
أومأت له بخجل وقالت: -
- ينفع نروح تمشي على البحر شوية.

أومأ لها بنعم وهو يقول: -
- ممكن طبعًا
أخذها إلى الشاطيء فكان مليء بالعشاق والأزواج، نزعت حذاءها عن قدمها وحملته بيدها ويدها الأخرى تتبأطى ذراعه وتسير بجواره تحكى له عن حياتها وهو الأخر يفعل المثل
- أنا صبورة جدًا ولما بكون عاوزة حاجة بعمل المستحيل عشانها وبوصلها في الأخر. لكن موقف زى الصبح مثلًا أن ألاقى طليقتك في أوضة نومى وايدها عليك متطلبش منى أنى أكون صبورة
أجابها بجدية حادة قائلًا: -.

- عندك حق، بس أنا أكيد مطلقتهاش عشان أخونك معاها مثلًا
- يمكن بتحبها؟!
قالتها بهدوء فتوقفت قدمه عن السير ونظر لها نظرة جادة وقال: -
- نبض عاوز أقولك حاجة، كلنا فينا عيوب ومش كاملين وأنا معترف أنى مش كامل وعيبى الوحيد أنى مبحبش حد، مبعرفش أحب ولا أتعلق أنا ممكن أتعود على وجودك في حياتى وأن هرجع البيت كل يوم هلاقكى في أوضتى لكن أنى أتعلق بيكى مستحيل.

تبسمت له بعفوية وشعرها يتطاير مع نسيم الهواء وقالت بتحدى: -
- مش مستحيل على فكرة، أنت هتحبنى وأقولك حاجة مش هتعرف تعيشي من غيرى كمان
تبسم بسخرية عليها وقال بثقة: -
- تعرفى أنك جميلة أوى في اللون الاسود وأجمل في اللحظة دى شعرك بيطير وعينيك بتضحك وابتسامة أجمل حاجة ممكن أى راجل يشوفها وغمازاتك دى تخطف قلب أى حد.
تبسمت بثقة وخجل معًا من مغازلته لها لكن لم تدوم بسمتها كثيرًا حين تابع حديثه بثقة أكبر: -.

- لكن رغم جمالك اللى يدخل القلب دا واللى عينى شايفاه. أنا مش حاسس بحاجة غير أنك مراتى وعاوز أعمل اللى يسعدك لأنه واجب عليا كزوج مش لأنى عاوز ضحكتك دى تفضل قدامى على طول
اشتاطت غضبًا منه وتقدمت وهي تدفعه بكتفها وتقول مُتمتمة: -
- مش قولتلك صريح زيادة عن اللزوم
سارت أمامه بتحدى وهي مُشتاطة غضبًا وتُتمتم قائلة: -
- هتشوفى يا يوسف بيه هتحبنى ولا هفضل واجب وروتين في حياتك.

كان يتابعها من بعيد وهي تسير غاضبة بسرعة خطواتها حتى وصلت للشاليه ودلفت إلى الغرفة ثم أغلقت الباب بقوة في وجهه.
لم يهتز أو ترمش عيناه بل ذهب إلى الأريكة وفتح اللاب كى يستعد لعمله..
في عيادة لأمراض النسا، تحدثت ميرا بقلب مُنكسر: -
- خير يا دكتورة؟
- للأسف هعيد عليكى نفس كلام الدكاترة زمايلى. مفيش أمل
دمعت عينيها بقهرة قلب وقالت: -.

- يعنى أيه عمرى ما هكون أم، أتاكدى يا دكتورة أنا ممكن أعمل التحاليل من جديد ممكن يكون في غلط
أردفت الطبيبة بنبرة هادئة قائلة: -
- مفيش غلط ولا حاجة يا مدام. حضرتك عندك عيب خلقى ومفيش أمل
صرخت بها ميرا وهي تقف بانفعال وقلب موجوع: -
- أنتوا بهايم، أمال بتدرسوا الطب ليه لما مش هتعرفوا تعالجونا
أدرفت تمارا صديقتها بحزن قائلة: -
- أهدى يا ميرا، إحنا أسفين يا دكتورة.

خرجت ميرا تبكى بوجع وأنهيار فخرجت تمارا خلفها وهي تقول: -
- مش كدة يا ميرا؟
- أنا عمرى ما هكون أم ولا هكون مع حبيبى، يوسف مستحيل يرجعلى غير لو قدرت أحمل وأجبله ابن يا تمارا
قالتها ببكاء، أربتت تمارا على كتفها وقالت بشفقة: -
- يوسف مش هيرجعلك يا ميرا لأنه مبيحبكيش وخلاص أتجوز غيرك، بطلى توجعى نفسك وتروحى لدكاترة وفي الأخر محدش بيتوجع غيرك.

- بس أنا بحبه ولازم أعالج مشكلتى بسرعة، نبض لو فضلت معاه شوية صغيرين هتحبه زى ما أنا حبته وهتاخده منى
نظرت تمارا لها بحزن وقالت بقسوة: -
- فوقى يا ميرا بقى، نبض مش محتاجة تأخده منك لأنها بالفعل مراته دلوقت
جهشت ميرا في البكاء بوجع شديد لفقدها نعمة الأمومة وفقد حبيبها، أربتت تمارا على كتفها بحنان تواسيها..

أستيقظت نبض صباحًا لتشعر بثقل على خصرها، فتحت عينيها ببطيء شديد لتتسع على مصراعيها حيث وجدت نفسها بين ذراعيه ويده فوق خصرها، توردت وجنتها بخجل شديد من قربه هكذا فتحاشت النظر له إلى ثوانى معدودة ثم رفعت نظرها له تتأمل ملامحه الرجولى لترفع يدها ببطيء تلمس لحيته بسبابتها وهي تشعر بضربات قلبها المُتسارعة بقوة شديدة وكأنه صعق قلبها بشاحنة كهربائية أعطته طاقة زائدة، تبسمت بخفة وهي تحرك سبابتها على وجهه برفق شديد دون أن يشعر بها ثم أخفضت رأسها إلى صدره تستمع إلى ضربات قلبه فتبسمت أكثر وهي تبتعد عنه وتُتمتم بسخرية قائلة: -.

- كنت فاكرة معندكش قلب
خرجت من الغرفة مُرتدية بيجامة نومها وصنعت فنجان قهوة وخرجت تجلس أمام حمام السباحة ووضعت سماعة الرأس فوق أذنيها تستمع إلى أغنية (سيرة الحب/ أم كلثوم) وتستمتع بمزاق قهوتها وهواء الصباح..
شركة ال SH
كانت الشركة في حالة من الفوضي العارمة حتى وصلت صباح إلى الشركة فاستقبلتها ألاء السكرتيرة الخاصة لمكتب يوسف و فؤاد فسألتهما بغضب سافر: -
- أزاى دا حصل؟

- لسه بندور لكن دى كارثة حلت بالشركة
قالها فؤاد بعجز فصرخت به قائلة: -
- وعشان الكوارث دى متحصلش حضرتك موجود هنا..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة