قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية ملك فقيد الحب الجزء الأول للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

خرج يوسف للشرفة بوجه شبه نائم ليراها جالسة بالأسفل على حمام السباحة وتستمع للموسيقى، دلف للداخل وأخذ حمامه ثم نزل للأسفل ورأها على وشك الصعود فنظرت له بخجل وهي تتذكر مشهد الصباح لتقول بخجل: -
- أنا هغير هدومى بسرعة عشان نروح نفطر
- ماشي.

صعدت للأعلى وأرتدت فستان أبيض يصل لركبتها فضفاض وعليه جاكيت جينز بكم وحذاء رياضي، خرجت بصحبة إلى مطعم الفندق وجلسا يتناولا الطعام في صمت حتى قطعهما صوت صراخ بالجوار نظرا معًا لترى امرأة تصرخ بهلع وتطلب الأسعاف وطفلها على الأرض فاقد للوعى، وقفت من مكانها ليمسك يدها قبل أن تتحرك: -
- على فين؟

نزعت يدها من يده وذهبت لهما، جلست على الأرض ووضعت يدها على صدر الطفل وهي تشعر بأنخفاض ضربات قلبه، جاء لها مدير المطعم وقال: -
- ممكن تأخديه على عيادة الفندق على ما الإسعاف توصل
حملته نبض وأسرعت إلى العيادة ليذهب خلفها بغضب شديد، فحصه الطبيب وقال للممرضة: -
- حطيله جهاز التنفس على ما الإسعاف توصل. شكله كل حاجة فاسدة
مسكت نبض ذراعه بقوة وهي تقول: -
- أكشف على قلبه
نفض ذراعه من قبضتها بأشمئزاز وهو يقول: -.

- حضرتك مين عشان تدخلى في شغل
أجابته بنبرة مرتفعة ثابتة بها بعض الغضب من كسل هذا الطبيب: -
- جراحة. سبب كفاية دا.

كاد ان يصرخ بها حتى صرخت الممرضة منادية عليه بعد ان تشجن جسد الطفل وبدا يفقد ضرباته قلبه لتبكى والدته بأنيهار، أسرع نحوه وأمر الممرضة بأعطاه الأدرينالين فدفعته نبض بغضب وهي تجذب السماعة الطبية منه وتضعها على صدر الطفل لتشعر بأنسداد أحد الاوردة المتصلة بالقلب وعلى وشك الأنفجار، صرخت به وهي تضغط على القلب تنعشه قائلة: -
- هات مشرط وجهاز شفط بسرعة.

أتسعت أعين الجميع بما فيهم زوجها هل ستجرح جراحة هنا وتفتح قلب طفل، صرخت مُجددًا بعد أن أنهارت قوة والدته فأحضرت الممرضة أدوات الجراحة المتوفرة في العيادة، أنبهر يوسف وهو يراها تشق صدر طفل بمهارة دون خوف أو تردد، تحولت زوجته في لحظة من هادئة ورقيقة إلى طبيبة ماهرة تصرخ وتشق الصدر وشخصيتها تحولت من الهدوء التام إلى القوة والثقة، رأها تجرى الجراحة حتى نهايتها دون أن يرفع نظره عنها، وصلت الإسعاف لينظروا رجالها بدهشة من أجراء جراحة قلب بعيادة داخل فندق وتفتقر الكثير من المعدات والأجهزة، أنهت الجراحة وذهبت معهم للمستشفى وبعد جدال كثير تخطى مدير المستشفى اختراقها للقانون بعد أن علم بشخصية زوجها، خرجت له بأرتياح شديد فتفحصها وهي تقترب نحوه بخجل من نظرات الجميع لها بسبب فستان الملوث بالدماء، أعطها حقيبة صغيرة فسألته: -.

- أيه دا؟
- غيرى هدومك بسرعة في التوليت قبل ما نمشي ولا هتمشي كدة
قالها ببرود لكنها ابتسمت بإشراق له وهي ترحل وقلبها يدق بسعادة لأهتمامه بها، بدلت ملابسها وعادت معه إلى الشاليه..
شركة ال SH
- والمفروض أن شركة الوفاء سرقت أفكار مشروعنا ونزلت بيها كمان
قالتها صباح بغضب ثم تابعت حديثها: -
- حصل أزاى دا يا فؤاد بيه مش حضرتك المدير العام.

- التصميمات دى نانا سلمتها أمبارح بالظبط، ومحدش شافها غيرها هي وسارة والملف زى ما جه زى ما وصل لحضرتك على المكتب
قالها بجدية، صمتت قليلًا وقالت: -
- قصدك تقول أن التصاميم أتسرقت في طريقها من مكتب نانا لمكتبى
- بالظبط، أنا هدور في الموضوع ومش هسكت لكن المشكلة الأهم أن باقى أربع أيام على تقديم التصاميم للجنة عشان تقرر مين اللى هيأخد المشروع وإحنا محتاجين تصاميم جديد.

ظلت تطقطق بقلمها على سطح المكتب وقالت: -
- كارثة مش في ميعادها
- تحبى أكلم مستر يوسف؟
أجابته بتردد: -
- لا بلاش يوسف هنلاقي حل أكيد، لكن دور على اللى عملها برضو متسكتش
- تحت أمرك
عاد يوسف من الخارج وترجل من سيارته ثم دلف للشاليه فرأها جالسة على حمام السباحة بالمايو وشعرها مبللة يبدو أنها كانت بداخله وجلست تحت الشمس، أقترب نحوها بهدوء ثم جلس على الشازلونج بجوارها وقال: -
- مش هنتغدا ولا ايه.

فتحت عيناها بفزع بعد أن سمعت صوتها وألتقطت روب الأستحمام سريعًا وهي تقول بانفعال: -
- أنت غبى مش تعمل صوت قبل تدخل
نظر حوله بسخرية وقال وهو يقف: -
- قبل ما أدخل فين، أعتقد أننا برا
زفرت بأختناق وهي ترمقه بغضب لتراه يقترب بهدوء نحوها لتسير للخلف بتردد وهي تزدرد لعابها بأرتباك: -
- ثم أنا مش غبى يا مدام نبض. أنا جوزك وسايبك بمزاجى وأحترام لرغبتك لكن لو عاوز حاجة مش هقف زى المراهق أتفجر على مراتى بالمايو.

كادت أن تجيبه لكنها فلتت قدمها على حافة حمام السباحة ليمسكها من يدها قبل أن تسقط وقال بحزم: -
- أنا مبحبش اللسان الطويل ويا ريت نحترم بعض واضح
- براحتى
قالتها بتحدى فترك يدها على سهو لتسقط بحمام السباحة ويسقط الروب من يدها، وضع يديه في جيبه وقال مُجددًا: -
- واضح!

تبسمت بمكر نسائية وأومأت له بنعم وهي تمد يدها له ليخرجها، أخذ يدها بين كفه لكن بدل من أن يخرجها أدخلته هي حيث جذبته بقوة صرخ بها بغيظ وهو يرفع خصلات شعره للأعلى: -
- أنتِ مجنونة الفيزا والتليفون في جيبى.
- أنا مبحبش الأوامر يا يوسف بيه
قالتها بتحدى وأستدارت كى تصعد لتصدم حين مسكها من ذراعها ويخرج لها هاتفه ويقول: -
- ينفع كدة؟
- اه.

أقترب خطوة بنظرة غاضبة وهو يحدق بها فأذردرت لعابها بخوف من نظرته وقالت: -
- خلاص مينفعش
تحدث وهو يحاصرها في حمام السباحة بلهجة امرية يغيظها: -
- قولى سورى
- مستحيل
أقترب أكثر منها وهو يعيد طلبه: -
- قولى سورى
أزدردت لعابها من قربه وهي تشعر بدفء جسده رغم المياه الباردة وقالت بجدية: -
- لا ومتأمرنيش تانى، لأن كل ما تأمرنى هعمل العكس، الأمر مبيجبش معايا نتيجة..

قطع حديثها بقبلة على شفتيها لتتسع عينيها بذهول تام وتوقف جسدها عن الحركة وهي تشعر بيديه تحتضن خصرها النحيف بلطف وأقدامها لم تصل للقاع بسبب قصرها، شعرت بضربات قلبها تتسارع بسعادة والقشعريرة تسير في جسدها بخجل شديد ووجنتها زدات أحمرارًا، أغلقت عيناها بأستسلام وهي تستمع لصوت قلبها المتراقص، حملها وهو يخرج بها من حمام السباحة ويقبل عنقها بلطف حتى أنه لم ينتبه لهاتفه الذي يرن بأستمرار داخل جيبه المبلل..

قصر الحناوى
منذ يومين وشركته على وشك السقوط بسبب هذا المشروع الضخم الذي على وشك خسارته، منذ الصباح ووالدته تتصل بيه وهو لم يُجيب عليها وهاتف نبض مغلق، دلفت صباح إلى غرفتها فوجدت جلال يقف أمام المرأة ويربط رابطة عنقه فسألته بذهول: -
- أنت رايح فين؟
- رايح أشوف الشركة قبل ما تخرب
تحدثت بجدية وغضب من الكارثة التي حلت بهم: -
- الشركة أنت سايبها بقالك أربع سنين ومتعرفش عنها حاجة هتروح تعمل ايه.

أستدار لها بصرامة وقال غاضبًا: -
- وعشان سايبها يبقى مبفهمش حاجة، الشركة دى أنا اللى بنيتها بتعبى وسنين عمرى مستحيل اسيبها تقع بالسهولة دى
زفرت بأختناق وهي تقول بهدوء: -
- طب اهدى وأقعد وأنا هتصرف
خرج من الغرفة بعناد فخرجت خلفه وهي تقول: -
- أنت مش هتستحمل والدكتور مانع عنك أى مجهود
لم يستمع لحديثها ورحل إلى الشركة..

فتح يوسف عيناه بتعب في المساء فوجدتها نائمة بأحضانه ورأسها فوق صدره العاري وذراعها وأكتافها عاريين فجذب الغطاء عليها جيدًا ثم وضع قبلة على جبينها بلطف، ظل ينظر للسقف في صمت وهدوء حتى لا يقظها ويده تداعب خصلات شعرها، أتاه صوتها المحبوح وهي تقول: -
- صباح الخير
أجابها بنبرة دافئة: -
- مساء النور إحنا بليل، لو صحيتى يلا عشان تتعشي أنتِ مأكلتيش من الصبح
- وهتودينى الفيلم في السينما.

أومأ لها بنعم فتبسمت بعفوية وهي تلتقط روبها وأرتدت ثم دلفت للحمام، أخرج هاتفه من جيب بنطلونه المبلل ليرى أكتر من 30 مكالمة فتعجب وهو يتصل بوالدته فأتاه صوتها: -
- يوسف أنت فين؟
- في أيه؟
قصت له ما حدث وأنهت حديثها: -
- تيجى الصبح بدرى
أنهى أتصاله ودلف إلى الغرفة رأها مُرتدية روب الأستحمام وواقفة أمام الدولاب تختار ثوبها ليقول بجدية: -
- لمى حاجاتك يا نبض عشان هنرجع القاهرة حالًا
نظرت له بدهشة وقالت: -.

- ليه؟ حصل حاجة؟
- مشكلة في الشغل ولازم أروح أشوفلها حل
قالها وهو يدخل للمرحاض، جمعت ملابسهما والأغراض أثناء أستحمامه وأرتدت بنطلون أسود فضفاض وقميص نسائي أصفر اللون وادخلته بالبنطلون وحذاء أصفر كعب عالى..
قصر الحناوى
دلفت سارة إلى غرفة المكتب فوجدت والدها مُنهكًا في العمل فقالت: -
- بابا مش هترتاح شوية؟
- لا يا سارة، خليهم يعملولى قهوة
تقدمت خطوة وهي تقول: -.

- دا سابع فنجان قهوة في ساعتين يا بابا والفجر قرب يأذن أرتاح شوية ويوسف على وصول متقلقش
صرخ بها بغضب وهو يقول: -
- أسمعى الكلام يا سارة..
توقف عن الحديث حين مسك قلبه الذي أشتدت ألمه عليه وسقط على مقعده فهلعت نحوه بخوف وهي تناديه بفزع..

وصلت سيارة يوسف للقصر وترجل منها بينما كريم يفتح الباب إلى نبض وبدأ الخادم في أحضر الحقائب، دلف بصحبتها إلى القصر فوجد الجميع مستيقظين حتى عمته وابنتها وجالسين في الصالون: -
- مالكم
اجابته سارة ببكاء وهي تقول: -
- بابا تعبان قوى يا يوسف والدكتور لسه مجاش
تحدث نبض بسرعة وهي تقول: -
- هو فين؟
- فوق يا نبض.

قالتها صباح فصعدت للاعلى والجميع بخلفها، دلفت إلى غرفته واعطتها صباح الرشوات والأشعة الخاصة بقلبه المرض، فصحته نبض جيدًا وهي مُندهش من وجود جميع الاجهزة الطبية بغرفته يبدو أنه لم يذهب للمستشفى ويتلقى علاجه في المنزل، كتبت اسم حقنة ودواء على الورقة واعطتها ل يوسف وقالت: -
- هات الحقنة دى بسرعة يا يوسف.

وقفت من مكانها وهي تضع الأجهزة على صدره وتضعه على التنفس الصناعى، أعطى الورقة ل كريم كى يحضر العلاج وعاد إلى الغرفة فتحدث ميرا ببرود: -
- أنا بقول نستنى لما يجى دكتور العائلة هو فاهم أكتر
تجاهلت نبض جملتها وقالت ببرود شديد: -
- ممكن بس تطلعوا برا عشان الأكسجين.

أخرجتهم صباح جميعًا من الغرفة وظلت هي بجواره، ذهبت نبض إلى غرفتها تبدل ملابسها إلى فستان قطنى بقط فضفاض لأن يبدو أن نبطشية اليوم ستكون في جناح جلال، تحدث يوسف بقلق: -
- هو كويس؟
تنهدت بهدوء وقالت: -
- مخبيش عليك حالته مش مستقرة ولو مهتمش بنفس أكتر من كدة هيحتاج تدخل جراحى ومنصحكش بدا لأن لا سنه ولا صحته هتستحمل.

صمت بوجع مكتوم لاحظته في ملامحه فأقتربت منه بهدوء وأخذت يده بين كفيها وهي ترمق عيناه بحب وبسمة لطيفة على شفتيها وقالت: -
- متقلقش أنا هفضل معاه لحد ما يقوم بالسلامة. اممم.

أومأ لها بنعم ثم خرجت من الغرفة، خرج خلفها وأخذ العلاج من كريم وأعطاه لها، أعطته الحقنة وجلست بجواره وحدها، دلفت صباح بعد ساعتين بصحبة يوسف مُرتدي بدلته الرسمية كى يطمئن على والده قبل الذهاب للشركة فرأوا نبض نائمة على المقعد وهي جالسة وتمسك كتاب في يدها، تحدثت صباح: -
- ودى مراتك الأوضة ترتاح وأنا هقعد جنبه أنا متعودة على كدة.

أقترب بهدوء منها ثم حملها على ذراعيه ليسقط الكتاب منها، خرج بها من الغرفة لتتحدث بصوت مبحوح قائلة: -
- خلينى معاه يا يوسف
- أمى معاه، أنتِ محتاجة ترتاحى شوية من تعب السفر والسهر
فتحت عيناها بتعب شديد يظهر بهما فرأته مُرتدي بدلة كحلى فقالت بتمتمة: -
- أنت رايح الشركة؟
- امم
خرجت ميرا من غرفتها في نهاية الرواق ورأته يدور بها في الرواق الدائرية ويحملها على ذراعيه لتشتاط غضبًا وغيرة وتقدمت نحوهما
- هتتأخر؟!

سألته وهي مُتشبثة بعنقه فقال بجدية حادة: -
- لما أشوف حل للكارثة اللى عملوها..
توقفت ميرا أمامهما وتنظر له نظرة أنكسار، أنتبهت نبض لها وقالت: -
- نزلنى يا يوسف
تجاهلها ودلف إلى غرفته بها، أنزلها في الفراش وقال بهدوء: -
- تنامى وترتاحى
- حاضر، خلى بالك من نفسك
أومأ لها بنعم ثم وضع قبلة على جبينها ورحل من الغرفة ذاهبًا إلى القصر..
شركة ال SH.

كانت سارة و نانا مندمجين في التصاميم والعمل بحدة حتى قطعهم صوت كريم يقول: -
- مستر يوسف عاوزاكم
رفعت سارة رأسها ليتفحصها بنظره فتاة ببشرة بيضاء وعيون عسلية ترفع شعرها الكستنائي للأعلى على هيئة كحكة وتضع بها أقلام رصاص مُرتدية تنورة قصيرة سوداء وقميص نسائي بكم أحمر وكعب عالى أحمر اللون.
ذهبت معه بصحبة نانا إلى المكتب وكان بالداخل فؤاد، جلس الجميع وبدأ أجتماعهم فقال: -.

- بغض النظر عن حصل أزاى، هو حصل ومحتاجين حل في أسرع وقت لأن مفيش غير النهاردة وبكرة
- إحنا مش هنلحق نقدم مجموعة جديدة من التصاميم في يومين، منقدرش نديك شغل شهرين في يومين
قالتها نانا بحزم، تحدث بغضب مكتوم: -
- أتصرفوا..
قطعه رنين هاتفه باسم نبض، أعتذار من الجميع وتحرك بعيدًا يُجيب عليه يخشي أن يكون والده ساءت حالته فاجابها قائلًا: -
- أيوة يا نبض.

- يوسف تعال على المستشفى بسرعة، عمه تعب جدًا وطلبنا الإسعاف
أجابها بنبرة قلق وهو يقول: -
- ماشي وأنا هكلم الدكتور يحصلكم على ما أجى
خرج من الشركة بصحبة سارة وأتجه إلى المستشفى التي تعمل بها نبض بما أنها ملك ل جلال الحناوى، صعد إلى الطابق الخاص فأخبره الممرض بأن والده يستعد لدخول العمليات، نزل للطابق التانى حيث غرفة العمليات فوجد والدته و ميادة و ميرا
- بابا فين؟
سألت سارة ببكاء، اجابته صباح بهدوء: -.

- دخل العمليات
أتاهم الطبيب وخلفه نبض وكلا منهم مُرتدي زى العمليات، تركها صباحًا منذ ساعتين مُنهكة بشدة أم الأن تقف امامه مُرتدية بنطلون وتيشرت بنص كم ذات اللون الأخضر وعلى رأسها طاقية طبية تخفى شعرها وحول عنقها الكمامة لم ترفعها بعد.
- خير يا دكتور؟
- أدعوله عن أذنكم
قالها الطبيب وهو يسرع لغرفة العمليات، أربتت على كتفه ببسمة خفيفة تطمئنه وركضت خلف الطبيب، أغلق باب غرفة العمليات..

أستغرقت الجراحة 7 ساعات مُتصلين، جلست صباح بهدوء لم تذرف منها دمعة واحدة فكانت صامدة بماهرة و ميادة تجلس مقابلها ترمقها من لحظة للتانية بأشمئزاز وبجوارها ميرا أم سارة كانت جالسة بجوار والدتها تبكى بخوف في صمت، كان يوسف واقفًا أمام غرفة العمليات مُنتظر خروج والده أو حتى ممرض يطمئنه على حاله، خرج الطبيب أولًا فأسرع له الجميع فقال: -.

- الحمد لله الجراحة نجحت، دكتورة نبض بتقفل الجراحة وهيخرج على الأنعاش لأن الفترة الجاية مهم جدًا أنها تعدى بخير..

رحل الطبيب ونصف ساعة وفتح باب العمليات ليخرج سريره ووالده عليه بجهاز التنفس فأخذوا إلى العناية المركزة، رأى زوجته تخرج في الخلف بجسد يكاد يسقط أرضًا من التعب، تربت على عنقها بلطف وتدلكه حتى وقع نظرها عليه فتبسمت بإشراق رغم تعبها، بسمة كفيلة أن تطمئن قلبه قليلًا ولو كان يعرف قلبه معنى العشق لوقع في عشقها بسبب تلك البسمة فقط التي كفيلة بأن تأسر قلب أى رجل مهما كانت صلابته ما عدا زوجها ورجلها لم يتحرك له جفن، وصلت أمامه فقالت: -.

- قولتلك متقلقش
لم يُجيب عليها بل أكتفى بوضع قبلة على جبينها لتبتسم بلطف له، رأتهم ميرا لتشعر أنها من تحتاج لعملية تستئصال بها حبه من قلبها، دمعت عيناها ورحلت.
- روح أطمن على عمه وأنا هروح أجيب قهوة من الكافتيريا وأحصلكم.

قالتها بهدوء ثم رحلت من أمامه إلى الكافتيريا مباشرة دون أن تبدل ملابس العمليات ووقفت تنتظر قهوتها وهي تتكأ على الطاولة بتعب شديد، رأها من بعيد تقف مُنهكة وطاقتها نفدت ليقترب خطوة وأثنين لكن توقفت قدمه بصدمة حين رأى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة